masterdz31
2011-04-11, 13:36
قوله تعالى { الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم } . هذا يعني أن الأعراب هم دوما أشد كفرا ونفاقا من جنسيات أخرى ؟؟؟
الجواب :
{ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }التوبة-٩٧-٩
قال العلامة ابن عجيبة الحسني -رحمه الله-:
يقول الحق جل جلاله : { الأعراب } ، وهم سكان البادية ، قال ابن عزيز : يقال : رجل أعرابي ، إذا كان بدويا من سكان صحاري ألجزيرة ألعربية مثل صحراء نجد ألّتي تقع بليمن و ألسّعودية أو صحراء الأحقاف أ لّتي تقع جنوب شرق الجزيرة العربية و كل ألقبائل ألّتي هاجرة منهي في سائر ألأرض من إفريقيا و شمالها و آسيا أو ألشرق ألأوسط
ولا يجب ألخلط بين عربي وأعرابي بدوي فلأعرابي هو من يسكن ألصّحاري و يعيش في ألبداوة و تحت ألخيم و هم رحّالة أمي ألعرب هم من سكنو ألمدينة مثل مكه أو ألمدينة
و أصول آل سعود أعراب بدو في سبيل ألمثال و شمال أليمن أيضاً و ليس كل أليمن أعراب فلليمن تاريخ عريق حيث كانت موطنا لبعض من أقدم الحضارات في العالم منها خرجت أهم الحضارات من أهم هذه الحضارات حضارة سبأ، مملكة معين، حضارة حضرموت، مملكة حمير، مملكة أوسان، و بطبع هؤلاء ليسو أعراب لأن ألأعراب يتمركزون في ألصّحاري خاصّتاً صحراء نَجْدْ
و هم علي إختلاف كبيرمع سكان ألمدن مثل مكة أو ألمدينة فالرّسول صلّي ألله عليه وسلم هو ليس بأعرابي بطبع فهو من مكة ألمكرّمة و هو من ألمدينة فليس بِبَدوي
أهل البوادي من المنافقين هم { أشد كفرا ونفاقا } من أهل الحاضرة ، وذلك لتوحشهم وقساوتهم ، وعدم مخالطتهم لأهل العلم وقلة استماعهم للكتاب ، { وأجدر } أي : أحق { ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } من الشرائع وفرائضها وسننها ، لبعدهم عن مجالس العلم ، { والله عليم حكيم } ؛ يعلم كل واحد من أهل الوبر والمدر ، حكيم فيما يدبر من إسكان البادية ، أو الحاضرة ، ويختار لكم واحد بحكمته البالغة ما يليق به ، وسيأتي بقية الكلام على سكنى الحاضرة أو البادية في الإشارة ، إن شاء الله
{ ومن الأعراب من يتخذ } أي : يعد { ما ينفق } من الزكاة وغيرها في سبيل الله ، { مغرما } أي : غرامة وخسرانا؛ إذ لا يحتسبه عند الله ، ولا يرجوا عليه ثوابا ، وإنما ينفقه لرياء أو تقية ، فيثقل عليه ثقل المغرم الذي ليس بحق ، { ويتربص بكم الدوائر } أي : دوائر الزمان ونوبه ، أو ينتظر بكم مصائب الزمان ، لينقلب الأمر عليكم؛ فيتخلص من الإنفاق الذي كلف به
قال تعالى : { عليهم دائرة السوء } ، وهو دعاء عليهم بنحو ما يتربصونه أي : عليهم يدور من الدهر ما يسوؤهم أو جعل الله دائرة السوء نازلة بهم .
قال ابن عطية : كل ما كان بلفظ دعاء من جهة الله عز وجل فإنما هو بمعنى إيجاب الشيء؛ لأن الله تعالى لا يدعو على مخلوقاته وهي في قبضته ، ومن هذا قوله : { ويل لكل همزة لمزة } [ الهمزة : 1 ]، { ويل للمطففين } [ المطففين : 1 ] ، وهي كلها أحكام تامة تضمنها خبره تعالى، أو إخبار عن وقوع ما يتربصونه عليهم .
قال البيضاوي : الدوائر في الأصل : مصدر أضيف إليه السوء؛ للمبالغة ، كقولك : رجل صدق . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : « السوء » هنا ، وفي الفتح بضم السين { والله سميع } لما يقولونه عند الإنفاق { عليم } بما يضمرونه من الرياء وغيره .
ثم ذكر ضدهم ، فقال : { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق } أي : يعد ما ينفقه من الزكاة وغيرها { قربات عند الله } ؛ تقربهم إليه زلفى؛ لإخلاصهم فيها . { وصلوات الرسول } أي : ويتخذ ما ينفق سبب صلوات الرسول؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يدعو للمتصدقين ، ويقول : اللهم صل على فلان ، ويستغفر لهم .
ولذلك سن للمصدق عليه أن يدعو للمتصدق عند أخذ صدقته ، ولكن ليس له أن يصلي عليه ، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك منصبه ، فله أن يتفضل به على غيره .
{ ألا إنها } أي : نفقاتهم ، { قربة لهم } تقربهم إلى حضرة ربهم ، وهذا شهادة من الله لصحة معتقدهم وكمال إخلاصهم ، { سيدخلهم الله في رحمته } ، وعد من الله لهم بإحاطة الرحمة بهم ، أو سيدخلهم في جنته التي هي محل رحمته وكرامته ، والسين لتحقيق وقوعه .
{ إن الله غفور رحيم } ؛ يغفر ما فرط من الخلل ، ويتفضل برحمته على ما نقص عن درجات الكمال .
قيل : إن الآية الأولى نزلت في أسد وغطفان وبني تميم؛ فهم الذين يتخذون ما ينفقون مغرما .
والثانية نزلت في عبد الله ذي البجادين وقومه؛ فهم الذين يتخذون ما ينفقون قربات عند الله وصلوات الرسول . والله تعالى أعلم .
الإشارة : قد ورد الترغيب في سكنى المدن؛ لأنها محل العلم وسماع الوعظ ، وفيها من يستعان بهم على الدين ، وورد الترغيب أيضا في سكنى الجبال والفرار بالدين من الفتن ، وخصوصا في آخر الزمان .
وأيضا :ألبدو ألأعراب هم مفتقرون إلى من يسوسهم بالعلم أكثر من غيرهم ، فمن تصدى لتعليمهم وتذكيرهم لا يعلم قدره إلا الله . قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : أرحم الناس بالناس من يرحم من لا يرحم نفسه .
أي : من يرحم الجاهل الذي لا يرحم نفسه؛ بأن يعلمه ما ينفع به نفسه ويرحمها . وقال الغزالي في الإحياء : يجب على العلماء أن يبعثوا من يعلم الناسألأعراب البوادي؛ فإن أخلوا بذلك الأمر عاقبهم الله ، فمن تعرض لتعليمهم قام بهذا الواجب .
والله تعالى أعلم .
الجواب :
{ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }التوبة-٩٧-٩
قال العلامة ابن عجيبة الحسني -رحمه الله-:
يقول الحق جل جلاله : { الأعراب } ، وهم سكان البادية ، قال ابن عزيز : يقال : رجل أعرابي ، إذا كان بدويا من سكان صحاري ألجزيرة ألعربية مثل صحراء نجد ألّتي تقع بليمن و ألسّعودية أو صحراء الأحقاف أ لّتي تقع جنوب شرق الجزيرة العربية و كل ألقبائل ألّتي هاجرة منهي في سائر ألأرض من إفريقيا و شمالها و آسيا أو ألشرق ألأوسط
ولا يجب ألخلط بين عربي وأعرابي بدوي فلأعرابي هو من يسكن ألصّحاري و يعيش في ألبداوة و تحت ألخيم و هم رحّالة أمي ألعرب هم من سكنو ألمدينة مثل مكه أو ألمدينة
و أصول آل سعود أعراب بدو في سبيل ألمثال و شمال أليمن أيضاً و ليس كل أليمن أعراب فلليمن تاريخ عريق حيث كانت موطنا لبعض من أقدم الحضارات في العالم منها خرجت أهم الحضارات من أهم هذه الحضارات حضارة سبأ، مملكة معين، حضارة حضرموت، مملكة حمير، مملكة أوسان، و بطبع هؤلاء ليسو أعراب لأن ألأعراب يتمركزون في ألصّحاري خاصّتاً صحراء نَجْدْ
و هم علي إختلاف كبيرمع سكان ألمدن مثل مكة أو ألمدينة فالرّسول صلّي ألله عليه وسلم هو ليس بأعرابي بطبع فهو من مكة ألمكرّمة و هو من ألمدينة فليس بِبَدوي
أهل البوادي من المنافقين هم { أشد كفرا ونفاقا } من أهل الحاضرة ، وذلك لتوحشهم وقساوتهم ، وعدم مخالطتهم لأهل العلم وقلة استماعهم للكتاب ، { وأجدر } أي : أحق { ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } من الشرائع وفرائضها وسننها ، لبعدهم عن مجالس العلم ، { والله عليم حكيم } ؛ يعلم كل واحد من أهل الوبر والمدر ، حكيم فيما يدبر من إسكان البادية ، أو الحاضرة ، ويختار لكم واحد بحكمته البالغة ما يليق به ، وسيأتي بقية الكلام على سكنى الحاضرة أو البادية في الإشارة ، إن شاء الله
{ ومن الأعراب من يتخذ } أي : يعد { ما ينفق } من الزكاة وغيرها في سبيل الله ، { مغرما } أي : غرامة وخسرانا؛ إذ لا يحتسبه عند الله ، ولا يرجوا عليه ثوابا ، وإنما ينفقه لرياء أو تقية ، فيثقل عليه ثقل المغرم الذي ليس بحق ، { ويتربص بكم الدوائر } أي : دوائر الزمان ونوبه ، أو ينتظر بكم مصائب الزمان ، لينقلب الأمر عليكم؛ فيتخلص من الإنفاق الذي كلف به
قال تعالى : { عليهم دائرة السوء } ، وهو دعاء عليهم بنحو ما يتربصونه أي : عليهم يدور من الدهر ما يسوؤهم أو جعل الله دائرة السوء نازلة بهم .
قال ابن عطية : كل ما كان بلفظ دعاء من جهة الله عز وجل فإنما هو بمعنى إيجاب الشيء؛ لأن الله تعالى لا يدعو على مخلوقاته وهي في قبضته ، ومن هذا قوله : { ويل لكل همزة لمزة } [ الهمزة : 1 ]، { ويل للمطففين } [ المطففين : 1 ] ، وهي كلها أحكام تامة تضمنها خبره تعالى، أو إخبار عن وقوع ما يتربصونه عليهم .
قال البيضاوي : الدوائر في الأصل : مصدر أضيف إليه السوء؛ للمبالغة ، كقولك : رجل صدق . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : « السوء » هنا ، وفي الفتح بضم السين { والله سميع } لما يقولونه عند الإنفاق { عليم } بما يضمرونه من الرياء وغيره .
ثم ذكر ضدهم ، فقال : { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق } أي : يعد ما ينفقه من الزكاة وغيرها { قربات عند الله } ؛ تقربهم إليه زلفى؛ لإخلاصهم فيها . { وصلوات الرسول } أي : ويتخذ ما ينفق سبب صلوات الرسول؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يدعو للمتصدقين ، ويقول : اللهم صل على فلان ، ويستغفر لهم .
ولذلك سن للمصدق عليه أن يدعو للمتصدق عند أخذ صدقته ، ولكن ليس له أن يصلي عليه ، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك منصبه ، فله أن يتفضل به على غيره .
{ ألا إنها } أي : نفقاتهم ، { قربة لهم } تقربهم إلى حضرة ربهم ، وهذا شهادة من الله لصحة معتقدهم وكمال إخلاصهم ، { سيدخلهم الله في رحمته } ، وعد من الله لهم بإحاطة الرحمة بهم ، أو سيدخلهم في جنته التي هي محل رحمته وكرامته ، والسين لتحقيق وقوعه .
{ إن الله غفور رحيم } ؛ يغفر ما فرط من الخلل ، ويتفضل برحمته على ما نقص عن درجات الكمال .
قيل : إن الآية الأولى نزلت في أسد وغطفان وبني تميم؛ فهم الذين يتخذون ما ينفقون مغرما .
والثانية نزلت في عبد الله ذي البجادين وقومه؛ فهم الذين يتخذون ما ينفقون قربات عند الله وصلوات الرسول . والله تعالى أعلم .
الإشارة : قد ورد الترغيب في سكنى المدن؛ لأنها محل العلم وسماع الوعظ ، وفيها من يستعان بهم على الدين ، وورد الترغيب أيضا في سكنى الجبال والفرار بالدين من الفتن ، وخصوصا في آخر الزمان .
وأيضا :ألبدو ألأعراب هم مفتقرون إلى من يسوسهم بالعلم أكثر من غيرهم ، فمن تصدى لتعليمهم وتذكيرهم لا يعلم قدره إلا الله . قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : أرحم الناس بالناس من يرحم من لا يرحم نفسه .
أي : من يرحم الجاهل الذي لا يرحم نفسه؛ بأن يعلمه ما ينفع به نفسه ويرحمها . وقال الغزالي في الإحياء : يجب على العلماء أن يبعثوا من يعلم الناسألأعراب البوادي؛ فإن أخلوا بذلك الأمر عاقبهم الله ، فمن تعرض لتعليمهم قام بهذا الواجب .
والله تعالى أعلم .