مواطن فقط
2011-03-12, 17:11
..رعشة من آخر ورود الربيع الذابلة..عن أول جمرات اليأس ..عن ضجيج الفراغ والسأم ..ثقل التبدد بين أزقة الضياع ،والذوبان في اللاوعي ..حتى الثمالة...
..عن عين ملأها الدمع دون انهمار..تقوقع في الظلمة غير مرحب به..أو مرحب ولايدري..عن مرارة طعم السيجار والشعلة وسط الظلام ..تستفز الظلام..
حملته أكفان الطيش إلى هناك...إلى ثنايا ظلمة...ذات ليل في قلب الصحراء ..أشرعة منسية تتفتح في بؤرة تيه ..ليلة في ملهى أشقياء الليل..
على الهامش عالم ضبابي تغور فيه كل الألوان...يستسلم فيه لدوامة لحن تشردت الخيبة بين أضلعه وأوتاره الصاخبة...تترنح الكلمة تائهة بين الأنة والوجع..خارج مدارات الوعي ..تلتقي هوامش الناس على رصيف..فسيفسائي خلف الخط الأحمر.. أوراق ساقطة من ذاكرة الدمع الجامد..
إلى هناك أخذته موجة من الشاطئ الاسود ..يلمحها..وسط الموج متمايلة..تترنح على لحن صاخب من أغنية مبتذلة...
تتبعت عيونه رقصتها الخرافية ..لم يكن وحده..كل العيون إليها تتلهف بشوق ورغبة.. تعرف أنها نجمة في ليل ساهر...تزيد حدة زاوية الميل ..وتزداد الصرخات المكبوتة في الداخل...
بعد حين ..تقلبتها أيدي المفاوضة ..حتى وصلت إليه..على خلافهم....لم يفاوضها على هوى....فاوضها على حكاية...
تأملت وجهه مندهشة..وأطلقت ضحكة ...وهل تهتم؟ منذ ست سنوات على هذا المنحدر لم أسمع شيئا كهذا..
ثم بعد زفرة..أنت أصغر من أن تستوعب الحكاية...
انزوت به ..غسلت مظاهر البهرجة عن وجه تكشف بعدها ..عن جمال آسر ..عن براءة عصرتها أيدي الرذيلة ..عيون خضراء وسط جفاف الصحراء ..ملامح عذبة وكأن الليل لم ينكل بكل تلك التفاصيل الدقيقة....
أخدت كل الكلام دون ترتيب ..وبقي يرقب انفراج الشفة وحركة العيون..
عن الخلف وألف غصة في الخلف..عن الحبيب الغادر وغفلة البراءة ..خنجر الأهل المتحفز في الصدر..ثمرة الخطيئة والهروب مثل كل حكايات الليل ..تتشابه خيوط الحزن وتختلف تفاصيل الغفلة والتيه..
تذكرت أنها يوما ما ..كانت هناك تحتفي بورود الصبا ..ماتزال تحن لبسمة الأم ..وجلال وجه الأب..ضحكات الطفولة..بنت مثل كل البنات في الخلف لاتداري صحوتها بالسطل ..بحر هجرته الشواطيء ..وعطبت سفنه عن الرسو....
هناك ..وآآه على هناك.. والثوب المزركش الصغير وعرائس القراقوز..والضفائر الجميلة لدمية تقلبها كما تشاء ..كل مساء..ماأصغر اللحظة الهاربة التي تقسم خط الحياة بين عالمين...
صدر محموم بأوجاع الليل ..لا ينتظر غذا على عتبات الصبح ...السطل بلا هوادة ..بين ذئاب الليل ..الذوبان في فنجان يرفع أشرعة التيه للسفر كل يوم إلى صفاء خرافي صاخب..
عن الإهانة المستمرة التي تقابلها ابتسامة مستمرة ..عن الكرامة وحس الكرامة المنسي كل يوم على فراش الرذيلة الرث..
يأخذ نفسا من سيجاره..يتابع سحابة الدخان بملل....تسند رأسها إلى كتفه ..كانت خيوط الفجر ترسل تباشيرها بضجر..
عرف -حتى ولو دارى -أنّ مكانه بعيد عن هناك..
هل تعود ؟
نعم
لا ..لن تعود ...
متحديا ثقتها..بل سأعود..
ولم يعد...بعد أعوام مر من هناك ..حانت منه التفاتة إلى المكان ابتسم ...كانت سنوات ضياعه قد أفلت..
__________________
..عن عين ملأها الدمع دون انهمار..تقوقع في الظلمة غير مرحب به..أو مرحب ولايدري..عن مرارة طعم السيجار والشعلة وسط الظلام ..تستفز الظلام..
حملته أكفان الطيش إلى هناك...إلى ثنايا ظلمة...ذات ليل في قلب الصحراء ..أشرعة منسية تتفتح في بؤرة تيه ..ليلة في ملهى أشقياء الليل..
على الهامش عالم ضبابي تغور فيه كل الألوان...يستسلم فيه لدوامة لحن تشردت الخيبة بين أضلعه وأوتاره الصاخبة...تترنح الكلمة تائهة بين الأنة والوجع..خارج مدارات الوعي ..تلتقي هوامش الناس على رصيف..فسيفسائي خلف الخط الأحمر.. أوراق ساقطة من ذاكرة الدمع الجامد..
إلى هناك أخذته موجة من الشاطئ الاسود ..يلمحها..وسط الموج متمايلة..تترنح على لحن صاخب من أغنية مبتذلة...
تتبعت عيونه رقصتها الخرافية ..لم يكن وحده..كل العيون إليها تتلهف بشوق ورغبة.. تعرف أنها نجمة في ليل ساهر...تزيد حدة زاوية الميل ..وتزداد الصرخات المكبوتة في الداخل...
بعد حين ..تقلبتها أيدي المفاوضة ..حتى وصلت إليه..على خلافهم....لم يفاوضها على هوى....فاوضها على حكاية...
تأملت وجهه مندهشة..وأطلقت ضحكة ...وهل تهتم؟ منذ ست سنوات على هذا المنحدر لم أسمع شيئا كهذا..
ثم بعد زفرة..أنت أصغر من أن تستوعب الحكاية...
انزوت به ..غسلت مظاهر البهرجة عن وجه تكشف بعدها ..عن جمال آسر ..عن براءة عصرتها أيدي الرذيلة ..عيون خضراء وسط جفاف الصحراء ..ملامح عذبة وكأن الليل لم ينكل بكل تلك التفاصيل الدقيقة....
أخدت كل الكلام دون ترتيب ..وبقي يرقب انفراج الشفة وحركة العيون..
عن الخلف وألف غصة في الخلف..عن الحبيب الغادر وغفلة البراءة ..خنجر الأهل المتحفز في الصدر..ثمرة الخطيئة والهروب مثل كل حكايات الليل ..تتشابه خيوط الحزن وتختلف تفاصيل الغفلة والتيه..
تذكرت أنها يوما ما ..كانت هناك تحتفي بورود الصبا ..ماتزال تحن لبسمة الأم ..وجلال وجه الأب..ضحكات الطفولة..بنت مثل كل البنات في الخلف لاتداري صحوتها بالسطل ..بحر هجرته الشواطيء ..وعطبت سفنه عن الرسو....
هناك ..وآآه على هناك.. والثوب المزركش الصغير وعرائس القراقوز..والضفائر الجميلة لدمية تقلبها كما تشاء ..كل مساء..ماأصغر اللحظة الهاربة التي تقسم خط الحياة بين عالمين...
صدر محموم بأوجاع الليل ..لا ينتظر غذا على عتبات الصبح ...السطل بلا هوادة ..بين ذئاب الليل ..الذوبان في فنجان يرفع أشرعة التيه للسفر كل يوم إلى صفاء خرافي صاخب..
عن الإهانة المستمرة التي تقابلها ابتسامة مستمرة ..عن الكرامة وحس الكرامة المنسي كل يوم على فراش الرذيلة الرث..
يأخذ نفسا من سيجاره..يتابع سحابة الدخان بملل....تسند رأسها إلى كتفه ..كانت خيوط الفجر ترسل تباشيرها بضجر..
عرف -حتى ولو دارى -أنّ مكانه بعيد عن هناك..
هل تعود ؟
نعم
لا ..لن تعود ...
متحديا ثقتها..بل سأعود..
ولم يعد...بعد أعوام مر من هناك ..حانت منه التفاتة إلى المكان ابتسم ...كانت سنوات ضياعه قد أفلت..
__________________