المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة مرآة أعمالك


ايمن جابر أحمد
2011-04-29, 08:48
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جوٍ نقي .. بعيداً عن صخب المدينة وهمومها ..

سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما ..

تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه

فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل :آآآآه

نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟

فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟

انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟

ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً " أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ...

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .

قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..

تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :

" إني أحترمك "

كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..

عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل االكلام قائلاً:

" كم أنت رائع "

فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "

ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه

التجربة الفيزيائية ....

علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة

" يابني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) .. لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..
وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .

يا بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة .. إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت...

حنين الاشواق
2011-04-29, 11:26
شكرا لك اخي الكريم ع الموضوع الرائع

نورسين.داية
2011-04-29, 12:54
أظن أنك تقصد مع المولى عز و جل هو الذي يجازيك على حسب
نية و إعتقادك به في الدنيا و الآخرة
أما العباد لا أعتقد أن لهم نفس ما نويت أنت أو عاملتهم به على الأقل
لأن الإنسان في مرات عدة يكون و يعامل الناس بحسن نية لكن يدفع ثمنها غالي جدا والله ياسبحان الله
و يصل الى ذرجة يقول فيها : عاملني أو رد علي بما عاملتك فقط لكن لا حياة لمن تنادي مسألة متعلقة بالمبادئ و التربية المهم ربي يحفظنا يا رب

ايمن جابر أحمد
2011-05-06, 10:17
أظن أنك تقصد مع المولى عز و جل هو الذي يجازيك على حسب
نية و إعتقادك به في الدنيا و الآخرة
أما العباد لا أعتقد أن لهم نفس ما نويت أنت أو عاملتهم به على الأقل
لأن الإنسان في مرات عدة يكون و يعامل الناس بحسن نية لكن يدفع ثمنها غالي جدا والله ياسبحان الله
و يصل الى ذرجة يقول فيها : عاملني أو رد علي بما عاملتك فقط لكن لا حياة لمن تنادي مسألة متعلقة بالمبادئ و التربية المهم ربي يحفظنا يا رب
شكرا لمرورك العطر أختاه
ماقيمة التسامح وماقيمة العفو عند المقدرة إن لم نرى من الناس مايجرحنا ويؤلمنا ولكن لوجه الله نعفو ونسامح أختاه
فلا نقابل الاساءة بالاساءة

ايمن جابر أحمد
2011-05-06, 10:21
سررنا بمرورك أخت حنين

نورسين.داية
2011-05-06, 10:22
شكرا لمرورك العطر أختاه
ماقيمة التسامح وماقيمة العفو عند المقدرة إن لم نرى من الناس مايجرحنا ويؤلمنا ولكن لوجه نعفو ونسامح أختاه
فلا نقابل الاساءة بالاساءة






شكرا أخي لكن لم أفهم قصدك بالعفو (و هل تعفو في كل مرة ؟)

ايمن جابر أحمد
2011-05-08, 21:53
شكرا أخي لكن لم أفهم قصدك بالعفو (و هل تعفو في كل مرة ؟)

لنضع النقاط على الحروف أختاه
هناك فرق بين التسامح وبين الجبن
التسامح هي صفة نبيلة للشخص الذي يعفو على من ظلمه وهوقادر على الرد سواء بقوة أو بأي طريقة لكنه يعفو عن من ظلمه لوجه الله

أما الجبن هو أن يسكت عن من ظلمه بداعي التسامح ولكنه في الحقيقة هو غير قادر على رد الاعتبار لنفسه خوفا

كيف نفرق بينهما ؟
المتسامح يعلم يقينا إنه من كثرة تسامحه قد يتطاول الظالم عليه فيوقفه عند حده ولكنه يتركه ليوضح له إنه قادر وسكوته هو رحمة به لا خوف منه

أختي تدركين الآن متى يصبح التسامح عفو أم جبن
لانترك حقوقنا دائما ضائعة ولا نرد بقوة على كل موقف يحدث لنا

شرفنا مرورك أختاه