الصديق عثمان
2008-09-02, 00:13
روى الإمام احمد عن أبي هريرة-رضي الله عنه –أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:<أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها ،خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ،وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ،ويزين الله كل يوم جنته ويقول :<يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك ،وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ،ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟قال :لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله>.إخواني :هذه الخصال الخمسة ادخرها الله لكم ، وخصكم بها من بين سائر الأمم ،ومن عليكم ليتمم بها عليكم النعم ،وكم لله عليكم من نعم وفضائل :<كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله> (آل عمران:110)الخصلة الأولى :إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله مكن ريح المسك،والخلوف بضم الخاء أو فتحها تغير رائحة الفم عند خلو المعدة من الطعام ،وهي رائحة مستكرهة عند الناس لكنها عند الله أطيب من رائحة المسك لأنها ناشئة عن عبادة الله وطاعته ،وكل ما نشأ عن عبادته و طاعته فهو محبوب عنده سبحانه يعوض عنه صاحبه ما هو خير وأفضل وأطيب ، ألا ترون إلى الشهيد الذي قتل في سبيل الله يريد أن تكون كلمة الله هي العليا يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما لونه لون الدم وريحه ريح المسك ؟ وفي الحج يباهي الله الملائكة بأهل الموقف فيقول سبحانه :<انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثا غبرا > (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه) وإنما كان الشعث محبوبا إلى الله في هذا الموطن لأنه ناشئ عن طاعة الله باجتناب محظورات الإحرام وترك الترفه.
الخصلة الثانية:
أن الملائكة تستغفر لهم حتى يفطروا ،والملائكة عباد مكرمون عند الله <لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون >(التحريم :6). فهم جديرون بان يستجيب الله دعاءهم للصائمين حيث أذن لهم به،وإنما أذن الله لهم بالاستغفار للصائمين من هذه الأمة تنويها بشأنهم ،ورفعة لذكرهم ،وبيانا لفضيلة صومهم ،والاستغفار : طلب المغفرة وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنها ،وهي من أعلى المطالب وأسمى الغايات فكل بني آدم خطاءون مسرفون على أنفسهم مضطرون إلى مغفرة الله عز وجل .
الخصلة الثالثة:
أن الله يزين كل يوم جنته ويقول :< يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك> فيزين تعالى جنته كل يوم تهيئة لعباده الصالحين ،وترغيبا لهم في الوصول إليها .
الخصلة الرابعة :
أن مردة الشياطين يصفدون بالسلاسل والأغلال فلا يصلون الى ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإضلال عن الحق ن والتثبيط عن الخير ،وهذا من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم الذي يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ،ولذلك تجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره .
الخصلة الخامسة : أن الله يغفر لأمة محمد –صلى الله عليه سلم- في أخر ليلة من هذا الشهر إذا قاموا بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا منه سبحانه بتوفية أجورهم عند انتهاء أعمالهم فإن العامل يوفى أجره عند انتهاء عمله .
وقد تفضل الله سبحانه على عباده بهذا الأجر من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول :أنه شرع لهم من الأعمال الصالحة ما يكون سببا لمغفرة ذنوبهم ورفعة درجاتهم ولولا أن شرع ذلك ما كان لهم أن يتعبدوا بها ،فالعبادة لا تؤخذ إلا من وحي الله إلى رسله ولذلك أنكر الله على من يشرعون من دونه ،وجعل ذلك نوعا من الشرك ،فقال سبحانه وتعالى :<أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله>
(الشورى:21)الوجه الثاني:أنه وفقهم للعمل الصالح وقد تركه كثير من الناس ،ولولا معونة الله لهم وتوفيقه ما قاموا به ،فلله الفضل والمنة بذلك <يمنون عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين> (الحجرات:17)الوجه الثالث :أنه تفضل بالأجر الكثير ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،فالفضل من الله بالعمل والثواب عليه والحمد لله رب العالمين.
إخواني بلوغ رمضان نعمة كبيرة على من بلغه وقام بحقه بالرجوع إلى ربه من معصيته إلى طاعته ،ومن الغفلة عنه إلى ذكره ،ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه :
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي من الداني
اللهم أيقضنا من رقدات الغفلة ،ووفقنا للتزود من التقوى قبل النقلة ،وارزقنا اغتنام الأوقات في ذي المهلة ،واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعينمن مجالس شهر رمضان (الشيخ محمد بن صالح العثيمين)
الخصلة الثانية:
أن الملائكة تستغفر لهم حتى يفطروا ،والملائكة عباد مكرمون عند الله <لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون >(التحريم :6). فهم جديرون بان يستجيب الله دعاءهم للصائمين حيث أذن لهم به،وإنما أذن الله لهم بالاستغفار للصائمين من هذه الأمة تنويها بشأنهم ،ورفعة لذكرهم ،وبيانا لفضيلة صومهم ،والاستغفار : طلب المغفرة وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنها ،وهي من أعلى المطالب وأسمى الغايات فكل بني آدم خطاءون مسرفون على أنفسهم مضطرون إلى مغفرة الله عز وجل .
الخصلة الثالثة:
أن الله يزين كل يوم جنته ويقول :< يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك> فيزين تعالى جنته كل يوم تهيئة لعباده الصالحين ،وترغيبا لهم في الوصول إليها .
الخصلة الرابعة :
أن مردة الشياطين يصفدون بالسلاسل والأغلال فلا يصلون الى ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإضلال عن الحق ن والتثبيط عن الخير ،وهذا من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم الذي يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ،ولذلك تجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره .
الخصلة الخامسة : أن الله يغفر لأمة محمد –صلى الله عليه سلم- في أخر ليلة من هذا الشهر إذا قاموا بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا منه سبحانه بتوفية أجورهم عند انتهاء أعمالهم فإن العامل يوفى أجره عند انتهاء عمله .
وقد تفضل الله سبحانه على عباده بهذا الأجر من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول :أنه شرع لهم من الأعمال الصالحة ما يكون سببا لمغفرة ذنوبهم ورفعة درجاتهم ولولا أن شرع ذلك ما كان لهم أن يتعبدوا بها ،فالعبادة لا تؤخذ إلا من وحي الله إلى رسله ولذلك أنكر الله على من يشرعون من دونه ،وجعل ذلك نوعا من الشرك ،فقال سبحانه وتعالى :<أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله>
(الشورى:21)الوجه الثاني:أنه وفقهم للعمل الصالح وقد تركه كثير من الناس ،ولولا معونة الله لهم وتوفيقه ما قاموا به ،فلله الفضل والمنة بذلك <يمنون عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين> (الحجرات:17)الوجه الثالث :أنه تفضل بالأجر الكثير ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،فالفضل من الله بالعمل والثواب عليه والحمد لله رب العالمين.
إخواني بلوغ رمضان نعمة كبيرة على من بلغه وقام بحقه بالرجوع إلى ربه من معصيته إلى طاعته ،ومن الغفلة عنه إلى ذكره ،ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه :
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي من الداني
اللهم أيقضنا من رقدات الغفلة ،ووفقنا للتزود من التقوى قبل النقلة ،وارزقنا اغتنام الأوقات في ذي المهلة ،واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعينمن مجالس شهر رمضان (الشيخ محمد بن صالح العثيمين)