samira82
2008-09-02, 12:49
محمود درويش: مُنازلة الموت .. بقلم : زاهي وهبي
أكان ينبغي أن يموت محمود درويش لأرى وجه أمه للمرة الأولى، ولأسمع صوتها المتهدج، ولأتعرف إلى تلك التي عشق عمره خجلاً من دمعها، وتمنى أن يصير خيطاً يلوّح في ذيل ثوبها.
أكان ينبغي أن يموت لنكتشف أن أمه أروع من القصيدة.
حين رأيت أمه على شاشة التلفزيون تذكرت أمي، واستعدت صورته في غرفتها يوم زارنا في بيروت ودخل لإلقاء السلام عليها، قلت لها: هذا محمود درويش جاء ليسلم عليكِ. قالت له: كيفك يا بني، يا ليت كل الأبناء مثلك، وما كانت تعرف عن محمود أكثر من كونه شاعراً فلسطينياً كتب «أحن الى خبز أمي وقهوة أمي»، وكانت تحبه وتحب مرسيل خليفة لهذا السبب.
رأيت أمه وبكيت، وتذكرت أمي. ولم أعرف تماماً، هل كنت أبكيه أم أبكيها، أم أبكي نفسي وجيلي من الذين لم يموتوا بعد وما زالوا على قيد الشعر والأحلام في زمن تذبل فيه القصائد وتنكسر الأمنيات...........................إلخ
أكان ينبغي أن يموت محمود درويش لأرى وجه أمه للمرة الأولى، ولأسمع صوتها المتهدج، ولأتعرف إلى تلك التي عشق عمره خجلاً من دمعها، وتمنى أن يصير خيطاً يلوّح في ذيل ثوبها.
أكان ينبغي أن يموت لنكتشف أن أمه أروع من القصيدة.
حين رأيت أمه على شاشة التلفزيون تذكرت أمي، واستعدت صورته في غرفتها يوم زارنا في بيروت ودخل لإلقاء السلام عليها، قلت لها: هذا محمود درويش جاء ليسلم عليكِ. قالت له: كيفك يا بني، يا ليت كل الأبناء مثلك، وما كانت تعرف عن محمود أكثر من كونه شاعراً فلسطينياً كتب «أحن الى خبز أمي وقهوة أمي»، وكانت تحبه وتحب مرسيل خليفة لهذا السبب.
رأيت أمه وبكيت، وتذكرت أمي. ولم أعرف تماماً، هل كنت أبكيه أم أبكيها، أم أبكي نفسي وجيلي من الذين لم يموتوا بعد وما زالوا على قيد الشعر والأحلام في زمن تذبل فيه القصائد وتنكسر الأمنيات...........................إلخ