المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت في لوحات من اشعار امل دنقل


التلميذ.
2011-04-14, 13:51
الموت في لوحات (1)


شقيقتي " رجاء " ماتت و هي دون الثالثة .


ماتت و ما يزال في دولاب أمّي السّري


صندلها الفضّيّ!


صديرها المشغول ، قرطها ، غطاء رأسها الصّوفيّ


أرنبها القطنيّ !


و عندما أدخل بهو بيتنا الصامت


فلا أراها تمسك الحائط .. علّها تقف !


أنسى بأنّها ماتت ..


أقول . ربّما نامت ..


أبحث عنها في الغرف .


و عندما تسألني أمّي بصوتها الخافت


أرى الأسى في وجهها الممتقع الباهت

و أستبين الكارثة !

الموت في لوحات (2)



مصفوفة حقائبي على رفوف الذاكرة


و السفر الطويل ..


يبدأ دون أن تسير القاطرة !


رسائلي للشمس ..


تعود دون أن تمسّ !


رسائلي للأرض ..


تردّ دون أن تفضّ !


يميل ظلّي في الغروب دون أن أميل !


و ها أنا في مقعدي القانط .


وريقة .. و ريقة .. يسقط عمري من نتيجة الحائط


و الورق الساقط


يطفو على بحيرة الذكرى ، فتلتوي دوائرا


و تختفي .. دائرة .. فدائرة !



الموت في لوحات (3)



عرفتها في عامها الخامس و العشرين


و الزمن العنّين ..


ينشب في أحشائها أظفاره الملويّة


صلّت إلى العذراء ، طوفّت بكلّ صيدليّة


تقلّبت بين الرجال الخشنين !


.. و ما تزال تشتري اللّفائف القطنيّة !


.. ما تزال تشتري اللّفائف القطنيّة !


... ... ... .. .. ...


و حين ضاجعت أباها ليلة الرعد


تفجّرت بالخصب و الوعد


و اختلجت في طينها بشارة التكوين !


لكنّها نادت أباها في الصباح ..


فظلّ صامتا !


هزّته .. كان ميّتا !!



الموت في لوحات (4)



من شرفتي كنت أراها في صباح العطلة الهاديء


تنشر في شرفتها على خيوط النور و الغناء


ثياب طفليها ، ثياب زوجها الرسميّة الصفراء


قمصانه المغسولة البيضاء


تنشر حولها نقاء قلبها الهانيء


و هي تروح و تجيء


... ... ... ... ... ... ...


و الآن بعد أشهر الصيف الرديء


رأيتها .. ذابلة العينين و الأعضاء


تنشر في شرفتها على حبال الصّمت و البكاء


ثيابها السوداء !



أتمنى أن تنال إعجابكم

التلميذ.
2011-05-30, 22:34
************************** للرفع *********************

التلميذ.
2011-12-23, 20:31
شكرا على اتلرود العطرة

اخخخخخخخخخخ اين الردود