المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في شهر الرحمة


اسامة السنفور
2008-09-01, 15:49
هبت من خلف أروقة الصحافة الدنماركية عاصفة الاستهتار بالقيم والأخلاق ومصادمة عقائد المسلمين .. ورغم بساطة أدوات الجريمة التي تشكلت من فكرة تافهة حقيرة وورق وحبر إلا أن فاجعة الإقدام على مثل هذه المصادمة أقض مضاجع المسلمين في أنحاء العالم ..رسوم كاريكاتورية ساخرة تحاول تشويه جناب النبي الكريم سيد ولد آدم عليه أفضل الصلاة والسلام ..محاولة لتفريغ شحنات اليأس والحقد والكراهية على آخر الأنبياء والمرسلين ..المسلمون الذين رفضوا تبرير هذه الجريمة ووضعها تحت ستار حرية التعبير عن الرأي ،تحركت مواقعهم على الانترنت وصفحات جرائدهم ومحطاتهم التليفزيونية ومظاهراتهم الشعوبية ومقاطعتهم الاقتصادية لتقف في صف واحد إزاء محاولة المساس بالجناب النبوي.

فلماذا وقف الغربيون هذا الموقف المتخاذل إزاء تعرض المسلمين لهذه الاهانة ؟وما الفرق بين الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما ادعى اليهود تعرضهم له مما سمي بالهولوكوست؟.إلى ماذا تشير هبة المسلمين العالمية؟.. هل مانشهده من تفاعل إسلامي ايجابي يعبر عن ثورة عاطفية ماتلبث أن تزول بزوال السبب؟

كيف يمكن الخروج من هذه الأزمة إلى فضاء الأعمال بعيدة المدى؟ هل يمكن أن تكون هذه الخطوات ميداناً لأعمال كبيرة ودائمة ومؤسسية لنشر صورة الإسلام الصحيح في العالم والترويج للمفاهيم الإسلامي الكبرى التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم؟ طباعة كتاب واستئجار ساعات بث للتعريف بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومقاطعة اقتصادية لبضائع الدول التي لاتحترم عقائدنا... هل يمكن استثمار كل هذه المشاريع و البناء عليها لتحقيق نهضة جديدة للأمة؟ ..الايجابية التي بعثتها هذه الجريمة في الأمة كيف نحافظ على وهجها ونضيف إليها روح الاستمرار والديمومة في عطاء المسلم تجاه دينه و نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته؟ر غمَ كل ما أسلفتُ إلا أنني أبشركم ببشارةٍ ربانيّةٍ كريمة .. ( إنَّ شانئك هو الأبتر ) . قال ابن كثير : أي إن مبغضك يامحمد ، ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين هو الأقل الأذل المنقطع [ 4/563 ] .. إنها شهادةُ حمايةٍ ربانيةٍ ، وانتقام من الله لكل من آذى نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد.

ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا :حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتحِ إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه .

وقد شاهدنا أثر هذه الحمايةِ الربانيةِ في السيرة النبوية ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا ترونَ كيف يَصْرِفُ الله عنِّي شَتْمَ قريشٍ ولعنَهم، يشتمون مُذَمَّمَاً، ويلعنون مُذَمَّمَاً، وأنا مُحَمَّدٌ!). فنَزَّه الله اسمَه ونَعْتَه عن الأذى، وصرف ذلك إلى من هو مُذَمَّم، وإن كان المؤذِي إنما قصد عينه". ومن شاهد الرسوم المقصودةَ أدرك أنها لا تمتُّ لنبيّنا صلى الله عليه وسلم بشيء لا شكلاً ولا سمتاً ولا هيئةً ولا رمزاً . فكان ذلك كشتم المشركين لمذمَّمٍ ، أذىً أصابَ غير المراد !!
أيها الأحبةُ ...

لستُ متوجّهاً هنا إلى التفصيل في بيانِ عظمةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلمَ ، وانتفاءِ تلك التهم الحقيرةِ عنه لأنني أخاطب مسلمين يعرفون قدر نبيّهم صلى الله عليه وسلم ويدركون جوانبَ عظمتِهِ وإنسانيّتِهِ .. ويفهمون جيداً مقدار ما أحدثه عليه الصلاة والسلام في حياة البشرية من تغييرٍ ..

ولكنني أتساءلُ .. إلى أي مدى أفلحنا في نقل هذه الصورةِ العظيمة لنبيّنا صلى الله عليه وسلم إلى العالم ؟
إنني – رغم كل ما أسلفتُ – أومنُ أن البشرَ لا يكونون شيئاً واحداً ، وأن هذا المزيج البشريّ المعقّد في الدانمارك وغيرها من دول العالم لا يمكنُ أن يكون كله مطبقاً على تعمد الإساءة ( يخرجُ الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ).. لا شكّ أن هناك عقولاً مضللة تحتاج فقط إلى من يبصّرُها ..

ومشكلتنا أننا لم نكن في كثير من الأحيانِ سفراءَ خير لديننا ونبيّنا .. حملنا صورةً مشوهةً عبر مسلكين متباينين مسلك الشهوانيين الذين لا يرى منهم الآخرُ إلا العربدةَ والفجور والكذب والغش والخداع .. ومسلك المغالين الذي لا يرى منهم الآخرُ إلا التفجير والتدمير والترويع أو على أقل تقدير العبوس المطلقَ والفظاظةَ !!

وبين هذين خسرنا قلوباً كان يمكنُ أن تكون مسلمةً .. أو على الأقل نصيرةً للإسلامِ .
فهل نجدد هنا النظر بشيء من التأمل لقوله تعالى : (( ولا تَسُبُّوا الَذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [ الأنعام : 108 ] ؟
أرجو ألا يسردَ لي أحدٌ قائمةً طويلةً بجرائم الآخر .. فنحن نعلمُها جميعاً لكننا نبحثُ هنا عما يجب أن نفعله نحن لا عما يجبُ أن يفعله غيرنا .

وما دمنا في سياق الواجب الذاتي فلنختم حديثنا بتركيز معانيه ؟
ما واجبك أيها المسلم ؟
أولا : التحرق والتألمُ لما أصاب نبيّك صلى الله عليه وسلم من عدوانٍ مقيتٍ .
ثانيا : الدعاءُ على الظالمين المعتدينَ .
ثالثا : الإسهامُ في تحريك القضيةِ بكتابةٍ في صحيفة أو موقعٍ ، أو بنشر رسالة جوالٍ ، أو بإلقاءِ كلمةٍ في جامعٍ أو مجلسٍ خاص أو عام ، أو على الأقل بتحديث أولادكَ بما فعله أولئك المجرمونَ .
رابعاً : استغلال الفرصةِ لتربيةِ الأبناء والتلاميذ بل والمجتمع على حب النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وتذكرِ كيفية حب الصحابة له وافتدائهم إياه بأرواحهم رضي الله عنه .
خامساً : المقاطعةُ .. ببساطةٍ شديدةٍ اترك كل شيء يسعك تركُهُ مما أنتج في ذينك البلدينِ .. حتى يعتذرا .. ولك سندٌ شرعيٌّ من فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثمّ سندٌ سياسيٌّ من فعل منظمة المؤتمر الإسلاميّ .. لن أسمي شيئاً من المنتجاتِ خشية الخطأ .. ولكن بلد المنشأ لكل منتجٍ معروفٌ .. احتسب ما وسعك والله يأجرك .
سادساً : الاجتهادُ في مراسلةِ الخارجية الدانماركية والنرويجية، والجهات المسؤولة في الاتحاد الأوروبي ، وكذا الصحافة الدانماركية والنرويجية . وستجدُ عبر الشبكة العنكبوتية طرقاً عديدةً لذلك .
وسامحوني على الإطالة .. لكن أقلُّ ما نفعلُهُ دفاعاً عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن نتكلم ونسمعَ .. وأملي ألا يكون هذا نهاية المطافِ

اسامة السنفور
2008-09-01, 15:50
لاتبخلوا علي بارائكم

ابومحمد
2008-09-09, 18:08
الاخ اسامة بارك الله فيك على الموضوع . فهي كلمة قلتها في الدنيا تكون عونا لك في الاخرة دفاعا عن رسول
الرحمة . تقبل الله صيامك وقيامك