EXPERT26
2008-08-30, 21:00
بعد أن استعرضنا الخطوة الاولى وهي تهيئة ظروف العمل، ننتقل الآن إلى معالجة بعض المشاكل التي يعاني منها الكثير من الطلبة، وهي عبارة عن بعض النصائح والتطبيقات المدروسة والمجربة والتي نأمل أن يتم تطبيقها، ... فرغم بساطة وسهولة هذه التطبيقات والتمارين إلا أنها ذات فعالية أكيدة، وستتأكد من ذلك بنفسك.
أ_التعب و الإرهاق النفسي: كثير منا يحس بأنه مرهق نفسيا وأنه يحس بآلام في رأسه ولا يستطيع أن يبدأ الدراسة أو أن يراجع وهذا بمجرد أن يحمل كتابا أو محاضرات خصوصا إذا كان حجم الدروس لهذا المقياس كبيرا، أو ربما قد يتذكر ماضيه في ما يخص هذا المقياس والذي قد تحصل فيه على نقاط سيئة، أو أن المقياس لا يستهويه أصلا، إن هذا الأمر جد عادي في الإنسان، فالنفس البشرية بطبيعتها تميل جدا إلى الفتور والكسل ولا مبالاة والجمود النفسي: وهنا أنصحكم بما يلي:
* حافظ على صلاتك في وقتها، فهي تمنحك فوائد لا تعد ولا تحصر لاسيما صلاة الفجر، أول فائدة نستخلصها من الوضوء، فالوضوء كما هو معلوم(خصوصا ونحن في أوقات الحر) منشط جيد للجسم وللدورة الدموية من خلال برودة المياه من جهة، ومن ناحية أخرى من خلال تدليك الأعضاء خصوصا العلوية التي ترتبط بالدورة الدموية الصغرى، وذهابك للمسجد للصلاة المكتوبة هو أيضا مفيد للجسم خصوصا وقت الفجر فقد أثبت العلماء أن هناك نوع من أنواع الغازات تنبعث أوقات الفجر فقط واستنشاقها مفيد للجسم من حيث النشاط الذهني ، كما لا تنسى دور الصلاة في تنمية التركيز لديك والسكينة والراحة والهدوء النفسي. كما جاء به نبي الرحمة محمد صلى الله عليه سلم:"أرحنا بها يا بلال".
* النوم: نحن نعلم أن 8 ساعات من النوم يوميا هي مدة كافية لنا، ولكن لماذا نعاني في كثير من الأحيان الكسل والشعور بالحاجة للنوم حتى في الأوقات التي يفترض فيها النشاط؟ مع العلم أن الكثير منا ينام ربما أكثر من 12 ساعة يوميا ومع هذا تجده خاملا طوال اليوم، وهذا يعود في أغلب الأحوال لاضطراب مواعيد النوم، فلتعلم أخي ويا أختي أنه من أجل أن تستفيد أكثر من فترة نومك يجب عليك أن تنام في الوقت المخصص للنوم، وبما أننا مقبلون على شهر رمضان الكريم فالوقت المفضل للنوم هو ما بين الساعة 11 ليلا إلى 12 ليلا كأقصى تقدير إلى غاية صلاة الفجر، وبعد صلاة الفجر يمكن أن تنام لمدة ساعتين أو ثلاث على أقصى تقدير خاصة إذا لم تنم باكرا في الليل، والوقت الثاني الذي ينصح به هو وقت القيلولة وهو وقت مهم جدا ومدتها لا تتجاوز الساعة والنصف على الأكثر وتكون بعد صلاة الظهر مباشرة. فهي تساعد على إعادة شحن القدرات على التفكير والتركيز، وتزيد من مستوى الإنتاجية والحماسة للعمل، واحرص على أن لا تنام بعد العصر حتى لا تعاني الأرق فالليل وصعوبة واضطراب النوم. كما يجب الامتناع عن شرب استهلاك المواد المنبهة (القهوة، الشاي ،مشروب ليمون،...) قبل أوقات النوم مباشرة ولا بأس بشربها أثناء السهرة مثلا أو عند السحور في حال أردت المراجعة بعد صلاة الفجر حتى تساعدك على النشاط.
