مشاهدة النسخة كاملة : آية وتفسيرها ..
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:45
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، فله الحمد أنا جعلنا مسلمين ، وله
الحمد أن أكرمنا بقراءة كلامه ، اللهم لك الحمد يا الله أن جعلت القرآن بِلغتنا حيث يسهل فهمها ..
ولك الحمد أن جعلت القرآن هداية للناس ، ونبراساً يضيء لنا الطريق وصلي اللهم وسلم على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أيها الأحبة من إخوة / وأخوات .. من أحب الله وصدق في حبه وجدته من أحرص الناس على فهم القرآن
وتدبره ، كيف لا وهو كلام الله ! قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ "، لذا حري بنا أن نفهم معانيه ونكرر قراءة تفسيره فكلام ربنا لا يستطيع فهمه إلا الربانين
من أهل العلم الذين صدقوا واخلصوا وتركوا الدنيا رغبة في الآخرة فأكرمهم الفتاح بفتح من عنده
حتى فهموه ، فالقرآن منهج وقد قال أحد أهل العلم عن القرآن :
وقد أودع الله فيه علم كل شىء ، ففيه الأحكام والشرائع ، والأمثال والحكم ، والمواعظ والتأريخ ،
والقصص ونظام الأفلاك ، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينها ، وما أغفل من نظام في الحياة إلا
أوضحه ..
لذلك سيكون هذا الموضوع (( آية وتفسير )) .. فكل عضو
أحب الله وكلامه سيفيد نفسه وغيره بوضع آية أثرت
فيه سواء أكانت تفسيراً أو تدبر أو تفسير سورةً بكاملها .. وأحياناً تكون قرآءة التفسير
كاملاً عليك شاقة ، لذا هنا سنضع الآيات وما يدريكم لعلنا نختم القرآن في هذا
الموضوع ، ولن يجدي ولن ينفع إلا بتفاعلكم ..
ومن أراد أن يضع تفسير آية ( صوتية أو مرئية ) فلا بأس شريطة أن الا يزيد المقطع عن 5 1 دقيقة ..
إليكم موقع يعينك لتفسير آيات القرآن الكريم :
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002
معاني كلمات القرآن الكريم :
http://www.sattarsite.com/qword.asp
***********************
أرجو من الجميع عدم الإكتفاء بكلمة الشكر ، كي يكون الموضوع متسلسل ومنظم ، كما أنني
أذكر نفسي وإياكم بالتفسير الصحيح وأخذها من المواقع التي تثقون بها كي لا ندخل
في محذور شرعي ..
إني داعية فأمنوا :
اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلا ءهمنا وطريقنا الذى نمشى عليه اللهم آمين ياله
وفق من كتب معنا وأثراه ونشره وقرأه وكتبه اللهم آمي واسألك ياكريم أن تجعل هذا الموضوع
بميزان من اقترح علي كتابه علمه ربي ولم يعلم به غيره سبحانه ..
وأختم بقول الله :
(( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ))
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:47
{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }
أي: هل جزاء من أحسن في عبادة الخالق ونفع عبيده، إلا أن يحسن إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير، والنعيم المقيم، والعيش السليم، فهاتان الجنتان العاليتان للمقربين.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:49
قال تعالى ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا )
هنا يتعجب الله سبحانه من حال قريش كيف انهم اعتادوا على
الذهاب الى اليمن في الشتاء والى الشام في الصيف
وتركوا عبادة من سهل وسخر لهم هذاالامر
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:49
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
[/b]
أَخْبَرَنَا تَعَالَى أَنَّهُ يَبْتَلِي عِبَاده : أَيْ يَخْتَبِرهُمْ وَيَمْتَحِنهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَنَبْلُوَنَّكُم حَتَّى نَعْلَم الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُو أَخْبَاركُمْ " فَتَارَة بِالسَّرَّاءِ وَتَارَة بِالضَّرَّاءِ مِنْ خَوْفٍ وَجُوعٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَأَذَاقَهَا اللَّه لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف" فَإِنَّ الْجَائِع وَالْخَائِف كُلّ مِنْهُمَا يَظْهَر ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف وَقَالَ هَاهُنَا " بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْف وَالْجُوع " أَيْ بِقَلِيلٍ مِنْ ذَلِكَ " وَنَقْص مِنْ الْأَمْوَال " أَيْ ذَهَاب بَعْضهَا " وَالْأَنْفُس " كَمَوْتِ الْأَصْحَاب وَالْأَقَارِب وَالْأَحْبَاب " وَالثَّمَرَات " أَيْ لَا تُغِلّ الْحَدَائِق وَالْمَزَارِع كَعَادَتِهَا قَالَ بَعْض السَّلَف : فَكَانَتْ بَعْض النَّخِيل لَا تُثْمِر غَيْر وَاحِدَة وَكُلّ هَذَا وَأَمْثَاله مِمَّا يَخْتَبِر اللَّه بِهِ عِبَاده فَمَنْ صَبَرَ أَثَابَهُ وَمَنْ قَنَطَ أَحَلَّ بِهِ عِقَابه وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ" وَقَدْ حَكَى بَعْض الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْخَوْف هَاهُنَا خَوْف اللَّه وَبِالْجُوعِ صِيَام رَمَضَان وَبِنَقْصِ الْأَمْوَال الزَّكَاة وَالْأَنْفُس الْأَمْرَاض وَالثَّمَرَات الْأَوْلَاد وَفِي هَذَا نَظَرٌ وَاَللَّه أَعْلَم .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:52
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً) (الكهف:32)
قوله تعالى: {وَاضْرِبْ } يعني اجعل وصيِّر.
(لَهُم ) أي للكفار: قريش وغيرهم.
( مَثَلاً ) مفعول اضرب، وبَيَّن المثل بقوله: { رَجُلَيْنِ } وعلى هذا يكون "رجلين" عطف بيان وتفصيل للمثل
قوله: { جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً } أغلب ما في الجنتين العنب، وأطراف الجنتين النخيل وما بينهما زرع، ففيهما الفاكهة والغذاء من الحب وثمر النخل.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:53
تفـــــسير ســــوره الرحــــــمــــــــن، (http://www.********.com/topic.php?uid=19582374291&topic=14432)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) الرحمن علَّم الإنسان القرآن؛ بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه. خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) خلق الإنسان, علَّمه البيان عمَّا في نفسه تمييزًا له عن غيره. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ... بِحُسْبَانٍ (5) الشمس والقمر يجريان متعاقبَين بحساب متقن, لا يختلف ولا يضطرب. وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) والنجم الذي في السماء وأشجار الأرض, تعرف ربها وتسجد له, وتنقاد لما سخرَّها له مِن مصالح عباده ومنافعهم. وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) والسماء رفعها فوق الأرض, ووضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده. أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) لئلا تعتدوا وتخونوا مَن وَزَنتم له, وأقيموا الوزن بالعدل, ولا تُنْقِصوا الميزان إذا وَزَنتم للناس. وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) والأرض وضعها ومهَّدها؛ ليستقر عليها الخلق. فيها فاكهة النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر, وفيها الحب ذو القشر؛ رزقًا لكم ولأنعامكم, وفيها كل نبت طيب الرائحة. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) فبأي نِعَم ربكما الدينية والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذِّبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة, فكلما مر بهذه الآية, قالوا: "ولا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب, فلك الحمد", وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه, أن يُقرَّ بها, ويشكر الله ويحمده عليها. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) خلق أبا الإنسان, وهو آدم من طين يابس كالفَخَّار, وخلق إبليس, وهو من الجن من لهب النار المختلط بعضه ببعض. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) فبأي نِعَم ربكما- يا معشر الإنس والجن- تكذِّبان؟ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) هو سبحانه وتعالى ربُّ مشرقَي الشمس في الشتاء والصيف، ورب مغربَيها فيهما, فالجميع تحت تدبيره وربوبيته. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20) خلط الله ماء البحرين - العذب والملح- يلتقيان. بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبًا, والملح ملحًا مع تلاقيهما. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمَرْجان. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24) وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27) كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك, ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) يسأله مَن في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن : يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31) سنفرُغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونُثيب أهل الطاعة. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يا معشر الجن والإنس, إن قَدَرْتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أطراف السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنَّى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا؟). فبأي نِعَم ربكما - أيها الثقلان- تكذِّبان؟ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) يُرْسَل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يُصَبُّ على رؤوسكم, فلا ينصر بعضكم بعضًا يا معشر الجن والإنس. فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب؛ من شدة الأمر وهول يوم القيامة. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟ فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ (39) ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
يتبــــــــ ع
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:54
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41)
تَعرِف الملائكة المجرمين بعلاماتهم, فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم, فترميهم في النار.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44)
يقال لهؤلاء المجرمين -توبيخًا وتحقيرًا لهم-: هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون في الدنيا: تارة يُعذَّبون في الجحيم, وتارة يُسقون من الحميم, وهو شراب بلغ منتهى الحرارة, يقطِّع الأمعاء والأحشاء.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)
ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن, فخاف مقامه بين يديه, فأطاعه, وترك معاصيه, جنتان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
ذَوَاتَى أَفْنَانٍ (48)
الجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)
في هاتين الجنتين عينان من الماء تجريان خلالهما.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)
في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه صنفان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)
وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطَّنة من غليظ الديباج, وثمر الجنتين قريب إليهم.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56)
في هذه الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم يطأهن إنس قبلهم ولا جان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)
كأن هؤلاء الزوجاتِ من الحور الياقوتُ والمَرْجانُ في صفائهن وجمالهن.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)
هل جزاء مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة؟ فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63)
ومن دون الجنتين السابقتين جنتان أخريان. فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65)
هاتان الجنتان خضراوان, قد اشتدَّت خضرتهما حتى مالت إلى السواد. فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67)
فيهما عينان فوَّارتان بالماء لا تنقطعان. فبأي نِعَم ربكما -أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)
في هاتين الجنتين أنواع الفواكه ونخل ورمان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)
في هذه الجنان الأربع زوجات طيبات الأخلاق حسان الوجوه.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)
حور مستورات مصونات في الخيام.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74)
لم يطأ هؤلاء الحور إنس قبل أزواجهن ولا جان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)
متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77)
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (78)
تكاثرت بركة اسم ربك وكثر خيره, ذي الجلال الباهر, والمجد الكامل, والإكرام لأوليائه.
صدق الله العظيم
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:54
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم, وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به, (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
(الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
إنا نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
دُلَّنا, وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة: (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
(http://forum.te3p.com/newreply.php?do=newreply&p=6752936)
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:56
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والجزاء؟
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه.
وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
ولا يحضُّ غيره على إطعام المسكين, فكيف له أن يطعمه بنفسه؟
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)
فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون, لا يقيمونها على وجهها, ولا يؤدونها في وقتها.
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)
الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس.
