سمرا
2011-02-28, 22:18
القضاء والقدر بين الحب والكراهية
القضاء والقدر بين الحب والكراهية
القضاء والقدر بين الحب والكراهية
بسم الله الرحمن الرحيم
القضاء والقدر
بين الحب والكراهية
إن الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يجب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وسيد العالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
وبعد..
لا يوجد في هذا العالم كله أرضه وسماؤه بحاره وبره وقضاؤه مشكلة أو محنة أو بلية يعاني منها مخلوق إلا وجعل الله تعالى لها حلاً ومخرجاً.. هذا أمر عام للبر والفاجر.
ولكنه تعالى أخبر وأكد بأنه يبتلي عباده المؤمنين المتقين كل حسب قوة دينه وهي قاعدة دينية أساسية لا تتغير (كلما قوي الدين كلما أشتد البلاء وكلما ضعف الدين ضعف البلاء).
والرسول يقول (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
إذن عظم البلاء دليل على حب الله تعالى لذلك المؤمن.
والله تعالى يقول: ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ )[آل عمران: ١٨٦].
يا سبحان الله.. بدأ الله تعالى الآية بفعل يدل على البلاء مؤكداً مرتين باللام والنون.
إذن لا محالة ولا تبديل ولا تغيير لسنة الله تعالى التي قدرها على عباده المؤمنين (لتبلون).
فاللهم اجعلنا من الصابرين المتقين.
وكما قلت سابقاً ما أنزل الله من بلاء أو محنة على أحد من عباده إلا وقد جعل له حلاً في آية من آيات القرآن عندما يقرأها ويتدبر أمرها يستشعر عظمة الله تعالى وأنه يخاطبه هو ذاته فيطمئن وترتاح نفسه.
وهناك آية سماها الشيخ أحمد القطان حلالة المشاكل وإنها والله حقاً حلالة لكل المشاكل وإنها والله الآية التي يجب أن يزرعها المؤمن في قلبه وعقله ويجعل لسانه دائماً يلهج بها لا ينقطع أبداً.
هذه الآية هي قوله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) [البقرة: ٢١٦ ].
هل سمعنا صوت الإيمان داخل قلوبنا ماذا يكرر؟؟
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وقد تكرر نفس هذا المعنى في قوله تعالى: ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) [النساء: ١٩].
يا سبحان الله..
عندما نتدبر الآية الثانية نجد أن الله تعالى عندما قال (تكرهوا) حددها بكلمة (شيئاً) تخصيص لبيان حدود ما يكرهه الإنسان ولكن عندما قرر قضاؤه وقدره في هذا الأمر الذي يكرهه الإنسان قال: ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
أما في الآية الأولى جعلها عظيمة حيث أنها خرجت عن مدار علم الإنسان فهي أعظم من ذلك ولا يحيطها إلا علم الله تعالى.
هذه العظمة التي لا يحيطها إلا علم الله تعالى تجعلنا نشعر يقيناً أنه خير كثير يقصر فهمنا وإدراكنا عن معرفته.
إنها من نعم الله تعالى التي أنعم بها علينا, آية واحدة لكنها إذا قرأها المؤمن وهو في أشد حالات البلاء الدنيوي تكون برداً وسلاماً على قلبه فيحس بقرب الله تعالى منه ومعينه له.
فالله تعالى يمتحن عباده بالسراء والضراء وهذه سنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل فمن آمن بالله حق الإيمان لابد أن يبتليه.
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تفسيراً لهذه الآية: (هذه الآيات عامة مطردة في أن أفعال الخير التي تحبها النفوس- لما تتوهمه فيها من الراحة واللذة فهي شر- فهي شر بلا شك وأما أحوال الدنيا فليس الأمر مطرداً ولكن الغالب على العبد المؤمن إنه إذا أحب أمراً من الأمور فقيض الله له من الأسباب ما يصرفه عنه أنه خير له, فلأوفق له في ذلك أن يشكر الله ويعتقد الخير في الواقع, لأنه يعلم أن الله تعالى أرحم بالعبد من نفسه وأقدر على مصلحة عبده منه وأعلم بمصلحته منه كما قال تعالى: ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) فاللائق بكم أن تتمشوا مع أقداره سواء سرتكم أو ساءتكم
يتبع
القضاء والقدر بين الحب والكراهية
القضاء والقدر بين الحب والكراهية
بسم الله الرحمن الرحيم
القضاء والقدر
بين الحب والكراهية
إن الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يجب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وسيد العالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
وبعد..
لا يوجد في هذا العالم كله أرضه وسماؤه بحاره وبره وقضاؤه مشكلة أو محنة أو بلية يعاني منها مخلوق إلا وجعل الله تعالى لها حلاً ومخرجاً.. هذا أمر عام للبر والفاجر.
ولكنه تعالى أخبر وأكد بأنه يبتلي عباده المؤمنين المتقين كل حسب قوة دينه وهي قاعدة دينية أساسية لا تتغير (كلما قوي الدين كلما أشتد البلاء وكلما ضعف الدين ضعف البلاء).
والرسول يقول (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
إذن عظم البلاء دليل على حب الله تعالى لذلك المؤمن.
والله تعالى يقول: ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ )[آل عمران: ١٨٦].
يا سبحان الله.. بدأ الله تعالى الآية بفعل يدل على البلاء مؤكداً مرتين باللام والنون.
إذن لا محالة ولا تبديل ولا تغيير لسنة الله تعالى التي قدرها على عباده المؤمنين (لتبلون).
فاللهم اجعلنا من الصابرين المتقين.
وكما قلت سابقاً ما أنزل الله من بلاء أو محنة على أحد من عباده إلا وقد جعل له حلاً في آية من آيات القرآن عندما يقرأها ويتدبر أمرها يستشعر عظمة الله تعالى وأنه يخاطبه هو ذاته فيطمئن وترتاح نفسه.
وهناك آية سماها الشيخ أحمد القطان حلالة المشاكل وإنها والله حقاً حلالة لكل المشاكل وإنها والله الآية التي يجب أن يزرعها المؤمن في قلبه وعقله ويجعل لسانه دائماً يلهج بها لا ينقطع أبداً.
هذه الآية هي قوله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) [البقرة: ٢١٦ ].
هل سمعنا صوت الإيمان داخل قلوبنا ماذا يكرر؟؟
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وقد تكرر نفس هذا المعنى في قوله تعالى: ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) [النساء: ١٩].
يا سبحان الله..
عندما نتدبر الآية الثانية نجد أن الله تعالى عندما قال (تكرهوا) حددها بكلمة (شيئاً) تخصيص لبيان حدود ما يكرهه الإنسان ولكن عندما قرر قضاؤه وقدره في هذا الأمر الذي يكرهه الإنسان قال: ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
أما في الآية الأولى جعلها عظيمة حيث أنها خرجت عن مدار علم الإنسان فهي أعظم من ذلك ولا يحيطها إلا علم الله تعالى.
هذه العظمة التي لا يحيطها إلا علم الله تعالى تجعلنا نشعر يقيناً أنه خير كثير يقصر فهمنا وإدراكنا عن معرفته.
إنها من نعم الله تعالى التي أنعم بها علينا, آية واحدة لكنها إذا قرأها المؤمن وهو في أشد حالات البلاء الدنيوي تكون برداً وسلاماً على قلبه فيحس بقرب الله تعالى منه ومعينه له.
فالله تعالى يمتحن عباده بالسراء والضراء وهذه سنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل فمن آمن بالله حق الإيمان لابد أن يبتليه.
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تفسيراً لهذه الآية: (هذه الآيات عامة مطردة في أن أفعال الخير التي تحبها النفوس- لما تتوهمه فيها من الراحة واللذة فهي شر- فهي شر بلا شك وأما أحوال الدنيا فليس الأمر مطرداً ولكن الغالب على العبد المؤمن إنه إذا أحب أمراً من الأمور فقيض الله له من الأسباب ما يصرفه عنه أنه خير له, فلأوفق له في ذلك أن يشكر الله ويعتقد الخير في الواقع, لأنه يعلم أن الله تعالى أرحم بالعبد من نفسه وأقدر على مصلحة عبده منه وأعلم بمصلحته منه كما قال تعالى: ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) فاللائق بكم أن تتمشوا مع أقداره سواء سرتكم أو ساءتكم
يتبع