* نظم مشاغلك اليومية وساعات الاستراحة، حتى تتوجه أنت وذاتك كلاهما إلى عمل واحد، في وقت واحد، فتهب نفسك جسدا وروحا. كما أنصحك بالتقليل قدر الإمكان من مدة تواجدك على جهاز الإعلام الآلي وعلى النت على الأقل نصف المدة خاصة إذا كنت "مدمنا عليها" لأنه يسبب لك الإرهاق أيضا، ويجعلك تسهو وتتثاقل عن مراجعتك. وإلا فاختر الأوقات الملائمة لذلك ولتكن بعد انتهائك من فترة المراجعة اليومية.
* تمارين الاسترخاء نفسي: وهي إحدى التقنيات التي تساعدك على الراحة النفسية وإفراغ الدماغ من كل مشاغله وتوجيهه نحو أمر من الأمور كالمراجعة مثلا أو التفكير العميق في مشكل ما، ولا أريد أن أطيل عليكم بل سأشرحها لكم في بضع خطوات:
1- اختروضعاً مريحاً كالجلوس على أريكة أو الاستلقاء على السرير لمدة 10دقائق على الأقل بعيداً عن أي إلتهاء خارجي.
2-أغمض عينيك وركز على إرخاء كامل جسدك منالأقدام إلى الرأس.
3- ابتدأ باسترخاء قدميك وأصابعهما وردد لنفسك كلمة "استرخ"مراراً حتى تشعر بوخزة دفء في كل عضلة من عضلات جسمك ابتداءً من القدمين وتابعالاسترخاء مهما حصل لأن مع مرور الزمن ستزيد طاقتك على ذلك.
4-عندما تشعرباسترخاء كامل لقدميك حافظ على تركيزك الفكري على إرخاء باقي أجزاء الجسم والشعور بزوال أي توتر عصبي يرتابك.
5- تابع مسيرتك وركز على عضلات الأرجل والكاحلينوعضلة الساق والركب والبطن والصدر والظهر.
6- أشعر باللذة عندما يزول التوتر والانكماش من كل أجزاء جسدك.
7-عندما تصل إلى الصدر حاول التنفس ببطء وعمقواستنشاق الهواء وزفره بسرعة مسترخية ومنتظمة حتى تشعر بالاسترخاء التام.
8- بعد حصولك على حالة استرخاء كاملة وعميقة حوّل أفكارك بعيداً عنالروتين المألوف وابعد عنك كل الهواجس والاضطرابات الفكرية
9-حاول إعادة تلك الوسيلة الفعالة والسهلة وستحصلعلى نتائج ممتعة ومرضية خصوصاً إذا ما استعملتها مرة ومرتين في اليوم وتذكر انهكلما ثابرت عليها كلما أصبحت سهلة بحيث انك ستتمكن بعد بضعة أسابيع بالاسترخاءالتام بسرعة وفي أصعب الظروف.
ب_ التركيز: وهي مشكلة يعانيها أغلب الطلبة، يمكن أن تكون نتيجة للتعب والإجهاد النفسي كما يمكن أن يكون سببها صعوبة أو عدم استساغة –كما ذكرنا سبقا- للمقياس، المختصون هنا يقولون أن التركيز هو مجرد "عضلة" بإمكانك تدريبها كبقية العضلات الأخرى وما عليك إلا تطبيق جملة من التمارين يوميا حتى تتقوى لديك هذه "العضلة"
وأنا هنا سأعطيك تمرينين بسيطين في التطبيق ولكنها فعالين بإذن الله إن داومت على تطبيقهما باستمرار ولكن قبل هذا حاول أولا تطبيق تمرين الاسترخاء السابق لأنه يساعدك أيضا على التركيز:
التطبيق الأول: اجلس جلسة مريحة على كرسي أو أريكة أو أن تكون مستلقيا فوق السرير على ظهرك، أغلق عينيك، لمدة 5 دقائق على الأقل، حاول التفكير بالرقم (1)، وتخيل شكله أمامك وحاول التركيز على شكله وحاول ألا تستسلم لأي أفكار أخرى بل ركز جيدا على الرقم (1) أمامك مرسوما، إلى أطول وقت ممكن، في حال سيطرت عليك أفكار أخرى وسهوت عن الرقم واحد إذهب مباشرة إلى الرقم (2)، وركز عليه إلى أن تسيطر عليك أفكار أخرى وتسهو عن الرقم اثنين (2)، فانتقل إلى الرقم (3)، وهكذا إلى أن تصل إلى الرقم 10، ومن الأحسن أن تكون لديك ساعة أو جهاز نقال يحتوي على (الكرونو) لتقوم بحساب الوقت قم بالتمرين كل يوم وسترى النتيجة الإيجابية إن شاء الله.
التطبيق الثاني: في حال بدأت المراجعة وذهب تركيزك قم بما يلي: إجلس جلسة معتدلة على كرسيك، ارفع يدك اليمنى في مستوى وجهك وكأنك ترسم على سبورة وابدأ برسم علامة لا نهاية ∞ متوسطة الحجم وركز على الرسم الذي يرسمه أصبعك بعينيك فقط لا برأسك لمدة 30 ثانية، بعد ذلك كرر العملية بيدك اليسرى، ثم دع يديك معا يتشابكان وكرر العملية مع إلصاق السبابة اليسرى مع اليمنى ، كل عملية تستغرق 30 ثانية. هذا تمرين فعال في حال ذهب تركيزك وأنت في بداية أو وسط المراجعة.
كما يمكنك أيضا أن تتوقف عن المراجعة لمدة بسيطة كخمس دقائق مثلا إذا أحسست بإجهاد أو إرهاق ذهني وتعود بعد ذلك للمراجعة ثانية وهكذا.
ج_ ضعف الذاكرة والنسيان: عادة ما تترافق مشكلة ضعف الذاكرة والنسيان مع ضعف التركيز، فإن تحسن تركيزك تحسنت ذاكرتك وقل نسيانك، إلا أننا نعاني هنا من مشكلة هي صعوبة الحفظ خاصة للمقاييس التي تحتوي على كم هائل من الدروس، ولو اتبعنا الطريقة التقليدية للحفظ لما أكملنا مقياسا واحدا من هذه المقاييس، وعليه فقد ارتأيت أن أعطيكم طريقة جد فعالة أنقذتني تماما من الطريقة التقليدية المملة للحفظ والتي لا أذكر أني استعملتها منذ كنت أدرس في الطور الابتدائي، سأذكرها هنا على أن أعود لبعض تفاصيلها لاحقا:
_بالنسبة للمقاييس التي تعتمد على الجانب النظري: أولا حدد البرنامج المطلوب والذي يحتوي على الدروس المقررة واكتب عناوين هذه الدروس، ثانيا: اربط بين هذه الدروس حسب التسلسل وعلاقتها مع بعض، ثالثا: ابدأ بقراءة الدروس على تضع على الأقل مرجعين أمامك لنفس الدرس كمحاضراتك الجامعية ومرجع آخر ككتاب لأحد الأساتذة المعروفين، القراءة الأولية هنا تكون سريعة بغرض معرفة أهم النقاط والمحاور التي يتحدث عليها الدرس دون التعمق فيه ثم أكتب على الورقة أهم العناوين الفرعية للدرس، رابعا: حاول فهم كل ما يحتويه عنوان فرعي بالمقارنة بالمراجع المتوفرة لديك لنفس الدرس ثم حاول كتابة ما فهمته بتعبيرك الخاص الذي تفهمه أنت وباختصار لا أن تعيد كتابة النص نفسه وهذا بدمج بين ما تتضمنه كل المراجع المتوفرة لديك لنفس الدرس ولنفس العنوان الفرعي وهنا حاول دمج العناوين الفرعية المتشابهة في الأفكار في عنوان رئيسي تحت درس واحد. ثم تكتب هذه الدروس التي لخصتها اعتمادا على فهمك الشخصي في كراس أو مجموعة أوراق تكون منظمة وملخصة وأقل حجما سهلة الفهم والحفظ وأفضل بكثير من حجم تلك المحاضرات المتناثرة هنا وهناك والكتب والمراجع الأخرى.... فهذا الكراس الجديد أو هاته الأوراق هي بمثابة محاضراتك الشخصية لهذا المقياس ومن اليوم فصاعدا أنت هو أستاذ نفسك، كما لا تنسى كذلك نقطة مهمة وهي أنه بإمكانك أن تضع تساؤلات قد تطرحها أنت على نفسك وتجيب عليها أيضا بنفسك بالاستعانة بما لديك من مراجع فهذه التساؤلات لا تجدها في الدروس أو المحاضرات أو الكتب بل أنت مطالب بالبحث عليها مثل: ما العلاقة بين ....وبين ..؟ ما الفرق بين ...وبين...؟ ما أهمية أو أهداف دراسة...؟ ...الخ. وغالبا ما يتم طرح الأسئلة على هذا النمط: ما العلاقة؟.. ما الفرق؟..الخ
هذه ببساطة طريقتي الشخصية والتي أسميتها طريقة الحفظ عن طريق الفهم.
كما سأتعرض لاحقا إلى طريقة أخرى وهي طريقة الخريطة الذهنية وهي نقلة نوعية في عالم التفكير وتستعمل هي الأخرى في العديد من المجالات من بينها ترسيخ المعلومات في الذاكرة، التخطيط،....الخ
_ أما بالنسبة للمقاييس التي يغلب عليها الجانب التطبيقي: فالأحسن أن نفصل أولا بين الجانبيين التطبيقي والنظري: بالنسبة للجانب النظري فقد تعرضنا إليه آنفا، يبقى لدينا الجانب التطبيقي والذي هو عبارة عن مجموعة قواعد وقوانين أو ربما قيود محاسبية أو جداول أو منحنيات أو معادلات أو دوال رياضية فهناك أيضا طريقة سهلة للحفظ وهي من ثلاث خطوات:
*الخطوة الأولى: أسلوب التجريد: من منكم يتذكر كيف تعلم الحساب في المدرسة؟ ليس هناك من تعلم الحساب مباشرة بل كانت تطرح علينا مسائل حسية وملموسة كأن يقال لنا اشترى عمر أربعة تفاحات فأكل اثنتين فكم يبقى يا ترى؟ فالولد في أول وهلة لا يفهم الأرقام مجردة حتى يجسدها في واقعه، ولكن مع تطور مستواه العلمي بدأ يعرف عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة لقيم ثابتة معلومة بدون أن يلجأ للواقع الحسي، ثم بدأ بدراسة المجاهيل وحلها عن طريق المعادلات، ثم البرهنة على صحة هذه المعادلات دون اللجوء إلى حلها، وهكذا، إلى أن وصل ولدنا هذا إلى مرحلة التجريد الكامل وهي تعتمد على مجموعة من النظريات والقوانين البحتة ، ولكنه بولوجه عالم الجامعة أصبح عليه لزاما أن يستعمل تلك العلاقات والنظريات والقوانين البحتة المجردة في واقعه الحسي مجددا كما هو في مجالانا هذا حيث تستعمل المعادلات والمصفوفات في حل المشاكل الاقتصادية وتفسيرها ....الخ.
إذن فأول خطوة نقوم بها هي التجريد: أي فصل هذه العلاقات والقوانين الرياضية كليا عن الجانب النظري ووضعها بالترتيب في جداول، بحيث يضم كل جدول العلاقات المترابطة ببعضها البعض، فإذا تكلمنا عن التحليل المالي مثلا فيمكننا أن نجزئه إلى جزئين الجزء الأول هو تحويل الميزانية المحاسبية إلى ميزانية مالية والجزء الثاني هو النسب، فإذا قمنا بدراسة للنسب فنجد أنها تمثل خمسة أنواع من النسب فنسجل كل نوع في جدول حتى يسهل علينا التفريق بين هذه النسب ومعرفة العلاقة بين النسب المترابطة من جهة أخرى.
*الخطوة الثانية: حفظ وترسيخ هذه العلاقات في الذهن:
أولا: محاولة فهم مختلف العلاقات والروابط التي تكون بينهم حتى تستطيع توظيف أي منها في أي جزء من التمرين، فليس بالضرورة أن يكون المطلوب من التمرين علاقة جاهزة، تضعها مباشرة ولكن يمكن أن توظف أي من العلاقات أو مجموعة من العلاقات مجتمعة لإيجاد العلاقة المطلوبة،
ثانيا: حفظ هذه العلاقات وهذا بطريقتين: الأولى أن تحاول كتابتها مرة ثانية بدون أن تراها حتى تحفظها، والثانية أن توظف هذه العلاقات مباشرة في التمارين المحلولة.
ثالثا: توظيف العلاقات في تمارين بدون أن ترى هذه العلاقات وبدون أن ترى حلول هذه التمارين ثم مقارنتها بالحلول وبهذا تتأكد من مدى ترسخ هذه العلاقات في ذهنك.
* الخطوة الثالثة: محاولة ربطها بالجانب النظري من جديد وتفسيرها وإعطاء الآراء حولها.
................يتبع
ملاحظة: لقد ارتأيت أن لا أقدم الموضوع كاملا دفعة واحدة تفاديا للملل الذي قد يحدث للقارئ. وحتى يتم فهم كل جزء على حدى
أ_التعب و الإرهاق النفسي: كثير منا يحس بأنه مرهق نفسيا وأنه يحس بآلام في رأسه ولا يستطيع أن يبدأ الدراسة أو أن يراجع وهذا بمجرد أن يحمل كتابا أو محاضرات خصوصا إذا كان حجم الدروس لهذا المقياس كبيرا، أو ربما قد يتذكر ماضيه في ما يخص هذا المقياس والذي قد تحصل فيه على نقاط سيئة، أو أن المقياس لا يستهويه أصلا، إن هذا الأمر جد عادي في الإنسان، فالنفس البشرية بطبيعتها تميل جدا إلى الفتور والكسل ولا مبالاة والجمود النفسي: وهنا أنصحكم بما يلي:
* حافظ على صلاتك في وقتها، فهي تمنحك فوائد لا تعد ولا تحصر لاسيما صلاة الفجر، أول فائدة نستخلصها من الوضوء، فالوضوء كما هو معلوم(خصوصا ونحن في أوقات الحر) منشط جيد للجسم وللدورة الدموية من خلال برودة المياه من جهة، ومن ناحية أخرى من خلال تدليك الأعضاء خصوصا العلوية التي ترتبط بالدورة الدموية الصغرى، وذهابك للمسجد للصلاة المكتوبة هو أيضا مفيد للجسم خصوصا وقت الفجر فقد أثبت العلماء أن هناك نوع من أنواع الغازات تنبعث أوقات الفجر فقط واستنشاقها مفيد للجسم من حيث النشاط الذهني ، كما لا تنسى دور الصلاة في تنمية التركيز لديك والسكينة والراحة والهدوء النفسي. كما جاء به نبي الرحمة محمد صلى الله عليه سلم:"أرحنا بها يا بلال".
* النوم: نحن نعلم أن 8 ساعات من النوم يوميا هي مدة كافية لنا، ولكن لماذا نعاني في كثير من الأحيان الكسل والشعور بالحاجة للنوم حتى في الأوقات التي يفترض فيها النشاط؟ مع العلم أن الكثير منا ينام ربما أكثر من 12 ساعة يوميا ومع هذا تجده خاملا طوال اليوم، وهذا يعود في أغلب الأحوال لاضطراب مواعيد النوم، فلتعلم أخي ويا أختي أنه من أجل أن تستفيد أكثر من فترة نومك يجب عليك أن تنام في الوقت المخصص للنوم، وبما أننا مقبلون على شهر رمضان الكريم فالوقت المفضل للنوم هو ما بين الساعة 11 ليلا إلى 12 ليلا كأقصى تقدير إلى غاية صلاة الفجر، وبعد صلاة الفجر يمكن أن تنام لمدة ساعتين أو ثلاث على أقصى تقدير خاصة إذا لم تنم باكرا في الليل، والوقت الثاني الذي ينصح به هو وقت القيلولة وهو وقت مهم جدا ومدتها لا تتجاوز الساعة والنصف على الأكثر وتكون بعد صلاة الظهر مباشرة. فهي تساعد على إعادة شحن القدرات على التفكير والتركيز، وتزيد من مستوى الإنتاجية والحماسة للعمل، واحرص على أن لا تنام بعد العصر حتى لا تعاني الأرق فالليل وصعوبة واضطراب النوم. كما يجب الامتناع عن شرب استهلاك المواد المنبهة (القهوة، الشاي ،مشروب ليمون،...) قبل أوقات النوم مباشرة ولا بأس بشربها أثناء السهرة مثلا أو عند السحور في حال أردت المراجعة بعد صلاة الفجر حتى تساعدك على النشاط.
* نظم مشاغلك اليومية وساعات الاستراحة، حتى تتوجه أنت وذاتك كلاهما إلى عمل واحد، في وقت واحد، فتهب نفسك جسدا وروحا. كما أنصحك بالتقليل قدر الإمكان من مدة تواجدك على جهاز الإعلام الآلي وعلى النت على الأقل نصف المدة خاصة إذا كنت "مدمنا عليها" لأنه يسبب لك الإرهاق أيضا، ويجعلك تسهو وتتثاقل عن مراجعتك. وإلا فاختر الأوقات الملائمة لذلك ولتكن بعد انتهائك من فترة المراجعة اليومية.
* تمارين الاسترخاء نفسي: وهي إحدى التقنيات التي تساعدك على الراحة النفسية وإفراغ الدماغ من كل مشاغله وتوجيهه نحو أمر من الأمور كالمراجعة مثلا أو التفكير العميق في مشكل ما، ولا أريد أن أطيل عليكم بل سأشرحها لكم في بضع خطوات:
1- اختروضعاً مريحاً كالجلوس على أريكة أو الاستلقاء على السرير لمدة 10دقائق على الأقل بعيداً عن أي إلتهاء خارجي.
2-أغمض عينيك وركز على إرخاء كامل جسدك منالأقدام إلى الرأس.
3- ابتدأ باسترخاء قدميك وأصابعهما وردد لنفسك كلمة "استرخ"مراراً حتى تشعر بوخزة دفء في كل عضلة من عضلات جسمك ابتداءً من القدمين وتابعالاسترخاء مهما حصل لأن مع مرور الزمن ستزيد طاقتك على ذلك.
4-عندما تشعرباسترخاء كامل لقدميك حافظ على تركيزك الفكري على إرخاء باقي أجزاء الجسم والشعور بزوال أي توتر عصبي يرتابك.
5- تابع مسيرتك وركز على عضلات الأرجل والكاحلينوعضلة الساق والركب والبطن والصدر والظهر.
6- أشعر باللذة عندما يزول التوتر والانكماش من كل أجزاء جسدك.
7-عندما تصل إلى الصدر حاول التنفس ببطء وعمقواستنشاق الهواء وزفره بسرعة مسترخية ومنتظمة حتى تشعر بالاسترخاء التام.
8- بعد حصولك على حالة استرخاء كاملة وعميقة حوّل أفكارك بعيداً عنالروتين المألوف وابعد عنك كل الهواجس والاضطرابات الفكرية
9-حاول إعادة تلك الوسيلة الفعالة والسهلة وستحصلعلى نتائج ممتعة ومرضية خصوصاً إذا ما استعملتها مرة ومرتين في اليوم وتذكر انهكلما ثابرت عليها كلما أصبحت سهلة بحيث انك ستتمكن بعد بضعة أسابيع بالاسترخاءالتام بسرعة وفي أصعب الظروف.
ب_ التركيز: وهي مشكلة يعانيها أغلب الطلبة، يمكن أن تكون نتيجة للتعب والإجهاد النفسي كما يمكن أن يكون سببها صعوبة أو عدم استساغة –كما ذكرنا سبقا- للمقياس، المختصون هنا يقولون أن التركيز هو مجرد "عضلة" بإمكانك تدريبها كبقية العضلات الأخرى وما عليك إلا تطبيق جملة من التمارين يوميا حتى تتقوى لديك هذه "العضلة"
وأنا هنا سأعطيك تمرينين بسيطين في التطبيق ولكنها فعالين بإذن الله إن داومت على تطبيقهما باستمرار ولكن قبل هذا حاول أولا تطبيق تمرين الاسترخاء السابق لأنه يساعدك أيضا على التركيز:
التطبيق الأول: اجلس جلسة مريحة على كرسي أو أريكة أو أن تكون مستلقيا فوق السرير على ظهرك، أغلق عينيك، لمدة 5 دقائق على الأقل، حاول التفكير بالرقم (1)، وتخيل شكله أمامك وحاول التركيز على شكله وحاول ألا تستسلم لأي أفكار أخرى بل ركز جيدا على الرقم (1) أمامك مرسوما، إلى أطول وقت ممكن، في حال سيطرت عليك أفكار أخرى وسهوت عن الرقم واحد إذهب مباشرة إلى الرقم (2)، وركز عليه إلى أن تسيطر عليك أفكار أخرى وتسهو عن الرقم اثنين (2)، فانتقل إلى الرقم (3)، وهكذا إلى أن تصل إلى الرقم 10، ومن الأحسن أن تكون لديك ساعة أو جهاز نقال يحتوي على (الكرونو) لتقوم بحساب الوقت قم بالتمرين كل يوم وسترى النتيجة الإيجابية إن شاء الله.
التطبيق الثاني: في حال بدأت المراجعة وذهب تركيزك قم بما يلي: إجلس جلسة معتدلة على كرسيك، ارفع يدك اليمنى في مستوى وجهك وكأنك ترسم على سبورة وابدأ برسم علامة لا نهاية ∞ متوسطة الحجم وركز على الرسم الذي يرسمه أصبعك بعينيك فقط لا برأسك لمدة 30 ثانية، بعد ذلك كرر العملية بيدك اليسرى، ثم دع يديك معا يتشابكان وكرر العملية مع إلصاق السبابة اليسرى مع اليمنى ، كل عملية تستغرق 30 ثانية. هذا تمرين فعال في حال ذهب تركيزك وأنت في بداية أو وسط المراجعة.
كما يمكنك أيضا أن تتوقف عن المراجعة لمدة بسيطة كخمس دقائق مثلا إذا أحسست بإجهاد أو إرهاق ذهني وتعود بعد ذلك للمراجعة ثانية وهكذا.
ج_ ضعف الذاكرة والنسيان: عادة ما تترافق مشكلة ضعف الذاكرة والنسيان مع ضعف التركيز، فإن تحسن تركيزك تحسنت ذاكرتك وقل نسيانك، إلا أننا نعاني هنا من مشكلة هي صعوبة الحفظ خاصة للمقاييس التي تحتوي على كم هائل من الدروس، ولو اتبعنا الطريقة التقليدية للحفظ لما أكملنا مقياسا واحدا من هذه المقاييس، وعليه فقد ارتأيت أن أعطيكم طريقة جد فعالة أنقذتني تماما من الطريقة التقليدية المملة للحفظ والتي لا أذكر أني استعملتها منذ كنت أدرس في الطور الابتدائي، سأذكرها هنا على أن أعود لبعض تفاصيلها لاحقا:
_بالنسبة للمقاييس التي تعتمد على الجانب النظري: أولا حدد البرنامج المطلوب والذي يحتوي على الدروس المقررة واكتب عناوين هذه الدروس، ثانيا: اربط بين هذه الدروس حسب التسلسل وعلاقتها مع بعض، ثالثا: ابدأ بقراءة الدروس على تضع على الأقل مرجعين أمامك لنفس الدرس كمحاضراتك الجامعية ومرجع آخر ككتاب لأحد الأساتذة المعروفين، القراءة الأولية هنا تكون سريعة بغرض معرفة أهم النقاط والمحاور التي يتحدث عليها الدرس دون التعمق فيه ثم أكتب على الورقة أهم العناوين الفرعية للدرس، رابعا: حاول فهم كل ما يحتويه عنوان فرعي بالمقارنة بالمراجع المتوفرة لديك لنفس الدرس ثم حاول كتابة ما فهمته بتعبيرك الخاص الذي تفهمه أنت وباختصار لا أن تعيد كتابة النص نفسه وهذا بدمج بين ما تتضمنه كل المراجع المتوفرة لديك لنفس الدرس ولنفس العنوان الفرعي وهنا حاول دمج العناوين الفرعية المتشابهة في الأفكار في عنوان رئيسي تحت درس واحد. ثم تكتب هذه الدروس التي لخصتها اعتمادا على فهمك الشخصي في كراس أو مجموعة أوراق تكون منظمة وملخصة وأقل حجما سهلة الفهم والحفظ وأفضل بكثير من حجم تلك المحاضرات المتناثرة هنا وهناك والكتب والمراجع الأخرى.... فهذا الكراس الجديد أو هاته الأوراق هي بمثابة محاضراتك الشخصية لهذا المقياس ومن اليوم فصاعدا أنت هو أستاذ نفسك، كما لا تنسى كذلك نقطة مهمة وهي أنه بإمكانك أن تضع تساؤلات قد تطرحها أنت على نفسك وتجيب عليها أيضا بنفسك بالاستعانة بما لديك من مراجع فهذه التساؤلات لا تجدها في الدروس أو المحاضرات أو الكتب بل أنت مطالب بالبحث عليها مثل: ما العلاقة بين ....وبين ..؟ ما الفرق بين ...وبين...؟ ما أهمية أو أهداف دراسة...؟ ...الخ. وغالبا ما يتم طرح الأسئلة على هذا النمط: ما العلاقة؟.. ما الفرق؟..الخ
هذه ببساطة طريقتي الشخصية والتي أسميتها طريقة الحفظ عن طريق الفهم.
كما سأتعرض لاحقا إلى طريقة أخرى وهي طريقة الخريطة الذهنية وهي نقلة نوعية في عالم التفكير وتستعمل هي الأخرى في العديد من المجالات من بينها ترسيخ المعلومات في الذاكرة، التخطيط،....الخ
_ أما بالنسبة للمقاييس التي يغلب عليها الجانب التطبيقي: فالأحسن أن نفصل أولا بين الجانبيين التطبيقي والنظري: بالنسبة للجانب النظري فقد تعرضنا إليه آنفا، يبقى لدينا الجانب التطبيقي والذي هو عبارة عن مجموعة قواعد وقوانين أو ربما قيود محاسبية أو جداول أو منحنيات أو معادلات أو دوال رياضية فهناك أيضا طريقة سهلة للحفظ وهي من ثلاث خطوات:
*الخطوة الأولى: أسلوب التجريد: من منكم يتذكر كيف تعلم الحساب في المدرسة؟ ليس هناك من تعلم الحساب مباشرة بل كانت تطرح علينا مسائل حسية وملموسة كأن يقال لنا اشترى عمر أربعة تفاحات فأكل اثنتين فكم يبقى يا ترى؟ فالولد في أول وهلة لا يفهم الأرقام مجردة حتى يجسدها في واقعه، ولكن مع تطور مستواه العلمي بدأ يعرف عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة لقيم ثابتة معلومة بدون أن يلجأ للواقع الحسي، ثم بدأ بدراسة المجاهيل وحلها عن طريق المعادلات، ثم البرهنة على صحة هذه المعادلات دون اللجوء إلى حلها، وهكذا، إلى أن وصل ولدنا هذا إلى مرحلة التجريد الكامل وهي تعتمد على مجموعة من النظريات والقوانين البحتة ، ولكنه بولوجه عالم الجامعة أصبح عليه لزاما أن يستعمل تلك العلاقات والنظريات والقوانين البحتة المجردة في واقعه الحسي مجددا كما هو في مجالانا هذا حيث تستعمل المعادلات والمصفوفات في حل المشاكل الاقتصادية وتفسيرها ....الخ.
إذن فأول خطوة نقوم بها هي التجريد: أي فصل هذه العلاقات والقوانين الرياضية كليا عن الجانب النظري ووضعها بالترتيب في جداول، بحيث يضم كل جدول العلاقات المترابطة ببعضها البعض، فإذا تكلمنا عن التحليل المالي مثلا فيمكننا أن نجزئه إلى جزئين الجزء الأول هو تحويل الميزانية المحاسبية إلى ميزانية مالية والجزء الثاني هو النسب، فإذا قمنا بدراسة للنسب فنجد أنها تمثل خمسة أنواع من النسب فنسجل كل نوع في جدول حتى يسهل علينا التفريق بين هذه النسب ومعرفة العلاقة بين النسب المترابطة من جهة أخرى.
*الخطوة الثانية: حفظ وترسيخ هذه العلاقات في الذهن:
أولا: محاولة فهم مختلف العلاقات والروابط التي تكون بينهم حتى تستطيع توظيف أي منها في أي جزء من التمرين، فليس بالضرورة أن يكون المطلوب من التمرين علاقة جاهزة، تضعها مباشرة ولكن يمكن أن توظف أي من العلاقات أو مجموعة من العلاقات مجتمعة لإيجاد العلاقة المطلوبة،
ثانيا: حفظ هذه العلاقات وهذا بطريقتين: الأولى أن تحاول كتابتها مرة ثانية بدون أن تراها حتى تحفظها، والثانية أن توظف هذه العلاقات مباشرة في التمارين المحلولة.
ثالثا: توظيف العلاقات في تمارين بدون أن ترى هذه العلاقات وبدون أن ترى حلول هذه التمارين ثم مقارنتها بالحلول وبهذا تتأكد من مدى ترسخ هذه العلاقات في ذهنك.
* الخطوة الثالثة: محاولة ربطها بالجانب النظري من جديد وتفسيرها وإعطاء الآراء حولها.
................يتبع
ملاحظة: لقد ارتأيت أن لا أقدم الموضوع كاملا دفعة واحدة تفاديا للملل الذي قد يحدث للقارئ. وحتى يتم فهم كل جزء على حدى