مشاهدة النسخة كاملة : شيخنا محمد الغزالي ابن الإسلام
محبة الحبيب
2011-04-15, 16:07
http://www.ksau.info/up/files/1152.gif
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-snc4/41569_35513165706_7022_n.jpg
http://a1.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/13321_106197062756374_106195159423231_46052_351691 9_n.jpg
http://a1.sphotos.ak.fbcdn.net/photos-ak-sf2p/v238/194/33/35513165706/n35513165706_2805466_7603.jpg
فقدناه منذ 15 سنة كاملة لنستذكر اليوم ذكراه
في مؤتمر علمي بمدينة الرياض حضره كبار العلماء كان رحيل الداعية محمد الغزالي وهو في قمة العطائه الفكري والتألق العلمي، فشعر الحاضرون بعمق الخسارة الفكرية والثقافية لفقدان العقلية الإسلامية الكبرى التي تميَّزت بالعطاء الوافر في ميدان الدعوة والفكر الإسلامي.
كان يوم وفاته 9 مارس 1996م هو نفس يوم وفاة الشيخ جمال الدين الأفغاني 9 مارس 1897م، وعندما مُنح جائزة الملك فيصل العالمية 1409 هجرية في خدمة الإسلام وجاءه المهنِّئون قال: “أرجو أن تكون هذه الجائزة عاجل بشرى المؤمن”،
فقدته أمة الإسلام ..فلطالما أسدى لأمته النصح ، ورفع اللواء خافقا ليهدي الحائر ،ويرد الشارد، ويحمل المتنكب عن الصراط إلى سنة الإسلام الواضحة ،ومحجته البينة.
لقد كانت أمنيته أن يموت في أرض الرسالة فصدق الله فصدق الله معه و دفن في البقيع يقال أن قبره ليس بعيدا عن قبر سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه
و لأنه أحب الجزائر أحبته الجزائر و أحبه أهلها خاصة مدينة قسنطينة عندما عاش فيها لسنوات يقدم العلم لطلاب جامعة الأمير ع القادر بل ساهم في وضع المناهج التي لا تزال تسير بها جامعة الأمير لحد الآن...
حدثتني إحدى طالبات جامعة الأمير يوما عن الشيخ الغزالي في زمن الثمانينات عندما كان الجميع متعطش للعلم الشرعي في الجزائر ،تقول هذه الأخت :كنا نتسابق صباحا للظفر بمكان في المدرج في درس الشيخ الغزالي و لضعف بصري لم أكن أراه جيدا فقررت أن ألتحق بالجامعة في الصباح الباكر ففزت بمقعد في الصف الأمامي لكني لم أستنطكع رؤيته جيدا لم أرى طيلة المحاضرة إلا النور.....
رحم الله الشيخ الغزالي و جميع علماء الأمة و جزاه و جزاهم عنا جميعا خيرا
بعض كتب الشيخ الغزالي للتحميل
مستقبل الاسلام خارج أرضه كيف نفكر فيه؟ (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_006.pdf)
قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_007.pdf)
ليس من الأسلام (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_008.pdf)خلق المسلم (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_009.pdf)ركائز الايمان بين العقل والقلب (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_010.pdf)
الحق المر (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_012.pdf)علل وأدوية (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_013.pdf)جد حياتك (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_002.pdf)مشكلات فى طريق الحياة الإسلامية (http://www.mohdy.com/thumb/gzn_002.jpg)
سر تأخر العرب والمسلمين (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_004.pdf)
دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_005.pdf)
مع الله ـ دراسات فى الدعوة والدعاة (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_006.pdf)
الاسلام والمناهج الاشتراكية (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_007.pdf)
من هنا نعلم (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_008.pdf)
الاسلام والاوضاع الاقتصادية (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_009.pdf)
نظرات فى القرآن (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_010.pdf)
الحق المـــــــــــــر الجزء الاول (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_011.pdf)
الحق المـــــــــــــر الجزء الثانى (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_012.pdf)
الحق المـــــــــــــر الجزء الثالث (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_013.pdf)
الحق المـــــــــــــر الجزء الرابع (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_014.pdf)
الحق المـــــــــــــر الجزء الخامس (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_015.pdf)
الحق المـــــــــــــر الجزء السادس (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_016.pdf)
الاسلام المفترى عليه....بين الشيوعيين والرأسماليين (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_017.pdf)
معركة المصحف فى العالم الإسلامى (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_018.pdf)
