المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز ** مــوســــوعة الحــجــــــامة **


marin17
2011-05-08, 13:14
http://hh7.net/Apr2/hh7.net_13024462812.png (http://hh7.net/)

تعريف الحجامة : هي حرفة وفعل الحَجَام ، والحَجْمُ : المَصّ. يقال:حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه. والحَجَّامُ: المَصَّاص . قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة ؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَم ُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَم ٍ." انظر لسان العرب "

والحجامة معروفة منذ القدم ، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة ، ودلت آثارهم وصورهم المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض ، وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذ الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانو يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.


بداية الحجامة :

قيل أنه كانت الحجامة في بداية نشأتها تستخدم فقط لعلاج الدمامل وسحب الدم والقيح منها , واستخدمت كعلاج مساعد يرافق العلاج بالطرق الصينية التقليدية , ثم أثبتت هذه الوسيلة العلاجية كفاءتها وتطور استخدامها ليشمل التداوي من أمراض عدة , وكان من أبرز دواعي استخدام كاسات الهواء عند الصينين طرد " البرودة " من ممرات الطاقة بالجسم , و كانت تستخدم الكاسات الدافئة " Hot Cupping " في معاجة هذه الحالات , فكانت تسخن كاسات البامبو في مغلي العشاب قبل وضعها على جسم المريض , كما كانت توصف لعلاج ألالام المفاصل والعضلات على وجه الخصوص والحالات المرضية المرتبطة بالبرودة

بعض أحاديث الحجـامة

روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ ، وفي رواية عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ. وفي رواية عن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ . وعند أحمد عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ بِقَرْنٍ وَيُشْرَطُ بِطَرْفِ سِكِّينٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ شَمْخَ فَقَالَ لَهُ لِمَ تُمَكِّنُ ظَهْرَكَ أَوْ عُنُقَكَ مِنْ هَذَا يَفْعَلُ بِهَا مَا أَرَى فَقَالَ هَذَا الْحَجْمُ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ ُ. وفي مسند أحمد عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حَسَنِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا قَطُّ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلا قَالَ احْتَجِمْ وَلا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلا قَالَ اخْضِبْهُمَا بِالْحِنَّاءِ . وأخرج أحمد و والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي، إلا قالوا عليك بالحجامة" وفي لفظ مر أمتك بالحجامة.


مواضع الحجامة التي ورد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم احتجمها

روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ. وعن أبي هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ من وجع كان به ، وفي رواية أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احتجم فوق رأسه وهو يومئذ محرم ، وفي رواية احتجم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو محرم بلَحي جمل في وسط رأسه ، " أي ما فوق اليافوخ فيما بين أعلى القرنين " .

اليافوخ : عظم مقدم الرأس

وعند أبي داود وابن ماجة عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ ثَلاثـا فِي الأَخْدَعَيْـنِ وَالْكَاهــِلِ ( الاخدع عرق جانب الرقبة والكاهل بين الكتفين ، والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطة على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد ). وعند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الأَخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْن. وعند ابن ماجة في سننه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ عَلَى جِذْعٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَيْهَا مِنْ وَثيءٍ . وعند أبي داودِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ مِنْ وَثْيءٍ كَانَ بِهِ. وفي سنن النسائي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَثْيءٍ كَانَ بِهِ ( وجع يصيب العضو من غير كسر ). وفي رواية عند أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَثْيٍ كَانَ بِوَرِكِهِ أَوْ ظَهْرِهِ. وكان جابر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن .

أوقات الحجامة بالنسبة لأيام الأسبوع وأيام الشهر

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ. رواه ابن ماجة في سننه ، وفي رواية عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ يَا نَافِعُ قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنِ اسْتَطَعْتَ وَلا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا وَلا صَبِيًّا صَغِيرًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَدِ تَحَرِّيًا وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاءِ وَضَرَبَهُ بِالْبَلاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ لا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ. رواه ابن ماجة
والمقصود بهيجان الدم هو التبيغ يقول صلى الله عليه وسلم <لا يَتَبَيَّغْ بأحَدكُم الدَّمُ فيقتُلَه> أي غَلَبة الدَّم على الإنسان، يقال تبَيَّغ به الدَّم إذا تَردّد فيه. تَبَيَّغَ به الدمُ: هاجَ به، وذلك حين تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَن ومنه تبيَّغَ الماء إذا تردّد وتحيَّر في مَجْراه.أي لا يَبْغي عليه الدم فيقتله، من البَغْي: مجاوزةِ الحدّ.ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <ابْغِني خادِماً لا يكون قَحْماً فانِياً، ولا صَغيرا ضَرَعاً، فقد تَبَيَّغ بي الدَّمُ>. ومن ذلك الشعور بالصداع والامتلاء في الرأس والدوار والانفعال ، وقد تحدث اضطرابات بصرية.

المختصر المفيد في أوقات وأماكن الحجامة :

أوقات الحجامة: ذكرنا أعلاه بعض الأحاديث الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم تفيد في تعين أيام وأوقات وأماكن الحجامة والحقيقة أن أحاديث الحجامة كثيرة جدا فمنها الصحيح والضعيف والموضوع ، وان افضل أيام الشهر 17-19-21 من كلّ شهر هجري. أما افضل أوقات ألسنه لإجرائها فهو فصل الربيع ، أما النهي الوارد في الأحاديث عن الحجامة في بعض أيام الأسبوع إن صح الحديث فيكون كما قال موفق الدين البغدادي في الطب النبوي : هذا النهي كله إذا احتجم حال الصحة أما وقت المرض وعند الضرورة فعندها سواء كان سبع عشرة أو عشرين ، وكان أحمد بن حنبل يحتجم في أي وقت هاج عليه الدم وأي ساعة كان أ.هـ. ويقول ابن القيم في الطب النبوي وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي ، واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال ، وجواز احتجام المحرم ، وإن آل إلى قطع شئ من الشعر ... وجواز احتجام الصائم ، فإن في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتجم وهو صائم " . ولكن هل يفطر بذلك ، أم لا ؟ الصواب : الفطر بالحجامة ، لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير معارض ، وأصح ما يعارض به حديث حجامته وهو صائم أ.هـ. ولكن يقول العلماء الأحوط أن يؤخر الحجامة الى الليل بعد الإفطار خروجا من الخلاف .
أماكن الحجامة: أما أماكن الحجامة فهي أماكن ليس بالتوقيفية لأنها من الطب وليست من الأمور التعبدية ، يقول ابن القيم في الطب النبوي وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي ، واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال أ.هـ. ومن خلال إطلاعي على الكثير من الكتب ومواقع الإنترنت الأجنبية وجدت أنه لا يوجد أماكن مقيدة بالحجامة ولكنها أماكن اجتهادية يعلمها الناس بالخبرة ، وهي كما ذكر الأستاذ أحمد حفني / القاهرة / حارة الزيتون: في محاضرة له منشورة على أوراق وأشرطة بأن الحجامة تعمل على خطوط الطاقة ، وهي التي تستخدم في الإبر الصينية، ويقول وجد أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر الصينية، وتعمل الحجامة على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، وتعمل الحجامة على الغدد الليمفاوية، وتقوم بتنشيطها ، وتعمل أيضًا على الأوعية الدموية وعلى الأعصاب.

ماذا تفعل بالدم بعد الحجامة:

ينبغي أن يوارى الدم بدفنه بالتراب بعد الحجامة حفاظا عليه من تلاعب السحرة به وحتى لا يكون سببا في انتشار الجراثيم والأمراض المعدية ، ولما ورد في بعض الأحاديث وان كانت ضعيفة ولكن يستأنس بها فعن أم سعد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم ، وعن عامر بن عبدالله بن الزبير يقول إن أباه حدثه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم، فلما فرغ قال: ( يا عبدالله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد)، فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: يا عبدالله ما صنعت به؟. قال: جعلته في أخفى مكان ظننت أنه خافيا عن الناس. قال: لعلك شربته؟ ، قال نعم. قال: لم شربت الدم، وويل للناس منك وويل لك من الناس . وعن رواية عن عبد الله بن الزبير قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاني دمه، قال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب أو إنسان، فتنحيت فشربته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما صنعت؟ قلت: صنعت الذي أمرتني، قال: ما أراك إلا قد شربته! قلت: نعم، قال: ماذا تلقى أمتي منك! قال أبو سلمة فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان:الشعر، والظفر، والدم، والحيضة، والسن، والعلقة، والمشيمة.


