تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما سبب تعرق الانسان


كمال الدين_19
2011-03-25, 22:47
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكلي إلا على الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذنٌ بخبر، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته، ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، والطف بنا فيما جرت به المقادير إنك على كل شيء قدير.
أيها الإخوة المؤمنون: في سورة القصص آية كريمة توضح أشياء كثيرة في حياتنا، ربنا سبحانه وتعالى يقول:

﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾
( سورة القصص: 47 ).
أيها الإخوة المؤمنون: يستنبط من هذه الآية حقائق كثيرة.
الحقيقة الأولى: أن المصيبة أية مصيبة، لا بد من أن تكون جزاء، وفاق لمَ اقترفته أيدي الإنسان (( ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم ))
((‏ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يغفر الله أكثر))
[ ابن عساكر عن البراء تصحيح السيوطي: ضعيف‏ ]
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)﴾
( سورة النساء: 147 )
النبي عليه الصلاة والسلام زار أحد أصحابه الكرام، وكان مريضاً فال يا رسول الله: ادع الله أن يرحمني، فقال: يا رب أرحمه، فقال الله عز وجل: كيف أرحمه مما أنا به أرحمه، وعزتي وجلالي لا أقبض عبدي المؤمن، وأنا أحب أن أرحمه إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده، أو إقتاراً في رزقه، أو مصيبة في ماله أو ولده، حتى يلقاني كيوم ولدته أمه.
الآيات والأحاديث كلها تؤكد أن المصائب دقت أو جلت، سواءٌ أكانت مادية أو معنوية، سواءٌ أكانت قريبة أم بعيدة، أية مصبية.
﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)﴾
( سورة الحديد: 22 ).
((ما أصابت عبدا مصيبة فما فوقها إلا بإحدى خلتين: بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بتلك المصيبة، أو بدرجة لم يكن الله ليبلغه إياها إلا بتلك المصيبة))
[ أبو نعيم عن ثوبان ]

فلذلك ربنا سبحانه وتعالى في سورة القصص يقول: " ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم " ماذا كان يحصل ؟ كان هؤلاء الذين تركهم الله هملاً، لم يعالجهم، لم يضيق عليهم، لم يذكرهم، لم يلفت نظرهم، تركهم في ضلالهم، في انحرافهم، في غفلتهم، في بحبوحتهم في لهوهم، في لعبهم، في انغماسهم في الدنيا، لو أنه تركهم على ما هم عليه حتى جاء أجلهم، وقبضهم، فإذا هم من أهل النار، عندئذٍ يعتبون على الله عز وجل " ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين " إذاً الذي وقع لا بد من أن يقع، ولو لم يقع لكان هذا نقصاً في حكمة الله سبحانه وتعالى.
أيها الإخوة الأكارم: لكن هناك نقطة دقيقة جداً، إلى أي حدٍ يعد الذي أصابني جزاء تقصيري، وإلى أي حدٍ يكون الذي أصابني قضاءً وقدراً، إذا كان هناك تقصير، إذا كان هناك غفلة، فهذا الذي أصابني هو قطعاً جزاء التقصير وجزاء الغفلة، وعقاب المعصية، أما إذا كان هناك انضباط واستقامة وصحوة ويقظة وإقبالاً وجاء المصيبة، فهذه المصيبة من نوع القضاء والقدر التي هي بكل تأكيد رفعٌ لدرجة المؤمن، ما أصابت عبدا مصيبة فما فوقها إلا بإحدى خلتين: بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بتلك المصيبة، أو بدرجة لم يكن الله ليبلغه إياها إلا بتلك المصيبة، هذه الآية اقرؤوها، واحفظوها وتأملوها، وتتدبروها، وتعمقوا فيها، واجعلوها أساساً في عقيدتكم الشيء الذي وقع لا بد من أن يقع، ولو لم يقع لكان ذلك نقصاً في حكمة الله سبحانه وتعالى، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ))
[ رواه أحمد والطبراني ‏في الأوسط عن أبي الدرداء ] ‏
(( لاَ تَقُلْ: لَوْ أَني فَعَلْتُ كَذَا كانَ كَذَا وَكَذَا، وَ لَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَما شاء فَعَلَ فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ. ))
[ رواه مسلم عن ‏عن أبي هُريرة رضي اللّه عنه‏ ] ليس هناك كلمة لو في قاموس المؤمن، قَدَّرَ اللَّهُ وَما شاء فَعَلَ فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطانِ، وقد قال عليه الصلاة والسلام:

(( الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن ))
[ رواه الحاكم في تاريخه، والقضاعي عن أبي هريرة تصحيح السيوطي: ضعيف‏ ]
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)﴾
( سورة الشعراء: 213 )
لإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن
أيها الإخوة الأكارم:ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، نهاية العلم التوحيد، ونهاية العمل التقوى، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (( ‏وإن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض‏ ))
[‏الحكيم عن جندب بن عبد الله‏ ]
يعني النبي عليه الصلاة والسلام يعطينا وصفاً دقيقاً للمؤمن، فمن كان هذا الوصف منطبقاً عليه فليستبشر، ومن كان هذا الوصف غير منطبقٍ عليه فليحذر وليتدبر أمره قبل فوات الأوان، ‏وإن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض‏.
رجل لقي عمر في الطريق قال أتحبني ؟ قال لا، قال أو يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي، قال لا، قال إذاً إنما يأسف على الحب النساء.
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
( سورة المائدة: 8 ).
أمرني ربي بتسع خشية الله في السر والعلانية، القصد في الفقر والغنى، العدل في الغضب والرضى، الشرك أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلية الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور، وأن تبغض على شيء من العدل، يعني إذا كان هناك جور أحببت فهذا شرك، إذا قدمت لك نصيحة عادلة وانزعجت فهناك شرك، فالمؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، فإذا أحب إنساناً وكان هذا الإنسان منحرفاً، وبقي يحبه فقد وقع في الإثم، لأن المؤمن لا يحب إلا المؤمن، المؤمن لا يتصل، ولا يميل قلبه ولا يقدم اهتمامه إلا للمؤمن الكامل، فإذا أحب، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي ))
[ رواه أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به ]‏
(( ولا يضيع ما استودع ))
[‏ الحكيم عن جندب بن عبد الله‏ ]
الأولاد وديعة عند أبيهم، الطلاب وديعة عند معلمهم، المرضى وديعة عند الطبيب، الموكل وديعة عند المحامي، أي شخص أوكلك بأمر فهو وديعة عندك، والمؤمن لا يضيع ما استودع، لا يخون، لا يغش، لا يحتال، لا يدلس، لا يكذب، لا يوهم، لا يبتز أموال الناس، ولا يضيع ما استودع.‏ ((ولا يحسد ولا يطعن ولا يلعن، ويعترف بالحق، وإن لم يشهد عليه‏.))
[‏ الحكيم عن جندب بن عبد الله‏ ] الله هو الشهيد، ما لك لك، وما ليس لك ليس لك، أمعه وثيقة، ليس معه سند، أمعه إيصال، ضيع الإيصال، يعترف بالحق، وإن لم يشهد عليه‏، يحتكم لله عز وجل، لا يقول لخصمه اذهب أبواب المحاكم مفتحة أمامك، ويعترف بالحق، وإن لم يشهد عليه‏.‏
((ولا يتنابز بالألقاب‏ ))
[‏ الحكيم عن جندب بن عبد الله‏ ]
لا يسخر من الناس، لا يهينهم، لا يحتقرهم، لا يسخر منهم.‏ (( في الصلاة متخشعا، إلى الزكاة مسرعا، في الزلازل وقورا، في الرخاء شكورا قانعا بالذي له لا يدعي ما ليس له ))
[‏ الحكيم عن جندب بن عبد الله‏ ]
هذه بعض صفات المؤمن، إن النبي عليه الصلاة والسلام حينما يذكر صفات المؤمن إنما يذكرها، لتكون هدفاً لنا، ومقياساً، وتبشيراً إن كانت مطابقة فهي بشارة، وإن كانت مخالفة فهي تنبيه، وفي الوقت نفسه هدف يجب أن نسعى إليه، قوام الدين الخلق الحسن، النبي عليه الصلاة والسلام بما أثنى الله عليه بالخلق الحسن.
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
( سورة القلم: 4).
فلذلك إنسان دين بلا خلق حسن هذا لا يكون، هذا مستحيل لا بد عندئذٍ من أن يكون منافقاً، من علامة إيمان المؤمن الخلق الحسن.
أيها الإخوة المؤمنون: الذي يلفت النظر في النبي عليه الصلاة والسلام، هذا الخلق الحسن الذي سحر به أصحابه، حتى أن أبى سفيان يقول: ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً.
بنت حاتم طي وقعت أسيرة عند رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت أديبة وذكية، فلما مر بها وقفت وقالت يا رسول الله: منّ عليّ منَ الله عليك، قالت يا رسول الله: هلك الوالد وغاب الوافد، قال: من لوالد ؟ أبوها حاتم طي، ومن الوافد ؟ أخوها عدي بن حاتم قالت: منّ عليّ منَ الله عليك، هلك الوالد وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني، ولا تشمت بي الأعداء، ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان سيد قومه، يفك العاني، ويحفظ الجار، ويحمي الدمار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام ويحمل الكل، ويعين على نوائب الدهر، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً، أنا بنت حاتم طي فقال عليه الصلاة والسلام:
‏(( يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه‏.))
[ رواه الترمذي عن علي كرم الله وجهه ] نقطة دقيقة جداً: قد يتحلى الإنسان بمكارم الأخلاق، بدافع من ذكائه، بدافع من حبه للسمعة الطيبة بين الناس، ولكن هذا ليس له في الآخرة من خلاق، ولكن الله سبحانه وتعالى يرضى عنا إذا تحلينا بمكارم الأخلاق ابتغاء مرضاة الله عز وجل.‏
(( يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق وإن الله يحب مكارم الأخلاق‏ ))
[ رواه الترمذي عن علي كرم الله وجهه ] ثم قال عليه الصلاة والسلام
(( ارْحَمُوا ثَلاَثَةً: عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ، ‏وَغَنِيَّ قَوْمٍ افِتَقَرَ، وَعَالِماَ بَيْنَ جُهَّال‏ ))
[ ‏السليماني في الضعفاء من حديث أنس وضعفه، وقال ابن الجوزي: إنما يعرف من كلام الفضيل بن عياض، ‏وأخرجه ابن حبان في تاريخه من حديث ابن عباس، والديلمي من حديث أبي هريرة بأسانيد واهية‏ ].‏

وصية نبوية، ارْحَمُوا ثَلاَثَةً: عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ، رواية ثانية:
ارحموا عزيز قوم ذُل، ‏وغنيا افتقر، وعالما بين جهال‏.
وامتن على قومها، فأطلقهم تكريماً لها، عندئذٍ استأذنته بالدعاء له فأذن لها، فقالت له، قال لأصحابه: أسمعوا ووعوا، قالت: أصاب الله ببرك مواقعه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة، هذه دعوة ثمينة، أصاب الله ببرك مواقعه، يعني كأنها تمنت، أو دعت للنبي عليه الصلاة والسلام أن يكون بره في أهله، في مستحقيه، إذا أحب الله قوماً جعل صناعهم في أهل الحفاظ، يصنع المعروف مع من يستحق، ومع من يحفظ المعروف أصاب الله ببرك مواقعه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة، ولا سلب نعمة عن كريم قوم، إلا جعلك سبب في ردها عليهم، فلما أطلقها، ورجعت إلى أخيها عدي ابن حاتم، بدومة الجندل، قالت له يا أخي: ائتِ هذا الرجل تقصد النبي عليه الصلاة والسلام، قبل أن تعلقك حبائله، فإني رأيت هدياً، وسمتاً، وسيغلب أهل الغلبة، ورأيت خصال تعجبني قالت: يا أخي إنه يحب الفقير، ويفك الأسير، ويرحم الصغير، ويعرف قدر الكبير، وما رأيت أجود، ولا أكرم منه، فإن يكن نبياً فلك منه الفضل، وإن يكن ملكاً فلن تزال في عزة ملكه، وكلكم يعلم كيف أن عدي بن حاتم وفد على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآمن، وأسلم، وحسن إسلامه.
أيها الإخوة المؤمنون: ما الذي يفرق بين الحيوان والإنسان، في الحيوان أجهزة كما عند الإنسان، هذا يأكل وهذا يأكل، وهذا يشرب وهذا يشرب، وهذا يتوالد وهذا يتوالد، هذا ينام وهذا ينام، هذا يعمل وهذا يعمل، ما الذي يرفع من قيمة الإنسان، العلم والأخلاق، فإذا ألغي العلم والخلق، فقد عاد الإنسان إلى طور البهيمية، هذا الكائن الذي يسعى لشهوته بأية طريقة، من أي سبيل، بأي ثمن، لا يرحم الصغير، ولا يحب الفقير، ولا يعرف قدر الكبير، إنه كالبهيمة.
أيها الإخوة المؤمنون: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الأكارم:في الإنسان جهاز للتبريد، ويسميه بعض العلماء جهاز التعرق هذا الجهاز كما قلت قبل قليل، بمثابة جهاز التبريد، وجهاز التنظيم الحراري للإنسان، يتألف هذا الجهاز من مليون وحدة تبريد، يعني من مليون غدة عرقية، مليون، والغدة العرقية الواحدة تتألف من أنبوب طوله مليمتران، وقطره عشر الميليمتر، هذا الأنبوب يلتف على نفسه ويتصل بالجلد، هذه الأنابيب تتوزع على سطح الجلد بشكل غير متساوي، تكثر في الجبين، وفي أخمص القدم، وباطن الكف، وفي أماكن أخرى من الجسم، بمعدل ثلاثة مئة غدة عرقية في السنتمتر الواحد، وكل غدة عرقية جهاز تبريد كامل، وهذه الأنابيب المليون إذا وصلت ببعضها بعضا بلغ طولها خمسة كيلومتر، في كل جسم، وفي كل مئة غرام من العرق الذي تنضح بها هذه الخلايا، تسع وتسعون غرام ماء، وغرام واحد من المواد المنحلة، نصفها من الملح، ونصفها من البولة، وبعض المواد الكيميائية الأخرى، والإنسان يفرز من العرق في الأربع والعشرين ساعة من ستمئة غرام إلى ألف غرام، إلى ما يعادل كيلو من العرق، كيلوغرام يعني، ألف غرام، كل أربعة وعشرين ساعة، وإفراز العرق مستمر ولا نشعر به إلا إذا كان غزيراً، والدليل على أن هناك إفرازاً مستمراً، ليونة الجلد، ورطوبته بسبب التعرق، ولولا العرق لما كان هناك ليونة، ولما كان هناك رطوبة، والتعرق أيها الإخوة صمام آمان لارتفاع حرارة الجسم كيف أن بعض الأوان البخارية، يخاف أن تنفجر لها صمام آمان، وكذلك الجسم، لو أن الحرارة ارتفعت فوق معدلها لمات الإنسان، لذلك هناك صمام آمان، فإذا ارتفعت حرارة الجسم من الداخل، أو كان هناك حرارة من الخارج، فإن هذه الأجهزة تفرز الماء الغزير، وهذا الماء الغزير يمتص الحرارة الزائدة فيتبخر، وبهذه الطريقة يحافظ على حرارة الجلد المعتدلة.
أيها الإخوة المؤمنون: من وظائف التعرق طرح البولة، وتلين الجلد، وتنظيم حرارة البدن، لذلك يجب العناية بتنظيف الجسم لإزالة آثار التعرق الكريهة يعني في عنا ملح، وفي حمض بولة، تماماً كما في البول، فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول:أغتسل ولو مداً بدينار.
غسل الجمعة يرقى إلى الواجب، وقد يقترب من الفرض، غسل الجمعة، لإزالة أسباب التعرق، وحق الله على المسلم أن يغتسل كل سبعة أيام، كما ورد في الحديث، والنظافة من الإيمان، فبهذا التنظيف تزال رائحة التعرق الكريهة، وتزال رواسب التعرق بعد التبخر، وتفتح مسام الجلد، وتفتح فوهات غدد التعرق.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت وتولَنا فيمن تولَيت وبارك اللهم لنا فيمن أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت نستغفرك ونتوب إليك اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الذل إلا لك، ومن الفقر إلا إليك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء ومن السلب بعد العطاء، مولانا رب العالمين، اللهم اسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغفر ذنوبنا واستر عيوبنا واقبل توبتنا، وفك أسرنا، وأحسن خلاصنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا واختم بالصالحات أعمالنا، مولانا رب العالمين، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنه على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.

والحمد لله رب العالمين

remadna
2011-03-26, 08:15
بارك الله فيك
يوجد 3 مواضيع على ما أظن
1 أسباب المصيبة
2 صفات المؤمن
3 وظيفة التعرق في جسم الإنسان

كمال الدين_19
2011-03-28, 00:02
بارك الله فيك اخي على المرور:mh92:
سلكتب لك لبيات رائعة
تعمدني بنصحك في انفرادي*
وجنبني النصيحة في الجماعة*
فان النصح بين الناس*
من التوبيخ لاارضى استماعه*
وان خالفتني وعصيت قولي*
فلا تجزع اذالم تعط طاعة*
ارجوا ان لا تفهم الناقص فهي مجرد فضول الف شكر لك على الانتباه