مشاهدة النسخة كاملة : تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح عمدة الأحكام شرح و تعليق الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه ا
فقير إلى الله
2011-05-05, 10:39
تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح عمدة الأحكام شرح و تعليق الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فلا يخفى على الجميع ما نال كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، من شهرة وعناية، واهتمام من العلماء قديما وحديثا، فهو من أهم مختصرات كتب أحاديث الأحكام خصوصا للمبتدئين، ولذا شرح الكتاب بشروح كثيرة جدا لكن للأسف جلها إما مفقود أو مخطوط ، والذي طبع منها حسب علمي ما يلي:
1-إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن دقيق العيد/ تحقيق أحمد شاكر/ عالم الكتب/ مجلد، وطبع غيرها.
2- النكت على العمدة في الأحكام / للعلامة الزركشي / مكتبة الرشد /تحقيق نظر الفاريابي/ مجلد.
3-الإعلام بفوائد عمدة الأحكام / للعلامة ابن الملقن / دار العاصمة / تحقيق عبد العزيز المشيقح/ في 11 مجلد.
4- العدة حاشية الصنعاني على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد/ للعلامة الصنعاني/ تحقيق محب الدين الخطيب و علي بن محمد الهندي/ المكتبة السلفية / في 4 مجلدات.
5- خلاصة الكلام على عمدة الأحكام/ للشيخ فيصل آل مبارك/ مكتبة الرشد/ مجلد.
6- تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن عثيمين/ مقرر على طلاب المرحلة المتوسطة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود / شرح لقسم العبادات .
7-تيسير العلام شرح عمدة الأحكام / للشيخ عبد الله البسام/ مجلدين/ طبع عدة مرات.
8- الإلمام بشرح عمدة الأحكام / للشيخ إسماعيل الأنصاري/ مكتبة الرياض الحديثة / في 450 صحيفة تقريبا. غلاف. لطلبة وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والمعاهد العلمية دار التوحيد.
9- خلاصة الكلام على عمدة الأحكام / كتب على غلافه قدم له وأخرج آياته خليل الميس / دار القلم/ في مجلد . وهو في الحقيقة للشيخ البسام فقد جاء في آخر صفحة من الكتاب ص 344 تم هذا التعليق المبارك في يوم 4/2/1382هـ من معلقه عبد الله العبد الرحمن الصالح البسام. وهو مختصر جدا.
10- نيل المرام بشرح عمدة الأحكام / لحسين النوري وعلوي المالكي/ مكتبة الأقتصاد عام 1381هـ.
11- تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام / لأحمد النجمي.
الشرح رقم 10و11 لم أقف عليهما، انظر: دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة 1/420و2/437 .
وهناك عدة شروح في أشرطة مسموعة لعدد من العلماء مثل:
عبد العزيز بن باز وعبد الله بن جبرين وعبد الرحمن البراك ومحمد المختار الشنقيطي و محمد المنجد وصلح سلطان وغيرهم وهذه الشروح منها ما شرح فيه جميع الكتاب و بعضها لم يكمل .
راجع تسجيلات طيبة بالرياض وتسجيلات الراية وتسجيلات الواحة وغيرها ممن له عناية بالشروح العلمية.
والشروح المخطوطة أوالمفقودة :
1-رياض الأفهام لعمر بن علي الفاكهي. كشف الظنون 2/1164.
2-تيسير المرام لمحمد بن أحمد التلمساني. كشف الظنون 2/1164.
3-عدة الحكام محمد بن يعقوب الفيروزابادي. كشف الظنون 2/1164.
4-موارد الأفهام لعبد القادر بدران . كشف الظنون 2/1164.
5-عدة الحكام لأبي نصر عبد الوهاب الحسيني. كشف الظنون 2/1164.
6-شرح للفقيه أحمد العامري الغزي وصل فيه إلى الصداق فأتمه ابنه محمد . كشف الظنون 2/1164.
7-شرح لأحمد التادلي الفاسي. الديباج المذهب 2/81.
8-إحكام الأحكام لأبي الحسن العطار . كشف الظنون 2/1164وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/271و الدارس في تاريخ المدارس 1/54.
9-شرح للصعبي . شرح ابن الملقن 5/150.
10-شرح للسفاريني الحنبلي . تاريخ عجائب الآثار 1/470.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
منقول
للتحميل
http://shamela.ws/files/repository/category-186/728.rar
عُبيد الله
2011-05-05, 15:54
جزاك الله خيرا
فقير إلى الله
2012-09-07, 00:21
مقدمة
الحمد لله مسدي النعم خاصها والعام وملهم المحامد كلها إطلاقاً وتقييداً على الدوام والصلاة والسلام على من جعله الله منبعاً للحق وشارعاً للأحكام محمد بن عبدالله الذي بعثه الله بنسخ الشرائع وهدم الأصنام وجعله للأنبياء مسك ختام وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء وبدور الظلام صلاة وسلاماً تترى إلى يوم الجع بين الأنام يوم تذهب المناسبة ويضمحل البهرج والفخر وتعنو الوجوه للملك العلام أما بعد فإنه لما كان خير ما بحث عنه الباحثون وتنافس في معرفته المتنافسون بعد كتاب الله تعالى سنة رسول الله التي هي المصدر الثاني للشرع وكانت ( عمدة الأحكام ) منتقاة من أصح مصادر السنة ألزمت نفسي بكتابة شرح عليها مستعيناً بالله تعالى مع بعد الشقة وقلة الزاد وجعلته ملماً بالعناصر الأربعة الآتية وهي : (أ) الموضوع (ب) المفردات (ج) المعنى الإجمالي (د) فقه الحديث .
وعسى أن أكون قد وفقت إلى مساعدة إخواني طلاب العلم على حل مشكلتهم العلمية وساهمت في تدعيم هذا النشأ الصاعد الذي نبتهل إلى الله جميعاً أن يلهمه رشده ويسدد خطاه حتى يخرج لأمته جيلاً منصبغاً بصبغة الدين يقود إلى الحق ويذود عن الباطل ويظهر للناس محاسن هذا الدين الحنيف ويبين لهم أنه صالح لكل جيل وكل زمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وأنه كفيل لكل من اعتنقه بجلب مصالح الدنيا والآخرة ودفع مضارهما مع العزة والرفعة والغلبة والتمكين والغنى والسيادة على جميع الشعوب المخالفة له غير أن هذا لا يحصل إلا لأمة تطبقه تطبيقاً فعلياً في الصغير والكبير والدقيق والجليل .وقد حاولت أن يكون هذا الشرح سهل العبارة مع معالجة بعض الأمور الواقعة التي تتنافى مع الشرع عند المناسبات تبيهاً عليها وإرشاداً إلى الصواب كما حاولت إصلاح بعض الأخطاء التي حصلت من ابن دقيق العيد رحمه الله في المعتقد والرد عليها بما فيه مقنع لطالب الحق وتوخيت بكل استطاعة أن أرجح ما تسنى لي فيه الترجيح على أن يكون الترجيح مؤسساً على ما صح عن النبي من غير تحيز إلى مذهب خاص ممتثلاً في ذلك قول الله تعالى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ (النساء:65) وقوله تعالى فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59) وسميته تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام وكنت قد عرضت جزءاً وهو الأول مما كتبت على فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله لطول باعه في الحديث وذلك في عام 1383هـ حينما كان فضيلته مدرساً بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وقد تفضل الشيخ مشكوراً بتسجيل ملاحظاته المفيدة وقد أثبتها في الهامش في مواضعها من الكتاب وأشرت إليها باسمه .
