تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النتائج المدرسية.


تقي2008
2011-04-04, 22:54
السلام عليكم
نحتاج إلى مواضيع أو مراجع تخص النتائج المدرسية و العوامل المؤثرة فيها.
تقبلوا فائق الشكر و الإمتنان مسبقا.

محب بلاده
2011-04-04, 23:02
محاضرات في مقرر الإدارة المدرسية - KSU Faculty Member websites (http://faculty.ksu.edu.sa/aldaham/Documents/lectures/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%8 1%D9%8A%20%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%B1%20%D8%A7%D9%84% D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85 %D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9.doc)

نوع الملف: Microsoft Word - عرض سريع (http://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:FJsp3sIg0ZEJ:faculty.ksu.edu.sa/aldaham/Documents/lectures/%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25B6%25D8%25B1 %25D8%25A7%25D8%25AA%2520%25D9%2581%25D9%258A%2520 %25D9%2585%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25B1%2520%25D8 %25A7%25D9%2584%25D8%25A5%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8 %25B1%25D8%25A9%2520%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585 %25D8%25AF%25D8%25B1%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25A9 .doc+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%AC+%D 8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9+%D9 %88+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D8%A9+%D9%81%D9% 8A%D9%87%D8%A7&hl=ar&gl=dz&pid=bl&srcid=ADGEESiJgOXMMszCyuLad4eZrGf7FgIzznrbeVuaDm4Z 8UNicVfzFB4JnyadRNFyPTiv2ipeMcQAySF7MO7g9HELK9qnLR NeT9jlAyrCzHWWuoCCjNlZ0DyOFhjSzKtP3M6cskvBt4i6&sig=AHIEtbRSA_pKm-x3derO_IAvE7m_8siaXw)
العوامل المؤثرة فيها: 1- عوامل داخلية , وتشمل مكونات الإدارة المدرسية , وخاصة ما ..... أي أنها تشتمل على: مراجعة التصميم, وتحليل النتائج

محب بلاده
2011-04-04, 23:04
مع ازدياد مؤسسات التعليم والتوسع فيها ظهرت مشكلات تربوية في الميدان لعل من أبرزها قلة دافعية التلاميذ للمدرسة و إن شئت فقل عزوف التلاميذ عن المدرسة, ولا شك أن العمل على زيادة دافعية التلاميذ للمدرسة يعتبر هاجساً ملحاً للتربويين في ظل عدم الرغبة المتزايدة من التلاميذ للمدرسة والذي انتج معه سلوكيات خطيرة مثل كثرة الغياب والتأخر الدراسي وعزوف التلاميذ بشكل كلي عن المدرسة لذا فإننا في هذا البحث سنتناول مشكلة كيف نجعل المدرسة محببة للتلاميذ ؟
حتى تتضح لنا أبعاد المشكلة والعوامل المؤثرة فيها, ومن ثم نستطيع تقديم بعض الحلول لهذه المشكلة من خلال ما قدمه الباحثون ومن خلال التجربة الميدانية أثناء التعامل مع هذه المشكلة والتي قد تسهم في زيادة دافعية التلاميذ للمدرسة .
ـ التعريف بالمشكلة :
مع بداية كل عام تبدأ الخطوة الأولى إلى المدرسة والأمة تعلق أمالها في هؤلاء التلاميذ فهم ذخيرة الأمة .. فمنهم من يكون طبيباً ومنهم من يكون مهندساً ومنهم من يكون معلماً ومنهم من يواصل مشواره التعليمي للدراسات العليا .. ألا أن هذه المسيرة لا تلبث أن تتوقف أو تسير ببطء حتى يرتد هؤلاء الفتية إلى الوراء خارجين من المدرسة إلى غير رجعة فما هو السبب وراء ذلك ؟
لعل عدم التكيف مع المدرسة هو السبب وراء ذلك نتيجة لعدم توافق المناهج وطرق التدريس والتعليمات لقدراتهم وميولهم وعادة ما يفضل الأطفال البقاء خارج المدرسة إذا لم تلبي المدرسة حاجاتهم النفسية وتؤدي إلى إشباعها ويعرف عزوف التلاميذ عن المدرسة على أنه تكرار عدم مداومة التلاميذ وعدم ومواظبتهم على الحضور إلى المدرسة في بعض الأيام وقت الدوام الرسمي بحيث تصل نسبة الغياب إلى 20 % في الفصل الواحد وبهذا تتحول إلى مشكلة تربوية واجتماعية واقتصادية تثير قلق الوالدين والمجتمع والمدرسة ولا تكمن المشكلة في عدم الرغبة مع الانتظام ولكن المشكلة هي في عدم الرغبة والعزوف عن الدراسة نهائياً وهذا يمثل عين المشكلة التي لا شك لها أسباب متعددة .
ـ أهمية دراسة المشكلة :
لقد خلق الله الإنسان وصوره في أحسن تصوير وكرمه ليكون خليفته في الأرض قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) (الإسراء : اية 70) .
قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) (البقرة :اية 30) .
وهذه الخلافة لا تتحقق إلا بالتعلم والمعرفة وقد أنزل الله جل جلاله فيما انزل من الوحي المقدس الأمر بالتعلم قال تعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ) (العلق) .
فالتعلم والمعرفة ساعدت الشعوب والأمم على التقدم والتطور إلى الأحسن والأفضل دائماً . والطالب عندما دخل المدرسة هو أمل المستقبل و أمل الأمة في أن يصل بها إلى بر الأمان والاطمئنان, ومن هنا نعلم أهمية التعليم بالنسبة للفرد وكون الطالب يكره المدرسة فهذه كارثة من الكوارث التعليمية .. حيث أن هذه الكراهية تؤثر على نفسه أولاً ثم على عائلته و على مجتمعه وبيئته ودولته وأمته .
ونظراً لأهمية موضوع كراهية التلميذ للمدرسة فسوف نقدم هذا الموضوع حتى نعلم إلى أي مدى يؤثر هذا الكره على تحصيل الطالب وعلى رغبته في مواصلة تعليمه, ونضع له طرق العلاج الصحيحة .
ـ أعراض المشكلة :
إن كراهية التلميذ للمدرسة تظهر جلياً من خلال الملاحظات الآتية :
1ـ كثرة الغياب سواءً كان متتابعاً أو متفرقاً ويصبح مشكلة إذا تجاوز الطالب نسبة 20 % من أيام الفصل الدراسي .
2ـ تذمر التلاميذ من المدرسة وعدم رضاهم عن الجو المدرسي .
3ـ الرسوب المتكرر خصوصاً إذا لم يكن الطالب يعاني من عاهة تعيقه عن التحصيل العلمي .
4ـ عدم الاهتمام بالواجبات المنزلية .
5ـ عدم المشاركة الجادة في الأنشطة المدرسية .
6ـ عدم الشعور بالانتماء لهذه المؤسسة .
7ـ عدم تقبل الطالب للمادة الدراسية أو عدم تقبله للمعلم .
ـ أسباب المشكلة :
1ـ استخدام العقوبة الجسدية ( الضرب ) ضد الطالب مما يسبب له النفور من المدرسة .
2ـ صعوبة بعض المقررات الدراسية وعدم سلاستها .
3ـ الكسل واللامبالاة من قبل بعض المعلمين .
4ـ شعور التلميذ بالخجل والخوف و القلق .
5ـ عدم وجود الأنشطة المتنوعة و المناسبة التي تجذب التلميذ إلى المدرسة وتحببه فيها .
6ـ عدم وجود حوافز تشجيعية للطلاب .
7ـ عدم مراعات الفروق الفردية من قبل المعلم في عملية التعلم .
8ـ اختيار الصحبة السيئة والرفاق المنحرفين .
9ـ عدم مراعات ميول التلاميذ وقدراتهم على التعلم .
10ـ ضعف ثقة التلميذ بنفسه .
11ـ كثرة الواجبات المدرسية وصعوبتها .
12ـ تعرض التلميذ للنقد والتوبيخ باستمرار .
13ـ شعور التلميذ باليأس والفشل والإخفاق في الاختبارات .
14ـ الكسل واللامبالاة من قبل التلميذ .
15ـ انشغال التلميذ ببعض مسئوليات أسرته .
16ـ عدم توفر الخدمات الإرشادية الجيدة في المدرسة .
17ـ جهل التلميذ بطرق الاستذكار السليم لمختلف المواد .
18ـ عدم توفر الجو الأسري المناسب للمذاكرة .
19ـ صعوبة أسئلة الاختبارات .
20ـ الضغط على التلميذ في المذاكرة من قبل الأسرة .
21ـ وجود عيوب خلقية أو عيوب في النطق والكلام عند التلميذ مما تجعله موضع السخرية من قبل التلاميذ .
22ـ قيام الطالب بالتدخين مما يدفعه إلى التغيب عن المدرسة لتعاطي التدخين .
23ـ أخطاء الوالدين في التنشئة كالتدليل الزائد أو الإهمال المفرط .
24ـ انعدام الصلة بين البيت والمدرسة .
ـ دور المعلم في المشكلة :
هناك فواصل عميقة بين المعلم وتلاميذه بوسائل قائمة على السلطة المباشرة والقسوة من قبل المعلم وتكاد تنعدم العلاقة المطلوب إيجادها وهناك معوقات تقف أمام هذه العلاقة منها :
1ـ اقتصار المعلم على تقديم المعلومات .
2ـ العلاقة الفوقية من قبل المعلم .
3ـ صرامة المعلم وقسوته على تلاميذه .
4ـ عدم عدل المعلم بين تلاميذه .
5ـ سخرية المعلم من تلاميذه .
6ـ جمود العلاقة بين المعلم وتلاميذه وتواضعه لهم .
ـ علاج المشكلة : -
هناك وسائل عديدة يمكن من خلالها علاج تلك المشكلة والوصول بالتلميذ إلى مستوى أفضل وتشجيعه على حب المدرسة والدراسة ومن هذه الوسائل :
1ـ توزيع المناهج الدراسية على شهور السنة جميعاً ليشعر الطالب بحاجة للذهاب إلى المدرسة حتى آخر يوم في العام .
2ـ تنظيم العمل المدرسي في نهاية العام الدراسي بما يكفل جديته وبما يكفل المراجعة المثمرة للمقررات الدراسية .
3ـ استمرار المرافق المدرسية والمعامل والمكتبة ومكتبات الفصول في أداء خدمتها وكذلك استمرار الخدمات الاجتماعية التي تقدم للطلاب حتى آخر يوم من العام الدراسي .
4ـ أخذ التلاميذ بالاستذكار المنظم من بداية العام الدراسي عن طريق إعطاء واجبات مدرسية مناسبة تربطهم بالاستذكار .
5ـ يجب أن تهتم المدرسة بحصر الغياب يومياً وإشعار أولياء الأمور بحالات الغياب أولاً بأول مع استدعائهم للمدرسة للاشتراك في بحث حالات الغياب وكراهية التلميذ للمدرسة .
6ـ حسن معاملة المعلم للتلاميذ وعدم القسوة عليهم .
7ـ منع الضرب من قبل المعلمين والإداريين لكيلا يكون سبباً في كراهية التلميذ للمدرسة .
8ـ توثيق التعاون بين البيت والمدرسة لمعالجة أسباب كراهية الطالب للمدرسة ومناقشة ذلك عن طريق مجالس الآباء والتي نأمل أن تلقى مزيداً من الاهتمام في مدارسنا في المملكة العربية السعودية .
9ـ تزويد كل مدرسة بمرشد طلابي لمعالجة حالات كراهية التلميذ للمدرسة .
10ـ الإقلال من الواجبات المدرسية .
11ـ إشراك جميع التلاميذ في الأنشطة داخل المدرسة .
12ـ إدخال برامج التعليم بالترفيه عن طريق الوسائل الحديثة .
13ـ الإكثار من البرامج الترويحية الرياضية .
14ـ إحياء روح التنافس بين التلاميذ من خلال المسابقات وتقديم الجوائز والحوافز المادية .
15ـ الإشادة بالمتميزين في إذاعة المدرسة .
16ـ إعداد برنامج لنشاط الرحلات والزيارات للمؤسسات الحكومية والمعالم الأثرية .
17ـ إتاحة الفرصة لجميع التلاميذ وإعطائهم الثقة في أنفسهم للقيام بأدوار قيادية داخل المدرسة .
18ـ استشعار روح الأبوة من قبل المعلم ليشعر التلاميذ بالأمن وعدم الخوف .
19ـ عدم تجريح كرامة التلاميذ والتشهير بمخالفاتهم .
ـ عوامل مساعدة في التغلب على الملل والسآمة داخل الفصل :
1ـ التنويع في طرائق التدريس .
2ـ استخدام الوسائل المتنوعة .
3ـ إثارة المدرس بالحوار و النقاش .
4ـ إجراء المسابقات الخفيفة داخل الفصل .
5ـ التشجيع والثناء داخل الفصل .
6ـ الخروج عن الدرس قليلاً بقصة مناسبة للتلاميذ .
7ـ تحريك التلاميذ بالأناشيد التي يميلون إليها .
8ـ عدم مبالغة المعلم في إصدار الأوامر .
9ـ زرع الثقة في التلاميذ وتقبل آرائهم ومناقشاتهم .
10ـ تمثيل بعض النصوص داخل الفصل .
11ـ تغير مكان الدرس ( الفصل ) , فإذا كان هناك مكان مناسب للدرس في المكتبة مثلاً أو المصلى أو الساحة فلماذا يكون الدرس في الفصل دائماً .
ـ توصيات لجعل المدرسة محببة للطلاب :
1ـ مساعدة الطالب على تكوين اتجاه نفسي إيجابي نحو المدرسة وإكسابه خبرة سارة تغرس حب المدرسة في نفسه .
2ـ العمل على تيسير توافق الطالب مع عناصر مجتمعه الجديد من طلاب ومعلمين وإداريين وعمال , وتأمين التكيف التدريجي المطلوب مع أنظمة وأدوات ومبنى المدرسة .
3ـ عمل برنامج تعريفي يوثق العلاقة بين الطلاب ومعلميهم , ويتم تعريفهم على المناهج الدراسية الجديدة وكذلك التعرف على أنظمة المدرسة ومرافقها وأنشطتها المختلفة مما يكون له الأثر الأكبر في نفوس التلاميذ وجعلهم يشتاقون للمدرسة .
4ـ يمكن أن نجعل المدرسة محببة للطلاب عن طريق ممارسة بعض الأنشطة التي يرغبونها .
5ـ تعاون المعلم مع تلاميذه ومعاملتهم بأدب ولطف ولين ومحبة تجعل التلاميذ يشتاقون للمدرسة .
6ـ تنمية شعور الطالب بمكانته ودوره في المدرسة .
7ـ تنمية روح التعاون بين التلاميذ وجميع العاملين بالمدرسة في جو تسوده المحبة والمودة .
8ـ البعد عن استخدام أسلوب العقاب البدني مع التلاميذ والذي من شأنه توليد الكراهية للمدرسة من قبل الطلاب .
9ـ الابتعاد عن أسلوب التوبيخ والتقريع واللجوء الى استخدام الأساليب التربوية التي تحبب التلميذ للمدرسة .
10ـ تهيئة الجو المناسب والمكان المناسب للتلاميذ ومعاملتهم المعاملة الطيبة .
11ـ توجيه التلاميذ بأهمية دور المدرسة في حياتهم الدينية والدنيوية ومالها من مردود إيجابي يعود على الفرد وبالتالي مجتمعه .
12ـ تهيئة الأطفال نفسياً من قبل الأسرة قبل التحاقهم بالمدرسة .
13ـ حث المعلمين على التعامل الحسن مع الطلاب والابتعاد عن الأساليب غير المحببة .
14ـ تعويد الأطفال من صغرهم لرؤية المدارس عن بعد وشراء حاجات مدرسية لهم .
15ـ القيام ببعض الأنشطة المدرسية كالرحلات والعمل على بث روح التعاون بين الطلاب .
16ـ توجيه الأسرة و أولياء الأمور للتحدث بإيجابية عن المدرسة لتكوين خبرة جيدة لدى الصغار .
17ـ تقديم الجوائز والحوافز المادية للطلاب المتميزين .
18ـ تفعيل الأسبوع التمهيدي بصورة جيدة لتحبيب الطفل في المدرسة .
ـ الحلول والمقترحات من قبل الباحثين :
إن جعل المدرسة محببة في نفوس الطلاب أمراً غاية في الأهمية نظراً لما يمثله من دور مهم في التقليل من تسرب الطلاب من المدارس , وفيما يلي نورد جملة من الحلول والمقترحات التي يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في حل هذه المشكلة ومن ذلك :
1ـ تحسين صورة المدرسة أمام الطلاب وذلك عن طريق احترام العلم والمعلمين وتقدير قيمة العلم والمعلمين ورفع شأن المعلم دائماً ليكون صورة مشرقة ومحببة لدى الطلاب ومثلاً يحتذى به وقدوة يتمنى الطالب أن يسير على نهجها , وذلك يتحقق حينما يرى الطالب الأقران وغيرهم يقدرون العلم والعلماء .
2ـ تحسين صورة المعلمين في وسائل الإعلام حيث ان الأمر الذي أصبح لا مفر منه هو تأثير وسائل الإعلام اليومية على الأبناء , وقد دأبت وسائل الإعلام في فترتها الماضية على الاستخفاف بقيمة المعلم ووضعه في إطار يقلل من قيمته ودوره , ولكي نحبب الطلاب في المدرسة لا بد من تهيئة مناسبة لقدر المعلم و التذكير باستمرار لأهمية دوره في تنوير العقول ومحو ظلام الجهل .
3ـ الاهتمام بالفروق الفردية في الدراسة وهي من أبرز المشكلات التي تواجه الطالب في الدراسة حيث نرى في أحيان كثيرة دراسة الطلاب لمقررات دراسية لا تتفق مع ميولهم ورغباتهم فتكون من أوائل أسباب كراهية المدرسة وقد تكون بعض المواد الدراسية سبباً في ترك المدرسة نهائياً كما يحدث في بعض الحالات , لذا جدير بالقائمين على عملية التعليم مراعاة تلك الفروق الفردية التي تتيح فرصة طيبة للإبداع يتحقق من خلالها النهوض بالأمة من كراهية الطلاب للتعليم والنفور منه .
4ـ الإعداد التربوي والنفسي للمعلمين و هو أخطر دور في العملية التعليمية , إذ أن المعلم يظل مع الطلاب أطول وقت ممكن ويتأثر الطلاب كثيراً بالمعلم الذي يجيد التعامل معهم وهو في ذلك لا بد أن يكون مدرباً ومعداً للتعامل مع الطلاب تربوياً ونفسياً و يجيد التعامل مع الطالب الجيد والمتوسط والضعيف , يرضي طموح الطالب المتفوق ويعالج ضعف الطالب المقصر بصورة محببة دون خدش لحيائه , وينهض بالطالب المتوسط ويأخذ بيده إلى طريق الإجادة .
5ـ الاهتمام بالأنشطة التربوية وهي الممارسات التي يمارسها الطلاب خارج نطاق الفصل , وتعتبر لها أهمية كبرى في الترويح عن الطلاب وإشباع هواياتهم وميولهم حيث يتم فيها توزيع الطلاب على الأنشطة كل بحسب ميوله واتجاهاته حتى يزيد إقباله على المدرسة ويستثمر ما لديه من مواهب مفضلة .
6ـ توثيق الصلة بين البيت والمدرسة حتى يتعرف المعلم على ظروف طلابه وعوامل تشكيلهم حتى يستطيع تفسير سلوكه وفهم دوافعه .
7ـ أن يكون هناك ثواب قبل العقاب ذلك أن العقاب البدني والنفسي من شأنه أن يهدم الأهداف التربوية التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها فضلاً عن أنه قد يكون سبباً في انحراف الطلاب وتركهم و تسربهم من المدرسة .

منقوووووول

محب بلاده
2011-04-04, 23:09
.................................................. ...............

العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي

يمكن تصنيف العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي إلى مجموعتين كبيرتين من العوامل
أولهما إلى المتعلم نفسه بالدرجة الأولى و تتصل ثانيتهما بالبيئة و المحيط.
العوامل المتعلقة بالمتعلم :
من العوامل التي ترجع إلى المتعلم نفسه ،ضعف الصحة و سوء التغذية و العاهات الخلقية ،و هي عوامل تحدد قدرة الطفل على بذل الجهد و مسايرة زملائه في الفصل، و يبدو انه أكثر العوامل انتشارا في مدارسنا يتمثل في ضعف حاستي السمع و البصر و عيوب النطق ، و هي وسائل التعلم الأولى في مجتمع تعتمد فيه التربية على المقروء و المسموع في المواد التي تعتمد على القراءة ، و يحدث الشيء نفسه لضعفاء السمع في الدروس التي تعتمد على السمع مثل المطالعة و المحفوظات و اللغة ، و من بين العوامل أيضا التي تعود على التلميذ نفسه عيوب النطق التي يمكن ملاحظتها عنده هي تؤدي حالتها القصوى إلى عجز التلميذ تماما عن التحصيل و يؤدي به الى سوء التوافق مع نفسه و مع الآخرين و من أهم أنماط هذا العمل و أعراضه التمتمة و هي :
اضطراب في الصوت و عجز عن نطق بعض الحروف او تكرار نطقها عدة مرات و هي تبدأ عند بدء تعلم الأطفال الكلام ،ولكنها قد تتواصل بعد ذلك وتتخذ شكلا مرضيا فيجد الطفل صعوبة كبيرة في نطق ما يقرأ و تصل التمتمة في حالتها القصوى إلى عجز التلميذ عن الإفصاح فيضطر إلى إكمال أجزاء الكلام بواسطة الإشارات و الحركات و هنالك نوع آخر من عيوب النطق هو :الحبسة.
الحبسة : حيث تتوقف الكلمات في الحنجرة و يصعب على الطـفل إخراجـها في صورة مفهومة و قد فسر الجراح (بروكا ) هذه الإعراض بأنها ناتجة عن إصابة في المخ .
1 العوامل المتعلقة بالبيئة :
1- العوامل المدرسية الأسرية :
قد يؤدي الحرمان و الكبت و عدم استقرار العائلة او تصدعها و العيوب في طرق تدريس وسيادة الفوضى و الجو المدرسي و ازدحام الفصول بعدد ضخم من التلاميذ و ما يعانيه المربون من أزمات مادية و معنوية داخل المدرسة و خارجها ،يؤدي ذلك إلى ضعف التحصيل المدرسي و قتل حوافز التعلم لدى التلميذ ،فقد يلجأ بعض المعلمين و يغرسون فيهم مشاعر النقص و تكون نتيجة ذلك إهمال الطفل و كرهه للعمل المدرسي و كأنه بذلك ينتقم لكرامته .
إن جو الأسرة في حد ذاته يعد من أهم أسباب التخلف الدراسي فقد يؤدي الشجار بين الوالدين و تحريض بعض الأطفال م نطرف الأم أو الأب ضد الطرف الآخر و الإهمال و التبديل و القمع المستمر لرغبات الطفل إلى التأثير على تحصيله الدراسي بل قد يؤدي به ذلك إلى أحضان الجناح و الانحراف .
– الأداء البيداغوجي للمعلم :
يعتبر المعلم في النظام التربوي حلقة وصل بين التلميذ و التحصيل المنشود حيث يلعب دورا هاما في عملية التحصيل ، و ترغيب التلميذ في التعلم ، و إن المعلم الكفء و الناجح هو الذي يستطيع دفع التلميذ إلى التعلم و تحبيب المادة إليه كما قد يحدث العكس في حالة ما إذا كان المعلم غير مبال أو غير متمكن في مادته.
يؤكد بعض الباحثين في أن رسم أي خطة تنموية لا يمكن لها أن تحقق أهدافها مهما توفرت لها الشروط و الإمكانيات إذا لم تتوفر على المدرس الكفء الذي أحسن تنمية في جميع النواحي ، و في حالة العكس تكون عملية التنمية محكوما عليها بالفشل .
و لم يعد حاليا هدف التربية مقتصرا على مجرد تلقين المعارف و المهارات فقط ،و إنما هو إعداد الفرد لمواجهة المشاكل اليومية و المساهمة بفعالية في عملية التنمية الاجتماعية.
ربما هذا هو السبب الذي كثيرا ما اشتكى منه التلاميذ و هو عدم وجود طريقة للتدريس بالرغم من الكم الهائل للمعلومات التي يمتلكها المعلم ، و السؤال الذي يطرح الآن هو : هل هذا المعلم المتخصص قادر على تحقيق المردود التربوي و اكتساب التلميذ القدر الكافي المقرر من المعلومات؟.
و في هذا المجال أجريت مجموعة من الدراسات تناولت أهمية المعلم و دوره في العملية التربوية ،حيث ركزت معظم هذه الدراسات على صفات المعلم الناجح الذي يستطيع من خلالها التأثير في التلميذ و توجيه قدراته و إمكانياته و منها :
أ – توفير الظروف المناسبة لتمكين التلميذ من التعلم و الفهم .
ب – توجيه المدرس لتلاميذه و إرشادهم وفق أسس نفسية و تربوية .
ج – إسهامه بفعاليته في مختلف النشاطات المدرسية .
د- العمل على تحسين شروط التعلم و محاولة التجديد و الإبداع و التخلص من الروتين.
ﮬ- ضرورة احترام الآخرين و احترام القيم و المعايير الاجتماعية لتكوين علاقة إنسانية طيبة تزول من خلالها كل الحواجز التي تعرقل عملية التحصيل.
هذه بعض الصفات التي تسمح للمعلم بالقيام بواجبه التربوي و البيداغوجي الذي يهدف إلى إعداد الفرد الاجتماعي الفعال في تنمية المجتمع ، فدور المعلم هو خطير و مؤثر ذلك أن الوجه الذي تظهر به الدولة خيرا أو شرا، أو انحطاطا هو من وضع المعلم و المدرس لما اثر على التلميذ فهو مؤثر فيهم معرفة ، ثقافة ، خلقا..
العلاقة بين التلميذ و المدرسة :
تلعب دورا هاما في بناء شخصية التلميذ ،و بالتالي يمكن اعتبارها العامل الرئيسي المؤدي إلى نجاح الموقف التعليمي أو فيشله ،كما يعتبر الجو المدرسي من أهم العوامل التي تؤثر في تحصيل الطالب فكثيرا ما يشعر التلميذ في المدرسة بالرهبة في مواجهة زملاء جدد و المسؤولين عن العملية.
اذ يعتبر الذكاء من أهم العوامل المؤثرة في التحصيل المدرسي ، و بالتالي فان انخفاض نسبة الذكاء لدى التلميذ يؤدي إلى حدوث تأخر دراسي عام فقد أوضحت الدراسات الإرتباطية على وجود علاقة بين ضعفاء الذكاء و التأخر الدراسي ،فدراسة (بيرت) التي قامت بهذه الدراسة على 700 طالب و طالبة ، توصلت إلى أن معامل الارتباط بين التحصيل العام و نسبة الذكاء (0.74) . .
بالإضافة الى ضعف الذاكرة و الإهمال في الواجبات المدرسية و سوء التوجيه و انخفاض الدافعية كلها تؤثر على التحصيل الدراسي بصفة مباشر على الطلبة و المتعلمين

عوامل موضوعية و ذاتية هي تلك التي تعوق العملية التعليمية التعلمية.
المهم بالنسبة لنا كمعلمين هو ألا نؤتى من الثغرة المكلفين بسدها.
فالتلميذ أمانة في أعناقنا و الرقيب متعدد
الله تعالى.
الملائكة .
الضمير.
الجوارح.

محب بلاده
2011-04-04, 23:13
.................................................. .........................................





لعوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي 1 ـ الحاصل الدراسي ووظيفيّة المدرسة
لقد ظلّ الجدل القائم حول المدرسة يتراوح بين خطّي المحافظة والتجديد في ما يتّصل بصلتها بالمجتمع . ينطوي كلّ قطب جدلي على تباين إتّجاه التأثير بين
المدرسة والمجتمع . فبينما ينتصر دوركايم للوظيفة المحافظة للمدرسة على إعتبار أنّها أداة المجتمع إعادة إنتاج وتثبيت نظامه الإجتماعي عبر التنشئة : أي تكييف التلميذ مع البيئة الإجتماعية . فهو بذلك ينشىء صلة بين الأخلاق مأخوذة في قوّة دمج إجتماعي والتربية ليبرهن على الوظيفة الإجتماعية المنوطة بالمربي. الذي يتمتّع بسلطة أخلاقية تفوقه شخصيا . إنّه وسيلتها دون أن يكون صانعها . تتّجه التيارات الماركسية إلى توصيف الفعل التربوي إنطلا قا من خارج المدرسة دون الخروج عن كونها أداة للمجتمع.
يرى { ألتوسار althusser } أنّ النظام المدرسي هو أحد الأجهزة الإيديولوجية للدولة الذي يؤمّن إستنساخ روابط الإنتاج عبر خلق نموذج تقسيم مستويات التكوين مطابق لنموذج تقسيم العمل السائد في مجتمع معيّن ، ضمن حقبة تاريخية محدّدة ، على أنّ وسيلة المدرسة في صياغة هذا التماهي هي الإكراه الثقافي الذي لا يعنى العنف مثلما الظاهر، بل إخضاع كلّ مكونات وعناصر العملية التعليمية إلى الإيديولوجيا السائدة بعبارة { ألتوسير } أو المحافظة على النفوذ الثقافي للمهيمن ماديّا أو طبقيا بعبارة { باسرون وبورديو} . يصبح معه الفعل التربوي الذي أداته اللغة وعونه الدرّس" ممثّل الثقافة المؤسسية أو هو عامل الإصطفاء الثقافي علم لفرض الثقافة الشرعية أو تكريسها .
تشكّل هذه الثقافة الشرعية أو ما يمكن تسميتها بالأنموذج الثقافي ، في توجّه { بورديو } ، غاية المجهود التربوي . فالعلاقة التربوية هي فعل رسم للعلاقة الإجتماعية : معنى ذلك أنّ اللامساواة في التحصيل الدراسي بين التلاميذ ليست نتاج نهائي لفعل المساواة في الظروف والوضعيات ، الذي يشكّل مضمون الفعل التربوي، بفعل الفروق الطبيعية في الذكاء والإستعدادات ، كما في المقاربة البسيكوـ تربوية . فاللامساواة لا تولّدها المدرسة " بسبب تحيّز حتّى ولو كان لاشعوريا " ، لدى سنيدرز . فهي أداة لإعادة إنتاج اللا مساواة الإجتماعية .
تتّخذ تباينات التحصيل الدراسي بالنظر الى قطبي النجاح والإخفاق معنى الإنتقائية التي هي إوالية المدرسة أو الفعل التربوي لدى بورديو وباسرون ، إذغ كان التطابق هو صفة العلاقة بين المدرسة والمجتمع الطبقي لديهما . لكن ريمون بودون يحيل ذلك ، ضمن نقده لغائية تفكير بورديو ، الى تباينات مستوى العائلة الإجتماعي ـ الثقافي ، في صلة جدلية بمستواها الإجتماعي ـ الإقتصادي . فالوضعية السوسيو ـ ثقافية للأسرة يفرز آليات عدم تكافؤ فرص التعليم للطفل . إنّ التحليل العاملي الذي يبحث عبر تمشّي نظري عام عن العمل المؤثّر وإكتشاق آليات الإستقطاب ضمن العلاقة بين المجتمع والمدرسة زالذي تصبح معه متعدّد الظواهر المعطاة للتحليل تمظهرات لها ولإتّجاهها التحديدي .
فالمقاربة التي تبدو اليوم أكثر من ملحّة للفشل المدرسي وأسبابه أو صلة التحصيل المدرسي بتمثّل التلاميذ لصورتهم المستقبلية ضمن المجتمع، تستدعي تجاوز الماكرو ـ تحليلية الى التناول الميكرو ـ تحليلي لمثل هذه الظواهر ، لقياس مردودية النظام التربوي أو مدى تأثيريته أو تأثّره بما هو خارج عنه . فمثل هذه التناولات المبحثية تمتلك القدرة على خلق إجابات علمية لمشكلات الهوّة الحاصلة بين الأنموذج الثقافي الذي يتضمّنه ويروّج له النظام التربوي بمتعدّد تمظهراته المعرفية والسلوكية والوجدانية والعقائدية ، والأنموذج المغاير أو الموازي كما ينكشف عبر دراسة تمثّلات وتصوّرات وأهداف التلاميذ وصورتهم حول ذواتهم وآفاقه المحدّدة في أهدافهم المعلنة .

نحتاج دائما ، حين نتطلّع إلى الفهم الدقيق والعلمي ، أن لا نقرأ بل نستقرأ الظاهرة . وإستقراء الظواهر يقتضي أوّلا أن نتخلّص من بديهياتنا العامة التي نشترك فيها معا غير الباحث وأن ننقطع عن أخضاعها إلى نمط فكري جاهز . يحاول البحث هذا تعقّل الظواهر المشار لها في علاقة بمتغيرات الجنس والمستوى الثقافي والإجتماعي للعائلة ولكن أيضا عبر تمثّلا ت التلاميذ للمدرسة ولذواتهم ولصورتهم ومواقعهم المستقبلية ضمن المجتمع ، عبر مؤشّر أسميناه بالتطلّع السياسي أو فعل المشاركة السياسي مستقبلا : أي درجة المواطنة المستقرأ من إجاباتهم . بما أنّ التربية ، مهما كان التموقع النظري للبحث ، تؤخذ كأداة تكيّف الفرد مع حياة الجماعة ، عبر دفع المتعلّمين إلى إستبطان معايير وقيم ونماذج المشروع التربوي الذي تشتغل عبره وله المؤسسة المدرسية . معنى ذلك أنّ المدرسة هي حقل تشكّل الذات في قطيعة مع المجتمع في الإتّجاه المعاكس للعلاقة . وهو ما لا نؤمن به ضمن منطلقاتنا البراديقمية ، فما يسميه هاملين " بالضرر الثابت للمؤسّسة المدرسية لعجزها ، على حدّ قوله ، عن تحصيل غاياتها المبرمجة لها ، هو نتاج تضافر عاملي متعدّد الصلات بما هو عام يحيل الى المجتمع بأكمله وبما هو خاص يتّصل بالمؤسّسة المدرسية في حدّ ذاتها .
ذلك أنّ التناول أحادي إتّجاه التأثير ضمن العلاقة بين المدرسة والمجتمع ، لدى { بورديو وباسرون } مثلما المقاربة المؤسسية للنظام التربوي يستبعد ما نسميه بتبادلية التأثير والتأثّر بين المدرسة والمحيط المجتمعي الذي ينفذ اليها عبر لا المتعلّم فحسب بل أيضا المعلّم مهما كانت مدى عونيته التي يستمدّها من إنضباطه للتحديدات الرسمية أو تعليمات المشرفين على سير وإنجاح أهداف المشروع التربوي .
فإذا كانت المدرسة تدفع بما لها من آليات نحو إنجاز المشروع المجتمعي أو بمعنى ابسط هي حقل إنتاج وإعادة إنتاج المجتمع . فهي المجال أيضا الذي يمارس ضمنه الغير محظوظين إجتماعيا مقاومتهم من أجل التغيير الغائي والنفعي . فالمدرسة وفق هذه الرؤيا هي حقل الفعل في النموذج أيضا ، لكونها تتأثّر بأشكال الرفض والمقاومة التي تبديها الأطراف الغير مهيمنة خارجها ، إذا أردنا أن نعارض التوجّه الأ داتي في تعقّل وفهم طبيعة وظيفة المدرسة . هذا التوجّه لا يجب أن نأخذه في شكله الثابت والنهائي . قد يستمرّ الدور أو تتواصل الصلة بين المدرسة والمجتمع في إ تّجاه تحديدي ما . لكنّ التغيّر وإن كان غير بنيوي فإنّه حاصل في هذا الدور .
نحتاج إلى أن نختبر ونقيس مستويات وأبعاد التبدّلات الجزئية الحاصلة في صلة المدرّس بذاته ونظرته لمكانته ودوره ونظرة المتعلّم والمجتمع والمشروع النموذجي له ، مثلما تتأكّد اليوم الضرورة الملحّة لتبيّن التغيّرات الحاصلة في مستوى تأثيرية المشروع التربوي في تشكّل أنموذج الإنسان الذي تروّج له وتوظّف تبعا لذلك متعدّد الوسائط المادية والإجتماعية والعقائدية والرمزية لترسيخه . تتّخذ هذه التغيّرات تمظهرات عديدة على أصعدة مختلفة . من الضروري تمثّلها عبر مثل هذه البحوث السوسيوـ تربوية التي قد تحمل إجابات عن عديد الظواهر التي تكبح سيرورة تحقّق المشروع التربوي ومن خلفه المجتمعي ، كظواهر اللامساواة أو التفاوت في التحصيل الدراسي وعوامله ومسألة الإخفاق الدراسي وأسبابه .
تتضافر عوامل عديدة لتصنع التفاوت الذي يأتي كنتاج غير مبرمج أو غير مطابق لديموقراطية التعليم . لمذا تخلّف المساواة المتأسّسة على واحدية المقاييس والمعايير و البرامج على الأصعدة الفردية والجماعية وأيضا الجغرافية ، هذه اللامساواة . لقد ظلّ هذا الإشكال الإجرائي مصدر كلّ التعديلات والمشاريع الإصلاحية المتعاقبة . سعت وتسعى هذه التعديلات إلى خلق آليات إمتصاص سعة التفاوت في التحصيل ، معتبرة أن تعديل إتّجاه الفعل التعليمي نحو القدرات المتوسّطة أو دونها وبالتالي مراجعة المعايير ومقاييس التقييم الجزائي ، كفيل بتقليص هوّة التفاوت . تلتقي مثل هذه الحلول مع المقاربة المؤسسية للمدرسة التي تتعقّل النظام التربوي أو الفعل التربوي في قطيعة مع المحيط أي المجتمع. إنّ تساوي الظروف لا يعني أبدا تعادل الحاصل . وبالتالي فإنّ الحلّ لا يستقيم أبدا مع النظرة الجزئية والضيّقة للمدرسة . فالتغيّر في المدرسة هو تمظهر للتغيّر المجتمعي . من هنا يستدعي المشروع التربوي الرؤية السوسيوـ تربوية للعلاقة القائمة بين المدرسة والمحيط المجتمعي الذي تتداخل معه ، لوضع الآليات العلمية للتحكّم في المعادة المذكورة آنفا .
يحصل تمثّل مستويات وأبعاد هذه العلاقة عبر مؤشّرات عديدة ، لعلّ أبرزها وضع الصلة بين التحصيل الدراسي وتصورات المتعلّم للمدرسة وتمثّلاته المستقبلية لذاته المجتمعية ومواقفه ، موضع إختبار سوسيو ـ تربوي لفهم وتعقّل طبيعة العلاقة التي يقيمها المتعلّم الذي هو محور وغاية العملية التربوية ، بين التحصيل الدراسي وذاتيته التي لا يجوز تصوّر خضوعها التام إلى تحديدات الفعل التربوي . تشكّل نتائج البحث هنا مرحلة منهجية توظّف لخلق مقارنة بين أنموذج الإنسان الذي يهدف له المشروع التربوي والأنموذج المبني إستنتاجا من تصورات ومفاهيم وتمثّلات المتعلّمين . تسمح هذه المقارنة بقياس مردودية النظام التربوي ومدى صحّة أو خطأ التمشّيات التربوية والبيداغوجية المعتمدة . لذلك نعتقد بقوّة في جدوى هذا البحث ومنطلقا ته النظرية والبراديقمية .

2 ـ الوضعية الإجتماعية ـ الإقتصادية للعائلة والتحصيل الدراسي
هل للمستوى اإقتصادي ـ الإجتماعي للعائلة تأثير في النتائج الدراسية والطموح الدراسي لأبنائها ؟ لم يعد يشكّل هذا السؤال طرحا إشكاليا يستدعي فرضيات معطاة للإختبار ، بل أضحى معطى تحليليا يقتضيه أيّ تناول مبحثي سوسيوـ تربوي لواقع دراسي ما . غير أنّ آلية الربط بين التحصيل الدراسي في بعديه : النجاح والفشل لنظر الى تصنيفات مادية للأسرة مثلما آلية الربط التبديهي بين الغنى والنجاح والفشل والإحتياج أوعدم الكفاية المادية وبالتالي الدونية الإجتماعية ، هي إضعاف للدقّة والحذر العلمي للبحث . ثمّ إنّ الباحث مدعوّ لا إلى إختبار وجود الصلة ، بل تبيّن مدى ومستويات تأثيرها في حضور عوامل أخرى تلعب دور حقول إعادة تدقيق فهم الصلة وأبعادها . فأن نستند الى التسليم بعاملية مؤثّر ما ضمن أي مقاربة للنجاح والفشل المدرسي ، يصنّف البحث في خانة الدراسات التبريرية لا السوسيولوجية.
يموضع { ريمون بودون } تأثيرية الوضعية الإقتصادية ـ الإجتماعية للعائلة في التحصيل الدراسي ضمن سياق أشمل يتطلّع لإيجاد تفسيرات للامساواة في النتائج الدراسية . فإذا كان الإخفاق المدرسي الذي ليس هو نتاج إخفاق مؤسّسي ( سوء سير المؤسّسة ) بل على العكس ضروري لسير عملها العادي لدى { بودلو BAUDELOT وإيستابليه R ،ESTABLET) ، هو تمظهر لآليات الإقصاء والإنتقاء التي تمارسها المدرسة في سياق إستنساخها للنظام التربوي القائم في منظور بورديو وباسرون. فهي لا تنتج أو هي لا تعبّر عن تحيّز المدرسة لدى { سبندرز G/SNYDERS } . فالمصاعب التي تعاني منها الطبقات المحرومة هي تمظهر للمصاعب التي تواجهها ضمن النظام الإجتماعي لديه .
إنّ ما يدعو إلى الإستناد إلى تمشّي ريمون بودون وإستدعائه ضمن هذا المبحث بالذّات ، هو أنّه يضعنا خارج الجدل الماكروـ سوسيولوجي حول صلة المدرسة بالمجتمع . ذلك أنّ مقاربة عاملية التباين الإقتصادي ـ الإجتماعي للأسرة في التباينات الدراسية لأبنائهم ، متغيّرا رئيسيا ، غير أنّه لا ينبغي لدينا أن يقارب أحاديا أي بمعزل عن علاقته بمتغيّرات عديدة . ذلك لأنّنا إنتهينا في بحثنا إلى تغاير مستوى تأثيرية هذا العامل في حضور متغيرات الجنس والمستوى الثقافي للأب أو الأم ودرجة التماسك الأسري على النتائج الدراسية للأبناء.

يلتقي { ميرتون مع بودون } في إرجاع تباين مستوى الطموح الدراسي لتباين أوضاع الأسر . فالأفراد< يحدّدون طموحاتهم بالرجوع الى المجموعات الإجتماعية التي ينتمون لها ذلك أنّ التباين الدراسي يقابله تغاير لا في الوضعية الإقتصادية ـ الإجتماعية للعائلة
فحسب بل في دلا لة المركز الإجتماعي الذي يتطلّع له التلميذ المتوافق مع مستوى دراسي معيّن والتي تتطابق مع وضعية إقتصادية ـ إجتماعية معيّنة للأسرة لدى { بودون } الذي يطرح الفرضية التالية < إذا بلغ أحد الأفراد مستوى دراسيا يسمح له بتوقّع وضع إجتماعي أعلى من وضع والده فإنّ الفائدة التي يجنيها من سنة دراسية إضافية هي أقلّ أهمية من تلك التي يوليها شخص يحتلّ والده وضعا إجتماعيّا أعلى ، فبالنسبة لهذا الأخير قد لا تكون سنة دراسية إضافية كافية لتؤمّن له وضعا إجتماعيّا يتساوى مع وضع والده > ،يقتضي ذلك إختبار الترابط بين التحصيل الدراسي وتباين وضعيات الأسرة الإقتصادية ـ الإجتماعية .

3 ـ تصوّرات المادّة التعليمية والنتائج الدراسية :
إنّ إثارة موضوع تصوّرات المتعلّمين للمواد التعليمية التي تتمظهر عبر المواقف منها ، هو مبحث نفسي إجتماعي يتّجه إلى إستدعاء السلوكات الفردية والجماعية لفهم الآليات الإجتماعية المؤثّرة في العملية التربوية.
يتّصل السلوك بالتصوّر الذي يتشكّل إستنادا لإطار إجتماعي معيّن . فسلوك الأفراد لا يتحدّد بالخصائص الموضوعية للموقف بل بتصوّر ذلك الموقف لدى { أربيكarbic }) . ولا ينفصل التصوّر الذي يتمظهر في الموقف الفردي عن إطاره الجماعي بإعتبار عنصر الإشتراك الجماعي لديه . يمرّ تصوّر الشخص للآخر عبر تصوّره لذاته . معنى ذلك أنّ تعلّم التلميذ لمادّة من المواد التعليمية وموقفه منها يتأثّر بتصوّره لذاته عبر تلك المادة . ذلك لأنّ الدافعية التي هي محرّك الفعل ، يتموقع أصلها لدى { بوستيك postic } في إنعكاس صورة الذات التي مصدرها الآخرين عبر تلك المادة . تمارس مواقف المتعلّمين من المواد الدراسية والتمثّل التفاضلي لها تأثيرا على التحصيل الدراسي لهم ، على خلاف إعتبار {ferry } اللامساواة في التحصيل نتاج التفاوت العمري ووضع المدرّس في الحياة المدرسية كصاحب سلطة تقييم من وجهة نظر خاصة
ويستند أيّ حكم قيمي تفاضلي أو تمثّل تراتبي للمواد الدراسية لدى المتعلّمين إلى أصل إجتماعي . ذلك أنّ هذا التصوّر يكشف عن سلّم قيم مرجعية موضوع إتّفاق جمعي . فالمتعلّم يتمثّل هذا التقييم أو التوزيع التراتبي للمواد الدراسية كمنطق واقع أو واقع منطقي أي غير قابل للتبرير أو التغيّر وإن تبيّن خطئه أو حتّى وإن أفضى إلى تحصيل دراسي غير مرغوب فيه أو غير متوقّع، وهو ما يضعنا أمام مفهوم القوالب الجاهزة stereotypes ذات الأصل الجماعي في خلفية تكوّن تصوّر المتعلّم ومنه موقفه من المواد الدراسية . يحمل المتعلّمين هذه القوالب الفكرية الجاهزة عبر التنشئة الإجتماعية . وهو ما يستدعي تأثير الأسرة في تشكّل تصورات المتعلّمين للمواد التعليمية وصياغة مواقفهم منها .
يحمل المتعلّمين هذه القوالب الفكرية الجاهزة عبر التنشئة الإجتماعية . وهو ما يستدعي تأثير الأسرة في تشكّل تصورات المتعلّمين للمواد التعليمية وصياغة مواقفهم منها . وقد إستطاع { chambon } تبيان دور القوالب الفكرية المنقولة أسريا للأبناء عبر تبيّن إرتباطها بمعطى الجنس . حيث أنّه وقف على وجود تقسيم جنسي للمواد يقابله تباين في ميولات الجنسين للمواد . ذلك أنّ تصوّر المادة ومدى توافقها مع الإنتماء أو التقسيم الجنسي للمواد ذو المرجعية المجتمعية ، لا ينفصل عن مستوى أداء المتعلّمين . فالنجاح أو الفشل الدراسي في مواد دون أخرى يختلف مدلوله من بيئة إجتماعية إلى أخرى ويتغاير بالنظر لذات المرجعية الإجتماعية ، مدلول النجاح الجملي بالنظر للمدلول المعطى للنجاح أو الفشل في مادة أو أخرى من المواد التعليمية.

4 ـ المكانة الإجتماعية للعائلة وموقف الأبناء من المواد التعليمية :
تؤثّر المكانة الإجتماعية للأسرة في التحصيل الدراسي عبر واسطة اللغة حسب { برنشتاين } (الذي بيّن التبعية المتوازية بين المدوّنة اللغوية والوسط الإجتماعي . وقد صيغت فرضيات عديدة ضمن مختلف البحوث السوسيوـ تربوية المقاربة لهذا المبحث البسيكوـ إجتماعي ضمن إشكالية اللامساواة في النتائج الدراسية ، من هذه الفرضيات التي تثير مؤثّر اللغة ، أنّ الصعوبات الدراسية لأبناء الأسر الأقلّ مكانة إجتماعية ، ناتجة عن كون ضعف مدوّنتهم اللغوية تعيق أو هي تعطّل نموهم المعرفي ومنه نجاحهم الدراسي بإعتبار إعتماد المدرسة المدوّنة المتفوّقة .
وإن كانت هذه الفرضية تثير موضوعات عدّة أهمّها عاملية النظام التربوي وتوجّهاته في حدّ ذاته في التمايز الدراسي بين متعدد الأمكنة الإجتماعية التي ينحدر منها المتعلّمين بإعتبارها تنحاز إلى الأكثر حظّا إجتماعيا الذي يملك بفعل موقعه في النظام الإجتماعي آليات التفوّق الدراسي ، مثلما دور المدرّس في تكريس التمايز الدراسي ، فإنّ أهميتها لدينا تتمظهر في طرحها الإشكالي للعلاقة بين المكانة الإجتماعية ومواقف المتعلّمين الدراسية التي منها في هذا المجال المبحثي لدراستنا ن الموقف من المواد الدراسية التي تستدعي مفهوم الذات المحتّمة le soi obligé بعبارة higgins .
تطرح العلاقة بين الوسط الإجتماعي للمتعلّمين ونتائجهم الدراسية على أصعدة مختلفة . فبرنشتاين مثلا يستدعي الإمكانات التي تحدّد مدى قدرة المتعلّم على التكيّف مع الفعل التعليمي داخل المؤسسة ، والتي هي مكتسبة من الوسط الإجتماعي ، عبر المدوّنة اللغوية المتّصلة بالمكانة الإجتماعية لأسرة المتعلّم ودورها في تحديد درجة النجاح أو الفشل الدراسي . أمّا وحدة البحث الأساسية ضمن هذه الإشكالية السوسيوـ تربوية لدى { جاك لوتراي }) فتتمثّل في العلاقة بين الممارسة التربوية في العائلة ونمو البنى المعرفية للطفل ونتائجه الدراسية ، إنطلاقا من ثلاثة أنماط ممكنة من هذه العلاقة التربوية ضمن الأسر : نمط حادّ ونمط ليّن وآخر لا منتظم .
يلتقي الصعيد المحور لمقاربة تأثيرية الوسط الإجتماعي في تباين مستويات التحصيل الدراسي للمتعلّمين مع أطروحة { بايار وجيلي } اللذين يتّجهان في تعقّل العلاقة عبر تصوّرات ومواقف المتعلّمين المدرسية المنقولة عن الجماعة المرجع ( الأسرة ضمن موقعها داخل النظام الإجتماعي ).
تمارس هذه التصوّرات التي هي مخطّطات للذات schemas du soi لدى {بايار وجيلي } دور المخطّط التوجيهي schema direceur حسب { marcus } وتأثيرا نفسيا ـ إجتماعيا على النتائج الدراسية للأبناء بإعتبار أنّها تبدو كمحدّدات فردية تؤثّر في تفاعل الأبناء المتعلّمين مع وسطهم المدرسي كحقل تفاعل مثلما المجموعات الشكلية التي تنشأ على أساس الإكراه المؤسسي في مقابل عفوية تشكّل المجموعات غير الشكلية ( العائلات ) التي ينتمون لها خارج المدرسة (. ومن بين مؤشّرات فعل تأثير هذه التصوّرات والمواقف ، درجة التفاعل والتكيّف مع أنماط المواد المختلفة الذي يفضي إلى أنماط تمثّل وتعقّل للمواد تتباين إجتماعيا . وهو ما يدفع الى ردّ هذه المحدّدات الفردية إلى أصلها الإجتماعي المستبطن عبر التنشئة الإجتماعية، التي هي < عملية تعلّم وتعليم وتربية >(تشكّل أساس مرجعي ضمن أي عملية تفكير حول العمليات الإجتماعية) ، من قبل الأبناء المتعلّمين الذين يتأثّرون بمعاييرها وإتّجاهاتها ويشاركون أعضائها ذات الميول والدوافع) التي تعبّر عن نمط عيش مجموعة إجتماعية معيّنة يحصل دفع الفرد الى إستبطانه كمدوّنة سلوك تحصر السلوك الممكن في السلوك المقبول في فئة إجتماعية معيّنة.
فعلى خلاف {nimier } الذي طرح في دراسته حول أنماط الصلات بالرياضيات ، فرضية< أنّ تصوّر مادّة ما ليس إجتماعيا صرفا بل يندرج في الدينامية النفسية للشخص الذي يتصوّر> ، فإنّ عديد البحوث( مثل desplats) إنتهت إلى إثبات الصلة الإجتماعية لتصوّر المواد الدراسية وبالتالي الموقف منها ، المتباين بين الجنسين وعلاقته بالآداء أو مستوى التحصيل الدراسي .
لقد شكّلت ظاهرة اللامساواة في التحصيل الدراسي للمتعلّمين مجال تقاطع عديد المرجعيّات الفكرية والتناولات لا العلمية فحسب بل أيضا الصحفية والدراسات الإستشرافية التي تقوم بها السلطة التربوية . من هنا تبدو حساسية التناول السوسيولوجي ، على إعتبار أنّها تمتلك الحصانة الذاتية المتأتية من مناهجها والتي تصنع المسافة الفاصلة بينها وبين العامي والمتداول .
إن أهم ما يمكن أن نذكر به هو أنّ النتائج الدراسية للمتعلّمين ليست نتاجا خالصا للجهد الفردي للتلميذ . تتداخل عوامل عديدة تلعب دور الموجّه أحيانا ودور الكابح في أحيان أخرى . ويلامس تأثير الأرضية السوسيوـ إقتصادية للجماعة المرجع للمتعلّم تصوّراته وتمثّلا ته للمدرسة وللنجاح الدراسي مثلما على تصوّراته ومواقفه من المواد التعليمية وبالتالي وتباعا على نتائجه الدراسية .
وقد إعتبرنا أنّ المكانة الإقتصادية ـ الإجتماعية للعائلة عاملا رئيسيا في تحديد تغاير لا مستويات الفشل والنجاح الدراسي بل يكشف التوزيع الإجتماعي للفشل المدرسي مثلما النجاح عن بنية قدرات وإستعدادات مستقرأة تتطابق مع البنية الطبقية للمجتمع . معنى ذلك أنّ المكانة الإقتصادية ـ الإجتماعية للجماعة المرجع للمتعلّم تتدخّل في تحديد وتوجيه مستويات التحصيل الدراسي بشكل لا مباشر بل عبر توجيه تصوّرات وتمثّلات ومواقف المتعلّمين من المدرسة والمواد وشركائهم في الوضعية التربوية . تصنع المكانة الإجتماعية للمتعلّم مخطّطا توجيهيا لسلوكه التربوي تتوسّط أو هي قناة تواصل وإتّصال المتعلّم بذاته وبالآخرين ضمن العلاقة التربوية . وهو ما نلتقي فيه مع المقاربة البسيكوـ إجتماعية دون الأخذ بمقولاتها التي تتوسّط القول بفردية التأثيرات التي تتصّل بالماضي الطفولي والكوامن اللاشعورية المتدخّلة في تشكيل نمطية التواصل مع متعدّد عناصر الوضعية التربوية ، والأخذ بالأرضية المجتمعية لهذه المؤثّرات .
فإذا كان التفاعل بين شركاء الوضعية التربوية يمارس تأثيرا مباشرا على الحاصل الدراسي للمتعلّمين فليس معنى ذلك إعتبار الشركاء وخاصة المدرّس كما في التناول البسيكو ـإجتماعي أو التضمينات المؤسسية وحالة اللا تجانس التي تفرزها بين شركاء العلاقة التربوية مثلما تقول بذلك المقاربة المؤسسية . ذلك أنّ التفاعل مهما كان حاصله ومدى تأثيريته على الحالة التربوية والتحصيل الدراسي للمتعلّمين ، فهو لا يجعل الفصل أو المدرسة حقل نفسي بقدر ما يكشف الإرتباط العضوي بالأرضية المجتمعية . يضعنا هذا الإرتباط العضوي أمام إنقلاب نوعي في رؤية وتمثّل المتعلّم من فاعل فردي يتلقّى تأثيرات محيطه الإجتماعي عبر آليات نفسية ، الى ممثّل لفاعل جماعي بإمتياز . ممّا يضعف أي رؤية للمتعلّم والتحصيل الدراسي أو الحالة التربوية عموما لا تأخذ بالمضمون المجتمعي لما يبدو فرديّا أو خصوصيا . لقد وضعنا البحث أمام أهمية تعقّل ظاهرة اللامساواة في التحصيل الدراسي كظاهرة كلية لا تعكس كلية المجتمع فحسب بل هي تمظهر من تمظهرات الكلية المجتمعية . مما يعني أنّ الحالة التربوية هي حالة مجتمعية وأنّ المشروع التربوي هو مشروع مجتمعي بالأساس ، لا يجب أن يغيّب في الحلول التي يتضمنها للظواهر التي تفرزها المدرسة ، هذه الحقيقة .
هناك عوامل ثانوية وقفنا في مجريات البحث عن مستويات تأثيرها وكيفيات توجيهها للحالة التربوية وللحاصل الدراسي للمتعلّمين ،مثل أصعدة تتدخّل المكانة الإجتماعية للأسرة في تشكيل مواقف المتعلّمين من المواد التعليمية والعلاقة التحديدية لأنماط المواقف من المواد في تحديد مستويات الفشل والنجاح الدراسي للمتعلّمين .

محب بلاده
2011-04-04, 23:15
.................................................. .........................

التحصيل الدراسي والتعلم

و علاقة الأسرة والمدرسة بهما


د . عياد حسين محمد علي مركز تطوير الملاكات /هيئة التعليم التقني

يمثل مفهوم التحصيل الدراسي قياس قدرة الطالب على استيعاب المواد الدراسية المقررة ومدى قدرته على تطبيقها من خلال وسائل قياس تجريها المدرسة عن طريق الامتحانات الشفوية والتحريرية التي تتم في أوقات مختلفة فضلاً عن الامتحانات اليومية والفصلية وللتحصيل الدراسي أهداف منها :
1 - تقرير نتيجة الطالب لانتقاله إلى مرحلة أخرى .
2 – تحديد نوع الدراسة والتخصص الذي سينتقل إليه الطالب لاحقا.
3 – معرفة القدرات الفردية للطلبة.
4 – الاستفادة من نتائج التحصيل للانتقال من مدرسة إلى أخرى .
وقد أكدت البحوث على وجود علاقة وظيفية بين التحصيل الجيد والاتجاهات الموجبة نحو المدرسة وينعكس كذلك على سلوك الطلبة نحو المدرسة والتعليم ويسهم في تعديل التوافق النفسي والاجتماعي للطلبة.
أن للوضع الاجتماعي والاقتصادي للطالب الأثر الكبير في التوجه نحو التحصيل الدراسي وكذلك موقع المدرسة ونوعها الذي يؤثر ايجابيا في العلاقة بين الطالب والمعلم أو المدرس.
وسنحاول التركيز على مدة الدراسة الثانوية كونها مدة دراسية متوسطة بين سنوات الدراسة وتقع ضمن المدة العمرية المتمثلة بالمراهقة وهي مرحلة نمو الطالب وما يصاحبها من سلوكيات قد يغفلها البعض من المدرسين مما يتطلب وجود الأخصائي أو الباحث الاجتماعي .
تأتي أهمية المرحلة الثانوية من جانبين :
1 – الإعداد العام للحياة .
2 – الإعداد العلمي لمواصلة التعليم الجامعي .
ويمكن أن يضاف إلى الجانبين ما يأتي:
1 – المراهقة والتغيرات الجسمية أو السلوكية .
2 – الارتباط بمشاكل المجتمع .
3 – المرحلة العبورية .
4 – التنمية الاجتماعية والتطور الحضاري .
لقد أثبتت الدراسات أن الطلبة المنبسطين والمرتاحين يكون تحصيلهم الدراسي أعلى من غيرهم وهذا قد يعود إلى الأسرة والتنشئة على الرغم من وجود بعض الحالات الفردية التي تكون نتائجها عكسية بسبب الدلال الزائد وعدم المبالاة، ومن العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي للطلبة:
1 – المناهج الدراسية ومدى ملائمتها .
2 – كفاءة المعلم أو الإدارة المدرسية .
3 - وجود الأنشطة المدرسية الرياضية والفنية والعلمية .
4 – المستوى العلمي والثقافي والاقتصادي وطبيعة العلاقة بين الأفراد مع المدرسة .
5 – الدافعية والذكاء حسب مستوى الطلبة .
فهذه العوامل تؤثر سلبا أو إيجابا في التحصيل الدراسي للتلاميذ بمعنى أن هناك عوامل ذاتية (جسمية – نفسية – عقلية) وعوامل خارجية تخص الأسرة بمستواها الثقافي والاقتصادي واتجاهات الوالدين نحو التعليم .
أما التعليم فيعد جزء من التربية العقلية لكسب المعرفة والمهارة لعلم من العلوم أو فن من الفنون أو حرفة من الحرف ويتطلب التعليم معلما يقوم بتعليم غيره وتلقينه ما يشاء من معلومات وأراء وأفكار بالطريقة التي يختارها والمتعلم يصغي لما يلقى ولما يسمع ، أذن التعليم هو إصغاء وتلقين لما يجود به المدرس
يعد الغزالي التعليم من أشرف الصناعات مستندا لقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) (إنما بعثت معلما) ويرى الغزالي أن المعلم أشرف مخلوق على الأرض ويرى أيضا أن هناك علمين علم حسي وليد التجربة البدنية والعقل ويتعلق بعالم المحسوسات يسميه الغزالي (عالم الملك) والثاني علم خفي وليد الإيمان ويتعلق بعالم المثل العليا يسميه الغزالي (عالم الملكوت) لذا يرى الغزالي أن لاكتساب المعرفة طريقين :
الأول : التعليم الإنساني وهو التحصيل بالتعليم الخارجي .
الثاني : التعليم الرباني وهو الاشتغال بالتفكير من الداخل .
كما يرى الغزالي أن العقل والحواس وخبرة الإنسان هي السبيل إلى عالم الملك، وأن الوحي والإلهام هو السبيل لمعرفة الملكوت، كما يرى أن عملية التعلم تتم بالجوانب الشخصية وليس العقل فقط .
أما أخوان الصفا كفلاسفة في مدينة البصرة في العراق فأنهم يرون أن اكتساب المعلومات يقوم بثلاث طرق:
الأولى: عن طريق الحواس الخمس التي تدرك بها الأمور الحاضرة في الزمان والمكان .
الثانية: استماع الأخبار التي ينفرد بها الإنسان دون سائر الحيوان ويفهم بها الأمور الغائبة عنه بالزمان والمكان .
الثالثة: الكتابة والقراءة ويفهم عن طريقها الإنسان معاني الكلمات واللغات والأقاويل بالنظر فيها.
أذن المعرفة عند أخوان الصفا مكتسبة وليست فطرية واصلها هي الحواس، أما أبن خلدون فيتحدث عن العملية التعليمية ويقول (أعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيداً إذا كان على التدريج شيئاً فشيئا وقليلاً فقليلاً) ومن هذه العبارة يؤكد أبن خلدون أن الاستعداد للتعلم ضرورياً ويتم تدريجياً ويمر بمراحل ثلاثة: الأولى بسائط التعلم- الثانية جوامعه – الثالثة مشكلاته ومعضلاته.
يختلف التعليم بين الدول وكذلك داخل الدولة الواحدة حيث يأخذ أشكالاً مختلفة وطرقاً عديدة وحسب الأنظمة السياسية حيث يمتاز التعليم في دول أوربا وأمريكا واليابان بخصائص منها (أن التعليم من أجل الفرد) وعلى اعتبار توفير تكافؤ الفرص التعليمية وتوزيع الخدمات التعليمية بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى باعتبار القوى البشرية مصدراً من مصادر الثروة لذا فالدول تتسابق على اختلاف فلسفتها نحو إتاحة فرص التعليم، وهدف التعليم في المجتمعات الرأسمالية هو خدمة الفرد في المقام الأول ثم المشاركة في حياة المجتمع بعدها خدمة المجتمع ويتمثل ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تترك الحرية للأفراد للتعليم وهذه تتفاوت من إقليم إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى مثل الزنوج والبيض والهنود .
أن للتعليم في جميع أنحاء العالم أغراضا" عديدة منها تربوية – اجتماعية – اقتصادية – سياسية.
أما في البلدان العربية فأن التعليم يقع بين الدول المتقدمة والدول النامية مع وجود اختلاف بين بعضها البعض نتيجة للظروف والأوضاع التي تمر بها الأمة العربية وما تعانيه من تجزئة سياسية وظهور للفردية بدافع من الاستعمار عن طريق الحروب والفتن فضلاً عن عدم الاستفادة من الثروات الهائلة نتيجة التخلف العلمي والتكنولوجي وبروز القلة المترفة داخلها وعدم الاهتمام بالمناطق الريفية يُضعف مشاركة المرأة وتخلف المؤسسات الديمقراطية ، لذا فالتعليم في البلاد العربية يتصف بـ :
1 – غياب الفلسفة التربوية الواضحة.
2 – انتشار الأمية.
3 – وضع موقع المرأة المتدني.
4 – التركيز على التعليم النظري دون التعليم التقني.
5 – هجرة العقول العلمية إلى الدول المتقدمة .
العلاقة بين النظام الأسري والتربوي
أن دور الأسرة لا يختلف عن بقية المؤسسات في نقل التراث الحضاري وتدريب وتعليم الأفراد والجماعات على المهارات والخبرات أن لم يكن أكثر أهمية في بعض الأحيان وفي بعض المجالات على بقية المؤسسات، فالتربية تهدف إلى تهيئة حياة سعيدة للأفراد . كما ينظر إليها (لوك) أنها تصنع السعادة للأفراد، وكما يعتقده (أفلاطون) أن التربية تهتم بتكوين أفرادا يصنعون المجتمع العادل لذا يجب معاملة كل فرد حسب إمكانيته وكيفية استغلال قدرته لتكوين النظام الاجتماعي.
لا يمكن نكران ما تلعبه العائلة من دور أساس في زرع وتكوين القيم التربوية التي تعد المواطن الصالح أو تعلمه الأنماط السلوكية التربوية الأخرى. فإذا كانت التربية تعني العمل الإنساني الهادف وتهتم بالوسائل والأهداف المرغوبة في حياة الناشئ الجديد فأن العائلة من أول المؤسسات وأخطرها وذات تأثير على سير العملية التربوية .
أن التربية عملية اجتماعية تهدف إلى بناء شخصيات الأفراد من أجل تمكينهم من مواصلة حياة الجماعة وعلى هذا الأساس فأنها عملية تعليم وتعلم للأنماط السلوكية واستمرار لثقافة المجتمع فكل مجتمع يحتوي على جماعات متفاعلة ويجب أن تقوم عملية التفاعل على التعاون الجيد بين المدرسة والأسرة وتكوين خيوط الأُلفة والترابط من أجل تحقيق الأهداف التربوية من خلال :
1 – الاتصال المباشر بين أولياء الأمور والأسرة والمدرسة.
2 – مشاركة أولياء الأمور في تقديم الملاحظات والدعم للمدرسة.
3 – قيام المدرسة بإبلاغ أولياء الأمور عن سلوك أبنائهم داخل المدرسة.
4 – مشاركة أولياء أمور الطلبة في المناسبات الدينية والوطنية والثقافية.
لذا لا يمكن اعتبار الأسرة والمدرسة مؤسستين منفصلتين وإنما مؤسسة واحدة تكمل أحداهما الأخرى وهذا التكامل والتعاون بينهم يساعد على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.

محب بلاده
2011-04-04, 23:16
ارجوا ان اكون قد أفدتك اخي الفاضل

تقي2008
2011-04-05, 10:39
ارجوا ان اكون قد أفدتك اخي الفاضل

السلام عليكم
لاأجد الكلمات التي أعبر بها عن مدى شكري و امتناني لك أخي محب بلاده .
جعلك الله محب على محب. و جعل مجهودك في ميزان حسناتك.بارك الله فيك و دمت عونا و سندا لأعضاء المنتدى.