¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-07, 17:02
زوجة الابن ظالمة أم مظلومة
يظنّ البعض أنّ اختيار (زوجة الابن ) كموضوع للتحقيق دليل على احتقارها. وأحيانا تظنّ زوجة الابن نفسها أنّ مثل هذه المواضيع ما كان إلا لأنّها الجدار القصير الذي يتعدّى عليه الكلّ، وما دروا جميعا أنّها النواة الثانية في البيت بعد الأمّ، لكنّ تغيّرات الأنجال الفكريّة وتتابع الأجيال أودعت مساحات مقفرة و زوبعات نكد بين الأفراد تحت السقف الواحد فكيف الخلاص ؟؟
زوجة الابن ظالمة أم مظلومة؟
تقول الزوجة: خرجت من غرفتي فوجدت الغداء الذي أعددته مسكوباً في سلّة المهملات بجانب غرفتي، لأنّ خالتي لا تحبّ هذا الصنف من الطعام.
تقول الخالة شبه المقعدة: أعاني من ألم شديد في قدميّ وأبلغ من العمر 61 عاماً، وزوجة ابني تصرّ على أن تخصّص لي يوماً في الأعمال المنزليّة، فأضطرّ في يومي إلى طهي الطعام وغسل الأواني وأنا جالسة على الأرض.
تقول الزوجة: صفعة على وجهي بعد زواجي بشهر تقريباً من أخت زوجي لأنّي أتيت متأخّرة من الجامعة ولم أعدّ غداءهم.
تقول الخالة : أحبّ أحفادي لكنّ أمهم تغلق عليهم باب غرفتها حتّى لا أراهم.
تقول الزوجة : أعمل ليل نهار وأخدم أسرة زوجي وخالتي تناديني بـ ( الحمارة ).
تأقلم الزوجة ..
الأحلام التي تعيشها فتاة اليوم قلبا وقالبا من أهمّ الأسباب التي عطّلت إمكانات التفكير الصحيح، وجعل الفتاة دمية تتحرّك وفق هواها، والتطاول على الظروف ومحاولات تحقيق الحلم ولو بخسارة كلّ شيء أمر واقعي تشهد عليه كثرة الزيجات الفاشلة في بدايتها، غير أنّ الهاجس المرعب (الطلاق) كفل لفئة لا بأس بها من الزوجات شيئاً من الصبر، وبالتالي التأقلم وسعة العيش، وفيما بعد نجاح في إثره نجاح، أمّا عواصف التعذيب النفسيّ القابعة للبعض خلف الكتمان فلن تعتدل الأجواء بها حسب تصويتات البعض إلا بالتأقلم و المسايسة.
وهذا ما أيّدته الأخصائيّة الاجتماعية ن.ه بقولها :
خلق الله سبحانه بني البشر وجعلهم خلائف في أرضه دونا عن غيرهم لما لهم من إرادات وقدرات واختيارات تمكّنهم من ركيزة أساسيّة تدعى (التكيف )، وهذه الركيزة إذا أحسن الإنسان استغلالها استطاع تذليل الصعاب، لكن للأسف في الغالب يختار الناس طرقهم تبعا لهواهم لا تبعا لما يعرفون من المعارف الصحيحة التي تكفل رغد العيش، وإن كان الإنسان بادئ ذي بدء مخلوقا في كبد، فالمشكلة تكمن في أنّ ردود الفعل التي تصدر وتسبّب المشاكل هي في الواقع صادرة من حيث يشعرون لا من حيث يعرفون، فالمعرفة أمّ الهدى لكنّ الناس يتّبعون الأهواء ويتركون المعارف، فتكون القضية مرتبطة من الأساس بالعاطفة، ومن هنا ندخل في متاهات ( أنا لا أحتمل .. أنا لا أستطيع ..لست مجبرة ...الخ ) وقديما قيل من أذعن لسلطان العقل فهو ملك، ومن أذعن لسلطان الهوى فهو عبد . لذلك أنصح السيّدات والسادة بتحكيم العقل، واستخدام نعمته في الخير، والله – سبحانه- إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الحلم .
من ناحية أخرى أبدت إحدى الأخوات رأيا مؤيّدا أرجعت فيه المشاكل إلى الاتزان العاطفيّ، وأوضحت بأنّها لا تقصد بهذا الاتزان ما يتبادر إلى الأذهان من خلل نفسيّ وغيرة، وإنّما أرادت قدرة الإنسان على اختيار الصحيح، والحكم عليه، والعدل فيه، والسرعة في اتخاذ القرار، والإنسان في قمّة إحساسه الشعوريّ، فلو استطاع الواحد تحكيم عقله وهو غاضب أو حزين أو غيرها من مكوّنات الوجدان لاستطاع خلق جوّ داخليّ من الاتزان العاطفيّ المكمّل لسبل العيش المريح.
كما بيّنت الأستاذة ق أنّ الكبت يولد الانفجار، والإنسان إذا استمرّ يستجمع المواقف ولا يعفو ولا يصفح فإنّه يركم في نفسه طبقات سوداء من شأنها إضفاء لون السواد على الحياة بأكملها بما فيها الأشخاص من حوله، فإنّ عدوى الاكتئاب، والحزن، والانفعال، والهدم، عدوى سريعة الانتقال بين الأشخاص، وهو أمر متعلّق بالبرمجة العصبيّة .
من المذنب الأسرة أم الزوجة؟
الكلّ ربما يكون مخطئاً، لكنّ المستشارين في هذه القضية أكّدوا أنّ مربط الفرس حائر بين رأيين؛ الأوّل ينصّ على أنّه فيما مضى زوجة الابن مظلومة مع قناعتها بوجوب احترام الأم ومكانتها، وفي هذه الأيّام هي ظالمة. وهذا ما ثبت من خلال القصص للسابقين، فمكانة الأمّ في البيت مكانة الوزيرة وبيدها السلطة، حتّى إنّها تأمر الابن أن يطلّق زوجته فيطلّقها، أمّا اليوم فالزوجة تأمر الابن أن يزجّ بأمّه خارج المنزل، وما أسرع أن يفعل مع قناعته بشناعة فعله، والرأي الثاني يؤكّد أنّ الزوجة في بداية حياتها تكون مظلومة غالباً لكنّها بسوء تصرّفها تؤوّل لأن تكون ظالمة .
و الملاحظ المثير للجدل عند الجميع أنّ (الخالة أو أمّ الزوج ) بعيدة بمسافة لا يمكن إغفالها عن دائرة الظلم للزوجة، عدى حالات نادرة شاذّة لا يمكن القياس عليها، وفي الغالب أرجعت لعدم حسن تصرّف الزوجة.
وأكّد جمهور العامّة على حقيقة مقيتة يدور في خلدها أنّ الخالة هي العدوّة دائماً، وهذه النظرة الموكوسة باتت عدسة تركّبها الأسر في عين الفتاة منذ الصغر، كما لم تفتر الفتيات عن تزويد أنفسهنّ بكلمات الدفاع والهجوم على هذه الخالة حتّى قبل الخطوبة ، فأين تعاليم الدين، و التزوّد بالآداب، وأنّ الصبر قوام العيش، ثمّ أين أهل الفتاة من تأهيلها لمثل هذه المسئوليّات بتبعاتها، وأين مهمّة الأمّ المدرسة من ذلك؟؟ أسئلة كثيرة في ثناياها الأجوبة فهل من متدبّر؟
من أفعل الأسباب الهادمة للبيوت قبل اكتمال بنائها ما توصي به الأمّ ابنتها قبل الزواج، فإنّي قد شهدت وصيّة أمّ كانت تحرّض ابنتها على أن لا تسمع كلام -حمولتها- أهل الزوج، وأن لا تساعدهم، وأن تسيطر هي منذ البداية، وإلا فسوف يصير مصيرها كذا وكذا من الهلاك، والأدهى أنّها توصيها بأن تصبّ كلّ شيء في أذن زوجها عن حمولتها ليدافع عنها على حدّ قولها، والكثير من السفالة والسفاهة حشي بها عقل هذه البنت في بدايات تجربتها .
علّق على هذه الوصية الداعية عبد الله بقوله : على الأمّ أن تتّقي الله في أمانتها، وتتذكّر أنّها مسئولة ، وعلى البنت أن لا تطع والدتها في معصية خالقها ، الناس حسب ما أسمع وأرى صار عندهم شيء من الجحود والتكبّر على نعم الله ، وإلا ما ينقص الفتاة عند أهل زوجها آكلة شاربة مكتسية مستترة ، لا ينقصها شيء طبعا غير أنّ أهالي العقول الفارغة يطالبون بزيادات جعلوها كالضرورات من تعيين شقّة أو بيت خاصّ، وهذا من حقّها، لكنّك –والله- تعجب إذا قالت الأمّ ( أريد بيتا لابنتي حتّى تعزم صديقاتها براحتها ) ولم تقل لزيادة الستر، أو كفّ الأذى، الأغرب الذي ينكره كلّ من قرأ تلك الوصيّة السافلة، وأنّي –والله- لا أجد ما أقول فالكلّ سيذهل من أمّ كهذه .
رأي مجرّب:
الأسرة وأقصد أهل الزوج على جانب كبير من الخطأ في الهجوم المباشر على الزوجة مع عدم تفهّم وضعها الجديد وأنّها في حالة تشتّت، على الأسرة مساعدة الزوجة على الثبات وتعديل أخطائها بالإرشاد، كما على الزوجة تقبّل النقد من أجل حياة أفضل، عليهم أيضا تقدير سنّ زوجة ابنهم، فالملاحظ في كثير من الزوجات الصغيرات أنّهنّ مضطهدات، وبعد مضي خمس أو ستّ سنوات تبدأ الزوجة بالتمرّد والردّ على ما سبق من تعاملهم، وربّما تحت تشجيع من الأهل أو الصديقات إلى أن نصل للدرجات التي نحن بصدد علاجها الآن، وكلّ من الزوجة والأسرة على خطأ كبير في نقل كلّ ما يحدث خارج البيت، ومحاولة طلب العون ممّن يضرّ ولا يسرّ، فكلّ طرف يبثّ من جهته عيوب الطرف الآخر حتّى لكأنّ البيت سكن بلا أبواب.
كثيرا ما يلقى اللوم على عاتق الزوجة مع أنّ أهل الزوج في أغلب الأحيان على قدر كبير من الخطأ . ولا يعدّ هذا من الإجحاف في حقّ الزوجة، ولا أحد يؤيّد الظلم بالإجحاف في حقّها وأغلبنا مجرّبات، لكن في بادئ الأمر ربّما تكون الزوجة مظلومة عن غير قصد من الأهل الذين ربّما يحاولون عسفها على طبائعهم وهذا ملاحظ ومناط التكليف موقوف على أنّ الزوجة في موقع أسريّ استراتيجيّ، وهي كحلقة وصل بين الجميع، ولو حاولت لاستطاعت لمّ كل الأطراف على خير بحكمتها، لكنّ سوء التصرف يجعلها تشحن المواقف وتصعّد الأمور من حيث تعلم أو لا تعلم، ولذلك يلقى عليها اللوم دائماً لعدم حسن تصرّفها الذي يوصل أحياناً إلى القطيعة والكره وتفكيك الأسرة بعد أن كانت عضواً واحداً، وهناك خطّة مجرّبة للنجاح تقضي بأن تصمت المرأة المتزوّجة على مظلمتها لمدّة ثلاثة أيام مع الدعاء والاستخارة، فإنّها لن تندم، وسيزول كلّ ما علق في نفسها من غلّ، وسيكون لها من الحلم ما يعينها على حلّ أمورها بستر وعقل، ولا ضير، فهي وصيّة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-.
يتبع
يظنّ البعض أنّ اختيار (زوجة الابن ) كموضوع للتحقيق دليل على احتقارها. وأحيانا تظنّ زوجة الابن نفسها أنّ مثل هذه المواضيع ما كان إلا لأنّها الجدار القصير الذي يتعدّى عليه الكلّ، وما دروا جميعا أنّها النواة الثانية في البيت بعد الأمّ، لكنّ تغيّرات الأنجال الفكريّة وتتابع الأجيال أودعت مساحات مقفرة و زوبعات نكد بين الأفراد تحت السقف الواحد فكيف الخلاص ؟؟
زوجة الابن ظالمة أم مظلومة؟
تقول الزوجة: خرجت من غرفتي فوجدت الغداء الذي أعددته مسكوباً في سلّة المهملات بجانب غرفتي، لأنّ خالتي لا تحبّ هذا الصنف من الطعام.
تقول الخالة شبه المقعدة: أعاني من ألم شديد في قدميّ وأبلغ من العمر 61 عاماً، وزوجة ابني تصرّ على أن تخصّص لي يوماً في الأعمال المنزليّة، فأضطرّ في يومي إلى طهي الطعام وغسل الأواني وأنا جالسة على الأرض.
تقول الزوجة: صفعة على وجهي بعد زواجي بشهر تقريباً من أخت زوجي لأنّي أتيت متأخّرة من الجامعة ولم أعدّ غداءهم.
تقول الخالة : أحبّ أحفادي لكنّ أمهم تغلق عليهم باب غرفتها حتّى لا أراهم.
تقول الزوجة : أعمل ليل نهار وأخدم أسرة زوجي وخالتي تناديني بـ ( الحمارة ).
تأقلم الزوجة ..
الأحلام التي تعيشها فتاة اليوم قلبا وقالبا من أهمّ الأسباب التي عطّلت إمكانات التفكير الصحيح، وجعل الفتاة دمية تتحرّك وفق هواها، والتطاول على الظروف ومحاولات تحقيق الحلم ولو بخسارة كلّ شيء أمر واقعي تشهد عليه كثرة الزيجات الفاشلة في بدايتها، غير أنّ الهاجس المرعب (الطلاق) كفل لفئة لا بأس بها من الزوجات شيئاً من الصبر، وبالتالي التأقلم وسعة العيش، وفيما بعد نجاح في إثره نجاح، أمّا عواصف التعذيب النفسيّ القابعة للبعض خلف الكتمان فلن تعتدل الأجواء بها حسب تصويتات البعض إلا بالتأقلم و المسايسة.
وهذا ما أيّدته الأخصائيّة الاجتماعية ن.ه بقولها :
خلق الله سبحانه بني البشر وجعلهم خلائف في أرضه دونا عن غيرهم لما لهم من إرادات وقدرات واختيارات تمكّنهم من ركيزة أساسيّة تدعى (التكيف )، وهذه الركيزة إذا أحسن الإنسان استغلالها استطاع تذليل الصعاب، لكن للأسف في الغالب يختار الناس طرقهم تبعا لهواهم لا تبعا لما يعرفون من المعارف الصحيحة التي تكفل رغد العيش، وإن كان الإنسان بادئ ذي بدء مخلوقا في كبد، فالمشكلة تكمن في أنّ ردود الفعل التي تصدر وتسبّب المشاكل هي في الواقع صادرة من حيث يشعرون لا من حيث يعرفون، فالمعرفة أمّ الهدى لكنّ الناس يتّبعون الأهواء ويتركون المعارف، فتكون القضية مرتبطة من الأساس بالعاطفة، ومن هنا ندخل في متاهات ( أنا لا أحتمل .. أنا لا أستطيع ..لست مجبرة ...الخ ) وقديما قيل من أذعن لسلطان العقل فهو ملك، ومن أذعن لسلطان الهوى فهو عبد . لذلك أنصح السيّدات والسادة بتحكيم العقل، واستخدام نعمته في الخير، والله – سبحانه- إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الحلم .
من ناحية أخرى أبدت إحدى الأخوات رأيا مؤيّدا أرجعت فيه المشاكل إلى الاتزان العاطفيّ، وأوضحت بأنّها لا تقصد بهذا الاتزان ما يتبادر إلى الأذهان من خلل نفسيّ وغيرة، وإنّما أرادت قدرة الإنسان على اختيار الصحيح، والحكم عليه، والعدل فيه، والسرعة في اتخاذ القرار، والإنسان في قمّة إحساسه الشعوريّ، فلو استطاع الواحد تحكيم عقله وهو غاضب أو حزين أو غيرها من مكوّنات الوجدان لاستطاع خلق جوّ داخليّ من الاتزان العاطفيّ المكمّل لسبل العيش المريح.
كما بيّنت الأستاذة ق أنّ الكبت يولد الانفجار، والإنسان إذا استمرّ يستجمع المواقف ولا يعفو ولا يصفح فإنّه يركم في نفسه طبقات سوداء من شأنها إضفاء لون السواد على الحياة بأكملها بما فيها الأشخاص من حوله، فإنّ عدوى الاكتئاب، والحزن، والانفعال، والهدم، عدوى سريعة الانتقال بين الأشخاص، وهو أمر متعلّق بالبرمجة العصبيّة .
من المذنب الأسرة أم الزوجة؟
الكلّ ربما يكون مخطئاً، لكنّ المستشارين في هذه القضية أكّدوا أنّ مربط الفرس حائر بين رأيين؛ الأوّل ينصّ على أنّه فيما مضى زوجة الابن مظلومة مع قناعتها بوجوب احترام الأم ومكانتها، وفي هذه الأيّام هي ظالمة. وهذا ما ثبت من خلال القصص للسابقين، فمكانة الأمّ في البيت مكانة الوزيرة وبيدها السلطة، حتّى إنّها تأمر الابن أن يطلّق زوجته فيطلّقها، أمّا اليوم فالزوجة تأمر الابن أن يزجّ بأمّه خارج المنزل، وما أسرع أن يفعل مع قناعته بشناعة فعله، والرأي الثاني يؤكّد أنّ الزوجة في بداية حياتها تكون مظلومة غالباً لكنّها بسوء تصرّفها تؤوّل لأن تكون ظالمة .
و الملاحظ المثير للجدل عند الجميع أنّ (الخالة أو أمّ الزوج ) بعيدة بمسافة لا يمكن إغفالها عن دائرة الظلم للزوجة، عدى حالات نادرة شاذّة لا يمكن القياس عليها، وفي الغالب أرجعت لعدم حسن تصرّف الزوجة.
وأكّد جمهور العامّة على حقيقة مقيتة يدور في خلدها أنّ الخالة هي العدوّة دائماً، وهذه النظرة الموكوسة باتت عدسة تركّبها الأسر في عين الفتاة منذ الصغر، كما لم تفتر الفتيات عن تزويد أنفسهنّ بكلمات الدفاع والهجوم على هذه الخالة حتّى قبل الخطوبة ، فأين تعاليم الدين، و التزوّد بالآداب، وأنّ الصبر قوام العيش، ثمّ أين أهل الفتاة من تأهيلها لمثل هذه المسئوليّات بتبعاتها، وأين مهمّة الأمّ المدرسة من ذلك؟؟ أسئلة كثيرة في ثناياها الأجوبة فهل من متدبّر؟
من أفعل الأسباب الهادمة للبيوت قبل اكتمال بنائها ما توصي به الأمّ ابنتها قبل الزواج، فإنّي قد شهدت وصيّة أمّ كانت تحرّض ابنتها على أن لا تسمع كلام -حمولتها- أهل الزوج، وأن لا تساعدهم، وأن تسيطر هي منذ البداية، وإلا فسوف يصير مصيرها كذا وكذا من الهلاك، والأدهى أنّها توصيها بأن تصبّ كلّ شيء في أذن زوجها عن حمولتها ليدافع عنها على حدّ قولها، والكثير من السفالة والسفاهة حشي بها عقل هذه البنت في بدايات تجربتها .
علّق على هذه الوصية الداعية عبد الله بقوله : على الأمّ أن تتّقي الله في أمانتها، وتتذكّر أنّها مسئولة ، وعلى البنت أن لا تطع والدتها في معصية خالقها ، الناس حسب ما أسمع وأرى صار عندهم شيء من الجحود والتكبّر على نعم الله ، وإلا ما ينقص الفتاة عند أهل زوجها آكلة شاربة مكتسية مستترة ، لا ينقصها شيء طبعا غير أنّ أهالي العقول الفارغة يطالبون بزيادات جعلوها كالضرورات من تعيين شقّة أو بيت خاصّ، وهذا من حقّها، لكنّك –والله- تعجب إذا قالت الأمّ ( أريد بيتا لابنتي حتّى تعزم صديقاتها براحتها ) ولم تقل لزيادة الستر، أو كفّ الأذى، الأغرب الذي ينكره كلّ من قرأ تلك الوصيّة السافلة، وأنّي –والله- لا أجد ما أقول فالكلّ سيذهل من أمّ كهذه .
رأي مجرّب:
الأسرة وأقصد أهل الزوج على جانب كبير من الخطأ في الهجوم المباشر على الزوجة مع عدم تفهّم وضعها الجديد وأنّها في حالة تشتّت، على الأسرة مساعدة الزوجة على الثبات وتعديل أخطائها بالإرشاد، كما على الزوجة تقبّل النقد من أجل حياة أفضل، عليهم أيضا تقدير سنّ زوجة ابنهم، فالملاحظ في كثير من الزوجات الصغيرات أنّهنّ مضطهدات، وبعد مضي خمس أو ستّ سنوات تبدأ الزوجة بالتمرّد والردّ على ما سبق من تعاملهم، وربّما تحت تشجيع من الأهل أو الصديقات إلى أن نصل للدرجات التي نحن بصدد علاجها الآن، وكلّ من الزوجة والأسرة على خطأ كبير في نقل كلّ ما يحدث خارج البيت، ومحاولة طلب العون ممّن يضرّ ولا يسرّ، فكلّ طرف يبثّ من جهته عيوب الطرف الآخر حتّى لكأنّ البيت سكن بلا أبواب.
كثيرا ما يلقى اللوم على عاتق الزوجة مع أنّ أهل الزوج في أغلب الأحيان على قدر كبير من الخطأ . ولا يعدّ هذا من الإجحاف في حقّ الزوجة، ولا أحد يؤيّد الظلم بالإجحاف في حقّها وأغلبنا مجرّبات، لكن في بادئ الأمر ربّما تكون الزوجة مظلومة عن غير قصد من الأهل الذين ربّما يحاولون عسفها على طبائعهم وهذا ملاحظ ومناط التكليف موقوف على أنّ الزوجة في موقع أسريّ استراتيجيّ، وهي كحلقة وصل بين الجميع، ولو حاولت لاستطاعت لمّ كل الأطراف على خير بحكمتها، لكنّ سوء التصرف يجعلها تشحن المواقف وتصعّد الأمور من حيث تعلم أو لا تعلم، ولذلك يلقى عليها اللوم دائماً لعدم حسن تصرّفها الذي يوصل أحياناً إلى القطيعة والكره وتفكيك الأسرة بعد أن كانت عضواً واحداً، وهناك خطّة مجرّبة للنجاح تقضي بأن تصمت المرأة المتزوّجة على مظلمتها لمدّة ثلاثة أيام مع الدعاء والاستخارة، فإنّها لن تندم، وسيزول كلّ ما علق في نفسها من غلّ، وسيكون لها من الحلم ما يعينها على حلّ أمورها بستر وعقل، ولا ضير، فهي وصيّة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-.
يتبع