تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلطان العلماء وبائع الملوك *العز بن عبد السلام*


@سلمى@
2011-03-17, 13:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلطان العلماء وبائع الملوك *العز بن عبد السلام*

قل لي بالله عليك.. مالك لا تخاف سطوةً ولا سلطانًا.. تهابك الملوك والسلاطين، وأنت الذي لا تحمل في يدك سوطًا ولا سيفًا؟‍!

عفوًا يا سلطان العلماء، لا تجب، فقد تذكرت أنك كنت عبدًا طائعًا لله، تطيع أوامره، وتجتنب نواهيه، يعلو صوتك بالحق في وجه الطغاة، فمنحك الله قوة وعزة!!

لم يخل عصر من عصور الإسلام من العلماء الدعاة الذين يأخذون بيد الأمة في ظلام الليل البهيم، وعند اشتداد الخطب واضطراب الأمور، يقومون بواجبهم المقدس في أداء الأمانة ونشر العلم، وتقويم الاعوجاج، ومواجهة الظلم، وتصويب الخطأ، وقام العلماء الأفذاذ بهذه السنة الحميدة؛ استشعارًا للمسئولية، وتقديرًا للأمانة، وإدراكًا لعظم دورهم باعتبارهم طليعة الأمة، ولسان حالها، وروادها.. والرائد لا يكذب أهله.
والعز بن عبد السلام، واحد من هؤلاء الرواد الصادقين، لم تشغلهم مؤلفاتهم ووظائفهم عن الجهر بكلمة الحق، وتبصير الناس، ومحاربة البدع، ونصح الحكام، وخوض ميادين الجهاد، حتى طغى هذا النشاط على جهدهم العلمي وهم المبرزون في علومه، واقترنت أسماؤهم بمواقفهم لا بمؤلفاتهم، وحمل التاريخ سيرتهم العطرة تسوق إلى الناس جلال الحق وعظمة الموقف، وابتغاء رضى الله، دون نظر إلى سخط حاكم أو تملق محكوم، فهو ينطق بما يعتقد أنه الصواب والحق، غير ملتفت إلى غضب هذا أو رضى ذاك.

المولد والنشأة
في دمشق كان مولد عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز سنة (577 هـ = 1181م)، وبها نشأ وتلقى تعليمه، وكانت دمشق منذ العصر الأموي حاضرة من حواضر العلم تزخر بالعلماء وتموج فيها الحركة العلمية، ويقصدها العلماء من الشرق والغرب.

ولم يطلب العز العلم صغيرًا مثل أقرانه،وإنما ابتدأ العلم في سن متأخرة، وانتظم في التزام حلقات الدرس وأكب على العلم بشغف ونهم وهمة عالية، فحصل في سنوات قليلة ما يعجز أقرانه عن تحصيله في سنوات طويلة، ورزقه الله الفهم العميق والذكاء الخارق فأعانه ذلك على إتقان الفقه والأصول، ودراسة التفسير وعلوم القرآن وتلقي الحديث وعلومه، وتحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة.

وأشهر شيوخ العز ما ذكرهم السبكي في طبقات الشافعية بقوله: تفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي وغيره، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر.

الوظائف
اتجه العز إلى التدريس وإلقاء الدروس في مساجد دمشق وفي بيته، وفي المدارس التي كانت تتعهدها الدولة، مثل: المدرسة الشبلية، والمدرسة الغزالية بدمشق، وكان في الشيخ حب للدعابة وميل إلى إيراد الملح والنوادر يلطف بها درسه وينشّط تلاميذه الذين أعجبوا بطريقته،وبعلمه السيال وأفكاره المتدفقة وأسلوبه البارع، وسرعان ما طار صيت العز،وطبقت شهرته الآفاق، وقصده الطلبة من كل مكان، ولما هاجر إلى مصر عمل بالمدرسة الصالحية، وانصرف إلى إلقاء الدروس في المساجد، والتف الناس حوله يجدون فيه عالمًا شجاعًا ومدرسًا بارعًا.
ولم يكن الشيخ ليسكت عن خطأ أو يسمح بتجاوز في حق الأمة، أو تفريط في ثوابتها

صدام العزّ مع الملك الصالح إسماعيل:
تحالف الملك الصالح إسماعيل حاكم دمشق مع الصليبيين ضد أبن أخيه نجم الدين أيوب حاكم مصر، وسّلم للصليبيين مدينة صيدا وقلعة الشقيف ومدينة صفد، وسمح لهم بشراء الأسلحة من دمشق.

فأفتى العز بحرمة هذا البيع فقال: «يحرم عليكم مبايعتهم لأنكم تتحققون أنهم يشترونه ليقاتلوا به إخوانكم المسلمين».فأمر الصالح باعتقاله وبعد فترة أفرج عنه فذهب إلى بيت المقدس ووافق ذلك وصولا لصالح إسماعيل مع عساكره وحلفائه من الصليبيين إلى بيت المقدس في طريقهم إلى مصر.

فلما علم بالعزّ أرسل إليه أحد خواصه يطلب منه أن يصالحه. فلما اجتمع الرسول بالشيخ شرع في مسايسته وملاينته ثم قال له: بينك وبين أن تعود إلى مناصبك و ما كنت عليه وزيادة، أن تنكسر للسلطان وتقبّل يده لا غير.

فقال له العزّ: والله يا مسكين! ما أرضاه أن يقبل يدي فضلاً أن أقبل يده.
يا قوم! أنتم في وادٍ، وأنا في واد. والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به.

فقال: إذن فقد أمر الملك باعتقالك. فقال: افعلوا ما بدالكم، فاعتقله في خيمة بجانب خيمة الملك. فبقي العزّ رهن الاعتقال راضياً بقضاء الله صابراً على ابتلائه، محتسباً للأجر شاغلاً وقته في قراءة القرآن الكريم وذكر الله. وكان الملك يسمعه، فقال يوماً للفرنج: تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟ قالوا نعم. قال: هذا أكبر قسيس المسلمين. وقد حبسته لإنكاره عليّ تسليمي لكم بعض حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس. وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم. فقالت له ملوك الفرنج: (لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتهما).

وبقي العز رهن الاعتقال حتى جاءت الجيوش المصرية والتقت مع عساكر الشام فمالوا جميعاً على عساكر الفرنج فهزموهم وأسروا منهم عدداً كبيراًَ.

ونجىّ الله العز من الاعتقال فاتجه إلى مصر فوصلها سنة 639هـ فرحب به الملك الصالح نجم الدين فولاّه الخطابة والقضاء فبدأ العز نشاطه في مصر بإقامة السنة ومحاربة البدعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم. وهكذا امتحن العزّ فصبر واحتسب ثم نصره الله بظهور الحق وذهاب الباطل وأرضاهم عنه لأن العزّ قد أسخطهم لرضا الله. ومن أسخط الناس لرضا الله رضي عنه وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله لرضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.

بيعه لأمراء المماليك:

حينما تولّى العز القضاء بمصر لاحظ فيه أمراً مخالفاً للشرع، وهو أن المماليك الذين اشتراهم الملك نجم الدين ودفع ثمنهم من بيت مال المسلمين، واستعملهم في خدمته وجيشه، وفي تصريف أمور الدولة، يتصرفون بالبيع والشراء، وتصرفهم هذا باطل شرعاً لأن المملوك لا ينفذ تصرفه.

فأخذ العز لا يمضي لهم بيعاً ولا شراءً. وقد ضايقهم ذلك وعطّل مصالحهم، فراجعوه في ذلك فقال: لا بد من إصلاح أمركم بأن يعقد لكم مجلس فتباعوا فيه، ويرد ثمنكم إلى بيت مال المسلمين، ثم يحصل عتقكم بطريق شرعي فينفذ تصرفكم.

فلما سمعوا هذا الحكم ازدادوا غيظاً وقالوا: كيف يبيعنا هذا الشيخ ونحن ملوك الأرض.ورفعوا الأمر للملك فغضب وقال: هذا ليس من اختصاص الشيخ ولا شأن له به.

فلما علم العز بذلك عزل نفسه عن القضاء وقرر الرحيل عن مصر لأنه لا يطبّق فيها شرع الله.فحمل أمتعته على حمار وأهله على حمار واتجه إلى الشام فتبعه العلماء والصلحاء والتجار والنساء والصبيان، فصار الأمر أشبه بمظاهرة ضد الحكومة.

وجاء من همس في أذن الملك الصالح نجم الدين أيوب قائلاً: متى رحل الشيخ ذهب ملكك. فخرج الملك مسرعاً ولحق بالعز وأدركه في الطريق وترضّاه، وطلب منه أن يعود وينفذ حكم الله. وحاول نائب السلطنة وهو الرجل الثاني في الدولة أن يترضى الشيخ لعله يتراجع عن رأيه، ولكن الشيخ أصرّ على تنفيذ حكم الشرع، فأزداد الأمراء غضباً واتفقوا على التخلص من الشيخ بالقتل.

فذهب إليه نائب السلطنة مع جماعة من الأمراء فطرق بابه، ففتح الباب ابنه عبد اللطيف، فراعه منظر نائب السلطنة إذ رأى سيفه مسلولاً، والغضب يعلو وجهه والشرر يتطاير من عينيه فدخل على والده وقال: انج بنفسك إنه القتل.

فرد عليه الشيخ بقوله:هدئ نفسك يا بني! فأبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله. ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة فحين وقع بصره على النائب يبست يد النائب وسقط السيف منها وارتعدت فرائصه وبكى، وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال يا سيدي ماذا ستفعل؟ قال: أنادي عليكم وأبيعكم.

قال : ففيم تصرف ثمننا؟ قال: في مصالح المسلمين. قال من يقبضه؟قال: أنا فتم له ما أراد، ونادى على الأمراء واحداً واحداً، وغالى في ثمنهم وقبضه وصرفه في وجوه الخير.

