ابو القعقاع1
2011-03-23, 11:52
http://www.educdz.com/montada/imgcache/171622.imgcache.gif
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
وسائر الصحابة والتابعين إلى يوم الدين .
أما بعد :
أحببت أن أقدم لكم اليوم موضوع
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين "
http://www.albder.com/vb/imgcache/1359.jpg
قال الله تعالى: ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) .
فجعل الله العاقبة والدار الآخرة للمتقين الذين لا يقصدون العلو والفساد وإنما يسعون لإعلاء كلمة الله وتمكين دين الله في الأرض ليكون ظاهراً على الدين كله ولو كره المشركون، وكانوا وسطاً بين فريقين:
الأول: يريد السلطان والعلو في الأرض ولا يقيم الدين مثل فرعون ومن تشبه به .
والثاني: يريد الدين بلا سلطان فيكون دين مسكنة ومذلة تحت الذين يريدون العلو والفساد فهؤلاء لا يسعون لإقامة الجهاد ، ولا يحبون ذكره لما في قلوبهم من الذلة ، وهذه شعبة من شعب النصرانية ، وصفة من صفات النصارى أهل الرهبانية والصوامع ، أما الذي رضيه الله لنا وأمرنا به فهو نصر دينه حتى يكون ظاهراً على الدين كله .
قال الله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) وقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من يعد خوفهم آمنا. يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون، لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير ) .
فالطائفة المنصورة التي على حق هي التي سلمت من هاتين الطائفتين أهل العلو والفساد، وأهل الذلة والمسكنة.
قال ابن تيمية رحمه الله ( وهاتان السبيلان الفاسدتان سبيل من انتسب إلي الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب ولم يقصد بذلك إقامة الدين هما سبيل المغضوب عليهم والضالين، الأولى الضالون وهم النصارى والثانية المغضوب عليهم وهم اليهود وإنما الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل خلفائه وأصحابه ومن سلك سبيلهم وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) الفتاوى ج 28 ص 348 .
وقد تقدم لك في الآيات قول الله ( ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) .
فدل على أنهم قبل التمكين كانوا في خوف ومخافة ولذا ترى أهل الذلة والمسكنة الذين سلك مسلكهم كثير من الدعاة اليوم يريدون الدعوة إلي الحق تسير بلا أذى وهذا باطل وأشد من ذلك أن يروا أن في هذا حرجا ومشقة فخالفوا قول الله: ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ) فأمرنا بالجهاد والمجاهدة وأخبر أنه رفع عنا الحرج فكان الحرج كل الحرج في ترك الجهاد وعدم إقامة الدين.
وأعلم أن غالب المنتسبين إلي الدين والزهد من بعد القرون المفضلة لا يهتمون بهذا الجانب الذي هو قيام السلطان مع الدين إلا أن يكون ذلك بالدعاء للظلمة بالصلاح لأنهم ليس لهم استعداد لأن يقيموا الدين من الجانبين الا وهو جانب المجاهدة بالحجة من الكتاب والسنة وبيان سبيل المجرمين والدعوة إلى الحق والصبر على الأذى وجانب القسوة التي تحملهم على أقامة الجهاد ونصرة دين الله وإقامة دولة الإسلام بل تجد كثيراً من هؤلاء يميلون إلى تكميل أحد هذين الجانبين دون الآخر فيعيشون بمنزلة الأيتام الذين كلما مات لهم ولي بحثوا لهم عن ولي آخر.
وهذا هو السبب الذي صرف الكثير من الناس الذين يحبون العزة ويكرهون الذل عن الدين لما رأوا رجال الدين في هذه الذلة التي توارثوها والسلطة والقوة في أيدي غيرهم.
أما لما كانت القوة في أيدي أهل الدين الحقيقيين وهم الأمراء العلماء دخل في الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما كان على عهده، وفتح من البلاد أكثر مما فتح في عهده.
فلما تغيرت الأحوال ووسد الأمر إلي غير أهله وصار الدين تعبداً ومسكناً وجد من يريد العلو في الأرض على الناس سبيلاً لتنفيذ مقصده، وخلا له المجال، ولم يجد من يبين للناس باطله ليحذروه.
ومن عجز عن دفع الباطل بلسانه فلن يستطيع دفعه بالسيف، وأخذ صنف من المتدينة بشعبة من شعب النصرانية الا وهي الرهبانية فتجدهم عباداً بالمساجد ينفق عليهم وتبنى لهم الرباطات حتى أن بعضهم يدخلها وهو شاب ويموت فيها وقد شاخ.
والصنف الثاني عاش تحت أيدي من مضى ذكرهم يبايعونهم ويسكتون عن باطلهم وربما أخذوا شيئاً من دنياهم وبنوا بها رباطاً أو مسجداً حتى يقال بنى على نفقة الشيخ فلان ، فنقول لهذا الشيخ من أين اكتسبت هذا المال ؟؟ هل هو من الفتوحات وإخراج الكفار من بلاد المسلمين؟؟ أم بالعكس بإدخال الكفار مع المسلمين ورفع أعلامهم في بلاد المسلمين وقتال من يريد أن يطهر ارض المسلمين من المشركين، ويريد منع الكفار من الدخول وبتسميتك له خارجي أو من أهل البغي وبسكوتك عن شيء من الحق اذا خالف سياسة من تعيش تحت أيديهم وتدعو لهم على المنابر ولكن إنما يتقبل الله من المتقين .
وهذا الصنف الأخير فيه شبه من أحبار اليهود الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله.
فهذا الصنفان هما سبب هدم دين الإسلام وصرف الناس عنه، وقد لحق بهذين الصنفين المتقدمين من يسمى في عصرنا هذا المطاوعة والمرشدون .
فترى المطوع يسير خافضاً رأسه عن مساوئهم ، ويتظاهر أن خفضه لرأسه ، من الدين والورع ، وهو في الحقيقة من الذل والمسكنة لأنه لم يفهم منزلة امة محمد صلى الله عليه وسلم فإنها أخرجت لتغير المنكر لا لتغض الطرف عن المنكر ، وهؤلاء اتخذوا من أهل المنكر بمنزلة الوالد فهم يخفضون لهم جناح الذل من المسكنة وتجد المنافقين يثنون عليهم ويسمعونهم الثناء ويقولون فلان دينه زين لأنه لا ينكر المنكر .
وأما المرشدون فيتكلمون في العبادات كالصلاة والصوم والحج وأما الأصل وهي ملة إبراهيم عليه السلام ومقاطعة أهل الباطل والتبري منهم وإنكار المنكر فإنهم لا يتطرقون إليه لأنه يبين مخازيهم ومخازي من يعيشون تحت أيديهم، وإن اخطأ من لا سلطة في يده شنعوا عليه ، وقامت عليه قيامته .
هذا حالنا وحال أمتنا فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله..
http://www.albder.com/vb/imgcache/1359.jpg
وصلواعلى خيرالآنام
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
http://www.albder.com/vb/imgcache/1359.jpg
وفي الأخير أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها
لا تنسوني ووالداي من خالص دعائكم
والدال على الخير كفاعله
http://www.albder.com/vb/imgcache/1360.jpg
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
وسائر الصحابة والتابعين إلى يوم الدين .
أما بعد :
أحببت أن أقدم لكم اليوم موضوع
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين "
http://www.albder.com/vb/imgcache/1359.jpg
قال الله تعالى: ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) .
فجعل الله العاقبة والدار الآخرة للمتقين الذين لا يقصدون العلو والفساد وإنما يسعون لإعلاء كلمة الله وتمكين دين الله في الأرض ليكون ظاهراً على الدين كله ولو كره المشركون، وكانوا وسطاً بين فريقين:
الأول: يريد السلطان والعلو في الأرض ولا يقيم الدين مثل فرعون ومن تشبه به .
والثاني: يريد الدين بلا سلطان فيكون دين مسكنة ومذلة تحت الذين يريدون العلو والفساد فهؤلاء لا يسعون لإقامة الجهاد ، ولا يحبون ذكره لما في قلوبهم من الذلة ، وهذه شعبة من شعب النصرانية ، وصفة من صفات النصارى أهل الرهبانية والصوامع ، أما الذي رضيه الله لنا وأمرنا به فهو نصر دينه حتى يكون ظاهراً على الدين كله .
قال الله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) وقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من يعد خوفهم آمنا. يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون، لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير ) .
فالطائفة المنصورة التي على حق هي التي سلمت من هاتين الطائفتين أهل العلو والفساد، وأهل الذلة والمسكنة.
قال ابن تيمية رحمه الله ( وهاتان السبيلان الفاسدتان سبيل من انتسب إلي الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب ولم يقصد بذلك إقامة الدين هما سبيل المغضوب عليهم والضالين، الأولى الضالون وهم النصارى والثانية المغضوب عليهم وهم اليهود وإنما الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل خلفائه وأصحابه ومن سلك سبيلهم وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) الفتاوى ج 28 ص 348 .
وقد تقدم لك في الآيات قول الله ( ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) .
فدل على أنهم قبل التمكين كانوا في خوف ومخافة ولذا ترى أهل الذلة والمسكنة الذين سلك مسلكهم كثير من الدعاة اليوم يريدون الدعوة إلي الحق تسير بلا أذى وهذا باطل وأشد من ذلك أن يروا أن في هذا حرجا ومشقة فخالفوا قول الله: ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ) فأمرنا بالجهاد والمجاهدة وأخبر أنه رفع عنا الحرج فكان الحرج كل الحرج في ترك الجهاد وعدم إقامة الدين.
وأعلم أن غالب المنتسبين إلي الدين والزهد من بعد القرون المفضلة لا يهتمون بهذا الجانب الذي هو قيام السلطان مع الدين إلا أن يكون ذلك بالدعاء للظلمة بالصلاح لأنهم ليس لهم استعداد لأن يقيموا الدين من الجانبين الا وهو جانب المجاهدة بالحجة من الكتاب والسنة وبيان سبيل المجرمين والدعوة إلى الحق والصبر على الأذى وجانب القسوة التي تحملهم على أقامة الجهاد ونصرة دين الله وإقامة دولة الإسلام بل تجد كثيراً من هؤلاء يميلون إلى تكميل أحد هذين الجانبين دون الآخر فيعيشون بمنزلة الأيتام الذين كلما مات لهم ولي بحثوا لهم عن ولي آخر.
وهذا هو السبب الذي صرف الكثير من الناس الذين يحبون العزة ويكرهون الذل عن الدين لما رأوا رجال الدين في هذه الذلة التي توارثوها والسلطة والقوة في أيدي غيرهم.
أما لما كانت القوة في أيدي أهل الدين الحقيقيين وهم الأمراء العلماء دخل في الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما كان على عهده، وفتح من البلاد أكثر مما فتح في عهده.
فلما تغيرت الأحوال ووسد الأمر إلي غير أهله وصار الدين تعبداً ومسكناً وجد من يريد العلو في الأرض على الناس سبيلاً لتنفيذ مقصده، وخلا له المجال، ولم يجد من يبين للناس باطله ليحذروه.
ومن عجز عن دفع الباطل بلسانه فلن يستطيع دفعه بالسيف، وأخذ صنف من المتدينة بشعبة من شعب النصرانية الا وهي الرهبانية فتجدهم عباداً بالمساجد ينفق عليهم وتبنى لهم الرباطات حتى أن بعضهم يدخلها وهو شاب ويموت فيها وقد شاخ.
والصنف الثاني عاش تحت أيدي من مضى ذكرهم يبايعونهم ويسكتون عن باطلهم وربما أخذوا شيئاً من دنياهم وبنوا بها رباطاً أو مسجداً حتى يقال بنى على نفقة الشيخ فلان ، فنقول لهذا الشيخ من أين اكتسبت هذا المال ؟؟ هل هو من الفتوحات وإخراج الكفار من بلاد المسلمين؟؟ أم بالعكس بإدخال الكفار مع المسلمين ورفع أعلامهم في بلاد المسلمين وقتال من يريد أن يطهر ارض المسلمين من المشركين، ويريد منع الكفار من الدخول وبتسميتك له خارجي أو من أهل البغي وبسكوتك عن شيء من الحق اذا خالف سياسة من تعيش تحت أيديهم وتدعو لهم على المنابر ولكن إنما يتقبل الله من المتقين .
وهذا الصنف الأخير فيه شبه من أحبار اليهود الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله.
فهذا الصنفان هما سبب هدم دين الإسلام وصرف الناس عنه، وقد لحق بهذين الصنفين المتقدمين من يسمى في عصرنا هذا المطاوعة والمرشدون .
فترى المطوع يسير خافضاً رأسه عن مساوئهم ، ويتظاهر أن خفضه لرأسه ، من الدين والورع ، وهو في الحقيقة من الذل والمسكنة لأنه لم يفهم منزلة امة محمد صلى الله عليه وسلم فإنها أخرجت لتغير المنكر لا لتغض الطرف عن المنكر ، وهؤلاء اتخذوا من أهل المنكر بمنزلة الوالد فهم يخفضون لهم جناح الذل من المسكنة وتجد المنافقين يثنون عليهم ويسمعونهم الثناء ويقولون فلان دينه زين لأنه لا ينكر المنكر .
وأما المرشدون فيتكلمون في العبادات كالصلاة والصوم والحج وأما الأصل وهي ملة إبراهيم عليه السلام ومقاطعة أهل الباطل والتبري منهم وإنكار المنكر فإنهم لا يتطرقون إليه لأنه يبين مخازيهم ومخازي من يعيشون تحت أيديهم، وإن اخطأ من لا سلطة في يده شنعوا عليه ، وقامت عليه قيامته .
هذا حالنا وحال أمتنا فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله..
http://www.albder.com/vb/imgcache/1359.jpg
وصلواعلى خيرالآنام
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
http://www.albder.com/vb/imgcache/1359.jpg
وفي الأخير أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها
لا تنسوني ووالداي من خالص دعائكم
والدال على الخير كفاعله
http://www.albder.com/vb/imgcache/1360.jpg