كمال الدين_19
2011-03-17, 22:48
ريم ابكت اهل البحرين
ريم عبدالرحمن خليفة
حمزة عليان
لماذا ريم خليفة «وجه في الأحداث»؟
الذين شاهدوا محطة «العربية» وغيرها، عندما نقلت مداخلتها أمام وزير خارجية البحرين والإمارات والأمين العام لمجلس التعاون، استوقفتهم بجرأتها وصراحتها والألم الذي اعتصر نبرتها جراء ما حدث في البحرين.
* ريم أبكت البحرين، واهل الخليج تماما مثلما أبكت منى الشاذلي المصريين والعرب عندما استضافت وائل غنيم «مفجّر» الثورة عبر «فيسبوك»، فقد كانت حديث الصحافة والمنتديات، نظرا لاسلوبها وصدق مشاعرها وحبها لوطنها ومليكها، وما بثته من كلمات «تعوَّر القلب» على حد تعبير احد المسؤولين الكبار في المملكة.
* تخلت عن دورها الصحفي في لحظات وتقدمت من وزير الخارجية وضيوفه يوم الخميس 17 فبراير 2011 لتترافع بكونها مواطنة وعلى مرأى ومسمع من كل العالم وعلى الهواء مباشرة لتسمع صوتها الى من بيده الامر، فماذا قالت؟ «سعادة الوزير، أنا أول مرة راح اضطر أن لا أسأل سؤالا: أنا محتاجة أمام كل وسائل الاعلام ان اقول كلمة.. انا مواطنة بحرينية والدي سني ووالدتي شيعية، التزاوج والاختلاط في البحرين جزء من ثقافة مجتمعنا، لا نميز، انا لست طائفية، انا اعشق وطني حتى النخاع، انا صحافية مستقلة، احب وطني واعطي اي شيء يريده، صدّقنا جلالة الملك وصوّتنا على الميثاق.
ما حدث في ميدان اللؤلوة مجزرة يا سعادة الوزير، اسمح لي، واقولها الآن امام الاعلام البحريني والاجنبي، ولا اريد ان احرج احدا، ما رأيته لا يمكن تصديقه، ما يحدث في مستشفى السلمانية لا يمكن تصديقه، نحتاج الى دم، هناك جرحى يحتاجون للعلاج يا سعادة الوزير، انا لا اريد ان اطيل عليكم، اسمح لي واعذرني، انا ولائي الى بلدي، واريد ان اقول: نحن لا نريد ان نغيّر اي شيء في الحكم، نحن كل ما نأمل فيه ان يكون لنا صوت، وان نساهم في عملية التطوير والاصلاح، صدقني يا سعادة الوزير، والى كل الاسرة الحاكمة اسأل بأعلى صوتي، ما المشكلة، هل هي ازمة ثقة، لماذا؟ هل هناك مشكلة ثقة مع افراد الشعب؟ لماذا هذا التمييز؟ ارجوك سعادة الوزير، عذرا، واقولها، انا حينما رأيت المشهد ورأيت الاصابات والناس تلقى على الارض، اسمح لي، انا ارتجف الآن، انا اعيش حالة حداد مع بلدي، اسمح لي، وانا بكل ادب وبكل لباقة، اتوجه الى جلالة الملك لاتخاذ الاجراء العاجل، وانقاذ هذا البلد وايضا اتوجه واناشد مجلس التعاون ان ما حدث اليوم.. لماذا، لماذا ينزل الجيش في بلد خليجي؟ لماذا؟ اسمحو لي، انا الآن لا أتكلم كصحافية، انا اريد ان اقول: لماذا يحدث هذا؟ هل استدعى الامر ان نرى جيشا وجيوشا تأتي من دول الجوار لنا؟ نحن لم ننم ياسعادة الوزير منذ الساعة الثالثة فجرا، حرام عليكم، حرام والله، اتمنى، اتمنى من كل قلبي وانا اقول هذا الرجاء، هذا الوضع يجب ان يحل، وآسفة، آسفة على الاطالة».
* ريم كانت لسان حال المحبين للبحرين ولأهلها لم تخف ولم تناور، كانت صرخة مواطنة من الاعماق ان يكون لها ولمن تمثله صوت يسمع ورأي يقال، ومن شدة التعبير وفي لحظة حرجة، خافت على بلدها ثم عادت الى اسرتها وبيتها تمارس عملها كالمعتاد، وان حاول البعض نسج روايات واخبار وإشاعات الصقوها بها، مما اضطرها الى النفي والتكذيب، فريم لا احد يزايد عليها، بوطنيتها واخلاصها الذي ابكى من كان قلبه حجرا.
* تسمع كذبا كثيرا ونفاقا وهذا ما يؤلمها ويجعلها حزينة. رأت وشاهدت ونطقت وهذا يكفي، والذين يعرفون ريم بنت البحرين يدركون جيدا موقع الاعلامية النشطة والدؤوبة في مهنيتها وصلابة علاقتها التي تجمعها مع مختلف الاطياف والانتماءات وفوق هذا حبها لبلدها.
وثقافتها المنفتحة على الجميع، لا سيما في المواقع التي عملت فيها، والتي أعطتها القدرة على احترام الآخرين بقدر احترامها لحريتها ولشخصها.
* ريم ومنى كانتا وجهين بارزين، الثانية جمعت المصريين في العاشرة من مساء كل يوم من ايام الثورة ومازالت على قناة «دريم» ينتظرون لقاءاتها وحواراتها التي وصلت إلى كل بيت مصري، خاصة عندما استضافت على سبيل المثال الموسيقار عمار الشريعي قبل سقوط مبارك، وقالت له «لنخرج من الاستوديو، لم يعد لدينا شيء نقوله» وعلى وقع التظاهرات التي عمت أنحاء مصر، وفعلا خرجا معا وتركا الكرسيين فارغين في الاستوديو كتعبير عن التضامن مع الشباب الذين أسقطوا الشعارات الفارغة أمام تحركاتهم والتغيير الذي أحدثوه في الشارع المصري.
* ريم، نصفها كويتي والنصف الآخر بحريني إذا جاز لنا قول ذلك، فعشقها للكويت يماثل عشقها للبحرين، فقد ولدت على هذه الأرض، وأسرتها عاشت ردحا من الزمن إلى ان عادوا في أوائل الثمانينات كحال العديد من الاسر البحرينية التي جاءت إلى الكويت وعلى فترات زمنية متباعدة، ومن شدة ارتباطها بالكويت اصر عليها والدها ان تسمي ابنها نائل، حبا وتيمنا بالدكتور نائل النقيب.. وإذا ما تركتها مرة تتحدث عن صلتها وعلاقتها بالكويت تسمع منها عبارات الحب كقولها «وايد أحب الكويت»..
* أحد الصحافيين الكويتيين الذين شاهدوا «لقطة ريم» على التلفزيون علق بقوله: «هذي البنت تربية الكويت». وعندما سئل عن السبب قال والدها طبيب جراح ووالدتها طبيبة وهؤلاء كانوا في الكويت لمدة من الزمن، والكلام الذي قالته فيه شيء من بيئة الكويت ذات العلاقة بالحريات.
* طوال أشهر الثورة والانتفاضة في تونس ومصر كانت ريم على تماس مباشر مع أحداثها، تفاعلت مع ما يجري في مصر كأنها «بنت القاهرة»، كتبت عن المصريين وثورة الحريات، وعن رياح التغيير العربية وعن حرية التعبير وعن «الجزيرة» وثورة مصر، وأساليب البلطجة. وتناولت قصة أسماء محفوظ وتساءلت كم واحدة عندنا مثلها في العالم العربي، وميدان التحرير وحكاية مصرية ووائل غنيم وشباب مصر الى أن وقفت عند عتبة باب البحرين. وتسأل: من يأخذ بحق علم وطني البحرين؟.. هكذا هي ريم، الشابة الطموحة، المتفاعلة مع انتمائها ومحيطها العربي وعينها على مصر وثورة الشباب فيها.
* اهتزت شبابيك الاعلام العربي بفعل ما يحدث وحدث في تونس والقاهرة وليبيا والبحرين واليمن والجزائر، وكانت هناك بعض النوافذ التي فتحت لدخول الهواء النقي الى أروقتها بعدما تم اغلاقها بإحكام، لكن التغيير وصل أو لنقل اقترب من «صاحبة الجلالة» بحيث جعل البعض يستدير نحو لغة مختلفة لم يألفها أو اعتاد عليها وفي هذا الجو كانت هناك اصوات اعلامية نسائية كسرت حواجز التردد، بل تقدمت الى حيث الصفوف الاولى، كما فعلت ريم في البحرين ومنى في القاهرة والزميل حافظ الميرازي الذي استضاف الاعلامي حمدي قنديل وودع مشاهديه قبل ان تغادر الكاميرا استوديو القاهرة.
* البعض من السياسيين والاعلاميين «يسخرون» من حالة البكاء التي ظهرت فيها ريم خليفة، والحقيقة ان المسألة ابعد ما تكون عن «التمثيل» فالمشاعر في النهاية انسانية ومن الصعب كبتها واخفاؤها، وعندما يأتي اوانها تبدو على حقيقتها، فرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بكى اثناء حرب تموز 2006 من أثر الهمجية الاسرائيلية على لبنان وشاه ايران الذي انسكبت دمعته على خدّ.ه عندما غادر طهران مرغما، وتلك مشاهد واقعية بصرف النظر عن البعد السياسي وغيره في تقييم الحالة.
* لم يتركوها بحالها، بل انهالت عليها تعليقات لاذعة ومؤذية وخبيثة، وبالرغم من ذلك لم تحتجّ او ترفض، بل تعاملت مع هذه الردود من منطلق حرية التعبير وبالأسوأ كما يقولون كل إناء بما فيه ينضح، فلا هي سلطة حتى تأمر ولا صاحبة قرار حتى تنهي، بل مواطنة لديها حق التعبير عن رأيها مثلما هو متاح للآخرين.. يبقى أن الاختلاف سمة طبيعية بين البشر، لكن على الأقل توجد ثوابت بين مواطني الدولة، تحتاج الى الالتفاف عليها.
* ريم اختارت الطريق الصعب، لكنه الاوفى، للمهنة وللمواطنة، رفضت الانسحاب الى الخلف، فهمت الاعلام على انه مواجهة صريحة وجريئة، امتلكت الحس وطرحت اسئلة، وهذا ما يعطيها «الطاقة» للدفع بالامور نحو التغيير والى الاحسن.
* مشهد ريم كاد ان يتكرر في تونس، لكن بصورة اخرى مغايرة وان كان الحدث حول شخصية نسائية اعلامية وشابة عندما قام السفير الفرنسي الجديد بشتم احدى الصحافيات التونسيات وعلى مرأى من الاعلام ووجه لها كلمات نابية ومسيئة عندما وصف سؤالها حول علاقة وزيرة خارجية بلاده بأسرة ليلى طرابلسي زوجة بن علي بأنها «مبتذلة وسخيفة» عندها انتفض الشارع التونسي ضده وقام بمسيرة احتجاج امام السفارة الفرنسية، رافعين شعار «ارحل عن تونس» واصفين اياه بـ «صبي ساركوزي المدلل» فما كان منه الا ان ظهر على التلفزيون التونسي ليعلن اعتذاره من الشعب وباللغة العربية.
السيرة الذاتية
ريم عبدالرحمن خليفة.
من مواليد فبراير عام 1974، في دولة الكويت.
كاتبة صحافية ومحرر أول شؤون دبلوماسية بصحيفة الوسط البحرينية.
مراسلة وكالة الأسوشيتد برس في المنامة.
تلقت تعليمها في مدارس الكويت والبحرين.
بكالوريوس في العلاقات الدولية والإعلام من جامعة ويبستر الاميركية، فرع لندن - المملكة المتحدة عام 1996.
ماجستير في العلاقات الدبلوماسية من جامعة ويست منستر البريطانية، لندن - المملكة المتحدة 1997.
دبلوم عال في الصحافة المكتوبة من معهد تومسون فاونداشين، كارديف - المملكة المتحدة عام 2002.
عملت صحافية (متدربة) في دار الصحافة العربية بالعاصمة لندن مع مجلتي «المجلة» و«هي» في الفترة من أكتوبر - 1997 الى ابريل 1998.
شغلت في الفترة من سبتمبر 1998 لغاية فبراير 2000، منصب محرر شؤون محلية بصحيفة الأيام بالبحرين.
مراسلة وكالة الاسوشيتد برس في المنامة (مايو 1999 - ديسمبر 1999).
محرر سياسي بصحيفة أخبار الخليج (مارس 2000 - ابريل 2002).
كما شغلت في الفترة من نوفمبر 1999 لغاية يونيو 2003، منصب مراسلة إذاعة «مونت كارلو» الدولية في المنامة، التابعة لإذاعة فرنسا الدولية.
شاركت في تأسيس القسم الدولي في صحيفة الوسط أثناء تأسيسها في عام 2002، ومن ثم تخصصت في التغطيات الدبلوماسية والتحقيقات والحوارات النوعية مع كبار الشخصيات العربية والدولية. كما شاركت في تغطيات محلية وعربية ودولية مثل القمة العربية وقمم مجلس التعاون الخليجي وغيرها.
تكتب زاوية رأي يومية بصحيفة الوسط البحرينية، وأخرى أسبوعية في صحيفة الراي القطرية.
من مؤسسي مشروع الوسط «أون لاين» على موقع الوسط الالكتروني منذ عام 2008 وحتى الآن، وحاليا لديها برنامج أسبوعي «الوسط لايف» على موقع «الوسط»، وهو أول برنامج الكتروني بحريني مع باقة أخرى من البرامج الصوتية على الموقع أدت إلى حصد موقع «الوسط» جائزة الإعلام الإلكتروني في مارس لعام 2009، كواحد من افضل ثلاثة مواقع اعلامية الكترونية في البحرين، كما حصدت «الوسط أون لاين» جائزة المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (اجمع) في 2010 كأفضل صحيفة عربية تتعامل مع تقنية الاعلام الجديد من خلال تقنية المعلومات.
شاركت في ورش تدريب عملية ودورات متخصصة مختلفة في الصحافة والدبلوماسية، في عدة دول، منها: النمسا وبلجيكا والمانيا (1997)، الولايات المتحدة الاميركية (2000 و2005)، اليابان (2001)، فرنسا (2003)، بريطانيا (2005)، المغرب (اللجنة الدولية للصليب الأحمر 2006)، الكويت (شبكة المرأة 2007)، والبحرين صحيفة النهار والصحافة الالكترونية (مجموعة ام بي سي 2009).
متزوجة ولديها ابن وابنة.
ريم عبدالرحمن خليفة
حمزة عليان
لماذا ريم خليفة «وجه في الأحداث»؟
الذين شاهدوا محطة «العربية» وغيرها، عندما نقلت مداخلتها أمام وزير خارجية البحرين والإمارات والأمين العام لمجلس التعاون، استوقفتهم بجرأتها وصراحتها والألم الذي اعتصر نبرتها جراء ما حدث في البحرين.
* ريم أبكت البحرين، واهل الخليج تماما مثلما أبكت منى الشاذلي المصريين والعرب عندما استضافت وائل غنيم «مفجّر» الثورة عبر «فيسبوك»، فقد كانت حديث الصحافة والمنتديات، نظرا لاسلوبها وصدق مشاعرها وحبها لوطنها ومليكها، وما بثته من كلمات «تعوَّر القلب» على حد تعبير احد المسؤولين الكبار في المملكة.
* تخلت عن دورها الصحفي في لحظات وتقدمت من وزير الخارجية وضيوفه يوم الخميس 17 فبراير 2011 لتترافع بكونها مواطنة وعلى مرأى ومسمع من كل العالم وعلى الهواء مباشرة لتسمع صوتها الى من بيده الامر، فماذا قالت؟ «سعادة الوزير، أنا أول مرة راح اضطر أن لا أسأل سؤالا: أنا محتاجة أمام كل وسائل الاعلام ان اقول كلمة.. انا مواطنة بحرينية والدي سني ووالدتي شيعية، التزاوج والاختلاط في البحرين جزء من ثقافة مجتمعنا، لا نميز، انا لست طائفية، انا اعشق وطني حتى النخاع، انا صحافية مستقلة، احب وطني واعطي اي شيء يريده، صدّقنا جلالة الملك وصوّتنا على الميثاق.
ما حدث في ميدان اللؤلوة مجزرة يا سعادة الوزير، اسمح لي، واقولها الآن امام الاعلام البحريني والاجنبي، ولا اريد ان احرج احدا، ما رأيته لا يمكن تصديقه، ما يحدث في مستشفى السلمانية لا يمكن تصديقه، نحتاج الى دم، هناك جرحى يحتاجون للعلاج يا سعادة الوزير، انا لا اريد ان اطيل عليكم، اسمح لي واعذرني، انا ولائي الى بلدي، واريد ان اقول: نحن لا نريد ان نغيّر اي شيء في الحكم، نحن كل ما نأمل فيه ان يكون لنا صوت، وان نساهم في عملية التطوير والاصلاح، صدقني يا سعادة الوزير، والى كل الاسرة الحاكمة اسأل بأعلى صوتي، ما المشكلة، هل هي ازمة ثقة، لماذا؟ هل هناك مشكلة ثقة مع افراد الشعب؟ لماذا هذا التمييز؟ ارجوك سعادة الوزير، عذرا، واقولها، انا حينما رأيت المشهد ورأيت الاصابات والناس تلقى على الارض، اسمح لي، انا ارتجف الآن، انا اعيش حالة حداد مع بلدي، اسمح لي، وانا بكل ادب وبكل لباقة، اتوجه الى جلالة الملك لاتخاذ الاجراء العاجل، وانقاذ هذا البلد وايضا اتوجه واناشد مجلس التعاون ان ما حدث اليوم.. لماذا، لماذا ينزل الجيش في بلد خليجي؟ لماذا؟ اسمحو لي، انا الآن لا أتكلم كصحافية، انا اريد ان اقول: لماذا يحدث هذا؟ هل استدعى الامر ان نرى جيشا وجيوشا تأتي من دول الجوار لنا؟ نحن لم ننم ياسعادة الوزير منذ الساعة الثالثة فجرا، حرام عليكم، حرام والله، اتمنى، اتمنى من كل قلبي وانا اقول هذا الرجاء، هذا الوضع يجب ان يحل، وآسفة، آسفة على الاطالة».
* ريم كانت لسان حال المحبين للبحرين ولأهلها لم تخف ولم تناور، كانت صرخة مواطنة من الاعماق ان يكون لها ولمن تمثله صوت يسمع ورأي يقال، ومن شدة التعبير وفي لحظة حرجة، خافت على بلدها ثم عادت الى اسرتها وبيتها تمارس عملها كالمعتاد، وان حاول البعض نسج روايات واخبار وإشاعات الصقوها بها، مما اضطرها الى النفي والتكذيب، فريم لا احد يزايد عليها، بوطنيتها واخلاصها الذي ابكى من كان قلبه حجرا.
* تسمع كذبا كثيرا ونفاقا وهذا ما يؤلمها ويجعلها حزينة. رأت وشاهدت ونطقت وهذا يكفي، والذين يعرفون ريم بنت البحرين يدركون جيدا موقع الاعلامية النشطة والدؤوبة في مهنيتها وصلابة علاقتها التي تجمعها مع مختلف الاطياف والانتماءات وفوق هذا حبها لبلدها.
وثقافتها المنفتحة على الجميع، لا سيما في المواقع التي عملت فيها، والتي أعطتها القدرة على احترام الآخرين بقدر احترامها لحريتها ولشخصها.
* ريم ومنى كانتا وجهين بارزين، الثانية جمعت المصريين في العاشرة من مساء كل يوم من ايام الثورة ومازالت على قناة «دريم» ينتظرون لقاءاتها وحواراتها التي وصلت إلى كل بيت مصري، خاصة عندما استضافت على سبيل المثال الموسيقار عمار الشريعي قبل سقوط مبارك، وقالت له «لنخرج من الاستوديو، لم يعد لدينا شيء نقوله» وعلى وقع التظاهرات التي عمت أنحاء مصر، وفعلا خرجا معا وتركا الكرسيين فارغين في الاستوديو كتعبير عن التضامن مع الشباب الذين أسقطوا الشعارات الفارغة أمام تحركاتهم والتغيير الذي أحدثوه في الشارع المصري.
* ريم، نصفها كويتي والنصف الآخر بحريني إذا جاز لنا قول ذلك، فعشقها للكويت يماثل عشقها للبحرين، فقد ولدت على هذه الأرض، وأسرتها عاشت ردحا من الزمن إلى ان عادوا في أوائل الثمانينات كحال العديد من الاسر البحرينية التي جاءت إلى الكويت وعلى فترات زمنية متباعدة، ومن شدة ارتباطها بالكويت اصر عليها والدها ان تسمي ابنها نائل، حبا وتيمنا بالدكتور نائل النقيب.. وإذا ما تركتها مرة تتحدث عن صلتها وعلاقتها بالكويت تسمع منها عبارات الحب كقولها «وايد أحب الكويت»..
* أحد الصحافيين الكويتيين الذين شاهدوا «لقطة ريم» على التلفزيون علق بقوله: «هذي البنت تربية الكويت». وعندما سئل عن السبب قال والدها طبيب جراح ووالدتها طبيبة وهؤلاء كانوا في الكويت لمدة من الزمن، والكلام الذي قالته فيه شيء من بيئة الكويت ذات العلاقة بالحريات.
* طوال أشهر الثورة والانتفاضة في تونس ومصر كانت ريم على تماس مباشر مع أحداثها، تفاعلت مع ما يجري في مصر كأنها «بنت القاهرة»، كتبت عن المصريين وثورة الحريات، وعن رياح التغيير العربية وعن حرية التعبير وعن «الجزيرة» وثورة مصر، وأساليب البلطجة. وتناولت قصة أسماء محفوظ وتساءلت كم واحدة عندنا مثلها في العالم العربي، وميدان التحرير وحكاية مصرية ووائل غنيم وشباب مصر الى أن وقفت عند عتبة باب البحرين. وتسأل: من يأخذ بحق علم وطني البحرين؟.. هكذا هي ريم، الشابة الطموحة، المتفاعلة مع انتمائها ومحيطها العربي وعينها على مصر وثورة الشباب فيها.
* اهتزت شبابيك الاعلام العربي بفعل ما يحدث وحدث في تونس والقاهرة وليبيا والبحرين واليمن والجزائر، وكانت هناك بعض النوافذ التي فتحت لدخول الهواء النقي الى أروقتها بعدما تم اغلاقها بإحكام، لكن التغيير وصل أو لنقل اقترب من «صاحبة الجلالة» بحيث جعل البعض يستدير نحو لغة مختلفة لم يألفها أو اعتاد عليها وفي هذا الجو كانت هناك اصوات اعلامية نسائية كسرت حواجز التردد، بل تقدمت الى حيث الصفوف الاولى، كما فعلت ريم في البحرين ومنى في القاهرة والزميل حافظ الميرازي الذي استضاف الاعلامي حمدي قنديل وودع مشاهديه قبل ان تغادر الكاميرا استوديو القاهرة.
* البعض من السياسيين والاعلاميين «يسخرون» من حالة البكاء التي ظهرت فيها ريم خليفة، والحقيقة ان المسألة ابعد ما تكون عن «التمثيل» فالمشاعر في النهاية انسانية ومن الصعب كبتها واخفاؤها، وعندما يأتي اوانها تبدو على حقيقتها، فرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بكى اثناء حرب تموز 2006 من أثر الهمجية الاسرائيلية على لبنان وشاه ايران الذي انسكبت دمعته على خدّ.ه عندما غادر طهران مرغما، وتلك مشاهد واقعية بصرف النظر عن البعد السياسي وغيره في تقييم الحالة.
* لم يتركوها بحالها، بل انهالت عليها تعليقات لاذعة ومؤذية وخبيثة، وبالرغم من ذلك لم تحتجّ او ترفض، بل تعاملت مع هذه الردود من منطلق حرية التعبير وبالأسوأ كما يقولون كل إناء بما فيه ينضح، فلا هي سلطة حتى تأمر ولا صاحبة قرار حتى تنهي، بل مواطنة لديها حق التعبير عن رأيها مثلما هو متاح للآخرين.. يبقى أن الاختلاف سمة طبيعية بين البشر، لكن على الأقل توجد ثوابت بين مواطني الدولة، تحتاج الى الالتفاف عليها.
* ريم اختارت الطريق الصعب، لكنه الاوفى، للمهنة وللمواطنة، رفضت الانسحاب الى الخلف، فهمت الاعلام على انه مواجهة صريحة وجريئة، امتلكت الحس وطرحت اسئلة، وهذا ما يعطيها «الطاقة» للدفع بالامور نحو التغيير والى الاحسن.
* مشهد ريم كاد ان يتكرر في تونس، لكن بصورة اخرى مغايرة وان كان الحدث حول شخصية نسائية اعلامية وشابة عندما قام السفير الفرنسي الجديد بشتم احدى الصحافيات التونسيات وعلى مرأى من الاعلام ووجه لها كلمات نابية ومسيئة عندما وصف سؤالها حول علاقة وزيرة خارجية بلاده بأسرة ليلى طرابلسي زوجة بن علي بأنها «مبتذلة وسخيفة» عندها انتفض الشارع التونسي ضده وقام بمسيرة احتجاج امام السفارة الفرنسية، رافعين شعار «ارحل عن تونس» واصفين اياه بـ «صبي ساركوزي المدلل» فما كان منه الا ان ظهر على التلفزيون التونسي ليعلن اعتذاره من الشعب وباللغة العربية.
السيرة الذاتية
ريم عبدالرحمن خليفة.
من مواليد فبراير عام 1974، في دولة الكويت.
كاتبة صحافية ومحرر أول شؤون دبلوماسية بصحيفة الوسط البحرينية.
مراسلة وكالة الأسوشيتد برس في المنامة.
تلقت تعليمها في مدارس الكويت والبحرين.
بكالوريوس في العلاقات الدولية والإعلام من جامعة ويبستر الاميركية، فرع لندن - المملكة المتحدة عام 1996.
ماجستير في العلاقات الدبلوماسية من جامعة ويست منستر البريطانية، لندن - المملكة المتحدة 1997.
دبلوم عال في الصحافة المكتوبة من معهد تومسون فاونداشين، كارديف - المملكة المتحدة عام 2002.
عملت صحافية (متدربة) في دار الصحافة العربية بالعاصمة لندن مع مجلتي «المجلة» و«هي» في الفترة من أكتوبر - 1997 الى ابريل 1998.
شغلت في الفترة من سبتمبر 1998 لغاية فبراير 2000، منصب محرر شؤون محلية بصحيفة الأيام بالبحرين.
مراسلة وكالة الاسوشيتد برس في المنامة (مايو 1999 - ديسمبر 1999).
محرر سياسي بصحيفة أخبار الخليج (مارس 2000 - ابريل 2002).
كما شغلت في الفترة من نوفمبر 1999 لغاية يونيو 2003، منصب مراسلة إذاعة «مونت كارلو» الدولية في المنامة، التابعة لإذاعة فرنسا الدولية.
شاركت في تأسيس القسم الدولي في صحيفة الوسط أثناء تأسيسها في عام 2002، ومن ثم تخصصت في التغطيات الدبلوماسية والتحقيقات والحوارات النوعية مع كبار الشخصيات العربية والدولية. كما شاركت في تغطيات محلية وعربية ودولية مثل القمة العربية وقمم مجلس التعاون الخليجي وغيرها.
تكتب زاوية رأي يومية بصحيفة الوسط البحرينية، وأخرى أسبوعية في صحيفة الراي القطرية.
من مؤسسي مشروع الوسط «أون لاين» على موقع الوسط الالكتروني منذ عام 2008 وحتى الآن، وحاليا لديها برنامج أسبوعي «الوسط لايف» على موقع «الوسط»، وهو أول برنامج الكتروني بحريني مع باقة أخرى من البرامج الصوتية على الموقع أدت إلى حصد موقع «الوسط» جائزة الإعلام الإلكتروني في مارس لعام 2009، كواحد من افضل ثلاثة مواقع اعلامية الكترونية في البحرين، كما حصدت «الوسط أون لاين» جائزة المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (اجمع) في 2010 كأفضل صحيفة عربية تتعامل مع تقنية الاعلام الجديد من خلال تقنية المعلومات.
شاركت في ورش تدريب عملية ودورات متخصصة مختلفة في الصحافة والدبلوماسية، في عدة دول، منها: النمسا وبلجيكا والمانيا (1997)، الولايات المتحدة الاميركية (2000 و2005)، اليابان (2001)، فرنسا (2003)، بريطانيا (2005)، المغرب (اللجنة الدولية للصليب الأحمر 2006)، الكويت (شبكة المرأة 2007)، والبحرين صحيفة النهار والصحافة الالكترونية (مجموعة ام بي سي 2009).
متزوجة ولديها ابن وابنة.