وكل ما أرجوه من القارئ الكريم الدعاء لي بظهر الغيب أن سمح والتغاضي عما قد يحصل من خطأ إلا أن يتنافى مع الشريعة فإن كان ذلك وأرجو ألا يكون فالمطلوب ممن عثر على ذلك تنبيهي عليه لإعادة النظر والرجوع إلى الصواب فما الكمال إلا لله وما العصمة إلا للأنبياء وخير الصدقة جهد المقل .
والله أسأل أن يجعله من صالح عملي الذي أعده ذخراً للمعاد ووسيلة إلى النجاة من النار يوم التناد وأن يطهره من شوائب الاحباط ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به طالبي الحق ورواد الحقيقة آمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
فقير إلى الله
2012-10-17, 22:31
نبذة عن الكتاب : كتاب "تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام" للشيخ أحمد النجمي - رحمه الله تعالى - يقع في خمسة مجلدات ؛
المجلد الأول عدد صفحاته 200
الثاني 351
الثالث 454
الرابع 312
الخامس 343
أجمالي عدد الصفحات هو 1660.
ترجمة مؤلف العمدة اختصرتها من ترجمة موسعة كتبها محب الدين الخطيب في مقدمة العدة للصنعاني.
هو الإمام حافظ الإسلام تقي الدين عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي ولد في جماعيل سنة 541هـ ولما كان في الثامنة من عمره استولى الصليبيون على البلاد المباركة فما لبث أن هاجر منها الشيخ أبو العباس أحمد بن قدامة العمري المقدسي فرحل بالأسرة كلها فاراً بدينه إلى دمشق وكان الحافظ عبد الغني أسن من ابن خالته موفق الدين عبدالله والشيخ أبي عمر بأربعة أشهر فنزلوا بدمشق وبعد سنتين انتقلوا إلى سفح قاسيون وكان عبدالغني قد بدأ في جماعيل بحفظ كتاب الله ولما وصل إلى دمشق واصل دراسته إلى أن بلغ العشرين على مشايخ دمشق وبعد 560هـ رحل إلى العراق بصحبة ابن خالته موفق الدين فأخذ عن مشايخها وذوي الفضل والعلم فيها ثم عادا بعد أربع سنوات ثم قام عبدالغني برحلته إلى مصر ثم عاد ثم قام برحلة أخرى إلى مصر ثم إلى العراق والجزيرة وإيران وأصبهان ثم الموصل ثم عاد إلى دمشق فتلقته بالبشر والحبور وأفاد شبابها من علمه الواسع وإيمانه القويم وسيرته الصالحة قال الحافظ الضياء كان شيخنا الحافظ لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له وبينه وذكر صحته أو سقمه ولا يسأل عن رجل من رجال الروايات إلا قال هو فلان بن فلان ويذكر نسبه وقال الحافظ بن رجب وأنا أقول الحافظ عبدالغني أمير المؤمنين في الحديث وله من المؤلفات حوالي أربعين مؤلفاً .
توفي رحمه الله في 23 ربيع أول عام 600 للهجرة وترك علماً كثيراً رحمه الله .
[/size
[SIZE="5"]مقدمة كتاب العمدة
قال الشيخ الحافظ تقي الدين عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور الجماعيلي المقدسي رحمه الله الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار الأخيار أما بعد فإن بعض الإخوان سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري فأجبته إلى سؤاله رجاء المنفعة به وأسأل الله أن ينفعنا به ومن كتبه أو سمعه أو قرأه أو حفظه أونظر فيه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم موجباً للفوز لديه في جنات النعيم فإنه حسبنا ونعم الوكيل .
موقع الشيخ رحمه الله
http://www.alnajmi.net/index.htm
ترجمة الشارح
نسبه ومولده :
هو شيخنا وشيخ مشايخنا علم في رأسه نار الشيخ الفاضل العلامة المجتهد المحدث المسند الفقيه مفتي منطقة جازان حالياً وحامل راية السنة والحديث فيها أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي آل شبير رحمه الله من بني حمّد إحدى القبائل المشهورة بمنطقة جازان وهو أشهر من أن يذكر ومناقبه أكثر من أن تحصر ولد بقرية النجامية في 22/10/1346هـ وحيد أبويه ولما بلغ سن التمييز أدخلاه كتاتيب القرية فتعلم القراءة والكتابة وقرأ القرآن في الكتاتيب الأهلية قبل مجيء الشيخ عبد الله القرعاوي ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ ثلاث مرات حيث قرأه على الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي عام 1355هـ ثم قرأ على الشيخ يحي فقيه عبسي في عام 1358هـ وفي هذا العام قدم الشيخ عبد الله القرعاوي فتردد عليه شيخنا مع عميه الشيخين حسن بن محمد وحسين بن محمد رحمهم الله عام 1359هـ وفي عام 1360هـ التحق شيخنا بالمدرسة السلفية وقرأ القرآن بأمر الشيخ عبد الله القرعاوي على الشيخ عثمان بن عثمان حملي - رحمه الله - فأنتظم في حلقة الطلبة الصغار بحكم صغر سنه حيث كان آنذاك ثلاثة عشرة سنة إلى أن يتفرقوا بعد صلاة الظهر ثم ينظم إلى الحلقة الكبرى التي يتولى الشيخ عبد الله القرعاوي تدريسها بنفسه فيجلس معهم من بعد صلاة الظهر إلى صلاة العشاء ثم يعود مع عميه إلى قريته النجامية ولم يستمر في حلقة الصغار إلا أربعة أشهر تقريباً حيث أمر الشيخ عبد الله القرعاوي بنقله من حلقة الصغار إلى حلقة الكبار لما لمسه فيه من ملكة حفظ سريعة وقوة رغبة ومثابرة في طلب العلم وذكاءٍ خارق حيث كان يحفظ ما يلقيه عليهم الشيخ عبدالله فكان الشيخ يسأل بعد فراغ الدرس فيجيبه شيخنا حفظاً واستمر إلى عام 1362هـ وزع عليهم الشيخ أجزاء الأمهات الموجودة في مكتبته فقرؤوا عليه فيها ولم يكملوها لأنهم تفرقوا بسبب القحط وفي عام 1364هـ عادوا فقرؤوا عليه ثم أجازه الشيخ عبد الله ـ رحمه الله تعالى ـ برواية الأمهات الست وفي عام 1369هـ درس شيخنا على الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي ـ رحمه الله ـ قاضي صامطة كما درس على الشيخ علي بن الشيخ عثمان زياد الصومالي بأمر من الشيخ عبد الله القرعاوي في النحو (شرح العوامل في النحو , والأجرومية) وفي عام 1384هـ حضر حلقة الشيخ الإمام العلامة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - لمدة شهرين تقريباً كما حضر في العام نفسه حلقة الشيخ الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ ولمدة شهر ونصف تقريباً وقد عمل مدرساً بمدارس شيخه القرعاوي احتساباً وفي عام 1367هـ عين مدرساً بقريته النجامية وفي عام 1372هـ عين إماماً ومدرساً في قرية (أبو سبيلة ) وفي عام1/1 /1374هـ عندما فتح المعهد العلمي بصامطة عين مدرساً به حتى عام 1384هـ استقال على أمل أن يدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولكن حصلت لـه ظروف حالت دون ذلك ثم عين واعظاً ومرشداً بوزارة العدل , وفي 1/7/1387هـ عاد للتدريس بالمعهد العلمي بجازان وفي عام 1389هـ انتقل إلى معهد صامطة العلمي وبقي به مدرساً حتى أحيل