kif
2011-04-14, 06:56
إضراب طلاب الجامعات الجزائرية قد يكون فريدا من نوعه، فهم لا يرفعون مطالب تتعلق بظروف الدراسة أو بإمكانياتها، ولا يطالبون بتحسين التكوين الذي يقدم لهم، وحتى المطالب الاجتماعية من سكن وإطعام ونقل لم تعد واردة، فالهم الأول الآن هو المطالبة بإعادة النظر في نظام الجامعة وتصنيف الشهادات، ولم نسمع قبل اليوم عن طلاب يتظاهرون من أجل إعادة تصنيف شهادة هم لم يحصلوا عليها بعد أو من أجل إعادة تصنيف مهنة لا يحق لهم ممارستها بعد.
الوضع غريب بالفعل، وما يزيده غرابة هو أن لا أحد يهتم بمضمون التكوين، فقد يكون الطلاب محقون في دفاعهم عن قيمة شهادة معينة لكن المشكلة الأساسية هنا هي أن قيمة الشهادة العملية ترتبط أولا بسمعة الجامعة التي تمنحها، وهي مرتبطة أيضا بنوعية التكوين الذي تلقاه حامل هذه الشهادة، وليس سرا أن الشهادات الجامعية الجزائرية في كل الاختصاصات لا قيمة لها خارج حدود البلاد، والطلاب أول من يعلم أن تكوينهم رديء للغاية، وأن الحصول على الشهادة يكاد يتحول إلى إجراء إداري شكلي يتم استكماله من خلال الانتساب إلى جامعة ما لفترة زمنية محددة.
لو انتفض الطلاب من أجل استعادة القيمة العلمية للشهادة بالمطالبة بتحسين مضمون التعليم، وبتوفير شروط الإبداع، وتشجيع البحث العلمي الجاد والمجدي لكانت هذه الانتفاضة مؤشرا على وعي رفيع يعيد الأمل في بروز نخبة قادرة على تغيير أوضاع البلد على كل المستويات، أما أن تأتي الإضرابات من أجل الدفاع عن تصنيف الشهادة في سلم التوظيف، فهذا يعني أن من نعتبرهم نخب المستقبل يكرسون جهودهم لتحقيق أهداف آنية تجعلهم خارج دائرة التأثير في المجتمع وقيادته نحو التغيير الإيجابي.
الجدل حول نظام الدراسة في الجامعة وتصنيف الشهادات يبدو عقيما وعلى الهامش، وأكثر من هذا هو يغطي على النقاش الحقيقي الذي يجب فتحه حول أي تعليم تقدمه الجامعات الجزائرية لطلابها، وقلة قليلة ستقدم الإجابة التي تسر.
الوضع غريب بالفعل، وما يزيده غرابة هو أن لا أحد يهتم بمضمون التكوين، فقد يكون الطلاب محقون في دفاعهم عن قيمة شهادة معينة لكن المشكلة الأساسية هنا هي أن قيمة الشهادة العملية ترتبط أولا بسمعة الجامعة التي تمنحها، وهي مرتبطة أيضا بنوعية التكوين الذي تلقاه حامل هذه الشهادة، وليس سرا أن الشهادات الجامعية الجزائرية في كل الاختصاصات لا قيمة لها خارج حدود البلاد، والطلاب أول من يعلم أن تكوينهم رديء للغاية، وأن الحصول على الشهادة يكاد يتحول إلى إجراء إداري شكلي يتم استكماله من خلال الانتساب إلى جامعة ما لفترة زمنية محددة.
لو انتفض الطلاب من أجل استعادة القيمة العلمية للشهادة بالمطالبة بتحسين مضمون التعليم، وبتوفير شروط الإبداع، وتشجيع البحث العلمي الجاد والمجدي لكانت هذه الانتفاضة مؤشرا على وعي رفيع يعيد الأمل في بروز نخبة قادرة على تغيير أوضاع البلد على كل المستويات، أما أن تأتي الإضرابات من أجل الدفاع عن تصنيف الشهادة في سلم التوظيف، فهذا يعني أن من نعتبرهم نخب المستقبل يكرسون جهودهم لتحقيق أهداف آنية تجعلهم خارج دائرة التأثير في المجتمع وقيادته نحو التغيير الإيجابي.
الجدل حول نظام الدراسة في الجامعة وتصنيف الشهادات يبدو عقيما وعلى الهامش، وأكثر من هذا هو يغطي على النقاش الحقيقي الذي يجب فتحه حول أي تعليم تقدمه الجامعات الجزائرية لطلابها، وقلة قليلة ستقدم الإجابة التي تسر.