تكرار الحجامــة :

يقول الإمام علي الرضا كما هو مكتوب في " الرسالة الذهبية للدكتور محمد علي البار " لتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن ثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة ، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم كل أربعين يوماً مرة وما زاد فبحسب ذلك .أ.هـ. ، ولعل الصواب والله أعلم أنه يمكن تكرار الحجامة كل أسبوع عند الحاجة إليها كما ذكر الدكتور علي رمضان . لأن بعض الأمراض تزول من أول حجامة وأخرى تزول بعد عدة مرات .


أخذ الأجرة على الحجامة:

سُئِلَ أنَسٌ عَنْ كَسْبِ الْحَجّامِ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: احْتَجَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. وَحَجَمَه أبُو طَيْبَةَ. فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلّمَ أهْلَهُ فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ، وَقَالَ "إنّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِه الْحِجَامَةُ" أوْ "إنّ مِنْ أمْثَلِ دَوَائِكُمُ الْحِجَامَةَ".

قال أبو عيسى حديثُ أنَسٍ حَدِيثٌ حسنٌ صحيحٌ. وَقَدْ رَخّصَ بَعْضُ أهل الْعِلمِ مِنْ أصْحَابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ. في كَسبِ الْحَجّامِ. وَهُوَ قَوْلُ الشّافِعيّ.


يقول ابن قيم الجوزية في زاد المعاد في هدي خير العباد: وأما إعطاءُ النبىِّ صلى الله عليه وسلم الحجام أجره، فلا يُعارض قوله ((كسب الحجام خبيث)) فإنه لم يقل: إن إعطاءه خبيث، بل إعطاؤه إما واجب، وإما مستحب، وإما جائز ولكن هو خبيثٌ بالنسبة إلى الآخذ، وخبثُه بالنسبة إلى أكله، فهو خبيثُ الكسب، ولم يلزم مِن ذلك تحريمُه ، فقد سمى النبىُّ صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل خبيثين مع إباحة أكلهما.

أنواع الحجـامة

الحجامة أربعة أنواع : الفصد ، الحجامة الجافة ، الحجامة الرطبة ، الحجامة بدودة العلقة والذي يهمنا في هذا المبحث هو الحجامة الرطبة.

1_ الفصد "وسنتكلم عنها في بحث منفصل
2_ الحجامة بدودة العلقة . Blood-sucking leech

يقول ابن منظور في لسان العرب العَلَقُ: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب. وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه. والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة .

‏وفي الحديث: (خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق) بفتح العين واللام بضبط المصنف دويبة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لمصها الدم الغالب على الإنسان ، انظر فتح القدير شرح الجامع الصغير ‏ولا تزال هذه الطريقة تستخدم في معظم دول العالم يتعالجون بالعلق بأنواعه حتى يومنا هذا ، يقول ابن القف 630- 685 هـ: والعلق جذبه للمواد الدموية ابلغ من جذب الحجامة ولو انه أقل من الفصد. ومن العلق ما طبعه السمية ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية وتصاد قبل يوم أو يومين ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في اجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد حتى اذا امتلأت اجوافها تسقط ويعلق غيرها اذا لزم الأمر.

بعد ذلك تعلق المحاجم على مواضعها وتمص مصا قويا لجنب الدم المتبقي في الموضع.


3_ الحجامة الجافة " كاسات الهواء "

تفيد في نقل الأخلاط الرديئة من مواضع الألم الى سطح الجلد وبذلك يختفي جزء كبير من الألم ، وتختلف عن الحجامة الرطبة " بتشريط الجلد " .


طريقة عمل الحجامة الجافة :

1. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

2. ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

3. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

4. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب.

5. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

6. بعد خمسة دقائق الى عشرة دقائق " حبذ أن لا تزيد على 10 دقائق " انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس .

7. في حالة حجامة الوجه لا تزيد المدة عن نصف دقيقة .


4_ الحجامة الرطبة :

وتختلف عن الحجامة الجافة " بتشريط الجلد تشريطا خفيفا " ووضع المحجمة على مكان التشريط وتفريغها من الهواء عن طريق المص فيندفع الدم والأخلاط الرديئة من الشعيرات والأوردة الصغيرة الى سطح الجلد بسبب التفريغ الذي أحدثه المص ، وهي غير فصد الدم .


طريقة عمل الحجامة الرطبة:

1. المكان الذي تجرى فيه الحجامة يجب أن يكون نظيفا، ومهيأ لعملية الحجامة .

2. أنصح بأن تكون الأرضية مغطاة ببساط أو مفرشة من البلاستيك كالذي يستخدم للطعام خشية سقوط المحجمة أو قطرات الدم .

3. تأكد من نظافة وتعقيم آلات الحجامة ، واستخدم مشرط جديد ومعقم لكل شخص.

4. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

5. يجب على الشخص الذي يقوم بالحجامة ارتداء قفازات طبية ( جوانتي ).

6. قد تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

7. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

8. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب .

9. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

10. بعد دقيقتين أو نحوها انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس أو سحب البلف.

11. شَرط موضع الحجامة بالمشرط (أو موس حلاقة معقم ) تشريطا خفيفاً سطحياً " ويمكنك استخدام إبرة فحص فصيلة الدم في حالة مرض السكر وسيولة الدم " .

12. يجب أن يكون التشريط على امتداد العروق وليس بالعرض أي بالطول من ناحية الرأس الى ناحية القدم.

13. ضع الكأس على نفس الموضع المراد حجامته مرة أخرى .

14. فرغ كأس المحجمة من الهواء ، ومن أجل تخفيف ألم الحجامة التدرج بتفريغ المحجمة من الهواء " المص " فالأولى تكون أخف من الثانية والثانية تكون أخف من الثالثة .

15. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط.

16. فرغ الكأس إذا امتلأ بالدم وكرر نفس العملية مرة أخرى ، حتى يخرج الدم صافيا رقيقا ، أو ينقطع خروج الدم .

17. نظف موضع الحجامة بالمطهرات الطبية وضع لاصق طبي على موضع الجروح اذا لم يرقأ الدم .

18. يوجد في الصيدليات مراهم خاصة بالجروح تساعد على حماية الجرح من الجراثيم كما تسرع في اندمال الجروح والأهم من ذلك أنها لا تترك أثر للتشريط على الجلد" .


المُشْرَطُ:المِشْرَطُ: المِبْضَعُ ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط بها.

وقد حدد ابوالقاسم خلف الزهراوي المتوفي سنة 404هـ في "كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف" مواضع الحجامة بقوله والمحاجم التي تستعمل بالشرط واخراج الدم له اربعة عشر موضعا من الجسم أحدها محاجم الفقرة وهو مؤخر الرأس والكاهل وهو وسط القفاء ومحاجم الأخدعين وهما صفحتا العنق من الجانبين جميعا ومحاجم الزمن وهو تحت الفك الأسفل من الفم ومحاجم الكتفين ومحاجم العصعص على عجب الذنب ومحاجم الزندين وهما وسط الذراعين ومحاجم الساقين ومحاجم العرقوبين ثم شرح الأمراض المختلفة التي تعالجها الحجامة وانها مرتبطة بمواقع الحجامة فمثلا يقول عن حجامة الأخدعين انها تنفع من الأوجاع الحادثة في الرأس والرمد والشقيقة والخناق ووجع اصول الاسنان وعن حجامة العصعص يقول انها تنفع من بواسير المقعدة وقروح الأسفل ثم تسير في نفس الفصل الى كيفية الحجامة فيقول ان المحجمة "اداة الحجامة" توقع اولا فارغة وتمص مصا معتدلا ولا يطال وضع المحاجم وانما توضع سريعا وتنزع سريعا لتقبل الاخلاط الى الموضع اقبالا مستويا ويكرر ذلك ويوالي حتى يرى الموضع وقد احمر وانتفخ وظهرت حمرة الدم فحينئذ يشرط ويعاود المص رويدا رويدا ثم ينظر في حال الابدان فمن كان من الناس رخص اللحم متخلخل المسام فيشرط شرطة واحدة لا غير لئلا يتقرح الموضع ويوسع الشرط ويعمق قليلا ويعاد المص في رفق وتحريك لطيف فان كان في الدم غلظ فيشرط مرتين في المرة الأول لفتح طريق لطيف الدم ومائيته واماالثانية فلاستقصاء اخراج الدم الخليط وان كان الدم الغليظ عكراً جدا فيكرر الشرط مرة ثالثة لتبلغ الغاية، ويصف الحد المعتدل في الشرط العميق بأنه عمق الجلد فقط." نقلا عن جريد الرياض الاثنين 16 صفر 1423 العدد 12362 "


وفي كتاب الجراحة لابن القف )630- 685 هـ( إن الحجامة عند الجراحين تعنى بالمادة الدموية المستولية على ظاهر البدن لاخراجها أما بشرط ( رطبه ) أو بلا شرط ( جافه ) ، والتي بغير شرط إما بنار أو بغير نار(مص)، والطبيب خادم الطبيعة يحذو حذو أفعالها وإذا دعت الحركة الطبيعية المادة إلى جهة من الجهات أو مالت هي بنفسها إلى تلك الجهة ، فمن الواجب أن تعان على إخراجها وتجفيف مقدارها وذلك بفتح مجاريها أو بشرط الجلد ثم وضع ما يعين على بروزها بالمحاجم. والحجامة تلزم حين الحاجة لا سيما في الأبدان العليلة مع مراعاة مقدار الشرط ( طوله وعمقه بحسب مقدار مادة الخلط وقواها) ويمرخ العضو قبل الشرط تمريخا قويا ويعلق عليه المحاجم مرة وأخرى بغير شرط لتنجذب المواد المراد إخراجها. إما المواضع المناسبة للحجامة فمنها النقرة التي فوق القفا بأربع أصابع وتنفع من الرمد وثقل الرأس والقمحدوة والاخدعين في جانبي العنق والذقن والكاهل بين الكتفين والمنكب مقابل الترقوة من الخلف والناغض خلف اليد. والمحاجم بغير النار فتمص مصا بالغا وتريح العضو لتسكين الوجع. والمحاجم بالنار فيوضع قطن داخل المحجمة أو في قدح مناسب ويوقد فيه نار ثم تلقمه العضو فإنه يجذبه ويمصه مصا قويا.


لـــون لدم

عدم خروج الدم: قد يستدل به على سلامة العضو من العلل .

دم أحمر سائـل : قد يستدل به على سلامة ذلك الموضع من العلل .

دم اسود سائل : يستدل به على وجود أخلاط ضاره " دم فاسد " (1) في ذلك العضو .

دم اسود متخثر: يستدل به على وجود أخلاط كثيرة ضارة في ذلك العضو .

توقف خروج الدم أو خروج البلازما(2) المادة الصفراء يستفاد منه على نهاية الحجامة ويجب التوقف وعدم المبالغة في المص " الشفط ".

قد يواصل الدم بالخروج بسبب عمق التشريط ، فينبغي التوقف بعد استفراغ كمية الدم المناسبة من ذلك العضو والتي هي حوالي 200 مل.

(1) "البلازما plasma " طبقة رائقة يميل لونها إلى الصفرة وهي وتشكل (55%) من حجم الدم. وهي تحوي المواد السكرية والأحماض الأمينية والكالسيوم والمغنزيوم واليود والحديد على شكل مركبات مختلفة كما تحوي الهرمونات والخمائر التي تسيطر على نمو الجسم وأنشطته المختلفة.

(2) الدم الفاسد: يطلق هذا التعريف على الدم الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى.

احتياطات وتنبيهات

precautions

(درهم وقاية خير من قنطار علاج)


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تطبَّبَ ولم يعلم منه طبٌّ قبل ذلك فهو ضـامن ))

فقد أجمع أهل العلم على تضمين الطبيب الجاهل، وكذلك تضمين الطبيب المتعدي الذي يجاوز الحدود والضوابط المعتبرة عند أهل المعرفة والاختصاص.


جاء في كتاب ‏الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في باب حكم التعالج:

‏‏(‏ فوائد تتعلق بالحجامة ‏)‏ منها ‏:‏ أنه يستحب لمن أراد الحجامة أن لا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك ‏,‏ ومثل الحجامة في ذلك الفصادة ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه إذا أراد الحجامة في الغد يستحب له أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر ‏,‏ وإذا كان به مرة بكسر الميم " يقصد مثل مرضى السكري" فليذق شيئا قبل حجامته خيفة أن يغلب على عقله ‏,‏ ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه ينبغي أن لا يأكل مالحا إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب ‏,‏ نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به ثم يحسو شيئا من المرقة ويتناول شيئا من الحلو إن قدر ‏,‏ وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائبا ‏,‏ ويقلل شرب الماء في يومه ‏.‏ ومنها ‏:‏ اجتناب الحجامة في نقرة القفا لما قيل من أنها تورث النسيان ‏,‏ والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ‏:‏ ‏{‏ إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون ‏}‏ ولا تنبغي المداومة عليها لأنها تضر ‏.‏ ومنها ‏:‏ أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف ‏,‏ ومثله شدة البرد في الشتاء ‏,‏ وأحسن زمانها الربيع ‏,‏ وخير أوقاتها من الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره ‏. ا. هـ.

في البداية يجب التأكد من أن المكان الذي تجرى به الحجامة نظيف ومعقم وتوجد أدوات الإسعاف الأولية الضرورية لمواجهة أي طارىء قد ينشأ عند إجراء الحجامة .

ولا بد من توفير منشورات تثقيفية للناس توضح بأن الحجامة ولا بد من ان تنقل أمراضا عديدة مثل الإنتانات الجلدية (بكتيرية نظرية فيروسية) والتهابات الكبد الوبائية وحتى مرض نقص المناعة المكتسبة وقانا الله والمسلمين منه. ومن الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، التهاب الكبدالفيروسي (ب)، التهاب الكبد الفيروسي (ج) أو ما يسمى (سي) وأخطرها مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) وتنتقل هذه الأمراض من مريض سابق بهذه الأمراض تم إجراء عملية الحجامة له ثم تجري عملية الحجامة لشخص لاحق بدون تنظيف آلة الحجامة بصورة جيدة وتعقيمها.

وهنالك جراثيم أخرى متنوعة تحصل نتيجة تلوث ألة الحجامة من الجراثيم الموجودة في البيئة، وغالبا ما تكون غير ذات ضرر ما لم يحصل جرح في الجلد وأخطرها مرض الكزاز، ومن الاحتياطات الواجب توافرها فيمن يقوم بالحجامة، يجب التأكد من سلامة من يقوم بمهنة الحجامة من الأمراض المعدية مثل: التهاب الكبد الفيروسي (ب) وكذلك (ج) والإيدز حتى لا ينقلها إلى الشخص المقرر إجراء الحجامة له، إضافة إلى سلامة الحجام (من يقوم بمهنة الحجامة) من الأمراض الجلدية مثل: الهربس والالتهابات المزمنة. وكذلك الأدوات المستخدمة يجب أن تعقم بطريقة جيدة.

نصائح

1. لا تحجم المريض وهو واقفاً أو على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض ، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة .

2. لا تحجم الجلد الذي يحتوي على دمامل وأمراض جلديه معدية أو التهاب جلدي شديد .

3. لا تحجم في مواضع لا يكون فيها عضلات مرنه .

4. لا تحجم المواضع التي تكثر فيها الأوردة والشرايين البارزة مثل ظهر اليدين والقدمين مع الأشخاص ضعيفي البنية .

5. لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن وعلى الثديين ومنطقة الصدر خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى .

6. ينبغي أن تكون الحجامة دائما مزدوجة ، مثال : كلا اليدين وكلا القدمين وعلا جانبي العمود الفقري ومن الأمام والخلف في بعض الحالات .

7. تجنب الحجامة في الأيام الشديدة البرودة حيث تزيد لزوجة الدم وتقلِل ميوعته " يمكن تدفئة المكان قبل وبعد الحجامة " .

8. تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالرشح أو البرد ودرجة حرارته عالية .

9. تجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة .

10. تجنب الحجامة على الركبة المصابة بالماء ولتكن الحجامة بجوارها وكذلك الدوالي .

11. تجنب الحجامة بعد الأكل مباشرة ولكن على الأقل بعد ساعتين .

12. تجنب الحجامة بأكثر من كأس في وقت واحد لمن يعاني من الأنيميا " فقر الدم "أو يعاني من انخفاض في ضغط الدم وعدم حجامته على الفقرات القطنية لأنها تتسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة ، وينصح بأن يشرب المصاب شيء من السكريات أو طعام يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .

13. تجنب الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي .

14. تجنب الحجامة لمن تبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة .

15. تجنب الحجامة لكبار السن والأطفال دون سن البلوغ إلا أن يكون الشفط قليلا.

16. في حالة الإغماء وقت الحجامة أو على إثرهـا هبوط ضغط الدم أو السكري ، يستلقي المصاب على ظهره وترفع قدماه للأعلى بوسادة أو غيرها، ويسقى شيء من السكريات أو العصيرات الطازجه.

17. يُفضَّل عدم القيام بالاستحمام قبل الحجامة: الاستحمام التدليكي المجهد للجسم، لأنه يؤدي إلى تنشيط بسيط للدورة الدموية وهذا ما لا يخفى أثره في تحريك بعض الراكد من الشوائب في منطقة الكاهل الواجب امتصاصها بالحجامة. أما الاستحمام لغسل العرق دون مجهود فلا مانع.


بعد الحجامة ينصح بما يلي :

1. ينبغي أن يمتنع من يريد أن يحتجم عن الجماع قبل الحجامة مدة 12 ساعة وبعد الحجامة لمدة 24 ساعة " وذلك من أجل المحافظة على قوته ونشاطة . وقد تحدث عن هذه النقطة الكثير من العلماء واهل الإختصاص يقول ابن حجر في الفتح " حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ "الشرح:

ذكر حديث ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم " وهو يقتضي كون ذلك وقع منه نهارا، وعند الأطباء أن أنفع الحجامة ما يقع في الساعة الثانية أو الثالثة، وأن لا يقع عقب استفراغ عن جماع أو حمام أو غيرهما ولا عقب شبع ولا جوع.

2. ينبغي أن يرتاح المريض ولا يجهد نفسه ولا يغضب بعد الحجامة حتى لا يحصل هيجان وارتفاع في ضغط الدم ، وعدم أخذ الراحة الكافية قد يكون أيضا سبباً في عودة الألم مرة ثانية بسبب عدم توازن الطاقة .

3. يمتنع عن شرب السوائل شديدة البرودة لمدة 24 ساعة .

4. ينبغي أن يغطي المحتجم موضع الحجامة ولا يعرضه للهواء البارد كما هو الحال في جميع الجروح وحتى لا تتعرض للجراثيم والالتهابات.

5. ينبغي أن لا يأكل المحتجم طعاما مالحا أو فيه بهارات " حوار " بعد الحجامة مباشرة ، بل ينتظر لمدة ثلاث ساعات أو نحوها .

6. بعض الناس يشعر بارتفاع في درجة حرارة في الجسم وذلك ثاني يوم من الحجامة ، هذا أمر طبيعي ويزول بسرعة .

7. بعض الناس يشعر بغثيان أو يحصل له إسهال عندما يحتجم في ظهره ، هذا أيضا أمر طبيعي .

8- يذكر الإطباء السوريون أنه بإمكان المحجوم أن يتناول من الطعام النوع السهل الهضم كالخضار والفواكه والسكاكر.. وعادةً يُقدَّم للمحجومين طبقٌ من سلطة الخضار الممزوجة مع قطع من الخبز المحمَّر والمتبَّلة بالزيت والخل وهو ما يعرف بإسم (الفتُّوش) عند أهل الشام مصحوباً بطبق من الزيتون. ومن المهم: يحظر تناول الحليب ومشتقاته كالجبن واللبن والقشدة والأكلات المطبوخة مع أحد هذه الأنواع طيلة يوم الحجامة، أي: طوال نهاره وليله فقط ، وذلك لأن الحليب ومشتقاته على الغالب تؤدي للغثيان وتثير الإقياء وتعمل على اضطراب في الضغط بما يؤدي للضرر، وعموماً نحن بغنى عن آثارها السلبية في الجسم بعد تحقق الشفاء بالحجامة.


الأخطاء الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة:

الحجامة على الرأس والأخدعين والساق:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك».

غير أننا نسمع عن حجامة تُجرى على الرأس والأخدعين الذين هما وريدان خفيان جانبي العنق، فهل الفائدة تتم عليهما أيضاً؟.

وفي الجواب عن هذا نقول: من الممكن أثناء الحجامة على الأخدعين أن تقع شرطة (الشفرة) على أحدهما فيحدث نزف قد يصعب إيقافه ويودي بحياة الشخص. ومن ناحية أخرى الحجامة في هذا الموضع لاتفي بالغرض الذي بيَّناه من نزع الهرم والشاذ من الكريات الحمر والشوائب الدموية.

كذلك بالنسبة للرأس فهي أخطر وأكثر حساسية، وجروحه تبقى أمداً طويلاً حتى تندمل لأنه أكثر عرضة للتلوث وبالتالي للالتهابات فضلاً عن صعوبة تثبيت كأس الحجامة عليه، بل يكاد يكون مستحيلاً بسبب وجود الشعر والتصاق جلد الرأس بعظام الجمجمة مباشرة لخلوّه من العضلات بخلاف الكاهل تماماً.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما، فالأنفع والأكثر أمناً هو الحجامة على الكاهل ولا فائدة بتمامها إلاَّ بالكاهل حصراً.

يقول الطبيب ابن سينا في كتابه الطبي (القانون في الطب): لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان.

كما أن الساق ليست منطقة ركودة دموية حتى تكون مستنقعاً تترسب فيه الشوائب والكريات المسنة وأشباحها، بل على العكس هي أكثر ما تكون حركة ونشاطاً.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "


دراســــة مـخبـريــة

أجرى الفريق الطبي حجامات عديدة في مواضع مختلفة كالأخدعين والساق وعلى الظهر قرب الحوض (أسفل منطقة الكاهل بـ (35) سم)، وقام الفريق المخبري بأخذ عينات من الدم الخارج من شقوق الحجامة في هذه المواضع، وبعد إخضاع هذا الدم للدراسات المخبرية الدقيقة تبيَّن أنه مشابهاً للدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة، مما يدل أن الحجامة في هذه المواضع غير مجدية أبداً.

ملاحظة هامة: حرص الفريق الطبي عند قيامه بالاختبارات لمواضع الحجامة على مراعاة قوانين الحجامة الأخرى بشكل دقيق من حيث التوقيت والسن وإجرائها على الريق. وطبق ذلك أيضاً على بقية القوانين عند إجراء دراسات مخبرية عليها، فقد كان يعتمد على تثبيت جميع الأنظمة وفق أصولها والتغيير فقط في القانون المراد دراسة أثر مخالفته.


السن المناسبة للحجامة بالنسبة للرجال والنساء:


أولاً: السن المناسبة لحجامة الرجال:

يتوجب تطبيق عملية الحجامة على كلِّ شخصٍ ذكر تجاوز العشرين من العمر في كل عام مرة، للحديث الشريف: «نعم العادة الحجامة» .

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "


التعليل العلمي لعدم إجراء الحجامة في سن الطفولة والبلوغ:

إن فترات النمو تستدعي دعماً متزايداً بالحديد، إذ من الملاحظ والذي تمَّ معاينته أن حديثي الولادة والرضع واليافعين حتى مرحلة البلوغ يتطلَّبون من الحديد كميات أعلى من (3-6) مرات نسبة لأوزانهم بالمقارنة مع أولئك الذين تجاوزوا مرحلة النمو (فوق سن العشرين عاماً). ومن الطبيعي أن نسبة طعامهم لا يمكن زيادتها أبداً بنفس النسبة السابقة، بشكل عام يتناول الإنسان (10-20) ملغ حديد يومياً ضمن غذائه.. يُمتص منها (10%) ويطرح الباقي بالفضلات.


وكما ذكرنا فإن مرحلة الطفولة والبلوغ تتطلَّب كميات كبيرة من الحديد كون الجسم بهذه المرحلة في طور النمو وهذه الكميات لا يؤمِّنها الغذاء كاملةً لهذا الجسم النامي، إنما يجري سدُّ النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال وبلعميات عامة الجسم مشكِّلةً الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم، حيث يتكسر يومياً (250) بليون كرية تقريباً، أي كل ساعة (10) بليون كرية. إذاً فالجسم عامة ونقي عظامه يستفيد من هذه الكريات وذلك بعد أن يتم تحويلها التحويلات المناسبة ليستفيد منها في نموه وبنائه.. إضافة لبناء كرياته الحمراء بسلسلة من العمليات (وإن أي هدر لها يورث الجسم مشاكل كثيرة وخطيرة).

من هنا فإن الجسم يستفيد من كل الكريات الميتة وبالنتيجة لا يحوي إلاَّ القليل من الكريات المعيقة، أما بعد الـ (20) من العمر فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً يجب التخلُّص منه، وتبدأ مشاكل الكبد والطحال والتي سنشرحها لاحقاً.

وزيادة في التفصيل وتوسعاً في الشرح نقول:

إن الكرية الحمراء تحتوي على (65-70 %) ماء، عناصر معدنية ومواد عضوية.. وتتميز باحتوائها على كمية كبيرة (27-28%) بروتين خاص هو خضاب الدم (هيموغلوبين(2) Hemoglobin) وهو الذي يحتوي على معدن الحديد.

ويتكون الهيموغلوبين من (96%) غلوبين Globin وهو جزء بروتيني محض مكوَّن من حموض أمينية منها: هيستيدين، لوسين،...

و (4%) من الهيم Heme.. وهو الذي يحوي على (4) ذرات حديد بالإضافة إلى بروتوبورفيرين Protoporphyrin.. على هذا فإن جزيء الهيموغلوبين يحتوي على عدد من ذرات الحديد.


ثانياً: السن المناسبة لحجامة النساء:

لا تحتجم المرأة حتى تتخطى سن اليأس ذلك أن يد القدرة الإلهية قد جعلت لها مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله أن تتخلص من الدم العاطل، فبالمحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها وكرياتها الحمراء في أوج حيويتها.. بالإضافة إلى ذلك فإن الكبد والطحال يلتهمان جزءاً لا بأس به من الدم العاطل (الكريات الحمر الهرمة) ليقوما بتفكيكها والاستفادة من المكونات عند الحاجة.

وبخروج دم المحيض من المرأة، ولئلا يحدث أي خلل في وظائف الدورة الدموية، يحرّض الجسم نقي العظام لرفد الدم بخلايا دموية جديدة فتية، ويساهم الطحال في إطلاق كمية الدم التي يخزِّنها إزاء هبوط الضغط الدموي.. لذلك نجد أن متطلَّبات النساء من الحديد قبل دخولهن مرحلة انقطاع المحيض تبلغ ضعفي ما يتطلَّبه الرجال والنساء اللواتي دخلن هذه المرحلة من العمر.. وبالتالي فإجراء عملية الحجامة لذوات المحيض فيه بالغ الضرر، ولذا نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.


أما عندما تبلغ المرأة سن اليأس يتوقف المحيض وتصبح خاضعة لنفس الظروف التي يخضع لها الرجل الذي تخطّى سن العشرين وتكون بذلك قد دخلت مرحلة فيزيولوجية بيولوجية جديدة تقود إلى تغيرات نفسية وجسدية تمهِّد لنشوء أمراض عديدة: فمن ارتفاع ضغط الدم إلى نقص التروية الدموية إلى الجلطات إلى أمراض السكري والشقيقة والقصور الكلوي والروماتيزم وضخامة الطحال والارتشاحات الرئوية وضعف الرؤية وآلام الرأس وغيرها كثير، كلها تبدأ بالظهور عقب انقطاع المحيض بفترة بسيطة من الزمن.. وهنا تصبح الحجامة أمراً محتماً وقانوناً لازماً لا بديل عنه أبداً، يعيد للمرأة استقرارها النفسي والجسدي.

وقد لاحظ الأطباء : أن المرأة التي دخلت سن اليأس أو التي على مشارف الدخول فيه (بالعادة تكون قد تخطَّت سن الأربعين) قد تتعرَّض للإصابة بالجلطة القلبية جراء التصلُّب العصيدي الذي يصيب الأوعية الدموية، وإن إصابة النساء في هذا العمر يفوق بمرات عديدة النساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس بعد. وتعليل ميكانيكية هذه الظاهرة إلى الآن لم يتضح بشكل نهائي.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "


وهذا التعليل الذي ذكرناه هو خير تعليل لهذه الظاهرة، ووقاية النساء اللواتي بلغن سن اليأس وشفاؤهن تتم بالعملية الطبية (الحجامة).

وقد بيَّن ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: «من هراق هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيءٍ لشيء» . وكي يتم التوسع بالتفصيلات نقول:

إنه لما كان المحيض عند المرأة كانت التروية الدموية كاملة النشاط مما جعل الأعضاء تعمل بشكل أمثل فلا إعاقة لتيار الدم ولا إجهاد يقع على الكبد ولا يصيب الطحال رهقٌ فالكل يسير على ما يرام. والتالف من الكريات الحمراء ينصرف بالمحيض، أما ما يبقى فتستغل مكوناته في إنتاج عناصر دموية جديدة.. وعندما يعمل الكبد بشكل ممتاز فإنه يستقلب الشحوم والمواد الدهنية ويستقلب ويصرف الزائد من الكوليسترول فيمنع تراكمها على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي لا يحدث التصلب العصيدي. وباختفاء التالف من الكريات الدموية لا يحدث التجلط ولا يرتفع الضغط(3) ولا ترتص حبيبات الدهون ولا الكوليسترول ولا التوالف من الكريات..


المرأة وانقطاع العادة الشهرية أثناء الحمل والإرضاع:

ولرب استفسار يطرح نفسه في هذا المجال: أن المرأة أثناء فترة الحمل تنقطع عن المحيض فما مصير هذه الدماء في جهازها الدوراني؟.

إن تعليل هذه الظاهرة بسيط، ذلك أن الجنين المتكوِّن في رحم أمه بحاجةٍ إلى العناصر المكوِّنة لهذا الدم، فالجنين يستهلك تلك العناصر وحديد الكريات التالفة، ولذا بحكمة الله ولأمور تتعلَّق بآلية حدوث الحمل عند المرأة تقف الدورة الشهرية.

أما في فترة الإرضاع فيقوم المولود أيضاً باستهلاك الحديد والحموض الأمينية المستقلبة من تالف الكريات الحمراء عن طريق حليب الثدي من أجل بناء جسمه.
يتبع..

marin17
2011-05-08, 15:32
الحجامة والأمراض وشفاؤها

أثر عملية الحجامة على أجهزة الجسم المختلفة وعلى الأمراض التي تصيبها



أثر الحجامة على تضخمات الطحال:

الاستقصاء حول أسباب تضخم الطحال تعود بمعظمها إلى الحاجة لزيادة العمل الطحالي.. فمنها:

ـ أسباب إنتانية التهابية: والآلية بهذا النوع من التضخم يعتقد بأنه عائد إما لزيادة الفعالية الدفاعية أو إلى زيادة الحاجة لتصفية مركبات معينة من الدم وهذا نتخلص منه بالحجامة أو نزيح عن الطحال هذا العبء الكبير (بتخليص الجسم من تالف الكريات والشوائب الدموية وغيره.. ونخفف أو نزيل هذه الحاجة، إذ جعلنا الحجامة هي المصفاة).

ـ أسباب احتقانية: كداء المنشقات الكبدية، وخثرة الوريد الكبدي، وخثرة وريد الباب، وانسداد وريد الباب. وهذا النوع من التضخم يعود لازدياد الضغط في الجملة البابية أو الدوران العام وأيضاً سبيلنا للتخلص من ذلك بالحجامة لأنها تخفف الضغط في الجملة البابية حتماً كونها تيسر مرور الدم في الكبد بعد أن نشطته وجعلته في أتم الجاهزية والفعالية وكذا تخفف الضغط في الدوران الوريدي العام وتجلو الجسم من شوائبه وترسباته الدموية المشكِّلة للخثرات وهذا ما ذكرناه من قبل.

وهناك تضخمات بسبب فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية فيه وهذا بسبب الحاجة لسحب الخلايا الشاذة من الدم أو بسبب الحؤول النقياني، وكذلك حين نتخلص من الخلايا الشاذة في الدم عن طريق الحجامة نتخلص من فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية ونتقي أو نُشْفى من تضخمات الطحال العائدة لهذا السبب.

وهناك ضخامة ناتجة عن التنشؤات: وأحياناً يعود ذلك لاحمرار دم حقيقي وهذا أيضاً علاجه بالحجامة، إذ نخلص من زيادة الكريات الحمراء.. وهناك ضخامة عن آفة ارتشاحية: والسبب فيها هو امتلاء البالعات الطحالية بالمواد الشاذة التي تتراكم من تلك الأمراض وعندما نخلِّص هذه البالعات من عبءٍ كبير بواسطة الحجامة بعد استخلاص الشاذة والهرمة نتخلص أيضاً أو نتقي من هذه الضخامة.

من بعد كل ما ورد نصل لنتيجة لا تقبل الجدل بأن الحجامة تعمل كطحالٍ في تخليص الدم من العناصر الدموية الشاذة والشوائب والتوالف الدموية وهذا ما لا يمكن إهماله إن أردنا الحفاظ على الطحال بحالةٍ مثالية وعلى جسمنا ككل.

إذاً نتجنب بالحجامة امتلاء الطحال بالهيموسدرين وبالتالي تتفرغ الجملة الشبكية البطانية لفعلها فيزداد نشاطها لتعتمد دورها المناعي ضد الجراثيم والطفيليات والفطور والأوالي وما لهذا من أثر عظيم في الوقاية، ونتفادى المشاكل الناشئة عن ارتفاع التوتر الوريدي البابي والتي تتعلَّق بالطحال وهي كثيرة وخطيرة.



دراســــة مـخبـريــة

أكَّدت الدراسات التحليلية لدم الحجامة التي أجراها الفريق المخبري أن الكريات الحمر الناتجة من هذا الدم كلها غير طبيعية.



أثر الحجامة على وظائف الكبد:

عندما يتخلص الجسم من كامل الكريات الهرمة التي تعيق جريان دمه تزداد التروية الدموية في كل أنسجته مما يؤدي إلى:

آ ـ ازدياد تروية الكبد؛ الصبيب الكبدي، وتحريض نشاط الخلايا الكبدية.


نـمــــوذج:

ـ السيد (س.م).. مصاب ببداية تليف كبدي، ومن المدهش أنه بعد عدة شهور من إجراء عملية الحجامة له تخلص من حالة القصور الكبدي.

ب ـ يذهب عن كاهله ثقل عظيم من الشوائب الدموية والتالف من الكريات الحمراء مما يؤدي إلى زيادة نشاطه ليقوم ببقية الوظائف الأخرى على الوجه التام مثل:

1) تصريف الكوليسترول والشحوم الثلاثية الزائدة في الجسم.

نـمــــوذج:

ـ السيد (م.ع).. يعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم والكوليسترول والشحوم الثلاثية، وبعد قيام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة له انخفضت نسبها بشكل كبير عما كانت عليه قبلها.

2) يستطيع القيام بوظيفته كمخزِّن لسكر الدم الزائد (السكري) بالتعاون مع المعثكلة مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري للحدود الطبيعية.

3) تفرغ الكبد لتخليص الجسم من السموم فيصح الجسم وتنشط جميع أجهزته بما فيها الدماغ وبالتالي ينعكس إيجابياً على جميع المراكز الحسية والحركية.

4) بنشاط الكبد يتم تجديد النسج التالفة في الجسم لأن الكبد مسؤول عن إنتاج البروتين اللازم لاستمرار الحياة والنمو الصحيح، ويتم التغلب على الالتهابات الكبدية التي كانت قد أصابته ومضاعفة قدرة الجسم على صد كل الأمراض التي قد تصيب الكبد والجسم عامة بشكل صاعق بالنتائج النافعة.

5) نتفادى ارتفاع توتر وريد الباب وما ينشأ عنه من مشاكل كثيرة وخطيرة، وخصوصاً أننا خفَّفنا جزءاً من العبء الملقى على عاتق الخلايا الكبدية في تخليص الجسم من البيلروبين الناتج عن الهيم لتنشط في بقية أعمالها التي لا تعد ولا تحصى.

إذاً وفي نهاية المطاف بشأن الكبد والطحال نقول:

إن الحجامة تزيل القسم العظيم المتبقي في الدم من الكريات الهرمة والشاذة والشوائب الأخرى الدموية ويتكامل ويتمم عملها لعمل الكبد والطحال والبالعات في البدن عامة.


دراســــة مـخبـريــة

برهنت الدراسات التحليلية التي أجراها الفريق المخبري أن دم الحجامة فضلاً عن كونه يحوي كريات حمراء غير طبيعية وهياكلها، كانت نسبة الكرياتينين فيه عالية وكانت السعة الرابطة للحديد مرتفعة جداً في كلِّ حالات الدراسة.


ولذا أمرنا الله تعالى على لسان رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم بالحجامة لإكمال عمل هذه المصافي وإراحتها ومساعدتها في عملها وحمل العبء الكبير work load عن كاهلها لتستطيع القيام بوظائفها الأخرى العديدة التي يعتمد عليها الجسم اعتماداً كبيراً ولتخليص الجسم من هذه الشوائب. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم..».

دراســــة مـخبـريــة

أظهرت الدراسة التحليلية التي أجراها الفريق المخبري عودة الكبد والطحال إلى الحالة الطبيعية بعد الحجامة، أو انخفاضاً بإفراز الخمائر الكبدية التي ترتفع في حال الإصابة بأية أذية كبدية مما يدل على نشاط الكبد واتجاهه نحو التماثل إلى الشفاء.



أثر الحجامة على المعدة:

إن ركود الدم في أوردة المعدة والأمعاء يخرِّب وظائفهما الإفرازية والماصة وذلك يؤدي إلى نزوف شديدة وخاصة في أوعية المعدة والأمعاء والمري والمستقيم، وطمث شديد عند النساء وخثرات في الأرجل وبواسير فيحدث هبوط الضغط الشرياني .



فبالحجامة: ننشِّط الدورة الدموية بشكل عام فينشط دوران الدم فلا يركد في أوردة المعدة والأمعاء ويزول نقص التروية الدموية إن كان متواجداً، وتعود الوظائف الإمتصاصية والإفرازية للمعدة والأمعاء ونتفادى ونخلص من كل الحالات السابقة الذكر.

ثم إن الكبد وعندما يكون هناك ارتفاع ضغط مع خمول في الدورة الدموية يمكن أن تُصاب الطرق الصفراوية (فتزداد كثافة الصفراء) ويبدأ الكوليسترول بالتبلور وغيره مثل البيلروبين bilirubin فتحدث إعاقة جريان الدم الشرياني (وكذا الكريات الحمر المترسبة) فيؤدي إلى إعاقة جريان الدم في وريد الباب الذي يحمل المواد الغذائية من الأمعاء وبالنتيجة يرتفع ضغط وريد الباب بسبب إعاقة جريان الدم عبر الكبد تحت تأثير هذه الموانع الميكانيكية أو تلك الخثرات الصفراوية في الأقنية الصفراوية أو الارتشاح البروتيني في الكبد.. يلتف ذلك الجزء من الدم الذي لا يستطيع عبور الكبد من خلال وريد الباب حول الكبد (بالدوران المحيطي) من خلال المفاغرات فيسبب ضخامة احتقانية في الطحال واحتقان في الشبكة الوريدية للمعثكلة مؤدياً إلى ضمورها وتخريب وظيفتها وركود الدم في أوردة المعدة والأمعاء وما ينشأ عنه وقد سبق ذكره، وما ينشأ عن ضمور المعثكلة وتخرُّب وظيفتها. فبالحجامة نتقي ونتخلَّص من كل ما ورد وما ينشأ عنه من مضاعفات خطيرة، إذ نتخلَّص من ارتفاع الضغط وخمول الدورة الدموية ونتفادى بذلك إصابة الطرق الصفراوية وتشكُّل الخثرات الصفراوية (إذ تهبط نسبة البيلروبين والكوليسترول للنسبة الطبيعية ولا ترتفع بشكلٍ مؤدٍ لازدياد كثافة الصفراء وتبلور الكوليسترول..) ونتفادى ارتفاع توتر وريد الباب ويقوم الكبد بدوره الأمثل في استقلاب السكريات والشحوم والبروتينات والماء والمعادن وغيرها ونتقي بذلك أمراضاً (صعبة التشخيص) لا حصر لها كانت ستنتج عن اضطراب الاستقلاب. فالكبد السليم يؤمِّن صحةً ونشاطاً لكل الجسم وغدده المهمة (نخامية، درقية، معثكلة،..) التي تساعد الكبد في عملية الهضم ، إذ أنها تصاب بالشلل عندما تجهد في مساعدة الكبد المريض ويؤدي ذلك لمضاعفات مرعبة.



أثر الحجامة على الجملة العصبية:

أولاً: تأثير الحجامة على الدماغ:

نقول: إن نقص التروية الدماغية يؤدي لعدم إمداد المخ بكمية الدم اللازمة لمراكز المخ المختلفة التي تتحكم بسائر أعضاء الجسم وأجهزته وهذا يؤدي لـ:

ـ ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.

وبالحجامة تنتظم التروية الدموية ونتفادى أو نخلص من هذه المشاكل. وقد صدق رسول الله  عندما قال: «الحجامة تزيد في العقل وتزيد في الحفظ».

ـ تغيُّرات في النواحي الأخلاقية والعاطفية:

فقد تصيب بعض الأشخاص نوبات مفاجئة من البكاء أو الضحك المفاجئ بدون مبرِّر أو سبب. وبالحجامة نتفادى هذه الأمور كافة، إذ أنها تفيد لمعالجة نوبات الصرع التي لا تذكر أمامها هذه النوبات الخفيفة العاطفية.

ـ إصابة مركز السمع يؤدي إلى صمم عصبي لا علاج له طبِّياً:

يمكن تحقيق أطوار متقدمة في الشفاء والوقاية من الإصابة به بالحجامة لأنها تزيد التروية الدموية للدماغ.

ـ إصابة مركز التوازن بالمخ مما يؤدي لفقدان حاسة الإتزان:

بالحجامة نتفادى ذلك ونتخلص منه إن حصل لمن كان قد أهمل هذه الوصية الإلهية المحمدية العظيمة.

ـ إصابة المركز البصري مما يؤدي لضعف أو فقد حاسة البصر:

وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «نِعْمَ العبد الحجَّام يذهب بالدم ويخف الصلب وتجلو عن البصر».

ـ إصابة المراكز المسؤولة عن التبول أو التبرز:

فقدان صاحبها القدرة على التحكُّم في هذه الأفعال، والحجامة وقاية وعلاج.

ـ حدوث نزيف أو تجلُّط في جدران الأوعية الدموية في الدماغ مما يؤدي لشلل نصفي (نقص تروية المراكز الحركية في الدماغ).

بالحجامة الوقاية مما ورد ذكره وتحقيق تحسن عظيم للحالة جرَّاء الإصابة. (العديد من حالات الشلل شفيت شفاءً تاماً بالحجامة وأخرى تحسَّنت).


ثانياً: تأثير الحجامة على النخاع الشوكي:

إن ارتفاع قوة الجهاز المناعي في الجسم بعد الحجامة يؤدي إلى التخلص من كل الآفات العصبية المناعية. لقد أجرى الفريق الطبي العديد من الحجامات لمرضى مصابين بأذيات عصبية رضِّية أو دماغية أدت إلى الشلل، فكانت النتيجة مذهلة مدهشة، إذ عادت الحركة إلى الأعضاء المشلولة وعاد أصحابها لممارسة أعمالهم الطبيعية!!!.

أثر الحجامة على الصداع والشقيقة (الألم النصفي):

للصداع أسباب كثيرة وأشكال سريرية متنوعة..

فالصداع يلم بالأنسجة خارج الجمجمة، والأكثر انتشاراً هو صداع (التوتر) أي: صداع العصبية والانفعال الناجم عن تقلصات تصيب فروة الرأس ومؤخر الرقبة، ويمتد الألم من مؤخر الرأس إلى ما فوق العينين، ويرافقه شعور بالضغط والتوتر. ويخف أو يزول متى توقفت التقلصات العضلية. وقد يصاحب الصداع أحياناً شلل مؤقت في الذراع أو الرجل أو العين، والصداع الذي يتزامن مع عرق الجبين، وتوهج الوجه، واحتقان العينين، ودفق الأنف، هو الصداع الشديد الذي يرى في بعض أشكال الشقيقة. إلاَّ أنَّ الطب في بعض ضروب الصداع وقف مشلول اليدين مكتوفهما.

والعجيب في الأمر أن الدواء الذي يُعطى للصداع أكثر من أي دواء آخر يعطى لمرض، وخير دليل على ذلك الاستهلاك اليومي الهائل لعقاقير وأدوية الصداع. فالطبيب الفاشل يقع في ارتباك أمام الشاكي، ولا يجد وسيلة إلاَّ المسكنات يصفها بسخاء، ويصرفها. ويصرف الشاكي معها والباكي ، إذن الصداع عرض وليس مرضاً.. الدليل على وجود خلل كامن يسبب الصداع، أما المسكنات والمهدئات فهي الممهدة لصعوبات جديدة.


أما الشقيقة فتبدأ باضطرابات إبصارية، فيرى المصاب لمعاً أو ومضاً خاطفاً من النور في جانب واحد ويغشى البصر نقاط مشعة. ولا يستبعد أن يفقد المرء حاسة الرؤية مؤقتاً. وربما يتبع هذه الأعراض خدر أو وخز الدبابيس والإبر في اليد والوجه، وربما يشعر بضعف في طرف من أطرافه، أو في نصف جسمه، بعد (20) أو (30) دقيقة تفسح هذه الأعراض المجال لألم مزعج في جانب من الرأس. ويزداد الألم شدة حتى يبلغ الذروة بعد ساعة أو أكثر، ويدوم أحياناً أياماً. ويصبح الصداع نابضاً، وكثيراً ما يترافق معه غثيان وقيء ، هذه هي الشقيقة التقليدية، بيد أن هناك أشكالاً كثيرة تختلف في أعراضها وأطوارها. فالشقيقة اللانمطية ـ وهي أكثر الأنواع شيوعاً ـ يحدث الصداع بغثيان وبلا غثيان، وفي غياب سائر الأعراض المعروفة. والشقيقة عموماً تحدث على شكل نوبات تفصل بينها فترات من الراحة، وتدوم بضع ساعات، أو تبقى بضعة أيام. وقد يقدح شرره أنواع من المأكولات، لأن المريض به يكون عرضة للحساسية، مستجيباً للالرجيا. ويقال أن للشوكولاته والجبن والسمك علاقة وثيقة بحلول النوبة، وشدتها وعنفها.


أثر الحجامة على الكليتين:

إن الحجامة عندما تنظِّم التروية الدموية للأعضاء تنشط التروية الدموية للكليتين، ونعلم أن الكلية تقوم بتجميع المواد السامة التي تصل إليها عن طريق الدوران الدموي وتخرجها مع البول (تصفية الدم). فعندما ينشط مرور الدم فيها وعندما يرويها تروية جيدة تقوم بوظيفتها على الوجه الأمثل فتخلِّص الدم من سمومه ونتقي بذلك مرض (البولينا) الذي ترتفع فيه مادة البولينا في الدم لعدم قدرة الكلية على التخلُّص منها وإخراجها فتؤثِّر هذه المادة السامة على المخ وتقتل خلاياه.


إذاً فنقص التروية الدموية للكلية يسبب عدم استطاعتها على القيام بوظائفها الإخراجية (التصفية) خير قيام ويسبب ذلك فشلاً كلوياً أو ذاك المرض الوارد الذكر (بولينا). وعندما ترتفع البولة بالدم يؤدي ذلك لهبوط مستوى جميع الأجهزة والأعضاء بالجسم ويكون الجسم عرضة لأمراضٍ شتى، والحجامة خير وقاية وعلاج لهذه الحالة.

فالكليتان هما ذاك العنصر المزدوج في جهاز الطرح عند الإنسان وتتلخص وظيفتهما الأساسية في تنظيف الجسم من المنتجات الآزوتية.



أثر الحجامة على ارتفاع الضغط والجملة الوعائية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتجموا... لا يتبيَّغ بكم الدم فيقتلكم».

والتبيُّغ: هو التهيُّج والزيادة والطغيان، من بغى يبغي ومنها يتبيَّغ، وفي لسان العرب: تبيَّغ به الدم، أي هاج به. وهذا يحدث أكثر ما يحدث في ارتفاع التوتر الشرياني ، كما أنه يحدث في فرط الكريات الحمر الحقيقي، ومن الأعراض المشاهدة في فرط التوتر الشرياني وفي فرط الحمر الحقيقي يُذْكَر الصداع وحس الامتلاء بالرأس والدوار وسرعة الانفعال واضطرابات بصرية.


فارتفاع التوتر الشرياني الذي ما تزال أسبابه العديدة غير معلومة، وإلى الآن تبقى علاجاته عامة غير سببية، لا يزال هذا المرض يلقى أهمية كبرى في الأوساط الطبية لانتشاره الواسع ومضاعفاته الخطيرة، فهو يسرِّع حدوث التصلب العصيدي، وهذا الأخير كما علمنا من قبل يؤهب لحدوث إصابات في الشرايين الإكليلية والحوادث الوعائية الدماغية والقصور الكلوي وأمراض الأوعية المحيطية ويحدث ثخناً وانسداداً في لمعة الشرايين الصغيرة وقد يحدث أمهات دم صغيرة في الأوعية الدماغية الثاقبة، ويؤهب لاسترخاء القلب وقد يتحول إلى ارتفاع ضغط خبيث مميت، وهذا الأخير يميت صاحبه على حدٍّ أقصى خلال سنتين.


ثم إن ارتفاع نسبة الكريات الحمراء في الدم (فرط حقيقي) يؤدي لخثار شرياني حاد، إذ تحصل أعراض القصور الشرياني للعضو المصاب.. فإن أصيب الشريان السباتي حصلت أعراض قصور التروية الدماغية وإن أصيبت الشرايين الإكليلية نتجت أعراض الذبحة الصدرية والاحتشاءات القلبية.


وعلى كل حال ومما لا يجب تناسيه أن ارتفاع التوتر الشرياني يقود لتصلب شرايين عصيدي Arteriosclerosis والثاني يقود للأول وكلاهما إضافة لاحمرار الدم الحقيقي يقود لتشكيل الجلطات الدموية، إذ يؤدي وجود تلك المسببات لارتصاص الكريات الحمراء وتراكمها مع عدد كبير من الصفيحات الدموية وغيرها مثل الألياف لتشكل الخثرة الدموية وخاصة عند تفرعات الأوعية الدموية (الشرايين) [شكل (44)]. وما حقيقة هذه الجلطة الدموية إلاَّ بوغة دموية Spore وتنطوي تحت حديثه : «لا يتبيَّغ الدم...». فرسول الله  نظرته نافذة تطوي الأزمنة.. ليتكلَّم  منذ أكثر من 1400 سنة عن مبدأ الجلطة الدموية بشكلها وآليتها ومسبباتها ويعطي الحل العظيم للوقاية والعلاج الذي لا بد للإنسانية من الرجوع إليه كي يجنوا ثماره الثمينة الفائدة، ويتجنبوا أخطاراً لا حصر لها، إذ كل داء سببه غلبة الدم تلك الموازية لتبيغه، فما نقص التروية الناتج عن تصلب الشرايين العصيدي إلاَّ المسؤول الأول عن قصور وظائف أعضاء الجسم وخصوصاً في مرحلة الشيخوخة.. زِد إن اقترن بتزايدٍ في عدد الكريات الحمراء الهرمة غير العاملة الذي يجعل جريان التيار الدموي بطيئاً ويرفع من مستوى خطورة التخثر داخل الأوعية .


أثر الحجامة على أمراض القلب:

إن أمراض القلب والشرايين أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للإدارات الصحية في جميع بلدان العالم سواءً الدول المتقدمة أو الدول النامية، فلقد أثبتت الإحصاءات أن أمراض القلب والشرايين تمثل (50%) من أسباب الوفيات في هذه الدول. ويعتبر مرض شرايين القلب التاجية القاتل الأول في أمريكا، كما أن الإصابة بأمراض شرايين القلب يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة جداً، حيث إن هذه الأمراض تصيب شرائح من المجتمع في قمة عطائها، كما أن تشخيص هذه الأمراض وعلاجها يكلِّف الدول البلايين. وهذه الأمراض تنتشر في المجتمعات المترفة أكثر من غيرها وترتفع نسب الإصابة بهذه الأمراض بانتشار عوامل الخطورة مثل ارتفاع نسبة السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع كوليسترول الدم.


إن ما يجعلنا نقف باحترام لهذه الوصية النبوية القيِّمة أن العالم أجمع يبحث في هذا الوقت عن سبل الوقاية، فالبلاد المتقدمة ملَّت من مواضيع العلاج الباهظة التكاليف وبدأت دراساتها كلها تتركز في الجانب الوقائي، وهذا ما تقدمه الحجامة، فهي تمنع نشوء عوامل الخطورة تماماً فتحول دون ارتفاع نسبة السكر بالدم وتحافظ على ضغط دموي طبيعي بإزالة المسببات وتمنع أي ارتفاع للكوليسترول والشحوم الثلاثية. وهذا ما بيَّنه التقرير المخبري العام للدراسة المنهجية للحجامة.


أثر الحجامة على مرضى السكري:

إن أحد عوامل ارتفاع السكر هو نقص التروية الدموية الذي يسبب عدم قدرة الأعضاء على القيام بعملها وبالتالي يحدث ضعف نشاط (كما يضعف نشاط البنكرياس المسؤولة عن ارتفاع السكر بضعف التروية الدموية).

ويردُّ الجسم على نقص التروية بتحرير الغلوكوز (السكر) ليرفع من نشاط أعضائه، ولكن للأسف فالعلة ليست بالحرق والقدرة، بل بقلة التروية الدموية التي تُضعِف الأعضاء وهذا ما يعلِّل شفاء العديد من مرضى السكري بعد تنفيذهم للحجامة فوراً، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «الحجامة تنفع من كلِّ داء ألا فاحتجموا» . فهي تنفع وهي تشفي والشفاء كله بيد الرحمن الذي علَّمنا. إذاً تستخدم الحجامة لكلِّ الأمراض وكوقاية ضمن مواعيدها الرسمية وضمن سنِّها القانوني بشروطها الصحيحة.

لقد جاء في التقرير المخبري العام أن الحجامة خفَّضت نسبة السكر بالدم عند الأشخاص السكريين في (92.5%) من الحالات.

بنت الحاج
2012-09-24, 22:58
موضوع قيّم يستحقّ القراءة خاصة فقرة احتياطات وتنبيهات والنصائح.

marin17
2012-11-18, 20:21
موضوع قيّم يستحقّ القراءة خاصة فقرة احتياطات وتنبيهات والنصائح.

بــــــــوركت, أتمنى لك الاستفادة
شكـــــــرا جزيــــــــــــلا:19:

لمنور
2012-11-19, 16:14
بارك الله فيك

marin17
2013-01-02, 07:52
بارك الله فيك

وفيك البركة
اتمنى لكم الاستفادة

:dj_17::dj_17::dj_17:

marin17
2013-10-23, 12:05
ندوة ماتعة ..الإعجاز العلمي في الحجامة

الفيديو (http://download.media.islamway.net/videos/82/452_Ramadan_Hijama3gaz.mp4)

mouradinter16
2013-10-24, 14:39
شكراااااااااااااااا

*~عَبدُ الحَليمِْ~*
2013-10-25, 23:04
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا

*بشرى الأُنس*
2013-11-01, 00:23
شكرااااااااااااا معلومات هامة
جزاك الله الف خير

الكشميري
2016-08-12, 15:49
بُوركت أخي على المجهود ...جعله الله في ميزان حسناتك

كلنا راحلون
2016-08-17, 22:47
شكرا................