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها, فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا هم أحسنوا إلى خلقه
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:57
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
سُورَة الْوَاقِعَة : قَالَ أَبُو إِسْحَاق عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْر يَا رَسُول اللَّه قَدْ شِبْتَ قَالَ " شَيَّبَتْنِي هُود وَالْوَاقِعَة وَالْمُرْسَلَات وَعَمّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن غَرِيب . قَالَ الْحَافِظ بْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بِسَنَدِهِ إِلَى عَمْرو بْن الرَّبِيع بْن طَارِق الْمِصْرِيّ حَدَّثَنَا السَّرِيّ بْن يَحْيَى الشَّيْبَانِيّ عَنْ شُجَاع عَنْ أَبِي ظَبْيَة قَالَ مَرِضَ عَبْد اللَّه مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَعَادَهُ عُثْمَان بْن عَفَّان فَقَالَ مَا تَشْتَكِي ؟ قَالَ ذُنُوبِي قَالَ فَمَا تَشْتَهِي ؟ قَالَ رَحْمَة رَبِّي قَالَ أَلَا آمُر لَك بِطَبِيبٍ ؟ قَالَ الطَّبِيب أَمْرَضَنِي قَالَ أَلَا آمُر لَك بِعَطَاءٍ ؟ قَالَ لَا حَاجَة لِي فِيهِ قَالَ يَكُون لِبَنَاتِك مِنْ بَعْدك قَالَ أَتَخْشَى عَلَى بَنَاتِي الْفَقْر ؟ إِنِّي أَمَرْت بَنَاتِي يَقْرَأْنَ كُلّ لَيْلَة سُورَة الْوَاقِعَة إِنِّي سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة كُلّ لَيْلَة لَمْ تُصِبْهُ فَاقَة أَبَدًا" ثُمَّ قَالَ اِبْن عَسَاكِر كَذَا قَالَ وَالصَّوَاب عَنْ شُجَاع كَمَا رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن وَهْب عَنْ السَّرِيّ . وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن وَهْب أَخْبَرَنِي السَّرِيّ بْن يَحْيَى أَنَّ شُجَاعًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ظَبْيَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة كُلّ لَيْلَة لَمْ تُصِبْهُ فَاقَة أَبَدًا " فَكَانَ أَبُو ظَبْيَة لَا يَدَعهَا وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم عَنْ مُحَمَّد بْن مُنِيب عَنْ السَّرِيّ بْن يَحْيَى عَنْ شُجَاع عَنْ أَبِي ظَبْيَة عَنْ اِبْن مَسْعُود بِهِ . ثُمَّ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم عَنْ مُحَمَّد اِبْن مُنِيب الْعَدَنِيّ عَنْ السَّرِيّ بْن يَحْيَى عَنْ أَبِي ظَبْيَة عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" مَنْ قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كُلّ لَيْلَة لَمْ تُصِبْهُ فَاقَة أَبَدًا " لَمْ يَذْكُر فِي مُسْنَده شُجَاعًا قَالَ وَقَدْ أَمَرْت بَنَاتِي أَنْ يَقْرَأْنَهَا كُلّ لَيْلَة . وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن عَسَاكِر أَيْضًا مِنْ حَدِيث حَجَّاج بْن نُصَيْر وَعُثْمَان بْن أَبِي الْيَمَان عَنْ السَّرِيّ بْن يَحْيَى عَنْ شُجَاع عَنْ أَبِي فَاطِمَة قَالَ مَرِضَ عَبْد اللَّه فَأَتَاهُ عُثْمَان بْن عَفَّان يَعُودهُ فَذَكَرَ الْحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ عُثْمَان بْن الْيَمَان كَانَ أَبُو فَاطِمَة هَذَا مَوْلًى لِعَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل وَيَحْيَى بْن آدَم حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ سِمَاك بْن حَرْب أَنَّهُ سَمِعَ جَابِر بْن سَمُرَة يَقُول كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصَّلَوَات كَنَحْوٍ مِنْ صَلَاتكُمْ الَّتِي تُصَلُّونَ الْيَوْم وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخَفِّف كَانَتْ صَلَاته أَخَفّ مِنْ صَلَاتكُمْ وَكَانَ يَقْرَأ فِي الْفَجْر الْوَاقِعَة وَنَحْوهَا مِنْ السُّوَر . الْوَاقِعَة مِنْ أَسْمَاء يَوْم الْقِيَامَة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَحَقُّقِ كَوْنهَا وَوُجُودهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَيَوْمئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَة" .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 12:58
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
قَالَ جُوَيْبِر عَنْ الضَّحَّاك إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يُقْسِم بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقه وَلَكِنَّهُ اِسْتِفْتَاح يَسْتَفْتِح بِهِ كَلَامه وَهَذَا الْقَوْل ضَعِيف وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أَنَّهُ قَسَم مِنْ اللَّه تَعَالَى يَقْسِم بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقه وَهُوَ دَلِيل عَلَى عَظَمَته ثُمَّ قَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ لَا هَهُنَا زَائِدَة وَتَقْدِيره أُقْسِم بِمَوَاقِع النُّجُوم رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَيَكُون جَوَابه " إِنَّهُ لَقُرْآن كَرِيم " وَقَالَ آخَرُونَ لَيْسَتْ لَا زَائِدَة لَا مَعْنَى لَهَا بَلْ يُؤْتَى بِهَا فِي أَوَّل الْقَسَم إِذَا كَانَ مُقْسِمًا بِهِ عَلَى مَنْفِيّ كَقَوْلِ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا : لَا وَاَللَّه مَا مَسَّتْ يَد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَد اِمْرَأَة قَطُّ وَهَكَذَا هَهُنَا تَقْدِير الْكَلَام لَا أُقْسِم بِمَوَاقِع النُّجُوم لَيْسَ الْأَمْر كَمَا زَعَمْتُمْ فِي الْقُرْآن أَنَّهُ سِحْر أَوْ كِهَانَة بَلْ هُوَ قُرْآن كَرِيم . وَقَالَ اِبْن جَرِير وَقَالَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مَعْنَى قَوْله " فَلَا أُقْسِم " فَلَيْسَ الْأَمْر كَمَا تَقُولُونَ ثُمَّ اِسْتَأْنَفَ الْقَسَم بَعْد ذَلِكَ فَقِيلَ أُقْسِم وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْله " بِمَوَاقِع النُّجُوم" فَقَالَ حَكِيم بْن جُبَيْر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي نُجُوم الْقُرْآن فَإِنَّهُ نَزَلَ جُمْلَة لَيْلَة الْقَدْر مِنْ السَّمَاء الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا ثُمَّ نَزَلَ مُفَرَّقًا فِي السِّنِينَ بَعْد ثُمَّ قَرَأَ اِبْن عَبَّاس هَذِهِ الْآيَة وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس نَزَلَ الْقُرْآن جُمْلَة مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ إِلَى السَّفَرَة الْكِرَام الْكَاتِبِينَ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا فَنَجَّمَتْهُ السَّفَرَة عَلَى جِبْرِيل عِشْرِينَ لَيْلَة وَنَجَّمَهُ جِبْرِيل عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ سَنَة فَهُوَ قَوْله " فَلَا أُقْسِم بِمَوَاقِع النُّجُوم " نُجُوم الْقُرْآن وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَأَبُو حزرة وَقَالَ مُجَاهِد أَيْضًا مَوَاقِع النُّجُوم فِي السَّمَاء وَيُقَال مَطَالِعهَا وَمَشَارِقهَا . وَكَذَا مَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير وَعَنْ قَتَادَة مَوَاقِعهَا مَنَازِلهَا وَعَنْ الْحَسَن أَيْضًا أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ اِنْتِثَارهَا يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ الضَّحَّاك " فَلَا أُقْسِم بِمَوَاقِع النُّجُوم" يَعْنِي بِذَلِكَ الْأَنْوَاء الَّتِي كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة إِذَا أُمْطِرُوا قَالُوا مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:04
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبّك الْعَظِيم" قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أَيُّوب الْغَافِقِي حَدَّثَنِي إِيَاس بْن عَامِر عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر الْجُهَنِيّ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبّك الْعَظِيم " قَالَ اِجْعَلُوهَا فِي رُكُوعكُمْ وَلَمَّا نَزَلَتْ " سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ مُوسَى بْن أَيُّوب بِهِ وَقَالَ رَوْح بْن عُبَادَة حَدَّثَنَا حَجَّاج الصَّوَّاف عَنْ أَبِي الصَّوَّاف عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ سُبْحَان اللَّه الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَة فِي الْجَنَّة هَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث رَوْح وَرَوَاهُ هُوَ وَالنَّسَائِيّ أَيْضًا مِنْ حَدِيث حَمَّاد بْن سَلَمَة مِنْ حَدِيث أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث أَبِي الزُّبَيْر وَقَالَ الْبُخَارِيّ فِي آخِر كِتَابه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِشْكَاب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل حَدَّثَنَا عُمَارَة بْن الْقَعْقَاع عَنْ أَبِي زُرْعَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَان ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَان حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَن : سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ سُبْحَان اللَّه الْعَظِيم وَرَوَاهُ بَقِيَّة الْجَمَاعَة إِلَّا أَبَا دَاوُد مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن فُضَيْل بِإِسْنَادِهِ مِثْله . آخِر تَفْسِير سُورَة الْوَاقِعَة وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:05
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ} أي الذين يتعاملون بالربا ويمتصون دماء الناس لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إِلا كما يقوم المصروع من جنونه، يتعثر ويقع ولا يستطيع أن يمشي سوياً، يقومون مخبلين كالمصروعين تلك سيماهم يعرفون بها عند الموقف هتكاً لهم وفضيحة {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} أي ذلك التخبط والتعثر بسبب استحلالهم ما حرّمه الله، وقولهم: الربا كالبيع فلماذا يكون حراماً؟ قال تعالى ردّاً عليهم {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} أي أحل الله البيع لما فيه من تبادل المنافع، وحرّم الربا لما فيه من الضرر الفادح بالفرد والمجتمع، لأن فيه زيادة مقتطعةً من جهد المدين ولحمه .
{فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ} أي من بلغه نهيُ الله عن الربا فانتهى عن التعامل به فله ما مضى قبل التحريم {وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} أي أمره موكول إِلى الله إِن شاء عفا عنه وإِن شاء عاقبه {وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي ومن عاد إِلى التعامل بالربا واستحله بعد تحريم الله له فهو من المخلدين في نار جهنم .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:07
قال تعالى ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
يقسم الله سبحانه بالزمن ان كل بني ادم في نقصان وهلاك
الا من فعل الخير اعتقادا وعملا وصبر على اقدار الله
وجاهد نفسه عن المعاصي
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:09
تفسير سورة الاخلاص :-
قال تعالي ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )
* (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدّ) يعني:أن الله -جل وعلا- أحد، لا يشاركه شيء من خلقه لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أسمائه، ولا في أحكامه وتدبيره.
* (اللَّهُ الصَّمَدُ ) يعني: أنه -جل وعلا- السيد الذي قد كمُل سؤدده، وأنه الصمد الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتهم؛ لأن شريف القوم وسيدهم يلجأ إليه أهل قبيلته وأهل عشيرته في حوائجهم، والله -جل وعلا- هو الذي له السؤدد الكامل على خلقه.
* (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) أي: أن الله -جل وعلا- لم يلد أحدا؛ لأنه -جل وعلا- ليست له صاحبة.
* (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) أي: أن الله -جل وعلا- ليس له نظير، ولا مماثل، ولا شبيه لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في خلقه، ولا في تدبيره، ولا في حكمته، ولا في مشيئته، ولا في علمه، ولا في ألوهيته ولا ربوبيته، ولا في أي شيء من صفاته وأسمائه، بل له -جل وعلا- الكمال المطلق.
\
/
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:11
تفسير سورة الفلق :-
قال تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ
إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )
* (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) يعني : يأمر الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ برب الفلق، وهو الله -جل وعلا-. " والفلق": هو الصبح في قول جمهور المفسرين.
* ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) يعني: من شر مخلوقات الله -جل وعلا- فما له شر من هذه المخلوقات فهو داخل في هذه الاستعاذة.
* (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) يعني: من شر الليل إذا دخل؛ لأن الليل إذا دخل تتسلط فيه شياطين الإنس، وشياطين الجن والدواب والهوام،
* (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) يعني: من شر الأنفس التي تنفث في العقد لتسحر الناس؛ لأن السحرة ينفثون في العقد التي يعقدونها، من أجل سحر الناس، وينفثون عليها، "والنفث ": هو الريق والهواء الذي يخرج من الفم، أو شيء من الريق وهو دون التفل، وفوق النفخ فهذا يسمى نفثا، فهذه نفث الساحر إذا نفث في العقد. يقول العلماء: نفسه شيطانية فتتكيف مع هذه الأشياء، فيحصل السحر للمسحور.
* (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) يعني: من شر الحاسد إذا حسد في وقت الحسد الذي يحسد فيه الإنسان؛ لأن الإنسان قد يكون متلبسا بهذه الصفة يحسد الناس، لكنه في بعض الأحيان لا يحسد، لكن في حال حسده فهو مأمور من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستعاذ به في مثل هذه الحالة.
\
/
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:12
تفسير سورة الناس :-
قال تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ
الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
* ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) يعني : وهذا أمره بأن يستعيذ به بوصف الربوبية، وخص الناس بالذكر هاهنا، وإن كان -جل وعلا- رب العالمين، إلا أنه -جل وعلا- خصهم -هاهنا- لشرفهم من جهة، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطب بذلك، وهو داخل في الناس من جهة أنه -صلى الله عليه وسلم- قد لا يظن أن المماثل له،
* (مَلِكِ النَّاسِ ) أي: أن الله -جل وعلا- أمره أن يستعيذه -أيضا- باسمٍ من أسمائه، وهو أنه -جل وعلا- ملك الناس، وهذا يدل على أنه يستعيذ بمن له الأمر والنهى؛ لأن الرب هو المدبر الذي يخلق الأشياء، والملك من صفاته أنه يكون آمرا ناهيا.
* (إِلَهِ النَّاسِ ) ويعني : ان لله اسم ثالث لله -جل وعلا- أي: معبودهم، فهم لا يلتجئون ولا يعتصمون إلا لمن بيده تدبير السماوات والأرض، ولمن له الأمر والنهي، ولمن هو مستحق للعبادة -جل وعلا-.
* (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) أي: تستعيذ بالله -جل وعلا- بأسمائه وصفاته من شر الوسواس الخناس، " والوسواس ": هو الموسوس، وأصل " الوسواس " هو الصوت الخفي، ويطلق -أيضا- على ما لا صوت له كما في وسوسة الشيطان، وأما وسوسة شياطين الإنس فإنها قد تكون بالصوت الخفي.
* ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) يعني: أن هذا الوسواس أو الموسوس يوسوس في صدور الناس، وعبر الله -جل وعلا- بالصدور دون القلوب؛ لأن الصدور هي مدخل للقلب، وهي ساحة القلب؛ لأن الشيطان يلقيها في صدور الإنسان، ثم بعد ذلك تتابع إلى قلبه، ثم إذا دخلت في قلب الإنسان جرت بعد ذلك منه مجرى الدم كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) يعني: أن الموسوس من الجنة أو من الناس، وليس الموَسْوَس له، وإنما المراد به الموَسوِس؛ لأن الموسوس قد يكون من الجنة، وقد يكون من الناس،
\
/
)
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:12
تفسير آية الكرسيّ :-
قال تعالى ( اللهُ لآ إِلهَ إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ ولا نَوْمُُ لَهُ ما في السمواتِ وما فِيِ الأرضِ مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيديهِم وما خلفَهُم ولا يحيطونَ بشيءٍ من عِلْمِهِ إلا بما شآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ والأرضِ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وهو العليُّ العظيم )
[الله لآ إِلَهَ إلاَّ هُوالحيُّ القيُّوم ]
وفي هذه الآية وصْف الله تعالى بأنه لا إله سواه أي لا أحد يستحق أن يُعبد إلا الله وأنه حيُُّ أي ذوحياة أزلية أبدية ليست كحياة غيره بل حياة غيره بالروح والدم واللحم ، وفي هذه الآية إثبات أن الله مستغنٍ عن كل شيءٍ واحتياج كل شيءٍ إليه ، وكذلك في هذه الآية إثبات أن الله موجود بلا بداية ، فالموجود بلا بداية لا يحتاج إلى غيره لأن وجوده بذاته ، أما ما سوى الله فوجوده بغيره ، وما سوى الله حادث ، لأنه لم يوجد إلا بإيجاد الله وكل موجودٍ حادث إلاّ الله تعالى فإنه أزلي فهوالموجود بذاته ، الله تعالى أوجد الأشياء ، أبرزها من العدم إلى الوجود .