على التقاعد وذلك في1/7/1410هـ فتفرغ لحلقات العلم وإلقاء الدروس طوال الأسبوع وإمامة وخطابة الجامع الكبير بالنجامية إلى جانب المحاضرات والندوات والدروس داخل المنطقة وخارجها حتى بالتلفون وجرى استدعاؤه من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتدريس الحديث وعلومه سنة 1413هـ إلا أنه لم يكمل السنة لما وقع عليه من الحادث المروري وضر وفه الصحية فاعتذر لذلك حيث سبق وأن وقع عليه حادث مروري سابق عام 1409 هـ كاد أن يودي بحياته لولا رعاية الله تعالى حيث تكسر قفصه الصدري فكُسر من أضلاعه خمسة عشرة ضلعاً وتهشمت رجله اليسرى وكُسرت يده اليسرى فلبث بالعناية المركز أياماً وليالياً ولازال يعاني من آثار هذا الحادث المروع إلى أن توفاه الله تعالى فكان لا يستطيع القراءة باستيفاء حركات المدود غير الطبيعي من آثار الكدمات التي أصابت رئتيه من جراء تكسر أضلاعه كما لا يستطيع التورك في الصلاة من جراء التهشم الذي أصاب رجله وكم كان يعاني أيضاً من الرعاف والذي أدخل بسببه المستشفى مراراً ورغم ذلك فقد كان يقوم بالتدريس طوال الأسبوع إضافة إلى الإمامة والخطابة بمسجده والمحاضرات والتي يولي فيها جانباً كبيراً لنصح الشباب من الانحرافات العقدية ويحذرهم من المناهج المعاصرة الدخيلة الوافدة إلى بلادنا ومن ذلك حضرنا ذات ليلة كعادتنا لدرس العدة شرح العمدة وإذ ا بالشيخ ذاهب إلى أحد المراكز الصيفية بدعوة من أحد القائمين على ذلك المركز فذهبت مع الذاهبين معه لحضور هذه المحاضرة والمحددة مسبقاً بالجنة والنار وبعد أن حمد الله وأثنى علية أخذ في تفصيل المناهج الدعوية والفِرَق ثم أردف بتفصيل المناهج الوافدة إلى بلادنا وأهدافها وخطرها إلى أن قال إني أشهد الله أن هذا آخر سهم من كنانتي في النصح والتحذير سراً من هذه المناهج الدخيلة فقد لبثتُ أحذر منها الناس لاسيما الشباب عشرين سنة تقريباً أما بعد اليوم فسأحذر منها علناً ولما كان في صلاة العشاء إماماً داهمه الرعاف فواصل الصلاة ملتثماً غترته البيضاء فما فرغ من الصلاة إلا وقد استحال لونها أ حمر قاني سوى بعض جزيئات منها وقد فاز بأجر غسلها زميلنا الشيخ عبد الرحيم جريبي جزاه الله تعالى خير الجزاء ومن بعد ذلك شرع الشيخ رحمه الله تعالى بالنصح العلني من هذه المناهج في الدروس والمحاضرات الطويلة والكلمات المقتضبة وفي الفتاوى والمكاتبات والتأليف ومن ذلك كتابه المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية في العقائد والأعمال 0 أ ــ هـ وانظر المورد العذب الزلال تعليق تلميذ شيخنا البار الشيخ الفاضل الناصح د / محمد بن هادي المدخلي ص 3ـ10 مكتبة الفرقان ط / 1ـ 1421هـ .
فقير إلى الله
2016-10-27, 22:04
كتاب الطهارة
[1] عن عمر بن الخطاب -1- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسولة فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إمرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. متفق عليه.
موضوع الحديث :النيات وارتباطها بالعمل والجزاء.
المفردات:
النية:القصد بالقلب إلى الشيئ
الهجرة:هي النقلة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ومأخذها من هجر الشيئ إذا تركة
الدنيا: تطلق على كل ما دخل من باب الشهوة أو الهوى أو الزينة و التفاخر .
المعنى الإجمالي :
من عدل العدل الحكيم أن وكل الجزاء إلى النيات وجعله تابعاً لها ومرتبطاً بها فمن نوى بعمله لله أثابه الله رضاه وأمنه من العذاب وأدخله الجنة ومن نوى بعمله أمراً دنيوياً كان ثوابه ذلك الشيء الذي نواه كائناً ما كان وفوق ذلك الوعيد .
فقه الحديث
أولاً : حصر الرسول ïپ¥ الأعمال المعتبرة شرعاً في النية بقوله : إنما الأعمال بالنيات فكأنه قال إنما صحة الأعمال بالنيات فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وهذا عند من جعل النية شرطاً في صحة الأعمال وهو الحق .
ثانياً : عبر بالأعمال عن السعي الذي يثاب العبد عليه أو يعاقب وهو في كل عضو بحسبه .
ثالثاً : ظاهر الحديث أن من نوى شيئاً حصل له وعلى هذا فالحديث عام مخصوص بالآية وهي قوله تعالى  مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ  (الاسراء:18) حيث قيد حصول المنوي بالإرادة وبيان ذلك أن من عمل عملاً أراد به شيئاً من الدنيا قد يحصل له ذلك الشيء المنوي وقد لا يحصل أما من نوى الثواب فهو يحصل له ولا بد إن توفرت في العمل شروط القبول وسلم من المحبطات لقوله تعالى  أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ  (آل عمران:195) وقال  إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ  (التوبة:120)
والأولى أن يقال : إن قوله ïپ¥ ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) له مفهومان : أحدهما : الإخبار بعدم حصول غير المنوي ، الثاني : الإخبار بحصر الثواب فيما نوى كائناً ما كان .
رابعاً : النية جاءت في كلام العلماء بمعنيين :
أحدهما : تمييز العبادات عن العادات أو تمييز العبادات بعضها عن بعض وكلام الفقهاء يقع على هذا النوع
والثاني : تمييز المقصود بالعمل وهل هو الله أو غيره وكلام العارفين بالله يقع على هذا النوع
خامساً : النية محلها القلب لأنها من أعمال القلوب ولم يأت في الشرع التلفظ بها إلا في الحج خاصة لأن التلبية ذكر الحج الخاص به . وعلى هذا فمن تلفظ بها فهو مبتدع وأعجب من هذا إثبات بعض الفقهاء المؤلفين من الشافعية ذلك في مؤلفه .
المناسبة :
أما مناسبة الحديث لكتاب الطهارة فظاهرة لأن النية شرط في صحتها كما هي شرط في صحة كل عبادة وهو مذهب الجمهور وقال أبو حنيفة والثوري بعدم اشتراطها في الوضوء وغيره من الوسائل والأول أصح لأن الوضوء ليس بوسيلة محضة ولكنه في نفس الوقت عبادة
------------------------------------
( 1) عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي يلتقي نسبه مع النبي ïپ¥ في عدي بن كعب أسلم في السنه الخامسة ولازم النبي ïپ¥ سفراً وحظراً إلا في سفر الهجرة شهد المشاهد كلها وله فضائل جمه ولي الخلا فة بعد أبي بكرٍ ومات في 25/12/23هـ طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي صلاة الفجر توفي على أثرها..ت 4922 طبعة دار العاصمة الطبعة الأولى 1416هـ .
فقير إلى الله
2016-10-28, 11:25
[2] عن أبي هريرة ( 1) رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) متفق عليه
موضوع الحديث : أن الطهارة شرط في صحة الصلاة
المفردات
الحدث : ما أوجب غسلاً أو وضوءاً فيدخل في الحدث جميع النواقض وخص الوضوء لأنه الأغلب والأكثر وقوعاً ومعنى أحدث أي صدر منه الحدث .
المعنى الإجمالي
شرط النبي ïپ¥ الطهارة في صحة الصلاة فأخبر بعدم قبول صلاة من أحدث إلا أن يتوضأ
فقه الحديث
أولاً : يؤخذ منه أن الطهارة شرط في صحة الصلاة ويلحق بذلك الطواف بدليل آخر ومس المصحف مع خلاف .
