مشاهدة النسخة كاملة : مقارنة بين بيت لعنترة واخر لعمر بن ابى ربيعة
طاعة زوجي ..
2011-05-06, 22:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثناء مطالعتى لإحدى الكتب لاحظت بيتان أحدهما لعنتر بن شداد يقول فيه
أغض طرفى إن بدت لى جارتى ...حتى يوارى جارتى مأواها
واخر للشاعر الأموي عمر بن ابى ربيعة وهو
سلام عليها ما أحبت سلامنا ....فإن كرهته فالسلام على أخرى
حينها قلت بينى وبين نفسى. كيف لشاعر جاهلى لاصلة له بالإسلام أن يتحدث عن غض البصر .
وبين شاعر يفترض أنه مسلم يلهو مع واحدة تلو الأخرى ولا يبالى بتعاليم الإسلام. لكن هذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن العرب كانت لديهم أخلاق حسنة رغم جاهليتهم وأن ليس كل مسلم ملتزم بتعاليم الإسلام
هذا ماخطر ببالى فأحببت أن أشارككم إياه ،أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه والسلام عليكم
أنتظر ردودكم
أحسنت في الطرح أخي الكريم وفي انتقاء بيتا المقارنة للشاعرين
ومن المعلوم أن الشاعر عنترة بن شداد رغم انه من الشعراء الجاهليين إلا أنه كان فيه من الأخلاق ما تنص عليه تعاليم ديننا وهذه نقطة تبين أن العرب قديماً كانت فيهم خصال حميدة كثيرة من الجود والعفو والاصلاح والامانة والعفة الشجاعة الاخلاص .....الخ
ثم جاء دين الأسلام فأقر الصفات الحميدة وحث عليها وحرم الامور الاخرى التي تنافي الدين و الأخلاق و السراط المستقيم.
وللعنترة أبيات تبين سمو الاخلاق التي كان يتميز بها :
ولا تسقني كأس المدام فأنها * * * يضل بها عقل الشجاع ويذهبُ
يقول لا تسقني الخمر لأنها تذهب عقل الرجل اللبيب والشجاع
وقد قلتُ إني قد سلوتُ عن الهوى * * * ومن كان مثلي لا يقول ويكذبُ
يقول انه لا يكذب و يرى أن الكذب شيئ ذميم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني * * * أغشى الوغى وأعفو عن المغنم
العفو عند المقدرة ..
وأبيات آخرى أكثر من أن نسوقها في هذا الموطن بل تحتاج الى دراسات و تحليلات كثيرة !!
أما ما يخص شعراء العهد الاموي وما بعده فبالرغم من قربهم من زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن اصحابه والتابعين إلا أن أكثرهم في شعره من الحث على شرب الخمر و مغازلة النساء والاسراف في مدح الملوك الى حد ينافي التوحيد الشيء الكثير .
ومن ما قال الشاعر العباسي أبو نواس :
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها! * * * قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟!
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ * * * و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة ً * * * كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها * * * وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا * * * دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ
السلام عليكم ورحمة الله.
لا يغيبن عنا أن ابن أبي ربيعة من طبقة التابعين،ولا يغيبن عنا السياق الزمني كي لا نأخذ الأفكار محنطة،ومما لا شك فيه أن المجون صبغ شعره فقط،وهو الذي قاله لأخيه -سعيد- على ما أذكر وقد حضرته الوفاة: والله ما حللت إزاري على حرام قطّ، وهو القائل :
وإنني امرؤ للحسن أتبعه ** لا حظ لي منه إلا شبهة النظر
وعلى فرض وجود ذلك منه فليس هو دليل تفضيل عنترة عليه من حيثية "المجون" فالاسلام غير الجاهلية؛اللهم إلا أن كنتم تريدون المقارنة الأدبية من تفاوت شعر وشعر،وتفاضل سبك وتركيب ،والنقد والموازنة.
وشكرٌ لكم.
صُبح الأندلس
2011-05-07, 14:16
شتان بين الشاعرين عنترة جاهلي العصر كريم الأخلاق و عمر إسلامي العصر ماجن الأخلاق
شتان بين الشاعرين عنترة جاهلي العصر كريم الأخلاق و عمر إسلامي العصر ماجن الأخلاق
ومن قال أنه كان ماجن الأخلاق ؟ هل من توضيح فالرجل كان لسانه ماجنا وهذي غيره في الأخلاق ضرورة !
طاعة زوجي ..
2011-05-07, 15:32
أحسنت في الطرح أخي الكريم وفي انتقاء بيتا المقارنة للشاعرين
ومن المعلوم أن الشاعر عنترة بن شداد رغم انه من الشعراء الجاهليين إلا أنه كان فيه من الأخلاق ما تنص عليه تعاليم ديننا وهذه نقطة تبين أن العرب قديماً كانت فيهم خصال حميدة كثيرة من الجود والعفو والاصلاح والامانة والعفة الشجاعة الاخلاص .....الخ
ثم جاء دين الأسلام فأقر الصفات الحميدة وحث عليها وحرم الامور الاخرى التي تنافي الدين و الأخلاق و السراط المستقيم.
وللعنترة أبيات تبين سمو الاخلاق التي كان يتميز بها :
ولا تسقني كأس المدام فأنها * * * يضل بها عقل الشجاع ويذهبُ
يقول لا تسقني الخمر لأنها تذهب عقل الرجل اللبيب والشجاع
وقد قلتُ إني قد سلوتُ عن الهوى * * * ومن كان مثلي لا يقول ويكذبُ
يقول انه لا يكذب و يرى أن الكذب شيئ ذميم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني * * * أغشى الوغى وأعفو عن المغنم
العفو عند المقدرة ..
وأبيات آخرى أكثر من أن نسوقها في هذا الموطن بل تحتاج الى دراسات و تحليلات كثيرة !!
أما ما يخص شعراء العهد الاموي وما بعده فبالرغم من قربهم من زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن اصحابه والتابعين إلا أن أكثرهم في شعره من الحث على شرب الخمر و مغازلة النساء والاسراف في مدح الملوك الى حد ينافي التوحيد الشيء الكثير .
ومن ما قال الشاعر العباسي أبو نواس :
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها! * * * قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟!
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ * * * و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة ً * * * كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها * * * وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا * * * دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ
شكرا أخى الكريم على التعقيب المفيد ،وعلى ردك على موضوعى بارك الله فيك .السلام عليكم
طاعة زوجي ..
2011-05-07, 15:43
السلام عليكم ورحمة الله.
لا يغيبن عنا أن ابن أبي ربيعة من طبقة التابعين،ولا يغيبن عنا السياق الزمني كي لا نأخذ الأفكار محنطة،ومما لا شك فيه أن المجون صبغ شعره فقط،وهو الذي قاله لأخيه -سعيد- على ما أذكر وقد حضرته الوفاة: والله ما حللت إزاري على حرام قطّ، وهو القائل :
وإنني امرؤ للحسن أتبعه ** لا حظ لي منه إلا شبهة النظر
وعلى فرض وجود ذلك منه فليس هو دليل تفضيل عنترة عليه من حيثية "المجون" فالاسلام غير الجاهلية؛اللهم إلا أن كنتم تريدون المقارنة الأدبية من تفاوت شعر وشعر،وتفاضل سبك وتركيب ،والنقد والموازنة.
وشكرٌ لكم.
السلام عليكم. شكرا أخى الكريم على النقد البناء ،ولكن لكل شاعر طبع غالب على شعره فى مختلف الأزمان ،ومما أجمع عليه الأدباء والكتاب أن شعر عنترة غلب عليه طابع الفخر والحماسة وأما غزله فقد كان عفيفا عذريا .
اما فيما يخص عمر بن أبى ربيعة فكان شعره ماجنا رغم إسلامه هذا ما قصدته بمقارنتى
شكرا مرة ثانية على التدخل والإدلاء برايك والسلام عليكم
طاعة زوجي ..
2011-05-07, 15:51
شتان بين الشاعرين عنترة جاهلي العصر كريم الأخلاق و عمر إسلامي العصر ماجن الأخلاق
شكرا لك أختى الكريمة على الرد، أما فيما يخص تعقيب الأخ الكوثرى على ردك فأنا فى نظرى لسان المرء يعبر عن أخلاقه فالمرء يحاسب على ما يصدر عنه من أقوال وأفعال ما دام عاقلا راشدا
السلام عليكم
أرى أن تصوُّركُما غير صحيح عن الشعر العربي الماجن،فقد خلتطم بين الشعر والاسلام
صُبح الأندلس
2011-05-07, 19:23
ومن قال أنه كان ماجن الأخلاق ؟ هل من توضيح فالرجل كان لسانه ماجنا وهذي غيره في الأخلاق ضرورة !
أخي الكوثري ورد في الحديث أن الناس يكبون على النار بما قدمت ألسنتهم و عمر بن أبي ربيعة رائد الغزل الماجن فكيف يكون حسن الخلق سئ اللسان ؟ لا يجتمعان أبدا
طاهر القلب
2011-05-07, 19:37
السلام عليكم
أولا بارك الله في صاحب الموضوع على طرحه الطيب
ثم دعونا لا ننسى تأثير البيئة المحيطة بالشاعرين
فلها الأثر البالغ في نفسية و تركيب الشاعر من حيث الخلق و الطباع
و ما يترجم هذا توجه عنترة في شعره و كذا توجه عمر بن ربيعة في شعره ذاك
شكرا لكم على الإثراء الطيب و المجاني للرصيد
صُبح الأندلس
2011-05-07, 20:02
السلام عليكم
أولا بارك الله في صاحب الموضوع على طرحه الطيب
ثم دعونا لا ننسى تأثير البيئة المحيطة بالشاعرين
فلها الأثر البالغ في نفسية و تركيب الشاعر من حيث الخلق و الطباع
و ما يترجم هذا توجه عنترة في شعره و كذا توجه عمر بن ربيعة في شعره ذاك
شكرا لكم على الإثراء الطيب و المجاني للرصيد
صحيح دور البيئة كبير و لكن بهذا المنطق فسيكون عنترة أحق بأن يبتذل في شعره مادام لا دين يردعه و قد كان كذلك امرئ القيس في بعض أشعاره ، أما عمر بن أبي ربيعة فمسلم إن لم تردعه الأخلاق العربية ردعته أوامر و نواهي الإسلام
طاهر القلب
2011-05-07, 20:46
صحيح دور البيئة كبير و لكن بهذا المنطق فسيكون عنترة أحق بأن يبتذل في شعره مادام لا دين يردعه و قد كان كذلك امرئ القيس في بعض أشعاره ، أما عمر بن أبي ربيعة فمسلم إن لم تردعه الأخلاق العربية ردعته أوامر و نواهي الإسلام
السلام عليكم
صحيح كلامك أخت صبح , و تلك من تلك يعني أن البيئة و قساوتها و صعوبتها لها كامل التأثير للشاعرين على السواء , ضف إلى ذلك التقاليد القبلية التي كانت سائدة فرضت وجودها في نفس الشاعر و بالتالي أسهمت في بناء شخصية عنترة من عفة و شجاعة و بسالة ثم في في شعره ... أما في بالنسبة لعمر فصحيح أن الدين كان له رادع و لكن تأثير البيئة المحيطة كان الأطغى و الأسمع صوتا في نفسه , ثم الطبيعة المحيطة لم تكن بتلك القسوة التي كانت في زمن عنترة ... هذا رأيي قابل للنقد طبعا
طاعة زوجي ..
2011-05-07, 20:57
شكرا للأخ طاهر القلب على مساهمته وإثرائه للموضوع ،بالفعل للبيئة تأثير على طبيعة الفرد سواء بالإيجاب أو بالسلب
دمت بخير أخى الكريم والسلام عليكم
لا يغيبن عنا أن ابن أبي ربيعة من طبقة التابعين،ولا يغيبن عنا السياق الزمني كي لا نأخذ الأفكار محنطة،ومما لا شك فيه أن المجون صبغ شعره فقط،وهو الذي قاله لأخيه -سعيد- على ما أذكر وقد حضرته الوفاة: والله ما حللت إزاري على حرام قطّ، وهو القائل :
وإنني امرؤ للحسن أتبعه ** لا حظ لي منه إلا شبهة النظر
أنعموا النظر في النص المنقول حين حضرته الوفاة، و تأملواعجز البيت يرحمكُمُ اللهُ.
صُبح الأندلس
2011-05-07, 22:59
لا يغيبن عنا أن ابن أبي ربيعة من طبقة التابعين،ولا يغيبن عنا السياق الزمني كي لا نأخذ الأفكار محنطة،ومما لا شك فيه أن المجون صبغ شعره فقط،وهو الذي قاله لأخيه -سعيد- على ما أذكر وقد حضرته الوفاة: والله ما حللت إزاري على حرام قطّ، وهو القائل :
وإنني امرؤ للحسن أتبعه ** لا حظ لي منه إلا شبهة النظر
أنعموا النظر في النص المنقول حين حضرته الوفاة، و تأملواعجز البيت يرحمكُمُ اللهُ.
