زهرة القدس
2007-06-26, 18:02
الشهيدة "آيات" من مواليد 20-2-1985، طالبة في الصف الثالث الثانوي، والرابعة بين أخواتها السبع وإخوانها الثلاثة، عُرفت بتفوقها الدراسي؛ حيث حصلت على تقدير امتياز في معظم فصولها .ورغم معرفتها بموعد استشهادها فإنها واصلت مذاكرة دروسها، وقضت طوال ساعات آخر ليلة تذاكر دروسها، وذهبت إلى مدرستها لتحضر آخر درس تعليمي لتؤكد لزميلاتها أهمية العلم الذي أوصتهم به. و ذهبت الطالبة في الصف الثاني الثانوي إلى المدرسة رغم أن اليوم هو الجمعة و عطلة رسمية التزاماً منها ببرنامج تعويضيّ أعدته مديرية التربية في محافظة بيت لحم لتعويض الطلبة عن ما فاتهم من دوام خلال الغزو الاحتلالي و أكّدت زميلات لآيات بأنها التزمت بالدوام حتى آخر لحظة ، و قدّمت امتحاناً ، كانت علامتها فيه كاملة ، و عندما غادرت زميلاتها إلى بيوتهن تخلّفت عن العودة معهن قائلة إن لديها عمل تريد أن تنجزه ، و لم تكن هناك أية شواهد على نوعية هذا العمل سوى ما قامت به من حضن إحدى زميلاتها و كأنها تودّعها الوداع الأخير . كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم، ولكن طبيعتها الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها، فقضت أيامها شاردة الذهن غارقة في أحلام الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية استشهادية تنفذها فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم، وحطمت كافة القيود الأمنية، واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري، ليتم تجنيدها في كتائب شهداء الأقصى رغم رفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة الطلابية.وأكدت والدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا تكف الحديث عنها، وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت".