مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن رئيس
souad571
2011-05-02, 05:05
البحث عن رئيس ضعيف
02-05-2011 عبد العزيز غرمول
يعيش النظام الجزائري حالة قلق كبيرة، فمن جهة الأحداث جيو ـ استراتيجية المحيطة به، خاصة الثورات العربية، والوضع في ليبيا، تدفعان به إلى مراجعة حساباته القديمة. ومن جهة أخرى الوضع الداخلي المتوتر، فالشعب غير راض عن هذه السياسة التافهة التي تدار بها شؤونه، والرئيس مريض، والكثير من الشباب يستعد للثورة على غرار كل الشباب العربي الذي انتصر على الظلم والقهر والديكتاتورية... لا مجال لإنكار هذا الحرج الذي يعيشه ''الحاكمون بأمرهم'' في الجزائر!
لكن بعض هذه المشاكل يمكن إدارتها أو الالتفاف عليها، غير أن سؤال: من يخلف الرئيس؟ هو الأكثـر إقلاقا من باقي الأسئلة التي يواجهونها.
لقد ضيّع ''رجال'' النظام أكثـر من عشر سنوات وهم يعدون أويحيى لاستخلاف بوتفليقة، واكتشفوا متأخرين كعادتهم، أنه مكروه ومرفوض شعبيا لأنهم أقسروه على اتخاذ قرارات لا يمكن لأكثـر المتفائلين بحظهم أن يقدموا عليها. وبالتالي أصبح الدفع به إلى سدة الرئاسة يشكل خطرا على وجودهم في حد ذاته.
كما حاول البعض منهم تبييض صورة بلخادم على طريقة تبييض أموالهم، أي بتهريبها من حقيقتها، لكن بلخادم بخفة وزنه وسياسة النعامة التي يمارسها، لم يساعدهم في إقناع أحد بضرورة وجوده حتى.
ثم هناك تلك القائمة المفتوحة على شخصيات وطنية تهلل لها أطراف وأحزاب ومنتفعون، وعلى رأس هذه الشخصيات مولود حمروش، وهو يحظى بسمعة طيبة ويد نظيفة، لكن هذا الرجل صعب المراس ولا يمكن التكهن بنواياه... وبالتالي هو يثير الريبة والخوف أكثـر مما يثير الطمأنينة لدى ''رجال'' النظام الذين يرغبون في الخلود في كراسيهم.
وبالطبع، هناك الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذي يحظى هو بدوره بشعبية كبيرة ويد نظيفة، وأيضا هو مثقف من طراز رفيع. لكن الإبراهيمي لن يعبأ بهم، فهو يعرف أن السياسة أصبحت في الجزائر لعب صغار وهو بتربيته الأرستقراطية لا يتنازل، بل يعتبر السياسة في الجزائر مهلكة.
من عائلة الإبراهيمي هناك أيضا الشهير الأخضر الإبراهيمي. طبعا ليست قربى عائلية ولا سياسية ولكنها قربى دبلوماسية إن شئنا، فهو مثقف وله علاقات جيدة داخل النظام، بدليل أنهم عرضوا عليه الرئاسة سابقا، ومرتبط بسمعة وأجندة دوليتين، إلى جانب أنه تربى داخل النظام ويعرف بعض رجاله، كما يعرف حدوده. غير أن الأخضر الإبراهيمي لا يحظى بشعبية سوى في أوساط معينة، بل يعتبره البعض غير ملم بمشاكل الجزائر الداخلية بحكم أنه عاش طويلا في الخارج.
هناك أيضا ذلك الرجل الذي اختفى في ظله منذ خروجه القاسي من انتخابات 2004، الرئيس المترشح علي بن فليس، هو أيضا له أكثـر من حظ بين ''رجال'' النظام، وله موالون وأتباع أشداء كسبهم وضيّعهم في تلك الانتخابات الهوجاء، لكنه هو أيضا ابن الجهاز وخادم مطيع. غير أن الرجل يجد في الشارع المعاتبين أكثـر من المناصرين. بل أن الكثير مقتنع أنه خسر وزنه وتاريخه السياسيين بعد الانتخابات حين لم يقد المعارضة في تلك الظروف المخيبة ولجأ إلى الصمت والتهرب من المسؤولية، تاركا رجاله يدفعون ثمن الأحقاد وحدهم.
في قائمة ''رجال'' النظام هناك أسماء أخرى من هذا النوع، وهذا السن، وهذه الفصيلة السياسية، لكن أولئك ''الرجال'' لا يريدون أن ينظروا خارج مطبخهم، ولا بعيدا عن قائمة أطعمتهم المألوفة، فمصالحهم الشخصية، وليست مصلحة البلد، تستدعي رئيسا يقاد ولا يقود، رئيسا يكتفي بالمنصب الفخري وبهرجة الفخامة، ويتوقف عند حده.
كل الأنظمة في الدول الراغبة في التطور تبحث عن رئيس قوي له برنامج ومصداقية ومناصرون جيدون، رئيس يحقق طموح الشعب في المزيد من التطور ومنافسة الدول الأخرى، إلا النظام الجزائري فهو عن سابق إصرار وترصد يبحث عن رئيس ضعيف من فصيلتهم، يقودونه هم وهم يحكمون باسمه، أما السبعون بالمائة من الشباب، وأغلبهم أقل من الثلاثين، والذين يرغبون في التغيير، ويريدون رئيسا يفهمهم، ويطمحون إلى حياة أقل سوءا من حياة الكلاب هذه، فلا أحد يصغي إليهم، ليس احتقارا لهم فحسب، وإنما لكون رجال النظام كلهم شاخوا وأصبح سمعهم ـ للأسف ـ ثقيلا...
souad571
2011-05-02, 05:12
.فليرحل؟!!
05-04-2011 مصطفى هميسي
أحمد أويحيى لا يرى أن هناك أزمة في البلد، ولا يرى خاصة أن هناك ما يستدعي أي مبادرة سياسية وعملية سياسية واسعة تعيد ترتيب العلاقة بين الجزائريين والحكم ولا يرى ضرورة لإعادة النظر في هذا الواقع العقيم والتعيس ولا ضرورة للخروج من هذه الحلقة المفرغة لتوازنات الحكم وعصبه.
قبل ذلك رفض عبد العزيز بلخادم أي إصلاحات لأنها برأيه '' قفزة نحو المجهول'' ورفض حل المجلس الحالي، لأنه ليس هناك داعي لذلك، ويرفض انتخاب مجلس تأسيسي ويرفض عقد ندوة وطنية، ولا يرى أن هناك أزمة.
أويحيى وبلخادم، وما يرمزان له من منطق وخاصة من آليات قرار ومن حالة سياسية، يتصوران أن ما توفر من مساحات تعبير حر ضئيلة ومحدودة هي دليل كاف على أنه ليس هناك أزمة، لكن ينبغي أن نقول أن منطقهما ومنطق السلطة وغياب أي خطاب سياسي يمكن وصفه منهجيا بهذه الصفة، وغياب حزب سياسي بأتم معنى الكلمة، كلها مؤشرات ومعطيات وضع عقيم لا ينتج للجزائر أي شيء غير استمرار هذا النظام ومنطق التوازن بين عصبه وأصحاب النفوذ فيه.
إنهما يرفضان الدخول في الموضوعات السياسية الأساسية لا آليات اتخاذ القرار وتغييب الشعب عن معادلة الحكم ولا حال النظام السياسي وغياب المؤسسات وانتشار الفساد والرشوة. ماذا نسمي ''التداول!!'' بين أويحيى وبلخادم على الحكومة؟ ألا يعتبره جل المراقبين في الجزائر وخارجها تعبيرا عن أزمة حكم.
ليتذكر الناس كيف اعتبر أويحيى مرة عائقا أمام تطبيق '' برنامج الرئيس!!'' وأقيل من منصبه وكيف عاد مرة ثم مرة واعتبر حلا لأزمة الحكم واستقراره. بل الغريب في الأمر أن البعض من أصحاب السلطة يسرون أحيانا أن وجود أويحيى على رأس الحكومة شرط من شروط الاستقرار!! هذا المنطق دليل عمق أزمة الحكم وانفصاله عن الجزائريين.
اليوم أويحيى يرى '' النظام الرئاسي هو الحل'' لأنه يطمع في هذا الكرسي وهو يجعل ''المكتوب'' العامل الحاسم في إيصاله للرئاسة وليس الشعب ولا الانتخابات. وفي هذه كان أويحيى واقعيا ومنطقيا. فهو لا يراهن على أي برنامج سياسي مقنع للناس، كما لا يراهن على خارطة طريق للإصلاح والتغيير. هذا مظهر آخر للأزمة، تغييب الشعب والوصاية عليه. وإذا كان أويحيى لا يرى في هذا الاحتجاج الاجتماعي الواسع اختلالا بين المدخلات والمخرجات ورفضا لحكومته، فذلك لأنه ينظر للأمر نظرة سلطوية. وإذا كان لا يرى أن التسويات الجهازاتية بين أصحاب السلطة والنفوذ هي أزمة متكررة تتسبب في العقم والركود والرداءة والفساد وأنها ليست عامل استقرار، بل عامل تفجير فذلك لأنه يعتمد منطقا سلطويا وإذا كان لا يرى أن الدولة الجزائرية ما زالت في حاجة لمؤسسات دولة حقيقية، فذلك لأنه يعتمد منطق التبرير وليس منطق التفكير في الحلول.
بل أصدقكم القول أنني حاولت أن أفهم منطق أويحيى وذلك من خلال تحليل المضمون على الأقل بحصر المصطلحات السياسية والمفاهيم التي استخدمها، فلم أتمكن من التوصل لأي نتيجة منهجية. هذا الحزب وزعيمه رمز لمنطق السلطة البيروقراطي، إنه في الواقع تعبير عن سلطة أو بعض السلطة وفي كل الأحوال يعكس منطقا أكل الدهر عليه وشرب ..و..و..إلخ
اليوم غالبية الجزائريين ترى أن أجهزة الأحزاب القائمة ليست أحزابا والبرلمان ليس برلمانا، لأنه يمثل حسابات السلطة وليس مصالح الناس، وأن القضاء بعيد عن أن يكون مستقلا وأن المجتمع المدني مقيد وأن الكم الأكبر من الذكاء الاجتماعي معطل بسبب هذا المنطق السلطوي وثروة الجزائريين تبدد ولا رقابة على استخدامها وتوزيعها؟
أكثر من هذا فالإصلاح الذي يتحدثون عنه يريدونه مرة أخرى مهمة ''خبراء'' و''مخابر'' ولا يريدون للناس أن يكونوا جزءا من المعادلة ولا يريدون للنخب الخارجة عن حسابات السلطة وشبكة قراءتها أن يكون لها رأي أو تأثير.
هذا المنطق يعكس في حد ذاته حقيقة الأزمة، الإقصاء والوصاية.
هذا المنطق أطفأ الأمل في الإصلاح لأنه لا يرى ضرورة لوضع معادلة جديدة للحكم تجعل الناس ومصالح الناس جزءا من هذه المعادلة، بل نرى اليوم أن الخارج أكثر تأثيرا في القرار من الجزائريين!!
إن تصريحات أويحيى وبلخادم تدفع فعلا لليأس. ومن غير المنطقي تصور أن أويحيى وبلخادم وما يمثلانه سيتنازلون عما يبقيهم في السلطة، ولهذا بقي شيء واحد هو أن نطلب من هذا المنطق ومن يحمله أن يرحل.
souad571
2011-05-02, 05:19
رسالة للسلطان (1).. أو الحنين للكلام..؟!!
12-04-2011 مصطفى هميسي
شدني الحنين لكلام لا أقيد فيه نفسي بميزان السياسة والساسة، ولا بما لا يغضب السلطان، ولا بميزان حساب الربح والخسارة، ولا بميزان التوازن والاعتدال، وبالتحايل في قول نصف كلمة مبتورة من سياقها خوفا أن يفهمها قراء السلطان فيأمر بعصر ما تبقى من حبر قلمي أو من دمي.
شدني الحنين لكلام يطلِّق النسبية وما هو مقبول بمعايير سياسية. كرهت أنصاف الكلمات وأنصاف الحقائق وأرباع الحلول. كرهت المضاربة السياسوية والتحاليل الفلسفية والمنطق، كرهت الزور والتزوير، مات الأمل في أمل يوقف نزيف المؤسسات وتبديد الثـروات ونزيف الحب بين الجزائريين والأمل في مستقبل قريب بلا قهر وبلا تعسف.
لسنين طويلة ظل يوقظني دوي القنابل وصوت الرصاص، يرسلني الحاجز للحاجز، وعند كل حاجز ريبة خوف وانتظار، عشت لسنين طويلة يفجعني كل يوم موت زميل أو جار، تدمير مصنع أو دار، اغتيال شرطي دركي أو مواطن أو مسلح متمرد فار. وظل لسنين طويلة يخنقني أمر السلطان الذي يأمرني أن أحزن لموت هذا ولا أذرف الدمع على ذاك، أن أنحاز لهذا ضد ذاك وظل يمنعني أن أنادي: بركات. لليوم مازالت الإدارات تهينني ورجل الأمن يعتبرني متهما والسلطة تعتبرني قاصرا بل وتعتبرني عميلا إن تماديت في انتقاد سلوكها وتصرفاتها.
لسنوات طويلة كان يذكرني دوي القنابل وصوت الرصاص، بأن كل شيء في بلدي في حاجة للإصلاح، ولليوم مازال سلطان البلاد وبلاطه مصممين على ''إصلاح'' كل شيء إلا أمر النظام والسلطة والثروة والقرار.
كل شيء في بلدي في حاجة للإصلاح إلا التعسف، فالسلطة لا تجد له أثرا، إلا القهر النفسي والمادي الذي لا ترى له أثرا، إلا الفقر الذي تشكر الشعب على تحمله.
كل شيء في حاجة للإصلاح، إلا كثـرة الضرائب على الناس واستحواذ العصب على المال والجاه إلا ما اتصل بعصابات العقار والإجرام.
شدني الحنين للكلام، لكن السلطان علمني منذ سنين أن الكلام في حاجة لقرار وأن لقمة العيش في حاجة لقرار وأن الريوع توزع بقرار وأن الثروة التي كانت نقيض الثورة، لم تعد اليوم عارا وهي السلطة والقرار!
كل شيء في حاجة للإصلاح في بلدي، لكن صاحب القرار يحرم السير في الشوارع إلا بقراره، يحرم التفكير إلا بمنطقه والكلام إلا للتسبيح بحمده، وأن تصلي خلف إمام أولي الأمر وأن لا تستمع إلا لخطيب أولي الأمر.
لا تتعب نفسك في تأليف الأحزاب والجمعيات فالسلطان يؤلفها لك، لا تفكر فصاحب السلطة يوظف من يفكر نيابة عنك ومن يقرر نيابة عنك.
السلطان يرفض في بلدي كل معارضة له، إلا ما يراه مطاقا ومعقولا. لسنين طويلة كانت المعارضة بالكلمة محرمة والمعارضة بالسلاح جريمة والمعارضة في إطار القانون مرفوضة وخارج القانون ممنوعة.
