منير الجزائري
2007-06-22, 23:35
المرأة والحجاب
إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ - وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ -.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[«سورة آل عمران»:102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[«سورة النساء»:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[«سورة الأحزاب»:70- 71].
أَمَّا بَعْدُ:
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تعَالَى، وَخيرَ الهَدْيِ( )هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
وَبَعْدُ:
لماذا المرأة ولماذا حجابها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
أما بعد …… ، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
حملات مسعورة ، وهجمات مسمومة ، تنال عقيدتنا وتستهدف عزنا وشرفنا ، يشارك فيها طرفان ملعونان ، طرف ظاهر العداء ، لا يخفى على من في قلبه إيمان ، وطرف يخفى على كثير من الناس ، يلبس الحق بالباطل ، يظهر في لباس الناصح الواعظ وهو معول هدام ، يقتلع حصون الإسلام ، ويتسلل إلى عقول العباد فيوقعهم في الحرام والآثام .
إنهما الكفار والمنافقون الذين سيجمعهم الله في العذاب يوم القيامة لاشتراكهم في محاربة الإسلام (( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )) .
إن تزايد العداء على المسلمين وبلادهم يتزايد ويتفاقم في ظل غفلة المسلمين وضعفهم في دينهم ، فمتى كان الكفار يتطاولون على المسلمين وعلى عقيدتهم ، ومتى كانوا يرغمون المسلمين على تبديل مبادئهم والتدخل في خصوصياتهم .
المسلمون مستهدفون ، مقصودون ، يخطط الأعداء للمكر بهم وبدينهم ، يحسدونهم ويسلكون السبل لصدهم عن دينهم ، وهذا ما أثبته الله في كتابه (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ... )) .
ومن تأمل ما يجري في واقع العالم اليوم يدرك تلك المخططات الصليبية والحروب المتعددة الأشكال على الإسلام والمسلمين ، فحرب عسكرية إذا تطلب الأمر كما فعلت أمريكا في أفغانستان وفي العراق وفي غيرها ، وحرب فكرية كهذه الضغوط الغربية الأمريكية على الدول الإسلامية ومن آخرها وليست بآخرها التدخل في تغيير المناهج والمطالبة الشديدة في ذلك ، ومما تمارسه دول الكفر اليوم المضايقات والتحريشات بالمسلمين والمسلمات الذين يعيشون في بلادهم ، حتى أصبح كل من يحمل الهوية الإسلامية متهم بالإرهاب والتطرف سواء كان رجلا أو امرأة ، وقد كشرت دول الكفر عن حقدها وعصبيتها الدينية ، وبان لكل ذي عقل أن ما تنادي به تلك الدول الكافرة من الحرية وحقوق الإنسان إنما هي حرية الرجل الأحمر وحقوقه ، حرية النصراني واليهودي وحقوقهما ، ومن تكون من وراءه مصلحة دنيوية تحققها تلك الدول .
: إن دول الكفر فرنسا وأمريكا وغيرها كانت ولا تزال تعلن شعار حرية الأديان وأنها لا تتدخل في الشعائر الدينية ، وانطلت هذه الحيلة على عدد من المسلمين وعلى غير المسلمين ، ثم ها هي اليوم تفصح عما كانت تكنه ، ها هي اليوم لا تملك أن تصبر على انتشار الإسلام وظهوره على جميع الأديان المحرفة ، ها هي تلك الدول اليوم تمارس قوتها وتفرضها على من تريد ممن يخالفون عقيدتها وسياستها الكافرة .
فهذه فرنسا تتدخل في حجاب المرأة المسلمة في فرنسا وتصدر قرارها بمنعه في المدارس الحكومية ولا تبالي بأكثر من خمسة مليون مسلم ومسلمة يعيشون فيها ، إنها جرأة ظاهرة ، وخطوة فاجرة تخطوها تلك الدولة ضد أخواتنا المسلمات هناك ، فلماذا هذه الحملة على الحجاب ؟ إنه يذكرنا والله بحملات المنافقين في وسائل الإعلام العربية والإسلامية التي تطالب بحرية المرأة ( خروجها واختلاطها بالرجال وكشفها لوجهها وخلعها لحجابها لينالوا منها .. ) والذين يطالبون بقيادة المرأة للسيارة ، والذين يطالبون بتنحية الدين عن الحياة ...
أيها المسلمون والمسلمات : إن الحجاب الذي تساهل فيه المسلمات اليوم يمثل عقيدة راسخة في نفس المرأة المؤمنة التي أطاعت ربها وتمسكها بسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه دين تدين المرأة ربها به ، وليس عادة اجتماعية .
حجاب المرأة المسلمة الشرعي سهم في أعين الأعداء ، وقضية تقلقهم ولهذا فهم يمكرون بالليل والنهار لإفساد نساء المسلمين ، وجرهن نحو الرذيلة والفساد ، وبدأ التغريب والسعي لإيقاع المرأة المسلمة في الفتنة ، تدرجوا بالمرأة ولبسوا عليها في تعليمها وفي لباسها وفي دينها ، حتى نشأ في أوساط المسلمين نساء كاسيات عاريات ، فنزع الحجاب وحصلت الفتنة التي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم . فتن الرجال بالنساء في كل مكان ، ودنست الأعراض وارتكبت الفواحش ، وابتليت البلدان الإسلامية اليوم بأولاد الزنى والبغايا بسبب الدعوة إلى التحرر والحرية التي ينادي بها العلمانيون والمنافقون والتي تنشرها أوربا وأمريكا وتروج لها في كل ناحية .
إن أعداء الإسلام اليوم يراهنون على دمج العالم الإسلامي والعربي في الغرب وتذويبه ، وما جرى في فرنسا من تمسك المسلمات بالحجاب أمر لا يوافق سياسة الدمج الفكري والأخلاقي والديني الذي تسعى إليه الدول الكافرة ، ومما زاد قلق تلك الدول تأثر غير المسلمات بالحجاب وإسلام بعضهن لأنهن ينشدن الراحة والبعد عن التحرش الجنسي فوجدن الحجاب الإسلامي حصن حصين فكان سبب إسلام العديد منهن .
إن ظاهرة الحجاب وانتشاره تعني انتشار التمسك بالدين وانتشار الإسلام ، وقد وجدت فرنسا وغيرها أن الإسلام هو الدين الثاني بعد الكاثوليكية . {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }الصف8،
الغرب لا ينظر لقضية الحجاب في الغرب على أنها قضية تدور حول لباس ولا تقاليد معينة ولكنها مسألة تعكس النظرة للدين الإسلامي برمته . تماما كما هو حال المتربصين بالإسلام فإنهم لا يتجرءون على انتقاده مباشرة وإنما من خلال محاولة هدم شعائره واحدة تلو الأخرى .
الحرب على الحجاب في الغرب وغيرها واقع مخز وهو موضوع يشغل الساسة والمحاكم في العديد من الدول الأوروبية في ألمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وغيرها .
إنه من المؤسف والله أن لا نجد من يقف في وجوه تلك الممارسات الكافرة التي تستهدف ديننا ، وتنال من حجاب نسائنا ، من المؤسف ما نراه من مواقف متخاذلة لا تكاد تسمع العالم صوت الحق ، صوت العز والكرامة والشرف للدين . من المؤسف أننا لا نسمع إلا الفتاوى الجائرة التي سوغ لفرنسا وغيرها ما تشاء ضد المتحجبات المسلمات ، ولا غرابة لأن المشيخة والعلم يدعيها كل أحد وقد يلصقها طاغوت بشخص يرى فيه ذر الرماد في أعين المسلمين وإسكاتهم ولو كان ليس أهلا للفتوى فالمهم أن يبرر لأهل الفسق زللهم ومجونهم ، فالربا عنده مباح ، واستقبال القس الإسرائيلي حلال والاندماج بالغرب والكفار والتقارب معهم وتصحيح عقيدتهم الفاسدة كله جائز ومقبول ،والمحتل والمستعمر يكون صديقا وقريبا عند المنافقين وأصحاب الذمم الرخيصة .
اللهم ارحم أمتنا واهد أباءها وأعز ديننا اللهم آمين.
إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ - وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ -.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[«سورة آل عمران»:102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[«سورة النساء»:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[«سورة الأحزاب»:70- 71].
أَمَّا بَعْدُ:
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تعَالَى، وَخيرَ الهَدْيِ( )هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
وَبَعْدُ:
لماذا المرأة ولماذا حجابها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
أما بعد …… ، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
حملات مسعورة ، وهجمات مسمومة ، تنال عقيدتنا وتستهدف عزنا وشرفنا ، يشارك فيها طرفان ملعونان ، طرف ظاهر العداء ، لا يخفى على من في قلبه إيمان ، وطرف يخفى على كثير من الناس ، يلبس الحق بالباطل ، يظهر في لباس الناصح الواعظ وهو معول هدام ، يقتلع حصون الإسلام ، ويتسلل إلى عقول العباد فيوقعهم في الحرام والآثام .
إنهما الكفار والمنافقون الذين سيجمعهم الله في العذاب يوم القيامة لاشتراكهم في محاربة الإسلام (( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )) .
إن تزايد العداء على المسلمين وبلادهم يتزايد ويتفاقم في ظل غفلة المسلمين وضعفهم في دينهم ، فمتى كان الكفار يتطاولون على المسلمين وعلى عقيدتهم ، ومتى كانوا يرغمون المسلمين على تبديل مبادئهم والتدخل في خصوصياتهم .
المسلمون مستهدفون ، مقصودون ، يخطط الأعداء للمكر بهم وبدينهم ، يحسدونهم ويسلكون السبل لصدهم عن دينهم ، وهذا ما أثبته الله في كتابه (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ... )) .
ومن تأمل ما يجري في واقع العالم اليوم يدرك تلك المخططات الصليبية والحروب المتعددة الأشكال على الإسلام والمسلمين ، فحرب عسكرية إذا تطلب الأمر كما فعلت أمريكا في أفغانستان وفي العراق وفي غيرها ، وحرب فكرية كهذه الضغوط الغربية الأمريكية على الدول الإسلامية ومن آخرها وليست بآخرها التدخل في تغيير المناهج والمطالبة الشديدة في ذلك ، ومما تمارسه دول الكفر اليوم المضايقات والتحريشات بالمسلمين والمسلمات الذين يعيشون في بلادهم ، حتى أصبح كل من يحمل الهوية الإسلامية متهم بالإرهاب والتطرف سواء كان رجلا أو امرأة ، وقد كشرت دول الكفر عن حقدها وعصبيتها الدينية ، وبان لكل ذي عقل أن ما تنادي به تلك الدول الكافرة من الحرية وحقوق الإنسان إنما هي حرية الرجل الأحمر وحقوقه ، حرية النصراني واليهودي وحقوقهما ، ومن تكون من وراءه مصلحة دنيوية تحققها تلك الدول .
: إن دول الكفر فرنسا وأمريكا وغيرها كانت ولا تزال تعلن شعار حرية الأديان وأنها لا تتدخل في الشعائر الدينية ، وانطلت هذه الحيلة على عدد من المسلمين وعلى غير المسلمين ، ثم ها هي اليوم تفصح عما كانت تكنه ، ها هي اليوم لا تملك أن تصبر على انتشار الإسلام وظهوره على جميع الأديان المحرفة ، ها هي تلك الدول اليوم تمارس قوتها وتفرضها على من تريد ممن يخالفون عقيدتها وسياستها الكافرة .
فهذه فرنسا تتدخل في حجاب المرأة المسلمة في فرنسا وتصدر قرارها بمنعه في المدارس الحكومية ولا تبالي بأكثر من خمسة مليون مسلم ومسلمة يعيشون فيها ، إنها جرأة ظاهرة ، وخطوة فاجرة تخطوها تلك الدولة ضد أخواتنا المسلمات هناك ، فلماذا هذه الحملة على الحجاب ؟ إنه يذكرنا والله بحملات المنافقين في وسائل الإعلام العربية والإسلامية التي تطالب بحرية المرأة ( خروجها واختلاطها بالرجال وكشفها لوجهها وخلعها لحجابها لينالوا منها .. ) والذين يطالبون بقيادة المرأة للسيارة ، والذين يطالبون بتنحية الدين عن الحياة ...
أيها المسلمون والمسلمات : إن الحجاب الذي تساهل فيه المسلمات اليوم يمثل عقيدة راسخة في نفس المرأة المؤمنة التي أطاعت ربها وتمسكها بسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه دين تدين المرأة ربها به ، وليس عادة اجتماعية .
حجاب المرأة المسلمة الشرعي سهم في أعين الأعداء ، وقضية تقلقهم ولهذا فهم يمكرون بالليل والنهار لإفساد نساء المسلمين ، وجرهن نحو الرذيلة والفساد ، وبدأ التغريب والسعي لإيقاع المرأة المسلمة في الفتنة ، تدرجوا بالمرأة ولبسوا عليها في تعليمها وفي لباسها وفي دينها ، حتى نشأ في أوساط المسلمين نساء كاسيات عاريات ، فنزع الحجاب وحصلت الفتنة التي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم . فتن الرجال بالنساء في كل مكان ، ودنست الأعراض وارتكبت الفواحش ، وابتليت البلدان الإسلامية اليوم بأولاد الزنى والبغايا بسبب الدعوة إلى التحرر والحرية التي ينادي بها العلمانيون والمنافقون والتي تنشرها أوربا وأمريكا وتروج لها في كل ناحية .
إن أعداء الإسلام اليوم يراهنون على دمج العالم الإسلامي والعربي في الغرب وتذويبه ، وما جرى في فرنسا من تمسك المسلمات بالحجاب أمر لا يوافق سياسة الدمج الفكري والأخلاقي والديني الذي تسعى إليه الدول الكافرة ، ومما زاد قلق تلك الدول تأثر غير المسلمات بالحجاب وإسلام بعضهن لأنهن ينشدن الراحة والبعد عن التحرش الجنسي فوجدن الحجاب الإسلامي حصن حصين فكان سبب إسلام العديد منهن .
إن ظاهرة الحجاب وانتشاره تعني انتشار التمسك بالدين وانتشار الإسلام ، وقد وجدت فرنسا وغيرها أن الإسلام هو الدين الثاني بعد الكاثوليكية . {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }الصف8،
الغرب لا ينظر لقضية الحجاب في الغرب على أنها قضية تدور حول لباس ولا تقاليد معينة ولكنها مسألة تعكس النظرة للدين الإسلامي برمته . تماما كما هو حال المتربصين بالإسلام فإنهم لا يتجرءون على انتقاده مباشرة وإنما من خلال محاولة هدم شعائره واحدة تلو الأخرى .
الحرب على الحجاب في الغرب وغيرها واقع مخز وهو موضوع يشغل الساسة والمحاكم في العديد من الدول الأوروبية في ألمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وغيرها .
إنه من المؤسف والله أن لا نجد من يقف في وجوه تلك الممارسات الكافرة التي تستهدف ديننا ، وتنال من حجاب نسائنا ، من المؤسف ما نراه من مواقف متخاذلة لا تكاد تسمع العالم صوت الحق ، صوت العز والكرامة والشرف للدين . من المؤسف أننا لا نسمع إلا الفتاوى الجائرة التي سوغ لفرنسا وغيرها ما تشاء ضد المتحجبات المسلمات ، ولا غرابة لأن المشيخة والعلم يدعيها كل أحد وقد يلصقها طاغوت بشخص يرى فيه ذر الرماد في أعين المسلمين وإسكاتهم ولو كان ليس أهلا للفتوى فالمهم أن يبرر لأهل الفسق زللهم ومجونهم ، فالربا عنده مباح ، واستقبال القس الإسرائيلي حلال والاندماج بالغرب والكفار والتقارب معهم وتصحيح عقيدتهم الفاسدة كله جائز ومقبول ،والمحتل والمستعمر يكون صديقا وقريبا عند المنافقين وأصحاب الذمم الرخيصة .
اللهم ارحم أمتنا واهد أباءها وأعز ديننا اللهم آمين.