هو بين يدي الله على كل حال
لكن لا يمكن بأي حال أن نفصل أدب الأديب عنه فهل كان عمر يمثل ؟ أم كان يتقمص شخصية غير شخصيته ؟
هو بين يدي الله على كل حال
لكن لا يمكن بأي حال أن نفصل أدب الأديب عنه فهل كان عمر يمثل ؟ أم كان يتقمص شخصية غير شخصيته ؟
لي عودٌ فلا زلت أخالفكم الرأي.
لكن لا يمكن بأي حال أن نفصل أدب الأديب عنه فهل كان عمر يمثل ؟ أم كان يتقمص شخصية غير شخصيته ؟
كلام سليم فعلاً
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * * * فلم يبقى إلا صورة اللحم والدمِ
وهذه قصة حصلت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تبين أهمية الأقوال في التأثير على الأفعال
كان عمر بن الخطاب قد ولى النعمان بن عدي على عمل له في ميسان فكان النعمان يسلي نفسه بأبيات من الشعر يتلفظ بها في وقت فراغه ،وكان من جملة ما ينشد:
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها **** بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية**** وصناجة تجذو على كل منسم
إذا كنت ندمانى فبالأكبر اسقني**** ولا تسقني بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسـوءه **** تنادمنا في الجوسـق المتهدم
فكتب إليه عمر :
قد بلغني شعرك ، وقد والله ساءني ، وعزله ، فلما قدِم قال : والله ما كان من ذلك شيء ، وإنما هو فضل شعر قلته ، فقال عمر : إني لأظنك صادقا ولكن والله لا تعمل لي عملا
فكان الرجل يتغنى بشرب الخمر وهو لم يشربها أصلاً و لم يشربها من قبل وانما مجرد ابيات جرت على لسانه
.
طاعة زوجي ..
2011-05-08, 09:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ doom 45على الإستشهاد بالقصة التى حصلت فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ،ولا نستطيع ان نفصل الأديب عن أدبه كما قالت الأخت صبح حتى وإن كان الأديب كلامه فى واد وأخلاقه فى واد أخر
أما بالنسبة للأخ الكوثرى فمرحبا بك وبرأيك المخالف فإختلاف الرأى لا يفسد للود قضية والسلام
طاهر القلب
2011-05-08, 13:46
لي عودٌ فلا زلت أخالفكم الرأي.
السلام عليكم
أخي الكوثري ...
ربما رأيك غمّ علينا و لم ندرك ما ترمي , فهلا وضحت أكثر؟
ثم الفرق شاسع واسع بين عصر الإسلام و كرامته على أهله و عصر الجاهلية و لا وجه للمقارنة بينهما من كل النواحي إنما نلتمس من شعر عنترة و هو جاهلي نوعا من التعفف رغم أنه لم يعرف الإسلام و مبادئه ... أما شعر عمر فتقريبا كله في الغزل و النساء و ما يدور في هذا الفلك , إلا النزر القليل منه , و قد أشرت الى البيئة في ردي السابق , لأن عمر نشأ مترفا غير محتاج عكس ما كان من أمر عنترة و العبودية و القسوة التي كابدها في طفولته و شبابه و ما كان من أمره مع محبوبته الوحيدة و التي سطرت في أشعاره , ثم إن عمرا كان يعشق الحسن و لا يفرق في عشقه كما روي عنه ... في إنتظار عودتك
صُبح الأندلس
2011-05-08, 14:52
لي عودٌ فلا زلت أخالفكم الرأي.
وضح رأيك حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود
بارك الله فيك ام يوسف
وبارك الله في الاخوه مداخلاتهم طيبه
ولقد اقر الاسلام عادات واخلاق طيبه في الجاهليه لا تتعارض مع الاسلام
أحيانا يخرج شعر الشعراء مخرج "الدردشة" وتتناقله الأفواه،فيجري في ميادين النفوس ويطير كل مطار ...ولولا هذه المثيرات وشجون الحديث وجرِّ بعضه بعضاً وتفاعل النفوس في الحديث وللحديث لسكت الناس،ولما سمعتم غير الجاد والجاف ولرأيتم كلاماً (عابساً)،ولولا أن الله جعل المدّ والجزر في البحر لأسِن ماؤه،وفي كل نفس ماء راكد لا يحركه غير الشعر أو ما في معنى الشعر ......
الذي أريده ملخصا هو مراعاة سيرة الرجل كاملة دونما فصلها عن عمله هو؛فكما رأيتم أنه ترك أقوالا تفعل فعلها في الناس،وأرى أنه قدما شيئاً للأدب والشعر خاصة،والأشياء المهيجة للنفوس كثيرة لا تنحصر في الشعر حسبُ،بمعنى عكس قضيتكم فقد أردتم الشعر للسمو الفكري والرقي الروحي وهو تهذيب للنفس في معنىً من معانيها وهو كذلك، لكن الذي وقع زمن سيدنا عمر وبعده غير ذلك (على فرض وقوع القصة) وهذا الشعر سمع والزمن زمن فضل،والناس أهل دين ومروّةٍ،وهنا ما نحتاج للتوقف عنده وفهمه على سياقه المواقق دونما بخسٍ للناس أشياءها،وقد كان حبر هذه الأمة يدرس في المسجد الحرام التفسير وكلام العرب،وينشد شعراً لو قرأه أحدنا اليوم لقرأه وهو مغلقاً أنفه !!!
ولو نحن أخذنا القسمة العقلية تكون كالتالي :
1 : قال ولم يفعل
2: فعل ولم يقل
3: قال وفعل
4: ولم يقل ولم يفعل
فالصورتان الأخيرتان لا كلام لنا فيها،والخلاف على الأوليين،وأرى ابن أبي ربيعة مطابق للصورة الأولى.
ومن هنا يكون مدخل الكلام على ما للشاعر وما عليه.
طاعة زوجي ..
2011-05-21, 11:12
بارك الله فيك ام يوسف
وبارك الله في الاخوه مداخلاتهم طيبه
ولقد اقر الاسلام عادات واخلاق طيبه في الجاهليه لا تتعارض مع الاسلام
السلام عليكم
وفيك بارك أخي الكريم ،وشكرا على الرد
طاعة زوجي ..
2011-05-21, 15:10
[quote=الكوثري;5986721]أحيانا يخرج شعر الشعراء مخرج "الدردشة" وتتناقله الأفواه،فيجري في ميادين النفوس ويطير كل مطار ...ولولا هذه المثيرات وشجون الحديث وجرِّ بعضه بعضاً وتفاعل النفوس في الحديث وللحديث لسكت الناس،ولما سمعتم غير الجاد والجاف ولرأيتم كلاماً (عابساً)،ولولا أن الله جعل المدّ والجزر في البحر لأسِن ماؤه،وفي كل نفس ماء راكد لا يحركه غير الشعر أو ما في معنى الشعر ......
الذي أريده ملخصا هو مراعاة سيرة الرجل كاملة دونما فصلها عن عمله هو؛فكما رأيتم أنه ترك أقوالا تفعل فعلها في الناس،وأرى أنه قدما شيئاً للأدب والشعر خاصة،والأشياء المهيجة للنفوس كثيرة لا تنحصر في الشعر حسبُ،بمعنى عكس قضيتكم فقد أردتم الشعر للسمو الفكري والرقي الروحي وهو تهذيب للنفس في معنىً من معانيها وهو كذلك، لكن الذي وقع زمن سيدنا عمر وبعده غير ذلك (على فرض وقوع القصة) وهذا الشعر سمع والزمن زمن فضل،والناس أهل دين ومروّةٍ،وهنا ما نحتاج للتوقف عنده وفهمه على سياقه المواقق دونما بخسٍ للناس أشياءها،وقد كان حبر هذه الأمة يدرس في المسجد الحرام التفسير وكلام العرب،وينشد شعراً لو قرأه أحدنا اليوم لقرأه وهو مغلقاً أنفه !!!
ولو نحن أخذنا القسمة العقلية تكون كالتالي :
1 : قال ولم يفعل
2: فعل ولم يقل
3: قال وفعل
4: ولم يقل ولم يفعل
فالصورتان الأخيرتان لا كلام لنا فيها،والخلاف على الأوليين،وأرى ابن أبي ربيعة مطابق للصورة الأولى.
ومن هنا يكون مدخل الكلام على ما للشاعر وما عليه.
السلام عليكم
دعنا نتفق على أمر أخي الكريم ،كلنا نتكلم عن ما روي عن الشاعر أنت إستشهدت بالمقولة التي قالها لأخيه سعيد حين حضرته الوفاة ومعروف عن أبى ربيعة عزوفه عن اللهو والمجون في شعره عندما تقدم به العمر إلى أن توفي سنة 93 للهجرة ،وربما كان ممن يعاكس النساء ويتغزل بهن قولا لا يصاحبه اي فعل ،أما فيما يخص عطاءه في مجال الأدب والشعر فهذا مما لا يختلف فيه إثنان ولا يتناطح فيه عنزان ،كيف لا وهو من جعل من الغزل فنا مستقلا وأبدع في الأسلوب القصصي والحوار في أشعاره .
ولكن لا نستطيع أن ننكر بأي حال من الأحوال أن ابن ربيعة يعتبر رائد المذهب الإباحي في القرن الواحد للهجرة ،وقد روي عنه أنه كان يعترض طريق الحاجّات من الشام والمدينة والعراق ويتشبّب بهنّ وهو القائل
ليت هذا الدهر كان حتما علينا .....كل يوم حجة واعتمارا
وأيضا قوله
قف ترى بالطواف المحرما ....حج الحجيج فعاد يقصد زمزما
عند الطواف رأيتها متلثمة ....للركن والحجر المعظم تلثّما
أقسمت بالبيت العتيق لتخبري ..مالإسم قالت من سلالة أدما
الإسم سلمى والمنازل مكة ......والدار مابين الحجول وغيلما
قلت عديني موعدا أحظى بها ..أقض به ما قضاه المحرّما
فتبسمت خجلا وقالت يا فتى ......أفسدت حجّك يا محلّ المحرّما
فتحرّك الركن اليمانيّ خشية.....وبكا الحطيم وجاوبته زمزما
لو أن بيت الله كلم عاشقا ......من قبل كاد أن يتكلّما
وقد روي أيضا أن الخليفة عمر بن عبد العزيز نفاه إلى دهلك لأنه كان يعترض طريق النسوة ويتغزل بهن.
وقد كان عمر بن ابى ربيعة في أشعاره يتوغّل في وصف المرأة من كل الجوانب نفسيتها ،إنفعالاتها وحركاتها وحسنها وجمالها أي وصفا دقيقا شاملا
أما عنترة بن شداد فقد اشتهر بشعر الفخر والحماسة كما ذكرت سابقا وغزله كان عفبفا ولإمرأة واحدة وهي عبلة
دمتم بخير والسلام عليكم
/quote]
طاهر القلب
2011-05-21, 17:23
أحيانا يخرج شعر الشعراء مخرج "الدردشة" وتتناقله الأفواه،فيجري في ميادين النفوس ويطير كل مطار ...ولولا هذه المثيرات وشجون الحديث وجرِّ بعضه بعضاً وتفاعل النفوس في الحديث وللحديث لسكت الناس،ولما سمعتم غير الجاد والجاف ولرأيتم كلاماً (عابساً)،ولولا أن الله جعل المدّ والجزر في البحر لأسِن ماؤه،وفي كل نفس ماء راكد لا يحركه غير الشعر أو ما في معنى الشعر ......
الذي أريده ملخصا هو مراعاة سيرة الرجل كاملة دونما فصلها عن عمله هو؛فكما رأيتم أنه ترك أقوالا تفعل فعلها في الناس،وأرى أنه قدما شيئاً للأدب والشعر خاصة،والأشياء المهيجة للنفوس كثيرة لا تنحصر في الشعر حسبُ،بمعنى عكس قضيتكم فقد أردتم الشعر للسمو الفكري والرقي الروحي وهو تهذيب للنفس في معنىً من معانيها وهو كذلك، لكن الذي وقع زمن سيدنا عمر وبعده غير ذلك (على فرض وقوع القصة) وهذا الشعر سمع والزمن زمن فضل،والناس أهل دين ومروّةٍ،وهنا ما نحتاج للتوقف عنده وفهمه على سياقه المواقق دونما بخسٍ للناس أشياءها،وقد كان حبر هذه الأمة يدرس في المسجد الحرام التفسير وكلام العرب،وينشد شعراً لو قرأه أحدنا اليوم لقرأه وهو مغلقاً أنفه !!!
