Teacher12400
2011-03-10, 11:44
قرر الرحيل بعيدا لأنه بكل بساطة مل العيش بينهم. جمع كل أشيائه في حقيبة كبيرة و ترك رسالة فوق طاولة الطعام ثم غادر. قال في الرسالة أنه سيذهب للقاء من يحبه و يتفهمه و يقدر قيمته و يهتم له. و هو مغادر لم يسأله أحد أين هو ذاهب و لم يتوقع غير هذا لأنه طالما كان تافها بالنسبة لكل من حوله. حتى و هو يغادر الحي عبر شارعه الضيق الطويل لم ينتبه له الجيران و لا المارة و لا حتى القطط, نعم ولا حتى مرتادي مقهى الجزيرة الذين تعبث أعينهم و ألسنتهم بكل شيء يقع في مجال حواسهم المتمرسة.
أبطأ خطواته بشكل ملفت عسى أن يستدرك أحد الموقف و يسأله عن حاله و عن حقيبته الثقيلة البارزة. لكن لا أحد يفعل. إبتعد عن الحي و فجأة تتحقق المعجزة و يسمع مناديا من ورائه: عفوا سيدي, هذه الولاعة لك! إستدار بسرعة فائقة و رشاقة كبيرة كي لا يسمح بضياع فرصة لن تتكرر معه أبدا. تاه للحظات في لذة الإعجاب بالذات و ملحمة الإنتصار و غاص في رغبة جامحة في الحياة. إذن هذه هي بداية صفاء حياته و نهاية كدرها. بمجرد خروجه من الحي الذي طالما ظن أنه سبب شؤم كل من فيه, تبسم له الحظ أخيرا و وجد من يهتم لآمره.
لكنه ما فتئ أن اكتشف انه لم يكن المنادى. لم تكن الولاعة و لاعته رغم يقينه أنه لا يملك واحدة. كانت حسرته كبيرة. ثم فكر في موقف مماثل و يكون هو المنادى هذه المرة, يتظاهر بسقوط شيء له أثناء سيره و دون أن يتفطن لذلك. قرر أن يسقط شيئا ينتبه له حتما من وراؤه من المارة. لابد أن يكون شيئا مهما و بارزا لأن التجربة بالغة الأهمية و لا مجال للمجازفة. بعد تفكير عميق بدت حدته على ملامح وجهه و دون تردد أسقط الحقيبة!
تأليف روابحية رضا
أبطأ خطواته بشكل ملفت عسى أن يستدرك أحد الموقف و يسأله عن حاله و عن حقيبته الثقيلة البارزة. لكن لا أحد يفعل. إبتعد عن الحي و فجأة تتحقق المعجزة و يسمع مناديا من ورائه: عفوا سيدي, هذه الولاعة لك! إستدار بسرعة فائقة و رشاقة كبيرة كي لا يسمح بضياع فرصة لن تتكرر معه أبدا. تاه للحظات في لذة الإعجاب بالذات و ملحمة الإنتصار و غاص في رغبة جامحة في الحياة. إذن هذه هي بداية صفاء حياته و نهاية كدرها. بمجرد خروجه من الحي الذي طالما ظن أنه سبب شؤم كل من فيه, تبسم له الحظ أخيرا و وجد من يهتم لآمره.
لكنه ما فتئ أن اكتشف انه لم يكن المنادى. لم تكن الولاعة و لاعته رغم يقينه أنه لا يملك واحدة. كانت حسرته كبيرة. ثم فكر في موقف مماثل و يكون هو المنادى هذه المرة, يتظاهر بسقوط شيء له أثناء سيره و دون أن يتفطن لذلك. قرر أن يسقط شيئا ينتبه له حتما من وراؤه من المارة. لابد أن يكون شيئا مهما و بارزا لأن التجربة بالغة الأهمية و لا مجال للمجازفة. بعد تفكير عميق بدت حدته على ملامح وجهه و دون تردد أسقط الحقيبة!
تأليف روابحية رضا