تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كأن رام الله لم تسمع بالزلازل التي تجتاح المنطقة


الباشـــــــــــق
2011-03-02, 14:46
في رام الله يتصرفون كأن شيئاً لم يحدث في المحيط العربي. كأن تونس لم تسقط طاغيتها. كأن مصر لم تخلع نظام كامب ديفيد صاحب العلاقة الحميمة مع تل أبيب. كأن القذافي لا يترنح مذعوراً تحت وطأ الغضب الشعبي. كأن محور الاعتدال لم تغرب شمسه. كأن ذعراً لا يجتاح الدوائر الإسرائيلية. كأن أمريكا لا تقف على أطراف أصابعها تحسباً للتداعيات التالية لزلازل المنطقة. كأن الغرب لا يقف مبهوتاً أمام هول ما جرى لا يعرف ما يفعل. كأن الجماهير لم تكتشف فظاعة التنازلات التي قدمتها السلطة أمام المفاوض الإسرائيلي من دون الحصول على مقابل ذي قيمة.
ذات اللغة وذات الخطاب، بل ذات الممارسة الداخلية والخارجية أيضاً. لم يتغير شيء. ربما يعيش القوم نشوة ما يعتبرونه الصمود "الأسطوري" في مواجهة الضغوط الأمريكية والإصرار على عرض مشروع إدانة الاستيطان على مجلس الأمن الدولي. لكأنهم استعادوا القدس، ولم يثبتوا من جانب آخر بؤس سياستهم حين تأكد أن الراعي الأمريكي الذي يعتمدون عليه ليس سوى تابع للهواجس الإسرائيلية.
وبينما يجاهد حكام المنطقة لاستيعاب الزلزال عبر إرضاء شعوبهم بفتح مجال أوسع للحريات، مع عطايا اقتصادية، لم يغير حكام رام الله في طبيعة سلوكهم، فالقمع هو القمع، ومحاكمات الأسرى في سجون الاحتلال وتكميم الأفواه والاعتقالات اليومية لم تتوقف، فيما شرعوا في تأليف حكومة جديدة بذات الرئيس من أجل لملمة الوضع الداخلي لحركة فتح وليس لإرضاء الناس.
العلاقة مع الطرف الإسرائيلي لم تتغير مفرداتها، والتنسيق الأمني على أشده، وقد ردّ لهم نتيناهو بعض الجميل حين سمح لهم بإدخال 300 فلسطيني من المقيمين في ليبيا إلى الضفة الغربية، الأرجح أن لهم علاقة بأولي الأمر، فما كان منهم غير شكره على المبادرة. ونذكر بأن وثائق المفاوضات قد أثبتت تنازلهم عن عودة اللاجئين، بل وقبولهم بوضع ضوابط إسرائيلية على إعادة بعض الناس إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يشير إلى قبولهم بالسيادة المنقوصة.
في كل الثورات التي وقعت وقف القوم إلى جانب الطغاة، بينما شعبهم يتميز غيظاً، وينحاز كما كل أبناء الأمة الشرفاء إلى الشعوب الثائرة (......). أما حماس، فباستثناء ترددها في الحالة المصرية لاعتبارات الخوف من سادة معبر رفح، كانت في الحالتي الليبية والتونسية في الصف الآخر، صف الشعوب.
في الخطاب السياسي لا زال القوم يطاردون المفاوضات بذات الروحية القديمة، ويرفضون المقاومة بذات العقلية القديمة، حتى قال رئيس وزرائهم: إن المصالحة مع حماس مشروطة بنبذها للعنف، وهو ذات الشرط الإسرائيلي.
في ملف المصالحة، ليس لديهم غير الكلام القديم حول الانتخابات، وفيما تحدثوا قبل أسبوعين عن انتخابات تشريعية ورئاسية وأخرى للمجلس الوطني، فقد نسخوا الأخيرة، وعاد كبيرهم إلى مقولة إن حل الانقسام يكون بالانتخابات الرئاسية والتشريعية، من دون أن يقول لنا كيف ستتم الانتخابات بعد سنوات من قمع شرس للحركة في الضفة الغربية، وما الذي سيحدث لو فازت من جديد في الانتخابات؟.
المطلوب بكل وضوح يتمثل في العودة بأية وسيلة إلى صيغة ما قبل الانتخابات التي تمنح قيادة السلطة حق تقرير مصير القضية في الاتجاه الذي يعرفه الجميع، ممثلاً في الحفاظ على السلطة ورعاية تمددها نحو دولة مؤقتة في حدود الجدار، والاستمرار في التفاوض ولو إلى يوم الدين، من دون استبعاد صفقة بروحية وثائق التفاوض.
هل ثمة عقل فيما يجري؟ ألا يدرك هؤلاء أن الدنيا لم تعد كما كانت، وأن الوقائع السياسية التي وضعت الأمة رهن الإرادة الأمريكية الإسرائيلية قد تغيرت وستتغير أكثر خلال المرحلة المقبلة، ما يفرض طروحات جديدة للتعاطي مع القضية ومفرداتها؟.
ما ينبغي أن تردّ به حماس على هؤلاء هو رفض فكرة المصالحة بناء على منطق الوفاء لشروط السلطة، وتقديم طرح جديد عنوانه انتخابات في الداخل والخارج لتشكيل قيادة للشعب الفلسطيني تقرر مساره السياسي. نكرر للداخل والخارج لأننا إزاء قوم باعوا نصف الفلسطينيين في الشتات من أجل سلطتهم المصممة لخدمة الاحتلال في الضفة والقطاع.
بعد ذلك تقرر قيادة الشعب الفلسطيني ما ينبغي أن تفعله بناء على المعطيات الجديدة، بما في ذلك تقرير مصير السلطة. وهي ستنسخ من دون شك كل البضاعة القديمة وتعلن أن لا تسوية مع المحتلين، بل مقاومة بكل الوسائل حتى إنهاء مشروعهم الذي لاحت معالم نهايته مع انتصار ميدان التحرير في القاهرة.
ـــــــــــــــ
الدستور الأردنية(بتصرف يسير)

اميره 2008
2011-03-03, 09:29
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

تامر كرم
2011-03-04, 09:07
هم لن يسمعوا بل سيروا ان شاء الله