الحيُّ : الله تعالى وصف نفسه بهذه الآية الكريمة بأنه حيُُّ ، ومعنى الحيّ إذا أُطلق على الله الذي له حياة ليست كحياة غيره بل أزلية أبدية ، أما حياة غيره فإنها بالروح ، هذا بالنسبة للإنس والجن والملائكة وغيرهم .
القيُّوم : الله تبارك وتعالى وصف نفسه أيضا في هذه الآية القيوم أي المدبر لجميع الأشياء ، الله تبارك وتعالى هومُدبِّر كلَّ الأشياء ، وليس معنى القيوم كما يقول البعض الداخل والحالُّ فينا ، فهؤلاء جعلوا الله حالاًّ في أجسادنا ، فعلى قولهم داخلُُ في كل فرد من أفراد الإنسان وهذا كفر . الإسماعلية طائفة نُسبت إلى إسماعيل بن جعفر تعتقد أن الله حال في إسماعيل ، تعالى الله عن قول الكافرين هؤلاء وإن ادَّعَوْا الصوفية فهؤلاء كافرين لأن الإسلام توحيد الله تعالى أي إثبات وجود الله مع إعتقاد بأن الله واحد لا شبيه له ، مع الإعتقاد أنه لا يمَسُّ شيئا ولا يحلُّ بشيءٍ ولا شيءُُ يحلُّ به ، هذا هوالتوحيد .
أما الملائكة فهم يحِلُّون في جسم الإنسان ، ملائكة الرحمن الموكَّلون في تصوير الرحم يدخل إلى رحم المرأة من غير أن تشعر ( يدخل من البطن)، الملاك يدخل ويخرج لوظيفته ، ووظيفته تصوير الجنين على حسب ما يتلقى الأمر من الله تبارك وتعالى ، فالله جل وعلا أن يكون كهذه الأشياء ، فالله لا يجوز عليه أن يحُل في جسد الإنسان ، والويل لمن يقرأ هذه الآية قوله تعالى الحي القيوم ويعتقد هذا الإعتقاد الفاسد في حق الله تعالى .
[ لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ ولا نَوْم ]
أي لا يصيبه نعاس ولا نَوْمُُ منزَّه عن النعاس والنوم ، فالله تعالى منزه عن التطور والإنفعالات وهوخلق فينا الإنفعالات والتطورات لأن خالق الشيء لا يكون موصوفا بما خَلَقَ ، الذي خلق النوم والنعاس والتطور والإنفعالات لا يكون مثل هذه الصفات ، نحن رضانا وحبنا وكراهيتنا إنفعال نفسي ، فأما الله تعالى فلا يجوز أن تكون محبته للمؤمنين إنفعال نفسي ، يُفهم من هذه الكلمة لا تَأْخُذُهُ سِنَةُُ ولا نومُُ أي تنزيه الله عن أن يصيبه تطور وإنفعالات ، فكما ننفي عن الله النوم والنعاس يجب أن ننفي عنه سائر التطورات والإنفعالات . فلا يجوز الإعتقاد أن محبة الله للمؤمنين وكراهيته للكفار إنفعالات .
[ لَهُ ما في السمواتِ وما فِيِ الأرضِ ]
أي أنه مالك ما في السموات وما في الأرض ، أي من ذوي العقول كالملائكة والإنس والجن وغير ذوي العقول كالبهائم وغيرها، الله تعالى مالك كلِّ ذلك .
[ مَن ذا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإذنِه ]
معنى هذه الكلمة أن لا أحداً يشفع عند الله إلا بإذن الله ، فيوم القيامة يشفع الملائكة لعصاة المسلمين . الملائكة بما أنهم أطهار ليس عليهم ذنوب ، مطيعون لربهم لا يعصون الله ، يُشَفِّعُهُمُ الله تعالى في عصاة المسلمين ، بعض عصاة المسلمين الذين ماتوا قبل التوبة يشفِّع الله تعالى فيهم الملائكة وبعضهم يشفِّع فيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،. محمد وأولياء أمته والشهداء يَشْفَعون ، أما سائر الأنبياء فإنما يشفعون لعصاة المسلمين من أمَمِهم ، المسيح يشفع في عصاة المسلمين من أمته من أهل الكبائر لكنه لا يشفع إلا بإذن الله ، كذلك موسى يشفع في عصاة أمته ، أما الكفار فلا يشفع فيهم أحد من أنبياء الله لا المسيح ولا محمد . الله لا يأذن لا للأنبياء أن يشفعوا للكفار كذلك الرسول لا يشفع لمن مات على الكفر ، وكذلك المسيح وموسى لا يشفع لهؤلاء اليهود الذين كذَّبوا المسيح ومحمد قال الله تعالى لا يشفعونَ إلاَّ لِمَنِ ارتضى أي إلاَّ لمن مات على الإيمان .
أهل السموات الملائكةُ وأهل الأرض الأنبياءُ والأولياءُ والشهداءُ لا يشفعون يوم القيامة إلا لعصاة المسلمين ، لا يشفعون لمن عبد غير الله ، فمن ظن أن نبيا من أنبياء الله يشفع لبعض الكفار فإنه كَفَرَ لأنه كذَّب القرآن .
[يعلم ما بين أيديهِم وما خلفهُم ولا يحيطون بشيءٍ من علمِه إلاَّ بما شآء ]
هذه الآية تخبرنا بأن أهل السموات والأرض وغيرهم حتى أولياء الجن لا يحيطون بشيء من علم الله من معلومات الله إلا بالقدْر الذي علمهم الله ، القدْر الذي شاء الله أن يعلمونه، كذلك الملائكة لا يعلمون إلا ما علمهم الله وكذلك الأولياء ، الله تعالى هوالذي أحاط بكل شيء علما ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذاتِ يوم ضاعت ناقةً له ، فقال بعض الكفار مستهزئاً بالرسول أن محمداً يزعم أنه يؤتيه خبر السماء وهولا يدري أين ناقته التي ضاعت ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أني لا أعلم إلا ما علمني ربي وإنها بمكان كذا ، فذهبوا فوجدوها في المكان الذي اخبر رسول الله . الأنبياء لا يعلمون إلا ما علمهم الله فكيف الجن الذي ليس فيهم نبي ولكن فيهم أولياء ، وإنما الجن يأخذون أمور الدين من أنبياء البشر .
[وَسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأرضِ ]
الكرسيُّ هوجِرم كبير عظيم خلقه الله تعالى . جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : السموات السبع في جَنْبِ الكرسيِّ كحلقةٍ ملقاةٍ في فلاةٍ من الأرض .
الفلاة هي الأرض البريّة ، ومعنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام أن السموات السبع التي كل واحدة منها أعظم من أرضنا هذه ، كل السموات السبع بالنسبة للكرسيِّ كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض ، هذا الكرسيِّ الذي يقول الله عنه وسع كرسيه السموات والأرض أي أن ذلك الكرسيِّ وإن كان صغيرا بالنسبة للعرش يسع السموات والأرض . وقد جاء في حديث روي عن أبي ذر الغفاري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما السموات السبع في جَنْب الكرسيِّ إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسيِّ كفضل الفلاة على الحلقة .
وهذا العرش الكريم يكون بالنسبة إلى الكرسيِّ زائداً في إتساع المساحة لعُظْمِ جِرمه كما تكون الحلقة في الفلاة ، وهذا معنى قوله تعال: وسع كرسيه السموات والأرض .
[ولا يُؤُدُهُ حِفْظُهُمَا ]
أي كل شيء خلقه الله تعالى ، وكلها هينة على الله ، كما أن خَلْقَ الذرّة هينة على الله كذلك السموات والأرض والعرش ، لا يصعب شيء على الله ولا يصيبه تعب . فالله تعالى خلق السموات والأرض بقدرته، فالله ليس كمثله شيء فهويفعل ما يريد أي أنه تعالى يخلق ما يشاء بلا تعب ولا مشقة تلحقه ، لذلك ربنا تبارك وتعالى كذَّب اليهود لما قالوا إن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم تعب . قالوا انتهى من خلق السموات والأرض يوم الجمعة فأصابه تعب فاستلقى ليستريح ، الله تعالى كذبهم قال الله تعالى: وما مَسَّنا من لُغوبٍ أي لا يصعب على الله تعالى حفظه للسموات والأرض ، لا يصعب على الله شيء .
[ وهو العليُّ العظيم ]
العلي إذا أطلق على الله معناه علوالقدر والدرجة ، ليس معناه أنه متحيز في الجهة العليا من العالم ، فالله تعالى منزه عنه ، لأن هذا علوالمكان من صفات المخلوقين . الملائكة الحافّون بالعرش مقامهم حول العرش ، فلا يوجد موضع أربع أصابع في السموات السبع إلا وفيه ملك قائم أوراكع أوساجد ، هذه السموات مع اتساع مساحتها فهي ليست فراغا بل مشحونة بالملائكة ، منهم قيام ومنهم ركوع ومنهم سجود ، هذه السموات السبع التي هي مشحونة بهؤلاء الملائكة الكثيرين لا تُتعِب الله بحِفظها ، فهذا العلي أي علوالقدْر فالله تعالى علي أي أقدر من كل قادر، القوي بمعنى القادر باللغة الأصلية ، الله تعالى يسمى قادرا ويسمى قويا ويسمى ذا القوة ويسمى ذا القدرة .
\
/
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:15
http://upload.te3p.com/uploader/120719/01267172998.png (http://www.te3p.com/)
تفسير سورة العصر
بسم الله الرحمن الرحيم : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ .
--------------------------------------------------------------------------------
هذه السورة، سورة العصر هي التي قال فيها الإمام الشافعي -رحمه الله-: "لو ما أنزل الله على خلقه حجة إلا هذه السورة لكفتهم" وقد شرح ابن القيم -رحمه الله- كلام الإمام الشافعي في كتابه مفتاح السعادة، وبين رحمه الله أن هذه الآية مشتملة على أربعة أمور: -
الأمر الأول: العلم وهو معرفة الحق، وهو الذي دل عليه قوله جل وعلا: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا فالمؤمن يعلم أن الله حق، وأن وعده حق، وأن رسوله حق، وأن لقاءه حق، وأن الملائكة حق، وأن النبيين حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، ثم يعمل بذلك.
وقد دل عليه قوله جل وعلا: وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثم يدعو الناس إلى ذلك وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ويصبروا على العلم والعمل والتعليم فهذه أربعة أشياء إذا كملها الإنسان يكون مكملا لنفسه، ومكملا لغيره.
وهذه السورة أقسم الله -جل وعلا- فيها بالعصر، وهو الدهر كاملا، أو العصر وهو الوقت المعروف، أقسم به جل وعلا على أن الإنسان لفي خسر، والمراد كل الإنسان في خسر، في خسارة وهلاك، إلا من استثناهم الله -جل وعلا- بعد ذلك إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:16
مقدمة تفسير سورة قل يا أيها الكافرون:
بسم الله الرحمن الرحيم سورة قل يا أيها الكافرون وهي مكية.
فضائل سورة قل يا أيها الكافرون:
ثبت في صحيح مسلم <1218> عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وبـ (قل هو الله أحد) في ركعتي الطواف وفي صحيح مسلم <726> من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر
وقد تقدم في الحديث أنها تعدل ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ (قل يا أيها الكافرون) حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك
هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالإخلاص فيه فقوله (قل يا أيها الكافرون) يشمل كل كافر على وجه الأرض ولكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش وقيل أنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ويعبدون معبوده سنة فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال (لا أعبد ما تعبدون) يعني من الأصنام والأنداد (ولا أنتم عابدون ما أعبد) وهو الله وحده لا شريك له ف ما هاهنا بمعنى من قال (ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما اعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه ولهذا قال (ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي لا تقتدرون بأوامر الله وشرعه في عبادته بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم كما قال (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه فإن العابد لابد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه ولهذا كانت كلمة الإسلام لاإله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم (لكم دينكم ولي دين) كما قال تعالى (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) وقال (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) وقال البخاري <بعد4966> يقال (لكم دينكم) الكفر (ولي دين) الإسلام ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذف الياء كما قال (فهو يهدين) و (يشفين) وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قالوا (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا)
وقد استدل الإمام أبو عبد الله الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة (لكم دينكم ولي دين) على أن الكفر كله ملة واحدة فورث اليهود من النصارى وبالعكس إذا كان بينهما سبب أو نسب يتوارث به لأن الأديان ماعدا الإسلام كلها كالشيء الواحد في البطلان وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود وبالعكس لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوارث أهل ملتين شتى .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:17
بـــِـســم الله الرَحّمَن الرَحِيم
{سَبّحَ لِلّه مَافي السّماوَاتِ وَمَا في اْلأَرْضِ وَهُوَ اْلعَزِيزُ اْلحَكِيم *(1)* يَاأَيُهَا اْلّذِينَ امنُوا لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلُونَ *(2)* كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَالا تَفْعَلُونَ *(3)* إِنّ اللهَ يُحِبُ الذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاً كَأنّهُمْ بُنيانٌ مَرْصُوصٌ *(4)*}
إنكار على من يعد وعداً أو يقول قولا لا يفي به . وثبت في الصحيحين أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ( آية المنافق ثلاث : إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا أتمن خان)
ولهذا أكد الله تعالى بقوله جل وعز: { كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَالا تَفْعَلُونَ}
قال ابن العباس : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولن : لوددنا ان الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به فأخبر نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشقّ عليهم أمره فقال سبحانه :{ يَاأَيُهَا اْلّذِينَ امنُوا لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلُونَ}.
وقوله تعالى : { إِنّ اللهَ يُحِبُ الذِينَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّاً كَأنّهُمْ بُنيانٌ مَرْصُوصٌ} هذا إخبار منه تعالى بمحبة عباده المؤمنين الذين صفوا مواجهين لأعداء الله تعالى في حومة الوغى يقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر العالي على سائر الأديان . يحب أن يكونوا كالبنيان ملتصق بعضه ببعض . روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل يقوم من الليل ، والقوم إذا صفوا للصلاة والقوم إذا صفوا للقتال )
وقال قتادة : { كَأنّهُمْ بُنيانٌ مَرْصُوصٌ} ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بيانه ، فكذلك الله عز وجل لا يحب أن يختلف أمره وأن الله صف المؤمنين في قتالهم ، وصفهم في صلاتهم ، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:18
قال سبجانه وتعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )
يخبر تعالى عن كمال لطفه تعالى بعباده المؤمنين، وما قيض لأسباب سعادتهم من الأسباب الخارجة عن قدرهم، من استغفار الملائكة المقربين لهم، ودعائهم لهم بما فيه صلاح دينهم وآخرتهم، وفي ضمن ذلك الإخبار عن شرف حملة العرش ومن حوله، وقربهم من ربهم، وكثرة عبادتهم ونصحهم لعباد الله، لعلمهم أن الله يحب ذلك منهم
( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ )
أي: عرش الرحمن، الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها وأوسعها وأحسنها، وأقربها من الله تعالى، الذي وسع الأرض والسماوات والكرسي، وهؤلاء الملائكة، قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم، فلا شك أنهم من أكبر الملائكة وأعظمهم وأقواهم، واختيار الله لهم لحمل عرشه، وتقديمهم في الذكر، وقربهم منه، يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكة عليهم السلام، قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
( وَمَنْ حَوْلَهُ )
من الملائكة المقربين في المنزلة والفضيلة
( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )
هذا مدح لهم بكثرة عبادتهم للّه تعالى، وخصوصًا التسبيح والتحميد، وسائر العبادات تدخل في تسبيح الله وتحميده، لأنها تنزيه له عن كون العبد يصرفها لغيره، وحمد له تعالى، بل الحمد هو العبادة للّه تعالى، وأما قول العبد: "سبحان الله وبحمده"فهو داخل في ذلك وهو من جملة العبادات.
( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )
وهذا من جملة فوائد الإيمان وفضائله الكثيرة جدًا، أن الملائكة الذين لا ذنوب عليهم يستغفرون لأهل الإيمان، فالمؤمن بإيمانه تسبب لهذا الفضل العظيم. ثم ولما كانت المغفرة لها لوازم لا تتم إلا بها -غير ما يتبادر إلى كثير من الأذهان، أن سؤالها وطلبها غايته مجرد مغفرة الذنوب- ذكر تعالى صفة دعائهم لهم بالمغفرة، بذكر ما لا تتم إلا به
( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا)
فعلمك قد أحاط بكل شيء، لا يخفى عليك خافية، ولا يعزب عن علمك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، ورحمتك وسعت كل شيء، فالكون علويه وسفليه قد امتلأ برحمة الله تعالى ووسعتهم، ووصل إلى ما وصل إليه خلقه
( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا )
من الشرك والمعاصي
( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ )
باتباع رسلك، بتوحيدك وطاعتك
( وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )
أي: قهم العذاب نفسه، وقهم أسباب العذاب
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:19
يقول تعالى في كتابه الكريم :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
" سورة النــور
نبحر في هذه الآية الكريمة .. التي تبث الأمل في النفوس ..
وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ..
إن وعده لحقّ ..
فبمَ وعد الله عز وجل ووعده الحقّ ؟
( ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم )
وعدهم بميراث الأرض وأن يجعلهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف الملوك في ممالكهم كما استخلف
المؤمنين قبلهم ..
وفي هذه البشارة يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :
" إن الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها " / رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم :
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ) / صحيح مسلم
( وليمكننّ لهم دينهمُ الذي ارتضى لهم )
وليجعلنّ دينهم – الإسلام – الذي ارتضاه لهم عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان
( وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً )
وليغيّرنّ حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع إلى الأمن والاستقرار
( يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )
- وكأن في هذا تعليل للاستخلاف – يوحدون الله جلّ وعلا ويخلصون له العبادة ، لا يعبدون إلهاً غيره
( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )
أي فمن جحد شكر هذه النعم .. فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله العاصون أمر الله ..
..
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:21
تفسير الآية (282) من سورة البقرة..(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ
أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ
كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ
مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا
الأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ
وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ
تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ
اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
(282)
يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم إذا تعاملتم بدَيْن إلى وقت معلوم فاكتبوه; حفظًا للمال ودفعًا للنزاع.
ولْيقُم بالكتابة رجل أمين
ضابط, ولا يمتنع مَن علَّمه الله الكتابة عن ذلك, ولْيقم المدين بإملاء ما عليه من الدَّيْن,
وليراقب ربه, ولا ينقص من دينه شيئا. فإن كان المدين محجورًا عليه
لتبذيره وإسرافه, أو كان صغيرًا أو مجنونًا, أو لا يستطيع النطق لخرس به أو عدم قدرة كاملة على الكلام, فليتولَّ الإملاء عن المدين القائم بأمره,
واطلبوا شهادة
رجلين مسلمَيْن بالِغَيْن عاقلَيْن من أهل العدالة. فإن لم يوجد رجلان, فاطلبوا شهادة رجل وامرأتين ترضون شهادتهم, حتى إذا نَسِيَتْ إحداهما ذكَّرتها الأخرى,
وعلى الشهداء أن يجيبوا مَن دعاهم إلى الشهادة, وعليهم أداؤها إذا ما دعوا إليها, ولا تَمَلُّوا من كتابة الدَّين قليلا أو كثيرًا إلى وقته المعلوم.
ذلكم أعدل
في شرع الله وهديه, وأعظم عونًا على إقامة الشهادة وأدائها, وأقرب إلى نفي الشك في جنس الدَّين وقدره وأجله. لكن إن كانت المسألة مسألة بيع وشراء، بأخذ سلعة
ودفع ثمنها في الحال، فلا حاجة إلى الكتابة,
ويستحب الإشهاد على ذلك منعًا للنزاع والشقاق، ومن الواجب على الشاهد والكاتب أداء الشهادة على وجهها والكتابة كما
أمر الله. ولا يجوز لصاحب الحق ومَن عليه الحق الإضرار بالكُتَّاب والشهود، وكذلك لا يجوز للكُتَّاب والشهود أن يضارُّوا بمن احتاج إلى كتابتهم أو شهادتهم،
وإن تفعلوا ما نهيتم عنه فإنه خروج عن طاعة الله، وعاقبة ذلك حالَّة بكم. وخافوا الله في جميع ما أمركم به، ونهاكم عنه، ويعلمكم الله جميع ما يصلح دنياكم وأخراكم.
والله بكل شيء عليم، فلا يخفى عليه شيء من أموركم، وسيجازيكم على ذلك.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-06, 13:22
تفسير الآية 228 من سورة البقرة :
{ وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ وَلاَ
يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيۤ أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ
يُؤْمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ
فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ
بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
شرح الكلمات:
{ المطلقات }:
جمع مطلقة وهي المرأة تسوء عشرتها فيطلقها زوجها أو القاضي.
{ يتربصن }:
ينتظرن
.
{ قروء }:
القرء إما مدة الطهر، أو مدة الحيض.
{ ما خلق الله في أرحامهن }:
من الأجنّة فلا يحل للمطلقة أن تكتم ذلك.
{ وبعولتهن }:
أزواجهن ، واحد البعولة: بَعْلٌ كفحل ونخل.
{ بردهن في ذلك }:
أي في مدة التربص والانتظار.
{ ولهن مثل الذي عليهن }: يريد على الزوجة حقوق لزوجها، ولها حقوق على زوجها.
{ وللرجال عليهن درجة }:
هي درجة القوامة أن الرجل شرعا هو القيم على المرأة.
معنى الآية الكريمة:
بمناسبة طلاق المؤلي إن أصر على عدم الفيئة : ذكر تعالى في هذه الآية {والمطلقات }
الخ، أن على المطلقة التي تحيض أن تنتظر فلا تتعرض للزواج مدة ثلاثة أقراء فإن انتهت
المدة ولم يراجعها زوجها فلها أن تتزوج.
وهذا الانتظار يسمى عدة وهي واجبة مفروضة عليها لحق زوجها، إذ له الحق أن يراجعها فيها، وهذا معنى قوله تعالى في الآية: { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أراداو إصلاحاً }.
كما أن على المطلقة أن لا تكتم الحيض بأن تقول: ما حضت إلا حيضة أو حيضتين وهي حاضت ثلاثة تريد بذلك الرجعة لزوجها، ولا تقول حضت ثلاثة وهي لم تحض من أجل أن لا ترجع إلى زوجها، ولا تكتم الحمل كذلك حتى إذا تزوجت من آخر تنسب إليه الولد وهو ليس بولده وهذا من كبائر الذنوب. ولذا قال تعالى ولا يكتمن ما خلق الله في أرحامهن،
يريد من حيض وحمل إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر.
وقوله تعالى: { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك } يريد والزوجُ أحقُّ بزوجته المطلقة ما دامت في عدَّتها وعلى شرط أن لا يريد بإرجاعها المضارة بها بل لا بد وان يريد برجعتها الإِصلاح وطيب العشرة بينهما.وهذا ظاهر قوله تعالى: { إن أرادوا إصلاحاً } ، وعلى المطلقة أن تنوي برجوعها إلى زوجها الإِصلاح أيضاً.
ثم أخبر تعالى أن للزوجة من الحقوق على زوجها، مثل ما للزوج عليها من حقوق فقال
تعالى: { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف }.
وأخبر أن للرجل على المرأة درجة لم ترقها المرأة ولم تكن لها وهي القيوميّة المفهومة من قوله تعالى من سورة النساء: { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم }.
وختمت الآية بجملة { والله عزيز حكيم } إشعاراً بوجوب تنفيذ هذه التعاليم لعزة الله تعالى وحكمته. فإن الغالب يجب أن يطاع والحكيم يجب أن يسلم له في شرعه لأنه صالح نافع غير ضار.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 21:54
تدبير آية ..
*قرأ رجل على أبي سليمان الداراني سورة الإنسان،فلما بلغ(وجزيناهم بماصبروا جنة وحريرا) قال أبو سليمان : بما صبروا على ترك الشهوات في الدنيا .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 21:56
http://imagecache.te3p.com/imgcache/ac138742f24398932fb50840537efd5f.jpg
http://imagecache.te3p.com/imgcache/b3d54ff6429c671b5e2a2da0535b12de.jpg
http://imagecache.te3p.com/imgcache/732ebdd0b31caab115b04018e15b2682.jpg
http://imagecache.te3p.com/imgcache/881b272dd171df12912dc67c5c595ead.jpg
http://imagecache.te3p.com/imgcache/f890e005753db66d9df032815ee14671.jpg
(http://forum.te3p.com/newreply.php?do=newreply&p=6775772)
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 21:57
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ
وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الأية) (4) سورة ابراهيم
اذا كان الله يريد ان يضل عبدا فلماذا يدخله النار طالما ان ان هذا العبد
لا يملك الأدوات التى بها يرد ارادة الله سبحانه وتعالى ؟؟؟
الذى يسأل هذا السؤال لم يفهم معنى الآية الكريم
سأشرح لكم اولا معنى كلمة الهدى فى القرآن بمثال ولله المثل الأعلى
الهدى نوعان:
هدى دلاله وهو ان تدل شخص على طريق تحقيق هدفه مثلما يقابلك
شخص ويطلب منك ان تدله على طريق يصل منه الى شارع معين فبمجرد
ان توصف له الطريق شفهيا واشارة يدك كان تقول له اذهب يمينا ثم يمينا ثم الى الأمام فهذا يسمى هدى دلاله
فاذا قال لك الشخص هذا شكرا اخى وذهب ثم عاد اليك وقال لك اخى
لم استطع الوصول ويطلب منك بأدب ان تدله ثانية فانت تقول له لأ بل
سأقوم معك حتى أصل معك الى العنوان الذى تريده فهذا هو هدى إعانه ولو كان
هذا الشخص استهتر بهدى الدلاله ولو قال لك لن اسمع كلامك فانا اريد منك ان تذهب بى
الى العنوان الذى اريده اذا قال لك هذا متبجحا فلن يصل الى ان تهديه هداية الإعانة وستقول له شانك ونفسك
فالذين يتبعون منهج الله اى هدى الله يهديهم الله هداية اعانة والذين لا يتبعون هداية
الدلاله وهو منهج الله اذا هم يشائون الا يهتدوا ولو شائوا لأتبعوا المنهج ولو شائوا لكان
معنى ذلك انهم يريدون هدى الله هدى الإعانة
"يهدى من يشاء أي يهدي الذى يشاء ان يهتدى ويضل الذى يشاء ان يُضَل"
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُم ْ
(17) سورة محمد
وهذه هي دلالة المعونة .. وهي لا تحق إلا لمن آمن بالله واتبع منهجه
وأقبل على هداية الدلالة وعمل بها .. والله سبحانه وتعالى لايعين من يرفض
هداية الدلالة، بل يتركه يضل ويشقى .. ونحن حين نقرأ القرآن الكريم نجد
أن الله تبارك وتعالى: يقول لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ
(56) سورة القصص
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم ٍ
(52) من الآية 52 سورةالشورى
فكيف يأتي هذا الاختلاف مع أن القائل هو الله.؟
نقول : عندما تسمع هذه الآيات اعلم أن الجهة منفكة .. يعني ما نفى غير ما أثبت ..
ففي غزوة بدر مثلا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصى
قذفها في وجه جيش قريش. يأتي القرآن إلي هذه الواقعة فيقول الحق سبحانه
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى
من الآية 17 سورة الأنفال
نفي للحديث وإثباته في نفس الآية .. كيف رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. مع أن الله تبارك وتعالى قال: "وما رميت"؟! نقول إنه في هذه الآية الجهة منفكة.
الذي رمى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي أوصل الحصى إلي
كل جيش قريش لتصيب كل مقاتليهم هي قدرة الله سبحانه وتعالى. فما كان لرمية
رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصى يصيب كل جندي في الجيش.
أما قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: "وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم".
فهي هداية دلالة. أي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتبليغه للقرآن وبيانه لمنهج الله قد دل الناس كل الناس على الطريق
المستقيم وبينه لهم. وقوله تبارك وتعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"
.. أي إنك لا توصل الهداية إلي القلوب لأن الله سبحانه وتعالى هوالذي يهدي القلوب
ويزيدها هدى وإيمانا. ولذلك أطلقها الله تبارك وتعالى قضية إيمانية عامة في قوله
: "قل أن الهدى هدى الله" فالقرآن الكريم يحمل هداية الدلالة للذين يريدون
أن يجعلوا بينهم وبين غضب الله وعذابه وقاية والله اعلم.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 21:58
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ﴾ .
* * *
عن ابن عباس : قال : ( نزل القرآن كلّه جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئًا ، أنزله منه حتى جمعه ، وكان بين أوله وآخره عشرون سنة ) .
وقال ابن كثير : يخبر تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر ، وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ﴾ ، وهي ليلة القدر ، وهي من شهر رمضان ، كما قال تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ . قال ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصّلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله .
ثم قال تعالى معظّمًا لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال :﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ . وعن مجاهد : ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ ليلة الحكم . قال الحسن : ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ ، فيها يقضي الله كلّ أجل وعمل ورزق إلى مثلها . وعن مجاهد : ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ قال : عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر . قال قتادة : ﴿ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ ، ليس فيها ليلة القدر . ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴾ قال قتادة : يقضي فيها ما يكون في السنة إلى مثلها . ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ ، قال : خير كلّها ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ ، إلى مطلع الفجر . وفي الصحيحين أن رسول الله قال : « تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر » .
وقال : « من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه » .
وقد اختلف العلماء في تعيينها ، والجمهور أنها ليلة سبع وعشرين ، وما استنبطه بعضهم من عدد كلمات السورة وقد وافق قوله فيها : ﴿ هِيَ ﴾ سابع كلمة بعد العشرين ؛ قال ابن عطية : ( إنه من ملح التفاسير ، وليس من متين العلم ) . والله أعلم .
(http://forum.te3p.com/newreply.php?do=newreply&p=6778672)
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:00
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر : 5-6-7-8 )
يبين الله جل وعلا للناس أن ماوعدهم به في الآخرة من البعث والحساب والثواب أو العقاب حق ثابت لابُدَّ من وقوعه , ويحذرهم من خداع الدنيا بنعيمها ومظاهرها , كما يحذرهم من خداع الشيطان الذي بلغ حَدّا عاليًا في التغرير بالناس .
ويذكِّرنا الله تعالى بعداوة الشيطان التي هي مهمته الكبرى في هذه الحياة هو وجنوده , ويأمرنا جل وعلا بأن نتخذه عدوا , وذلك بأن يكون من مهماتنا الكبرى في هذه الحياة أن نتذكر دائمًا عداوته وأن نتخذ التدابير الواقية من كيده , فإنه إنما يدعو أتباعه ليشتركوا معه في المآل الشقي وذلك في الخلود في نار جهنم .
ثم يبين تعالى المصير السيء للكفار في الآخرة وهو العذاب الشديد في النار , والمصيرَ الحسن للمؤمنين وهو الظفر بستر الله عليهم وتجاوزه عن ذنوبهم والأجر الكبير في الجنة , وفي هذا تحذير للكفار عن الاستمرار على كفرهم , وحث للمؤمنين على الثبات على الصراط المستقيم .
وفي الآية الأخيرة يقارن الله سبحانه بين الكافر والمؤمن , فهل من حسَّن له الشيطان أعماله السيئة من الكفر والمعاصي في منزلة سواء مع من هداه الله تعالى فرأى الحسن حسنا والسيء سيئا؟ لايستوون عند الله جل وعلا , فإنه تعالى يضل من يشاء من عباده لتمحضهم للشر ويهدي من يشاء لاستعدادهم للخير , فلا تُهلك نفسك يارسول الله حزنا على كفر أولئك الضالين , فإن الله تعالى عليم بمساوئهم وسيعاقبهم عليها .
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:01
* * *
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا(1) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) (الكهف:3)
\
\
\
\
\
\
\
قوله تعالى:(الْحَمْدُ ) هو وصفُ المحمود بالكمال محبة وتعظيماً، وبقولنا محبةً وتعظيماً خرج المدح؛ لأن المدح لا يستلزم المحبة والتعظيم، بل قد يَمدح الإنسان شخصاً لا يساوي فلساً ولكن لرجاء منفعة أو دفع مضرة، أما الحمد فإنه وصف بالكمال مع المحبة والتعظيم.
( لِلَّهِ) هذا اسمٌ عَلَمٌ على الله مُختَصٌّ به لا يوصف به غيره، وهو عَلَمٌ على الذات المقدَّسة تبارك وتعالى.
(الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) جملة: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ } هل هي خَبَرٌ، أراد الله أن يُخبر عباده بأنه محمود، أو هي إنشاءٌ وتوجيهٌ على أنَّنا نحمدُ الله على هذا، أو الجميع؟
الجواب: الجميع، فهو خبرٌ من الله عن نفسه، وهو إرشادٌ لنا أن نَحمدَ الله على ذلك.
(عَبْدِهِ) يعني مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم، وَصَفَهُ تعالى بالعبودية؛ لأنه أعبَدُ البَشَر لله . وقد وصَفَه تعالى بالعبودية في حالات ثلاث:
1 -حالِ إنزال القرآن عليه كما في هذه الآية.
2 -في حالِ الدفاعِ عنهُ صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)
3 -وفي حالِ الإسراءِ به، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1)
{يعني في أشرف مقاماتِ النبي صلى الله عليه وسلم وَصفهُ الله بأنه عبدٌ، ونِعمَ الوصفُ أن يكون الإنسانُ عبداً لله، حتى قال العاشق في معشوقته:
{لا تدعُني إلاَّ بيا عَبدَها فإنه أشرف أسمائي} { الكتاب} أي: القرآن، سُمِّي كتاباً؛ لأنه يُكتب، أو لأنهُ جامع، لأن الكَتْب بمعنى الجَمْع، ولهذا يقالُ: الكتيبةُ يعني المجموعةُ من الخيل، والقرآن صالح لهذا وهذا فهو مكتوبٌ وهو أيضاً جامع.
(لم يجعل له عوجا)لم يجعل لهذا القرآن عوجاً بل هو مستقيم؛ ولهذا قال:
( قـَيـِّما)وقيماً حال من قوله: (الكتاب)، يعني: حالَ كونه قَيِّماً. فإن قال قائل: "لماذا لم نجعلها صفة، لأن الكتابَ منصوبٌ وَقَيِّماً منصوب؟".
فالجواب: أن قيماً نَكِرة والكتاب معرفة ولا يمكن أن توصف المعرفة بالنَّكِرَة، ومعنى {قيما} أي: مستقيماً غايةَ الاستقامة، وهنا ذَكَرَ نَفْيَ العيبِ أولاً ثم إثباتَ الكمال ثانياً. وهكذا ينبغي أن تُخلي المكان من الأذى ثم تَضع الكمال؛ ولهذا يقال: "التخلية قبل التحلية"، يعني قبل أن تُحلِّي الشيء أخلِ المكان عمَّا ينافي التحلي ثم حَلِّه، وفي قوله تعالى: ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) قيما). تنبيه. وهو أنه يجب الوقوف على قوله: { وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا } لأنك لو وصلت لصار في الكلام تناقضٌ، إذ يوهمُ أن المعنى لم يكن له عوج قَيِّم.
ثم بيَّن تعالى الحكمة من إنْزال القرآن في قوله(لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا )
الضمير في قوله: {لينذر } يحتملُ أن يكون عائداً على {عبده } ويحتملُ أن يكون عائداً على { الكتاب} وكلاهما صحيح، فالكتاب نَزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل أن يُنذِر به، والكتاب نفسُه مُنذِر، ينذر الناس.
( بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) أي من قِبَلِ الله عز وجل ، والبأس هو العذاب، كما قال تعالى:(فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً)(الأعراف: الآية4)، يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف.
( وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ )التبشير: الإخبار بما يسر، وهنا نجد أنه حُذِف المَفعول في قوله: {لِيُنْذِر } وذكر المفعول في قوله: { وَيُبَشِّر}، فكيف نقدر المفعول بـ"ينذر"؟
الجواب: نُقدِّرُه في مقابل من يُبَشَّر وهم المؤمنون فيكون تقديره "الكافرين"، وهذه فائدة من فوائد علم التفسير: أنّ الشيء يعرَف بذكر قبيله المقابل له، ومنه قوله تعالى: { فانفروا ثباتا أو أنفروا جميعاً} [النساء: 71] . {ثبات } : يعني "متفرقين" والدليل ذكر المقابل له(أو انفروا جميعاً)
وقوله تعالى: { الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ } يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح.؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلاَّ الله؟" يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟
(الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" [1]
( الذين يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يعني يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟
الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلاَّ إذا تضمن شيئين:
1 -الإخلاص لله تعالى: بإلاَّ يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.
2 -المتابعة لشريعة الله: ألاّ يخرج عن شريعة الله سواء شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره.
ومن المعلوم أن الشرائع بعد بِعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها منسوخة بشريعته صلى الله عليه وسلم.
وضد الإخلاص: الشرك، والإتباع ضد الابتداع، إذاً البدعة لا تقبل مهما ازدانت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب لأنها ليست موافقة للشرع؛ ولهذا نقول: كُل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة، بل هي ضلالة كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فمن عمل عملاً على وفق الشريعة ظاهراً لكن القلب فيه رياء فإنه لا يقبل لفقد الإخلاص، ومن عمل عملاً خالصاً على غير وفق الشريعة فإنه لا يقبل، إذاً لا بد من أمرين: إخلاصٍ لله ، واتباعٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاَّ لم يكن صالحاً،
(http://forum.te3p.com/newreply.php?do=newreply&p=6784994)
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:03
تدبر آية ~ ..
في سورة النمل قال الله تعالى :
(قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون)
:
*
:
جمعت النملة في هذه الآية11نوعا من فنون الكلام: نادت ونبهت،وأمرت وأرشدت،وحذرت وخصت،وعمت وأشارت وعذرت..
النداء: ( يا ) ، والكناية: ( أي ) ، والتنبيه: ( ها ) ، والتسمية: ( النمل ) ، والأمر: ( أدخلوا ) ،
والقصص: (مساكنكم )، والتحذير: ( لايحطمنكم ) ، والتخصيص: ( سليمان ) ، والتعميم: ( جنوده )
والإشارة: ( وهم ) والعذر: ( لايشعرون ) .
فسبحان من أبدع الكلام !
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:09
- سورة الماعون
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والجزاء؟
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه.
وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
ولا يحضُّ غيره على إطعام المسكين, فكيف له أن يطعمه بنفسه؟
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)
فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون, لا يقيمونها على وجهها, ولا يؤدونها في وقتها.
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)
الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس.
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها, فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا هم أحسنوا إلى خلقه.
............
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:10
(أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) (الكهف:3)
(أجرا) أي ثواباً، وسمى الله عز وجل ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة العمل، وهذا من عدله جلَّ وعلا أن يسمي الثواب الذي يثيب به الطائعَ أجراً حتى يطمئن الإنسان لضمان هذا الثواب؛ لأنه معروف أن الأجير إذا قام بعمله فإنه يستحق الأجر.
وقوله: {حسنا } جاء في آية أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى: )لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة)(يونس: الآية26) وجاء في آية أخرى: { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60] فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل؟
الجواب: بما يقتضي الأكمل، فنقول: {حسنا } أي هو أحسن شيء ولا شك في هذا، فإن ثواب الجنة لا يعادله ثواب.
وقوله: ( مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً ) أي باقين فيه أبداً، إلى ما لا نهاية، فلا مرض ولا موت ولا جوع ولا عطش ولا حر ولا برد، كل شيء كامل من جميع الوجوه.
واعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنَّة موجودة الآن وأنها مؤبدة، وأن النار موجودة الآن وأنها مؤبدة، وقد جاء هذا في القرآن، فآيات التأبيد بالنسبة لأصحاب اليمين كثيرة، أما بالنسبة لأصحاب الشمال فقد ذُكر التأبيد في آيات ثلاث:
1 -في سورة النساء، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) (النساء:168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) (النساء:169)
2 -في سورة الأحزاب، قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) (الأحزاب:64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:65)
3 -في سورة الجن في قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)(الجـن: الآية23)
وإذا كانت ثلاثُ آيات من كتاب الله صريحة في التأبيد فلا ينبغي أن يكون هناك خلاف، كما قيل:
{وليس كل خلاف جاء معتبراً إلاَّ خلافاً له حظٌّ من النَّظرِ} وما ذكر من الخلاف في أبدية النار لا حظَّ له، كيف يقول الخالق العليم: { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً } ثم يقال: لا أبدية؟ هذا غريب، من أغرب ما يكون، فانتبهوا للقاعدة في مذهب أهل السنّة والجماعة: أن الجنَّة والنار مخلوقتان الآن لأن الله ذكر في الجنة {أعدت } وفي النار (أعدت). وثانياً: أنهما مؤبدتان لا تفنَيان لا هما ولا من فيهما كما سمعتم.
* * *
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:11
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق خسران أبي لهب.
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
ما أغنى عنه ماله وولده, فلن يَرُدَّا عنه شيئًا من عذاب الله إذا نزل به.
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
سيدخل نارًا متأججة, هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك, فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته.
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
في عنقها حبل محكم الفَتْلِ مِن ليف شديد خشن, تُرْفَع به في نار جهنم, ثم تُرْمى إلى أسفلها.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-04-11, 22:14
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد : يقول الله تبارك وتعالى :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ) (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (الزمر :21- 22 )
[21] يذكر الله جل وعلا أمثلة من قدرته العظيمة وصنعه البديع , وذلك في تكوين الماء وإيجاده على هذا النحو النافع لكل حي في هذه الأرض , ثم في إنزاله من السحاب وحفظه في الأرض في نسبة من الانخفاض معتدلة , فلو كان غائرًا في طبقات الأرض السفلي لما أمكن خروجه ولا استخراجه , ثم في إخراجه من الأرض في ينابيع تكون منها الأنهار والعيون الجارية , ثم إذا نزل الماء على الأرض من المطر أو سُقيت به الأرض أخرج الله به نباتا مختلفا ألوانه وأنواعه وأحجامه, ثم إذا انقطع عنه الماء يبس بعد رطوبته , واصفر لونه بعد خضرته ونضارته , ثم تحول إلى حطام متفتت , إن في ذلك الخلق والتقدير من الله تعالى لموعظةً لأصحاب العقول السليمة , حيث إن في ذلك مثلا بليغا للدنيا , فإن حالها كحال هذا النبات في نضارته المحدودة وبهجته المؤقتة , ثم في سرعة ذبوله وفنائه .
[22] ثم يبين الله تعالى الفرق الشاسع بين أهل الهداية وأهل الضلالة , فهل مَنْ وسَّع الله صدره وأناره بقبول الإسلام وتطبيق تكاليفه , فأصبح على نور يفيض عليه من ربه , كمن كان ضيق الصدر بالإسلام منطويا على ماهو فيه من غواية وضلالة ؟!
/
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:02
(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً(4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً) (الكهف:5)
قوله تعالى: { وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً } كالإيضاح لما أبهم في الآية السابقة، فيه إنذار لمثل النصارى الذين قالوا: إن المسيح ابن الله، ولليهود الذين قالوا: العُزير ابن الله، وللمشركين الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله.
والعزير ليس بنبي ولكنه رجل صالح.
( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) أي بالولد أو بالقول، { مَا لَهُمْ بِهِ } أي بهذا القول، أو { مَا لَهُمْ بِهِ } أي بالولد (مِنْ عِلْمٍ ) فإذا انتفى العلم ما بقي إلاَّ الجهل.
(وَلا لآبَائِهِمْ) الذين قالوا مثل قولهم، ليس لهم في ذلك علم، ليسَ هناك ألاّ أوهام ظنوها حقائق وهي ليست علوماً.
(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) قد يُشكل على طالب العلم نَصْبُ(كَلِمَة)
والجواب(كَلِمَة)تمييز والفاعل محذوف والتقدير "كبرت مقالتهم كلمةً" تخرج من أفواههم: أي عَظُمت لأنها عظيمة والعياذ بالله، كما قال تعالى: )تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً(91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ ولداً(92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93) . يعني: مستحيل غاية الاستحالة أن يكون له ولد.
فإن قال قائل: "أليس الله يقول: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81)
الجواب: نعم. ولكن التعليق بالشرط لا يدل على إمكان المشروط، لأننا نفهم من آيات أخرى أنه لا يمكن أن يكون وهذا كقوله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ)(يونس: الآية94)وهو صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يَشك، ولكن على فرض الأمر الذي لا يقع، كقوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء:22) . فإنه لا يمكن أن يكون فيهما آلهة سوى الله عز وجل ، فتبين بهذا أن التعليق بالشرط لا يدل على إمكان المشروط، بل قد يكون مستحيلاً غاية الاستحالة.
قوله: (تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) هل لنا أن نستفيد من قوله: (مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) أن هؤلاء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وأنهم لا يستيقنون أن لله ولداً؛ لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن لله ولداً، فكيف يمكن أن يكون لله ولدٌ، وهذا الولد من البشر نراه مثلنا يأكل ويشرب ويلبس، ويلحقه الجوع والعطش والحر والبرد، كيف يكون ولدٌ لله تعالى؟ هذا غير ممكن؛ ولذلك قال:( إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً) "إن" بمعنى "ما" ومن علامات "إن" النافية أن يقع بعدها "إلاَّ" {إن أنت إلا نذير } [فاطر: 23] ، { إن هذا إلا سحر مبين} [المائدة: 110] .
(إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً) أي ما يقول هؤلاء إلاَّ كذباً. والكذب: هو الخبر المخالف للواقع، والصدق: هو الخبر المطابق للواقع، فإذا قال قائل: "قدِم فلانٌ اليوم" وهو لم يَقدُم، فهذا كذب سَواءٌ علم أم لم يعلم، ودليل ذلك قصة سُبَيْعةَ الأسلمِيَّةِ رضي الله عنها حينما مات عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد موته بليالٍ ثم خلعت ثياب الحداد، ولبست الثياب الجميلة تريد أن تُخطَب، فدخل عليها أبو السنابل فقال لها: "ما أنت بناكح حتى يأتي عليك أربعةُ أشهر وعشر"، لأنها وضعت بعد موت زوجها بنحو أربعين ليلة أو أقل أو أكثر، فلبست ثياب الإحداد ثم أتت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالخبر فقال لها: "كذب أبو السنابل"[2] ، مع أن الرجل ما تعمد الكذب، يظن أنها تعتدُ بأطول الأجلين، فإن بقيت حاملاً بعد أربعةِ أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تضع، وإن وضعت قبل أربعة أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تتم لها أربعةُ أشهر وعشر، تعتد أطول الأجلين، ولكن السنَّة بينت أن الحامل عِدَّتُها وضع الحمل ولو دون أربعةِ أشهر، فالشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق على قول أبي السنابل "كَذب" مع أنه لم يتعمد.
* * *
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:03
بسم الله الرحمن الرحيم
( وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات )
وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ..
إن وعده لحقّ ..
يقول عز وجل في سورة فاطر :
( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرور ) وفي سورة النساء :
( ومن أصدق من الله قيلاً )
وفي سورة الرعد :
( إن الله لا يخلف الميعاد )
وكثير من الآيات ..
فبمَ وعد الله عز وجل ووعده الحقّ ؟
( ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم )
وعدهم بميراث الأرض وأن يجعلهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف الملوك في ممالكهم كما استخلف
المؤمنين قبلهم ..
وفي هذه البشارة يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :
" إن الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها " / رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم :
" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ) / صحيح مسلم
( وليمكننّ لهم دينهمُ الذي ارتضى لهم )
وليجعلنّ دينهم – الإسلام – الذي ارتضاه لهم عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان
( وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً )
وليغيّرنّ حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع إلى الأمن والاستقرار
( يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )
- وكأن في هذا تعليل للاستخلاف – يوحدون الله جلّ وعلا ويخلصون له العبادة ، لا يعبدون إلهاً غيره
( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )
أي فمن جحد شكر هذه النعم .. فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله العاصون أمر الله ..
:: لآلـــــــئ الإبـــحـــار ::
* النصر آتٍ .. وسيأتي يوم تُرفع فيه رايات المسلمين فوق كل راية ..
سيأتي عن قريب بإذن الله ..
فقد بلغ من المسلمين كل مبلغ .. وعلَت أصوات القائلين :
متى نصر الله ؟!!
يجيبهم الله تعالى في سورة البقرة :
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول
الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
* الأفعال التي وعدنا الله عز وجل بها وردت في الآية الكريمة مؤكّدة بالقسم وبنون التوكيد
( ليستخلفنّهم ) ، ( ليمكننّ لهم ) ، ( وليبدلنّهم )..
وفي هذا تثبيت وتأكيد لغوي لحدوث هذه الأمور ..
* ولا ننسى أنّ هذا الوعد من الله عز وجل هو للمؤمنين بحقّ .. ذوي الأعمال الصالحة ..
الذين يعملون لأجل دينهم ولأجل إعلاء كلمة الحق في الأرض ..
نحن في آخر الزمان .. وهذه الآية تعد المؤمنين بالنصر والخلافة .. إذاً فمن هم هؤلاء المؤمنون المقصودون
في قوله عز وجل ؟
نحن .. نعم نحن .. بإذن الله إن علَت أصواتنا بالخير فسيزهق الباطل ولن يعود له حسّ ولا خبر ..
وهناك مبشرات تظهر في شباب الأمة .. رغم كل الضياع الذي ساد عقول الشباب
إلا أن هناك بصيص أملٍ جديد قد ظهر والحمد لله .. يبشّر بإشراقة الفجر .
فلنضع أيدينا بأيدي أولئك الذين يسعون في طريق النصر ..
النصر آتٍ آتٍ .. في جميع الحالات .. بنا أو بسوانا ..
فلمَ نضيع على أنفسنا شرف المساهمة في هذا النصر ؟؟
اللهم اجعلنا ممّن يُنصَر الإسلام على أيديهم ..ربّنا وآتنا ما وعدتَنا إنكَ لا تخلف الميعاد ..
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:06
تفسير الآيه الكريمه ،،،
(الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
العنكبوت: 59
قيل / الذين بدل من الذين الأول . وقيل/ من الضمير في لنبوئنهم وقيل،،،،هم الذين صبروا على دينهم . وعلى ربهم يتوكلون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2045&idto=2045&bk_no=48&ID=1475#docu)في كل أمورهم . وقال بعض أهل التحقيق : خيار الخلق من إذا نابه أمر صبر ، وإذا عجز عن أمر توكل على الله ،،،
(http://forum.te3p.com/newreply.php?do=newreply&p=6799354)
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:06
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
إذا تمَّ لك -أيها الرسول- النصر على كفار قريش, وتم لك فتح "مكة".
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2)
ورأيت الكثير من الناس يدخلون في الإسلام جماعات جماعات.
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)
إذا وقع ذلك فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من التسبيح بحمده والإكثار من
استغفاره, إنه كان توابًا على المسبحين والمستغفرين, يتوب عليهم
ويرحمهم ويقبل توبتهم.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:07
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ الله ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )
سوره البقرة: 61
تفسيرها ،،،،
قوله تعالى : "وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد" كان هذا القول منهم في التيه حين ملوا المن والسلوى ، وتذكروا عيشهم الأول بمصر . قال الحسن : كانوا نتانى أهل كراث وأبصال وأعداس ، فنزعوا إلى عكرهم عكر السوء ، واشتاقت طباعهم إلى ما جرت عليه عادتهم فقالوا : لن نصبر على طعام واحد . وكنوا عن المن والسلوى بطعام واحد وهما اثنان لأنهم كانوا يأكلون أحدهما بالآخر ، فلذلك قالوا : طعام واحد . وقيل : لتكرارهما في كل يوم غذاء ، كما تقول لمن يدوام على الصوم والصلاة والقراءة : هو على أمر واحد ، لملازمته لذلك . وقيل :المعنى لن نصبر على الغنى فيكون جميعنا أغنياء فلا يقدر بعضنا على الاستعانة ببعض ، لاستغناء كل واحد منه بنفسه . وكذلك كانوا ، فهم أول من اتخذ العبيد والخدم .
قوله تعالى : "على طعام" الطعام يطلق على ما يطعم ويشرب ، قال الله تعالى : "ومن لم يطعمه فإنه مني" وقال : "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا" أي ما شربوه من الخمر ، على ما يأتي بيانه . وإن كان السلوى العسل ـ كما حكى المؤرج ـ فهو مشروب أيضاً . وربما خص بالطعام البر والتمر ، كما في حديث أبي سعيد الخدري قال :
"كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام أو صاعا من شعير" ، الحديث . والعرف جار بأن القائل : ذهبت إلى سوق الطعام ، فليس يفهم منه إلا موضع بيعه دون غيره مما يؤكل أو يشرب . والطعم ( بالفتح ) : هو ما يؤديه الذوق ، يقال : طعمه مر . والطعم أيضاً : ما يشتهى منه يقال : ليس له طعم . وما فلان بذي طعم : إذا كان عثا . والطعم (بالضم ) : الطعام ، قال أبو خراش :
أرد شجاع البطن لو تعلمينه وأوثر غيري من عيالك بالطعم
واغتبق الماء القراح فانتهى إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم
أراد بالأول الطعام ، وبالثاني ما يشتهى منه . وقد طعم يطعم فهو طاعم إذا اكل وذاق ، ومنه قوله تعالى : "ومن لم يطعمه فإنه مني" أي من لم يذقه . وقال : "فإذا طعمتم فانتشروا" أي أكلتم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمزم :
"إنها طعام طعم وشفاء سقم" . واستطعمني فلان الحديث إذا أراد أن تحدثه . وفي الحديث :
"إذا استطعمكم الإمام فأطعموه" . يقول : إذا استفتح فافتحوا عليه . وفلان ما يطعم النوم إلا قائماً . وقال الشاعر :
نعاما بوجرة صفر الخدو د ما تطعم النوم إلا صياما
قوله تعالى : "فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت" لغة بني عامر فادع بكسر العين لالتقاء الساكنين ، يجزون المعتل مجرى الصحيح ولا يراعون المحذوف . و يخرج مجزوم على معنى سله وقل له : اخرج ، يخرج . وقيل : هو على معنى الدعاء على تقدير حذف اللام ، وضعفه الزجاج . و من ، في قوله مما زائدة في قول الأخفش إلى هذا لأنه زائدة في قول سيبويه ، لأن الكلام موجب . قال النحاس : وإنما دعا الأخفش إلى هذا لأنه لم يجد مفعولاً لـ يخرج فأراد أن يجعل ما مفعولاً . والأولى أن يكون المفعول محذوفاً دل عليه سائر الكلام ، التقدير : يخرج لنا مما تنبت الأرض مأكولاً . فـ من الأول على هذا للتبعيض ، والثانية للتخصيص . و "من بقلها" بدل من ما بإعادة الحرف . "وقثائها" عطف عليه ، وكذا ما بعده ، فاعلمه . والبقل معروف ، وهو كل نبات ليس له ساق . والشجر: ما له ساق . والقثاء أيضاً معروف ، وقد تضم قافه ، وهي قراءة يحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف ، لغتان والكسر أكثر . وقيل في جمع قثاء : قثائي ، مثل علباء وعلابي ، إلا أن قثاء من ذوات الواو ، تقول : أقثأت القوم ، أي أطعمتهم ذلك .
وفثأت القدر سكنت غليانها بالماء ، قال الجعدي :
تفور علينا قدرهم فنديمها ونفثؤها عنا إذا حميها غلا
وفثأت الرجل إذا كسرته عنك بقول أو غيره وسكنت غضبه . وعدا حتى أفثأ ، أي أعيا وانبهر . وأفثأ الحر أي سكن وفتر . ومن أمثالهم في اليسير من البر قولهم : إن الرثيئة تفثأ في الغضب . وأصله أن رجلاً كان غضب على قوم وكان مع غضبه جائعاً ، فسقوه رثيئة فسكن غصبه وكف عنهم . الرثيئة : اللبن المحلوب على الحامض ليخثر . رثأت اللبن رثأ إذا حلبته على حامض فخثر ، والاسم الرثيئة . واتثأ اللبن خثر .
وروى ابن ماجة حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير حدثنا هشام بن عروة عن ابيه " عن عائشة قالت : كانت أمي تعالجني للسمنة ، تريد أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب فسمنت كأحسن سمنة " . وهذا إسناد صحيح .
قوله تعالى : "وفومها" اختلف في الفوم ، فقيل : هو الثوم ، لأنه المشاكل للبصل . رواه جويبر عن الضحاك . والثاء تبدل من الفاء ، كما قالوا : مغافير ومغاثير . وجدث وجدف ، للقبر . وقرأ ابن مسعود ثومها بالثاء المثلثة ، وروي ذلك عن ابن عباس . وقال امية بن أبي الصلت :
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس والفومان والبصل
الفراديس : واحدها فرديس . وكرم مفردس ، أي معرش ، وقال حسان :
وأنتم أناس لئام الأصول طعامكم الفوم والحوقل
يعني الثوم والبصل ، وهو قول الكسائي والنضر بن شميل . وقيل : الفوم الحنطة ، روي عن ابن عباس أيضاً وأكثر المفسرين ، واختاره النحاس ، قال : وهو أولى ، ومن قال به أعلى ، وأسانيده صحاح ، وليس جويبر بنظير لروايته ، وإن كان الكسائي و الفراء قد اختار القول الأول ، لإبدال العرب الفاء من الثاء ، والإبدال لا يقاس عليه ، وليس ذلك بكثير في كلام العرب . وأنشد ابن عباس لمن سأله عن الفوم وأنه الحنطة ، قول أحيحة بن الجلاح :
قد كانت أغنى الناس شخصاً واجداً ورد المدينة عن زراعة فوم
وقال أبو إسحاق الزجاج : وكيف يطلب القوم طعاماً لا بر فيه ، والبر أصل الغذاء ! . وقال الجوهري أبو نصر : الفوم الحنطة . وأنشد الأخفش :
قد كنت أحسبني كأغنى واجد نزل المدينة عن زراعة فوم
وقا ابن دريد : الفومة السنبلة ، وأنشد :
وقال ربيئهم لما أتانا بكفه فومة أو فومتان
والهاء في كفه غير مشبعة . وقال بعضهم : الفوم : الحمص ، لغة شامية . وبائعه فامي ، مغير عن فومي ، لأنهم قد يغيرون في النسب ، كما قالوا : سهلي ودهري . ويقال : فوموا لنا ، أي اختبزوا . قال الفراء : هي لغة قديمة . وقال عطاء و قتادة : الفوم كل حب يختبز .
مسألة : اختلف العلماء في أكل البصل والثوم وما له رائحة كريهة من سائر البقول . فذهب جمهور العلماء إلى إباحة ذلك ، للأحاديث الثابتة في ذلك . وذهبت طائفة من أهل الظاهر ـ القائلين بوجوب الصلاة في الجماعة فرضاً ـ إلى المنع ، وقالوا : كل ما منع من اتيان الفرض والقيام به فحرام عمله والتشاغل به . واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها خبيثة ، والله عز وجل قد وصف نبيه عليه السلام بأنه يحرم الخبائث . ومن الحجة للجمهور ما ثبت عن جابر :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ببدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا ، قال : فأخبر بما فيها من البقول ، فقال : قربوها ـ إلى بعض أصحابه كان معه ـ فلما رآه كره أكلها ، قال : كل فإني أناجي من لا تناجي" . أخرجه مسلم و أبو داود . فهذا بين في الخصوص له والإباحة لغيره . وفي صحيح مسلم أيضاً عن ابي أيوب :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل على أبي أيوب ، فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فيه ثوم ، فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : لم يأكل . ففزع وصعد إليه فقال :أحرام هو ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :لا ولكني أكرهه . قال : فإني أكره ما تكره أو ما كرهت ، قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى " . ( يعني يأتيه الوحي ) . فهذا نص على عدم التحريم . وكذلك ما رواه أبو سعيد الخدري "عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أكلوا الثوم زمن خيبر وفتحها : أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل الله ولكنها شجرة أكره ريحها" . فهذه الأحاديث تشعر بأن الحكم خاص به ، إذ هو المخصوص بمناجاة الملك . لكن قد علمنا هذا الحكم في حديث جابر بما يقتضي التسوية بينه وبين غيره في هذا الحكم حيث قال :
"من أكل من هذه البقلة الثوم ـ وقال مرة : من أكل البصل والثوم والكراث ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتاذى منه بنو آدم" وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث فيه طول :
إنكم أيها الناس ، تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين ، هذا البصل والثوم . ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع ، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً . خرجه مسلم .
قوله تعالى : "وفومها وعدسها" العدس معروف . والعدسة : بثرة تخرج بالإنسان ، وربما قتلت : وعدس :زجر للبغال ، قال :
عدس ما لعباد عليك إمارة نجوت وهذا تحملين طليق
والعدس : شدة الوطء ، والكدح أيضاً ، يقال: عدسة . وعدس في الأرض : ذهب فيها . وعدست إليه المنية أي سارت ، قال الكميث :
أكلفها هول الظلام ولم أزل أخا الليل معدوساً إلي وعادسا
أي يسار إلي بالليل . وعدس : لغة في حدس ، قاله الجوهري . ويؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث علي أنه قال :
"عليكم بالعدس فإنه مبارك مقدس وإنه يرق القلب ويكثر الدمعة فإنه بارك فيه سبعون نبياً آخرهم عيسى ابن مريم" ، ذكره الثعلبي وغيره . وكان عمر بن عبد العزيز يأكل يوماً خبزاً بزيت ، ويوماً بلحم ، بعدس . قال الحليمي: والعدس والزيت طعام الصالحين ، ولو لم يكن له فضيلة إلا أنه ضيافة إبراهيم عليه السلام في مدينته لا تخلو منه لكان فيه كفاية . وهو مما يخفف البدن فيخف للعبادة ، ولا تثور منه الشهوات كما تثور من اللحم . والحنطة من جملة الحبوب وهي الفوم على الصحيح ، والشعير قريب منها وكان طعام أهل المدينة ، كما كان العدس من طعام قرية إبراهيم عليه السلام ، فصار لكل واحد من الحبتين بأحد النبيين عليهما السلام فضيلة . وقد " روي أن النبي صلى الله عليه وسلم . لم يشبع هو وأهله من خبز بر ثلاثة أيام متتابعة منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله عز وجل" .
قوله تعالى : "قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" الاستبدال :وضع الشيء موضع الآخر ، ومنه البدل ، وقد تقدم . و أدنى مأخوذ ـ عند الزجاج ـ من الدنو أي القرب في القيمة ، ومن قولهم :ثوب مقارب ، أي قليل الثمن . وقال علي بن سليمان : هو مهموز من الدنىء البين الدناءة بمعنى الأخس ، إلا أنه خفف همزته . وقيل : هو مأخوذ من الدون أي الأحط ، فأصله أدون ، أفعل ، قلب فجاء أفلع ، وحولت الواو ألفاً لتطرفها . وقرىء في الشواذ ادنأ . ومعنى الآية : أتستبدلون البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل الذي هو أدنى بالمن والسلوى الذي هو خير .
واختلف في الوجوه التي توجب فضل المن والسلوى على الشيء الذي طلبوه وهي خمسة :
الأول :أن البقول لما كانت لا خطر لها بالنسبة إلى المن والسلوى كانا أفضل ، قاله الزجاج .
الثاني : لما كان المن والسلوى طعاماً من الله به عليهم وأمرهم بأكله وكان في استدامة امر الله وشكر نعمته وذخر في الآخرة ، والذي طلبوه عار من هذه الخصائل ، كان أدنى في هذا الوجه .
الثالث : لما كان ما من الله به عليهم أطيب وألذ من الذي سألوه ، كان ما سألوه أدنى من هذا الوجه لا محالة .
الرابع : لما كان ما أعطوا لا كلفة فيه ولا تعب ، والذي طلبوه لا يجيء إلا بالحرث والزراعة والتعب ، كان أدنى .
الخامس : لما كان ما ينزل عليهم لا مرية في حله وخلوصه لنزوله من عند الله ، والحبوب والأرض يتخللها البيوع والغصوب وتدخلها الشبة ، كانت أدنى من هذا الوجه .
مسألة : في هذه الآية دليل على جواز أكل الطيبات والمطاعم المستلذات ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل ،ويشرب الماء البارد العذب ، وسيأتي هذا المعنى في المائدة و النحل إن شاء الله مستوفى .
قوله تعالى : "اهبطوا مصرا" تقدم معنى الهبوط ، وهذا أمر معناه التعجيز ، كقوله تعالى : "قل كونوا حجارة أو حديدا" . لأنهم كانوا في التيه وهذا عقوبة لهم . وقيل : إنهم أعطوا ما طلبوه . و مصرا بالتنوين منكراً قراءة الجمهور ، وهو خط المصحف . قال مجاهد وغيره : فمن صرفها أراد مصراً من الأمصار غير معين . وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله : اهبطوا مصرا قال : مصراً من هذه الأمصار . وقالت طائفة ممن صرفها أيضاً : اراد مصر فرعون بعينها . استدل الأولون بما اقتضاه ظاهر القرآن من أمرهم دخول القرية ، وبما تظاهرت به الرواية أنهم سكنوا الشام بعد التيه . واستدل الآخرون بما في القرآن من أن الله أورث بني إسرائيل ديار آل فرعون وآثارهم ، وأجازوا صرفها . قال الأخفش و الكسائي : لخفتها وشبهها بهند ودعد ، وأنشد :
لم تتلفع بفضل مئزرها دعد ولم تسق دعد في العلب
فجمع بين اللغتين . و سيبويه و الخليل و الفراء لا يجيزون هذا ، لأنك لو سميت امرأة بزيد لم تصرف . وقال غير الأخفش : أراد الكمال فصرف . وقر الحسن وأبان بن تغلب وطلحة : مصر بترك الصرف . وكذلك هي في مصحف أبي بن كعب وقراءة ابن مسعود . وقالوا : هي مصر فرعون . قال أشهب قال لي مالك : هي عندي مصر قريتك مسكن فرعون ، ذكره ابن عطية . والمصر أصله في اللغة الحد . ومصر الدار : حدودها . قال ابن فارس ويقال : إن أهل هجر يكتبون في شروطهم اشترى فلان الدار بمصورها أي حدودها ، قال عدي :
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به بين النهار وبين الليل قد فصلا
قوله تعالى : "فإن لكم ما سألتم" ما نصب بإن .وقرأ ابن وثاب و النخعي سألتم بكسر السين ، يقال :سألت وسلت بغير همز . وهو من ذوات الواو ، بدليل قولهم : يتساولان . ومعنى "وضربت عليهم الذلة والمسكنة" أي ألزموهما وقضي عليهم بهما ، مأخوذ من ضرب القباب ، قال الفرزدق في جرير :
ضربت عليك العنكبوت بنسجها وقضى عليك به الكتاب المنزل
وضرب الحاكم على اليد ، أي حمل وألزم . والذلة : الذل والصغار . والمسكنة : الفقر . فلا يوجد يهودي وإن كان غنياً خالياً من زي الفقر وخضوعه ومهانته . وقيل :الذلة فرض الجزية ، عن الحسن و قتادة : والمسكنة الخضوع ، وهي مأخوذة من السكون ، أي قلل الفقر حركته ، قاله الزجاج . وقال أبو عبيدة : الذلة الصغار . والمسكنة مصدر المسكين . وروى الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس : "عليهم الذلة والمسكنة وباءو" قال : هم أصحاب القبالات .
قوله تعالى : "وباءو" أي انقلبوا ورجعوا ، أي لزمهم ذلك . ومنه قوله عليه السلام في دعائه ومناجاته :
أبوء بنعمتك علي أي أقر بها وألزمها نفسي . وأصله في اللغة الرجوع ، يقال باء بكذا ، أي رجع به . وباء إلى المباءة ـ وهي المنزل ـ أي رجع . والبواء : الرجوع بالقود . وهم في هذا الأمر بواء ، أي سواء ، يرجعون فيه إلى معنى واحد . وقال الشاعر :
ألا تنتهي عنا ملوك وتتقي محارمنا لا يبؤو الدم بالدم
أي لا يرجع الدم بالدم في القود . وقال :
فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا
أي رجعوا ورجعنا . وقد تقدم معنى الغضب في الفاتحة .
قوله تعالى : "ذلك" تعليل . "بأنهم كانوا يكفرون" أي يكذبون "بآيات الله" أي بكتابه ومعجزات أنبيائه ، كعيسى ويحيى وزكريا ومحمد عليهم السلام : "ويقتلون النبيين" معطوف على يكفرون . وروي عن الحسن يقتلون وعنه أيضاً كالجماعة . وقرأ نافع النبيئين بالهمز حيث وقع في القرآن إلا في موضعين : في سورة الأحزاب : "إن وهبت نفسها للنبي إن أراد" . "لا تدخلوا بيوت النبي إلا" فإنه قرأ بلا مد ولا همز . وإنما ترك همز هذين لاجتماع همزتين مكسورتين . وترك الهمز في جميع ذلك الباقون . فأما من همز فهو عنده من أنبأ إذا أخبر ، واسم فاعله منبىء . ويجمع نبيء أنبياء ، وقد جاء في جمع نبي نبآء ، قال العباس بن مرداس السلمي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :
يا خاتم النبآء إن مرسل بالحق كل هدى السبيل هداكا
هذا معنى قراءة الهمز . واختلف القائلون بترك الهمز ، فمنهم من اشتق اشتقاق من همز ، ثم سهل الهمز . ومنهم من قال : هو مشتق من نبأ ينبو إذا ظهر . فالنبي من النبوة وهو الإرتفاع ، فمنزلة النبي رفيعة . والنبي بترك الهمز أيضاً الطريق ، فسمي الرسول نبياً لاهتداء الخلق به كالطريق ، قال الشاعر :
لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثب
رتمت الشيء : كسرته ، يقال : رتم أنفه ورثمه ، بالتاء والثاء جميعاً . والرتم أيضاً المرتوم أي المكسور . والكاتب اسم جبل . فالأنبياء لنا كالسبل في الأرض . و" يروى أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : السلام عليك يا نبي الله ، وهمز . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لست بنبيء الله ـ وهمز ـ ولكني نبي الله" ولم يهمز . قال أبو علي : ضغف سند هذا الحديث ، ومما يقوي ضعفه أنه عليه السلام قد أنشده المادح :
يا خاتم النبآء... ولم يؤثر في ذلك إنكار
قوله تعالى : "بغير الحق" تعظيم للشنعة والذنب الذي أتوه .
فإن قيل : هذا دليل على أنه قد يصح أن يقتلوا بالحق ، ومعلوم أن الأنبياء معصومون من أن يصدر منهم ما يقتلون به . قيل له : ليس كذلك ، وإنما خرج هذا مخرج الصفة لقتلهم أنه ظلم وليس بحق ، فكان هذا تعظيماً للشنعة عليهم ، ومعلوم أنه لا يقتل نبي بحق ، ولكن يقتل على الحق ، فصرح قوله : "بغير الحق" عن شنعة الذنب ووضوحه ، ولم يأت نبي قط بشيء يوجب قتله .
فإن قيل : كيف جاز أن يخلى بين الكافرين وقتل الأنبياء ؟ قيل : ذلك كرامة لهم وزيادة في منازلهم ، كمثل من يقتل في سبيل الله من المؤمنين ، وليس ذلك بخذلان لهم .
قال ابن عباس و الحسن : لم يقتل نبي قط من الأنبياء إلا من لم يؤمر بقتال ، وكل من أمر بقتال نصر .
قوله تعالى : "ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون" ذلك رد على الأول وتأكيد لإشارة إليه . والباء في بما باء السبب . قال الأخفش : أي بعصيانهم . والعصيان : خلاف الطاعة . واعتصمت النواة إذا اشتدت . والاعتداء : تجاوز الحد في كل شيء ، وعرف في الظلم والمعاصي .
سهام طبيب
2011-05-02, 19:08
شكراااااااااااا موضوع رائع
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:08
الآيه الكريمه
،،،
( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )
تفسيرها
،،،،
ألم) من الحروف المقطعة التي ابتدأت بها أكثر من سورة في القرآن وقد قال المفسّرون في معناها آراء عدّة نذكر منها:
الرأي الأول: إنّها من الرموز والأسرار التي تعبّر عن تاريخ معيّن تنتهي فيه الدنيا أو تتمثّل فيه بعض الحوادث وذلك على أساس حساب الحروف الأبجدية الذي يجعل لكلّ حرف منها رقما معينا يعبّر عن عدد معيّن.
ونحن لا نوافق على هذا الرأي لأنّ القرآن لم يتنزّل ليتّجه مثل هذا الاتجاه المتكلّف في التعبير عن الحوادث والأشياء وبالتالي ليربط النّاس بأسرار وألغاز ومعميات يختلف النّاس في فهمها لأنّ ذلك لا يحقّق أيّ هدف للمعرفة وللّهدى الذي اتبعه القرآن ليشقّ طريقه في الحياة.
الرأي الثاني: إنّها لإثارة انتباه النّاس إلى الآيات التي يريد النبيّ (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) أن يقرأها عليهم فقد كان المشركون في ذلك الوقت يعملون على إثارة الضوضاء واللّغو عند قراءة النبيّ (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) للقرآن ليمنعوا الآخرين من الاستماع إليه فجاءت هذه المفردات غير المألوفة لديهم لتؤدّي دورها في إثارة الانتباه من خلال غرابتها على أسماعهم لأنّها ليست من النوع الذي تعارفوا عليه فليس لها مدلول معيّن ومضمون واضح. ومن هنا يبدأ التساؤل الداخلي الذي يهيّىء النفس لانتظار ما بعدها لتستوضح معناها من خلال ذلك. وتتحقّق الغاية من ذلك في سماعهم لآيات اللّه.
( ذلك الكتاب) ربما يخطر في الذهن أن من المناسب أن تستبدل بكلمة،،ذلك،، كلمة ،،هذا،، لأنّ اسم الإشارة عندما يكون للقريب يعبّر عنه ب ،،هذا،، أمّا كلمة ،،ذلك،،فهي للبعيد والمفروض أن الكتاب قريب إلى قارئيه وسامعيه ولكنّ اللغة العربية تتّسع للتّنزيل فيمكن فيها تنزيل القريب منزلة البعيد لمناسبة تقتضي ذلك لعلوّ مكانة هذا الشيء أو بعدها وإن كان قريب المكان تنزيلا للمكانة البعيدة عن متناول الأفكار في الوصول إليها منزلة بعد المكان.
واستعملت الألف واللام في ،،الكتاب،، للتدليل على النوع فذلك الكتاب يعني الكامل تماما كما تقول «ذلك الرّجل» أو «ذلك البطل» وتريد الكامل في الرجولة أو البطولة فكأنّ النوع مجسّد فيه لاجتماع كلّ خصائص الكمال المتفرقة في الأفراد في هذا الفرد فهو يمثّل النوع بكلّ صفاته وخصائصه. وعلى هذا الأساس فالمراد ب ( ذلك الكتاب)الكامل في هدايته الجامع لجميع الخصائص التي تجعل منه قيمة عظيمة هادية للنّاس في كلّ مجالات العصر.
( لا ريب فيه) أي أنه الكتاب الذي لا يحمل في آياته وفي مفاهيمه أي عنصر من العناصر التي توحي بالرّيب أو تقود إليه فلا ينبغي لأحد أن يرتاب فيه إذا دقق في الخصائص الموجودة فيه وفي المعاني الأصيلة الواضحة التي إذا تأمّلها الإنسان وأمعن النظر فيها ووعاها وعيا صحيحا لما ارتاب فيها ولانكشفت أمامه كلّ أجواء الرّيب والشكّ والشبهة.
من هنا فليس معناه أنه لم يرتب فيه أحد لأنّ كثيرا من النّاس أثاروا حوله جوّا من الريبة والشك فقد قالوا عنه إنه «أساطير الأولين» وقالوا عنه أشياء أخرى إمّا لغفلتهم عن طبيعته الواضحة باستغراقهم في أجواء الإثارة وإمّا لخضوعهم لأساليب التضليل المتنوّعة التي تنحرف بالفكر عن وجه الحقّ.
هدى لّلمتّقين) هذه هي الصفة الثالثة من صفات الكتاب الكامل في كلّ شيء الذي لا ينبغي لأحد أن يرتاب فيه فهو ( هدى لّلمتّقين) . إنّه كتاب هداية وهذا هو دوره الأصيل وليس دوره أن يكون كتابا يتحدّث عن المخترعات أو عن أي شيء آخر مما ينسب إليه إنما هو كتاب هدى للإنسان ليوجّهه إلى الطريق الصحيح والصراط المستقيم.. ولا مانع من أن يلتفت القرآن إلى بعض الأسرار الكونية والظواهر الطبيعية إذا دعت إليها المعالجة القرآنية لبعض المواضيع ولكنّها لا تأتي على أساس مستقلّ دائما بل تكتفي بالتركيز على عنصر الهداية في وسائلها وأهدافها. فليس القرآن كتابا علميا يجمع علوم الكيمياء والفيزياء وعلوم الحيوان والنبات وغير ذلك بل هو كتاب إرشاد وتوجيه وهداية للإنسان ليعرف كيف يسير ويصارع وينظّم حياته في كلّ المجالات.
إنّه يحدّد للإنسان الفكرة في صفاء ونقاء ويربطه من خلال ذلك بالمسيرة الإسلامية من بدايتها إلى نهايتها ويخطّط له مسيرته وحياته من خلال الأحكام الشرعية التي تعرّفه كيف يتحرّك من موقع المسؤولية في هدوء واطمئنان حركة تعرف نفسها جيدا لأنها تعيش الوضوح في الرؤية والانسجام مع الهدف.
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:09
تدبر آية ..
يقول أحدهم : كنت أمر بوضع صحي ونفسي واجتماعي سيء، فسمعت أحد العلماء يفسر قوله تعالى: {طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} فلما فرغ من برنامجه فتحت
المصحف، وبدأت أقرأ باحثة عن السعادة، فأقسم بالله أنني ما أغلقت المصحف إلا وقد أحسست بها، فعرفت أننا فرطنا في هذا الكنز العظيم -الذي بين أيدينا- كثيرا
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:10
شكراااااااااااا موضوع رائع
بارك الله فيك اختاه
شكرا لمرورك
سلام
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-05-02, 19:11
الآيه الكريمه ،،،،
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)( 11 ) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)( 12 ) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)( 13 ) )
تفسيرها ،،،،
( وإذا قيل ) قرأ الكسائي : قيل " و " غيض " و جيء و حيل و سيق و سيئت بروم أوائلهن الضم - ووافق ابن عامر في سيق " و " حيل و سيء و سيئت - ووافق أهل المدينة في سيء وسيئت لأن أصلها قول بضم القاف وكسر الواو مثل قتل وكذلك في أخواته فأشير إلى الضمة لتكون دالة على الواو المنقلبة وقرأ الباقون بكسر أوائلهن استثقلوا الحركة على الواو فنقلوا كسرتها إلى فاء الفعل وانقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ( وإذا قيل لهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) يعني للمنافقين وقيل لليهود أي قال لهم المؤمنون ( لا تفسدوا في الأرض (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) بالكفر وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . وقيل معناه لا تكفروا والكفر أشد فسادا في الدين ( قالوا إنما نحن مصلحون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) يقولون هذا القول كذبا كقولهم آمنا وهم كاذبون
( ألا ) كلمة تنبيه ينبه بها المخاطب ( إنهم هم المفسدون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) أنفسهم بالكفر والناس بالتعويق عن الإيمان ( ولكن لا يشعرون ) أي لا يعلمون أنهم مفسدون لأنهم يظنون أن الذي هم عليه من إبطان الكفر صلاح . وقيل لا يعلمون ما أعد الله لهم من العذاب .
( وإذا قيل لهم ) أي للمنافقين وقيل لليهود ( آمنوا كما آمن الناس (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) عبد الله بن سلام (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=106)وغيره من مؤمني أهل الكتاب وقيل كما آمن المهاجرون والأنصار ( قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) أي الجهال فإن قيل كيف يصح النفاق مع ( المجاهرة ) بقولهم أنؤمن كما آمن السفهاء قيل إنهم كانوا يظهرون هذا القول فيما بينهم لا عند المؤمنين . فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بذلك فرد الله عليهم فقال ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=10&idto=10&bk_no=51&ID=12#docu)) أنهم كذلك فالسفيه خفيف العقل رقيق الحلم من قولهم ثوب سفيه أي رقيق وقيل السفيه الكذاب الذي يتعمد ( الكذب ) بخلاف ما يعلم
قرأ أهل الكوفة والشام ( السفهاء ألا ) بتحقيق الهمزتين وكذلك كل همزتين وقعتا في كلمتين اتفقتا أو اختلفتا والآخرون يحققون الأولى ويلينون الثانية في المختلفتين طلبا للخفة فإن كانتا متفقتين مثل هؤلاء وأولياء ، وأولئك وجاء أمر ربك - قرأها أبو عمرو والبزي عن ابن كثير بهمزة واحدة وقرأ أبو جعفر وورش (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17274)والقواش ويعقوب بتحقيق الأولى وتليين الثانية وقرأ قالون بتليين الأولى وتحقيق الثانية لأن ما يستأنف أولى بالهمزة مما يسكت عليه
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir