المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة أبو بكر الصديق -الجزء الثاني-


-asma-
2011-05-08, 12:28
الصديق الأول والخليفة الأول

في روابة من أشهر الروايات عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم أن مؤذنه بلالا جاءه يوما،و قد اشتد به المرض فقال عليه السلام:
مروا أبا بكر فليصل بالناس.
قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر؟
فقال عليه السلام مرة أخرى: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
فعادت عائشة تقول لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر؟
فأعادت حفصة ما قالته لها عائشة.
وضجر عليه السلام من هذه المراجعة، فقال: إنكن أنتن صواحب يوسف. ثم قال لثالث مرة: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
وروى عبد الله بن زمعة أنه خرج من عند النبي، فإذا عمر في المسجد وأبو بكر غائب، فقال: يا عمر قم فصل بالناس. فتقدم فكبر، وكان رجلا مجهرا. فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته سأل: فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون.
ولام عمر عبد الله بن زمعة قائلا: ويحك، ما صنعت بي يا ابن زمعة؟ والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك. ولولا ذلك ما صليت بالناس.
قال ابن زمعة: والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، و لكني حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس.
وموضع العجب في هذه الرواية تردد السيدة عائشة رضي الله عنها في تبليغ أمر النبي بإقامة أبيها مقامه في الصلاة، وقد تكرر الأمر أكثر من مرة.
فهذا التردد عجيب من وجوه:
عجيب أن تردد في تبليغ أمر محمد عليه السلام، وهو الزوج المحبوب والنبي المطاع.
وعجيب أن تتردد في تبليغه، وهو تشريف لأبيها بمقام كريم تتطاول إليه الرقاب.
ويزيد عجبا أن يحدث في شدة المرض والنبي مجهد يطلب راحة، وهي أشد نسائه سهرا عليه في مرضه، وأرعاهم له بما يريحه، ويخفف الجهد عنه.
نعم إن عائشة رضي الله عنها كانت أكثر الناس دالة على النبي وأجرأهم على مراجعته، والتلطف في إبلاغه ما يتهيب القوم أن يبلغوه فلئن كانت هي أولى الناس أن تطيعه وتبلغ أمره، لقد كانت تعلم من مكانتها عنده ما يبيح لها أن تراجعه وتأمن غضبه، لدالتها عليه وثقته من مضمر حبها له وامتثالها لأمره.
إلا أنها قد بلغت مكان الدالة عند رسول الله بما لها من صفات كثيرة غير الصباحة والجمال، وأول تلك الصفات فرط الذكاء ولطافة حسها وحسن التقدير.
وخليق بمن كانت في مثل ذكائها ولطافة حسها وحسن تقديرها أن تفطن إلى الجد في ذلك الموقف العصيب، وفي ذلك البلاغ الخطير.....
وهيهات أن تردد يومئذ عن دلال في غير موضعه، ولأسباب غي السبب الذي يمكن أن يوحي لها ذلك التردد، ولا بد له من سبب عظيم.
ولقد كان له سبب عظيم.
بل هو أعظم الأسباب التي يمكن أن توحي إليها ذلك التردد، ولولاه لما أقدمت عليه.
وما نحسب أن شيئا حفظته الروايات التاريخية لنا عن ذكاء السيدة عائشة يدل على قوة ذلك الذكاء، كما دل عليه ترددها في ذلك الموقف العصيب

-asma-
2011-05-09, 13:06
هااااااااااااااااااي أين أنتم يا أعضاء المنتدى