ســـــــــــــــــــــــــــــرّي للغاية

[صاحب القلم]

من لم يفهم معي ما يجري عن ما يقال أنها ثورات الشعوب ضد انظمتها ربما اختلطت عليه الامور مثلي وهنا خطأنا الكبير نحن العرب لأننا وضعنا أنفسنا منذ زمن بعيد في موقف من يحاول الفهم بينما غيرنا من الامم تفعل بنا ما تريد رغم أننا لا نشكوا غباءا ولا ضعفا لكن وضعنا سقفا لطموحاتنا يشبه كثيرا مشهدا لطفل ينتظر فقط أباه ليطعمه كعكة أو شوكلاطة ولكن للأسف ذلك الطفل لم ينمو ولم يكبر ليطعم من يصغره بل ظلّ طفلا بريئا جدا
أنا لم أذهب بكم بعيدا ولم أنحرف عن الموضوع لكني أحس أن شعوب الامة العربية ما زالت تعيش مرحلة الطفولة بغباء شديد أضحك العالم علينا
نحن الوحيدون في العالم من يعيش ليرى هزائمه في كل قنوات العالم كل يوم وفي كل شبر من الدول العربية ونقول في أنفسنا قاتل الله الظروف.
وما نراه اليوم من ثورات شعبية أكبر هزيمة يمكن للعرب أن تمنى بها وأكبر دليل على أننا مازلنا نعيش مرحلة الطفولة ومن يقول يقول أن هاته الثورات انتصرت فهو على خطأ جسيم ومخطئ جدا لأن كثيرا منّا يرى ولا يصدق ويتسائل من حرّك الشعوب.
و إذا ما أردنا فهم ما يجري يجب أن نرتفع عن الارض كثيرا بحيث نستطيع أن نرى جميع مناطق التوتر في الامة العربية
ولا يمكننا ذلك الاّ إذا استعملنا قمرا صناعيا بحيث نرى الصورة كاملة وسنشاهد مناطق متوترة ومناطق متوترة جدا ومناطق هادئة ومناطق يشوبها الغموض (الاراضي الفلسطينية المحتلة) ولكن لنقف هنا لأننا لا نملك قمرا صناعيا يتيح لنا ذلك الاّ إذا كنّا الولايات المتحدة الامريكية أو دولة أوروبية وفي انتظار ذلك فإننا لا نمتلك تلك الصورة الكاملة الاّ ما تسربه لنا الجزيــــــــــرة وهنا أرجع بكم الى أول كلامي عن الطفل الذي ينتظر الكعكة من أبيه لأنّ ببساطة وبأسف شديد الجزيـــــــــرة هي تلك الكعكة التي نأكل منها الآن وبكل طفولة وبكل براءة وإن تلك الثورات التي نراها لا تعدوا كونها جنون شعوب .. والقضية قضية حرب دينية واقتصادية يشنها الغرب وتنفذها الشعوب العربية ..
وأعلم أن هناك من يتسائل ((لكن لما؟ فالانظمة العربية كلها تساند الغرب وتدعمه)) وأنا أقول كانت فيما مضى تسانده وتنفذ مخططاته إلاّ أنّ الغرب يعيش في هذه الايام حالة من الكلب الاقتصادي أكرمكم الله جـــــــــرّاء الازمة التي هزته مؤخرا هزة عنيفة إقتنع بسببها أن الانظمة لم يعد بمقدورها دعمه فيما تقدر الشعوب العربية تحقيق ذلك وبكل ذكاء منهم
ولم تكن هذه الثورات أولى أوراق الدول الغربية بل كانت قبلها بكل بساطة وبكل أسف على حالنا وبكل ذكاء منهم:
-الجمـــــــــــرة الخبيثة التي سوّق لنا على أنها مرض فتاك اكتسح العالم ويجب علينا محاربته
-وجنون البقر بعدها
- وانفلونزا الطيور
- وانفلونزا الخنازير أكرمكم الله
- وأخيــــــــــــــــــــرا جنون الشعــــــــــــــــــــوب وليس آخرا
ولأن الغرب خبراء في تسويق الداء ومن ثم تسويق الدواء فإننا نرى الآن أنه نجح في تونس وبعدها مصر أما ليبيا فقد تفطن معمر القذافي لمخططهم وهو الآن يحاول اجهاضه
هذه بكل بساطة محـــــــــــــــاولة وأخيـرة منّي لفهم ما يجري... دمتم آمنين