1954مريم
2011-03-25, 16:55
الحلم سيد الأخلاق ( قِصَّة )
قيلَ :
كانَ معنُ بنُ زائدة رجلاً حليماً سخيّاً كريماً جواداً ، كثيرَ العقلِ ، سديدَ الرَّأي ، فشاعَ بين جماعةٍ مِنَ العربِ أنه لا يقدرُ أحدٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى على إغضابهِ لكثرةِ عقلهِ و حِلْمِهِ .
فقالَ أعرابيٌّ منهم : أنا أقدرُ على إغضابهِ ، فقالوا له : إنْ فعلتَ ذلك كانَ لك علينا مئة ناقة حمراء .
فدخلَ عليه وقتَ جلوسهِ و امتنعَ مِنَ السَّلام عليه ، ثمَّ قالَ موجِّهاً كلامَه إلى معنٍ :
أ تذكرُ إذْ لباسُك جلدُ شاةٍ ...و إذْ نعلاكَ مِنْ جِلْدِ البعيرِ
فقالَ معنٌ : أذكرُ ذلك و لا أنساهُ .
فقالَ الأعرابيُّ :
فسبحانَ الذي أعطاكَ مُلْكاً ... و علَّمك الجلوسَ على السَّريرِ
فقالَ معنٌ : ذلك مِنْ فَضْلِ الله لا مِنْ فَضْلِكَ يا أخا العربِ .
قالَ الأعرابيُّ :
فلا و الله ما عشتُ يوماً ... على معنٍ أسلِّم بالأميرِ
فقالَ معنٌ : يا أخا العربِ ، السَّلامُ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ الإسلامِ ، فلو نطقتَ بها لأجِرْتَ و إنْ تركتَها أثمتَ .
فقالَ الأعرابيُّ :
سأرحلُ عنْ بلادٍ أنتَ فيها ... و لو جزت الشَّام مع الثُّغورِ
فقالَ معنٌ : يا أخا العربِ ، إنْ سكنتَ لم تلقَ منَّا إلا خيراً ، و إنْ رحلتَ فمصحوباً بالسَّلامةِ .
فقالَ الأعرابيُّ :
فَجُدْ لي يابنَ ناقصةٍ بشيءٍ ... فإني قد عزمتُ على المسيرِ
فقالَ معنٌ : يا غلامُ ، أعطهِ ألفَ دينارٍ يستعينُ بها على بُعْدِه منَّا و رحيلهِ مِنْ أرضِنا .
فقالَ الأعرابيُّ :
قليلٌ ما مَنَنْتَ به و إني ... لأطمعُ منك بالشَّيءِ الكثيرِ
فقالَ معنٌ : أعطهِ ألفَ دينارٍ أخرى
فقالَ الأعرابيُّ :
سألتُ الله أنْ يبقيك دهراً ... فما لك في البريَّةِ مِنْ نظيرِ
فَمِنْكَ الجودُ و الإحسانُ حقّاً ... و فَضْلُ نداكَ كالبحرِ الغزيرِ
فقالَ معنٌ : يا غلامُ ، أعطهِ ألفَ دينارٍأخرى .
فقالَ الأعرابيُّ : يا أيها الأميرُ ، إني لمختبرٌ لحلْمِكَ بما سمعتَه منِّي ، أمَا و الله فقد جمعَ الله فيكَ مِنَ العِلْمِ و الجودِ ما لو قُسم على أهلِ الأرضِ لكفاهم .
قالَ معنٌ : يا غلامُ ، كم أعطيتَه على نَظْمِهِ ؟
قالَ : ثلاثة آلاف دينار .
قالَ : أعطهِ على نَثْرِه مِثْلَها .
فأخذَه الأعرابيُّ ثمَّ انصرفَ بالمالِ شاكراً و هو يبكي .
فقالَ له معنٌ : ما يُبكيكَ يا أخا العربِ ؟
فقالَ : تذكَّرتُ أنَّ مِثْلَكَ يموتُ ، ثمَّ قالَ :
لَعَمْرُكَ ما الرَّزيَّةُ فَقْدُ مالٍ ... و لا فَرَسٍ يموتُ و لا بعيرِ
و لكنَّ الرَّزيَّةَ فَقْدُ حُرٍّ ... يموتُ بموتهِ خَلْقٌ كثيرُ
قيلَ :
كانَ معنُ بنُ زائدة رجلاً حليماً سخيّاً كريماً جواداً ، كثيرَ العقلِ ، سديدَ الرَّأي ، فشاعَ بين جماعةٍ مِنَ العربِ أنه لا يقدرُ أحدٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى على إغضابهِ لكثرةِ عقلهِ و حِلْمِهِ .
فقالَ أعرابيٌّ منهم : أنا أقدرُ على إغضابهِ ، فقالوا له : إنْ فعلتَ ذلك كانَ لك علينا مئة ناقة حمراء .
فدخلَ عليه وقتَ جلوسهِ و امتنعَ مِنَ السَّلام عليه ، ثمَّ قالَ موجِّهاً كلامَه إلى معنٍ :
أ تذكرُ إذْ لباسُك جلدُ شاةٍ ...و إذْ نعلاكَ مِنْ جِلْدِ البعيرِ
فقالَ معنٌ : أذكرُ ذلك و لا أنساهُ .
فقالَ الأعرابيُّ :
فسبحانَ الذي أعطاكَ مُلْكاً ... و علَّمك الجلوسَ على السَّريرِ
فقالَ معنٌ : ذلك مِنْ فَضْلِ الله لا مِنْ فَضْلِكَ يا أخا العربِ .
قالَ الأعرابيُّ :
فلا و الله ما عشتُ يوماً ... على معنٍ أسلِّم بالأميرِ
فقالَ معنٌ : يا أخا العربِ ، السَّلامُ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ الإسلامِ ، فلو نطقتَ بها لأجِرْتَ و إنْ تركتَها أثمتَ .
فقالَ الأعرابيُّ :
سأرحلُ عنْ بلادٍ أنتَ فيها ... و لو جزت الشَّام مع الثُّغورِ
فقالَ معنٌ : يا أخا العربِ ، إنْ سكنتَ لم تلقَ منَّا إلا خيراً ، و إنْ رحلتَ فمصحوباً بالسَّلامةِ .
فقالَ الأعرابيُّ :
فَجُدْ لي يابنَ ناقصةٍ بشيءٍ ... فإني قد عزمتُ على المسيرِ
فقالَ معنٌ : يا غلامُ ، أعطهِ ألفَ دينارٍ يستعينُ بها على بُعْدِه منَّا و رحيلهِ مِنْ أرضِنا .
فقالَ الأعرابيُّ :
قليلٌ ما مَنَنْتَ به و إني ... لأطمعُ منك بالشَّيءِ الكثيرِ
فقالَ معنٌ : أعطهِ ألفَ دينارٍ أخرى
فقالَ الأعرابيُّ :
سألتُ الله أنْ يبقيك دهراً ... فما لك في البريَّةِ مِنْ نظيرِ
فَمِنْكَ الجودُ و الإحسانُ حقّاً ... و فَضْلُ نداكَ كالبحرِ الغزيرِ
فقالَ معنٌ : يا غلامُ ، أعطهِ ألفَ دينارٍأخرى .
فقالَ الأعرابيُّ : يا أيها الأميرُ ، إني لمختبرٌ لحلْمِكَ بما سمعتَه منِّي ، أمَا و الله فقد جمعَ الله فيكَ مِنَ العِلْمِ و الجودِ ما لو قُسم على أهلِ الأرضِ لكفاهم .
قالَ معنٌ : يا غلامُ ، كم أعطيتَه على نَظْمِهِ ؟
قالَ : ثلاثة آلاف دينار .
قالَ : أعطهِ على نَثْرِه مِثْلَها .
فأخذَه الأعرابيُّ ثمَّ انصرفَ بالمالِ شاكراً و هو يبكي .
فقالَ له معنٌ : ما يُبكيكَ يا أخا العربِ ؟
فقالَ : تذكَّرتُ أنَّ مِثْلَكَ يموتُ ، ثمَّ قالَ :
لَعَمْرُكَ ما الرَّزيَّةُ فَقْدُ مالٍ ... و لا فَرَسٍ يموتُ و لا بعيرِ
و لكنَّ الرَّزيَّةَ فَقْدُ حُرٍّ ... يموتُ بموتهِ خَلْقٌ كثيرُ