أنت إسلامي معارض أو ديمقراطي معارض أو إصلاحي معارض أو يساري معارض إذا لا بد أن تقصى، أما ما عدا ذلك فكن إسلاميا غير معارض أو ديقراطيا حليفا أو يساريا مهادنا أو بلا لون أو طعم أو رائحة. كن مقاولا سياسيا أو كن من عصب المال والجاه، فلا حرج عليك وأنت الذي تجسد الديمقراطية والتعددية وبك تكون الانتخابات حرة وذات مصداقية!!
أيها السلطان أنا مثل الملايين في بلدي أختنق منذ سنين، يعصر الحزن قلبي، نفسي المقهورة ثائرة داخل القضبان التي أعليتها داخل أسوار الظلم والحفرة، في شوارع الفقر والقهر.
شدني الحنين للكلام ولكن صودر صوتي مرات ومرات خدعني الكلام المعسول مرات ومرات وخدعني الحديث عن انتظار القضاء على المتمرد وعلى المعارض المتطرف، فتم ''تعليب'' الحياة السياسية في ''عرائس!!'' لا تتقن الرقص ولا ترفه عن الناس بقدر ما تزيدهم نغصا وكآبة..
للسلطان أقول ولا داعي للتساؤل من السلطان: على الرغم من غشاوة الغي التي تغطي أبصار وبصائر أصحاب السلطة والقرار، فإن قلبي ينبض بحب لا ينضب لوطني وإن بتروا لساني وقطعوا حبالي الصوتية، فإن عقلي ثائر لا يروض ووجداني لن يتسرب له، مثل الكثير من الجزائريين، اليأس في التغيير والديمقراطية وفي الإصلاح والحرية.
souad571
2011-05-02, 05:23
أعطني حريتي.. أو ارحل!!
19-04-2011 بقلم: مصطفى هميسي
كتبت هذه السطور قبل خطاب الرئيس، وأعدت قراءتها بعده، وقد وجدت أن المطلب الأساسي لن يلبى انطلاقا مما ورد في هذا الخطاب.
في الواقع، زادني محتوى الخطاب وما تراءى فيه من أوهام إصرارا على أن أصرخ بأعلى صوتي في وجه السلطان: أعطني حريتي كاملة الآن.
أعطني حريتي الآن، فأنت وأسلافك تقيّدونها منذ العهود الغابرة، منذ عهد كل الخلفاء غير الراشدين، وعهد كل السلاطين الذين طغوا وتجبّروا، والذين ألغوا حكم الشورى، والذين حصلوا على البيعة قصرا وتزويرا..
أعطني حريتي، فالدين يأمرك والأخلاق توجهك، متى استعبدتني وقد ولدتني أمي حرا، وأنهضتني الثـورة حرا..
أعطني حريتي واحكم..
أعطني حريتي وحرّر المال.. أعطني حريتي ونظم الانتخابات.. أعطني حريتي السياسية والنقابية والجمعوية، وارفع أسعار الخبر والزيت والدقيق..
أعطني حرية التعبير وبع المؤسسات والأراضي..
أعرف أنك ترفض، وأعرف لماذا ترفض، بيدك السلطة والدولة، لكن لست على كل شيء قدير.. مجلسك قاصر، أحزابك عاطلة عن التفكير في غير التسبيح بحمد السلطة، ومستشاروك لن يروا غير ما ترى.. البيروقراطيات لم تصنع يوما إصلاحا، لأنها معول فساد وظلم وعامل ركود.. لذلك، ما زلت وسأظل أطالبك: أعطني حريتي، أطلق لساني، أنزع قيودك من أقدامي، انزع عصابك عن أعيني، ارفع حواجزك عن طريقي، ارفع عيون مخبريك عن كلماتي، كلف خدامك بالاشتغال بشيء آخر غير حياتي..
إن لم تعطن حريتي، فأنت ترغمني أن لا أمنحك حرية مصادرة حريتي، ولا حرية جعلي عبدا بين الأمم الحرة، ولا حرية التصرف في أموالي، في قدرات بلدي، في خبز أولادي..
أعطني حريتي، فأنا لا يمكن أن أموت إلا حرا، لا يمكن أن تواصل تبديد أموالي، ولا أن تخضع أصحابي، ولا أن تمنع صحفي وأحزابي، ولا أن ترغم إمام القرية أن يخافك ولا يخاف الله.. أنا مثـل الملايين لا أريد شيئا، أريد حريتي فقط، خذ كل شيء وأعد للناس الحرية.. قيد السلطة بحريتي..
لماذا تخاف حريتي، ولماذا لا تثـق في الديمقراطية ونتائجها..
أيها السلطان، لقد جعلت السياسة توزيعا للمناصب على من والاك، ومارست احتلال الهويات.. ومارست الانتقام من الجهوية بالجهوية، لا اليسار يسار، ولا الوطني وطني، ولا الديمقراطي ديمقراطي، ولا الأحزاب أحزاب، ولا النقابات نقابات. أعط الناس حرية اختيار حزبهم واختيار حاكمهم، وفي الاستماع للإمام الذي يرغبون، وفي قراءة الجريدة التي يختارون، ومشاهدة القناة التي يرغبون، وفي الدفاع عن مصالحهم في التنظيم الذي يريدون..
قبل أن تحرّر المال، حرّر الإنسان، وإلا فإنك تقايض عبوديتي مقابل سلطانك وجاهك، وتعدم الأمل في أن يتحرّر الإنسان من ظلم السلطة بفتح الباب لظلم المال وعبوديته.. كان عليك أن تعطني حريتي قبل أن تأمرني أن أنتخب على مرشحين لا أجد فيهم من هو منشغل بحريتي، وكان عليك أن تعطني حريتي لأحرّرك من حسابات العصب والفرق والجماعات، وكان عليك أن تمنحني حريتي لأحمي حرية بلدي من هيمنة المال والفساد ومن استراتيجيات الفرنسيس والأمريكان.. وكان عليك أن تمنحني حريتي لتعرف رأيي فيك، وفي بلاطك وحاشيتك، في نظامك وسياستك، في أخطائك وسلبياتك، وتعرف ما أريد وما لا أريد..
سبق أن قلت مرات بأنك ستمنحني حريتي.. ولم تف بوعدك.. حرّرت المال والمضاربة، بل وحرّرت الفساد والرشوة التي صارت نظاما!!.. تقول لي اليوم إنك ستمنحني الديمقراطية، ولكن من خلال نوابك.. ولكنك لم تمنحني حرية اختيارهم بالديمقراطية وحرية اختيار غيرهم وغيرك بالديمقراطية.. وتصرّ على فرض وصايتك عليّ بطرق غير ديمقراطية.
أعد لي حريتي كي أمنع روح التسلط والديكتاتورية فيك وفي غيرك من أن تزرع عوامل انكسار الدولة ومؤسساتها. تقول لي إنك ستحرّر الإعلام، وأكتشف بعد خطابك مباشرة أنك لا تمنح الكلمة إلا لمن يسبّح بحمد كلماتك.. لا تسمح لمن يعارضونك، حتى من رضيت بهم أنت معارضة، أن يقابلوني ولا أن يتحدثـوا إليّ من خلال تلفزيونك وجرائدك.. أعد لي حريتي، وتوقف عن تغيير دستور البلاد على هواك، حرّر العمل السياسي، دع كل التيارات تعرف حجمها الحقيقي في المجتمع، دعها تعرف رأي الناس فيها، في زعمائها، دع الإعلام يتحرّر، دع الأخلاق تعود للكلمة، للموقف..
أيها السلطان، تأكد لن يخضعني أحد بالحديد والنار، ولن يخدعني أحد بالأفكار مهما كان المرجع المختار، فأعطني حريتي، فلو دامت السلطة لغيرك، لما وصلت لك.
أيها السلطان، هل يكون لديك، رغم كل سوابقك، بقية أخلاق وشيء من التقوى؟!!
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir