تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى سبحان الله؟؟؟


امين صالح
2011-03-15, 10:27
ما معنى " سبحان الله" ؟
تقولها في صلاتك و في غيرها:
" سبحان الله"
ترى هل تعرف معناها ؟
"سبحان الله" تعني:
"أنزهك عن كل نقص أو عيب"
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة التسبيح " سبحان الله " تتضمن أصلا عظيما من أصول التوحيد ، وركنا أساسيا من أركان الإيمان بالله عز وجل ، وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة .
وأصلها اللغوي يدل على هذا المعنى ، فهي مأخوذة من " السَّبْح " : وهو البُعد :
يقول العلامة ابن فارس : " العرب تقول : سبحان مِن كذا ، أي ما أبعدَه . قال الأعشى :
سُبحانَ مِنْ علقمةَ الفاخِر أقولُ لمّا جاءني فخرُهُ
وقال قوم : تأويلُهُ عجباً له إِذَا يَفْخَر . وهذا قريبٌ من ذاك ؛ لأنَّه تبعيدٌ له من الفَخْر " انتهى.
"معجم مقاييس اللغة" (3/96)
فتسبيح الله عز وجل إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به نقصا ، أو تنسب إليه شرا ، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون .
وبهذا المعنى جاء السياق القرآني :
قال تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91
( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ . سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الصافات/158-159
( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الحشر/23
ومنه أيضا ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/384) عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل - قال : ( وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ ) صححه الألباني في صحيح الجامع (4782) ومحققو المسند .
وقد روى الإمام الطبراني في كتابه "الدعاء" مجموعة من الآثار في تفسير هذه الكلمة ، جمعها في باب : " تفسير التسبيح " (ص/498-500) ، ومما جاء فيه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما :
" سبحان الله " : تنزيه الله عز وجل عن كل سوء .
وعن يزيد بن الأصم قال :
جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال :
" لا إله إلا الله " نعرفها : لا إله غيره ، و " الحمد لله " نعرفها : أن النعم كلها منه ، وهو المحمود عليها ، و " الله أكبر " نعرفها : لا شي أكبر منه ، فما " سبحان الله " ؟
قال : كلمة رضيها الله عز وجل لنفسه ، وأمر بها ملائكته ، وفزع لها الأخيار من خلقه .
وعن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن " سبحان الله " ، فقال : تعظيم جلال الله .
وعن مجاهد قال :
التسبيح : انكفاف الله من كل سوء .
وعن ميمون بن مهران قال :
" سبحان الله " : تعظيم الله اسم يعظم الله به .

وعن الحسن قال :
" سبحان الله " : اسم ممنوع لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحله .

وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى :
" سبحان الله " : تنزيه الله وتبرئته .
وقال الطبراني : حدثنا الفضل بن الحباب قال : سمعت ابن عائشة يقول :
العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت : " سبحان " ، فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ، والتعظيم ، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (16/125)

ثانيا :

أما معنى ( وبحمده ) فهي - باختصار – تعني الجمع بين التسبيح والحمد ، إما على وجه الحال ، أو على وجه العطف ، والتقدير : أسبح الله تعالى حال كوني حامدا له ، أو أسبح الله تعالى وأحمده .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( وبحمده )
قيل : الواو للحال ، والتقدير : أسبح الله متلبسا بحمدي له [أي : محافظا ومستمسكا] من أجل توفيقه.
وقيل : عاطفة ، والتقدير : أسبح الله وأتلبس بحمده ...
ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم ، والتقدير : وأثني عليه بحمده ، فيكون سبحان الله جملة مستقلة ، وبحمده جملة أخرى .
وقال الخطابي في حديث : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ) أي : بقوتك التي هي نعمة توجب علي حمدك ، سبحتك ، لا بحولي وبقوتي ، كأنه يريد أن ذلك مما أقيم فيه السبب مقام المسبب
"فتح الباري" (13/541) ، وانظر " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/457)

marin17
2011-03-15, 10:49
جزاك الله خيرا

حفِيدةُ الشُّهدآءْ
2011-03-15, 10:51
http://www.alashraf.ws/up/download.php?img=14596

HABOBA-
2011-03-15, 11:59
http://www.binbaz.org.sa/files/images/01_0.jpg

ترشه عمار
2011-03-15, 18:48
أسْع‘ـدَ الله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
وأنَــــآرَ دَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..

يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ
المُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~

شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
تَقَبِلْ تَوآإجِدِي ..
دُمتَ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ..}

امين صالح
2011-03-17, 20:23
جزاك الله خيرا

http://www.alashraf.ws/up/download.php?img=14596

http://www.binbaz.org.sa/files/images/01_0.jpg

أسْع‘ـدَ الله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
وأنَــــآرَ دَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..

يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ
المُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~

شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
تَقَبِلْ تَوآإجِدِي ..
دُمتَ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ..}

http://i54.tinypic.com/n5pt7a.jpg

حمزة حاجي
2011-03-17, 20:30
شكرا على المعلومات القيمة

الحسين بن فرج
2011-03-17, 20:42
شكرا جزيلا وبارك الله فيك على الشرح

امين صالح
2011-03-17, 20:50
شكرا على المعلومات القيمة

شكرا جزيلا وبارك الله فيك على الشرح

http://i54.tinypic.com/33e76he.gif

sandy belle
2011-03-17, 20:55
http://www.osrah.net/forum/uploaded/2515/51203018545.gif

امين صالح
2011-03-17, 22:02
http://www.osrah.net/forum/uploaded/2515/51203018545.gif

http://i54.tinypic.com/33e76he.gif

محب السلف الصالح
2011-05-29, 22:11
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d22a8947c8ddca2c02ecc1af4cd0f9ea.gif

امين صالح
2011-05-29, 22:27
http://www.muslmah.net/imgpost/11/d22a8947c8ddca2c02ecc1af4cd0f9ea.gif



تشرفت بمرورك اخي عياد

مبْدِعَـﮧْ حَتَّى فِي ـأَخْطَآْئِي
2011-05-30, 12:15
بارك الله فيك وجزاك خيرا ان شاء الله

geographe
2011-05-30, 15:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
الحمد لك يا رب حتى ترضى الحمد لك يا رب إذا رضيت الحمد لك يا رب بعد الرضى
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Amira.12
2011-05-30, 15:28
جزااك الله كل خير بارك الله فيك

شعيب22
2011-05-30, 17:32
بارك الله فيك اخي

mourad05
2011-05-30, 17:37
بارك الله فيك وجزاك كل الخير

ayaat4
2011-05-30, 17:44
[جزاك الله خيرا

تنوير
2011-05-30, 17:50
بارك الله فيك

امين صالح
2011-05-30, 18:26
بارك الله فيك وجزاك خيرا ان شاء الله

http://i56.tinypic.com/2191js0.gif

امين صالح
2011-05-30, 18:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

الحمد لك يا رب حتى ترضى الحمد لك يا رب إذا رضيت الحمد لك يا رب بعد الرضى

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم







http://i56.tinypic.com/2191js0.gif

امين صالح
2011-05-30, 18:34
جزااك الله كل خير بارك الله فيك
http://i56.tinypic.com/2191js0.gif

امين صالح
2011-05-30, 19:00
بارك الله فيك

http://i56.tinypic.com/2191js0.gif

امين صالح
2011-05-30, 19:02
بارك الله فيك اخي

بارك الله فيك وجزاك كل الخير

[جزاك الله خيرا

http://i56.tinypic.com/2191js0.gif

علي الجزائري
2011-05-30, 23:01
قال الشيخ عبد الرزّاق البدر حفظه الله تعالى :

وبه يتبيّن أنَّ تسبيحَ الله إنَّما يكون بتبرئة الله وتنزيهه عن كلِّ سوء وعيبٍ، مع إثبات
المحامد وصفات الكمال له سبحانه، على وجهٍ يليقُ به، أمَّا ما يفعله المعطِّلةُ من أهل البدع
كالمعتزلة وغيرهم من تعطيل للصفات وعدم إثبات لها وجحدٍ لحقائقها ومعانيها
بحجة أنَّهم يسبِّحون الله وينزِّهونه، فهو في الحقيقة ليس من التسبيح في شيء، بل هو إنكارٌ
وجحودٌ، وضلالٌ وبهتانٌ، ولذا يقول ابن هشام النحوي في كتابه مغني اللبيب:
"ألا ترى أنَّ تسبيحَ المعتزلة اقتضى تعطيل كثير من الصفات".

ويقول ابن رجب رحمه الله في معنى قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} أي:
"سبِّحه بما حمد به نفسه؛ إذ ليس كلُّ تسبيحٍ بمحمود، كما أنَّ تسبيح المعتزلة يقتضي تعطيل كثير
من الصفات".وقوله رحمه الله: "إذ ليس كلُّ تسبيح بمحمود" كلامٌ في غاية الأهميَّة والدقَّة؛
إذ إنَّ تسبيح الله بإنكار صفاته وجحدها وعدم إثباتها أمرٌ لا يُحمد عليه فاعله، بل يُذمُّ غايةَ الذمِّ،
ولا يكون بذلك من المسبِّحين بحمد الله، بل يكون من المعطّلين المنكرين الجاحدين، من الذين
نزّه الله نفسه عن قولهم ووصفهمبقوله تعالى:
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}.
فسبّح الله نفسه عمّا وصفه به المخالفون للرسل وسلَّم على المرسلين لسلامة ما قالوه في الله من النقص والعيب.

إنَّ تسبيحَ الله وتنزيهَه وتقديسَه وتعظيمَه يجب أن يكون وفق الضوابط الشرعيّة،
وعلى ضوء الأدلّة النقليّة، ولا يجوزبحال أن يُبنى ذلك على الأهواء المجرّدة، أو الظنون الفاسدة،
أو الأقيسة العقليّة الكاسدة كما هو الشأن عند أرباب البدع المعطّلين لصفاتالربّ سبحانه، ومن كان
يعتمد في باب التعظيم على هواه بغير هدى من الله،فإنَّه يزِلُّ في هذا الباب ويقع في أنواع من الباطل
وصنوف من الضلال. جاء عن عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله وقد ذُكر عنده أنَّ الجهميّة ينفون
أحاديث الصفات، ويقولون: الله أعظم من أن يوصف بشيء من هذاأنَّه قال: "قد هلك قوم من وجه
التعظيم فقالوا: الله أعظم من أن ينزل كتاباً أو يرسل رسولاً ثم قرأ:
{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ} ثم قال:
هل هلكت المجوس إلاّ من جِهة التعظيم ؟ قالوا: الله أعظم من أنْ نعبُدَه، ولكن نعبدُ من هو أقربُ إليه منّا،
فعبدوا الشمس وسجدوا لها، فأنزل الله عز وجل:
{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى}وفي كلامه هذا رحمه الله إشارة
إلى أنّ التعظيم والتنزيهَ إنْ لم يكن على هديِ الكتاب والسنة فإنّه يكون غاية التعطيل، ومنتهى الجحود
والعياذ بالله، ومن يتأمّل حالَ الطوائف الضالّة والفرق المنحرفة التي سلكت في التنزيه والتعظيم
هذا الطريق يجد أنهملم يستفيدوا من ذلك سوى التنقّص لربّ العالمين وجحد صفات كماله ونعوت جلاله،
حتى آل الأمر ببعضهم في التنزيه إلى الاعتقاد بأنّه ليس فوق العرش إله يُعبد ولا ربٌّ يُصلى له ويُسجدُ
تعالى الله عمّا يقولون،وسبحان الله عمّا يصفون.إنّ التسبيحَ طاعةٌ عظيمةٌوعبادةٌ جليلةٌ، والله تبارك وتعالى
يحبُّ المسبّحين، والواجب على عبد الله المؤمن أن يكون في تسبيحه لربّه على هديٍ مستقيمٍ،فيُسبّح الله وينزّهه
عن كلِّ ما لا يليقُ به من النقائص والعيوب ويُثبتُ له مع ذلك نعوتَ جلاله وصفات كماله،ولا يتجاوزُ
في ذلك كلِّه كتاب الله وسنّةرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمام أحمد رحمه الله:
"لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسولُه صلى الله عليه وسلم لا يُتجاوَزُ القرآن والحديث".
ومن كان على ذلك فهو على هدي قويمٍ، وعلى صراطٍ مستقيمٍ.

فقه الأدعية و الأذكار م 1 ص 220

جواهر الجزائرية
2011-05-31, 06:59
فتَسبيحُ اللَّه أصلٌ عظيمٌ من أصولِ التَّوحيد، ورُكنٌ أساسيٌّ من أركان الإيمان بالله - عزَّ وجلَّ وإثبات الأسماء الحُسنَى والصِّفات العُلى، وذكر عظيمٌ لِله تعالى لا يصلُح لغيره.

والتَّسبيح تبرئة اللهِ من السُّوءِ، وتَنْزِيهُهُ عَنْ كُلِّ ما لا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ به، وليس معنَى هذا أنَّه عدَمٌ مَحض ولا يتضمَّن مدحًا، بل إنَّه متضمِّن لكمالِ ضدِّ المنفيّ الذي ينزَّه اللهُ عنه.

قال شيخ الإسلام ابْنُ تيمية في "مجموع الفتاوى": "الأمْرُ بِتَسبيحِه يقتضي أيضًا تنزيهَه عن كُلِّ عيبٍ وسُوء وإثباتَ صفاتِ الكَمال له؛ فإنَّ التَّسبيحَ يقتضي التنزيهَ والتَّعظيمَ، والتَّعظيمُ يَستلزِمُ إثباتَ المَحامِد التي يُحمَد عليها، فيقتضي ذلك تنزيهَه وتَحميدَه وتكبيرَه وتوحيدَه.

قال ابنُ أبي حاتم: حدَّثنا أبي ثنا ابن نفيل الحرَّاني ثنا النَّضر ابن عربي قال: سأل رجلٌ ميمونَ بْنَ مهران عن "سبحان الله" فقال: "اسم يعظَّم اللهُ به ويُحاشَى بهِ من السّوء".

وقال: حدَّثنا أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن حجاجٍ عن ابْنِ أبي مليكة عن ابنِ عبَّاس قال: "سبحان" قال: تنزيهُ اللهِ نفسَه من السُّوء ...

وقد جاء عن غير واحدٍ من السَّلف، مثل قول ابنِ عبَّاس: "إنه تنزيهُ نفسِه من السوء"، ورُوِي في ذلك حديثٌ مُرسلٌ وهو يقتضي تنزيهَ نفسِه من فِعْلِ السَّيِّئات، كما يَقتَضِي تنزيهَه عن الصِّفاتِ المَذمومة، ونفيُ النَّقائصِ يَقتضي ثُبوت صِفات الكَمال وفيها التعظيم كما قال ميمون بن مهران: "اسم يعظَّم الله به ويُحاشَى به من السوء".

وروى عبدُ بن حُميد: حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عثمان بن عبدالله بن موهب عن موسى بن طلحة قال: سُئِلَ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلم - عن التَّسبيحِ فقال: ((إنزاهُه عن السُّوء))". اهـ.

وقال في "منهاج السنة النبوية": "وهذا أصل مستمرّ وهو أنَّ العدم المَحْضَ الذي لا يتضمَّن ثبوتًا: لا مَدْحَ فيه ولا كمال؛ فلا يَمْدَح الرَّبُّ نفسَه به بل ولا يَصِفُ نفسَه به، وإنَّما يصِفُها بالنَّفي المتضمِّن معنى ثبوتٍ؛ كقوله: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}، وقولِه: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}، وقولِه: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} ، وقولِه: {وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة: 255]، وقولِه: {لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ} [سبأ: 3]، وقوله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38]، ونحو ذلك من القضايا السلبيَّة التي يصِفُ الرَّبُّ تَعالى بِها نفسَه، وأنَّها تتضمَّن اتِّصافَه بصفاتِ الكمال الثُّبوتيَّة مثل كمال حياته وقيوميَّتِه ومُلكه وقُدرته وعِلمه وهِدايته وانفِراده بالرُّبوبية والإلهيَّة ونَحو ذلك، وكل ما يُوصَف به العدم المحض فلا يَكونُ إلا عدما مَحضًا، ومعلومٌ أنَّ العدم المحْض يُقالُ فيه إنَّه لا يُرى فعُلِمَ أنَّ نَفي الرُّؤية عدمٌ مَحض، ولا يُقال في العدم المحض لا يُدْرَك وإنَّما يُقال هذا فيما لا يدرك لعَظَمَتِه لا لعدمه، وإذا كان المنفي هو الإدراك فهو - سبحانه وتعالى - لا يُحاط به".

وقال ابن القيّم في "حادي الأرواح": "وإنَّما يُمدح الرَّبُّ - تبارك وتعالى - بالعدم إذا تضمَّن أمرًا وجوديًّا؛ كتمدُّحه بنفْيِ السِّنَة والنَّوم المتضمِّن كمال القيوميَّة، ونفْيِ الموتِ المتضمِّن كمالَ الحياة، ونفْيِ اللغوب والإعياءِ المتضمِّن كمال القُدرة، ونفْيِ الشَّريك والصَّاحبة والولَدِ والظَّهير المتضمِّن كمال ربوبيَّته وإلهيتة وقَهْره، ونفْيِ الأكْلِ والشُّرب المتضمِّن كمالَ الصَّمديَّة وغِناه، ونفْيِ الشَّفاعة عنده بدونِ إذْنِه المتضمِّن كمال توحيدِه وغناه عن خلْقِه، ونَفْيِ الظُّلم المتضمِّن كمالَ عدله وعلمه وغناه، ونفْيِ النِّسيانِ وعُزوبِ شيءٍ عن عِلْمِه المتضمِّن كمالَ عِلْمِه وإحاطَتِه، ونَفْيِ المِثْلِ المتضمِّن لكمال ذاتِه وصفاتِه، ولهذا لم يتمدَّح بعدمٍ مَحضٍ لا يتضمَّن أمرًا ثبوتيًّا، كما كان المعنى في قوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} [يونس: 61] أنَّه يعلم كل شيء، وفي قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38] أنَّه كامل القدرة، وفي قوله: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49] أنَّه كامل العدل، وفي قوله: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: 255] أنَّه كاملُ القيّوميَّة".

وما ذكرناه هو معنَى التَّسبيح عند أهْلِ السُّنَّة والجماعة، أمَّا التَّسبيحُ عند الفِرق الضالة كالمعتزلة والأشاعرة ومَن لفَّ لفَّهم وضلَّ ضلالَهم فعَدَمٌ ونَفْيٌ مَحض، بلْ وتَستلْزِمُ عندَهُم تحريفًا وتعطيلاً وإنكارَ صفاتِه وجَحْدِها، فعلى قولهم الباطل يكون التَّسبيح غيْر مَحمود بل يُذمُّ غايةَ الذَّمِّ - تعالى الله عما يقولون علوا عظيما - فالتَّسبيحِ عندهم إنكارٌ وجحودٌ وضلالٌ ومُباهتة.

وقال ابن رجب في معنى التسبيح: "سبِّحه بِما حمِد به نفسَه، إذْ ليس كلُّ تسبيح بِمحمود، كما أنَّ تسبيح المعتزلة يقتضي تعطيلَ كثيرٍ من الصِّفات" اهـ.
وقال ابن القيم في "حادي الأرواح": "فلو أَرِيدَ بها نفْيُ الصِّفات لكان العدم المَحض أوْلَى بِهذا المدحِ منه، مع أنَّ جَميع العُقلاءِ إنَّما يفهمونَ من قَوْلِ القَائل: فلان لا مثلَ له، وليس له نظيرٌ ولا شبيهٌ ولا مثل: أنَّه قد تميَّز عن النَّاس بأوصافٍ ونعوتٍ لا يُشاركونه فيها، وكلَّما كثُرتْ أوصافُه ونعوتُه فاتَ أمثالَه، وبعُدَ عن مشابَهة أضرابِه؛ فقولُه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] مِن أدلِّ شيءٍ على كثرةِ نُعوتِه وصِفاته، وقولُه: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]" اهـ.

هذا؛ ومعنى التَّسبيح في اللغة دائرٌ على ما ذكرْنا؛ قال سيبويه في "الكتاب": زَعَمَ أبو الخطَّاب أنَّ "سبحان الله" كقولِك: براءة الله من السوء، كأنَّه يقول: "أبرئ" براءة الله من السُّوء، وزعم أنَّ مِثْلَه قول الشَّاعر، وهو الأعْشَى:

أَقُولُ لَمَّا جَاءَنِي فَخْرُهُ سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِ


وقال ابْنُ فارس في "مقاييس اللغة": "العرب تقول: سبحان مِن كذا، أي ما أبعدَه"،، والله أعلم.


إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد
جزاكم الله خيرا

أَمِيرَةُ الأَوْرَآسْ
2011-05-31, 11:18
شكرا جزيلا

امين صالح
2011-05-31, 16:58
السلام عليكم ،
شكرا على اضافة اخي علي الجزائري و جعلها الله في ميزان حسناتك إنشاء الله

امين صالح
2011-05-31, 17:01
جزاكي الله خير انشاء الله ، اختي جواهر

شكرا على المرور و الإضافة

mohamed19
2011-05-31, 17:28
بارك الله فيك

mohamed19
2011-05-31, 17:29
بارك الله فيك

امين صالح
2011-05-31, 18:19
شكرا جزيلا

http://i56.tinypic.com/33c9qac.gif

امين صالح
2011-05-31, 18:20
بارك الله فيك

بارك الله فيك


http://i56.tinypic.com/33c9qac.gif