المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ضيافة القانون*القسم الثاني*


samira82
2008-08-24, 20:02
في ضيافة القانون
:dj_17:

كلهم في محيط واحد يفصلهم باب مرن الحركة عن منطقة القانون,فهناك يجلس رجال القانون فقط وهذه المرة بثياب سود.
قاعة مسطرة منظمة.مسطرة في كراسيها طاولاتها نوافذها الكبيرة التي أحكم إغلاقها حتى مصابيحها التي أحسن اختيارها ,حتى وجوه حاضريها مسطرة تلخصت في وجوه تلك النسوة بانبهار وخوف وانتظار لحكم امرأة هي الوحيدة التي كان يعلو صوتها في تلك القاعة.نساء لو رأيت إحداهن في غير المحل لجزمت أنها ممن يبسطون كفهم للغير .
لم تكن تلك سمات من كانوا يجلسون اليسار ففهيم من بدا مرتاحا وفيهم من بدا في غير حاجة وربما دفعه فضول كفضولي.
قطع انتباهي فتاة كانت تجلس بقربي وكان يستلزم مني الوقوف وان أحيد قليلا لأترك لها البعض من الطريق لتمر قاصدة منطقة القانون وبالتأكيد ترجو تطبيق القانون,وهي تمر من قربي تأملت ملامحها ....كيف لهدا الوجه الصبي أن يواجه في قضية طلاق والدي كان موضوع الجلسات , ولوهلة أحسست انتباه كل الأعين إلى مكاني أين كانت تقصد الفتاة وأصابني خجل وكأن الجميع انتبه إلى وجودي المشبوه,وما هي إلا ثواني حتى نودي إلى اسم آخر وبالضرورة كان من الجنس الآخر وما هي إلا ثواني أخرى حتى التفتت نفس الأعين إلى الجانب الأيسر وبفضول نفسه لاكتشاف الرجل أو الطرف الأخر.
ارتحت لحظتها لابتعاد الأعين عني رغم أني كنت أكيدة أني لست المقصودة .
وكغيري وبفضول مثيل أردت استبيان ملامح الطرف الأخر,لم تكن الملامح فتية لتناسب ملامح الفتاة ,فقد كان رجل يظهر عليه تمكنه من الحياة وطقوسها وربما ظهر كمن له خبرة زواج من قبل ولما لا.............؟
وبنفس الفضول كذلك توجهت الأعين إلى الطرف الثالث أين اجتمع الطرفين ,حينها أدركت أن الجميع كان في حلقة مثلثة, طرف للنساء وطرف للرجال يطلبون القانون عند الطرف الثالث .هكذا هي القضايا عندنا بنو البشر مثلث بثلاث رؤوس طبعا, أما عن أضلاعه وما ادا كان المثلث متساوي الأضلاع أو لا فهنا تكمن مشكلة القضاء والقانون ....
سعادة كبيرة أحسست بهاو وأنا ارسم هدا المثلث في مخيلتي حيث أنا خارجه فأسرعت وجمعت أوراقي وخرجت من تلك الغرفة العملاقة ذات الأطر المسطرة ولم أحاول لحظتها أن اكتشف حقيقة الروائح التي كانت تهمني كثيرا فقد كان همي حينها سوى أن أغادر دلك المكان الأنيق الذي حكم رسمه واختيار رأس المثلث فيه والذي ظل شعاره مخيف للكثيرين من زائريه.فصحيح أن القانون لا يحمي مغفلين.لكن هل الغفلة المقصودة هنا هي من نعرفها؟