تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذا عطر أمي يا معلمتي *هدية لكل أسلاك التعليم


أيمن عبد الله
2011-03-28, 09:49
**هذه القصة واقعية نشرها فيصل القاسم في جريدة الشروق اليومي العام الماضي
وقد أعجبتي كثيرا حتى أنني نسختها ووزعتها على زملاء العمل في مناسبة
يوم العلم حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يُطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما.
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب"
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها عما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي!
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته"
ومضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن"
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس الدكتور ستودارد في أذن السيدة تومسون قائلاً لها: "أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون متميزاً".
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: "أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبدعة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك"
تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.
لا أريد التعليق كثيراً على هذه القصة، وسأترك الأمر للقراء الأعزاء ليعلق كل بطريقته، ومن الزاوية التي يريد، فالقصة مليئة بالمعاني والعبر المختلفة."

أيمن عبد الله
2011-03-28, 11:00
*في المجتمع وخلفى الابواب المغلقة
آلاف من القصص الحزينة والمفرحة
لكن من يخرجها ويعرف الآخرين بها

amira3914
2011-03-28, 11:26
الحقيقة قصة في القمة وانا اول من قراءتها والذي كتب لنا القصة في قمة الروعة والاخلاق تصدق انك انسان هايل ربي يخليك لينا يا خويا

katiach
2011-03-28, 11:45
قصة روووووووووووعة ما شاء الله شكرااااااااا

*جوداء*
2011-03-28, 12:16
كاد المعلم ان يكون رسولا
قصة تحمل الكثير من العبر فعلا وهي رااائعة وروعتها في كونها حقيقية
فالمعاملة الطيبة مع الاخيرن يمكن ان تغير الكثييير
مشكور اخ ايمن
مواضيعك هادفة ومميزة

hajer.joujou
2011-03-28, 15:10
انا تاني قريتها العام اللي فات فالجريدة اعجبت بها حقا روعة

بسمة محبة
2011-03-28, 18:46
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخي قصة مليئة بالمعاني و العبر

تدمع العين لقرائتها

سلام.

حكيم مخلوف
2011-03-28, 20:11
وأنا ايضا قرأتها وعينايا تذرف بالدموع.

OU SS AMA
2011-03-28, 21:34
http://img167.imageshack.us/img167/7738/99801138oz2.gif

mimicha1977
2011-03-28, 22:38
نشكر كل معلمة جعلتنا ننظر للمستقبل بتطلع وطموح


http://img232.imageshack.us/img232/6564/61100621.jpg

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:44
الحقيقة قصة في القمة وانا اول من قراءتها والذي كتب لنا القصة في قمة الروعة والاخلاق تصدق انك انسان هايل ربي يخليك لينا يا خويا
بارك الله فيك على
هذه العبارات الجميلة
شكرا لك

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:45
نشكر كل معلمة جعلتنا ننظر للمستقبل بتطلع وطموح


http://img232.imageshack.us/img232/6564/61100621.jpg
بارك الله فيك
الله يوفق كل من يعمل على نشر
المحبة والخير

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:46
http://img167.imageshack.us/img167/7738/99801138oz2.gif
بورك فيك
وحفظك الله

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:47
وأنا ايضا قرأتها وعينايا تذرف بالدموع.
بورك فيك على هذه المشاعر الطيبة

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:47
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخي قصة مليئة بالمعاني و العبر

تدمع العين لقرائتها

سلام.
بارك الله فيك
اسعدتني مشاركتك

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:48
انا تاني قريتها العام اللي فات فالجريدة اعجبت بها حقا روعة
بارك الله فيك شكرا لك

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:49
كاد المعلم ان يكون رسولا
قصة تحمل الكثير من العبر فعلا وهي رااائعة وروعتها في كونها حقيقية
فالمعاملة الطيبة مع الاخيرن يمكن ان تغير الكثييير
مشكور اخ ايمن
مواضيعك هادفة ومميزة
اسعدتني مشاركتك
ونورت صفحتنا بكلماتك
الجميلة
شكرا لك

أيمن عبد الله
2011-03-29, 09:50
قصة روووووووووووعة ما شاء الله شكرااااااااا
بورك فيك
اسعدتني مشاركتك
دمت وفية

RIBA-18
2011-03-29, 10:08
قصة مؤثـــــرة حـــقا

و الفتى محظوظ ايضا
.
.
.
.
ولكن بالنسبة لي لو انتبهت لفكرة الظرف ,,,,,, لراسلت معلمي الذي درسني في المرحلة الابتدائية

ليس كل اربع سنوات..او ستة............. ولكن كل عــــــااااااااام

اقول له في " انت اكره معلم صادفت بحياتـــــــي ولن اغفر لك ظلماتك لي في مرحلة حساسه كتلك..... وبفضل الله انا من بين 3 الناجحين في ميدان الدراسة من القسم الذي درسنا فيه عندك..."

أيمن عبد الله
2011-03-29, 10:16
قصة مؤثـــــرة حـــقا

و الفتى محظوظ ايضا
.
.
.
.
ولكن بالنسبة لي لو انتبهت لفكرة الظرف ,,,,,, لراسلت معلمي الذي درسني في المرحلة الابتدائية

ليس كل اربع سنوات..او ستة............. ولكن كل عــــــااااااااام

اقول له في " انت اكره معلم صادفت بحياتـــــــي ولن اغفر لك ظلماتك لي في مرحلة حساسه كتلك..... وبفضل الله انا من بين 3 الناجحين في ميدان الدراسة من القسم الذي درسنا فيه عندك..."



لك الحق يا أختي الفاضلة أن تكتبي هذه الرسالة لمعلمك الذي ظلمك ومازلت تحسين بذلك حتى الآن
لكن شعاري في الحياة وخاصة في منتيات الجلفة أن نبرز الأيجابيات حتى وإن كانت قليلة
أما السلبيات الكل يعرف يكتبها ويتكلم عنها ....
اكتبي لنا عن بقيو الآساتذة والمعلمين الذين تركوا في نفسك ذكريات جميلة
*شكرا لك

BACHIRA2
2011-03-29, 12:45
بارك الله فيك اخي الكريم على القصة التي كلها عبر و دروس و التي حقيقة بكيت عند قراءتها

أيمن عبد الله
2011-03-30, 11:31
بارك الله فيك اخي الكريم على القصة التي كلها عبر و دروس و التي حقيقة بكيت عند قراءتها
شكرا للمشاعر الطيبة
وبارك الله فيك على المشاركة