وهذا ما لم يسمع به عن أحد قبله ولا بعده رحمه الله تعالى ورضي عنه.

هذا الموقف العظيم قد خلّد ذكر العزّ، وأقام مناراً للحق، وأخضع الملك والأمراء المتكبرين على الشعب لحكم الله، وحقق المساواة بين الناس، حيث يقف الحاكم والمحكوم سوياً عند شرع الله. لا شك أن العزّ بتقواه وزهده وورعه صار له من السلطان والقوة والمهابة ما يستطيع به أن يغير المنكر بيده، ويجابه الملوك بقولالحق ولا يخشى في الله لومة لائم لذا نجد تلميذه ابن دقيق العيد قال عنه: (إنه أحدسلاطين العلماء) إنه نموذج رائع للعالم الصادق فهل من يتأسى!؟

وكانت هذه الوقعة سببا في إطلاق اسم بائع الملوك على الشيخ المهيب.

مع الظاهر بيبرس

وتكرر هذا الأمر منه عند بيعة الظاهر بيبرس حين استدعى الأمراء والعلماء لبيعته، وكان من بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس والحاضرين بقوله: يا ركن الدين أنا أعرفك مملوكا لبند قدار -أي لا تصح بيعته؛ لأنه ليس أهلا للتصرف- فما كان من الظاهر بيبرس إلا أن أحضر ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب الذي أعتقه، وهنا تقدَّم الشيخ فبايع بيبرس على الملك.

وكان الظاهر بيبرس على شدته وهيبته يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه، ويعبر السيوطي عن ذلك بقوله: وكان بمصر منقمعًا، تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى إنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن.

مؤلفاته وجهوده العلمية

تعددت مساهمات العز بن عبد السلام في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس والتأليف، وله في كل إسهام قدم راسخة ويد بيضاء، وانتهت إليه في عصره رياسة الشافعية، وبلغت مؤلفاته ثلاثين مؤلفًا، وهي دليل نبوغ فذ وقدرة عالية على أن يجمع بين التأليف وأعماله الأخرى التي تستنفد الجهد وتفنى الأعمار فيها، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فاجتمع له من الفضل ما لم يجتمع إلا للأفذاذ النابغين من علماء الأمة.

وشملت مؤلفاته التفسير وعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله والفتوى. ومن أشهر كتبه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، والغاية في اختصار النهاية في الفقه الشافعي، ومختصر صحيح مسلم، وبداية السول في تفضيل الرسول، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز، وتفسير القرآن العظيم، ومقاصد الصلاة،ومقاصد الصوم.

وفاته
طال العمر بالعز بن عبد السلام، فبلغ ثلاثة وثمانين عاما قضى معظمها في جهاد دائم بالكلمة الحرة، والقلم الشجاع،والرأي الثاقب، وحمل السلاح ضد الفرنج؛ للمحافظة على حقوق الأمة حتى لقي ربه في 10 من جمادى الأولى 660 هـ = 9 من إبريل 1066م.

رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مثواه، ورزق المسلمين بعلماء أمثاله لا يخشون في الله لومة لائم يبيعون دنياهم من أجل أخراهم همهم رضاء الله ونفع المسلمين.

حميد.ص
2011-03-17, 17:08
شكرا.........بارك الله فيك

الكوثري
2011-03-18, 01:39
رحمة الله على سلطان العلماء.

موضوع جميل يذكّر بالامجاد ويعرِّض بالاستبداد.

بارك الله فيك.

ام سليمان
2011-03-18, 23:02
شكر ا اخيتي سلمى على الموضوع المهم .منذ فترة وانا اود التعرف على هذا الشيخ .وها انت تروين ظمئي .بوركت اختي وننتظر منك المزيد

لقاء الجنة
2011-03-21, 10:47
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26720/31303/392634.gif

@سلمى@
2011-03-22, 14:05
شكرا.........بارك الله فيك
العفو وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم الطيب

@سلمى@
2011-03-22, 14:07
رحمة الله على سلطان العلماء.

موضوع جميل يذكّر بالامجاد ويعرِّض بالاستبداد.

بارك الله فيك.
آمين يارب وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم الطيب

@سلمى@
2011-03-22, 14:09
شكر ا اخيتي سلمى على الموضوع المهم .منذ فترة وانا اود التعرف على هذا الشيخ .وها انت تروين ظمئي .بوركت اختي وننتظر منك المزيد
إن شاء الله تعالى .العفو أخيتي وفيكِ بارك الكريم وجزيتِ كل الخير على ردك الطيب

@سلمى@
2011-03-22, 14:10
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26720/31303/392634.gif
العفو أخية وبورك فيكِ على الرد الطيب

جواهر الجزائرية
2011-03-23, 06:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلطان العلماء وبائع الملوك *العز بن عبد السلام*

قل لي بالله عليك.. مالك لا تخاف سطوةً ولا سلطانًا.. تهابك الملوك والسلاطين، وأنت الذي لا تحمل في يدك سوطًا ولا سيفًا؟‍!

عفوًا يا سلطان العلماء، لا تجب، فقد تذكرت أنك كنت عبدًا طائعًا لله، تطيع أوامره، وتجتنب نواهيه، يعلو صوتك بالحق في وجه الطغاة، فمنحك الله قوة وعزة!!

لم يخل عصر من عصور الإسلام من العلماء الدعاة الذين يأخذون بيد الأمة في ظلام الليل البهيم، وعند اشتداد الخطب واضطراب الأمور، يقومون بواجبهم المقدس في أداء الأمانة ونشر العلم، وتقويم الاعوجاج، ومواجهة الظلم، وتصويب الخطأ، وقام العلماء الأفذاذ بهذه السنة الحميدة؛ استشعارًا للمسئولية، وتقديرًا للأمانة، وإدراكًا لعظم دورهم باعتبارهم طليعة الأمة، ولسان حالها، وروادها.. والرائد لا يكذب أهله.
والعز بن عبد السلام، واحد من هؤلاء الرواد الصادقين، لم تشغلهم مؤلفاتهم ووظائفهم عن الجهر بكلمة الحق، وتبصير الناس، ومحاربة البدع، ونصح الحكام، وخوض ميادين الجهاد، حتى طغى هذا النشاط على جهدهم العلمي وهم المبرزون في علومه، واقترنت أسماؤهم بمواقفهم لا بمؤلفاتهم، وحمل التاريخ سيرتهم العطرة تسوق إلى الناس جلال الحق وعظمة الموقف، وابتغاء رضى الله، دون نظر إلى سخط حاكم أو تملق محكوم، فهو ينطق بما يعتقد أنه الصواب والحق، غير ملتفت إلى غضب هذا أو رضى ذاك.

المولد والنشأة
في دمشق كان مولد عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز سنة (577 هـ = 1181م)، وبها نشأ وتلقى تعليمه، وكانت دمشق منذ العصر الأموي حاضرة من حواضر العلم تزخر بالعلماء وتموج فيها الحركة العلمية، ويقصدها العلماء من الشرق والغرب.

ولم يطلب العز العلم صغيرًا مثل أقرانه،وإنما ابتدأ العلم في سن متأخرة، وانتظم في التزام حلقات الدرس وأكب على العلم بشغف ونهم وهمة عالية، فحصل في سنوات قليلة ما يعجز أقرانه عن تحصيله في سنوات طويلة، ورزقه الله الفهم العميق والذكاء الخارق فأعانه ذلك على إتقان الفقه والأصول، ودراسة التفسير وعلوم القرآن وتلقي الحديث وعلومه، وتحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة.

وأشهر شيوخ العز ما ذكرهم السبكي في طبقات الشافعية بقوله: تفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي وغيره، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر.

الوظائف
اتجه العز إلى التدريس وإلقاء الدروس في مساجد دمشق وفي بيته، وفي المدارس التي كانت تتعهدها الدولة، مثل: المدرسة الشبلية، والمدرسة الغزالية بدمشق، وكان في الشيخ حب للدعابة وميل إلى إيراد الملح والنوادر يلطف بها درسه وينشّط تلاميذه الذين أعجبوا بطريقته،وبعلمه السيال وأفكاره المتدفقة وأسلوبه البارع، وسرعان ما طار صيت العز،وطبقت شهرته الآفاق، وقصده الطلبة من كل مكان، ولما هاجر إلى مصر عمل بالمدرسة الصالحية، وانصرف إلى إلقاء الدروس في المساجد، والتف الناس حوله يجدون فيه عالمًا شجاعًا ومدرسًا بارعًا.
ولم يكن الشيخ ليسكت عن خطأ أو يسمح بتجاوز في حق الأمة، أو تفريط في ثوابتها

صدام العزّ مع الملك الصالح إسماعيل:
تحالف الملك الصالح إسماعيل حاكم دمشق مع الصليبيين ضد أبن أخيه نجم الدين أيوب حاكم مصر، وسّلم للصليبيين مدينة صيدا وقلعة الشقيف ومدينة صفد، وسمح لهم بشراء الأسلحة من دمشق.

فأفتى العز بحرمة هذا البيع فقال: «يحرم عليكم مبايعتهم لأنكم تتحققون أنهم يشترونه ليقاتلوا به إخوانكم المسلمين».فأمر الصالح باعتقاله وبعد فترة أفرج عنه فذهب إلى بيت المقدس ووافق ذلك وصولا لصالح إسماعيل مع عساكره وحلفائه من الصليبيين إلى بيت المقدس في طريقهم إلى مصر.

فلما علم بالعزّ أرسل إليه أحد خواصه يطلب منه أن يصالحه. فلما اجتمع الرسول بالشيخ شرع في مسايسته وملاينته ثم قال له: بينك وبين أن تعود إلى مناصبك و ما كنت عليه وزيادة، أن تنكسر للسلطان وتقبّل يده لا غير.

فقال له العزّ: والله يا مسكين! ما أرضاه أن يقبل يدي فضلاً أن أقبل يده.
يا قوم! أنتم في وادٍ، وأنا في واد. والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به.

فقال: إذن فقد أمر الملك باعتقالك. فقال: افعلوا ما بدالكم، فاعتقله في خيمة بجانب خيمة الملك. فبقي العزّ رهن الاعتقال راضياً بقضاء الله صابراً على ابتلائه، محتسباً للأجر شاغلاً وقته في قراءة القرآن الكريم وذكر الله. وكان الملك يسمعه، فقال يوماً للفرنج: تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن؟ قالوا نعم. قال: هذا أكبر قسيس المسلمين. وقد حبسته لإنكاره عليّ تسليمي لكم بعض حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه، ثم أخرجته فجاء إلى القدس. وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم. فقالت له ملوك الفرنج: (لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتهما).

وبقي العز رهن الاعتقال حتى جاءت الجيوش المصرية والتقت مع عساكر الشام فمالوا جميعاً على عساكر الفرنج فهزموهم وأسروا منهم عدداً كبيراًَ.

ونجىّ الله العز من الاعتقال فاتجه إلى مصر فوصلها سنة 639هـ فرحب به الملك الصالح نجم الدين فولاّه الخطابة والقضاء فبدأ العز نشاطه في مصر بإقامة السنة ومحاربة البدعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم. وهكذا امتحن العزّ فصبر واحتسب ثم نصره الله بظهور الحق وذهاب الباطل وأرضاهم عنه لأن العزّ قد أسخطهم لرضا الله. ومن أسخط الناس لرضا الله رضي عنه وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله لرضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.

بيعه لأمراء المماليك:

حينما تولّى العز القضاء بمصر لاحظ فيه أمراً مخالفاً للشرع، وهو أن المماليك الذين اشتراهم الملك نجم الدين ودفع ثمنهم من بيت مال المسلمين، واستعملهم في خدمته وجيشه، وفي تصريف أمور الدولة، يتصرفون بالبيع والشراء، وتصرفهم هذا باطل شرعاً لأن المملوك لا ينفذ تصرفه.

فأخذ العز لا يمضي لهم بيعاً ولا شراءً. وقد ضايقهم ذلك وعطّل مصالحهم، فراجعوه في ذلك فقال: لا بد من إصلاح أمركم بأن يعقد لكم مجلس فتباعوا فيه، ويرد ثمنكم إلى بيت مال المسلمين، ثم يحصل عتقكم بطريق شرعي فينفذ تصرفكم.

فلما سمعوا هذا الحكم ازدادوا غيظاً وقالوا: كيف يبيعنا هذا الشيخ ونحن ملوك الأرض.ورفعوا الأمر للملك فغضب وقال: هذا ليس من اختصاص الشيخ ولا شأن له به.

فلما علم العز بذلك عزل نفسه عن القضاء وقرر الرحيل عن مصر لأنه لا يطبّق فيها شرع الله.فحمل أمتعته على حمار وأهله على حمار واتجه إلى الشام فتبعه العلماء والصلحاء والتجار والنساء والصبيان، فصار الأمر أشبه بمظاهرة ضد الحكومة.

وجاء من همس في أذن الملك الصالح نجم الدين أيوب قائلاً: متى رحل الشيخ ذهب ملكك. فخرج الملك مسرعاً ولحق بالعز وأدركه في الطريق وترضّاه، وطلب منه أن يعود وينفذ حكم الله. وحاول نائب السلطنة وهو الرجل الثاني في الدولة أن يترضى الشيخ لعله يتراجع عن رأيه، ولكن الشيخ أصرّ على تنفيذ حكم الشرع، فأزداد الأمراء غضباً واتفقوا على التخلص من الشيخ بالقتل.

فذهب إليه نائب السلطنة مع جماعة من الأمراء فطرق بابه، ففتح الباب ابنه عبد اللطيف، فراعه منظر نائب السلطنة إذ رأى سيفه مسلولاً، والغضب يعلو وجهه والشرر يتطاير من عينيه فدخل على والده وقال: انج بنفسك إنه القتل.

فرد عليه الشيخ بقوله:هدئ نفسك يا بني! فأبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله. ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة فحين وقع بصره على النائب يبست يد النائب وسقط السيف منها وارتعدت فرائصه وبكى، وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال يا سيدي ماذا ستفعل؟ قال: أنادي عليكم وأبيعكم.

قال : ففيم تصرف ثمننا؟ قال: في مصالح المسلمين. قال من يقبضه؟قال: أنا فتم له ما أراد، ونادى على الأمراء واحداً واحداً، وغالى في ثمنهم وقبضه وصرفه في وجوه الخير.

وهذا ما لم يسمع به عن أحد قبله ولا بعده رحمه الله تعالى ورضي عنه.

هذا الموقف العظيم قد خلّد ذكر العزّ، وأقام مناراً للحق، وأخضع الملك والأمراء المتكبرين على الشعب لحكم الله، وحقق المساواة بين الناس، حيث يقف الحاكم والمحكوم سوياً عند شرع الله. لا شك أن العزّ بتقواه وزهده وورعه صار له من السلطان والقوة والمهابة ما يستطيع به أن يغير المنكر بيده، ويجابه الملوك بقولالحق ولا يخشى في الله لومة لائم لذا نجد تلميذه ابن دقيق العيد قال عنه: (إنه أحدسلاطين العلماء) إنه نموذج رائع للعالم الصادق فهل من يتأسى!؟

وكانت هذه الوقعة سببا في إطلاق اسم بائع الملوك على الشيخ المهيب.

مع الظاهر بيبرس

وتكرر هذا الأمر منه عند بيعة الظاهر بيبرس حين استدعى الأمراء والعلماء لبيعته، وكان من بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس والحاضرين بقوله: يا ركن الدين أنا أعرفك مملوكا لبند قدار -أي لا تصح بيعته؛ لأنه ليس أهلا للتصرف- فما كان من الظاهر بيبرس إلا أن أحضر ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب الذي أعتقه، وهنا تقدَّم الشيخ فبايع بيبرس على الملك.

وكان الظاهر بيبرس على شدته وهيبته يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه، ويعبر السيوطي عن ذلك بقوله: وكان بمصر منقمعًا، تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى إنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن.

مؤلفاته وجهوده العلمية

تعددت مساهمات العز بن عبد السلام في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس والتأليف، وله في كل إسهام قدم راسخة ويد بيضاء، وانتهت إليه في عصره رياسة الشافعية، وبلغت مؤلفاته ثلاثين مؤلفًا، وهي دليل نبوغ فذ وقدرة عالية على أن يجمع بين التأليف وأعماله الأخرى التي تستنفد الجهد وتفنى الأعمار فيها، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فاجتمع له من الفضل ما لم يجتمع إلا للأفذاذ النابغين من علماء الأمة.

وشملت مؤلفاته التفسير وعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله والفتوى. ومن أشهر كتبه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، والغاية في اختصار النهاية في الفقه الشافعي، ومختصر صحيح مسلم، وبداية السول في تفضيل الرسول، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز، وتفسير القرآن العظيم، ومقاصد الصلاة،ومقاصد الصوم.

وفاته
طال العمر بالعز بن عبد السلام، فبلغ ثلاثة وثمانين عاما قضى معظمها في جهاد دائم بالكلمة الحرة، والقلم الشجاع،والرأي الثاقب، وحمل السلاح ضد الفرنج؛ للمحافظة على حقوق الأمة حتى لقي ربه في 10 من جمادى الأولى 660 هـ = 9 من إبريل 1066م.


رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مثواه، ورزق المسلمين بعلماء أمثاله لا يخشون في الله لومة لائم يبيعون دنياهم من أجل أخراهم همهم رضاء الله ونفع المسلمين.
رحمه الله شيخ العزة وشيخ النور
العز بن عبد السلام، وبارك الله فيك اخيتي سلمى والله يجازيك ويحفظك ويجعل عقلك دائما نور على نور

@سلمى@
2011-03-29, 19:55
رحمه الله شيخ العزة وشيخ النور
العز بن عبد السلام، وبارك الله فيك اخيتي سلمى والله يجازيك ويحفظك ويجعل عقلك دائما نور على نور
ورزقكِ الكريم مثل ما دعيتِ وأكثر وفيكِ بارك المولى وجزيتِ كل الخير أخيتي على دعائك وردك الطيب

karim h
2011-03-29, 22:51
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم فقد رحلتي بنا الى زمن العزة لله وللمسلمين جعلك الله خادمة للاسلام والمسلمين

سفير النوايا الحسنة
2011-03-30, 09:23
http://img341.imageshack.us/img341/6804/rdd93dx1.gif

زكريا ضياء الدين
2011-04-02, 14:52
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم

@سلمى@
2011-05-03, 09:56
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم فقد رحلتي بنا الى زمن العزة لله وللمسلمين جعلك الله خادمة للاسلام والمسلمين
آمين لنا ولكم وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم ودعائكم الطيب

@سلمى@
2011-05-03, 09:57
http://img341.imageshack.us/img341/6804/rdd93dx1.gif


جزيتم خيرا على ردكم الطيب

@سلمى@
2011-05-03, 09:59
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم
وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم الطيب

*زينب*
2011-05-15, 07:18
http://www.elqema.com/vb/mwaextraedit5/extra/68.gif

راشا
2011-05-15, 17:29
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم

أجمل الزهور
2011-05-16, 18:20
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

متفائل
2011-05-16, 22:25
بارك الله فيك اختي الكريمه
قليل امثاله رحمه الله
عز في نفسه ف عز في قرنه و عز في قلوبنا

@سلمى@
2011-05-17, 10:22
http://www.elqema.com/vb/mwaextraedit5/extra/68.gif
وبكِ وأثابكِ وفيكِ بارك المولى وجزيتِ خيرا أخيتي زينب على ردك الطيب

@سلمى@
2011-05-17, 10:24
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم
وفيكِ بارك المولى أخيتي وجزيتِ خيرا على ردك الطيب

@سلمى@
2011-05-17, 10:26
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
ولكِ خير الجزاء وفيكِ بارك المولى وبورك فيكِ أخية على ردك الطيب

@سلمى@
2011-05-17, 10:29
بارك الله فيك اختي الكريمه
قليل امثاله رحمه الله
عز في نفسه ف عز في قرنه و عز في قلوبنا
وفيكم بارك المولى وأكرمكم وأحسن إليكم وجزيتم كل الخير على ردكم الطيب

alexandar
2011-05-24, 23:47
http://www.qaaf.org/upload/post/0/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8 7%20%D9%81%D9%8A%D9%83.gif

الأخ زكرياء
2011-08-07, 01:15
بوركتم على الموضوع الطيب .. لكن ماشد انتباهي هو وضع السطور تحت بعض الجمل خاصة هذه : فحمل أمتعته على حمار وأهله على حمار واتجه إلى الشام فتبعه العلماء والصلحاء والتجار والنساء والصبيان، فصار الأمر أشبه بمظاهرة ضد الحكومة.. فيا حبذا لو توضحون مالمقصود بهذه .

@سلمى@
2011-08-07, 16:53
http://www.qaaf.org/upload/post/0/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%83%20%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8 7%20%d9%81%d9%8a%d9%83.gif
وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم الطيب

@سلمى@
2011-08-07, 16:56
بوركتم على الموضوع الطيب .. لكن ماشد انتباهي هو وضع السطور تحت بعض الجمل خاصة هذه : فحمل أمتعته على حمار وأهله على حمار واتجه إلى الشام فتبعه العلماء والصلحاء والتجار والنساء والصبيان، فصار الأمر أشبه بمظاهرة ضد الحكومة.. فيا حبذا لو توضحون مالمقصود بهذه .

لم نقصد بها شيء .وفيكم بارك المولى وجزيتم كل الخير على ردكم الطيب

fatimazahra2011
2011-09-08, 18:22
http://noorfatema.com/images/b/noorfatema12.gif
http://i4.glitter-graphics.org/pub/120/120694amtl4adb8a.gif

http://www.bani-hasan.com/up_load/3afak.gif

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13152434331.gif



█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

التوحيد الخالص
2011-09-08, 18:25
جميل بارك الله فيك

@سلمى@
2011-11-07, 14:09
http://noorfatema.com/images/b/noorfatema12.gif
http://i4.glitter-graphics.org/pub/120/120694amtl4adb8a.gif

http://www.bani-hasan.com/up_load/3afak.gif

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13152434331.gif



█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌


ولكِ خير الجزاء أخيتي فاطمة وبورك فيكِ على ردك الطيب

@سلمى@
2011-11-07, 14:10
جميل بارك الله فيك
وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم الطيب

ابو صقر
2011-12-07, 02:30
شكرا وبارك الله فيك لاك مني اجمل تحيه

*أميرةالجزائرية*
2011-12-07, 08:32
بارك الله فيكي اختي

@سلمى@
2011-12-07, 12:48
شكرا وبارك الله فيك لاك مني اجمل تحيه
العفو وفيكم بارك المولى وجزيتم كل الخير على ردكم الطيب

@سلمى@
2011-12-07, 12:50
بارك الله فيكي اختي
وفيكِ بارك المولى أخيتي وجزيتِ خيرا على ردك الطيب

HADIL146
2011-12-20, 06:08
http://www.air.flyingway.com/airlogo/rose/raaae3.gif

@سلمى@
2012-04-04, 09:23
http://www.air.flyingway.com/airlogo/rose/raaae3.gif
وفيكِ بارك المولى أخية وجزيتِ خيرا على ردك الطيب

walidr19
2012-09-24, 14:17
ردد معي

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

@سلمى@
2015-01-23, 09:52
ردد معي

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
بارك الله فيكم وجزيتم خير الجزاء

adel_mugiwara
2015-02-15, 19:12
mawdo3 jamil chokran

El-Asmarani
2015-02-19, 12:03
thank u .....it was very helpfulllllllll

takishi
2015-02-21, 09:16
شكرا.........بارك الله فيك

بوسماحة 31
2015-02-21, 14:13
العز بن عبدالسلام فهو عند بعض الحزبين والتكفريين مقدس عندهم غاية التقديس ويعتبرونه قدوة ويقتدون به ويقيمون الندوات والمحاضرات من أجله بل ويضيعون الأعمار في الكتابة عن جهوده، بل ويعتبرونه من طراز الإمام مالك والامام أحمد ، وما ذلك إلا لأنه – بزعمهم واجه الحكام- فمن واجه الحكام عندهم فهو الإمام المقدس الذي لا يجوز التكلم عليه ، وذلك لأنه يوافقهم على منهجهم التكفيري.

و عند الصوفية له كرامات كثيرة وصاحب طريقة
اذ كان العز ابن عبدالسلام مفتونا بالرقص والوجد على طريقة الصوفية ، وله مصنفات في تأييد التصوف والرقص والسماع، بل قد لبس الخرقة على طريقة المتصوفة على يد الصوفي الكبير السهروردي.
قال الإمام الذهبي رحمه الله : (( قال قطب الدين : كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار. يحضر السماع ويرقص)) . العبر (3/299).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في ترجمة العز :
(( له كرامات كثيرة ولبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردي.
وكان يحضر عند الشيخ أبي الحسن الشاذلي ، ويسمع كلامه في الحقيقة ويعظمه)). [حسن المحاضرة (1/273) دار الكتب العلمية]

وأن ما يذكر من صولته على الحكام والحراج عليهم في الأسواق لا يبعد أن يكون من أساطير وأكاذيب الصوفية ، فهم قد ملأوا كتبهم بالأكاذيب والترهات.

أما عن موقفه تجاه الحكام في عصره فأكثره أولا يحتاج إلى إثبات عنه ،و يستشف من تأليبه للحكام على أهل السنة الحنابلة - رحمهم الله - أن هناك علاقة وطيدة بينه وبين الحكام ،
بل ان العز بن عبد السلام يدعوا السلطان إلى تعزير أهل السنة وتبديعهم فيقول: ((الذي نعتقده في السلطان أنه إذا ظهر له الحق يرجع إليه وانه يعاقب من موّه الباطل عليه وهو أولى الناس بموافقة والده السلطان الملك العادل تغمده الله برحمته ورضوانه فإنه عزر جماعة من أعيان الحنابلة المبتدعة تعزيراً بليغاً رادعاً وبدّع بهم وأهانهم)) الطبقات (8/230)

بتصرف

lmd1985
2015-02-27, 11:40
موضوع قيم رحم الله العز بن عبد السلام

صهيب رائع
2015-03-09, 11:45
العز بن عبدالسلام فهو عند بعض الحزبين والتكفريين مقدس عندهم غاية التقديس ويعتبرونه قدوة ويقتدون به ويقيمون الندوات والمحاضرات من أجله بل ويضيعون الأعمار في الكتابة عن جهوده، بل ويعتبرونه من طراز الإمام مالك والامام أحمد ، وما ذلك إلا لأنه – بزعمهم واجه الحكام- فمن واجه الحكام عندهم فهو الإمام المقدس الذي لا يجوز التكلم عليه ، وذلك لأنه يوافقهم على منهجهم التكفيري.

و عند الصوفية له كرامات كثيرة وصاحب طريقة
اذ كان العز ابن عبدالسلام مفتونا بالرقص والوجد على طريقة الصوفية ، وله مصنفات في تأييد التصوف والرقص والسماع، بل قد لبس الخرقة على طريقة المتصوفة على يد الصوفي الكبير السهروردي.
قال الإمام الذهبي رحمه الله : (( قال قطب الدين : كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار. يحضر السماع ويرقص)) . العبر (3/299).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في ترجمة العز :
(( له كرامات كثيرة ولبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردي.
وكان يحضر عند الشيخ أبي الحسن الشاذلي ، ويسمع كلامه في الحقيقة ويعظمه)). [حسن المحاضرة (1/273) دار الكتب العلمية]

وأن ما يذكر من صولته على الحكام والحراج عليهم في الأسواق لا يبعد أن يكون من أساطير وأكاذيب الصوفية ، فهم قد ملأوا كتبهم بالأكاذيب والترهات.

أما عن موقفه تجاه الحكام في عصره فأكثره أولا يحتاج إلى إثبات عنه ،و يستشف من تأليبه للحكام على أهل السنة الحنابلة - رحمهم الله - أن هناك علاقة وطيدة بينه وبين الحكام ،
بل ان العز بن عبد السلام يدعوا السلطان إلى تعزير أهل السنة وتبديعهم فيقول: ((الذي نعتقده في السلطان أنه إذا ظهر له الحق يرجع إليه وانه يعاقب من موّه الباطل عليه وهو أولى الناس بموافقة والده السلطان الملك العادل تغمده الله برحمته ورضوانه فإنه عزر جماعة من أعيان الحنابلة المبتدعة تعزيراً بليغاً رادعاً وبدّع بهم وأهانهم)) الطبقات (8/230)

بتصرف



صهيب رائع: والله ليعجب المرء من تدليس المدلسين يا أخي, ينقلون قصصا مبهرجة مليئة بالادعاءات والخزعبلات دون احاطتنا بمصادرها على الاقل. لا يحتاج المرء الى جهد كبير حتى يعلم هدف هذه القصة المفبركة الغبية وذالك بقراءة هذه الجملة الحمقاء ;"فأصبح الامر أشبه بمظاهرة ضد الحكومة" !!!!! أصحاب العقول في راحة