خلق المسلم (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_019.pdf)
الاسلام والاستبداد السياسى (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_020.pdf)
الاستعمار أحقاد وأطماع (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_021.pdf)
فى موكب الدعوة (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_022.pdf)
ظــــــــــلام من الغرب (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_023.pdf)
التعصب والتسامح بين المسيحية والاسلام (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_024.pdf)
من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_025.pdf)
حقيقة القومية العربية وأسطورة البعث العربى (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_026.pdf)
الاسلام و الطاقات المعطلة (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_027.pdf)
كيف نتعامل مع القرآن (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_028.pdf)
كنوز من السنة (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_029.pdf)
الفساد السياسى فى المجتمعات العربية والاسلامية (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_030.pdf)
كفاح دين (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_031.pdf)
جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_032.pdf)
تأملات فى الدين والحياة (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_033.pdf)
الاسلام فى وجه الزحف الأحمر (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_034.pdf)
صيحة تحذير من دعاة التنصير (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_035.pdf)
من مقالات الشيخ الغزالى الجزء الاول (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_036.pdf)
من مقالات الشيخ الغزالى الجزء الثانى (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_037.pdf)
من مقالات الشيخ الغزالى الجزء الثالث (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_038.pdf)
من مقالات الشيخ الغزالى الجزء الرابع (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_039.pdf)
حقوق الانسان بين تعاليم الاسلام (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_040.pdf)
وإعلان الامم المتحدة
الجانب العاطفى من الاسلام (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_041.pdf)
عقيدة المسلم (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_042.pdf)
كيف نفهم الاسلام (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_043.pdf)
مائة سؤال عن الاسلام (http://www.mohdy.name/pdfs/gzn_044.pdf)
حصاد الغرور (http://www.mohdy.name/pdfs/gzs_016.pdf)
mourad05
2011-04-15, 16:25
رحمه الله واسكنه في فسيح جناته
سحر الجزائر
2011-04-15, 16:32
رحمه الله برحمته و أسكنه فسيح جناته
لقد فقدت الامة برحيله عنها رجلا من أعظم الرجال
عمي صالح
2011-04-15, 18:09
بسم الله .الرحمن .الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم و رحمة. الله و بركاته
جزاك. الله. خيرا. على الموضوع القيم . و بارك .الله. فيك
كما ندعو له بالرحمة والغفران
و السلام. عليكم و رحمة. الله و بركاته
محبة الحبيب
2011-04-15, 18:16
رحمه الله واسكنه في فسيح جناته
رحمه الله برحمته و أسكنه فسيح جناته
لقد فقدت الامة برحيله عنها رجلا من أعظم الرجال
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمدلله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
جزاك.الله. خيرا.على الموضوع القيم.و بارك .الله. فيك
كما ندعو له بالرحمة والغفران
و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
جزاكم الله كل خير على المرور الطيب
محبة الحبيب
2011-04-15, 18:22
قالوا عن الشيخ محمد الغزالي :
الدكتور نجيب بن خيرة
في التاسع عشر من شهر شوال سنة 1416 هـ الموافق لـ التاسع من شهر مارس سنة 1996م سكن لسان، وجف قلم ، وانقطع وحي ، وفاضت روح الشيخ الغزالي إلى بارئها.لم يتعب الموت في أن يفك عن روحه قيد الجسد لأن الجسد كان ممزقا من طول ما أنهكه صاحبه من نضال مُرْ ، وجهاد مضن، وفداء بكل غال ونفيس ..... فقدت أمة الإسلام علما من أعلامها المبرزين وعالما من علمائها الناصحين...طالما أسدى لأمته النصح ، ورفع اللواء خافقا ليهدي الحائر ،ويرد الشارد، ويحمل المتنكب عن الصراط إلى سنة الإسلام الواضحة ،ومحجته البينة...
في ذكراه الرابعة...أكتب إليه هذه السطور وهو في الملأ الأعلى ، و أ تحدث إليه حديثا يطربني ولاشك أنه يطربه ...عربون وفاء ومحبة ووعد بالتزام الطريق الذي خطه، وحفظ الصرح الذي اختطه... !
سيدي الأمير :لست في هذه الكلمات أرثيك فقد مضى زمن الرثاء، ...ولست أستمطر الغيث لقبرك فقبرك في طيبة مثواه ..مع مصابنا الجلل لفقدك، وألم الحسرة من هول الفجيعة فيك ...ولست في هذا المقام أعدد محاسنك وأتكلم عن راحل حياتك، فكل ذلك ذائع شائع ومتاح ....ولكنها مشاعر حرى ـ يعلم الله ـ أنها صادقة أقر بالعجز عن صوغها ألفاظا مقروءة ،أو أضعها في قوالب جامدة ضيقة وهي في نفسي أشد انطلاقا من النور، وأوسع من الزمان....!
قلت في نفسي . : كيف تمر ذكراك الغالية دون أن نقف وقفة نراجع فيها أنفسنا.. هل وفينا بالوعد ..؟ هل أحسنا الإقتداء ..؟هل تابعنا المسيرة ..؟
سيدي الأمير . : أخشى أن لا أوفيك حقّك، وأن لا أحسن الكلام إليك ..فقد قيل : “رجلان يُربِكان الكاتب إذا حاول أن يكتب عنهما ...رجل لا يستطيع أن يجد ما يقوله فيه ،ورجل لا يستطيع أن يختصر ما يعرفه عنه”. وما أنا منك إلا كما قال الشاعر :
كالبحر يمطره السحاب وماله فضل عليه لأنه من مائه
إنا لفراقك ـــ يا أمير الدعوة ـــ كالنبتة الغضة نضب عنها الماء الغدير ،و أخطأها النّوء المطير، أو كالفراخ الزاغبة التي هجرها المـُعيل وتركها عُرضة لكل فاتك غدّار ..... . كيف لا ؟و العلماء هم المعاقل المنيعة عندما تحل بالأمة النّوائب ،وأعلامها المضيئة عندما تشتبه عليها المسالك ....ومراجعها إذا نابها خطبٌ ،أو حزّ بها كرْب...
لازلت ـ يا سيدي ـ أذكر كيف لبّيت دعوة الجهاد في هذا البلد {الجزائر } وقبلت أن تقف على ثغرة من ثغور دار الإسلام وقدمت لترفع القواعد من ــ جامعة الأمير عبد ا لقادر ـ فكنت أميراٍ خلفا لخير أمير...! .جئت رغم تقدُّم سنّك ..ُتناوشك الأدواء والعلل لتقعد بك،وتصرفك عن جهادك ،ولكن قلبك العامر بالله، ونفسك الرّضيّة بِقضائه حوّلتك إلى شهاب راصد ينطلق بشعاعات الوحي الأعلى فينير الدّرب، ويسطع في الأُفق ..!
إننا نُخطئ عندما نتصورك إماما خطيبا يتحدث عن الاسلام فحسب ..! فذاك جهد يقوم به جمع غفير ممن ينتسبون لهذا الدين، ويتكلمون باسمه ..ولكنك إمام مدرسة، وصاحب رسالة ..! اختارتك الأقدار لتنشأ في بلد عمر الحضارة فيه كعمر الإنسان على كوكب الأرض ...!حباه الله بكل أسباب القوة و المنعة والمعرفة لينضح على طول الدهر على من حوله من أهل القرى بكل ما من شأنه أن يمكن للإنسان سبب الاجتماع والتّحضر والإبداع .....!
تلقّيت تعليمك الأول قي أروقة الأزهر الشريف ، وشربت من نبعه الّثرْ، وارتويت من معينه الصّافي فكان العلم الصحيح بالإسلام لُحمتك وسداك ..!. وتنفّس بـك الأزهر في ساحات الدّعوة والإرشاد فشهدت مع جلّة من علماء الإسلام ـ في العقود الأولى لهذا القرن ـ مطالع عصر الإصلاح والتجديد ..فخُضت غمار الدعوة وحشدت الجماهير في ساحات الإيمان الرّحيبة ..تُذكرها بالله وتصل ما انقطع من حبالها بالسماء ...وتحثها لــتُعاود مكانها من صدر الوجود..!
كل ذلك تؤديه ببيانك المُنخّل، وأدائِك العجيب، وصوتك الجهير، وأُسلوبك المتفرّد، ونبرتِك المميزة التي لا يكاد يختلف اثنان من متذوقيك على أنها صادرة عنك ،وكأن هذا الأسلوب السهل الممتنع كما تعلمنا أن نصف الأساليب التي تعرف طريقها إلى القلوب والأسماع في يُسر..ثورة على الأساليب العنيفة التي سادت الكتابات والخطابات الدّاعية إلى الإصلاح ...وذلك لأنك تغرف من بحر القرآن الذي تحفظه على ظهر قلبك ..وطرف لسانك أو لست القائل: “وأنّى لرجل محروم من حاسة البلاغة أن يخدم دينا كتابه معجزة بيانية ورسوله إما م للحكمة وفصل الخطاب..!”
وساعدك على ذلك ملكة فقهية تنفُذ إلى العِلّة الباعثة ..والحِكمة المستورة ،وفقه بالزمان،ومعرفة بالمقصد الشرعي الذي يشمله الحكم ،وفهم لما يحيط بك من ظروف طارئة ،وأحوال داعية، فتصوغ ذلك كله في فنون من القول تتسابق إلى شفتيك .وفمك المضموم قويا، عذب الإهاب، مميّز الجرس، كأنّه اللّحن الجميل ينطلق في عذوبة وتأنُّق ورُواءْ .!
ويُصدِق ذلك ويدْعمُه إخبات لله، وإخلاص العمل له ،وطلب المثوبة عنده، أو لست القائل أيضا :”إن الخطبة البليغة ،والكتاب المبين الذكي ،والجماهير العاشقة المتعصبة ،لا تساوي كلها قشرة نواة إذا كانت علاقة المرء بربه واهية..!
سيدي الأمير:لقد وقفت كالطود الشامخ تُغالب الموج ،وتصدُّ التيار الجارف من الإلحاد والعلمانية واللادينية، فدافعت عن الإسلام في وجه أحقاد الاستعمار وأطماعه ،وفي وجه الزّحف الأحمر ،وظلام من الغرب ،وأرسلت صيحة التحذير من دعاة التنصير ،والصهيونية العالمية وعملت على تجفيف المستنقعات الآسنة التي يرِدُها كل ظامئ حرّان لكل تبعية مقيتة ووجود مُلفّق ...!
كافحت الاستبداد السياسي أيا م كان القصر يطفح بالشّررِ ويطبق أوامر بني الأصفر،ويُنزِل بالشعب الويل و الثبُور ..! في تلك الأثناء كانت بعض العمائم الأزهرية ممن حملت الدكتوراه سِفاحاً!من جامعات أوروبا .. !تُصفق للملك، وتُشايع السلطان ،وتُصانع أهل النُّفوذ ،وتقبل بالأوضاع، ولا تردُ يد لامِسْ ..!!
ولكنك لم ترض أن تكون صنيعة أحد كائنا من كان ،وتجنّبت منذ شبابك الباكر هذه القافلة الخائنة وقلت :”الوفاء لله ورسوله أبقى وأجدى ”.ومضيت محترقا لخدمة الإسلام ونُصرة قضاياه فاتخذت القلم أداتك الطّيعة تكتب و تُؤلف وتُحقق فريضة النصح، وتشرح الحقائق الإسلامية الضائعة، وتطالب المجتمع بالعودة إليها ..وتُقرِر في جميع ما كتبت نظراتك الثاقبة الجريئة وأنت صليب الرأي غير هيّابْ !. أعييت غيرك أن يحملك على غير ما لا تريد ..فتحملت ما جرّ ذلك عليك من عنتٍ وعداءْ..!
لله درُّك ... كيف استقام لك صدُّ السهام المرِيشةِ التي هاجمتك من كل جهة... ولو كـان سـهما واحدا لاتقيــته*ولـكـنه سـهــم وثـــان وثالث
ذُدْت عن حياض رأيك بكل ما أوتيت من قوة ..لأنّك تؤمن أن الفهم الصحيح للإسلام مبْعثُه ومأتاه..!
لم يرْعوِ” فتية السوء “ــ كما تصفهم ـ أن يسلقُوك بألسنة حِداد فيها الكثير من قارصِ القولِ ونابِي الكلِمْ ..لا لشئ إلا لأنك اتخذت طريقا غير طريقهم .وفهمت الدين على غير فهمهم ...وشتّان بين العلم الحاذق والقصُورِ البليد..!
سيدي الأمير:سوف تظل كتبك على تعاقب الأجيال ملء الأفواه ، وشُغل الأذهان، ومورد الدعاة،ومرجع المصلحين ..لأنها كتبٌ لم تكتب تحت ظلال الزيزفون .!ولم تُصغ آيات البلاغة وسحر البيان فيها من على شُرفات قصور وادي النيل !الينتشي بها القارئ ويلتذّ السامع بُحسن العرض وجمال التّحرير والتّحبير ..!ولكنها كتب قُدّت كلماتها من زفرات الأسى الحرّى سكبتها على أمّتك التي تطحنها النوازل ، ويطيش خُطاها الهوان حتى نزلت إلى حضيض ليس له قرار ..! ولقد نصحت فوفيت وطرقت كل باب من أبواب النّجاة لتدل الحائرين عَليه ..
سيدي الأمير :ــ كما أحببت أن أناديك وأتوجه إليك ــ إن أهل الجزائرــ لاتزال تتردد في أسماعهم كلماتك، وتدق على أوتار قلوبهم توجيهاتك .ويفخر جيل من الشباب تخرّج على يديك وتربّع في قاعات درسك ، يأخذ عنك الدين كما فهمته بمنهجك العدل وطريقك المستقيم.....فأنت ترى الدين هو الفطرة السليمة قبل أن تشوهها تقاليد سيئة ، وأفكار سقيمة،كما ترى الجهل بالدنيا والعجز في الحياة حجابا صفيقا بيننا وبين النصر المبين ! لأن “الصالحات المطلوبة تصنعها فأس الفلاح، وإبرة الخياط ،وقلم الكاتب ، ومشرط الطبيب وقارورة الصيدلي ، ويصنعها الغواص في بحره، والطيار في جوه ، والباحث في معمله ، والمحاسب في دفتره ..يصنعها المسلم صاحب الرسالة وهو يباشر كل شيء ويجعل منها أداة لنصرة ربه، وإعلاء كلمته..”
هذا الفهم الشامل لحقائق الدين جمع لك الخلق ، وجعل لك القبول في الأرض ،...لأنه فهم يشيد بالعقل، وينوه بالفكر ، ويبعث على النظر ويحمل على البلداء والمغفلين الذين يُحمِّلون الدين وزر بلادتهم وغباوتهم، ويسخر ممن يزعم أن أكثر أهل الجنة البُله ، في حين يجعل القرآن أهل الجنة هم أولي الألباب ..!
إن كثيرا من المغرضين يلبِسون الحق بالباطل عندما يحاولون جعلك سببا في كل فتنة تصنعها الظلامية ، ويرفع رايتها الوحوش الضارية ، التي تعدم الحياة وتصنع آلة الدمار، وتأتى على الأخضر واليابس ..
لقد كنت ترفع عقيرتك في كل نديّ تقرع على أصحاب هذا المسلك ، وتحذر السائرين فيه، وتطوي الضلوع على كره عنادهم بعد الإشفاق عليهم ...فلو كان الاعتدال شخصا فأنت هو..ولو كانت السماحة رجلا لكنته..وآية ذلك ما كتبته وما حاضرت به وما أعلنته عاليا إلى أن لقيت ربك الكريم..
سيدي الأمير :سوف نذكرك كلما صبونا إلى إمام فلم نجد الهداة ..وتهفوا نفوسنا إلى فوق فلم نجد الأجنحة ..! إن فجيعتنا فيك ـ يا سيدي ـ لا يذهبها كرُّ الغداة ولا مرُّ العشي ..! فيا أرواح الشهداء والعلماء والمجاهدين ...لقد جاءتكم روح الغزالي فيا وحشتنا بعده ويا أُنسَكُم به ...ولا يسعني إلا أن أُ ردّد مع الشاعر :
لقد اعطيت لي ولكل جيل
وماخلفته أبدا وما سيبقى
وفي هذا لنا بعض التاسي
علىمن حوله جمع القلوب
سيأتي بعدنا فكراخصيبا
يفوح على مدى الاحقاب طيبا
عساه يخفف الدمع الصبيبا ومزق يوم فارقنا القلوبا
فرضي الله عنك، وروّح روحك في جنّات النعيم ...
محبة الحبيب
2011-04-22, 10:23
الغزالي.. طبيب الأمة
بقلم : مسعود صبري
لم يكن الشيخ الغزالي رحمه الله داعية كل همه إلقاء الخطب والدروس، وشحذ الهمم وإشعال حماس الجمهور بالكلمات الرنانة، والخطب النارية، وأن جهده الذي يمكن أن يبذله للأمة هو جهد فردي، متناثر هنا وهناك، ولم يكن تكوين الشيخ الغزالي رحمه الله وقفا على نتف من العلوم الشرعية، بل ضم إليها المعرفة الإنسانية، والإحاطة بالسنن الكونية، والإلمام بتاريخ الشعوب، وسبر أغوار الأمة، معرفا بعللها وأمراضها، منبها إلى الطريق لعلاجها، فيمكن لنا أن نطلق على الشيخ الغزالي “داعية الأمة”؛ لأنه بالفعل كان يحمل هموم الأمة، ينام ويصحو عليها، ومن دور الداعية أنه كالطبيب، يكشف بوضوح أعراض المرض، ويسعى بخبرته لوصف علاجه.
فقدان الوعي
ففي مجال الفكر، يرى الشيخ الغزالي أن الأمة أصيبت بأتباع فاقدي الوعي، لا يدركون ما يحاك لهم من الأمم الأخرى، وأن مثل هذا النهج يجعل الأمة أقرب للموتى منه للأحياء؛ فهو يرى أن “الضمير المعتل والفكر المختل ليسا من الإسلام في شيء، وقد انتمت إلى الإسلام أمم فاقدة الوعي عوجاء الخطى قد يحسبها البعض أمما حية ولكنها مغمي عليها... والحياة الإسلامية تقوم على فكر ناضر... إذ الغباء في ديننا معصية”.
وإذا كان غياب الوعي الفكري بارزا في كثير من مظاهر الأمة، لكنه أخطر حين يكون في مجال الشرع خاصة، فتلك طامة كبرى، وإن كان الفشل في الدين والدنيا مصيبة لا تغتفر، فـ”إن اضمحلال العقل الإسلامي واضح في أغلب ميادين الفقه! وعدد كبير من المشتغلين بفقه العبادات أو المعاملات يحسن النقل التقليدي أكثر مما يحسن الوعي والاجتهاد، ويغلب عليه ضيق الأفق ولزوم ما لا يلزم!. أما الفشل في شئون الدنيا فأمره مخجل حتى إن ما نأكله من طعام أو ما نأخذه من دواء أو ما نرتديه من لباس يصنعه لنا غيرنا!. وأما صناعات السلاح وما يحمي الشرف ويصون الإيمان فشيء لا ناقة لنا فيه ولا جمل”.
سوء الخلق
ومن الأمراض التي يجب علاجها السلوك الإنساني، فإن الإسلام يقوم مع العقيدة والعبادة على الخلق والسلوك، وبدون المعاملة الحسنة لا تستقيم حياة الناس، بل تؤثر على دينهم، فساعتها يكون نفع العقيدة والعبادة ضعيفا، وأخطر ما يكون سوء الخلق في حاملي لواء الدعوة والإسلام، ويعبر الغزالي عن ذلك قائلا: “أكره أصحاب الغلظة والشراسة، لو كان أحدهم تاجرا واحتجت إلى سلعة عنده ما ذهبت إلى دكانه، ولو كان موظفا ولي عنده مصلحة ما ذهبت إلى ديوانه، لكن البلية العظمى أن يكون إمام صلاة أو خطيب جمعة أو مشتغلا بالدعوة، إنه يكون فتنة متحركة متجددة يصعب فيها العزاء. إذا لم يكن الدين خلقا دمثا ووجها طليقا وروحا سمحة وجوارا رحبا وسيرة جذابة فما يكون؟! وقبل ذلك، إذا لم يكن الدين افتقارا إلى الله، وانكسارا في حضوره الدائم، ورجاء في رحمته الواسعة، وتطلعا إلى أن يعم خيره البلاد والعباد فما يكون؟!.بعض المصلين تحركه لينتظم في الصف فكأنما تحرك جبلا! وبعض الوعاظ يتكلم فكأنه وحده المعصوم والناس من دونه هم الخطاءون! وهذا شاب حدث يحسب نفسه مبعوث العناية الإلهية لإصلاح البشرية فهو ينظر إلى الكبار والصغار نظرة مقتحمة جريئة...
إن القلب القاسي والغرور الغالب هما أدل شيء على غضب الله، والبعد عن صراطه المستقيم.. ومن السهل أن يرتدي الإنسان لباس الطاعات الظاهرة على كيان ملوث وباطن معيب.
لو أن إنسانا عرف معايبي فسترها عن الناس وقصد بها إلي ليكشف لي أخطائي ويرجع بي إلى ربي لشكرته ودعوت له!
إنه أسدى إلي جميلا، ورحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي...
إنني أخاف على نفسي وعلى الناس صياحا فضاحا يرتقب الغلطة ليثب على صاحبها وثبة الذئب على الشاة، فهو في ظاهره غيور على الحق وفي باطنه وحش لم تقلم التقوى أظافره، ولم يغسل الإيمان عاره ولا أوضأه.
إنه تحت شعار الإسلام يتوج ناس ليس لهم فقه وليست لديهم تربية، يغترون بقراءات وشقشقات واعتراضات على بعض الأوضاع، ويرون أن الدين كله لديهم، وأن الكفر كله عند معارضيهم، فيستبيحون دماءهم وأموالهم وكراماتهم.
ما هذا بإسلام وما يخدم بهذا الأسلوب دين من الأديان”.
عادات رديئة
وفي عمق الحياة الاجتماعية، يتعدى الشيخ الغزالي القول بإباحة الأشياء، ليغوص في مقاصد الأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها المسلمون، ليسلط الضوء على تلك العادات التي يغلب عليها الغلو والتكلف، ويشن حملة على الإسراف بلا داع، فهو يرى أن: “للمسلمين في أفراحهم على اختلاف أسبابها عادات رديئة – فهم ينزعون إلى الغلو والتكلف، وقلما يجنحون إلى البساطة والاعتدال وهم يستغلون إباحة الإسلام للطيبات، فيتوسعون في انتهابها، ويبلغون في الإسراف حدا لا يصل إليه أتباع الديانات الأخرى، وقد حضرت أحفالا أقامها أصحابها لمناسبات شتى، ابتهاجا بمولود، أو استقبالا لموظف أو احتفاء بصديق أو فرحا بزواج فكان الإفراط البين طابعا عاما لهذه الأحفال كلها، سواء في مصر أو الشام أو الحجاز، ويمكن القول بأن الأجانب أدنى إلى الرشد منا في هذه الأمور، وهذه النقائض تقع في عصر سقطت فيه دولة الخلافة وذهبت ريحها وديست أرضها ومشى الغاصبون في أرجائها يزأرون زئير الآساد الكاسرة القاهرة.
وكان حريا بالمهزوم أن يصد عن هذه المباحات الميسرة إذا أقبل المنتصر عليها وعلى غيرها وينتشي. أما أن يعتدل المنتصر ويفرط المهزوم فهذه هي المأساة.
وفي عرض أمراض الشعوب الإسلامية لا يخجل الغزالي أن يكون صريحا، فهو يرى أن “تخلف العالم الإسلامي قضية معروفة وإن كانت مخجلة! وهذا التخلف أطمع الأقوياء فيه! بل قد طمع فيه من لا يحسن الدفاع عن نفسه! وشر من ذلك أن هذا التخلف ألصق بالإسلام تهما كثيرة، بل إن عقائد خرافية فكرت في إقصائه ووضع اليد على أتباعه!...”.
مسئولية الأمة
وهو يرجع المسئولية للأمة التي ما دافعت عن نفسها أو عقائدها أو حضارتها، ويصرح بقوله: “ولست ألوم أحدا استهان بنا أو ساء ظنه بديننا ما دمنا المسئولين الأوائل عن هذا البلاء، إن القطيع السائب لا بد أن تفترسه الذئاب”.
وهو يحلل من سعى لإحياء الأمة من كبوتها، ويدرك المنهج المختلف الذي سلكه المصلحون، واختلفوا في طريقة المعالجة، فهو رآهم فريقين: “فريقا يتجه إلى الحكم على أنه أداة سريعة لتغيير الأوضاع، وفريقا يتجه إلى الجماهير يرى في ترشيدها الخير كله...
قلت في نفسي: إن الذين يسعون إلى السلطة لتحقيق رسالة رفيعة لا بد أن يكونوا من الصديقين والشهداء والصالحين أو من الحكماء المتجردين والفلاسفة المحلقين! وأين هؤلاء وأولئك إنهم لم ينعدموا، ولكنهم في الشرق الإسلامي عملة نادرة.
ومع ذلك فإن أي حكم رفيع لن يبلغ غايته إلا إذا ظاهره شعب نفيس المعدن عالي الهمة!”.
الشعب أساس الإصلاح
ويوضح أن المصلحين وحدهم لن يجدوا نفعا إذا كانوا في الميدان وحدهم، ويرى الغزالي بحكمته أنه لن يكون هناك إصلاح بدون شعب يقف مع المصلحين، فـ”الشعوب هي الأصل، أو هي المرجع الأخير! وعلى بغاة الخير أن يختلطوا بالجماهير لا ليذوبوا فيها وإنما ليرفعوا مستواها ويفكوا قيودها النفسية والفكرية، قيودها الموروثة أو التي أقبلت مع الاستعمار الحديث...
ويوضح الغزالي بعض ملامح منهج الإصلاح، داعيا “أولي العزم من الدعاة أن يعيدوا النظر في أساليب عرض الإسلام والدفاع عنه، وأن يبذلوا وسعهم في تغيير الشعوب والأفكار، سائرين في الطريق نفسه الذي سار فيه المرسلون من قبل... وليس العمل المطلوب مضغ كلمات فارغة، أو مجادلات فقهية، أو خصومات تاريخية، إن العمل المطلوب أسمى من ذلك وأجدى!”.
أزمة الأخلاق
ويرى الغزالي أن الأزمة ليست أزمة سلطة فحسب، بل هي في المقام الأول أزمة أخلاق، فـ”إننا نحن المسلمين انهزمنا في ميادين كثيرة لا تحتاج إلى عصا السلطة، والمجتمع الذي يعجز عن محو تقاليد سيئة في دنيا الأسرة لن يحقق نصرا في دنيا السياسة وكيف ينفذ قوانين الشريعة من لم ينفذ قوانين الأخلاق؟”.
تلك بعض مآخذ الغزالي على مسلك الشعوب المسلمة في الجانب الداخلي، وهي ملاحظات داخلية شملت العقيدة والعبادة والأخلاق والسياسة والاقتصاد، ومن يطالع تراث الشيخ يجد فيها تشخيصا دقيقا للأدواء، ووصفا واقعيا للدواء؛ لأنه الشيخ الداعية المفكر، صاحب مشروع الأمة، ليقدم الغزالي نموذجا فريدا للدعاة، يبصر العالم بمنظار أوسع من الوعظ والإرشاد
محبة الحبيب
2011-04-22, 10:26
عصر الأستاذ الغزالي
بقلم : د.عبد الصبور شاهين
والحق أن كتابا يوضع على غلافه اسم الأستاذ الغزالي لا يحتاج إلى تقديم؛ فحسبه في تقديري أن يُتوَّج بهذا العلم الخفاق، وقد قرأَتِ الدنيا له عشرات الكتب في الإسلام ودعوته، وتلقت عنه ما لم تتلقَّ عن أحد من معاصريه، حتى إن عصرنا هذا يمكن أن يطلق عليه في مجال الدعوة: عصر الأستاذ الغزالي.
في مؤتمر علمي بمدينة الرياض حضره كبار العلماء كان رحيل الداعية محمد الغزالي وهو في قمة العطائه الفكري والتألق العلمي، فشعر الحاضرون بعمق الخسارة الفكرية والثقافية لفقدان العقلية الإسلامية الكبرى التي تميَّزت بالعطاء الوافر في ميدان الدعوة والفكر الإسلامي.
كان يوم وفاته 9 مارس 1996م هو نفس يوم وفاة الشيخ جمال الدين الأفغاني 9 مارس 1897م،
(http://http//al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=001060-www.al-mostafa.com.pdf)
جزيت كل الخيرات بما قدمتِ...
لازالت كلمات سمعته يقولها على هامش ذاك المؤتمر او حين الإتيان على نهايته..كان يقول رحمة الله عليه..
لم تعرف الأمة الإسلامية وضعا من التردي والإنحطاط مثلما تعرفه اليوم..
للأمانة خانتني الذاكرة وقد أكون قد عوضت بعض كلماته بكلمات رديفة لها..
رحم الله الشيخ وجعل قبره روضة من رياض الجنان..
بارك الله فيك
لقد قرات كتابه جدد حياتك فوالله انه ذوق خاص
سلاااااااااااام
زكرياء1409
2011-04-25, 20:22
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ورحم الله العالم العابد الزّاهد المجاهد المفكّر
الأديب الألمعي محمد الغزالي السّقا
وأسكنه الفردوس الأعلى
وغفر الله لخاطّ هذه الرّقوم فلقد أجرم
في حقّه جهلا وغباء وحمقا ..
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir