ناشر الخير
2011-03-18, 13:36
أقوال و مواقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ :
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني ، شيخ الأئمة ، وعالم المدينة وإمامها ، وأحد المجتهدين الأربعة ، وصاحب كتاب الموطأ ، في الحديث الشريف . سئل الإمام أحمد بن حنبل ، عن كتاب مالك بن أنس ، فقال : ما أحسنه لمن تدين به . ( أبو نعيم في الحلية (6/351) .
قال السيوطي في تذكرة الحفاظ(1/95) : "قال عبد الله بن أحمد : قلت لأبي : من أثبت أصحاب الزهري ؟ قال : مالك أثبت في كل شيء .
أخرج أبو نعيم في الحلية ( 9/76) عن يونس بن عبد الأعلى ، يقول : سمعت الشافعي يقول : إذا جاء مالك فمالك كالنجم .
وفي رواية : " إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم " . الحلية (6/347) .
يدع الجواب فلا يراجع هيبة *** والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى *** فهو المطاع وليس ذا سلطان
مات بالمدينة ، رحمه الله ـ سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن تسعين سنة . وقبره في بقيع الغرقد ، وكان وفاته في أيام الرشيد .
قال المزي في تهذيب الكمال (17/ 387 ، 388) :
"وقال محمد بن سَعْد ، عن إسماعيل بن أبي أُوَيْس : اشتكى مالك بن أنس أياماً يَسِيرة ، فسألتُ بعضَ أهلنا عما قالَ عند الموت ، فقالوا : تَشَهَّدَ ثم قال : ( لله الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ) ، وتوفِّي صبيحةَ أربع عشرة من ربيع الأوَّل سنة تسع وسبعين ومئة في خلافة هارون ، وصَلَّى عليه عبد الله بنُ محمد بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العَبَّاس وهو يومئذٍ والٍ على المدينة ، ودُفِنَ بالبقيع وكان ابن خمس وثَمانين .
قال محمد بن سَعْد : فذكرتُ ذلك لمُصْعَب بن عبد الله ، فقال : أنا أحفظ الناس لموت مالك بن أنس مات في صَفَر سنة تسع وسبعين ومئة " .
ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/61) : " جاء نعي مالك إلى حماد بن زيد ، فبكى حتى جعل يمسح عينيه بخرقة .
وقال : يرحم الله مالكاً لقد كان من الدين بمكان ...
وفي رواية ثم قال حماد : اللهم أحسن علينا الخلافة بعده ".أهـ
أحد النبلاء وأكمل العقلاء ، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم الأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلى بالبلوى .
قال مالك بن أنس : " ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك " .
وعن خلف بن عمرو قال : سمعت مالك بن أنس يقول : " ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني : هل يراني موضعاً لذلك ؟ سألت ربيعة ، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك ، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك ؟ قال : كنت أنتهي ، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه " . أبو نعيم في الحلية (6/345 ، 346) .
إنه لا يفي بتعداد فضائل هذا الطود العظيم الأشم ، والبحر الزخار الأطم ، بطون الكتب ، ومضامين الأسفار ، فضلاً عن هذه السطور . وقد شهد له السلف الصالح ، وأهل العلم بالإمامة في العلم بالكتاب والسنة والفقه والصدق في الرواية .
هذا الإمام له من الأقوال والمواقف والمسائل ما يكتب بماء الذهب ، ويحفظ في وعاء الصدور ، له منهج في العلم والتعليم والتربية والأخلاق والورع والدين ما يعجز البارع في الكلام والفصاحة عن وصفه ، وما تلك المقولة التي سرت مسير الشمس من المشرق إلى المغرب عندما سأله رجل عن قوله تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) [طه5] إلا دلالة على قوة علمه وصحة عقيدته وتمسكه بالأثر حتى رددها كبار الأئمة من العلماء وطلاب العلم .
(1) أخرج البيهقي في الأسماء والصفات ، عن يحيى بن يحيى ، قال : كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله ، ( الرحمن على العرش استوى ) فكيف استوى؟ قال : فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال : « الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعا . فأمر به أن يخرج » .
وأخرج أبو نعيم في الحلية (6/355) قال : " حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ، حدثنا القاضي أبو أمية الغلابي ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا مهدي بن جعفر ، حدثنا جعفر بن عبد الله ، قال : كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل ، فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من سألته ، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء ـ يعني العرق ـ ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ، وأظنك صاحب بدعة ، وأمر به فأخرج " .
يتبع ....
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني ، شيخ الأئمة ، وعالم المدينة وإمامها ، وأحد المجتهدين الأربعة ، وصاحب كتاب الموطأ ، في الحديث الشريف . سئل الإمام أحمد بن حنبل ، عن كتاب مالك بن أنس ، فقال : ما أحسنه لمن تدين به . ( أبو نعيم في الحلية (6/351) .
قال السيوطي في تذكرة الحفاظ(1/95) : "قال عبد الله بن أحمد : قلت لأبي : من أثبت أصحاب الزهري ؟ قال : مالك أثبت في كل شيء .
أخرج أبو نعيم في الحلية ( 9/76) عن يونس بن عبد الأعلى ، يقول : سمعت الشافعي يقول : إذا جاء مالك فمالك كالنجم .
وفي رواية : " إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم " . الحلية (6/347) .
يدع الجواب فلا يراجع هيبة *** والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى *** فهو المطاع وليس ذا سلطان
مات بالمدينة ، رحمه الله ـ سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن تسعين سنة . وقبره في بقيع الغرقد ، وكان وفاته في أيام الرشيد .
قال المزي في تهذيب الكمال (17/ 387 ، 388) :
"وقال محمد بن سَعْد ، عن إسماعيل بن أبي أُوَيْس : اشتكى مالك بن أنس أياماً يَسِيرة ، فسألتُ بعضَ أهلنا عما قالَ عند الموت ، فقالوا : تَشَهَّدَ ثم قال : ( لله الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ) ، وتوفِّي صبيحةَ أربع عشرة من ربيع الأوَّل سنة تسع وسبعين ومئة في خلافة هارون ، وصَلَّى عليه عبد الله بنُ محمد بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العَبَّاس وهو يومئذٍ والٍ على المدينة ، ودُفِنَ بالبقيع وكان ابن خمس وثَمانين .
قال محمد بن سَعْد : فذكرتُ ذلك لمُصْعَب بن عبد الله ، فقال : أنا أحفظ الناس لموت مالك بن أنس مات في صَفَر سنة تسع وسبعين ومئة " .
ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/61) : " جاء نعي مالك إلى حماد بن زيد ، فبكى حتى جعل يمسح عينيه بخرقة .
وقال : يرحم الله مالكاً لقد كان من الدين بمكان ...
وفي رواية ثم قال حماد : اللهم أحسن علينا الخلافة بعده ".أهـ
أحد النبلاء وأكمل العقلاء ، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم الأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلى بالبلوى .
قال مالك بن أنس : " ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك " .
وعن خلف بن عمرو قال : سمعت مالك بن أنس يقول : " ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني : هل يراني موضعاً لذلك ؟ سألت ربيعة ، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك ، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك ؟ قال : كنت أنتهي ، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه " . أبو نعيم في الحلية (6/345 ، 346) .
إنه لا يفي بتعداد فضائل هذا الطود العظيم الأشم ، والبحر الزخار الأطم ، بطون الكتب ، ومضامين الأسفار ، فضلاً عن هذه السطور . وقد شهد له السلف الصالح ، وأهل العلم بالإمامة في العلم بالكتاب والسنة والفقه والصدق في الرواية .
هذا الإمام له من الأقوال والمواقف والمسائل ما يكتب بماء الذهب ، ويحفظ في وعاء الصدور ، له منهج في العلم والتعليم والتربية والأخلاق والورع والدين ما يعجز البارع في الكلام والفصاحة عن وصفه ، وما تلك المقولة التي سرت مسير الشمس من المشرق إلى المغرب عندما سأله رجل عن قوله تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) [طه5] إلا دلالة على قوة علمه وصحة عقيدته وتمسكه بالأثر حتى رددها كبار الأئمة من العلماء وطلاب العلم .
(1) أخرج البيهقي في الأسماء والصفات ، عن يحيى بن يحيى ، قال : كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله ، ( الرحمن على العرش استوى ) فكيف استوى؟ قال : فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال : « الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعا . فأمر به أن يخرج » .
وأخرج أبو نعيم في الحلية (6/355) قال : " حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ، حدثنا القاضي أبو أمية الغلابي ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا مهدي بن جعفر ، حدثنا جعفر بن عبد الله ، قال : كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل ، فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من سألته ، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء ـ يعني العرق ـ ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ، وأظنك صاحب بدعة ، وأمر به فأخرج " .
يتبع ....