ثانياً : فيه دليل أن الطهارة لا تجب لكل صلاة فإن عدم القبول ممتد إلى حين يتوضأ وهناك غايته والقبول ممتد إلى حين يحدث وهناك غايته ويدل لذلك ما أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن بريدة وأنس في جواز الصلوات بوضوء واحد
ثالثاً : نفي القبول هنا دال على نفي الصحة للإجماع على عدم إجزاء صلاة من صلى بغير وضوء وقد جاء في بعض الأحاديث دالا على نفي القبول كحديث : ( ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة : الرجل يؤم قوماً وهم له كارهون والرجل لا يأتي الصلاة إلا دباراً ورجل اعتبد محرراً ) فلا أعرف أحداً أو جب على هؤلاء وأمثالهم القضاء وهذا يدل على صحتها عند العلماء . والحاصل أن الصحة أعم من القبول والقبول أخص منها إذ كل مقبول صحيح وليس كل صحيح مقبولاً .
رابعاً : حد الفقهاء الحدث بأنه مانع حكمي مقدر قيامه بالأعضاء ثم رتبوا على ذلك بأن الماء المستعمل قد انتقل إليه ذلك المانع فيمتنع التطهر به وفي ذلك نظر لأنه قد روى البخاري أن النبي ïپ¥ عاد جابر بن عبدالله وهو مريض فتوضأ له وأمرهم فصبوا ماء وضوئه عليه . وفي معناه حديث أبي موسى عنده وحديث السائب بن يزيد عنده وحديث أبي جحيفة ( فمن ناضح ونائل ) . والرسول ïپ¥ مساو لأمته في الحدث والطهارة والتخصيص يحتاج إلى دليل .
الجمع :
قد يقال أن بين الحديث وبين الآية – أي آية الوضوء – تعارض من جهة أن الاية أوجبت الوضوء على كل قائم إلى الصلاة والحديث جعل موجبه الحدث . والجمع بينهما أن الحديث مخصص للآية بمن قام محدثاً قال بعضهم أن الآية فيمن قام من النوم والله أعلم .
------------------
( 1) أبو هريرة اسمه عبدالرحمن بن صخر الدوسي على الأصح صحابي جليل قدم سنة سبع ولازم النبي صلى الله عليه و سلموحفظ حديثاً كثيراً مات سنة ثمان أو تسع وخمسين على الأصح ت 48493 الكنى
فقير إلى الله
2016-10-28, 21:31
[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه وعبدالله بن عمرو ( 1) وعائشة ( 2) رضي الله عنهم – قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ويل للأعقاب من النار ) متفق عليه
موضوع الحديث : تعميم الأعضاء بالوضوء
المفردات
الأعقاب : جمع عقب وهو مؤخر القدم وقد روي في حديث عبدالله بن عمرو عند مسلم بلفظ العراقيب جمع عرقوب وهو عصب غليظ فوق العقب
المعنى الإجمالي
توعد النبي صلى الله عليه و سلم الأعقاب المتروكة في الوضوء بالنار
فقه الحديث
أولاً : استدل بالحديث على وجوب غسل الرجلين وقد حكى النووي الإجماع عليه ممن يعتد به ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة
ثانياً : استدل به على وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل وإسباغها بالماء كما جاء مصرحاً به في رواية عبدالله بن عمرو ( إسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ) وإنما خص الأعقاب لأنها السبب .
----------------------
(1 ) عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي أحد المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء كان كثير العبادة غزير العلم توفي ليالي الحرة بالطائف على الأصح ت 3523
( 2 ) عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها أم المؤمنين أفقه النساء مطلقاً وأفضل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم إلا خديجة ففيها خلاف . مات النبي صلى الله عليه و سلم في بيتها ويومها بين سحرها ونحرها توفيت سنة سبع وخمسين على الصحيح ت 8732
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir