تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحوال الغارقين لكن ليس في البحر


محب السلف الصالح
2011-03-17, 12:37
أحوال الغارقين
ما أكثر الغارقين في الشهوات والملذات، يرتوون منها ويعمون عن مفاسدها وأكدارها، وتناسوا أن لهم أعماراً وآجالاً معدودة،

وتناسوا أن الدنيا دار ممر والآخرة هي المستقر، فيا حسرة عليهم، وليتهم يعلمون حقيقة ما هم فيه لعلهم يتوبون إلى الله.
من هم الغارقون؟
حديثنا ليس عن الغارقين في البحار والأنهار، فأولئك إن كانوا صالحين كانوا شهداء بإذن العزيز الغفار،

ولكن حديثنا رسالة إلى الغارقين في الشهوات والملذات، يرتوون منها وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا،

تناسوا أن الدنيا دار ممر وامتحان، وبعدها جزاء وحساب، ووقفة تشيب لها الولدان أمام خالق الكون وجبَّار الأرض والسماء.

إنها رسالة إلى التائهين الذين ارتسمت على وجوههم مسحة البؤس والضياع بسبب إغراقهم في الذنوب والمعاصي

التي أعمت قلوبهم وأنقصت عقولهم وأزالت عنهم النعم وأحلت بهم النقم. قال سعيد بن المسيب :

ما أكرم العباد أنفسهم بمثل طاعة الله عز وجل، ولا أهانوا أنفسهم بمثل معصية الله عز وجل.

إنها رسالة إلى الذين ليس لهم هدف في الحياة إلا إشباع الغرائز والشهوات، وهم على ما هم فيه من ذل المعصية والهوان

تراهم يجاهرون بأفعالهم وعصيانهم وتمردهم على أوامر الله، غاب عن حسهم قوله صلى الله عليه وسلم:

(كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، قال سبحانه:

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].

إنهم يغرقون وهم لا يشعرون! يسيرون في طريق أوله خزي وعار وآخره جهنم وبوار،
قبل أن ننطلق لسماع أحوالهم وأخبارهم أوجه كلمه للذين ركبوا سفينة النجاة، فأقول:

تعالوا نتعاون على إنقاذ هؤلاء فهم بحاجة إلى قلوب رحيمة،

و (الراحمون يرحمهم الرحمن) إنهم بحاجة إلى كلمة طيبة،

(الكلمة الطيبة صدقة) إنهم بحاجة إلى ابتسامة صادقة،

و (تبسمك في وجه أخيك صدقة)

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159]. ......


أحوال الغارقين
فهيا نسمع بعضاً من أحوال الغارقين: ....
السفر إلى الخارج وراء الشهوات والملهيات

ليلهم ونهارهم سواء يظنون أن السعادة في لذة وشهوات وفي سفر ومغامرات

، اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ [المجادلة:19].

يستيقظ الواحد منهم قبل الفجر لموعد طائره وسفر وسياحة ولا يستطيع أن يستيقظ لصلاة الفجر،

مع أن التخلف عن صلاة الفجر من علامات المنافقين، تراهم في الملاعب يجوبونها طولاً وعرضاً خلف الكرة ولا يقوون على أداء الصلاة،

ولا تراهم في صفوف المصلين رغم أن المسجد لا يبعد عنهم سوى خطوات، قال جل في علاه

عن محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29]

وقال صلى الله عليه وسلم: (اكلفوا من العمل ما تطيقون، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) إنك لن تتقرب إلى الله بقربة أعظم من المحافظة على الصلاة.

إذا حزبك أمر يدك الجبال فتذكر (أرحنا بها يا بلال) واعلم أنه ما سُميت الصلاة صلاة إلا لأنها تصل بفاعلها والمحافظ عليها إلى الجنة،

وتصل بتاركها والمتهاون فيها إلى النار، فأي طريق تريد؟ قال ابن تيميه قدس الله روحه:

حدثني بعض المشايخ أن بعض ملوك فارس قال لشيخ رآه قد جمع الناس على رقص وغناء:

يا شيخ! إن كان هذا هو طريق الجنة فأين طريق النار؟
إشغال أوقاتهم في اللهو والغناء

من أحوال الغارقين: أوقاتهم لهو ولعب، غناء وطرب، لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرون منكراً،

يعرفون أسماء المغنين والمغنيات، والساقطين والساقطات، بل ويعرفون ميولهم ورغباتهم وأخبارهم،

بل ربما يعرفون أسماء زوجاتهم وأبنائهم، ولا يعرفون سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه

وسيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين. يقرءون الصحف والمجلات وينفقون في سبيلها عشرات بل قل مئات،

ولا يقرءون القرآن ولا حتى لحظات، تراهم عند الإشارات قد رفعوا أصوات مكبرات السيارات على موسيقى وألحان،

وهي مزامير الشيطان، تهتز أجسادهم طرباً ونشوة لذلك، ولا يهتز لهم قلب عند سماع القرآن، قال الله للشيطان:

وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [الإسراء:64]،

قال صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف).

قال ابن القيم رحمه الله وهو يرد على أهل الغناء: ألا قل لهم قول عبد نصوح وحق النصيحة أن تُستمع

متى علم الناس في ديننا بأنَّ الغنا سنة تُتبع وأنَّ يأكل المرء أكل الحمار ويرقص في الجمع
حتى يقع جراحات أمتنا في كل مكان في فلسطين وأفغانستان والشيشان وهؤلاء يمسون ويصبحون على الألحان.
ها هو الأقصى يلوك جراحه والمسلمون جموعهم آحاد دمع اليتامى فيه شاهد ذلة وسواد أعينهن فيها حداد

يا ويحنا ماذا أصاب شبابنا أوما لنا سعد ولا مقداد

المجاهدون يبيتون على أصوات المدافع والدبابات، وهؤلاء ييبتون على أصوات المغنين والمغنيات،

إنهم يغرقون وهم لا يشعرون!

كلمات مبعثرة
2014-06-10, 22:43
جزاك الله كل خير فعلا مااكثر الغارقين

كلمات مبعثرة
2014-06-10, 22:45
سبحان الله الان انتبهت اني اول من يرد على موضوع كتب من اربع سنوات مع انه موضوع في غاية الاهمية

abedalkader
2014-06-11, 19:30
من أحوال الغارقين: أوقاتهم لهو ولعب، غناء وطرب، لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرون منكراً،

يعرفون أسماء المغنين والمغنيات، والساقطين والساقطات، بل ويعرفون ميولهم ورغباتهم وأخبارهم،

بل ربما يعرفون أسماء زوجاتهم وأبنائهم، ولا يعرفون سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه
.....................................
اذكر يوما ان اصحاب الجلد المنفوخ
من افراد لا عبي الفريق الونطي
قد عزم لهم بل على شرف الدولة مطرب ليشحذ هممهم
وبطرياتهم لكي
يكونوا اكثر استعدادا
لكاس التعالم
ورفع رايتو الوطن عاليا وتمثيلنا احسن تمثيل
كما مثلنا ولا زال ذاك الماجن عفوا الماجد

اسامة
2014-06-11, 20:22
و ساكون الشخص الثالث الذي يرد على موضوع كتب منذ اربع سنوات
بارك الله فيك و جزاك خيرا ان شآء الله
اللهم من جعلك ملاذا فلن يضيع
و من اعتصم بك فقد يهدى

رملة قسنطينة
2014-06-11, 22:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك

⋟صقر☬الأندلس⋞
2014-06-13, 11:06
أدعوا الله لنا بالهداية و الاستقامة ، كل من يمر بهذا الموضوع ، و بردّي هذا بالخصوص ، لا ينساني بالدّعاء في سجوده ، خاصّة و نحن في يوم الجمعة المبارك .