محسن غطاس
2011-04-25, 14:59
السلام عليكم إخواني أخواتي
يسعدني أن أقصّ عليكم هذه القصة الرائعة والتي تعلمنا التواضع مهما بلغ علمنا .
كان في زمن مضى رجل حكيم، أتاه الله من العلم الوفير ومن الحكمة، ومن الفهم العميق الزاد الوفير .. فحفظ القرآن وحفظ الأحاديث والسند وقواعد الشريعة وكل ما يمُتّ للدين بصلة ..
تعلم المذاهب الأربعة وأصبح مُفتيا معروفا في البلد ولا يوجد من لا يعرفه ..
بيد أنه وفي يوم من الأيام، اغترّ بنفسه وأخذه الكبر، خاصّة بعدما اشتهر عنه علمه الكبير، فأصبح يدور في الشوارع وينادي : من لديه سؤال فلدي الجواب ... من لديه استفسار فلدي الفتوى .. من عسُر عليه أمر فلدي الحل .... وهكذا دواليك كل يوم والناس تسأل وهو يجيب ..
وذات يوم وهو يمشي على شاطئ البحر، إذ بعث إليه الله سمكة و يقال إنه الحوت الأبيض، وقد أنطقها الله بإذنه سبحانه وتعالى .. فتكلمت إلى الشيخ العالم بكل شيء كما يزعم وقالت له : أيها الشيخ : سمعت أنك تعلم كل شيء وأنك مستعد للإجابة على أي سؤال يُطرح عليك .
فردّ عليها الشيخ وبدون تردد أو حتى استغراب لكلامها : نعم أنا أعلم كل شيء وسأجيب على أي سؤال تطرحينه .
قالت السمكة : عندي لك سؤالين، أما الأول فهو : ماهي عدّة الرجل ؟؟
أما الثاني فهو : ماهي عدّة المرأة الممسوخ عنها زوجها ؟؟
سكت الشيخ طويلا ولم يرد، و لم تبدُ على وجهه علامات التفكير أو العلم بالجواب .
فقالت السمكة : هيا أيها الشيخ، أريد الجواب ؟؟ فقد قلت أنك تعلم كل شيء ..
فقال لها: والله لم أعلم الجواب أيتها السمكة .
فردت عليه : حسنا أنا سأعلّمك ، فأما الجواب عن السؤال الأول والذي كان : ماهي عدّة الرجل ؟؟
فالجواب كالتالي : لدينا رجل متزوج بأربعة نساء، فطلق واحدة منهن، وأراد أن يستبدل أخرى مكانها " أي أنه يريد الحفاظ على أربعة نساء" فهنا لن يستطيع أن يتزوج بامرأة أخرى إلا إذا أكملت طليقته عدتها، لأنها في ذمته خلال هذه الفترة .. وهذه الفترة تسمى في الشرع : عدّة الرجل .
أما جواب السؤال الثاني والذي كان : ماهي عدة المرأة الممسوخ عنها زوجها ؟؟ فهو كالآتي :
إذا مُسخ زوجها حيوانا، فنفهم من ذلك بأنه مازال يتنفس، ومنه فهو حي ، لذلك فهي ستعتدُّ عدة المطلقة ثم تذهب إلى حال سبيلها ..
أما إذا مُسخ جمادا فنفهم من ذلك بأنه لا يتنفس وأن شأنه أصبح شأن الميت ، لذلك فستعتدُّ هذه المرأة عدّة الأرملة ثم تذهب إلى حال سبيلها .
والشيخ يسمع ويقول سبحان الله ... فقالت له السمكة: أيها الشيخ، يقول تعالى في كتابه العزيز : ّ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ّ إذن أيها الشيخ، دعني أعلمك أمرا واحدا مما علمنا الله : وهو انك لا تتكبر عن علم علمك الله إياه ، وإذا سألك أحدهم ولم تعرف الإجابة فقل : الله أعلم ، فإن من جهل شيئا فقال لا أعرف، بقي جاهلا وازداد جهلا .. ومن سُئل عن شيء فقال : الله أعلم، علمه الله من فضله .
والسلام عليكم ورحمة الله
يسعدني أن أقصّ عليكم هذه القصة الرائعة والتي تعلمنا التواضع مهما بلغ علمنا .
كان في زمن مضى رجل حكيم، أتاه الله من العلم الوفير ومن الحكمة، ومن الفهم العميق الزاد الوفير .. فحفظ القرآن وحفظ الأحاديث والسند وقواعد الشريعة وكل ما يمُتّ للدين بصلة ..
تعلم المذاهب الأربعة وأصبح مُفتيا معروفا في البلد ولا يوجد من لا يعرفه ..
بيد أنه وفي يوم من الأيام، اغترّ بنفسه وأخذه الكبر، خاصّة بعدما اشتهر عنه علمه الكبير، فأصبح يدور في الشوارع وينادي : من لديه سؤال فلدي الجواب ... من لديه استفسار فلدي الفتوى .. من عسُر عليه أمر فلدي الحل .... وهكذا دواليك كل يوم والناس تسأل وهو يجيب ..
وذات يوم وهو يمشي على شاطئ البحر، إذ بعث إليه الله سمكة و يقال إنه الحوت الأبيض، وقد أنطقها الله بإذنه سبحانه وتعالى .. فتكلمت إلى الشيخ العالم بكل شيء كما يزعم وقالت له : أيها الشيخ : سمعت أنك تعلم كل شيء وأنك مستعد للإجابة على أي سؤال يُطرح عليك .
فردّ عليها الشيخ وبدون تردد أو حتى استغراب لكلامها : نعم أنا أعلم كل شيء وسأجيب على أي سؤال تطرحينه .
قالت السمكة : عندي لك سؤالين، أما الأول فهو : ماهي عدّة الرجل ؟؟
أما الثاني فهو : ماهي عدّة المرأة الممسوخ عنها زوجها ؟؟
سكت الشيخ طويلا ولم يرد، و لم تبدُ على وجهه علامات التفكير أو العلم بالجواب .
فقالت السمكة : هيا أيها الشيخ، أريد الجواب ؟؟ فقد قلت أنك تعلم كل شيء ..
فقال لها: والله لم أعلم الجواب أيتها السمكة .
فردت عليه : حسنا أنا سأعلّمك ، فأما الجواب عن السؤال الأول والذي كان : ماهي عدّة الرجل ؟؟
فالجواب كالتالي : لدينا رجل متزوج بأربعة نساء، فطلق واحدة منهن، وأراد أن يستبدل أخرى مكانها " أي أنه يريد الحفاظ على أربعة نساء" فهنا لن يستطيع أن يتزوج بامرأة أخرى إلا إذا أكملت طليقته عدتها، لأنها في ذمته خلال هذه الفترة .. وهذه الفترة تسمى في الشرع : عدّة الرجل .
أما جواب السؤال الثاني والذي كان : ماهي عدة المرأة الممسوخ عنها زوجها ؟؟ فهو كالآتي :
إذا مُسخ زوجها حيوانا، فنفهم من ذلك بأنه مازال يتنفس، ومنه فهو حي ، لذلك فهي ستعتدُّ عدة المطلقة ثم تذهب إلى حال سبيلها ..
أما إذا مُسخ جمادا فنفهم من ذلك بأنه لا يتنفس وأن شأنه أصبح شأن الميت ، لذلك فستعتدُّ هذه المرأة عدّة الأرملة ثم تذهب إلى حال سبيلها .
والشيخ يسمع ويقول سبحان الله ... فقالت له السمكة: أيها الشيخ، يقول تعالى في كتابه العزيز : ّ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ّ إذن أيها الشيخ، دعني أعلمك أمرا واحدا مما علمنا الله : وهو انك لا تتكبر عن علم علمك الله إياه ، وإذا سألك أحدهم ولم تعرف الإجابة فقل : الله أعلم ، فإن من جهل شيئا فقال لا أعرف، بقي جاهلا وازداد جهلا .. ومن سُئل عن شيء فقال : الله أعلم، علمه الله من فضله .
والسلام عليكم ورحمة الله