المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفـــــــــــــة الـعــفــــــــــــــو


مشتاق الجنان
2011-04-01, 09:53
صفـــــــــــــة الـعــفــــــــــــــو
...الحمد لله رب العالمين
......
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين


1-الـعـفــــــــــــو خلق عظيم من أخلاق المؤمنين وخصلة حميدة

من خصال المتقين وشيمة كريمة من شيم الكرام المحسنين

فهي تدل على نفس مطمئنة وقلب مخبت خاشع وجوارح منقادة لأمر الله

واقفة عند حدوده وتدل على الرضا والتسليم لقضاء الله وتدبيره

والتواضع لأمره وتدل على الرحمة بعباد الله واحتساب الأجر عند الله تعالى

وحقيقة العفو هي إسقاط الحق والتنازل عنه عند المقدرة كرما وإحساناً


2- العفو من صفات الرحمن عزوجل ومن أسمائه العفوّ

من صفات الله تعالى العفو

{يقول الله سبحانه {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

(ويقول جل جلاله (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ

ومن أسمائه الحسنى العفوَّ

قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} والعفو أي كثير العفو .



3- الحث على العفو من القرآن والسنَّة


من القرآن آيات تتلى في الحث والترغيب بهذا الخلق الحميد منها

قوله تعالى {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ

وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}

قال الحافظ بن كثير رحمه الله (أي لو كنت سيء الكلام قاسي القلب عليهم

لانفضوا عنك وتركوك ولكن اللّه جمعهم عليك وألان جانبك

لهم تأليفا لقلوبهم كما قال عبد اللّه بن عمرو

إني أرى صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الكتب المتقدمة

أنه ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق

ولا يجزي بالسيئة السيئة و لكن يعفو و يصفح


(ولهذا قال تعالى: (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر


(وقال سبحانه (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ


قال العلامة بن سعدي رحمه الله (هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس

وما ينبغي في معاملتهم فالذي ينبغي أن يعامل به الناس



أن يأخذ العفو أي : ما سمحت به أنفسهم وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق

فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبعائهم بل يشكر من كل أحد ما قابله به

من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك ويتجاوز عند تقصيرهم

ويغض طرفه عن نقصهم ولا يتكبر على الصغير لصغره ولا ناقص العقل لنقصه

ولا الفقير لفقره بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال

:وتنشرح له صدورهم " وأمر بالعرف " أي

بكل قول حسن وفعل جميل وخلق كامل للقريب والبعيد

فاجعل ما يأتي إلى الناس منك إما تعليم علم أو حثا على خير

من صلة رحم أو بر والدين أو إصلاح بين الناس أو نصيحة نافعة

أو رأي مصيب أو معاونة على بر وتقوى أو زجر عن قبيح

أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية




ولما كان لا بد من أذية الجاهل أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل

بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه

ومن حرمك لا تحرمه ومن قطعك فصله ومن ظلمك فاعدل فيه

وهذه وصية نبوية لعقبة بن عامر رضي الله عنه لما سأله

عن فواضل الأعمال قال صلى الله عليه وسلم ((يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك

واعف عمن ظلمك)) رواه أحمد وصححه الألباني رحمهما الله




4- العفو من أخلاق الأنبياء والصالحين

العفو من أخلاق الكرام وسيد العافين

هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأعظم عفو عرفه له تاريخ الإنسانية

هو عفوه عن أهل مكة حيث قام

فيهم فقال ((يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية

وتعظمها بالآباءالناس من آدم وآدم من تراب

ثم تلا هذه الآية: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم

عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}. ثم

قال: (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟) قالوا: خيرًا أخ كريم

وابن أخ كريم قال: (فإني أقول لكم كما قال

يوسف لإخوته: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ} اذهبوا فأنتم الطلقاء))



قالت عائشة رضي الله عنها ( ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين

أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه

وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)



قيل لبعض السلف : إن فلاناً يغتابك

(فقال ( إن كنت صادقاً فغفر الله له وإن كنت كاذباً فغفر الله لك


5- من ثمرات العفو

للعفو ثمرات منها :

أن فيه استجابة لأمر الله تعالى وطاعة لله ورسوله


وهو يورث العز في الدنيا والآخرة

ففي الحديث (( .. وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزَّاً .. )) رواه مسلم


وهو يورث محبة الله عزوجل

قال سبحانه (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

(وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ


وهو يجلب الأجر الجزيل من

(الله تعالى( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ


كما أنه يوجب عفو الله عن العبد يوم القيامة

ففي الحديث (( كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه :

إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه )) متفق عليه


كما أنه يورث سلامة الصدور وانحسار المنازعات

والخصومات بين الناس ويؤدي إلى التحابب بين الناس



6- الخاتمة


وأخيراً وليس آخراً :

ينبغي علينا التزام الهدي النبوي والتخلق بأخلاق الإسلام العظيمة

واستغلال الوقت فيما يرضي ربنا عزوجل حتى تتحقق لنا السعادة

في هذه الدار وفي الدار الآخرة والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى

آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين


منقول للأمانة

لقاء الجنة
2011-04-01, 18:55
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26978/31670/395827.gif

fatimazahra2011
2011-08-02, 18:02
http://noorfatema.com/images/b/noorfatema12.gif

http://i4.glitter-graphics.org/pub/120/120694amtl4adb8a.gif

http://s002.radikal.ru/i197/1006/78/3df41f42b29c.gif


http://img5.dreamies.de/img/575/b/25f6vl3tvca.gif

http://noorfatema.com/vb/images/smilies/12996024843.gif

رمضًــــآن كــَريـــمَ *_* (( ^_^ ))