حميد.ص
2011-03-10, 15:32
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:
قَدِم رجل إلى بغداد في طريقه إلى الحج، وكان معه عِقد يساوي ألف دينار. فاجتهد فيبيعه فلم يجد له مشترياً. فجاء إلى عَطَّار موصوف بالخير، فأودعهإيّاه.
ثم حج وعاد، وأتاه بهدية. فقال لهالعطار:
من أنت؟ وما هذا؟
فقال:
أنا صاحب العقد الذيأودعتك.
فما كلَّمه حتى رفسه العطار رفسة رماه عن دكانه. وقال:
تدعي عليَّ مثل هذه الدعوى!
فاجتمع الناس وقالواللحاج:
ويلك! هذا رجل خير. ما وجدتَ من تدّعي عليه إلاهذا؟!
فتحيّر الرجل، وتردّد إليه، فما زاده إلا شتماًوضرباً.
فقيل للحاج:
لو ذهبت إلى عضُدالدولة(1) (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1)، فله في هذه الأشياءفراسة.
فكتب الحاج قصته، ورفعها إلى عضد الدولة. فصاح بهفجاء.
فسأله عن حاله، فأخبره بالقصة. فقال عضدالدولة:
اذهب إلى العطار بكرة، واقعد على الدّكّة أمام دكانه. فإنمنعك فاقعد على دكةٍ تقابله من الصّبح إلى المغرب، ولا تكلمه. وافعل هكذا ثلاثأيام، فإني أمرّ عليك في اليوم الرابع، وأقف، وأسلّم عليك، فلا تَقُم لي، ولاتزِدني على ردّ السلام وجواب ما أسألك عنه.
فجاء الحاج إلى دكانالعطار ليجلس فمنعه، فجلس بمقابلته ثلاث أيام. فلما كان في اليوم الرابع، اجتاز عضدالدولة في موكبه العظيم. فلما رأى عضد الدولة الحاج وقف،وقال:
سلام عليكم!
فقال الحاج دون أنيتحرك:
وعليكم السلام.
قال عضدالدولة:
يا أخي، تَقْدُم إلى بغداد، فلا تأتي إلينا، ولا تعرضحوائجك علينا؟!
قالالحاج:
كما اتَّفَق!
ولم يشبعهالكلام، وعضد الدولة يسأله ويهتّم،وقد وقف ووقف العسكر كله، والعطار قد أغمي عليه من الخوف. فلما انصرف الموكب، التفتالعطار إلى الحاج فقال:
ويحك! متى أودعتني هذاالعقد؟ وفي أي شيء كان ملفوفا؟ فَذَكِّرني لعلِّيأذكره!
فقال:
من صفته كذاوكذا.
فقام العطار وفتَّش، ثم نَقَضَ جَرَّة عنده فوقع العقد. فقال:
قد كنتُ نسيت. ولو لم تذكِّرني في الحال ما ذكرت.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:
قَدِم رجل إلى بغداد في طريقه إلى الحج، وكان معه عِقد يساوي ألف دينار. فاجتهد فيبيعه فلم يجد له مشترياً. فجاء إلى عَطَّار موصوف بالخير، فأودعهإيّاه.
ثم حج وعاد، وأتاه بهدية. فقال لهالعطار:
من أنت؟ وما هذا؟
فقال:
أنا صاحب العقد الذيأودعتك.
فما كلَّمه حتى رفسه العطار رفسة رماه عن دكانه. وقال:
تدعي عليَّ مثل هذه الدعوى!
فاجتمع الناس وقالواللحاج:
ويلك! هذا رجل خير. ما وجدتَ من تدّعي عليه إلاهذا؟!
فتحيّر الرجل، وتردّد إليه، فما زاده إلا شتماًوضرباً.
فقيل للحاج:
لو ذهبت إلى عضُدالدولة(1) (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1)، فله في هذه الأشياءفراسة.
فكتب الحاج قصته، ورفعها إلى عضد الدولة. فصاح بهفجاء.
فسأله عن حاله، فأخبره بالقصة. فقال عضدالدولة:
اذهب إلى العطار بكرة، واقعد على الدّكّة أمام دكانه. فإنمنعك فاقعد على دكةٍ تقابله من الصّبح إلى المغرب، ولا تكلمه. وافعل هكذا ثلاثأيام، فإني أمرّ عليك في اليوم الرابع، وأقف، وأسلّم عليك، فلا تَقُم لي، ولاتزِدني على ردّ السلام وجواب ما أسألك عنه.
فجاء الحاج إلى دكانالعطار ليجلس فمنعه، فجلس بمقابلته ثلاث أيام. فلما كان في اليوم الرابع، اجتاز عضدالدولة في موكبه العظيم. فلما رأى عضد الدولة الحاج وقف،وقال:
سلام عليكم!
فقال الحاج دون أنيتحرك:
وعليكم السلام.
قال عضدالدولة:
يا أخي، تَقْدُم إلى بغداد، فلا تأتي إلينا، ولا تعرضحوائجك علينا؟!
قالالحاج:
كما اتَّفَق!
ولم يشبعهالكلام، وعضد الدولة يسأله ويهتّم،وقد وقف ووقف العسكر كله، والعطار قد أغمي عليه من الخوف. فلما انصرف الموكب، التفتالعطار إلى الحاج فقال:
ويحك! متى أودعتني هذاالعقد؟ وفي أي شيء كان ملفوفا؟ فَذَكِّرني لعلِّيأذكره!
فقال:
من صفته كذاوكذا.
فقام العطار وفتَّش، ثم نَقَضَ جَرَّة عنده فوقع العقد. فقال:
قد كنتُ نسيت. ولو لم تذكِّرني في الحال ما ذكرت.