sollo44
2011-04-20, 11:20
ينهض باكرا كالعادة و لكنه نهوض صعب كأنه صراع مع الفراش ، ليلة البارحة كانت ليلة فاجرة بحق ، الصخب و الفوضى و الأيادي تحت الطاولة تعبث عبثا فاضحا، و لكنها حياة ألفها منذ مدة ، دوخة شديدة في الرأس و كأنه صب زجاجة الخمر في رأسه لا في بطنه .
ماء الحنفية يسيل محدثا صوتا صباحيا مفعما بالإنطلاق ، تأمل وجهه أمام المرآة فشعر بأنه يحتضر ، لا بأس إذن ببداية كهذه ، و مادامت الرغوة جاهزة فلا بد من تمويس هذه اللحية ،
يحلق ذقنه في فتور، طار الدم من خده جراء ضربة غير موفقة فغطس رأسه فورا في دلو من الماء ، المزيد من الرغوة و المزيد من الضربات غير الموفقة و المزيد من الدماء ، ترى كم دلوا من الماء سيحتاج في هذه الصبيحة ؟ لا يهم العدد مادامت الحنفية تجود بالمياه ، يجفف وجهه بالمنشفة و يلقي عليه نظرة أخيرة في المرآة فتترك في نفسه شعورا بالانقباض و خلف باب الثلاجة المفتوح ينتقي أطعمة بلا رغبة محددة ، تفاحة ... حبة طماطم .. حساء محنط في الثلاجة من ثلاثة شهور .... حبة بصل مفرومة...... . جلس يمضغ و هو يفكر في أمور حقيقية غريبة ،يثور الغضب في داخله فجأة فيشعل على الفور سيجارة ، الثورة في كل مكان و زمان . الغضب سحابة طائشة في كل سماء ، لا أحد غير الله يعلم أين و متى ستمطر، الجريدة تنعق بنذير مبهم ، ترى مالذي حدث ؟؟
قال له معاتبا :
- أتمدح قنبلة تنفجر وسط الشعب ؟
فقال في ازدراء :
- فلتذهب إلى الجحيم
فثار في وجهه مهددا :
لا يذهب إلى الجحيم إلا أمثالك .
فضحك حتى أطاح بالوقار و أشار في حينه للجريدة :
- إقرأ و تعلم . لم أصنع شيئا بيدي أبدا .
فرد عليه متحديا :
فلتذهب إلى الجحيم !
نظر من جديد إلى وجهه و فضل عدم الخروج بهذا المظهر ، فرتق جروحه بقطع صغيرة من الضمادات الطبية ، و في المرآة بدا وجهه غير جميل و لكنه أقرب إلى الصحة و القوة .
أشعل سيجارة ثانية ، و فكر في الخروج و لكنه تراجع .
أشعل الفيديو و شاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ، تقزز وجهه المطبب و رن الهاتف فجأة :
- ألو نعم ، مرحبا سيدي المدير .
- لقد تأخرت عن عملك اليوم ..... و هذا ليس في صالحك .
- حالة طارئة يا سيدي و قد تستغرق وقتا .
- سأضطر إذن لشطبك من قائمة العمال .
- لك ما شئت يا سيدي . و لكن لا بد أن تعذرني .
أقفل الهاتف في غضب و قال في حنق :
- فلتذهب أنت أيضا إلى الجحيم !!
فتح الباب و نظر خارجا فلم ير غير الفوضى و الضياع . زالت المعالم و كأن ثورة عارمة حدثت في الخارج . تفجرت أطنان من الذخائر الغاضبة حتى تعرى وجه الأرض .
تراجع من جديد و أغلق الباب بقوة ، و جلس ينفخ سيجارة و يلوك علكة حتى سقط الليل ، و أمام قدميه نصبت منضدة صغيرة قامت عليها زجاجة و كأس فضي ، انكب يشرب بلا مبالاة و فكر في ضرورة النسيان، و بدأ مستوى الزجاجة يتهاوى شيئا فشيئا ، تخدرت عيونه و سيقانه ، ترنح في اتجاهات عديدة و دارت الدنيا في رأسه بحدة ، تهاوى على الأرض قبل أن يصل إلى سريره .
