أم بدر الدين
2008-08-27, 12:19
أين أهل السنة ؟
وكيف نعرفهم بين المسلمين اليوم ؟
د0ناصر العقل
أقول بإيجاز ، وحسب ما يظهر لي :
إن أهل السنة قد وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وعينهم تعييناً يجعلهم كالشمس لمن وفقه الله وسلم من الهوى والعصبية والتقليد الأعمى ، فمن صفاتهم المأثورة :
1- أنهم الذين على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهراً ومخبراً ، عقيدة وسلوكاً وعبادة ، وهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيّنته السنة أوضح بيان .
فهم - أي أهل السنة - أعلام بارزون ظاهرون جيلاً بعد جيل منذ عصر الصحابة إلى يومنا ، معروفون بالاتباع والاقتداء والاهتداء .
2- وأنهم المتمسكون بعقيدة السلف ، الصحابة والتابعون ، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ، وعقيدة السلف مأثورة معروفة مسطرة - بحمد الله - من خلال ما صنفه أئمة الهدى كالأمام أحمد ، والبخاري ، وابن أبي عاصم ، والدارمي، وعبدالله بن أحمد ، وابن خزيمة ، وابن بطة ، وابن منده ، والخلال ، والأشعري بعد إبانته ، وإسماعيل الصابوني ، والطحاوي ، وابن تيمية ، وغيرهم كثيرون جداً ، يعرفهم أهل العلم وكل من أراد التعرف عليهم .
3 - سلامتهم من التلبس بالبدع والشركيات والطرق ، فأهل السنة أيّـاً كانوا لا تراهم يتمسحون بالقبور والأحجار والآثار والصخور ، ولا يدعون غير الله ، ولا يستغيثون بالأموات ، ولا يقيمون المشاهد والقباب على القبور ، ولا يقيمون الموالد والاحتفالات البدعية ، وقل أن تجد منهم من ينضوي تحت الطرق الصوفية ، إلا عن جهل وغفلة أو تقليد على غير بصيرة كبعض العوام .
4 - تمسكهم بشعائر الدين ، الظاهرة والباطنة ، كما أمر الله وبيّن رسوله - صلى الله
عليه وسلم- ، فهم يقيمون الفرائض والسنن ، ويأمرون بها ، ويتركون الآثام والمنكرات والمحرمات والبدع ، وينهون عنها .
5 – أنهم ظاهرون في مجتمعاتهم بالصدع بالحق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومحاربة البدع ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهذه الصفة قد تختلف من بلد إلى آخر ، فإن من بلاد المسلمين ما لا يستطيع المسلمون فيه إظهار شعائرهم ، ولا إعلان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وفي العموم : فأهل السنة - والله أعلم - لا يحصرهم مكان ولا زمان ، فهم - بحمد الله - يوجدون في أكثر من مكان وأكثر من بلد ، يقلون في بلد ، ويكثرون في آخر ، فهم في أرض الله الواسعة منتشرون بحسب حالهم .
ولو تأملت حال المسلمين اليوم، لوجدت أهل السنة منهم متميزين في كل بحسب حاله ، كثرة أو قلة ، قوة أو ضعفاً ، فقد تجدهم في مصر والسودان أكثر ما يكونون بين أنصار السنة المحمدية ، وفي غيرهم قليل ، وفي الشام في أهل الحديث والأثر أكثر من غيرهم ، وفي الهند والباكستان وأفغانستان يكثرون في أهل الحديث والجماعات والجمعيات السلفية أكثر من غيرها .
وقد أشرت من قبل أن من أبرز سمات أهل السنة في البلاد الني لا تكثر فيها البدع والطرق الصوفية وصفهم بـ ( الوهابية ) نسبة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، أو بـ ( الحنابلة ) نسبة إلى الإمام أحمد بن حنبل .
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي المثال الحي الواضح لأهل السنة والجماعة معتقداً وسلوكاً ، وقد تحقق بها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " ، فهي حتى الآن ظاهرة بحمد الله .
هذا مع العلم أن عامة المسلمين الذين يقيمون شعائر الدين وهم سالمون من الشركيات ، إنما هم على الفطرة ، ويدخلون في سواد الأمة وأهل السنة في أي بلد ومكان كانوا .
.. وأهل السنة ( والله أعلم ) في آخر الزمان ليسوا أكثرية ، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بأنهم طائفة ، وأنهم الغرباء ، وأنهم عصابة ، وأنهم فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة .
وهذا يسقط دعوى بعـض الأشاعـرة والماتريدية المعاصرين ، بأنهم أهل السنـة ، لأنهـم
الأكثرون في بلاد المسلمين ، فالأكثرية ليست دليلاً كافياً على الصواب ، إنما العبرة باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ، واتباع هدي الصحابة والتابعين وأئمة الهدى الأعلام في العصور الثلاثة الفاضلة ، والذين اتبعوهم واقتفوا آثارهم ، ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى يوم الدين مهما قـلّوا .
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن الأكثرية من المسلمين اليوم هم من العامة الذين يغلب عليهم الجهل ، وعدم الإلمام بتفصيلات العقائد ، وهؤلاء جمهورهم على الفطرة ، والأصل فيهم البرآءة وسلامة الاعتقاد ، ومن كان هذا وصفه فهو داخل في سواد المسلمين أهل السنة ، ما لم تجتلهم شياطين البدع والخرافات ، وشياطين الفرق والطرق والأهواء ودعاة الضلالة . والله أعلم
وكيف نعرفهم بين المسلمين اليوم ؟
د0ناصر العقل
أقول بإيجاز ، وحسب ما يظهر لي :
إن أهل السنة قد وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وعينهم تعييناً يجعلهم كالشمس لمن وفقه الله وسلم من الهوى والعصبية والتقليد الأعمى ، فمن صفاتهم المأثورة :
1- أنهم الذين على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهراً ومخبراً ، عقيدة وسلوكاً وعبادة ، وهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيّنته السنة أوضح بيان .
فهم - أي أهل السنة - أعلام بارزون ظاهرون جيلاً بعد جيل منذ عصر الصحابة إلى يومنا ، معروفون بالاتباع والاقتداء والاهتداء .
2- وأنهم المتمسكون بعقيدة السلف ، الصحابة والتابعون ، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ، وعقيدة السلف مأثورة معروفة مسطرة - بحمد الله - من خلال ما صنفه أئمة الهدى كالأمام أحمد ، والبخاري ، وابن أبي عاصم ، والدارمي، وعبدالله بن أحمد ، وابن خزيمة ، وابن بطة ، وابن منده ، والخلال ، والأشعري بعد إبانته ، وإسماعيل الصابوني ، والطحاوي ، وابن تيمية ، وغيرهم كثيرون جداً ، يعرفهم أهل العلم وكل من أراد التعرف عليهم .
3 - سلامتهم من التلبس بالبدع والشركيات والطرق ، فأهل السنة أيّـاً كانوا لا تراهم يتمسحون بالقبور والأحجار والآثار والصخور ، ولا يدعون غير الله ، ولا يستغيثون بالأموات ، ولا يقيمون المشاهد والقباب على القبور ، ولا يقيمون الموالد والاحتفالات البدعية ، وقل أن تجد منهم من ينضوي تحت الطرق الصوفية ، إلا عن جهل وغفلة أو تقليد على غير بصيرة كبعض العوام .
4 - تمسكهم بشعائر الدين ، الظاهرة والباطنة ، كما أمر الله وبيّن رسوله - صلى الله
عليه وسلم- ، فهم يقيمون الفرائض والسنن ، ويأمرون بها ، ويتركون الآثام والمنكرات والمحرمات والبدع ، وينهون عنها .
5 – أنهم ظاهرون في مجتمعاتهم بالصدع بالحق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومحاربة البدع ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهذه الصفة قد تختلف من بلد إلى آخر ، فإن من بلاد المسلمين ما لا يستطيع المسلمون فيه إظهار شعائرهم ، ولا إعلان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وفي العموم : فأهل السنة - والله أعلم - لا يحصرهم مكان ولا زمان ، فهم - بحمد الله - يوجدون في أكثر من مكان وأكثر من بلد ، يقلون في بلد ، ويكثرون في آخر ، فهم في أرض الله الواسعة منتشرون بحسب حالهم .
ولو تأملت حال المسلمين اليوم، لوجدت أهل السنة منهم متميزين في كل بحسب حاله ، كثرة أو قلة ، قوة أو ضعفاً ، فقد تجدهم في مصر والسودان أكثر ما يكونون بين أنصار السنة المحمدية ، وفي غيرهم قليل ، وفي الشام في أهل الحديث والأثر أكثر من غيرهم ، وفي الهند والباكستان وأفغانستان يكثرون في أهل الحديث والجماعات والجمعيات السلفية أكثر من غيرها .
وقد أشرت من قبل أن من أبرز سمات أهل السنة في البلاد الني لا تكثر فيها البدع والطرق الصوفية وصفهم بـ ( الوهابية ) نسبة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، أو بـ ( الحنابلة ) نسبة إلى الإمام أحمد بن حنبل .
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي المثال الحي الواضح لأهل السنة والجماعة معتقداً وسلوكاً ، وقد تحقق بها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " ، فهي حتى الآن ظاهرة بحمد الله .
هذا مع العلم أن عامة المسلمين الذين يقيمون شعائر الدين وهم سالمون من الشركيات ، إنما هم على الفطرة ، ويدخلون في سواد الأمة وأهل السنة في أي بلد ومكان كانوا .
.. وأهل السنة ( والله أعلم ) في آخر الزمان ليسوا أكثرية ، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بأنهم طائفة ، وأنهم الغرباء ، وأنهم عصابة ، وأنهم فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة .
وهذا يسقط دعوى بعـض الأشاعـرة والماتريدية المعاصرين ، بأنهم أهل السنـة ، لأنهـم
الأكثرون في بلاد المسلمين ، فالأكثرية ليست دليلاً كافياً على الصواب ، إنما العبرة باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ، واتباع هدي الصحابة والتابعين وأئمة الهدى الأعلام في العصور الثلاثة الفاضلة ، والذين اتبعوهم واقتفوا آثارهم ، ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى يوم الدين مهما قـلّوا .
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن الأكثرية من المسلمين اليوم هم من العامة الذين يغلب عليهم الجهل ، وعدم الإلمام بتفصيلات العقائد ، وهؤلاء جمهورهم على الفطرة ، والأصل فيهم البرآءة وسلامة الاعتقاد ، ومن كان هذا وصفه فهو داخل في سواد المسلمين أهل السنة ، ما لم تجتلهم شياطين البدع والخرافات ، وشياطين الفرق والطرق والأهواء ودعاة الضلالة . والله أعلم