-تيتو-تقي الدين
2011-05-13, 10:10
بسم الله
أستيقظ كل صباح على صوت والدتي الكريمة تناديني :"تقي نوض جاك الحال" أستيقظ مثقلا بهمومي ولربما احاول الاستيقاظ ولكن عقلي يدفعني للتراجع عن ذلك حتى لا أشاهد ذلك الواقع المر الذي ألفت مشاهدته ...احاول جاهدا وفي الأخير يغلبني المنطق حتى لا أتغيب عن حصتي الدراسية ..وأي حصة؟؟وأي دراسية؟؟؟ أحاول الضحك على الواقع ولكن هيهات...أغسل وجهي بهدوء وأرتدي ثيابي التي تعبت في انتقاءها من كثرة السراويل الممزقة والصغيرة والتي لا تكاد تستر جزءا قليلا من بدن شاب جزائي أغوته الثقافة الغربية حتى صار شبيها بقوم لوط عليهم لعنة الله...أشرب كوبا من الحليب وكوبا أخر من القهوة علي أستعيد نشاطي الضائع منذ فترة ...أحمل حقيبتي المثقلة بالكراسات التي لا طائل منها ...احمل حقيبتي المنهكة شأنها شأني...أحمل معي مسطرة الكبيرة وبازوكتي التي تحمل مخططا لفيلا فرنسية...نعم فرنسية...لربما حتى أبدو في شكل المهندس المعماري...ولربما حتى أرسم بعض علامات الاستفهام على وجه قاطني دائرتي الصغيرة بئرمقدم ...على العموم أذهب إلى موقف الحافلات لأجد عمي موسى والقابض ربيع ينتظران الوجوه المألوفة لتستقل حافلتهما الزرقاء اللون التي أحييها على الصمود كل هذه الفترة من الترحال...تبدأ مسيرتنا باتجاه عاصمة الولاية تبسة....وبالرغم من قصر الطريق إلا أنها تبدو طويلة جدا تبدأ الحافلة في شق طريقها بمساعدة من عمي موسى الرجل الذي تقرأ من ملامحه بعضا من الصلابة وبعضا من النفاق اختلطا في وجه ضاحك محاولة منه لجلب زبائنه...في المقعد المقابل أرى دركيين يتوجهان صباحا للعمل ...بضع فتيان وفتيات من طلبة الجماعة بمختلف الشعب...يجلس بجانبي عادة مهندس معماري متخرج يعمل كمساعد في أحد المكاتب ...يروي لي يومياته في الجامعة التي أستمتع بسماعها علني اخذ بعض العبر من شخص فاقني سنا وحكمة وكما تقول عجائزنا :"اللي فايتك بليلة فايتك بحيلة "فما بالك بسنوات؟؟
نمر بسرعة على بلدية الحمامات الصغير الكبيرة الصغيرة بمساحتها الكبيرة بسكانها وثقافتها...تمر الدقائق ببطء شديد أغمض عيني وأسمع صوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد وهو الشريط الذي تعود عمي موسى على وضعه كل صباح...تصل الحافلة إلى الجامعة...يفرمل عمي موسى وأنزل أنا ومن معي من طلبة الجامعة المغبونة...للتتواصل معاناتي كل صباح من نفس الفيلم إضراب متواصل شعارات قديمة:"طلبة غاضبون للأوضاع رافضون"..."أل أم دي أل أ أم دي وين الأم ووين الدي"..."أيها الجالسون أنتم أيضا معنيون"..."لا للتعميم لا للتعيميم" وأرى من بعيد الأستاذ غرزولي بقامته القيرة التي غلبت عليها ملامح الذكاء التي تنبع من محياه ...يحاول جاهدا الحد من انتشار هذا الإضراب ...خدمة لمصلحة التلميذ أو لمصلحته ...الله أعلم
أقضي سويعات كثيرة بين المدرجات الخالية أتحسر عليها وبرفقة طلاب أنهكتهم الإضرابات...أنهكتهم الوعود...أنهكتهمن القرارات العشوائية...والتي لا تخدم مصلحتهم...بين هذا وذاك تكثر الفوضى لأرى أن أفضل حل هو العودة إلى البيت لأستقل حافلة صديقي عماد عائدا إلى قريتي الصغيرة وإلى بيتي ...أدخل مسرعا ومنهكا ...أرمي بحقيبتي المسكينة على طاولة رسمي ...أرى مخططا قديما لبناية موضوعا على تلك الطاولة فأحاول أن أصرف نظري عنه...اخذ بعضا من الراحة ثم أفتح جهاز حاسوبي لأكون بينكم واكتب لكم :يويمات تقي الدين
أخوكم:مباركة تقي الدين:متحصل على الشهادة الورقة
أستيقظ كل صباح على صوت والدتي الكريمة تناديني :"تقي نوض جاك الحال" أستيقظ مثقلا بهمومي ولربما احاول الاستيقاظ ولكن عقلي يدفعني للتراجع عن ذلك حتى لا أشاهد ذلك الواقع المر الذي ألفت مشاهدته ...احاول جاهدا وفي الأخير يغلبني المنطق حتى لا أتغيب عن حصتي الدراسية ..وأي حصة؟؟وأي دراسية؟؟؟ أحاول الضحك على الواقع ولكن هيهات...أغسل وجهي بهدوء وأرتدي ثيابي التي تعبت في انتقاءها من كثرة السراويل الممزقة والصغيرة والتي لا تكاد تستر جزءا قليلا من بدن شاب جزائي أغوته الثقافة الغربية حتى صار شبيها بقوم لوط عليهم لعنة الله...أشرب كوبا من الحليب وكوبا أخر من القهوة علي أستعيد نشاطي الضائع منذ فترة ...أحمل حقيبتي المثقلة بالكراسات التي لا طائل منها ...احمل حقيبتي المنهكة شأنها شأني...أحمل معي مسطرة الكبيرة وبازوكتي التي تحمل مخططا لفيلا فرنسية...نعم فرنسية...لربما حتى أبدو في شكل المهندس المعماري...ولربما حتى أرسم بعض علامات الاستفهام على وجه قاطني دائرتي الصغيرة بئرمقدم ...على العموم أذهب إلى موقف الحافلات لأجد عمي موسى والقابض ربيع ينتظران الوجوه المألوفة لتستقل حافلتهما الزرقاء اللون التي أحييها على الصمود كل هذه الفترة من الترحال...تبدأ مسيرتنا باتجاه عاصمة الولاية تبسة....وبالرغم من قصر الطريق إلا أنها تبدو طويلة جدا تبدأ الحافلة في شق طريقها بمساعدة من عمي موسى الرجل الذي تقرأ من ملامحه بعضا من الصلابة وبعضا من النفاق اختلطا في وجه ضاحك محاولة منه لجلب زبائنه...في المقعد المقابل أرى دركيين يتوجهان صباحا للعمل ...بضع فتيان وفتيات من طلبة الجماعة بمختلف الشعب...يجلس بجانبي عادة مهندس معماري متخرج يعمل كمساعد في أحد المكاتب ...يروي لي يومياته في الجامعة التي أستمتع بسماعها علني اخذ بعض العبر من شخص فاقني سنا وحكمة وكما تقول عجائزنا :"اللي فايتك بليلة فايتك بحيلة "فما بالك بسنوات؟؟
نمر بسرعة على بلدية الحمامات الصغير الكبيرة الصغيرة بمساحتها الكبيرة بسكانها وثقافتها...تمر الدقائق ببطء شديد أغمض عيني وأسمع صوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد وهو الشريط الذي تعود عمي موسى على وضعه كل صباح...تصل الحافلة إلى الجامعة...يفرمل عمي موسى وأنزل أنا ومن معي من طلبة الجامعة المغبونة...للتتواصل معاناتي كل صباح من نفس الفيلم إضراب متواصل شعارات قديمة:"طلبة غاضبون للأوضاع رافضون"..."أل أم دي أل أ أم دي وين الأم ووين الدي"..."أيها الجالسون أنتم أيضا معنيون"..."لا للتعميم لا للتعيميم" وأرى من بعيد الأستاذ غرزولي بقامته القيرة التي غلبت عليها ملامح الذكاء التي تنبع من محياه ...يحاول جاهدا الحد من انتشار هذا الإضراب ...خدمة لمصلحة التلميذ أو لمصلحته ...الله أعلم
أقضي سويعات كثيرة بين المدرجات الخالية أتحسر عليها وبرفقة طلاب أنهكتهم الإضرابات...أنهكتهم الوعود...أنهكتهمن القرارات العشوائية...والتي لا تخدم مصلحتهم...بين هذا وذاك تكثر الفوضى لأرى أن أفضل حل هو العودة إلى البيت لأستقل حافلة صديقي عماد عائدا إلى قريتي الصغيرة وإلى بيتي ...أدخل مسرعا ومنهكا ...أرمي بحقيبتي المسكينة على طاولة رسمي ...أرى مخططا قديما لبناية موضوعا على تلك الطاولة فأحاول أن أصرف نظري عنه...اخذ بعضا من الراحة ثم أفتح جهاز حاسوبي لأكون بينكم واكتب لكم :يويمات تقي الدين
أخوكم:مباركة تقي الدين:متحصل على الشهادة الورقة