و عندما فتح عينيه في الصباح سمع صوت الماء و هو ينهمر مكن الحنفية فقام و أغلق كل شيء قبل فوات الأوان .
ماء الحنفية يسيل محدثا صوتا صباحيا مفعما بالإنطلاق ، تأمل وجهه أمام المرآة فشعر بأنه يحتضر ، لا بأس إذن ببداية كهذه ، و مادامت الرغوة جاهزة فلا بد من تمويس هذه اللحية ،
يحلق ذقنه في فتور، طار الدم من خده جراء ضربة غير موفقة فغطس رأسه فورا في دلو من الماء ، المزيد من الرغوة و المزيد من الضربات غير الموفقة و المزيد من الدماء ، ترى كم دلوا من الماء سيحتاج في هذه الصبيحة ؟ لا يهم العدد مادامت الحنفية تجود بالمياه ، يجفف وجهه بالمنشفة و يلقي عليه نظرة أخيرة في المرآة فتترك في نفسه شعورا بالانقباض و خلف باب الثلاجة المفتوح ينتقي أطعمة بلا رغبة محددة ، تفاحة ... حبة طماطم .. حساء محنط في الثلاجة من ثلاثة شهور .... حبة بصل مفرومة...... . جلس يمضغ و هو يفكر في أمور حقيقية غريبة ،يثور الغضب في داخله فجأة فيشعل على الفور سيجارة ، الثورة في كل مكان و زمان . الغضب سحابة طائشة في كل سماء ، لا أحد غير الله يعلم أين و متى ستمطر، الجريدة تنعق بنذير مبهم ، ترى مالذي حدث ؟؟
قال له معاتبا :
- أتمدح قنبلة تنفجر وسط الشعب ؟
فقال في ازدراء :
- فلتذهب إلى الجحيم
فثار في وجهه مهددا :
لا يذهب إلى الجحيم إلا أمثالك .
فضحك حتى أطاح بالوقار و أشار في حينه للجريدة :
- إقرأ و تعلم . لم أصنع شيئا بيدي أبدا .
فرد عليه متحديا :
فلتذهب إلى الجحيم !
نظر من جديد إلى وجهه و فضل عدم الخروج بهذا المظهر ، فرتق جروحه بقطع صغيرة من الضمادات الطبية ، و في المرآة بدا وجهه غير جميل و لكنه أقرب إلى الصحة و القوة .
أشعل سيجارة ثانية ، و فكر في الخروج و لكنه تراجع .
أشعل الفيديو و شاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ، تقزز وجهه المطبب و رن الهاتف فجأة :
- ألو نعم ، مرحبا سيدي المدير .
- لقد تأخرت عن عملك اليوم ..... و هذا ليس في صالحك .
- حالة طارئة يا سيدي و قد تستغرق وقتا .
- سأضطر إذن لشطبك من قائمة العمال .
- لك ما شئت يا سيدي . و لكن لا بد أن تعذرني .
أقفل الهاتف في غضب و قال في حنق :
- فلتذهب أنت أيضا إلى الجحيم !!
فتح الباب و نظر خارجا فلم ير غير الفوضى و الضياع . زالت المعالم و كأن ثورة عارمة حدثت في الخارج . تفجرت أطنان من الذخائر الغاضبة حتى تعرى وجه الأرض .
تراجع من جديد و أغلق الباب بقوة ، و جلس ينفخ سيجارة و يلوك علكة حتى سقط الليل ، و أمام قدميه نصبت منضدة صغيرة قامت عليها زجاجة و كأس فضي ، انكب يشرب بلا مبالاة و فكر في ضرورة النسيان، و بدأ مستوى الزجاجة يتهاوى شيئا فشيئا ، تخدرت عيونه و سيقانه ، ترنح في اتجاهات عديدة و دارت الدنيا في رأسه بحدة ، تهاوى على الأرض قبل أن يصل إلى سريره .
و عندما فتح عينيه في الصباح سمع صوت الماء و هو ينهمر مكن الحنفية فقام و أغلق كل شيء قبل فوات الأوان .