ولو نحن أخذنا القسمة العقلية تكون كالتالي :
1 : قال ولم يفعل
2: فعل ولم يقل
3: قال وفعل
4: ولم يقل ولم يفعل
فالصورتان الأخيرتان لا كلام لنا فيها،والخلاف على الأوليين،وأرى ابن أبي ربيعة مطابق للصورة الأولى.
ومن هنا يكون مدخل الكلام على ما للشاعر وما عليه.
السلام عليكم
شكرا أخي الكوثري على الإثراء الوافر و التقديم الباهر
ثم ذلك ما أردنا توضيحه أي "قال و لم يفعل" ...
و ما حز في الانفس هو مقارنة قوله بقول عنترة رغم إختلاف التكوينين
و البيئتين للشاعرين , ثم هناك فرق كبير جدا بين السيرتين
إن تطرقنا للسيرة كل منهما ...
السلام عليكم جميعا.
لازال عندي ما أحدثكم به وأخلفكم فيه لولا مزاجها الذي شتت ذهني وتفلتت مني أفكاري،ودعواتم بالتوفيق باش نقابلكم غاية ونسكن لكم هنا فالمنتدى
أخي الكوثري بارك الله فيك موقفك صحيح وهو الواقع في الشعر القديم والحديث حيث يبني الشاعر أكثر شعره على القول دون الفعل وفن الفخر والغزل والمدح يستدعي ويلزم الشاعر بقول أقوال لم يفعلها... ولكن لتقريب وتقوية المعنى يلجئ اليها .....ولولا ذاك ما كان لشعره وقع في قلوب الناس.
لكن الجانب الذي نتحدث عنه أنه بعد مجيئ الإسلام أصبح هناك ضوابط واسس يقوم عليها المجتمع في جميع أمره بأعتبار المحرمات والشركيات اللفظية والفعلية وأمور أخرى ..
والشعر معني بهذا الامر فمثلاً : من المعلوم أن الخمر حرام ومن الكبائر فيأتي شاعر يتغنى بشربه ويفتخر بهذا الفعل ويمدح الخمر ....فهنا حتى إن كان لم يشربه حقيقة فاللفظ فيه اقرار بشرب الخمر ونشر وتشجيع على شربه. وقس على ذلك الأمور الأخرى ...
والشاعر الجاهلي لا يلام في شعره ولكن الشاعر المسلم يلام و يقبل منه ويرد وفي زماننا كثر القائلون وقل الفاهمون
وصارت أشعار بعظ الشعراء يتغنى بها ولا يعلمون انها تحمل الفاظ شركية وسب واعتراض على القدر......الخ
والله عز وجل يقول في سورة الشعراء :
( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. )
هل قرأتم المقالات التي كتبها الأديب الكبير أبو فهر محمود شاكر (في كتاب: جمهرة مقالات شاكر) التي سمّاها : مذكرات عمر ابن أبي ربيعة ؟
بالله اقرؤوها ثم خبروني بما تطالعون .
طاعة زوجي ..
2011-06-01, 22:14
السلام عليكم
شكرا أخي الكوثري فوالله لم أكن أعلم أنّ لعمر بن أبي ربيعة تلك المذكرات ،ولقد قرأت فقط ذات النطاقين وفيها بعد إسلامي ووصف لمقتل عبد الله بن الزبير رحمه الله وصبر أمه أسماء بنت أبي بكر وهو جانب لم أكن أعرفه في أبي ربيعة ،الأن عرفت سرّ دفاعك عنه ووالله لهو في نظري تناقض بين شعره الماجن ومذكراته
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء والسلام عليكم
السلام عليكم
شكرا أخي الكوثري فوالله لم أكن أعلم أنّ لعمر بن أبي ربيعة تلك المذكرات ،ولقد قرأت فقط ذات النطاقين وفيها بعد إسلامي ووصف لمقتل عبد الله بن الزبير رحمه الله وصبر أمه أسماء بنت أبي بكر وهو جانب لم أكن أعرفه في أبي ربيعة ،الأن عرفت سرّ دفاعك عنه ووالله لهو في نظري تناقض بين شعره الماجن ومذكراته
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء والسلام عليكم
ابحثوا عن مقاله : جريرة ميعاد (من مذكرات ابن أبي ربيعة) ثم خبروني رأيكم.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2011-06-04, 23:11
يحكم على الإنسان بظاهره ولا يحكم بالبواطن لأن العالم بالبواطن هو الله لهذا جعل الله الشهادتين دلالة على الإسلام وجعل السخرية والاستهزاء بالدين كفرا
فعنترة طيب اللسان مع كفره وابن ربيعة خبيث اللسان بالرغم من إسلامه
قَاسِمٌ.قَاسِم
2011-06-04, 23:12
لا تتحامل يا شيخنا الكوثري على عنترة وقد مدحه بعض صحابة رسول الله.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2011-06-04, 23:26
بارك الله فيكم
يحكم على الإنسان بظاهره ولا يحكم بالبواطن لأن العالم بالبواطن هو الله لهذا جعل الله الشهادتين دلالة على الإسلام وجعل السخرية والاستهزاء بالدين كفرا
فعنترة طيب اللسان مع كفره وابن ربيعة خبيث اللسان بالرغم من إسلامه
هذا ما نحاول أن نفهمه على حقيقته وطبيعته وأن نرى جيدا ما نراه الآن تناقضاً و(خبث لسانٍ:confused:) ولست أتحامل فأنا أعرف أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ما تمنى رؤية أعرابي كعنترة لا الصحب الكرام رضي الله عنهمومدحهم له حسبُ،فنحن نريد أن نستبطن شعر الرجليْن ونعرف بهما حقيقة كل شاعر منهما بمقاييس الشعر الخاصة والأدب العامة،لا مجرد حب وحفظ شعر أحدهما .
زعمتني شيخاً ،ولستُ بشيْخٍ ** إنما الشيخ مَــن يدِبُّ دبيبا
(....وأنا عاد راني صغير ونبغي نلبس أديداس ولاكوست !!!:1: ...)
ثم قل لي :هل قرأتَ ما أحلتكم عليه ؟:rolleyes:
صُبح الأندلس
2011-06-06, 16:45
ابحثوا عن مقاله : جريرة ميعاد (من مذكرات ابن أبي ربيعة) ثم خبروني رأيكم.
بحثت عنها و لم أجدها فهلا أطلعتنا عليها ؟
صُبح الأندلس
2011-06-06, 16:47
زعمتني شيخاً ،ولستُ بشيْخٍ ** إنما الشيخ مَــن يدِبُّ دبيبا
(....وأنا عاد راني صغير ونبغي نلبس أديداس ولاكوست !!!:1: ...)
قد قصد مشيخة الأدب :)
صُبح الأندلس
2011-06-06, 16:51
من باب إنصاف الرجلين يجب أن نتفق على النقاط التي نقارن فيها بينهما : هل نوازن بين شعرهما في الغزل فحسب ، أم نوازن بين شخصيتي الشاعرين ؟
فهذا شاعر جاهلي لم يدرك الإسلام و لكن شعره نظيف عفيف لا تمجه الأذن ، و ذاك شاعر أموي مسلم و لكن شعره تعف عنه الأذن ، ثم هل يمكن أن نفصل الشعر عن صاحبه ؟
طاهر القلب
2011-06-06, 21:01
ابحثوا عن مقاله : جريرة ميعاد (من مذكرات ابن أبي ربيعة) ثم خبروني رأيكم.
السلام عليكم
و هل ثبت غير الذي قلناه على شعره و طريقته فيه ...
قرأت المقال و ما فهمته أنه مصّر على شعره ذلك
رغم زجر أخيه الحارث له ... رضي الحارث أم غضب
السلام عليكم
و هل ثبت غير الذي قلناه على شعره و طريقته فيه ...
قرأت المقال و ما فهمته أنه مصّر على شعره ذلك
رغم زجر أخيه الحارث له ... رضي الحارث أم غضب
ليست قضية ثبوت أونفي أرجوا أن تعاود قراءة مقال الشيخ شاكر وضع شخصا غير شخص ابن الخطاب في مكانه من القصة وانظر الملابسات كما يقول أهل القانون وانظر السياق الزمني (مع من كان يعيش)والشخصيات الأخرى في الاعتبار ثم قل لي،ولا أكتمك أنني حين جرى هذا النقاش هنا عاودت مقالات الشيخ شاكر فوجدتني أكتب في آخرها رأيي وختمته بقولي : رضيَتْ أم يوسف أم سخِطت !! لأنها صاحبة الموضوع:1:
وشيئ آخر انظر إلى الشعر المعاصر وما يحمله من أفكار وإيحاءات وحتى (ايديولوجيات) ثم وازن اللسان "الخبيث" لابن أبي ربيعة مع غيره من ذوي اللسان الحلو "المرمَّز".
صُبح الأندلس
2011-06-07, 20:03
وشيئ آخر انظر إلى الشعر المعاصر وما يحمله من أفكار وإيحاءات وحتى (ايديولوجيات) ثم وازن اللسان "الخبيث" لابن أبي ربيعة مع غيره من ذوي اللسان الحلو "المرمَّز".
أنا أريد أن أعرف هل ننتقد ابن أبي ربيعة أم شعره ؟ و هل يمكن الفصل بينهما ؟ من المنظور الإسلامي لا فكل واحد يؤاخذ بما يقوله و هل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم كما ورد في الحديث
أما ان نفصل بينهما و نذهب مذهب القائلين بالفن من أجل الفن أي ننظر للفن بعيدا عن صاحبه فشيء آخر
نسائم الهدى
2011-06-07, 20:15
:sdf::sdf::sdf::sdf::sdf:
يا إلهي هل ستكون حرب أم محمد يوسف كحرب الأربعين عام(حرب البسوس)
يا أخي الكوثري هي ما أرادت إلاّ التعبير عن رأيها
وبخصوص عمر بن أبي ربيعة لا يهم كيف كانت سريرته فهذا بينه وبين ربه ولكن أن يكتب شعرا ماجنا تعف النفس عن قراءته فما بالك بقوله وكتابته ويشهّر للمجون والفسوق ثم نقول عنه لم يكن كذلك؟؟؟
ما كان بينه وبين ربه هذا شأنه ولكن الناس لها الظاهر ولو لم يكن الظاهر مهما لما قال لنا الرسول صل الله عليه وسلم(الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات استبرىء لعرضه)وعمر بن أبي ربيعة لم يكن يتقي الشبهات بل كان يفتخر بجعل نفسه محاطا بالشبهات.
هذا رأيي المتواضع فأرجوا قبوله بصدر رحب
والسلاااااااااااااااااااااام عليكم
طاهر القلب
2011-06-07, 21:18
ليست قضية ثبوت أونفي أرجوا أن تعاود قراءة مقال الشيخ شاكر وضع شخصا غير شخص ابن الخطاب في مكانه من القصة وانظر الملابسات كما يقول أهل القانون وانظر السياق الزمني (مع من كان يعيش)والشخصيات الأخرى في الاعتبار ثم قل لي،ولا أكتمك أنني حين جرى هذا النقاش هنا عاودت مقالات الشيخ شاكر فوجدتني أكتب في آخرها رأيي وختمته بقولي : رضيَتْ أم يوسف أم سخِطت !! لأنها صاحبة الموضوع:1:
وشيئ آخر انظر إلى الشعر المعاصر وما يحمله من أفكار وإيحاءات وحتى (ايديولوجيات) ثم وازن اللسان "الخبيث" لابن أبي ربيعة مع غيره من ذوي اللسان الحلو "المرمَّز".
السلام عليكم
شكرا أخي الكوثري على التوضيح , ثم لا نكران لما أردت إيصاله لنا من خلال تصويب نظرتنا إلى السياق الزمني , و ربما المكاني كذلك للشاعر أبي ربيعة و علاقته بمحيطه و تأثير محيطه عليه و على شعره و حتى على نشأته , و إنما نحن قصدنا لغته في شعره و مقارنتها بلغة عنترة في شعره من حيث الالتزام مقارنة أدبية لفظية دونا عن غيرها , رغم اختلاف شروط ذلك الالتزام بين الزمنين (زمن عنترة و زمن أبي ربيعة) , و رغم أنني التمست من مذكراته تلك جانبا من ذلك الالتزام و لم افهم مكانه منه , و في العنوان مسطور بـ (جريرة ميعاد) , و معلوم أن الجريرة تدل على أنه يعاتب نفسه على ذلك الميعاد المشؤوم أليس كذلك؟ و لكنه في نهاية مذكراته تلك لا يوجه أي لوم لنفسة و لو لا تلك الحمى لكان و كان :), و من هنا وجب القول بفصل أسلوب الشاعر في شعره عن تكوينه و شخصه على الأقل في الدراسة الأدبية له ... أما عن الشعر المعاصر فلا أحدثك عنه أحسن , ففيه ذاك الهزيل الغير نافع و لا ضار و فيها السمين و لكن لا يرقى و لا يقارن مع بلاغة شعر ذلك الزمان و حتى إن كان "خبيث" كما سميته ... شكرا أخي الكوثري يبدو أننا فتحنا على أنفسنا باب من النقد للشعر و لم نبلغ بعد تلك المشارف و لا حتى قاربنا شواطئها ... شكرا جزيلا لجمعكم هذا الذي زادني رغبة في الغوص في أساليب القوم و تراثهم ...
طاعة زوجي ..
2011-06-07, 21:26
السلام عليكم
شكرا عزيزتي كريمة على المشاركة في الموضوع والإدلاء برأيك
أما بالنسبة للأخ الكوثري فهي ليست مسألة رضى أو سخط معاذ الله ،وإنما هو رأي لا غير أراه صوابا وقد يراه غيري غير ذلك ،وفي نظري لسان المرء يعبر عن حاله وعن نفسية الشاعر والمرء محاسب على ما يتلفّظ به ولا تقل لي بأني أخلط الأدب بالإسلام فمن غير المعقول أن نفصل الأدب عن الأديب
أنا لا أنتقد بن ربيعة وإنما أعيب عليه المجون في شعره وقد يكون له جانب حسن في شخصيته ولكن يبقى بينه وبين ربه والغالب عليه أنه رائد المذهب الإباحي الذي طغى في غزله،أما في ما يخص مقال جريدة الميعاد قد بحثت عنه ولم أجده فهلا دللتني أخي الكوثري
اتمنى في الأخير أن لا يسلك الموضوع منحى أخر لأننا هنا نتناقش من أجل المعرفة وحبا بالأدب لا غير
دمتم بخير والسلام
عندما قرأت جمهرة مقالات الشيخ شاكر -عليه رحمة الله- كنت كالزائر لمدينة أول ما يزورها ،علق بذهني ما علق وعرفت ما عرفت وغاب عني ما غاب،وحينما عاودتها مرة أخرى صادفت موضوعكم هذا، فأترت النظر وقلت: ههنا شيئ؛ والشيخ شاكر لم يكتب هذه (المذكرات) اعتباطا وعلى السانح،وليست هذه عادة الشيخ ولا من طبيعة من خالف الناس في كتابه عن المتنبي، فهو يريد أن يعلِّمك ويدلك على طريقة مّا،قراءة للتراث بعين هي عيننا،ونفوس هي أقرب فطرة ومزاجاً وطبيعة لنفوسنا وأمزجتنا وتاريخنا الذي "وُرِّثناه" على مشورة أو على استبداد !!
وقد كنت قرأت كتبه (رسالة في الطرق إلى ثقافتنا) و(أباطيل وأسمار) و(نمط صعب ،نمط مخيف)كلها؛خصوصا الأول جيدا جيدا ؛وكان صغر حجمه مساعدا ؛فكان برأسي أشبه بالقانون للنظر في تراث هذه الأمة جميعِه،وقلَبَ -عليه رحمة الله-فكري في طريقة القراءة لهذا التراث الذي انتهبته أيدي الغرب وتهيّبته نفوس أبنائه حتى صار خريج الجامعة يستنكف ويتبرم بالنحو وهو أم العلوم العربية (علوم الآلة،وعلوم متعلقة بالأدب) وهو يحمل شهادةً هي إجازة في العربية والمعدل 16 !!
لذلك فجمهرة مقالاته تختلف بمادتها عن [ أباطيل وأسمار ] و[ نمط صعب ونمط مخيف ] وإن كان لا يُغنى كتاب عن الآخر
وعرفت فيها ممّا عرفتُ أن الشيخ شاكر متجرد لمعاودة قراءة هذا التراث وتحقيقاته وكتبه التي كان قيِّما عليها تدل دلالة قاطعة على هذا لكن دونما نظرة احتقار أو ازدراء،(كان يسمي تحقيقاته وعمله فيها : قرأه وعلق عليه ،وانظر ما يكتب المعاصرون له والمعاصرون لنا الذين نعيش بين أكنافهم في حياتنا الأدبية)بل لابد من معرفة واسعة وإحاطة بالمادة المراد درسها ثم قبل هذا حس شعري ونفس تستشعر تستنطق بها كلام الأدباء وكل ذي نفس جاشت طباعها فألقطت كلاما يراه بعضنا دررا،والآخر حجرا؛بل وحجرا ميتاً لا حياة فيه كأنما هو قطعة من صنم كسر بعض رأسه وألقاه في هذا الرأس الانساني دونما معان عميقة أو أهداف ترمي إليها وأغراض تصوّب نحوها....
وبعد:
فهذا ما دعاني لمخالفتكم لا لأجل الخلاف بل للتعلم وإعادة النظر دونما بخس الناس أشياءها في هذا التراث الأدبي،وفصل الانسان الشاعر الكاتب عن أدبه ونصوصه من أعقد المسائل الأدبية ما من شك،ولكن العقل الناقد يتهم نفسه أوّلا، ويكون هذا الاتهام حافزاً للتفكير وتقليب النظر ثم الحكم بعد استيفاء الشرط بالضبط،وأنا الذي أخالفكم لعلي لاأحفظ الكثير من شعر ابن أبي ربيعة ولا قرأته كله،فهل أنتم كذلك ؟
بحثت عنها و لم أجدها فهلا أطلعتنا عليها ؟
http://www.fustat.com/adab/shakir/43.pdf
http://www.fustat.com/sub/adab.shtml
ها هي هنا مشرفتنا،وعلى الرابط الآخر كل مقالات الشيخ شاكر ،ومن ضِمْنها (مذكرات ابن أبي ربيعة)جزى الله القائمين عليه خيراً.
صُبح الأندلس
2011-06-07, 22:37
http://www.fustat.com/adab/shakir/43.pdf
http://www.fustat.com/sub/adab.shtml
ها هي هنا مشرفتنا،وعلى الرابط الآخر كل مقالات الشيخ شاكر ،ومن ضِمْنها (مذكرات ابن أبي ربيعة)جزى الله القائمين عليه خيراً.
بارك الله فيك ،أما الجمهرة فعندي و لكن لم أنتبه للمقال المذكور رغم قراءتي لأغلب المقالات فيها
courpassion
2011-06-07, 22:41
عفوا لكن ورد خطأ في بيت لعنترة
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى و أعف عند المغنم
أي أنه بعد ان ياخذ المعركة بزمامه وياتي النصر يترك الغنائم ولا يأخذها
وهذا خلق كريم فالعفة على المال والنساء وكل ما يشتهيه الانسان
صُبح الأندلس
2011-06-07, 22:50
صدقا قرأت المذكرات تلك و لم تتغير نظرتي فهي لا تعدو أن تكون قصة من قصص اللهو التي كان ابن أبي ربيعة أحد أبطالها و لولا الحمى تلك لقرأنا مذكرات تهتك الستر و الحياء .
من باب إنصاف الرجلين يجب أن نتفق على النقاط التي نقارن فيها بينهما : هل نوازن بين شعرهما في الغزل فحسب ، أم نوازن بين شخصيتي الشاعرين ؟
فهذا شاعر جاهلي لم يدرك الإسلام و لكن شعره نظيف عفيف لا تمجه الأذن ، و ذاك شاعر أموي مسلم و لكن شعره تعف عنه الأذن ، ثم هل يمكن أن نفصل الشعر عن صاحبه ؟
أرى -والله أعلم- أن ندرس سيرة الرجلين غير مفصولة عن صورَتَيْهِما ثم نضع هذه "الموازين" بالقسط،والنسيب في شعرنا قرين التشبيب وهما مختلفان غرضا وأسلوبا،لكنهما صادرتيْن عن نفس إنسانية من "أعقد" الالآت المتحركة على هذه البسيطة ولسانُها هو سرّها (واللسان ما فيهش عظم كيما يقولو الكبار) ومن أكبر النعم التي أنعم الله بها على الانسان نعمة البيان فقال : علمه البيان، والبيان يكون باللسان،والعرب أهل اللسان (و"معجم" لسان العرب من "أطول" المعاجم اللسانية في لغة العرب) فالتريث التريث في فهم النفوس التي تركت هذه النصوص .........
وكتابنا الذي هو أعظم نص أدبي خالد علمنا فيما علمنا أن نغوص ولا نتعبد الحرف في الفهم عن الله (لا يفهمن كلامي على غير وجهه فالنظر في الكتاب عبادة،وكتابته عبادة، وتعلمه عبادة الخ)؛وما هذه الاكتشافات الاعجازية من علمية ورياضية وفلكية وطبيبة الخ إلا دليل على أن هذا الكتاب منبع صاف فياض لا ينضب، وراء الحرف ما وراءه،مالقياس مع الفارق كما يقولون من مباينة كتاب الله عز وجل لكلام البشر وعلى رأس الكلام كلام سيد الانسان صلى الله عليه وسلم،وهي أيضا الدليل على هذا الذي أدعوكم إليه-وما أنا إلا مقلد لعلمائنا في هذا - وهذا الكتاب يدلك على الطريق في فهم العلاقة بين الأرض والسماء،وبين الطين والتراب وبين هذه النفوس والأرواح،وأجلى علم تظهر فيه هذه العلاقة هو علم الأدب بكل فروعه.
.
قَاسِمٌ.قَاسِم
2011-06-07, 22:54
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ الكوثري
فهذا ما دعاني لمخالفتكم لا لأجل الخلاف بل للتعلم وإعادة النظر دونما بخس الناس أشياءها في هذا التراث الأدبي،وفصل الانسان الشاعر الكاتب عن أدبه ونصوصه من أعقد المسائل الأدبية ما من شك،ولكن العقل الناقد يتهم نفسه أوّلا، ويكون هذا الاتهام حافزاً للتفكير وتقليب النظر ثم الحكم بعد استيفاء الشرط بالضبط،وأنا الذي أخالفكم لعلي لاأحفظ الكثير من شعر ابن أبي ربيعة ولا قرأته كله،فهل أنتم كذلك ؟
بارك الله فيك
هذا ما يجب قوله من البداية
جزاك الله خيرا يا"شيخنا" الكريم
صدقا قرأت المذكرات تلك و لم تتغير نظرتي فهي لا تعدو أن تكون قصة من قصص اللهو التي كان ابن أبي ربيعة أحد أبطالها و لولا الحمى تلك لقرأنا مذكرات تهتك الستر و الحياء .
لم القلق مشرفتَنا :confused:؟
خليني نهج ونرد النفس راني من قبيل نكتب ،تحسب السنة أولى وراه عندي عقوبة تاع كتبة !!:sdf:
وخلي القهوة تنزل واعطي لروحك فرصة عاودي قري في خاطرك وقراية الصباح مليحة وأنت معرفُك "صبْح":1:،وخلي لي شوية وقت نرد على الشاشرة وعلى الشيرات:rolleyes:
صُبح الأندلس
2011-06-07, 23:00
طيب و ماذا يتغير في الأمر ؟ عنترة كان عفيف النفس شهمها و شعره مرآة لشخصيته تلك و عمر كانت حياته لهو و لعب و مجون حتى لقب بزعيم المذهب الإباحي في الغزل ، و شعره مرآة لشخصيته تلك حتى إنه كان يتعطر و يتمختر في مواسم الحج معترضا الحاجات !! ذاكرا قصصه معهن متمنيا لو كان العام كله موسما للحج
أما مسألة ما بينه و بين الله فلا يطلع على النية إلا الله تعالى و لكن العمل و اللسان يصدق ذلك .
صُبح الأندلس
2011-06-07, 23:04
لم القلق مشرفتَنا :confused:؟
خليني نهج ونرد النفس راني من قبيل نكتب ،تحسب السنة أولى وراه عندي عقوبة تاع كتبة !!:sdf:
وخلي القهوة تنزل واعطي لروحك فرصة عاودي قري في خاطرك وقراية الصباح مليحة وأنت معرفُك "صبْح":1:،وخلي لي شوية وقت نرد على الشاشرة وعلى الشيرات:rolleyes:
لا قلق و لا هم يحزنون ، و رُد على مهلك و لا تحترم الطابور ، بإمكاني الانتظار إلى الغد :cool:
المقال أو بالأحرى المذكرة ليست طويلة حتى أمضي الليل و أزيد معه الصبح لقراءته ، قصة عادية جدا لا تحتمل أكثر مما أراده صاحبها ، يشكو الحمى التي حرمته مواعدة محبوبته التي لا يعادل حسنها حسن:rolleyes:
صُبح الأندلس
2011-06-07, 23:16
لقد أدرك شهرزاد الصباح و سكتت عن الكلام المباح فاكتب ما بدا لك و إن غدا لناظره قريب :)
أنا أريد أن أعرف هل ننتقد ابن أبي ربيعة أم شعره ؟ و هل يمكن الفصل بينهما ؟ من المنظور الإسلامي لا فكل واحد يؤاخذ بما يقوله و هل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم كما ورد في الحديث
أما ان نفصل بينهما و نذهب مذهب القائلين بالفن من أجل الفن أي ننظر للفن بعيدا عن صاحبه فشيء آخر
في رأيي أن الأدب لا يجب تقييده بالأكاديمية الصارمة فهي أبعد ما تكون على الصرامة الاكاديمية التي نشأت مع العلوم الطبيعية وغذتها التكنولوجيا الحديثة،والأدب علم قوامه الذوق،وأنا أعني بالخصوص أدب العربية القديم الذي تأسس على تراثه هذا الحديث أو الحداثة أو ما بعدها -من لويس وانتهاء بأدونيس- اللهم إلا أن أردونا على غير اللغة العربية وقواعدها وأساليبها وهذا الكم الهائل المخيف مما خلفته حضارتهم ونحن في عصر غير العصر ولابد لنا من فرض الواقع والواقع المفروض....
هبوا أنني وجدت مجموعة ناس في مجلس أنس ولهو وخمر وقيان على عادة آبائهم فيها وأردت زجرهم وعظتهم وأن اريهم نفوسهم في مرآة النصيحة أفهم يقبلوها مني وأنا معمم وذو لحية كبيرة،أم حين أدخل عليهم وقد لبست ما لا ينكرونه وفيه لاكوست والاديداس ؟ أيهما آنس لهم وأدعى للتلطف لهم والرفق بهم ؟
وهذه إشكالية ما يسمى بالأدب الاسلامي،فالتطرف والحنبيلة الزائدة هي التي وأدت هذا المولود الذي نريده أن يولد من رحم تاريخنا ولادة طبيعية لا استعجاله والقلق عليه فيكون سقطا أو خلقا مشوّها،زد أن أعدائنا يشوهون ديننا ولغتنا وتاريخنا وآدابنا ويطلقون لفظ " الاسلام" على كل قوي عزيز عندنا لكسرنا من دين ولغة وتاريخ وعادات الخ
ولنأخذ الرافعي مثلا هل ينكر أحد غيرته على العربية وعلى دينها وتاريخها وفضائلها ؟ ومع ذلك لم يسم أدبه أدبا إسلاميا،ولكنه احتال على العصر والثقافة التي تحكم العصر و"الرجال" الذين يديرون العصر بكل نواحيه السياسية والأدبية والاجتماعية الخ ثم سمِّ أدبك ما شئت بعدها لو أنت أديت الرسالة كما هي في هذا الخضم والموج المتلاطم من الشبه والنزغات والنزعات والأهواء المتفرقة والغرائز الطليقة..ابحث لك عن طريق وأنت في الضعف لترى وتفهم ما تركه آباؤك وهم في قوة !!!
والانسان السوي لا غنى له عن الفن والأدب والشعر وهذه النصوص الخالدة التي يحفظها ويستشهد بها على أحواله والمواقف التي تمر به في رحلة حياته لا يستغني عن هذا (الغذاء الروحي) وهي تتفاوت إبداعا وفهما،وتلقياً وقراءة وأخذاً.
لقد أدرك شهرزاد الصباح و سكتت عن الكلام المباح فاكتب ما بدا لك و إن غدا لناظره قريب :)
وهذه ألف ليلة وليلة التي بهرت الغرب ولانزال نستشهد بقصصها -وأنت كذلك فعلتِها- تلك الليالي كلُّها كانت ليلاً ومن عمل الليل؛ والليل أجمع للفكر، فامهليني وامهلي نفسك والقرّاء الكرام معنا حتى نقرأ ونعاود ولا نمل مع تريث،والطابور عندي محترَم لكن أحيانا تجد مشاركتين يجمعهما معقد واحد في الرأي فأجمل الرد عليهما اختصاراً (كومبريسي وارسلْ:1:)
وحديث أنه كان يتعطر ويتبختر و"يتميطر" واختزال تاريخ رجل وشعره في هذا التزين وتتبع النساء في الحج وأنها قصة رجل (عادي)يريد من المرأة ما يريد الرجل لحاجته "البيولوجية" حسبُ إجحاف ما بعده إجحاف،ثم قولا لي أنت وأمَّ يوسف أين هذا الخبر الذي تستشهدان به على الرجل؟ وأين ذكر؟ أثقة ذكره ؟أم مستشرق ذي غرض وهوًى وتلقفه المستلبون وردّدناه معهم ؟
ولو أنا جاريتكم في هذا المنطق فأقول لكم : ابن أبي ربيعة مسلم "عاص" ويدخل الجنة بإذن الله ،وعنترةُ جاهلي كافر يدخل النار وانتهى الكلام ؛ثم هاتو لنا شاعريْن آخرين نوازن بينهما ثم نحكم عليهما أو لهما ثم إلى الأرشيف ....زمن السرعة أليس كذلك...أي: سرعة النقد والقراءة ؟!!
طاهر القلب
2011-06-07, 23:35
في رأيي أن الأدب لا يجب تقييده بالأكاديمية الصارمة فهي أبعد ما تكون على الصرامة الاكاديمية التي نشأت مع العلوم الطبيعية وغذتها التكنولوجيا الحديثة،والأدب علم قوامه الذوق،وأنا أعني بالخصوص أدب العربية القديم الذي تأسس على تراثه هذا الحديث أو الحداثة أو ما بعدها -من لويس وانتهاء بأدونيس- اللهم إلا أن أردونا على غير اللغة العربية وقواعدها وأساليبها وهذا الكم الهائل المخيف مما خلفته حضارتهم ونحن في عصر غير العصر ولابد لنا من فرض الواقع والواقع المفروض....
هبوا أنني وجدت مجموعة ناس في مجلس أنس ولهو وخمر وقيان على عادة آبائهم فيها وأردت زجرهم وعظتهم وأن اريهم نفوسهم في مرآة النصيحة أفهم يقبلوها مني وأنا معمم وذو لحية كبيرة،أم حين أدخل عليهم وقد لبست ما لا ينكرونه وفيه لاكوست والاديداس ؟ أيهما آنس لهم وأدعى للتلطف لهم والرفق بهم ؟
وهذه إشكالية ما يسمى بالأدب الاسلامي،فالتطرف والحنبيلة الزائدة هي التي وأدت هذا المولود الذي نريده أن يولد من رحم تاريخنا ولادة طبيعية لا استعجاله والقلق عليه فيكون سقطا أو خلقا مشوّها،زد أن أعدائنا يشوهون ديننا ولغتنا وتاريخنا وآدابنا ويطلقون لفظ " الاسلام" على كل قوي عزيز عندنا لكسرنا من دين ولغة وتاريخ وعادات الخ
ولنأخذ الرافعي مثلا هل ينكر أحد غيرته على العربية وعلى دينها وتاريخها وفضائلها ؟ ومع ذلك لم يسم أدبه أدبا إسلاميا،ولكنه احتال على العصر والثقافة التي تحكم العصر و"الرجال" الذين يديرون العصر بكل نواحيه السياسية والأدبية والاجتماعية الخ ثم سمِّ أدبك ما شئت بعدها لو أنت أديت الرسالة كما هي في هذا الخضم والموج المتلاطم من الشبه والنزغات والنزعات والأهواء المتفرقة والغرائز الطليقة..ابحث لك عن طريق وأنت في الضعف لترى وتفهم ما تركه آباؤك وهم في قوة !!!
والانسان السوي لا غنى له عن الفن والأدب والشعر وهذه النصوص الخالدة التي يحفظها ويستشهد بها على أحواله والمواقف التي تمر به في رحلة حياته لا يستغني عن هذا (الغذاء الروحي) وهي تتفاوت إبداعا وفهما،وتلقياً وقراءة وأخذاً.
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي الكوثري نظرة واقعية و وسطية قيمة جدا ... تبدى فيها رجاحة الفكر في التقريب بين القديم و الحديث في صورة مقبولة للحديث و غير منافية للقديم , و على ذكر الرافعي كان في ادبه تلك المسحة الحداثية المتماشية مع عصره لكسب ود و شغف أهل عصره لأدبه و تحبيبهم فيه بأسلوب قريب جدا لأسالبيبهم و فهمهم لطريقة حياتهم , مع الحفاظ على المسحة الدينية و التراثية مبطنة في أدبه ليعلمها قراء عصره بطريقتهم فيها , و هذا و الله أسلوب أديب من الطراز الرفيع , و قد سمعت في أحد الأيام للداعية الكبير رمضان البوطي يتحدث بهذا الخصوص في أدب الرافعي و كذا بعض المقارنات مع كتابات العلامة محمد عبده ... شكرا أخي الكوثري مازلنا ننهل من فيض ما تجود به من درر .
صُبح الأندلس
2011-06-08, 07:54
في رأيي أن الأدب لا يجب تقييده بالأكاديمية الصارمة فهي أبعد ما تكون على الصرامة الاكاديمية التي نشأت مع العلوم الطبيعية وغذتها التكنولوجيا الحديثة،والأدب علم قوامه الذوق،وأنا أعني بالخصوص أدب العربية القديم الذي تأسس على تراثه هذا الحديث أو الحداثة أو ما بعدها -من لويس وانتهاء بأدونيس- اللهم إلا أن أردونا على غير اللغة العربية وقواعدها وأساليبها وهذا الكم الهائل المخيف مما خلفته حضارتهم ونحن في عصر غير العصر ولابد لنا من فرض الواقع والواقع المفروض....
هبوا أنني وجدت مجموعة ناس في مجلس أنس ولهو وخمر وقيان على عادة آبائهم فيها وأردت زجرهم وعظتهم وأن اريهم نفوسهم في مرآة النصيحة أفهم يقبلوها مني وأنا معمم وذو لحية كبيرة،أم حين أدخل عليهم وقد لبست ما لا ينكرونه وفيه لاكوست والاديداس ؟ أيهما آنس لهم وأدعى للتلطف لهم والرفق بهم ؟
وهذه إشكالية ما يسمى بالأدب الاسلامي،فالتطرف والحنبيلة الزائدة هي التي وأدت هذا المولود الذي نريده أن يولد من رحم تاريخنا ولادة طبيعية لا استعجاله والقلق عليه فيكون سقطا أو خلقا مشوّها،زد أن أعدائنا يشوهون ديننا ولغتنا وتاريخنا وآدابنا ويطلقون لفظ " الاسلام" على كل قوي عزيز عندنا لكسرنا من دين ولغة وتاريخ وعادات الخ
ولنأخذ الرافعي مثلا هل ينكر أحد غيرته على العربية وعلى دينها وتاريخها وفضائلها ؟ ومع ذلك لم يسم أدبه أدبا إسلاميا،ولكنه احتال على العصر والثقافة التي تحكم العصر و"الرجال" الذين يديرون العصر بكل نواحيه السياسية والأدبية والاجتماعية الخ ثم سمِّ أدبك ما شئت بعدها لو أنت أديت الرسالة كما هي في هذا الخضم والموج المتلاطم من الشبه والنزغات والنزعات والأهواء المتفرقة والغرائز الطليقة..ابحث لك عن طريق وأنت في الضعف لترى وتفهم ما تركه آباؤك وهم في قوة !!!
والانسان السوي لا غنى له عن الفن والأدب والشعر وهذه النصوص الخالدة التي يحفظها ويستشهد بها على أحواله والمواقف التي تمر به في رحلة حياته لا يستغني عن هذا (الغذاء الروحي) وهي تتفاوت إبداعا وفهما،وتلقياً وقراءة وأخذاً.
أما حكمنا فلا علاقة له بالأكاديمية أبدا بل بالذوق العام ، و على العكس من ذلك لو أخضعناه للأكاديمية لربما كان حكمنا عليه ألين و لربما جاريناك في موقفك ، فكما أنه هناك أدب ملتزم يلتزم الأديب فيه بقضية ما ، هناك أدب مبتذل أو ما يسمى الأدب المتحرر ( لا الأدب التحرري) و إذا كنا نؤاخذ مستغانمي و غيرها في ما كتبته فلم نعذر ابن أبي ربيعة ؟ أهو الكيل بمكيالين ؟:rolleyes:
و أراك خرجت بنا إلى موضوع آخر لا علاقة له بموضوعنا ، فنحن لا نتحدث عن نوع الأدب أو حتى ما يعرف بالأدب الإسلامي بل نقارن بين شاعر جاهلي جعل العفة شعاره و شاعر مسلم جعل المجون خياره، و مسألة الأخلاق متعارف ، متفق عليها ،موجودة في كل الأمم التي تدين بدين و التي لا تدين بشيء .
و بعد لسنا في صدد هداية الناس إلى الطريق السوي فالحلال بين و الحرام بين إلا من أبى أو وضع نظارة سوداء على عينيه:cool: و إلا فإن الزمن الذي عاش فيه ابن أبي ربيعة عاش فيه الأتقياء الأصفياء، فهو اختار طريقه و هم اختاروا طريقهم .
ثم ما أكثر غذاء الروح في أدبنا لو بحثنا و فحصنا أما أدب ابن أبي ربيعة فهو مفسدة للفطرة السوية السليمة .:)
صُبح الأندلس
2011-06-08, 08:09
وهذه ألف ليلة وليلة التي بهرت الغرب ولانزال نستشهد بقصصها -وأنت كذلك فعلتِها- تلك الليالي كلُّها كانت ليلاً ومن عمل الليل؛
و مع ذلك فهي من التراث العالمي و كلّ يدعي أنها إرثه و تراثه
والليل أجمع للفكر، فامهليني وامهلي نفسك والقرّاء الكرام معنا حتى نقرأ ونعاود ولا نمل مع تريث،
قد قرأنا ما أحلتنا عليه فلم يغير من رأينا بل زدنا يقينا، و لو أن في كلام ابن أبي ربيعة رمزا لكانت القراءات متعددة تعدد الأفهام و لكنها قصة عادية جدا تتكرر كل يوم و في أيامنا هذه بخاصة ، ثم هي و مغامرات امرئ القيس على خط واحد
والطابور عندي محترَم لكن أحيانا تجد مشاركتين يجمعهما معقد واحد في الرأي فأجمل الرد عليهما اختصاراً (كومبريسي وارسلْ:1:)
فعلا فكل إنسان يحمل بداخله مركب و معقد
وحديث أنه كان يتعطر ويتبختر و"يتميطر" واختزال تاريخ رجل وشعره في هذا التزين وتتبع النساء في الحج وأنها قصة رجل (عادي)يريد من المرأة ما يريد الرجل لحاجته "البيولوجية" حسبُ إجحاف ما بعده إجحاف،ثم قولا لي أنت وأمَّ يوسف أين هذا الخبر الذي تستشهدان به على الرجل؟ وأين ذكر؟ أثقة ذكره ؟أم مستشرق ذي غرض وهوًى وتلقفه المستلبون وردّدناه معهم ؟
بل ذكره هو في شعره و هو القائل :
مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ ***رَائِحاتٍ مِنْ قُباءِ
زمراً نحوَ المصلى *** مُسْرعاتٍ في خَلاءِ
فتعرضتُ، وألقيتُ*** جلابيبَ الحياء
وقديماً كانَ عهدي، *** وَفُتُوني بِالنِّساءِ
و قال :
أفسد الحج علينا نسوة *** من عبد شمس كن للموسم زينا
و قال :
أيّها الراكب المحِدُّ ابتكارا*** قد قضى من تهامة الأوطارا
من يكن قلبه صحيحاً سليماً ***ففؤادي بالخيف أمسى معارا
ليت ذا الدهر كان حتماً علينا*** كلّ يومين حجّة واعتمارا
و لو أراد المستشرقون المتعصبون أن يضربوا أدب شاعر عربي لضربوا شعر المتنبي مثلا لا شعر ابن أبي ربيعة الذي يشهد عليه دون شهادة الناس
ولو أنا جاريتكم في هذا المنطق فأقول لكم : ابن أبي ربيعة مسلم "عاص" ويدخل الجنة بإذن الله ،وعنترةُ جاهلي كافر يدخل النار وانتهى الكلام ؛ثم هاتو لنا شاعريْن آخرين نوازن بينهما ثم نحكم عليهما أو لهما ثم إلى الأرشيف ....زمن السرعة أليس كذلك...أي: سرعة النقد والقراءة ؟!!
أراك دائما تنحو بنا منحى آخر غير الذي أردناها بداية ، فمصير الناس لا يعلمه إلا الله و ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة منه ، و لا أظنك ممن يعتقد بأسطوانة ( الإيمان في القلب ) و الجوارح تفعل و تقول كل ما يغضب الله !!!فلو صلح القلب صلحت الجوارح ( حديث المضغة )
عمر بن أبي ربيعة شاعر من شعراء المجون و لا خلاف في ذلك فشعره يشهد عليه ، على أن في كل إنسان جانب من الخير ، و مثله مثل النواسي الذي عشق الخمر فلما دنا الأجل تاب و أناب - كما زعموا -
ثم هذه أبيات لابن أبي ربيعة تمثل الجانب الخيرّ فيه :
لاَ فَخْرَ إلاَّ قَدْ عَلاَهُ مُحَمَّدُ *** فإذا فخرتَ به، فإني أشهدُ
إن قد فخرتَ وقفتَ كلّ مفاخرٍ،*** وإلَيْكَ في الشَّرَفِ الرَّفيعِ المَقْصَدُ
ولنا دعائمُ قد تناهى أولٌ، *** في المكرماتِ، جرى عليها الموالدُ
صُبح الأندلس
2011-06-08, 08:23
إذا كان و لابد من المقارنة فلنقارن بين ابن أبي ربيعة و أبي نواس مثلا لتقاربهما في المذهب و كذلك العصر الذي عاشا فيه ، فمن المحال أن نوازن موازنة سليمة بين شاعرين ينتميان إلى عصرين مختلفين تماما و مذهبهما كذلك مختلف تماما .
طاعة زوجي ..
2011-06-08, 22:19
السلام عليكم
شكرا للإخوة الأعضاء على هذه المداخلات الطيبة وعلى هذا الإثراء للموضوع
وأما فيما يخص مقالات شاكر أي مذكرات بن أبي ربيعة ،فقد أمضيت اليوم كله أقرؤها ولم تتغير نظرتي للموضوع بل زدت تعلقا وتمسكا به،ولم أفهم لحد الساعة ما ترمي إليه ،فمن الواضح في تلك المذكرات أن بن أبي ربيعة متمسك بمجونه رغم وعظ أخيه له ،ورغم معايشته للكرام الأتقياء إلا أنه أصر على شعره ذاك
وكما قال الأخ طاهر القلب ،قد فتحنا على انفسنا أبوابا من النقد للشعر والشعراء وأهوائهم ونحن لم نبلغ بعد تلك المشارف على حد قوله ،وما أنا إلا عاشقة للأدب ذواقة للشعر لا أرقى إلى مستواكم أساتذتنا الكرام وليس والله تواضعا وإنما هو الإقرار بالحق والإعتراف به
دمتم بخير والسلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاود تذكيركم بقوله لأخيه (سعيد) عند احتضاره وهو: والله ما حللتُ إزاري على حرام قطُّ،والبيت الذي كتبته قبلا وهو :
وإنني امرؤ للحسن أتبعه ** لا حظّ لي منه إلا شبهة النظرِ
فكيف يمكن التوفيق بين آخر كلام له وهو على مشارف الآخرة،وبين شعره الذي لقبتموه به وهو أنه (زعيم الاباحيين) ولا تقولنّ لي كما قلتم في قول النواسي زعموا !!
وهذا ليس مقام نقد،ولكنه مقام التعلّم والدربة،وأنا كتبتُ ما كتبت لتوسيع الصورة،(وليس خروجا عن الموضوع:confused:)وللتوقف أيضاًفيما كتبُه أبو فهر عليه رحمة الله،وقد أسهبت ليعلم من لا يعلم أن أبا فهر لم يكن يوما مستهتراُ ولا مستخفا،وهو يعي (ويذوق)كل حرف يكتبه وكل فاصلة ونقطة وشكلة؛يعرف هذا ما أدمن قراءة كتبه وعرف خفايا أسلوبه،وإن أصررتم على "رأيكم" وأصممتم آذاناكم فيا خسارة أوقات الشيخ شاكر ويا ضياع أنْفَاسه..............
صُبح الأندلس
2011-06-09, 22:34
و كذلك فعل النواسي في أواخر أيامه :
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة = فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن = فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا = فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالى إليك وسيلة إلا الرجاء = وجميل عفوك ثم أني مسلم
قَاسِمٌ.قَاسِم
2011-06-09, 22:41
نحن نحكم على القول ونحن لا نكره الشخص(ابن أبي ربيعة) لذاته وإنما لما تعلق به من مجون وانحراف ومع هذا نحن نترحم عليه لأنه مسلم
وترحمنا عليه لا يجعلنا نقبل مجونه
نرجو من إخواننا فهم القصد والله يتولى السرائر
دمتم عونا لنا على أنفسنا.
صُبح الأندلس
2011-06-10, 08:38
نحن نحكم على القول ونحن لا نكره الشخص(ابن أبي ربيعة) لذاته وإنما لما تعلق به من مجون وانحراف ومع هذا نحن نترحم عليه لأنه مسلم
وترحمنا عليه لا يجعلنا نقبل مجونه
نرجو من إخواننا فهم القصد والله يتولى السرائر
دمتم عونا لنا على أنفسنا.
و هذا ما عنيته بداية ، فنحن لا نحاسبه لأن الله وحده من يحاسبه ، كما لا نكرهه بل إننا ندرس أدبه و ندرسه للطلبة ، إنما قارنا بينه و بين عنترة من جانب الذوق العام ، الجانب الأخلاقي الذي تعرفه كل الأمم و تميزه .
ما زلتُ على رأيي وأنكم مخطؤون في الحكم على الرجل وشعره،فهل أنتم على رأيكم ؟ :rolleyes:
طاعة زوجي ..
2012-06-12, 10:36
بارك اللّه فيك أخي الكريم على تتبّعك للموضوع وعلى شغفك وإتقانك للغة الضّاد
أمّا فيما يخصّ الموضوع لكي أكون صريحة معك كنت إلى أمد غير بعيد من المولعين بأدب إبن أبي ربيعة وبأسلوبه القصصي الحواري في شعره ولكن هذا لايمنع من إعتراضي على النّمط الذّي سار عليه في ِأشعاره حتّى أنّه لاتكاد تجد من بين أبياته أغراضا شعريّة أخرى عدا الغزل باستثناء بعض الفخر فقد كان رحمه اللّه معجبا بنفسه عاشقا لها ،ولكن الحقّ أن شعره فيه من الروعة والجودة مافيه ،أمّا سريرته فهي بينه وبين خالقه ولايحقّ لنا محاسبته أو إدانته
شكرا على إثارتك للموضوع مرّة أخرى للأسف أنا في عجالة قد أعود مرّة أخرى إذا شاء اللّه
بارك اللّه فيك أخي الكريم على تتبّعك للموضوع وعلى شغفك وإتقانك للغة الضّاد
أمّا فيما يخصّ الموضوع لكي أكون صريحة معك كنت إلى أمد غير بعيد من المولعين بأدب إبن أبي ربيعة وبأسلوبه القصصي الحواري في شعره ولكن هذا لايمنع من إعتراضي على النّمط الذّي سار عليه في ِأشعاره حتّى أنّه لاتكاد تجد من بين أبياته أغراضا شعريّة أخرى عدا الغزل باستثناء بعض الفخر فقد كان رحمه اللّه معجبا بنفسه عاشقا لها ،ولكن الحقّ أن شعره فيه من الروعة والجودة مافيه ،أمّا سريرته فهي بينه وبين خالقه ولايحقّ لنا محاسبته أو إدانته
شكرا على إثارتك للموضوع مرّة أخرى للأسف أنا في عجالة قد أعود مرّة أخرى إذا شاء اللّه
بارك الله في كل محب للهذه العربية التي عقّها بنوها،وأخّروها وأهانوها،ولم تقع في قلوبهم فلم يبالوها ...!!
وأنا مثلك كنت مولعا بنمط واختيار ربما فرضه الدرس والسِّن،لكن بعد تَطواف في عالم المعرفة والأدب خصوصا صرت مولعا بكل عربي ترك شعرا أو نثرا أو معرفة وإن كان نصرانيا ،والأسباب كثيرة لا أقلُّها هذا الذي قدمت من العقوق والامتهان لهذه اللغة التي وسعت كتابا معجزا.
قد أترخص في تعقيبي فأعيد صياغة سؤالي بألفاظ وردت في مشاركتِك فأقول : هل ما عِيب على ابن أبي ربيعة توفّره على شعر الغزل وإطالة النَّفَس فيه والتفنن وتصريف القول ؟ وهل لمجرد إعتداده بنفسه وفخرها بها؟ وهل لو أفرغ الجهد والوسع والقول في غرض شعري آخر غيرِ الغزل كالمدح مثلا أو الفخر حتى هل كان ذلك سيغير من رأيكم فيه ؟
أما باطن أمره فالآن أصرح أنني أحاكمكم إلى قوله لأخيه وهو في السِّياق، وإلى بيته الذي فيه: لا حظ لي منه إلا شبهة النظر،أحاكمكم إليه لأني أرى خيطا رفيعا يمكِّننا من سبر غور هذه النفس التي أنتجت لنا هذا الشعر الذي نقرؤه ( ونحن مغلقين أنوفنا نتنا وفوْح فجور وتهتُّك ) ثم بعد هذا لستُ متأليا على الله تعالى،ولست قاضيا أفصل بكلمة واحدة وإن كنا بحاجة لعقلية القاضي لنوازن ونقضي بشيئ أقرب للحق في الواقع وفي الأدب وإن شئتم في النقد.
نزار علي
2012-06-19, 18:57
سلام الله عليكم
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه لما سمع هذا البيت و القصص التي تروى عن عنترة قال:" هذا رجل لو أدرك الإسلام لأسلم"
سلام الله عليكم
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه لما سمع هذا البيت و القصص التي تروى عن عنترة قال:" هذا رجل لو أدرك الإسلام لأسلم"
وعليكم السلام ورحمة الله.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سمع في مسجده كعبا وهو ينشده قصيدته الشهيرة [بانت سعاد ] وفيها :
هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة ** لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ** كأنه منهل بالراح معلول
وأخبر أصحاب السير انه جعل للشعراء؛وسيدنا حسانا بخاصة منبرا في آخر المسجد يتناشدون الشعر عليه،وهم الذين كانو يفتتحون القصائد بالغزل بنوعيْه حتى قال قائلهم:
وما كان طبي حبَّها غير أنه ** تقام بسلمى للقوافي صدورها.
صُبح الأندلس
2012-06-21, 14:39
وعليكم السلام ورحمة الله.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سمع في مسجده كعبا وهو ينشده قصيدته الشهيرة [بانت سعاد ] وفيها :
هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة ** لا يشتكى قصر منها ولا طول
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ** كأنه منهل بالراح معلول
وأخبر أصحاب السير انه جعل للشعراء؛وسيدنا حسانا بخاصة منبرا في آخر المسجد يتناشدون الشعر عليه،وهم الذين كانو يفتتحون القصائد بالغزل بنوعيْه حتى قال قائلهم:
وما كان طبي حبَّها غير أنه ** تقام بسلمى للقوافي صدورها.
إنما استمع النبي عليه الصلاة و السلام لقصيدة كعب بن زهير و هي من الغزل العفيف و لا ريب حتى البيتين المستشهد بهما كذلك و مثلهما في شعر المجنون و جميل ، لكن أردت أن توضح لي قولك أنهم كانوا يفتتحون قصائدهم بشعر الغزل بنوعيه ؟ أقصدت العفيف و الماجن ؟ أما الثاني فلا
إنما استمع النبي عليه الصلاة و السلام لقصيدة كعب بن زهير و هي من الغزل العفيف و لا ريب حتى البيتين المستشهد بهما كذلك و مثلهما في شعر المجنون و جميل ، لكن أردت أن توضح لي قولك أنهم كانوا يفتتحون قصائدهم بشعر الغزل بنوعيه ؟ أقصدت العفيف و الماجن ؟ أما الثاني فلا
إن لم يكن قوله : هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ....الخ
ليس تشبيبا فليت شعري ما التشبيب ؟
وما حقيقته في لغة العرب ؟
وإن لم يكن هذا وصفا دقيقا لقدّ محبوبته * ومشقها واعتدال طولها فما يكون ؟
وإن كان قول زهير [هيفاء مقبلة،عجزاء مدبرة] من "العفيف" فيار رحمة الله عليّ وعلى ابن أبي ربيعة وعلى "العفيف التلمساني"،ويمكن الرجوع إلى أي شارح من شرّاح قصيدة بانت سعاد
والغزل عند العرب نسيب وتشبيب؛وإن صرنا نسمي الثاني مجونا واستهتارا وتهتكا ....إلى ألفاظ أخرى بعيدة عن معاني العربية وما وُضِعتْ له
* : جرت عادة الشعراء في افتتاح قصائدهم في ذكر الحبيب والديار ثم التخلص بين المعاني إلى الغرض من القصيد،وسمّوا سلمى وسعادا وسعدى وهند ودعد،وإن لم يكن ثمت سعاد ولا سعدى ،قال:
كلٌّ يغني على ليلاه متخذا ** ليلى من الناس أو ليلى من الخشب !
طاهر القلب
2012-06-21, 22:43
الأخ الأديب الأريب الكوثري ...
ربما لم نفهم قصد بعضنا البعض فقط ... أنظر فنحن نقارن بين بيتين لكل شاعر ولنفرض مثلا أننا لا نعرف صاحبي البيتين واختلاف بيئتهما وكذا كل شعرهما إلا هذين البيتين, فركز رجاءا على البيتين من جديد, وتعمق قليلا في معانيهما ... وسنرى ما سيكون حكمك على صاحب البيت الأول وصاحب البيت الثاني, بغض النظر عن الخلفيات والسوابق لكل شاعر ... أعتقد أنك فهمتني؟
ثم ليس كل ما يقوله ابن أبي ربيعة في شعره هو حتما يقصده وإنما هو التغني بالجمال وبالحب وبكل ما جُعل مادة لغرض شعري بحت لدى أي شاعر, فهذا يتغنى بمحبوبته وهذا يتغنى بالربيع وهذا وهذا ... نعم هناك فرق بين أن يَتَقَرضَ الشعر ويتغنى بكل ما طاله نظره وفكره وبين أن يقصده في واقعه, كما هو حال شعر ابن أبي ربيعة الذي طبعا نحسن الظن به لعدّة إعتبارات منها ما ركزت عليه في ردودك هذا أولا, وهذا ليس في معناه أننا ننكر أن يكون الشاعر مُغامرا بقصده في شعره, كما هو في واقعه إطلاقا وحقيقته, كما هو حال شعر عنترة, الذي هو حقا يقترن فيه قصد الشاعر من شعره بواقع ذلك الشاعر أي ان الشعر ابن واقعه ...
صُبح الأندلس
2012-06-22, 08:30
إن لم يكن قوله : هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ....الخ
ليس تشبيبا فليت شعري ما التشبيب ؟
وما حقيقته في لغة العرب ؟
وإن لم يكن هذا وصفا دقيقا لقدّ محبوبته * ومشقها واعتدال طولها فما يكون ؟
وإن كان قول زهير [هيفاء مقبلة،عجزاء مدبرة] من "العفيف" فيار رحمة الله عليّ وعلى ابن أبي ربيعة وعلى "العفيف التلمساني"،ويمكن الرجوع إلى أي شارح من شرّاح قصيدة بانت سعاد
والغزل عند العرب نسيب وتشبيب؛وإن صرنا نسمي الثاني مجونا واستهتارا وتهتكا ....إلى ألفاظ أخرى بعيدة عن معاني العربية وما وُضِعتْ له
* : جرت عادة الشعراء في افتتاح قصائدهم في ذكر الحبيب والديار ثم التخلص بين المعاني إلى الغرض من القصيد،وسمّوا سلمى وسعادا وسعدى وهند ودعد،وإن لم يكن ثمت سعاد ولا سعدى ،قال:
كلٌّ يغني على ليلاه متخذا ** ليلى من الناس أو ليلى من الخشب !
أما الغزل العفيف فما اكتفى فيه الشاعر بوصف محبوبته وصفا لا يخدش كوصف عينيها أو قدها أو شعرها كقول جميل :
صادت فؤادي بعينيها و مبتسم *** كأنه حين أبدته لنا بَرَد
أو يصف ما يعانيه من ألم الفراق و البعد و ما إلى ذلك و أما الماجن فما تعدى فيه الشاعر على الذوق و الفطرة السليمة كأن يصف ما لا يوصف من جسد المرأة وصفا خادشا للحياء أو يصف مغامراته معها كقول ابن أبي ربيعة :
فما ازددت منها غير مص لثاتها *** و تقبيل فيها و الحديث المردد
تزودتُ منها و اتشحتُ بمِرطها *** و قلت لعيني اسفحا الدمع من غد
هذا ما قصدته فشتان بين البيت الذي استشهدت به و بين أبيات المجون و الخلاعة
و أما افتتاح الشعراء قصائدهم بالغزل فليس موضوعنا الآن
صُبح الأندلس
2012-06-22, 08:41
شتان بين رجل قال شعره و كل شعره في امرأة واحدة ملكت فؤاده فهو لا يرى غيرها و بين رجل ذكر في شعره ما يربو عن الخمسين امرأة ، و هو القائل :
و قديما كان عهدي *** و فتوني بالنساء
أجل لو قرأنا البيتين دون معرفة صاحبيهما لميزنا بين كلام خرج من صميم الفؤاد و بين كلام لم يجاوز طرف اللسان!!
و أما مسألة المحاسبة و الاستهتار فعنترة بشعره العفيف في النار و عمر بشعره المستهتر له أمل في دخول الجنة
و نحن إذ حاكمنا الشاعرين فبمنطلق الذوق العام و التذوق الأدبي
الجليس الصلح
2012-06-23, 11:45
شكرااااااااااااااا على الموضوع
أمهلوني حتى أفرغ ولي عود إليكم أذاكركم وتذاكروني ...بعد أن شرّق بنا ابن أبي ربيعة وغرّب ، وداخ ودوّخ ، وتاه وتيّه ...
لم أفرغ للموضوع بعد كي أرتب أفكاري وما نقلته من كتب التراجم والتواريخ،فقد شغلتني الجارية التي رُزِقتها عن إتمام ما وعدتُ به،ويمكن توجيه النقاش إلى نقطة قد تظهر أنها بعيدة عن موضوع النقاش،وهي كلمة ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء وهي : فكان من الشعراء من يتأله في جاهليته ويتعفف في شعره،ولا يستبهر الفواحش،ولا يتهكم في الهجاء،ومنهم من كان يَنعَى على نفسه ويتعهر ،منهم امرؤ القيس /ذكر أمثلة من شعره/ ومنهم الأعشى .... وكان الفرزدق أقول أهل الاسلام في هذا الفن ..... وكان جرير مع إفراطه في الهجاء،يعف عن ذكر النساء،كان لا يشبب إلا بامرأة يملكها ...اه
وفي إحدى الهوامش :
جارية أعظمها أجمُّها ** بائنة الرِّجل فما تضُمُّها
قد سمنتها بالجريش أمُّها ** فهي تمنى عزَبا يشمها
من طبقات فحول الشعراء لابن سلاّم بتحقيق محمود شاكر ص 45 الجزء الثاني ط دار المدني بجدة
فعلى وعد التفرغ وترتيب أفكاري وما أريد أن أؤديه لكم من رأيي في المسألة بإذن الله تعالى تكون هذه آخر مشاركة ونحن مفطرون.
وانظروا هنا (http://www.almolltaqa.com/ib/showthread.php?27313-%C8%ED%E4-%C7%E1%DF%C7%CA%C8-%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3%ED-%E6%C7%E1%E4%D5-%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3%ED&)
قبل قول رأي القاصر في النقاش أحب أن أورد نصوصا من مصادرنا الأصيلة المعتمدة بغض النظر عن القول في الاسانيد-كان أدبنا يروى بالسند كما الحديث الشريف،حتى كان المبرد فجرد كامله منها،وجعلها سنة لمن بعده،وعذره أن العلماء كان متوافرون، والعلم كان محفوظا في صدورهم ......
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، الشاعر المشهور، يقال: إنه ولد يوم توفي عمر بن الخطاب، وختن يوم مقتل عثمان، وتزوج يوم مقتل علي، فالله أعلم.
وكان مشهورا بالتغزل المليح البليغ، كان يتغزل في امرأة يقال لها الثريا بنت علي بن عبد الله الأموية، وقد تزوجها سهل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، فقال في ذلك عمر بن أبي ربيعة:
أيها المنكح الثريا سهيلا * عمرك الله كيف يلتقيان
هي شاميةٌ إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل يمان
ومن مستجاد شعره ما أورده ابن خلكان:
حيّ طيفا من الأحبة زارا * بعد ما برح الكرى السمَّارا
طارقا في المنام بعد دجى * الليل خفيا بأن يزور نهارا
قلت: ما بالنا جفينا وكنّا * قبل ذاك الأسماع والأبصارا
قال: إنا كما عهدت ولكن * شغل الحلي أهلهُ أن يعارا
البداية والنهاية/الجزء التاسع
عمر بن عبد الله ابن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة شاعر قريش في وقته أبو الخطاب المخزومي وكان يتغزل بالثريا العبشمية مولده ليلة مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشعره سائر مدون غزا البحر فأحرق العدو سفينته فاحترق في حدود سنة ثلاث وتسعين وما بين رحمه الله
سير أعلام النبلاء
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ أَبُو طَالِبٍ الْكَاتِبُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَيَّارٍ ، عَنْ عُمَرَ الْبَرَكَا ، قَالَ : " بَيْنَمَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَعِنْدَهُ ابْنُ الأَزْرَقِ ، وَنَاسٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَسْأَلُونَهُ ، إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فِي ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ أَوْ مُمَصَّرَيْنِ . قَالَ الْقَاضِي : الْمُمَصَّرَانِ : اللَّذَانِ فِيهِمَا صُفْرَةٌ . يَسِيرُ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ . فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : أَنْشِدْنَا ، فَأَنْشَدَهُ : أَمِنْ آلِ نُعْمٍ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ غَدَاةَ غَدٍ أَوْ رَائِحٌ فَمُهَجِّرُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا . فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ الأَزْرَقِ ، فَقَالَ : اللَّهَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، إِنَّا لَنَضْرِبُ إِلَيْكَ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لِنَسْأَلَكَ عَنِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ ، فَتَتَثَاقَلَ عَنَّا ، وَيَأْتِيكَ مُتْرِفٌ مِنْ مُتْرِفِيِّ قُرَيْشٍ فَيُنْشِدُكَ : رَأَتْ رَجُلا أَمَّا إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ فَيَخْزَى وَأَمَّا بِالْعَشِيِّ فَيَخْسَرُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَيْسَ هَكَذَا ، قَالَ : قَالَ : فَكَيْفَ قَالَ ؟ قَالَ : رَأَتْ رَجُلا أَمَّا إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ فَيَضْحَى وَأَمَّا بِالْعَشِيِّ فَيخْصَرُ قَالَ : مَا أَرَاكَ إِلا وَقَدْ حَفِظْتَ الْبَيْتَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُنْشِدُكَ الْقَصِيدَةَ أَنْشَدْتُكَهَا ، قَالَ : فَإِنِّي أَشَاءُ ، قَالَ : فَأَنْشَدَهُ الْقَصِيدَةَ حَتَّى جَاءَ عَلَى آخِرِهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، فَقَالَ : أَنْشِدْ ، فَقَالَ : تُشَطُّ غَدًا دَارُ جِيرَانِنَا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَلَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ . فَقَالَ : كَذَاكَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، أَسَمِعْتَهُ ؟ قَالَ : لا وَلَكِنْ كَذَلِكَ يَنْبَغِي "
دَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ أَبُو طَالِبٍ الْكَاتِبُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَيَّارٍ ، عَنْ عُمَرَ الْبَرَكَا ، قَالَ : " بَيْنَمَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَعِنْدَهُ ابْنُ الأَزْرَقِ ، وَنَاسٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَسْأَلُونَهُ ، إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فِي ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ أَوْ مُمَصَّرَيْنِ . قَالَ الْقَاضِي : الْمُمَصَّرَانِ : اللَّذَانِ فِيهِمَا صُفْرَةٌ . يَسِيرُ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ . فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : أَنْشِدْنَا ، فَأَنْشَدَهُ : أَمِنْ آلِ نُعْمٍ أَنْتَ غَادٍ فَمُبْكِرُ غَدَاةَ غَدٍ أَوْ رَائِحٌ فَمُهَجِّرُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا . فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ الأَزْرَقِ ، فَقَالَ : اللَّهَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، إِنَّا لَنَضْرِبُ إِلَيْكَ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ ، لِنَسْأَلَكَ عَنِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ ، فَتَتَثَاقَلَ عَنَّا ، وَيَأْتِيكَ مُتْرِفٌ مِنْ مُتْرِفِيِّ قُرَيْشٍ فَيُنْشِدُكَ : رَأَتْ رَجُلا أَمَّا إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ فَيَخْزَى وَأَمَّا بِالْعَشِيِّ فَيَخْسَرُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَيْسَ هَكَذَا ، قَالَ : قَالَ : فَكَيْفَ قَالَ ؟ قَالَ : رَأَتْ رَجُلا أَمَّا إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ فَيَضْحَى وَأَمَّا بِالْعَشِيِّ فَيخْصَرُ قَالَ : مَا أَرَاكَ إِلا وَقَدْ حَفِظْتَ الْبَيْتَ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُنْشِدُكَ الْقَصِيدَةَ أَنْشَدْتُكَهَا ، قَالَ : فَإِنِّي أَشَاءُ ، قَالَ : فَأَنْشَدَهُ الْقَصِيدَةَ حَتَّى جَاءَ عَلَى آخِرِهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، فَقَالَ : أَنْشِدْ ، فَقَالَ : تُشَطُّ غَدًا دَارُ جِيرَانِنَا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَلَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ . فَقَالَ : كَذَاكَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، أَسَمِعْتَهُ ؟ قَالَ : لا وَلَكِنْ كَذَلِكَ يَنْبَغِي " .
والحديثان موقوفان، الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المعافى ... المجلس الثامِن والتسعُون
عاش شاعرنا حياته للغزل الصريح , فالدنيا دائما ً مشرقة باسمة من حوله . والمغنون والمغنيات من أهل مكة مثل ابن سريح وابن مسجع والفريض يلزمونه ويغنون في شعره , ويقول الرواة : إنه كان في بيته مغنيتان تغنيانه في أشعاره هما بغوم وأسماء , وسرعان ما يطير غزله إلى المدينة فإذا مغنوها ومغنياتها من مثل سعيد وجميلة يغنون فيه ويلم بالمدينة كثيرا ً ويصبح أكبر غزل في عصره , ولهذا لم يكن غريبا ً أن يخلف أضخم ديوان لا في عصره فحسب , بل في جميع العصور العربية .
وكان يستخدم لغة سهلة , فيها عذوبة وحلاوة وينصب شباكه لكل امرأة جميلة في مكة . وتحول إلى مواسم الحج يعلن حبه إعلانا ً لكل امرأة ذات حسن يلقاها فيقول :
يقصد الناس الطواف احتسابا ً ** وذنوبي مجموعة في الطَّواف ِ
وبعد مواسم الحج يتصدى لكل فتاة جميلة بمكة وخاصة الثريا بنت علي الأموية , وينزل المدينة فيتصدى للقرشيات الجميلات بها من مثل سُكينة بنت الحسين وزينب الجمحية . وكان يتغزل في فتيات قريش النبيلات ومن ثم وصف ترفهن وما كن فيه من نعيم , ويقال إنه كان جميلا ً , وكأنما انعكست فيه صورة الحب , فهو لا يشكو الغرام والعشق , بل محبوبته هي التي تشكو من ذلك وهي التي تتعذب في حبه وتتمنى لو تراه , فيقول على لسان واحدة :
تقول إذا أيقنت أني مفارقها يا ليتني مت ُّ قبل اليوم يا عمرا
وكان يقوم "بمغامراته" مع النساء في مواسم الحج فيقول :
ليت ذا الدهر كان حتما ً علينا ** كل يومين حجّة واعتمارا !
لكنه تاب في أواخر حياته , وقيل إنه عاش في غوايته أربعين سنة , ثم تاب الأربعين الباقية , ولكن من الثابت أن عمر أقصر اللهو في أواخر أيامه، وذكر ابن خلكان أن لان بسام الأندلسي تصنيف :أخبار عمر ابن أبي ربيعة ،ولم يستقص أحد في بابه أبلغ منه /الوفيات ج2ص 174
من هذه النقول أريد أن أنبه على أن الروايات اتفقت على سني ولادته ومماته، وأنه أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه،وأنه اعتزل الغزل في آخريات حياته عندما تقدم به السن، وأنه مات غازيا في البحر،وأنه أول من أفرد شعراء مكة بالغزل؛بل لعله الشاعر العربي الأول الذي قصر نفسه على هذا النوع من الغزل، وأسلوب الحوار واضح جلي في شعره،وأول من شاع عنه التراسل بالشعر بينه وبينه الثريّا محبوبته،وأن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه كان معجبا بشعره فكان يحفظه،وهذا دلالة قوية لا يمكن التخلص منها أو القفز عليها ومجاوزتها بل هي تنادي بأن تُتَاَمّل وينعم النظر فيها دون عزل للشخصيات التي ذكرت في ترجمته رجالا ونساء وأثرها في حياته وشعره،ودون عزل للعصر الذي عاشه وهو في القرون الفاضلة.
ويجب التنبيه أيضا أن من المعاصرين من يريد فهم سياق حياته وبالضرورة شعره بمعان سياسية محضة ! مع إعطاء الصبغة الانسانية في شعره شيئا في الحكم للترويج للمعنى السياسي و الأثر الذي خلفه في نفس الشاعر وشعره،ومن النماذج قول الأديب الناقد د. أحمد أحمد جاد،ويمكن الوفوق على كلامه هنا (http://www.alqaseda.com/vb/showthread.php?t=1494)
ويجب التنبيه كذلك هنا على أنه شاع بين الناس أن ابن أبي ربيعة أمجن المتغزليين،وليس كذلك فقد قال ابن سلام: مِن الشعراء من كان يتعهر في جاهليته،ولا يبقي على نفسه ،ولا يتستر،منهم امرؤ القيس،ومنهم الأعشى،وكان الفرزدق أقول أهل الإسلام في هذا الفن.اه ص32/38 حتى صار مضرب المثل،قال المعري:
ولم أكن ورسولي حين أرسله ** مثل الفرزدق في إرسال وقّاعِ
ووقاع هذا غلام الفرزدق ورسوله لصواحبه ،وكان إعجاب الفرزدق بشعر ابن أبي ربيعة بلغ غاية حتى قال؛ وقد سمع غزلا رقيقا له: هذا الذي أرادته الشعراء فأخطأته... وانظر أين شعر ابن أبي ربيعة من قول القرزدق:
ثلاث واثنتان فهن خمس ** وسادسة تميل إلى الشمام
فبتن بجانبيَّ مصرّعات ** وبت أفض أغلاق الختام
كأن مفالق الرمان فيه ** وجمر غضا قعدن عليه حامِ
أو من قوله:
ألا ليتنا نما ثمانين حجة ** تنام معي عريانة وانامها
ضجيعيْن مستورين والأرض تحتنا** يكون طعامي شمُّها والتزامُها !
ومَنْ قرأ شعر الفرزدق يقف على ما يخجل منه شعر ابن أبي ربيعة نفسِه !
هذا ولعل الله يقيض من يقوم بجمع ترجمة لعنترة كما فعلت لشاعرنا فنكوِّن صورة واضحة تساعد على الفهم،ثم على الحكم،وكل هذا الأخذ والرد للهذه الغاية،ولقائل أن يقول : قد خرجت بنا عن موضوعنا الملخَّص في عنوان صاحبته: مقارنة بين بيتيْن،وله أن يردف فيقول: لقد أسهبت وأطلت في غير ما طائل،لكنني أقول هذا تسطيح للأشياء والرضى بالسهل ؛وهو سهل.
والسلام ختام.
نسائم الصباح
2013-11-11, 10:51
بارك الله فيك أم يوسف على هذا الطرح والمقارنة الجميلة
ابو النذير
2013-11-12, 19:41
اعتقد أن القيم النبيلة تحملها الإنسانية جمعاء و تتقاطع فيها...صحيح الإسلام جاء ليؤكد عليها و يثبتها و يثمنها في النهاية هي قيم انسانية
Sofiane-dz
2013-11-16, 19:52
شكرا على الموضوع
fofoyoya
2013-12-01, 00:25
بارك الله فيك
طاعة زوجي ..
2016-04-28, 09:37
بارك الله فيك أم يوسف على هذا الطرح والمقارنة الجميلة
اعتقد أن القيم النبيلة تحملها الإنسانية جمعاء و تتقاطع فيها...صحيح الإسلام جاء ليؤكد عليها و يثبتها و يثمنها في النهاية هي قيم انسانية
شكرا على الموضوع
بارك الله فيك
بارك الله فيكم على المرور ، جزاكم الله خيرا
طاعة زوجي ..
2016-04-28, 09:41
أخي الكوثري ، لا والله ماأطنبت في الحديث دون فائدة ، بل إنّي للأن كلّما أجد وقتا أعود إلى مشاركاتك فأقرأها بتمعّن شديد ، نظرا لقيمتها ولوفرة المعلومات بها ، قد فهمت إلى ماذا ترمي خصوصا عند ربطك عصر ابن ربيعة ومصاحبته للأتقياء من عصره على حدّ قولك ، ولنا في مقال شاكر ، ذات النّطاقين خير مثال
بارك الله فيكم الاخ طاهرالقلب وصبح والأخ الكوثري وكلّ من أثرى الموضوع بردوده
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir