aziz bouk
2011-04-18, 16:18
أين صوت الإنسانية ؟
في الكون أصوات لاتستوعبها أدن، ولا يحصيها خيال ، فللكوكاكب في أفلاكـــــها رنات، وللنسائم والرياح في أجوائها هيمنات، وللأمواج في بحارها زفير ، وللأشجار حفيف وللحشرات بأنواعها دبيب وطنين، ثم أن هناك الحيوان بأصواته، وثم الإنسان بأصواته،ومـا أكثرها يقول أشياء وأشياء، ويهدف إلى أشياء وأشياء، ولكنها في النهاية تندمغ في صــــوت واحد هو صوت الكون الشامل ، فأين صوت الإنسانية من دلك الصوت؟ وهل للإنــــــسانية صوت وهل لها هدف؟
كنا حتى أمسنا القريب إدا تكلم أحد عن صوت الإنسانية حملنا كلامه على محـــــمل المجازدلك لأن الأرض كانت مترامية الأطراف شاسعة الأبعاد، وكان أبناؤها يعيشون قبائل وشعوبا منطوية على داتها، لاتسمع غير أصــــــواتها وغير القليل من أصوات جيرانها،ولا تعرف عن أخبارها وأخبارهم. ففي الماضي السحيق كانت القبائل والشعوب تحسب حدودها حدود الأرض. أما اليوم فقد تصرمت الأبعاد وتداعت السياجات التي كانت تفصل الأمــــــم بعضها عن بعض فإدا بالقصـــــــي يدنو، وبالمجهول يغـــــدو معلوما، وإدا بالأمم صغيرها وكبيرها وبعيدها وقريبها تتبادل التحيات والشتـــــائم والبضائع والقنابل والسلام والدم، وإدا الإنسانية تشكو أوجاعا مشتركة، وبصوت واحد تطلب العـــــافية والسلام والطمأنينة، وإدن كانت القبائل والشعوب تتعارف وتتنافر، وتتصادق وتتعادى، ولكنها كانت تعمل يــدا واحدة على حفظ دلك الجسم الإنساني من الهلاك وعلى الوصول به إلى ما هو عليه اليوم.
ما شهد العالم في كل ما شهد سيلا جارفا من الكلام كالدي يشهده اليوم فهو ينهل علينا بغير انقطاع من شفاه الأثير، ويتفجر من دواليب المطابع ، وما دلك إلا لأن العـــــــالم صام زمــانا عن الكلام فراح يعوض عن صيامه بالثرثرة، فالعالم ما عرف الصمت يوما من أيام حياتـــــه،ولكنه ما عرف مرحلة كثرت فيها الوســــائل لنقل الكلام كالمرحلة التي هو فيـــها اليوم،هاتـــه الوسائل التي لا تفتر تحشو الأدان بما قيل ويقال، وأكثر الكلمـــات تــــرددا من غيرها: الحـــــرب والســــــلم وكأن البشرية إدا ما نالت السلم نالت المعرفة التي لا استقرار بدونها.
في الكون أصوات لاتستوعبها أدن، ولا يحصيها خيال ، فللكوكاكب في أفلاكـــــها رنات، وللنسائم والرياح في أجوائها هيمنات، وللأمواج في بحارها زفير ، وللأشجار حفيف وللحشرات بأنواعها دبيب وطنين، ثم أن هناك الحيوان بأصواته، وثم الإنسان بأصواته،ومـا أكثرها يقول أشياء وأشياء، ويهدف إلى أشياء وأشياء، ولكنها في النهاية تندمغ في صــــوت واحد هو صوت الكون الشامل ، فأين صوت الإنسانية من دلك الصوت؟ وهل للإنــــــسانية صوت وهل لها هدف؟
كنا حتى أمسنا القريب إدا تكلم أحد عن صوت الإنسانية حملنا كلامه على محـــــمل المجازدلك لأن الأرض كانت مترامية الأطراف شاسعة الأبعاد، وكان أبناؤها يعيشون قبائل وشعوبا منطوية على داتها، لاتسمع غير أصــــــواتها وغير القليل من أصوات جيرانها،ولا تعرف عن أخبارها وأخبارهم. ففي الماضي السحيق كانت القبائل والشعوب تحسب حدودها حدود الأرض. أما اليوم فقد تصرمت الأبعاد وتداعت السياجات التي كانت تفصل الأمــــــم بعضها عن بعض فإدا بالقصـــــــي يدنو، وبالمجهول يغـــــدو معلوما، وإدا بالأمم صغيرها وكبيرها وبعيدها وقريبها تتبادل التحيات والشتـــــائم والبضائع والقنابل والسلام والدم، وإدا الإنسانية تشكو أوجاعا مشتركة، وبصوت واحد تطلب العـــــافية والسلام والطمأنينة، وإدن كانت القبائل والشعوب تتعارف وتتنافر، وتتصادق وتتعادى، ولكنها كانت تعمل يــدا واحدة على حفظ دلك الجسم الإنساني من الهلاك وعلى الوصول به إلى ما هو عليه اليوم.
ما شهد العالم في كل ما شهد سيلا جارفا من الكلام كالدي يشهده اليوم فهو ينهل علينا بغير انقطاع من شفاه الأثير، ويتفجر من دواليب المطابع ، وما دلك إلا لأن العـــــــالم صام زمــانا عن الكلام فراح يعوض عن صيامه بالثرثرة، فالعالم ما عرف الصمت يوما من أيام حياتـــــه،ولكنه ما عرف مرحلة كثرت فيها الوســــائل لنقل الكلام كالمرحلة التي هو فيـــها اليوم،هاتـــه الوسائل التي لا تفتر تحشو الأدان بما قيل ويقال، وأكثر الكلمـــات تــــرددا من غيرها: الحـــــرب والســــــلم وكأن البشرية إدا ما نالت السلم نالت المعرفة التي لا استقرار بدونها.