اميره 2008
2011-02-28, 16:05
من الذى أضاع فلسطين, هل هم الفلسطينون الذين قيل انهم باعوا أراضيهم لليهود بعد العروض المغرية وكانت النقود لديهم أغلى من الأرض والوطن, فخسروا الإثنين.
هل هم القادة العرب بغبائهم المعروف وتخلفهم عن ركب العالم الحضارى والسياسى والعلمى , بينما كان الصهاينة يخططون لتقسيم فلسطين, فكانت خططهم وحساباتهم ( القادة العرب) للدفاع عن فلسطين ليست أقل من كارثة, مما ادى الى ضياعها .
هل كان تقاعس الفلسطينيون فى الدفاع عن أراضيهم وأنفسهم وهروبهم بما خف حملة الى أماكن أمنة بعيدا عن جبهة القتال لحماية أنفسهم.
هل هم اليهود الذين تحايلوا بكل الطرق لكى يقتطعوا جزءا من فلسطين رغم أنف الجميع لتكون وطنا قوميا لهم رغم ان حلمهم لم يكن سرا دبروه فى الخفاء, بل كان معروفا للقاصى والدانى منذ وعد بلفور.
هل هم الإنجليز الذين قيل أنهم ساعدوا اليهود على هزيمة الفلسطينين والعرب , وسهلوا الهجرة لهم من شتى أنحاء العالم, رغم نفيهم ذلك تماما, و إمتناعهم عن التصويت فى الأمم المتحدة فى قرار الإعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة, فهل كان ذلك مجرد نوع من الإعتراض السياسى لإخفاء جريمتهم أم أن ما أتهموا به لم يكن حقيقيا.
هل هم الأمريكان الذين قاموا بالإعتراف بإسرائيل كما يقال بعد دقائق من إعلانها الإستقلال,رغم إن ذلك الإعتراف لم يكن الإعتراف الرسمى الأمريكى والذى جاء بعدها بشهور طويلة.
هل هو العالم بأسرة الذى وقف متفرجا أثناء تلك الأحداث وكأن الأمر لا يعنيه , أم ربما كنوع من الترضية والتعويض لليهود بعد ماحدث لهم من النازى فى الحرب العالمية الثانية.
من الذى أضاع فلسطين حقا؟
----------------------------------------------------------
يقول اليهود والصهاينة أنهم إشتروا معظم الأراضى الفلسطينية من الفلسطينين عندما عرضوا عليهم أضعاف قيمتها , ويقول الفلسطينيون أنهم لم يبيعوا شيئا وأن اليهود قاموا بالإستيلاء على أراضيهم بالقوة, والحقيقة هى بين هذا وذاك, فقد بيعت بعض الأراضى الفلسطينية الى اليهود , وكان معظم ما بيع لليهود من أراضى كانت مملوكة لعائلات ( معروفة) ولكنها لم تكن تعيش فى فلسطين اصلا,وكانوا فى سوريا او لبنان او غيرها, وعندما بدأت السلطات البريطانية فى منع الهجرة الى فلسطين, واصبح من الصعب على أصحاب الأراضى الدخول الى فلسطين قاموا ببيعها لليهود ففيما يبدوا كانوا هم المشترون الوحيدون فى السوق , وهناك فى الحقيقة أسماء هؤلاء ومقدار ما باعوه, ولكن ذلك ليس فى مجال المقالة , ويقال ان ما باعوه لا يتعدى ما بين 2-4% من حجم الأراضى, وهذا ما ينافى ما يقوله الصهاينه, ويقال أيضا ان معظم الأراضى لم تكن مملوكة للفلسطينين بل كانت أراضى (حكومية) , كما يقال انه بعد أن فر الفلسطينيون فى عام 1948, كانت الأرض بلا أصحاب فأستولى عليها اليهود, وأن ما كان الفلسطينييين يمتلكونه من الحجم الكلى للأراضى لا يزيد عن 15-20% .
الخلاصة ان الحقيقة فيما يبدو ليست ما قاله الفلسطينيون او ما قاله اليهود, بل هى شيئ بين هذا وذاك.
الرجولة هى تحمل مسؤولية ما نفعله:
دائما تعودنا دائما دائما ومرة أخرى دائما لكى تبرز النقطة, ان لا نتحمل مسؤولية نتائج أعمالنا الفاشلة, ودائما ما نوجه اللوم الى شيئ أخر او الى أحد أخر, فى مباريات الكره مثلا بعد خسارة مباراة للكرة بجدارة,نلوم الحكم أوحامل الراية او الجمهور اوالملعب او الجو او الإجهاد بعد السفر, أو الطعام الذى أكله اللاعبون, بل فى مرة على ماأذكر لاموا " أعمال السحر" الذى "عملتة احدى الفرق الأفريقية " فى أحدى مباريات إفريقيا فى الستينات.....الخ ,ومن المستحيل ان نلوم أنفسنا أو نقول ان الفريق الأخر كان هو الفريق الأفضل ويستحق ان يفوز, ونفس الشيئ يحدث فى الحرب, عندما نخسرها بجدارة أو بغير جدارة , نلوم صفقة أسلحة فاسدة, او خيانة من العدو او خيانة من صديق او ان الخصم لم يحارب بشرف أو أو أو .........الخ من تلك الحجج , نحن فيما هو واضح لا نقبل الإعتراف بالهزيمة برجولة ونقف على أقدامنا بكرامة كما يفعل الأخرون.
الحرب هى مسؤلية الحكومة والشعب سويا, بصرف النظر عما إذا كانت الحكومة شرعيه أم لا, ديموقراطية ام لا, ونتائج الحرب هى ما يجب ان تكون ودائما ما تكون من مسؤلية الحكومة والشعب معا, بل إن حالة الحرب تساعد على إزالة كل خلاف بين الشعب والحكومة حيث يجد كلاهما أنهما تحت الإحساس بالوطنية والدفاع عن الوطن, فى قارب واحد, فتتلاحم القلوب وتتحد الافكار لهدف واحد وهو الإنتصار على العدو المشرك. سواء شاء من شاء او أبى من أبى وهذه حقيقة لا تقبل الجدل. حتى الحرب الدفاعية لا تختلف عن ذلك سوى فى الحقل الدولى فى إلقاء المسؤولية على الدولة المعتدية ومحاولة تصحيح الأمر بما يراه المجتمع الدولى, وما يراه المجتمع الدولى لا يتوقف عادة على ( العدالة) كما نراها كأفراد , فالعدالة حتى بين الأفراد تختلف من فرد الى الأخر ولذلك فهناك محاكم وقضاة, وحتى بعد حكم القاضى, هناك من الأطراف المتشابكة من سوف يختلف مع حكم ذلك القاضى خاصة إن كان الحكم ضد مصلحته. لذلك فإن المجتمع الدولى لا يحكم بمنظور العدالة حتى وإن قال ذلك,ولكنه يتوقف على السياسة بين الدول وعلى القوة العسكرية للمتحاربين وعلى الوضع العسكرى بعد المعركة, كما يتوقف أيضا على العلاقات والمصالح المشتركه بين الدول كما قلنا من قبل فى تعليقاتنا , وكلما أسرعنا فى فهم وإستيعاب تلك المعادلة كلما إستفدنا وتعلمنا كيف نتعامل مع الدول الأخرى ومع المشكلات العالمية دون التشنجات العاطفية والشعارات الرنانة التى لم يكن من نتيجتها سوى الكوارث التى حلت بالشرق الأوسط طوال النصف قرن الماضى أو أكثر من ذلك .
عندما تنتصر دولة على أخرى فى الحرب فإنها تفرض شروطها على الدولة المهزومة, كانت هذه هى معادلات الحرب وحقائقها على مدى التاريخ البشرى , فدخول الفلسطينيون و الحكومات العربية وإعلانهم الحرب على عصابات الصهاينة وعلى إسرائيل المزعومة, بصرف النظر عن العدالة كما نراها كأفراد أم لا كما قلت من قبل, كانت عملا لابد ان يتحملوا مسؤليته, فبالطبع لو إنتصروا وحاصروا اليهود وأجبروهم على الإستسلام, لكانت تلك هى الحقيقة على الأرض, و نأمل ان تلك كانت أهدافهم ( أى الحكومات العربية) ولم تكن مجرد تمثيلية قبيحة وعمل رمزى من قبل الحكومات العربية,ولكنهم لم يحققوا ذلك وهزموا , فكان يجب عليهم ان يتصرفوا كما تصرفت اليابان والمانيا وإيطاليا وغيرهم, ولا يتصرفوا كالأطفال الذين يخسرون فى أى منافسة او لعبة , فيتحججون بهذا وذاك, ويصرخون ويحطمون ما فى أيديهم وما حولهم , كان يجب ان يقبلوا الهزيمة بشرف, ورجوله وأن يعدوا عدتهم ربما لجولة أخرى فى الوقت المناسب, ولكنهم كما نعرف وكما عشنا فيهم وبينهم, تصرفوا بطريقتهم فى محاولة لحفظ ماء الوجوه, سواء الحكومات ام الشعوب, ولكن العالم لم يقبل ذلك منهم, والدليل أنه رغم ما آتوا به من أسباب ومن مسببات ومن ظلم وعدل ورغم كل المرافعات والخطب والشعارات خلال السنوات التالية للهزيمة وحتى الى الآن, فالعالم لم يقف معهم وقفة جادة عندما تطلب الأمر, بل كان العالم يتعامل معهم كما يتعامل رجل مع طفل صغير خسر المنافسة, فيشجعهم ويعطيهم من طرف اللسان حلاوة , ولكن يروغ منهم كما يروغ الثعلب. أقرأ تاريخ هذه الفترة من أطراف محايدة لا يتسرب اليها العواطف والإنفعالات والتشنجات العنترية , وقرر بنفسك .
الإعتراف بإسرائيل
أما بالنسبة للإعتراف بإسرائيل, فكما ذكرت فى أحدى تعليقاتى,لأن أحدهم أعمى ولا يرى الشمس, فليس ذلك حجة ان لا يعترف بوجودها , إن قال له كل من حوله ان هناك شمسا ساطعة ونورها يغطى الأرض كافة, فعدم إعترافه بها او إنكاره لرؤيتها لأنه أعمى, لا يعنى شيئا بالنسبة للشمس او للأخرين من حوله, ولكى لا يبدو ذلك الأعمى أحمقا او أنانيا لا يفكر إلا فى نفسه وفى مصلحته, كان أجدر به ان يصدق من يثق بهم حوله ان هناك شمسا فى وسط السماء. وسواء كان أعمى البصر او أعمى البصيرة فالنتيجة واحدة لا تتغير, بل الحقيقة أنه فى حالة أعمى البصر فهى مصيبة,ولكن فى حالة أعمى البصيرة فالمصيبة أعظم.
هل هناك فارق بين حماس والقاعدة او غيرهم؟
عندما أنظر الى خارطة العالم والى كل رقعة من العالم دخل اليها المتأسلمين او الاسلامويين او المتطرفين أو أو .... سمهم كما شئت, أتحسر على ما وصل اليه المسلمون تحت شعار الإسلام , أنظر الى افغانستان وباكستان, انظر الى العراق, انظر الى فلسطين ومصر الى الجزائر, الى السودان او لبنان, أنظر الى أكبر (لا- دوله أو شبة دولة) فى العالم منذ اكثر من عشرون عاما ....الصومال , أنظر حولك جيدا وخبرنى بصراحة وواقعيه, أين فى أى من تلك البقع نجد لهم نجاحا يفخرون به ويفخر به المسلمون, ويرجعونه الى ذلك النوع من الإسلام المتطرف الذى يتشدقون به.
هل هناك فارق بين حماس أوالقاعدة أو حزب الله , او الأخوان المسلمين أو طالبان او الشبان المسلمين فى الصومال أو أى جماعة أخرى تتخفى خلف الدين , مجرد وجوه مختلفة لنفس العملة, ليس هناك فارقا على الإطلاق سوى ان كل منهم يعتقد, او يريد من الناس أن تعتقد, انه ممثلا لله فى الأرض, وأن من يتبعه فهو يتبع الله ومن يحاربة فهو يحارب الله. هذا ما يجمعهم وهذا ما يغسلون به أمخاخ الناس من حولهم , لهم نفس الأسلوب فى قتل البريئ سواء كان ذلك فى العراق او أفغانستان او الجزائر او السودان او باكستان او خيبتستان وجهلستان وتخلفستان , قتلوا من المسلمين ومن بنى أوطانهم مئات أضعاف من قتلوا ممن يسمونهم أعداءهم أو أعداء الإسلام, هل هناك من يستطيع ان ينكر ذلك ؟؟, لا فارق فى تطرفهم و غبائهم وغباء من يتبعهم, كل ما يودوا ان يصلوا اليه حقيقة هو كرسى الحكم, ,لكى يكون لهم الحكم والتصرف فى شؤون الأخرين سواء بالقانون كحكام كما كان فى حال طالبان ,وما يكون الآن فى حالة حماس وحزب الله أو كما يحاول الإخوان( الغير) المسلمين الوهابيين فى مصر والشبان المسلمين فى الصومال, كل تلك الجماعات بلا إستثناء ومعهم جماعات تسمى إسلامية أخرى , كلهم جميعا جماعات إرهابية, يرهبون بتصرفاتهم الأخرين من بنى قومهم , ويقتلونهم فى مجازر مروعة لا علاقة لها بالإسلام او بأى دين او أى مبدأ إنسانى على وجه الأرض لكى يصلوا الى غاياتهم لا أكثر ولا أقل, إخترعوا لهم الإثنى وسبعين عذراء اللائى سوف يكن فى إنتظارهم إن هم فجروا انفسهم, ولكن الذين يصدقون ذلك لابد انهم على درجة من الغباء اكثر ممن يحرضونهم, وإلا لسأل كل من يقنعوه بالإنتحار من يجنده لذلك , إن كان فى ذلك خيرا كثيرا فلماذا لم تفعلها أنت ياصاح حتى الآن ولا زلت تقف أمامى حيا ترزق, او لماذا لم ترسل إبنك او أخوك او أختك...........؟ لو كان فى عقولهم ذرة واحدة من الذكاء, لسألوهم تلك الأسئلة ولعرفوا تماما ان من يجندهم أجبن بكثير من ان يكونوا إنتحاريين او أن يكون من ذويهم من يقدم حياته من أجل الإثنى وسبعين عذراء.
حماس تقول أنها سوف تحرر فلسطين, حماس لا تريد ان تعترف بإسرائيل لأنها فى النهاية سوف تلقى بهم جميعا فى البحر, حماس سوف تطهر الأرض الفلسطينية العربية من كل يهودى او صهيونى, وكما يقول لهم مشايخهم , سوف ينطق الحجر ويقول لهم هناك يهودى يختفى خلفى فأقتلوه..............., هل هناك حماقة او غباء او ما شاء لك ان تسميه اكثر من ذلك, هل يتصوروا ان صواريخهم التى هى مثل الألعاب النارية فى الأعياد سوف تهزم إسرائيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ التى تعتبر خامس او سادس قوة عسكرية فى العالم, بل تورد بعض السلاح والتكنولوجيا الى روسيا,بالطبع عندما تقول ذلك, وتضع على المائدة القوة العسكرية الحالية لإسرائيل للمقارنة, فأنت إنهزامى جبان, ولو ذكرت لهم من التاريخ الحالة العسكرية والإقتصادية والعددية لإسرائيل فى عام 48, ومقارنتها بها اليوم, ثم مقارنه نفس الشيئ مع الفلسطينيين وحالتهم اليوم, وهى من الأمور الواضحة , ومن الأمور التى لا يمكن إنكارها او تزويرها كما يزورون إنتخاباتهم, قالوا لك ان الوقت فى صالحنا, يتحدثون اليك وكأنك لا عقل لديك, ويجب ان تبصم بالعشرة على ما يقولون , وإلا نعتوك بأقذع الألفاظ, وهذا هو تخصصهم , السب والقذف والنعت, وبينما هم يشحذون السنتهم بكلمات حداد, ماذا يفعل العدو الصهيونى ؟, يجد له حلفاء جدد كل يوم, يتقدم عسكريا وإقتصاديا وحضاريا كل يوم,( هل رأى أحد مدينة تل أبيت وقارنها بأى عاصمة او مدينة عربية أخرى!!!) العدو الصهيونى او إسرائيل المزعومة أو العصابات الصهيونة والخنازير, يتفوق على دول عريقة فى تصنيع السلاح والتكنولوجيا والطب ويفوز علماؤه اليهود بصرف النظر عن مكان تواجدهم, بجوائز نوبل كل عام فى تقديم الجديد للعالم وللإنسان حول العالم,لا يمرعام إلا وكان من بين من يفوزوا بجائزة نوبل يهودى أو اكثر, اما الإسلامويين او المتأسلمين من أشباه حماس , فهم يقدمون لنا كلماتا جديدة وشعارات جديدة ويتفوقون على العالم فى القتل والإرهاب ومما يثير الضحك والرثاء حقا, ان ما يحملونه من الأسلحة والذخائر لم ينتجوه بأنفسهم بل أنتجه العدو , وللأسف هم كما قلت يقتلون المسلمون وليس الصهاينة, اليس ذلك حقيقة, اليس ذلك ما يحدث, ولكن بالطبع سوف تجد من الناصريين السذج من يقول لك العكس, ومن يحاول ان يعمل من البصل مربى ومن البول مشروبا طبيا يعالج به كل شيئ, ولذلك فهم يقضون اوقاتهم كالخنازير فى مخلفاتهم العقلية النتنة التى عفا عليها التاريخ, ولكنهم يقولون لك, هذا هو العلم وهذا هو المنطق وهذه هى الوطينة وهذه هى السياسة الحكيمة, لدرجة أن عرفات من وجهة نظر البعض أصبح مثل ميكافيللى فى مقدرته السياسية على التفاوض. بالمناسبة , لم أسمع فى حياتى مصريا واحدا سواء فى مصر او أمريكا يطلق على عرفات أبو عمار, او على عباس ابو مازن, مطلقا, بتاتا بتاتا, ولا يطلق عليهم تلك الأسماء سوى ................ الفلسطينيون .
هل تعلمنا شيئا من أعدائنا ؟ أشك فى ذلك , بل أنا على يقين أننا لم نتعلم شيئا.
الحنجوريين والعنتريين والهتافين والمزمرين الطبالين لازالوا فيما يبدوا بحتلون مكانا فى العالم العربى.
----------------------------------------------------
ماذا لو وافق العرب على قرار التقسيم فى عام 1948؟
إعادة كتابة التاريخ
اليهود كانوا مواطنين فى فلسطين, وكانوا تقريبا أكثر من ربع او ثلث السكان, فهل كان من الواجب إلقائهم فى البحر او التعامل معهم فى غرفات الغاز والأفران كما فعل هتلر اكبر مجرمى التاريخ البشرى.
لقد أرضعونا منذ الطفولة كره اليهود وكره إسرائيل وكأن ذلك شيئ مقدس قداسة القرآن, فلم نعد نفرق بين اليهود والصهاينة وصاروا جميعا يلبسون نفس الثوب فى أعيننا, ولكن إذا ما تجرد الإنسان الناضح عقليا وإنسانيا من ذلك الشعور الذى نشأ معه بالكره والعداء والحقد, وإستطاع أن يمتلك زمام نفسه فى الحكم بدون تحيز,بل وتقابل مع بعض اليهود وتحدث معهم كما يتحدث مع أى إنسان أخر, لتغير الأمر تماما.
هل شاهد احد من الحنجوريين الناصريين العنتريين ما حدث لليهود فى المانيا, وكيف انهم كانوا لمجرد انهم يهود يقتلون بلا رحمة, أنظروا الى الأفلام التسجيلية وليست أفلام هوليود, الأفلام التسجيلية الحقيقية التى تم تصويرها مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية لأفران إحراق الجثث وغرف الغازات السامة, وأجساد الموتى من اليهود, هل تخيل أحد لو كان فى إستطاعته ان يتخيل ماذا لو حدث ذلك للمسلمين, ماذا لو تم جمعهم كما كان النازى يجمع اليهود رجالا ونساءا وأطفالا ويشحنهم فى قطارات الموت الى غرف الغاز لمجرد أنهم يحملون إسما إسلاميا, ماذا لو رقموهم بأرقام كالوشم على أذرعتهم بلا إستثناء, رجالا ونساءا وأطفالا, ماذا لو كان فى التاريخ مشهد مثل ذلك, ماذا لو حدث مثل ذلك للمسلمين فى المانيا او فرنسا او إنجلترا او الولايات المتحدة الأن!!!
فى فيلم محاكمات نورمبورج, سأل احد قضاة النازى الذين كانوا يحاكمون بسبب الأحكام التى أصدروها على اليهود ,سأل احد المساجين الأخرين معه إن كان ما يقال صحيحا عن مقتل مئات الالاف من اليهود بتلك الصورة الجماعية , إن كان ذلك ممكنا, فقال له ببساطة شديدة , لم يكن قتلهم صعب فى غرف الغاز مطلقا, ولكن كان التخلص من الجثث ومحوها من التاريخ هو الشيئ الاكثر صعوبة او المستحيل, فى النهاية قال احدهم للقاضى من قوات التحالف التى كان يحاكمه أنه لم يعرف ان الأشياء الصغيرة التى فعلها فى اول تاريخ النازى سوف تؤدى الى ذلك, فأجابه, على العكس, أنت تعرف جيدا منذ أن أصدرت حكما بإدانة بريئ وكنت تعلم أنه بريئ,ان ذلك سوف يؤدى الى ما حدث بشكل او أخر.
فهل ياترى كنا نحن العرب والمسلمين سوف نفعل بهم فى فلسطين ما فعله النازى هتلر لو إنتصرنا فى 1948, سؤال يجب ان يسأل كل إنسان ضميره إن كان مسلما حقا, وإن كان يعلم أنهم كانوا مواطنين فى فلسطين لهم مثل حق الأخر, ولا يختلفوا عن اى أقلية فى العالم تحاول ان تستقل عن حكم الأغلبية,( انظر كم من الأقليات فى العالم تحاول ان تستقل عن الأغلبية الآن ) المشكله هنا انهم اى اليهود كانت لهم أطماع اكثر من مجرد الإستقلال, وقاموا بعمليات إجرامية كبيرة فى فلسطين بين التصويت على تقسيم فلسطين فى عام 1947 ثم إعلانهم الإستقلال فى 1948,كان ينبغى ان يقدموا المسؤولين عنها الى محاكمة عالمية مثل نورمبرج, ولا أدرى إن كان ذلك فى حكم الممكن ام المستحيل, ولكن إعلان الحرب التى خسرها العرب, قضت على أى إحتمال فى ذلك. لقد كان الصهاينة يخططون لسنوات طويلة للإستقلال بجزء من فلسطين ليكون وطنا لهم, ولمعرفتهم ان الأغلبية العربية لم ولن توافق على إستقلالهم , قاموا بما قاموا به, من مذابح لبعض القرى الفلسطينيىة مثل دير ياسين, وغيرها كنوع من الإرهاب و الترهيب للبقية الباقية من الفلسطينين للهروب بأرواحهم, ونجحت خطتهم. وكان قرار العرب بالدخول وإعلان الحرب دون إستعداد كامل وخطة واضحة وتنسيق بين القوات, كما يفعل اى قائد عسكرى خاصة الذى يبدأ بالحرب ويعلنها, قرارا خاطئا من الناحية العسكرية والناحية الإستراتيجيه , وحتى الناحية التكتيكية, ولا أريد ان احول المقالة الى تحليل عسكرى لما حدث, النتيجة تتحدث عن نفسها.
دعوا فلسفة الكره والحقد جانبا, دعوا حماقات عبد الناصر التى خربت مصر لقرون قادمة جانيا, عبد الناصر الزعيم الذى لم يحقق فى تاريخ حكمة اى شيئ إيجابى يذكر, فخسرت مصر من جراء حماقته حربين مع إسرائيل وحرب فى اليمن ,ولم يكن له سوى عبقرية واحدة لا يمكن ان يتجاهلها أحد, فقد إستطاع بتلك العبقرية ان يحول هزيمة 56 الى إنتصار ( وإنتصرنا إنتصرنا إنتصرنا ...........هل يتذكر احد ذلك !!) ثم إستطاع ان يحول هزيمة 67 , الهزيمة المنكرة الى مجرد نكسة ( نكسه او وكسه الله أعلم ) لقد ادخل عبد الناصر فلسفة الحنجورية والعنترية والشعارات والهتافات التى لازالت للأسف كمرض لا شفاء منه ونراه فى أجلى صوره مع البعض, لا سلام ولا إعتراف ولا تفاوض ولا صلح ولا ولا ولا, ثم تسأل ماذا إذن, فيقول لك من يقول , لابد أن ندمر إسرائيل, الزمن فى صالحنا, من الممكن أن نخسر عشرات الحروب مع إسرائيل ولكن يكفى ان تخسر إسرائيل مرة واحدة. كلام فى منتهى الضحالة , سفسطة عبد الناصر وأتباعه الغير واقعية.
قرارات الأمم المتحدة فى 1947 , 1948
صدر عن الأمم المتحدة القرار رقم 181 لعام 1947 لتقسيم فلسطين, والقرار194 لعام 1948 بالإعتراف بإسرائيل كدولة مستقلة,
الإتحاد السوفيتى كان معارضا بشدة لقرار التقسيم عام 47 لكنه فى النهاية وافق مع 32 دوله أخرى على قرار التقسيم ولم يكن لدى وقت لدراسة السبب فى ذلك, وقد إعترضت 13 دوله بينما إمتنعت عن التصويت 10 دول من بينها بريطانيا !!, وللعلم بعد أن وافق ترومان على قرار التقسيم, حاول فيما بعد ان يغير من ذلك القرار تبعا لسير الأمور على الأرض فى فلسطين, غير ان الوضع على الأرض تغير مرة أخرى فى صالح اليهود, ولكن عند قرار الإستقلال الذى جعل من إسرائيل دولة فى عام 1948 , فقد كان هارى ترومان هو اول من إعترف بها, إعترافا قوليا وليس قانونيا, وكان بعده بنفس الطريقة القوليه الشاه محمد رضا بهلوى, ثم جواتيمالا وايسلانده, نيكاراجوا, رومانيا وأروجواى. كان الإتحاد السوفيتى اول دولة تعترف بإسرائيل فى الأمم المتحدة قانونا فى يوم 17 مايو 1948, والإعتراف القانونى يشار اليه فى المواثيق الدولية القانونيه بكلمة (De jure ) وهو يماثل اى عقد قانونى يلزم الأطراف بما فيه, اما إعتراف الولايات المتحدة فكان ليس قانونيا ويسمى (De facto ) ومعناه بحكم الأمر الواقع ويختلف كثيرا عن الإعتراف القانونى,وهذا بالطبع هو السبب لمن لا يستطيع ان يفهم معنى الإعتراف الدولى القانونى والذى دعا الولايات المتحدة ان تعترف قانونيا بإسرائيل فى 31 يناير 1949 بعد الإنخابات الإسرائيلة الأولى التى وضعت حكومة إسرائيلة منتخبة تحت الدولة الجديدة لها دستور كامل ومنه حماية الأقليات العربية فى الدولة الجديدة. هذا هو الفارق المعرفى بين السمكرى الذى يقرأ الجرائد او يسمع من أنصاف الممثقفين , والأكاديمي الذى يعرف معنى القانون الدولى والوثائق الدولية القانونية ومن بينها وثائق الإعتراف بالدول.
نحن جميعا كأدميين نعيش فى مجتمعات إتفق على تسميتها بدول, وهناك قوانين دولية تلتزم بها كل دول العالم ما عدا الدول المارقة والدول الغير شرعية التى يحكمها ديكتاتور أتى الى الحكم بطريقة غير شرعيه ولم يكن لشعبه الخيار فى إختياره, ولكن منهم أيضا الكثيرون ممن كما يقال فى مصر ( يخاف ولا يختشى), فمثلا بعد حرب العراق, وما حدث لصدام الديكتاتور المجرم الذى قتل من شعبه اكثر من ما قتل من أعدائه, تبول القذفى على نفسه وقرر ان يتخلص مما توهم انه برنامج نووى, وهذا المخبول عقليا, يعرف ان بلاده لا تصنع دراجة او موتوسيكل, ولكنه توهم بجهلة المطلق وغبائه الذى لا حد له, انه يستطيع ان يصنع سلاحا نوويا, مادام لديه الأموال ,ولكنه لم يفكرحتى لو إستطاع شراءه, فكيف يمكن له ان يوجهه, ليس لدية صواريخ معدة لحمل القنبلة, طويلة المدى او قصيرة المدى او حتى أى مدى, وليس لديه طائرات معدة لحمل ذلك السلاح لتوصيله الى الهدف, ولكن المخبول عقليا تصور انه يستطيع ان يشارك الدول الكبرى فى إمتلاك سلاح نووى, فيصبح بذلك دولة كبرى تحترمها العالم, وفى الحقيقة كان يسعى لكى يكون هذا الإحترام موجها له هو شخصيا, ولماذا لا, الا يسمى نفسه ملك ملوك إفريقيا.
لقد تمت هزيمة اليابان والمانيا عسكريا بعد تدميرا لمدنهم لم تراه فلسطين أو أى من دول العالم من قبل , فماذا حدث, هل أصر كل منهما على موقفه ام إعترفوا بالهزيمة ,ومضوا قدما لكى يعيدوا بناء بلادهم, أين اليابان وألمانيا الأن بالمقارنه للعناد الطفولى الأحمق العربى الفلسطينى , هل تعلمنا شيئا بعد ذلك, يبدو اننا لم ولن نتعلم شيئا, لأننا الأن وفى سنة 2009 لا زال هناك من يردد نفس الحماقات العنتريه الناصرية الأحمد سعيدية بتدمير إسرائيل, فهل هناك من لدية ذرة واحدة من العقل او المنطق ممن يصدق ذلك, نعم للأسف يبدو ان هناك بالفعل من يصدق ذلك..........!!
إسرائيل تلعب وتتلاعب بهم كيفما شاءت, فمثلا لنأتى الى موضوع الإعتراف بها, الغباء الغير محدود لحماس وأمثالهم يجعلهم يعتقدون أن بيدهم صفقة كبيرة, وهى انهم طالما لم يعترفوا بإسرائيل ففى أيديهم ورقة ثمينة للمفاوضه واللعب بها, وإسرائيل تعرف حماقتهم وغباءهم, وتعرف أيضا ان إعترافهم لن يساوى الهواء الذى سوف يتنفسونه اثناء قول كلمة الإعتراف, ولذلك تصر على ان لا تفعل هذا او ذلك إلا بعد ان يعترفوا هم بها, والأن أى إنسان له نصف عقل او ربع عقل او أى ذرة من عقل يدرك تماما أن إسرائيل هى التى ترى الوقت فى مصلحتها, وتساوم على شيئ مثل ذلك, ولن يضيرها إعترافهم بها أم لا, وكلما طال الوقت , كلما إزدادت قوة , وكلما خسر الفلسطينيون من كل جانب, وكما قال الإسرائيليون إن الفلسطينيون لا يضيعون فرصة لتضييع الفرص, وحقا ما قيل. فسوف تحدث مواجهة أخرى لامحالة, وتكون النتيجة هى تقلص وتواضع ما يطالب به العرب والفلسطينيون, فى47 عرض عليهم طبقا لخريطة التقسيم فى الأمم المتحدة للقرار 181 لعام 1947, الضفة الغربية بأكملها وقطاع عزة ومنطقة كبيرة من جنوب لبنان ثم منطقة أخرى على حدود مصر الشرقية تحت قطاع غزة مع تدويل القدس لأسباب دينية تتعلق بالديانات الثلاثة, ( أرجو ان تنظر الى تلك الخريطة فى جوجل). فرفضوا وأرسلوا جيوشهم كما قلنا من قبل دون خطة لكى تلاقى هزيمة نكراء,مع أن ما عرض على اليهود كان شريطا شمالى غزة لا يصل حتى الى لبنان وجزء أخر مع حدود سوريا, والباقى وهو الجزء الأكير كان فى صحراء النقب مما جعل مساحة ما عرض علي اليهود اكبر مما عرض على الفلسطينين , قارن ذلك بما يحلم به الفلسطينيون الأن. ثم أخبرنى عن الوقت الذى هو فى صالحهم. وفى المواجهه التالية سوف يتقلص ما يحلم به الفلسطينيون, وفى النهاية قد يقبلوا قطاع عزة كدولة فلسطين الجديدة ولكن أيضا هناك إحتمال ان ترفض حماس ذلك مادامت العقلية الغبية المتخلفة تحكمهم.
بالطبع لا أتوقع ان يتفق معى الجميع فيما جاء هنا, وهناك من يعتقد ان من يؤيد الإعتراف بإسرائيل والمضى قدما لنترك للأجيال القادمة نقطة بداية, هو خائن وجبان.............الخ من قاموسهم اللغوى المهذب, وهذا بالطبع حقه فى ان يفكر كيفما شاء وأن يقرر ما شاء له أن يقرر, وكذا فمن حقى ان افكر فى أن من ضيع فلسطين هم الفلسطينيون أنفسهم ومعهم شرذمة من العرب الأغبياء , ولو أنهم إعترفوا بهزيمتهم كما تعترف اى دولة تدخل حربا مع أخرى, كاليابان وكتركيا وأيطاليا والمانيا وغيرهم, ثم يقوموا بعد ذلك ببناء دولتهم من جديد كما فعلت تلك الدول, لكان من الممكن - على الأقل - من الممكن ان يكون لهم مثل حظ تلك الدول. اما من لازال حتى اليوم يعتقد انه سوف يدمر إسرائيل, فلا يستحق حتى أن أحاوره.
لقد قيل عنى اننى على درجة كبيرة من الحساسية او شيئ من هذا القبيل, وأنا أتحدث عن الحساسية ( (Allergyو ليس ( Sensitivity ) فشتان بينهما, هناك من لديه حساسية ضد المكسرات او الفول السودانى وقد يموت إن أكلها, وهناك من لديه حساسية ضد بعض الأزهار, او بعض الروائح, ..........الخ فى الحقيقة سوف أعترف اننى فعلا على درجة عالية من الحساسية, ليس لمن لا يتفق معى, أو لمن يختلف معى فى وجهات النظر, ولكن حساسيتى تظهر بشدة عندما أجد نفسى فى مواجة الغباء او الحماقة فهما من الأشياء التى ليس لها دواء, الجهل يمكن معالجته, أما الحماقة والغباء فلم يخترع لهما علاج حتى الآن, كذلك لدى حساسية ضد الحرباء التى تغير لونها طبقا للظروف, وسواء كان تغيير اللون يطابقة تغيير الإسم او تغيير الجنسية او تغيير اى شيئ أخر لتحقيق مكسب ما, فلدى حساسية عنيفة ضد ذلك وهذا إعتراف وإقرار منى.
تخيل ان العرب والفلسطينين إعترفوا برجولة بهزيمتهم فى 48, او حتى وافقوا على قرار التقسيم دون الدخول فى حرب خاسرة, وكانت هناك دولتان فلسطينة وإسرائيلة, ذات حدود معترف بها من العالم, من حيث ان العالم هو الذى وضع تلك الحدود, والعالم الذى وضع تلك الحدود كان من الصعب عليه بعد او وافقت الأطراف ان يغيرها او يسمح بتغييرها, تخيل أن مضت كل من تلك الدولتين الى مراعاة شؤونها وشؤون شعبها, تخليل ان إسرائيل والعالم لم يكن سوف يسمع من حماقات القادة العرب التهديد بتدمير إسرائيل وإلقائها فى البحر يوميا كما كان يفعل عبد الناصر وغيره فقد كان يقول عندما يصحو من النوم سوف أدمر إسرائيل, وكان يقول قبل ان ينام سوف القى بهم فى البحر, فهل كانت إسرائيل ستسعى لإمتلاك أسلحة نووية, ربما يكون الإحتمال 50% أنها ستفعل ذلك , اليس ذلك خيرا من 100% أنهافعلت ذلك, تخيل الفلسيطينون وقد كانت لهم دولة وحكومة وقانون وجيش ومؤسسات وكيان كامل, فهل كان مصير طفل ولد فى ذلك الوقت من ملاييين الأطفال الفلسطينين مثل مصيره اليوم, هل هناك من ينكر ان الفلسطينيون كانوا سيصبحوا احسن حالا مئات المرات أو ألاف المرات مما هم علية الأن. بالطبع ذلك الطفل كانت ستكون لدية فرصة أحسن فى حياة كريمة خيرا مما هم عليه الآن, ولكن بالطبع سوف يقول البعض من ذوى العقلية الناصرية الحمقاء , لا وألف لا, وسوف تستمع الى خطب وشعارات لا تساوى حتى المجهود او الطاقة فى النطق بها او كتابتها, لماذا , لأن المنطق والحقيقة والواقع لا وجود لهم لديهم, فهم يعيشون فى حلم من أحلام اليقظة وقد خدرتهم الأمانى , فهنيئا لهم بأحلامهم ومخدراتهم.
والأن وبعد ذلك, من الذى أضاع فلسطين حقيقة ؟؟؟
بقلم: فوزى فراج
هل هم القادة العرب بغبائهم المعروف وتخلفهم عن ركب العالم الحضارى والسياسى والعلمى , بينما كان الصهاينة يخططون لتقسيم فلسطين, فكانت خططهم وحساباتهم ( القادة العرب) للدفاع عن فلسطين ليست أقل من كارثة, مما ادى الى ضياعها .
هل كان تقاعس الفلسطينيون فى الدفاع عن أراضيهم وأنفسهم وهروبهم بما خف حملة الى أماكن أمنة بعيدا عن جبهة القتال لحماية أنفسهم.
هل هم اليهود الذين تحايلوا بكل الطرق لكى يقتطعوا جزءا من فلسطين رغم أنف الجميع لتكون وطنا قوميا لهم رغم ان حلمهم لم يكن سرا دبروه فى الخفاء, بل كان معروفا للقاصى والدانى منذ وعد بلفور.
هل هم الإنجليز الذين قيل أنهم ساعدوا اليهود على هزيمة الفلسطينين والعرب , وسهلوا الهجرة لهم من شتى أنحاء العالم, رغم نفيهم ذلك تماما, و إمتناعهم عن التصويت فى الأمم المتحدة فى قرار الإعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة, فهل كان ذلك مجرد نوع من الإعتراض السياسى لإخفاء جريمتهم أم أن ما أتهموا به لم يكن حقيقيا.
هل هم الأمريكان الذين قاموا بالإعتراف بإسرائيل كما يقال بعد دقائق من إعلانها الإستقلال,رغم إن ذلك الإعتراف لم يكن الإعتراف الرسمى الأمريكى والذى جاء بعدها بشهور طويلة.
هل هو العالم بأسرة الذى وقف متفرجا أثناء تلك الأحداث وكأن الأمر لا يعنيه , أم ربما كنوع من الترضية والتعويض لليهود بعد ماحدث لهم من النازى فى الحرب العالمية الثانية.
من الذى أضاع فلسطين حقا؟
----------------------------------------------------------
يقول اليهود والصهاينة أنهم إشتروا معظم الأراضى الفلسطينية من الفلسطينين عندما عرضوا عليهم أضعاف قيمتها , ويقول الفلسطينيون أنهم لم يبيعوا شيئا وأن اليهود قاموا بالإستيلاء على أراضيهم بالقوة, والحقيقة هى بين هذا وذاك, فقد بيعت بعض الأراضى الفلسطينية الى اليهود , وكان معظم ما بيع لليهود من أراضى كانت مملوكة لعائلات ( معروفة) ولكنها لم تكن تعيش فى فلسطين اصلا,وكانوا فى سوريا او لبنان او غيرها, وعندما بدأت السلطات البريطانية فى منع الهجرة الى فلسطين, واصبح من الصعب على أصحاب الأراضى الدخول الى فلسطين قاموا ببيعها لليهود ففيما يبدوا كانوا هم المشترون الوحيدون فى السوق , وهناك فى الحقيقة أسماء هؤلاء ومقدار ما باعوه, ولكن ذلك ليس فى مجال المقالة , ويقال ان ما باعوه لا يتعدى ما بين 2-4% من حجم الأراضى, وهذا ما ينافى ما يقوله الصهاينه, ويقال أيضا ان معظم الأراضى لم تكن مملوكة للفلسطينين بل كانت أراضى (حكومية) , كما يقال انه بعد أن فر الفلسطينيون فى عام 1948, كانت الأرض بلا أصحاب فأستولى عليها اليهود, وأن ما كان الفلسطينييين يمتلكونه من الحجم الكلى للأراضى لا يزيد عن 15-20% .
الخلاصة ان الحقيقة فيما يبدو ليست ما قاله الفلسطينيون او ما قاله اليهود, بل هى شيئ بين هذا وذاك.
الرجولة هى تحمل مسؤولية ما نفعله:
دائما تعودنا دائما دائما ومرة أخرى دائما لكى تبرز النقطة, ان لا نتحمل مسؤولية نتائج أعمالنا الفاشلة, ودائما ما نوجه اللوم الى شيئ أخر او الى أحد أخر, فى مباريات الكره مثلا بعد خسارة مباراة للكرة بجدارة,نلوم الحكم أوحامل الراية او الجمهور اوالملعب او الجو او الإجهاد بعد السفر, أو الطعام الذى أكله اللاعبون, بل فى مرة على ماأذكر لاموا " أعمال السحر" الذى "عملتة احدى الفرق الأفريقية " فى أحدى مباريات إفريقيا فى الستينات.....الخ ,ومن المستحيل ان نلوم أنفسنا أو نقول ان الفريق الأخر كان هو الفريق الأفضل ويستحق ان يفوز, ونفس الشيئ يحدث فى الحرب, عندما نخسرها بجدارة أو بغير جدارة , نلوم صفقة أسلحة فاسدة, او خيانة من العدو او خيانة من صديق او ان الخصم لم يحارب بشرف أو أو أو .........الخ من تلك الحجج , نحن فيما هو واضح لا نقبل الإعتراف بالهزيمة برجولة ونقف على أقدامنا بكرامة كما يفعل الأخرون.
الحرب هى مسؤلية الحكومة والشعب سويا, بصرف النظر عما إذا كانت الحكومة شرعيه أم لا, ديموقراطية ام لا, ونتائج الحرب هى ما يجب ان تكون ودائما ما تكون من مسؤلية الحكومة والشعب معا, بل إن حالة الحرب تساعد على إزالة كل خلاف بين الشعب والحكومة حيث يجد كلاهما أنهما تحت الإحساس بالوطنية والدفاع عن الوطن, فى قارب واحد, فتتلاحم القلوب وتتحد الافكار لهدف واحد وهو الإنتصار على العدو المشرك. سواء شاء من شاء او أبى من أبى وهذه حقيقة لا تقبل الجدل. حتى الحرب الدفاعية لا تختلف عن ذلك سوى فى الحقل الدولى فى إلقاء المسؤولية على الدولة المعتدية ومحاولة تصحيح الأمر بما يراه المجتمع الدولى, وما يراه المجتمع الدولى لا يتوقف عادة على ( العدالة) كما نراها كأفراد , فالعدالة حتى بين الأفراد تختلف من فرد الى الأخر ولذلك فهناك محاكم وقضاة, وحتى بعد حكم القاضى, هناك من الأطراف المتشابكة من سوف يختلف مع حكم ذلك القاضى خاصة إن كان الحكم ضد مصلحته. لذلك فإن المجتمع الدولى لا يحكم بمنظور العدالة حتى وإن قال ذلك,ولكنه يتوقف على السياسة بين الدول وعلى القوة العسكرية للمتحاربين وعلى الوضع العسكرى بعد المعركة, كما يتوقف أيضا على العلاقات والمصالح المشتركه بين الدول كما قلنا من قبل فى تعليقاتنا , وكلما أسرعنا فى فهم وإستيعاب تلك المعادلة كلما إستفدنا وتعلمنا كيف نتعامل مع الدول الأخرى ومع المشكلات العالمية دون التشنجات العاطفية والشعارات الرنانة التى لم يكن من نتيجتها سوى الكوارث التى حلت بالشرق الأوسط طوال النصف قرن الماضى أو أكثر من ذلك .
عندما تنتصر دولة على أخرى فى الحرب فإنها تفرض شروطها على الدولة المهزومة, كانت هذه هى معادلات الحرب وحقائقها على مدى التاريخ البشرى , فدخول الفلسطينيون و الحكومات العربية وإعلانهم الحرب على عصابات الصهاينة وعلى إسرائيل المزعومة, بصرف النظر عن العدالة كما نراها كأفراد أم لا كما قلت من قبل, كانت عملا لابد ان يتحملوا مسؤليته, فبالطبع لو إنتصروا وحاصروا اليهود وأجبروهم على الإستسلام, لكانت تلك هى الحقيقة على الأرض, و نأمل ان تلك كانت أهدافهم ( أى الحكومات العربية) ولم تكن مجرد تمثيلية قبيحة وعمل رمزى من قبل الحكومات العربية,ولكنهم لم يحققوا ذلك وهزموا , فكان يجب عليهم ان يتصرفوا كما تصرفت اليابان والمانيا وإيطاليا وغيرهم, ولا يتصرفوا كالأطفال الذين يخسرون فى أى منافسة او لعبة , فيتحججون بهذا وذاك, ويصرخون ويحطمون ما فى أيديهم وما حولهم , كان يجب ان يقبلوا الهزيمة بشرف, ورجوله وأن يعدوا عدتهم ربما لجولة أخرى فى الوقت المناسب, ولكنهم كما نعرف وكما عشنا فيهم وبينهم, تصرفوا بطريقتهم فى محاولة لحفظ ماء الوجوه, سواء الحكومات ام الشعوب, ولكن العالم لم يقبل ذلك منهم, والدليل أنه رغم ما آتوا به من أسباب ومن مسببات ومن ظلم وعدل ورغم كل المرافعات والخطب والشعارات خلال السنوات التالية للهزيمة وحتى الى الآن, فالعالم لم يقف معهم وقفة جادة عندما تطلب الأمر, بل كان العالم يتعامل معهم كما يتعامل رجل مع طفل صغير خسر المنافسة, فيشجعهم ويعطيهم من طرف اللسان حلاوة , ولكن يروغ منهم كما يروغ الثعلب. أقرأ تاريخ هذه الفترة من أطراف محايدة لا يتسرب اليها العواطف والإنفعالات والتشنجات العنترية , وقرر بنفسك .
الإعتراف بإسرائيل
أما بالنسبة للإعتراف بإسرائيل, فكما ذكرت فى أحدى تعليقاتى,لأن أحدهم أعمى ولا يرى الشمس, فليس ذلك حجة ان لا يعترف بوجودها , إن قال له كل من حوله ان هناك شمسا ساطعة ونورها يغطى الأرض كافة, فعدم إعترافه بها او إنكاره لرؤيتها لأنه أعمى, لا يعنى شيئا بالنسبة للشمس او للأخرين من حوله, ولكى لا يبدو ذلك الأعمى أحمقا او أنانيا لا يفكر إلا فى نفسه وفى مصلحته, كان أجدر به ان يصدق من يثق بهم حوله ان هناك شمسا فى وسط السماء. وسواء كان أعمى البصر او أعمى البصيرة فالنتيجة واحدة لا تتغير, بل الحقيقة أنه فى حالة أعمى البصر فهى مصيبة,ولكن فى حالة أعمى البصيرة فالمصيبة أعظم.
هل هناك فارق بين حماس والقاعدة او غيرهم؟
عندما أنظر الى خارطة العالم والى كل رقعة من العالم دخل اليها المتأسلمين او الاسلامويين او المتطرفين أو أو .... سمهم كما شئت, أتحسر على ما وصل اليه المسلمون تحت شعار الإسلام , أنظر الى افغانستان وباكستان, انظر الى العراق, انظر الى فلسطين ومصر الى الجزائر, الى السودان او لبنان, أنظر الى أكبر (لا- دوله أو شبة دولة) فى العالم منذ اكثر من عشرون عاما ....الصومال , أنظر حولك جيدا وخبرنى بصراحة وواقعيه, أين فى أى من تلك البقع نجد لهم نجاحا يفخرون به ويفخر به المسلمون, ويرجعونه الى ذلك النوع من الإسلام المتطرف الذى يتشدقون به.
هل هناك فارق بين حماس أوالقاعدة أو حزب الله , او الأخوان المسلمين أو طالبان او الشبان المسلمين فى الصومال أو أى جماعة أخرى تتخفى خلف الدين , مجرد وجوه مختلفة لنفس العملة, ليس هناك فارقا على الإطلاق سوى ان كل منهم يعتقد, او يريد من الناس أن تعتقد, انه ممثلا لله فى الأرض, وأن من يتبعه فهو يتبع الله ومن يحاربة فهو يحارب الله. هذا ما يجمعهم وهذا ما يغسلون به أمخاخ الناس من حولهم , لهم نفس الأسلوب فى قتل البريئ سواء كان ذلك فى العراق او أفغانستان او الجزائر او السودان او باكستان او خيبتستان وجهلستان وتخلفستان , قتلوا من المسلمين ومن بنى أوطانهم مئات أضعاف من قتلوا ممن يسمونهم أعداءهم أو أعداء الإسلام, هل هناك من يستطيع ان ينكر ذلك ؟؟, لا فارق فى تطرفهم و غبائهم وغباء من يتبعهم, كل ما يودوا ان يصلوا اليه حقيقة هو كرسى الحكم, ,لكى يكون لهم الحكم والتصرف فى شؤون الأخرين سواء بالقانون كحكام كما كان فى حال طالبان ,وما يكون الآن فى حالة حماس وحزب الله أو كما يحاول الإخوان( الغير) المسلمين الوهابيين فى مصر والشبان المسلمين فى الصومال, كل تلك الجماعات بلا إستثناء ومعهم جماعات تسمى إسلامية أخرى , كلهم جميعا جماعات إرهابية, يرهبون بتصرفاتهم الأخرين من بنى قومهم , ويقتلونهم فى مجازر مروعة لا علاقة لها بالإسلام او بأى دين او أى مبدأ إنسانى على وجه الأرض لكى يصلوا الى غاياتهم لا أكثر ولا أقل, إخترعوا لهم الإثنى وسبعين عذراء اللائى سوف يكن فى إنتظارهم إن هم فجروا انفسهم, ولكن الذين يصدقون ذلك لابد انهم على درجة من الغباء اكثر ممن يحرضونهم, وإلا لسأل كل من يقنعوه بالإنتحار من يجنده لذلك , إن كان فى ذلك خيرا كثيرا فلماذا لم تفعلها أنت ياصاح حتى الآن ولا زلت تقف أمامى حيا ترزق, او لماذا لم ترسل إبنك او أخوك او أختك...........؟ لو كان فى عقولهم ذرة واحدة من الذكاء, لسألوهم تلك الأسئلة ولعرفوا تماما ان من يجندهم أجبن بكثير من ان يكونوا إنتحاريين او أن يكون من ذويهم من يقدم حياته من أجل الإثنى وسبعين عذراء.
حماس تقول أنها سوف تحرر فلسطين, حماس لا تريد ان تعترف بإسرائيل لأنها فى النهاية سوف تلقى بهم جميعا فى البحر, حماس سوف تطهر الأرض الفلسطينية العربية من كل يهودى او صهيونى, وكما يقول لهم مشايخهم , سوف ينطق الحجر ويقول لهم هناك يهودى يختفى خلفى فأقتلوه..............., هل هناك حماقة او غباء او ما شاء لك ان تسميه اكثر من ذلك, هل يتصوروا ان صواريخهم التى هى مثل الألعاب النارية فى الأعياد سوف تهزم إسرائيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ التى تعتبر خامس او سادس قوة عسكرية فى العالم, بل تورد بعض السلاح والتكنولوجيا الى روسيا,بالطبع عندما تقول ذلك, وتضع على المائدة القوة العسكرية الحالية لإسرائيل للمقارنة, فأنت إنهزامى جبان, ولو ذكرت لهم من التاريخ الحالة العسكرية والإقتصادية والعددية لإسرائيل فى عام 48, ومقارنتها بها اليوم, ثم مقارنه نفس الشيئ مع الفلسطينيين وحالتهم اليوم, وهى من الأمور الواضحة , ومن الأمور التى لا يمكن إنكارها او تزويرها كما يزورون إنتخاباتهم, قالوا لك ان الوقت فى صالحنا, يتحدثون اليك وكأنك لا عقل لديك, ويجب ان تبصم بالعشرة على ما يقولون , وإلا نعتوك بأقذع الألفاظ, وهذا هو تخصصهم , السب والقذف والنعت, وبينما هم يشحذون السنتهم بكلمات حداد, ماذا يفعل العدو الصهيونى ؟, يجد له حلفاء جدد كل يوم, يتقدم عسكريا وإقتصاديا وحضاريا كل يوم,( هل رأى أحد مدينة تل أبيت وقارنها بأى عاصمة او مدينة عربية أخرى!!!) العدو الصهيونى او إسرائيل المزعومة أو العصابات الصهيونة والخنازير, يتفوق على دول عريقة فى تصنيع السلاح والتكنولوجيا والطب ويفوز علماؤه اليهود بصرف النظر عن مكان تواجدهم, بجوائز نوبل كل عام فى تقديم الجديد للعالم وللإنسان حول العالم,لا يمرعام إلا وكان من بين من يفوزوا بجائزة نوبل يهودى أو اكثر, اما الإسلامويين او المتأسلمين من أشباه حماس , فهم يقدمون لنا كلماتا جديدة وشعارات جديدة ويتفوقون على العالم فى القتل والإرهاب ومما يثير الضحك والرثاء حقا, ان ما يحملونه من الأسلحة والذخائر لم ينتجوه بأنفسهم بل أنتجه العدو , وللأسف هم كما قلت يقتلون المسلمون وليس الصهاينة, اليس ذلك حقيقة, اليس ذلك ما يحدث, ولكن بالطبع سوف تجد من الناصريين السذج من يقول لك العكس, ومن يحاول ان يعمل من البصل مربى ومن البول مشروبا طبيا يعالج به كل شيئ, ولذلك فهم يقضون اوقاتهم كالخنازير فى مخلفاتهم العقلية النتنة التى عفا عليها التاريخ, ولكنهم يقولون لك, هذا هو العلم وهذا هو المنطق وهذه هى الوطينة وهذه هى السياسة الحكيمة, لدرجة أن عرفات من وجهة نظر البعض أصبح مثل ميكافيللى فى مقدرته السياسية على التفاوض. بالمناسبة , لم أسمع فى حياتى مصريا واحدا سواء فى مصر او أمريكا يطلق على عرفات أبو عمار, او على عباس ابو مازن, مطلقا, بتاتا بتاتا, ولا يطلق عليهم تلك الأسماء سوى ................ الفلسطينيون .
هل تعلمنا شيئا من أعدائنا ؟ أشك فى ذلك , بل أنا على يقين أننا لم نتعلم شيئا.
الحنجوريين والعنتريين والهتافين والمزمرين الطبالين لازالوا فيما يبدوا بحتلون مكانا فى العالم العربى.
----------------------------------------------------
ماذا لو وافق العرب على قرار التقسيم فى عام 1948؟
إعادة كتابة التاريخ
اليهود كانوا مواطنين فى فلسطين, وكانوا تقريبا أكثر من ربع او ثلث السكان, فهل كان من الواجب إلقائهم فى البحر او التعامل معهم فى غرفات الغاز والأفران كما فعل هتلر اكبر مجرمى التاريخ البشرى.
لقد أرضعونا منذ الطفولة كره اليهود وكره إسرائيل وكأن ذلك شيئ مقدس قداسة القرآن, فلم نعد نفرق بين اليهود والصهاينة وصاروا جميعا يلبسون نفس الثوب فى أعيننا, ولكن إذا ما تجرد الإنسان الناضح عقليا وإنسانيا من ذلك الشعور الذى نشأ معه بالكره والعداء والحقد, وإستطاع أن يمتلك زمام نفسه فى الحكم بدون تحيز,بل وتقابل مع بعض اليهود وتحدث معهم كما يتحدث مع أى إنسان أخر, لتغير الأمر تماما.
هل شاهد احد من الحنجوريين الناصريين العنتريين ما حدث لليهود فى المانيا, وكيف انهم كانوا لمجرد انهم يهود يقتلون بلا رحمة, أنظروا الى الأفلام التسجيلية وليست أفلام هوليود, الأفلام التسجيلية الحقيقية التى تم تصويرها مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية لأفران إحراق الجثث وغرف الغازات السامة, وأجساد الموتى من اليهود, هل تخيل أحد لو كان فى إستطاعته ان يتخيل ماذا لو حدث ذلك للمسلمين, ماذا لو تم جمعهم كما كان النازى يجمع اليهود رجالا ونساءا وأطفالا ويشحنهم فى قطارات الموت الى غرف الغاز لمجرد أنهم يحملون إسما إسلاميا, ماذا لو رقموهم بأرقام كالوشم على أذرعتهم بلا إستثناء, رجالا ونساءا وأطفالا, ماذا لو كان فى التاريخ مشهد مثل ذلك, ماذا لو حدث مثل ذلك للمسلمين فى المانيا او فرنسا او إنجلترا او الولايات المتحدة الأن!!!
فى فيلم محاكمات نورمبورج, سأل احد قضاة النازى الذين كانوا يحاكمون بسبب الأحكام التى أصدروها على اليهود ,سأل احد المساجين الأخرين معه إن كان ما يقال صحيحا عن مقتل مئات الالاف من اليهود بتلك الصورة الجماعية , إن كان ذلك ممكنا, فقال له ببساطة شديدة , لم يكن قتلهم صعب فى غرف الغاز مطلقا, ولكن كان التخلص من الجثث ومحوها من التاريخ هو الشيئ الاكثر صعوبة او المستحيل, فى النهاية قال احدهم للقاضى من قوات التحالف التى كان يحاكمه أنه لم يعرف ان الأشياء الصغيرة التى فعلها فى اول تاريخ النازى سوف تؤدى الى ذلك, فأجابه, على العكس, أنت تعرف جيدا منذ أن أصدرت حكما بإدانة بريئ وكنت تعلم أنه بريئ,ان ذلك سوف يؤدى الى ما حدث بشكل او أخر.
فهل ياترى كنا نحن العرب والمسلمين سوف نفعل بهم فى فلسطين ما فعله النازى هتلر لو إنتصرنا فى 1948, سؤال يجب ان يسأل كل إنسان ضميره إن كان مسلما حقا, وإن كان يعلم أنهم كانوا مواطنين فى فلسطين لهم مثل حق الأخر, ولا يختلفوا عن اى أقلية فى العالم تحاول ان تستقل عن حكم الأغلبية,( انظر كم من الأقليات فى العالم تحاول ان تستقل عن الأغلبية الآن ) المشكله هنا انهم اى اليهود كانت لهم أطماع اكثر من مجرد الإستقلال, وقاموا بعمليات إجرامية كبيرة فى فلسطين بين التصويت على تقسيم فلسطين فى عام 1947 ثم إعلانهم الإستقلال فى 1948,كان ينبغى ان يقدموا المسؤولين عنها الى محاكمة عالمية مثل نورمبرج, ولا أدرى إن كان ذلك فى حكم الممكن ام المستحيل, ولكن إعلان الحرب التى خسرها العرب, قضت على أى إحتمال فى ذلك. لقد كان الصهاينة يخططون لسنوات طويلة للإستقلال بجزء من فلسطين ليكون وطنا لهم, ولمعرفتهم ان الأغلبية العربية لم ولن توافق على إستقلالهم , قاموا بما قاموا به, من مذابح لبعض القرى الفلسطينيىة مثل دير ياسين, وغيرها كنوع من الإرهاب و الترهيب للبقية الباقية من الفلسطينين للهروب بأرواحهم, ونجحت خطتهم. وكان قرار العرب بالدخول وإعلان الحرب دون إستعداد كامل وخطة واضحة وتنسيق بين القوات, كما يفعل اى قائد عسكرى خاصة الذى يبدأ بالحرب ويعلنها, قرارا خاطئا من الناحية العسكرية والناحية الإستراتيجيه , وحتى الناحية التكتيكية, ولا أريد ان احول المقالة الى تحليل عسكرى لما حدث, النتيجة تتحدث عن نفسها.
دعوا فلسفة الكره والحقد جانبا, دعوا حماقات عبد الناصر التى خربت مصر لقرون قادمة جانيا, عبد الناصر الزعيم الذى لم يحقق فى تاريخ حكمة اى شيئ إيجابى يذكر, فخسرت مصر من جراء حماقته حربين مع إسرائيل وحرب فى اليمن ,ولم يكن له سوى عبقرية واحدة لا يمكن ان يتجاهلها أحد, فقد إستطاع بتلك العبقرية ان يحول هزيمة 56 الى إنتصار ( وإنتصرنا إنتصرنا إنتصرنا ...........هل يتذكر احد ذلك !!) ثم إستطاع ان يحول هزيمة 67 , الهزيمة المنكرة الى مجرد نكسة ( نكسه او وكسه الله أعلم ) لقد ادخل عبد الناصر فلسفة الحنجورية والعنترية والشعارات والهتافات التى لازالت للأسف كمرض لا شفاء منه ونراه فى أجلى صوره مع البعض, لا سلام ولا إعتراف ولا تفاوض ولا صلح ولا ولا ولا, ثم تسأل ماذا إذن, فيقول لك من يقول , لابد أن ندمر إسرائيل, الزمن فى صالحنا, من الممكن أن نخسر عشرات الحروب مع إسرائيل ولكن يكفى ان تخسر إسرائيل مرة واحدة. كلام فى منتهى الضحالة , سفسطة عبد الناصر وأتباعه الغير واقعية.
قرارات الأمم المتحدة فى 1947 , 1948
صدر عن الأمم المتحدة القرار رقم 181 لعام 1947 لتقسيم فلسطين, والقرار194 لعام 1948 بالإعتراف بإسرائيل كدولة مستقلة,
الإتحاد السوفيتى كان معارضا بشدة لقرار التقسيم عام 47 لكنه فى النهاية وافق مع 32 دوله أخرى على قرار التقسيم ولم يكن لدى وقت لدراسة السبب فى ذلك, وقد إعترضت 13 دوله بينما إمتنعت عن التصويت 10 دول من بينها بريطانيا !!, وللعلم بعد أن وافق ترومان على قرار التقسيم, حاول فيما بعد ان يغير من ذلك القرار تبعا لسير الأمور على الأرض فى فلسطين, غير ان الوضع على الأرض تغير مرة أخرى فى صالح اليهود, ولكن عند قرار الإستقلال الذى جعل من إسرائيل دولة فى عام 1948 , فقد كان هارى ترومان هو اول من إعترف بها, إعترافا قوليا وليس قانونيا, وكان بعده بنفس الطريقة القوليه الشاه محمد رضا بهلوى, ثم جواتيمالا وايسلانده, نيكاراجوا, رومانيا وأروجواى. كان الإتحاد السوفيتى اول دولة تعترف بإسرائيل فى الأمم المتحدة قانونا فى يوم 17 مايو 1948, والإعتراف القانونى يشار اليه فى المواثيق الدولية القانونيه بكلمة (De jure ) وهو يماثل اى عقد قانونى يلزم الأطراف بما فيه, اما إعتراف الولايات المتحدة فكان ليس قانونيا ويسمى (De facto ) ومعناه بحكم الأمر الواقع ويختلف كثيرا عن الإعتراف القانونى,وهذا بالطبع هو السبب لمن لا يستطيع ان يفهم معنى الإعتراف الدولى القانونى والذى دعا الولايات المتحدة ان تعترف قانونيا بإسرائيل فى 31 يناير 1949 بعد الإنخابات الإسرائيلة الأولى التى وضعت حكومة إسرائيلة منتخبة تحت الدولة الجديدة لها دستور كامل ومنه حماية الأقليات العربية فى الدولة الجديدة. هذا هو الفارق المعرفى بين السمكرى الذى يقرأ الجرائد او يسمع من أنصاف الممثقفين , والأكاديمي الذى يعرف معنى القانون الدولى والوثائق الدولية القانونية ومن بينها وثائق الإعتراف بالدول.
نحن جميعا كأدميين نعيش فى مجتمعات إتفق على تسميتها بدول, وهناك قوانين دولية تلتزم بها كل دول العالم ما عدا الدول المارقة والدول الغير شرعية التى يحكمها ديكتاتور أتى الى الحكم بطريقة غير شرعيه ولم يكن لشعبه الخيار فى إختياره, ولكن منهم أيضا الكثيرون ممن كما يقال فى مصر ( يخاف ولا يختشى), فمثلا بعد حرب العراق, وما حدث لصدام الديكتاتور المجرم الذى قتل من شعبه اكثر من ما قتل من أعدائه, تبول القذفى على نفسه وقرر ان يتخلص مما توهم انه برنامج نووى, وهذا المخبول عقليا, يعرف ان بلاده لا تصنع دراجة او موتوسيكل, ولكنه توهم بجهلة المطلق وغبائه الذى لا حد له, انه يستطيع ان يصنع سلاحا نوويا, مادام لديه الأموال ,ولكنه لم يفكرحتى لو إستطاع شراءه, فكيف يمكن له ان يوجهه, ليس لدية صواريخ معدة لحمل القنبلة, طويلة المدى او قصيرة المدى او حتى أى مدى, وليس لديه طائرات معدة لحمل ذلك السلاح لتوصيله الى الهدف, ولكن المخبول عقليا تصور انه يستطيع ان يشارك الدول الكبرى فى إمتلاك سلاح نووى, فيصبح بذلك دولة كبرى تحترمها العالم, وفى الحقيقة كان يسعى لكى يكون هذا الإحترام موجها له هو شخصيا, ولماذا لا, الا يسمى نفسه ملك ملوك إفريقيا.
لقد تمت هزيمة اليابان والمانيا عسكريا بعد تدميرا لمدنهم لم تراه فلسطين أو أى من دول العالم من قبل , فماذا حدث, هل أصر كل منهما على موقفه ام إعترفوا بالهزيمة ,ومضوا قدما لكى يعيدوا بناء بلادهم, أين اليابان وألمانيا الأن بالمقارنه للعناد الطفولى الأحمق العربى الفلسطينى , هل تعلمنا شيئا بعد ذلك, يبدو اننا لم ولن نتعلم شيئا, لأننا الأن وفى سنة 2009 لا زال هناك من يردد نفس الحماقات العنتريه الناصرية الأحمد سعيدية بتدمير إسرائيل, فهل هناك من لدية ذرة واحدة من العقل او المنطق ممن يصدق ذلك, نعم للأسف يبدو ان هناك بالفعل من يصدق ذلك..........!!
إسرائيل تلعب وتتلاعب بهم كيفما شاءت, فمثلا لنأتى الى موضوع الإعتراف بها, الغباء الغير محدود لحماس وأمثالهم يجعلهم يعتقدون أن بيدهم صفقة كبيرة, وهى انهم طالما لم يعترفوا بإسرائيل ففى أيديهم ورقة ثمينة للمفاوضه واللعب بها, وإسرائيل تعرف حماقتهم وغباءهم, وتعرف أيضا ان إعترافهم لن يساوى الهواء الذى سوف يتنفسونه اثناء قول كلمة الإعتراف, ولذلك تصر على ان لا تفعل هذا او ذلك إلا بعد ان يعترفوا هم بها, والأن أى إنسان له نصف عقل او ربع عقل او أى ذرة من عقل يدرك تماما أن إسرائيل هى التى ترى الوقت فى مصلحتها, وتساوم على شيئ مثل ذلك, ولن يضيرها إعترافهم بها أم لا, وكلما طال الوقت , كلما إزدادت قوة , وكلما خسر الفلسطينيون من كل جانب, وكما قال الإسرائيليون إن الفلسطينيون لا يضيعون فرصة لتضييع الفرص, وحقا ما قيل. فسوف تحدث مواجهة أخرى لامحالة, وتكون النتيجة هى تقلص وتواضع ما يطالب به العرب والفلسطينيون, فى47 عرض عليهم طبقا لخريطة التقسيم فى الأمم المتحدة للقرار 181 لعام 1947, الضفة الغربية بأكملها وقطاع عزة ومنطقة كبيرة من جنوب لبنان ثم منطقة أخرى على حدود مصر الشرقية تحت قطاع غزة مع تدويل القدس لأسباب دينية تتعلق بالديانات الثلاثة, ( أرجو ان تنظر الى تلك الخريطة فى جوجل). فرفضوا وأرسلوا جيوشهم كما قلنا من قبل دون خطة لكى تلاقى هزيمة نكراء,مع أن ما عرض على اليهود كان شريطا شمالى غزة لا يصل حتى الى لبنان وجزء أخر مع حدود سوريا, والباقى وهو الجزء الأكير كان فى صحراء النقب مما جعل مساحة ما عرض علي اليهود اكبر مما عرض على الفلسطينين , قارن ذلك بما يحلم به الفلسطينيون الأن. ثم أخبرنى عن الوقت الذى هو فى صالحهم. وفى المواجهه التالية سوف يتقلص ما يحلم به الفلسطينيون, وفى النهاية قد يقبلوا قطاع عزة كدولة فلسطين الجديدة ولكن أيضا هناك إحتمال ان ترفض حماس ذلك مادامت العقلية الغبية المتخلفة تحكمهم.
بالطبع لا أتوقع ان يتفق معى الجميع فيما جاء هنا, وهناك من يعتقد ان من يؤيد الإعتراف بإسرائيل والمضى قدما لنترك للأجيال القادمة نقطة بداية, هو خائن وجبان.............الخ من قاموسهم اللغوى المهذب, وهذا بالطبع حقه فى ان يفكر كيفما شاء وأن يقرر ما شاء له أن يقرر, وكذا فمن حقى ان افكر فى أن من ضيع فلسطين هم الفلسطينيون أنفسهم ومعهم شرذمة من العرب الأغبياء , ولو أنهم إعترفوا بهزيمتهم كما تعترف اى دولة تدخل حربا مع أخرى, كاليابان وكتركيا وأيطاليا والمانيا وغيرهم, ثم يقوموا بعد ذلك ببناء دولتهم من جديد كما فعلت تلك الدول, لكان من الممكن - على الأقل - من الممكن ان يكون لهم مثل حظ تلك الدول. اما من لازال حتى اليوم يعتقد انه سوف يدمر إسرائيل, فلا يستحق حتى أن أحاوره.
لقد قيل عنى اننى على درجة كبيرة من الحساسية او شيئ من هذا القبيل, وأنا أتحدث عن الحساسية ( (Allergyو ليس ( Sensitivity ) فشتان بينهما, هناك من لديه حساسية ضد المكسرات او الفول السودانى وقد يموت إن أكلها, وهناك من لديه حساسية ضد بعض الأزهار, او بعض الروائح, ..........الخ فى الحقيقة سوف أعترف اننى فعلا على درجة عالية من الحساسية, ليس لمن لا يتفق معى, أو لمن يختلف معى فى وجهات النظر, ولكن حساسيتى تظهر بشدة عندما أجد نفسى فى مواجة الغباء او الحماقة فهما من الأشياء التى ليس لها دواء, الجهل يمكن معالجته, أما الحماقة والغباء فلم يخترع لهما علاج حتى الآن, كذلك لدى حساسية ضد الحرباء التى تغير لونها طبقا للظروف, وسواء كان تغيير اللون يطابقة تغيير الإسم او تغيير الجنسية او تغيير اى شيئ أخر لتحقيق مكسب ما, فلدى حساسية عنيفة ضد ذلك وهذا إعتراف وإقرار منى.
تخيل ان العرب والفلسطينين إعترفوا برجولة بهزيمتهم فى 48, او حتى وافقوا على قرار التقسيم دون الدخول فى حرب خاسرة, وكانت هناك دولتان فلسطينة وإسرائيلة, ذات حدود معترف بها من العالم, من حيث ان العالم هو الذى وضع تلك الحدود, والعالم الذى وضع تلك الحدود كان من الصعب عليه بعد او وافقت الأطراف ان يغيرها او يسمح بتغييرها, تخيل أن مضت كل من تلك الدولتين الى مراعاة شؤونها وشؤون شعبها, تخليل ان إسرائيل والعالم لم يكن سوف يسمع من حماقات القادة العرب التهديد بتدمير إسرائيل وإلقائها فى البحر يوميا كما كان يفعل عبد الناصر وغيره فقد كان يقول عندما يصحو من النوم سوف أدمر إسرائيل, وكان يقول قبل ان ينام سوف القى بهم فى البحر, فهل كانت إسرائيل ستسعى لإمتلاك أسلحة نووية, ربما يكون الإحتمال 50% أنها ستفعل ذلك , اليس ذلك خيرا من 100% أنهافعلت ذلك, تخيل الفلسيطينون وقد كانت لهم دولة وحكومة وقانون وجيش ومؤسسات وكيان كامل, فهل كان مصير طفل ولد فى ذلك الوقت من ملاييين الأطفال الفلسطينين مثل مصيره اليوم, هل هناك من ينكر ان الفلسطينيون كانوا سيصبحوا احسن حالا مئات المرات أو ألاف المرات مما هم علية الأن. بالطبع ذلك الطفل كانت ستكون لدية فرصة أحسن فى حياة كريمة خيرا مما هم عليه الآن, ولكن بالطبع سوف يقول البعض من ذوى العقلية الناصرية الحمقاء , لا وألف لا, وسوف تستمع الى خطب وشعارات لا تساوى حتى المجهود او الطاقة فى النطق بها او كتابتها, لماذا , لأن المنطق والحقيقة والواقع لا وجود لهم لديهم, فهم يعيشون فى حلم من أحلام اليقظة وقد خدرتهم الأمانى , فهنيئا لهم بأحلامهم ومخدراتهم.
والأن وبعد ذلك, من الذى أضاع فلسطين حقيقة ؟؟؟
بقلم: فوزى فراج