مشاهدة النسخة كاملة : علم الاثار
ساعدوني
من لديه بحث حول مناهج علم الاثار
:sdf:
**د لا ل**
2011-03-01, 14:27
المناهج الكلاسيكية لعمليةالتنقيب
إن علم الأثار هو العلم الذي يهدم هدفهالأصلي(موضوع الدراسة) لدراسته من خلال أعمال الحفر ، فهوالدراسة العلمية لمخلفات الحضارة الإنسانية الماضية ويتحرى
الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية،والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافاتمثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبدفخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدواتالحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستاربشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشافأنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة
الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوموحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروحالكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالمالحياة في المجتمعات القديمة.
فالبحث الأثري هو السبيلالوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التيوُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كماأن البحث الآثري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناءمعلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة. ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا منالأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشريوتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أنعملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أنعلم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخينيدرسون بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلاتالمكتوبة، ويرجع هذا الإختلاف في تصنيف إنتماء علم الأثارإلى الإختلاف بين المدرستين حول طبيعة الأنثربولوجيا في حدذاتها
ويتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التيتطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدثفيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء ـ شأنهم شأن دارسيالعلوم الاجتماعية ـ عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلتالناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد ـ مثلاً ـويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلقبالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرقالتجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عنالأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارةالمايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروباوالحضارة الفرعونية .
وليتمكن الأثريون من تحقيق هذهالأهداف وغيرها لبد لهم من مناهج البحث العلمي وتقنياته،وعلم الأثار على إعتباره فرع منالعلوم الإنسانية؛ فهويعتمد على المناهج الأساسيةللعلوم الإنسانية :المنهجالوصفي والمنهج والمنهج المقارن، وهذا يكون خاصة في الشقالنظري من البحث الأثري ،أما في الشق الميداني نجد علمالأثار يعتمد على مناهج مختلفة (التنقيب، التصنيفالتأريخ،الترميم) تبرز تميز خصوصيته عن بقية العلوم.
1/ الدليل الأثري
يدرس الأثريون أي دليل يمكن أنيساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنةالقديمة. وتتراوح الأدلة الأثرية بين بقايا مدينة كبيرة،وقلة من فلَق قطع الحجارة، التي تركها أحد الذين كانوايصنعون الأدوات الحجرية منذ أزمان بعيدة.
إنالأنواع الثلاثة الأساسية للدليل الأثري هي: 1- المعثوراتالمصنوعة 2- الظواهر 3- المعثورات الطبيعية.
1.1 / المعثورات المصنوعة
أما بالنسبة إلى المعثوراتالمصنوعة، فهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أنتنقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهيتشتمل على مواد مثل النّصال والقدور والخرز. كما يمكن أنتشتمل ـ بالنسبة إلى مجتمع ذي تاريخ مكتوب ـ على الألواحالطينية وعلى سجلات أخرى مكتوبة، وتعد المعثورات المصنوعةالشواهد الأساسية التي يعتمد عليها الأنثروبولوجيون فيدراسة الحياة الثقافية للشعوب البدائية، فهي تعد من أهمالرواسب الثقافية –على حد تعبير تيلور"tylor"-. وقد نتج عنالأبحاث الأركيولوجية التي أجريت في تبسة ، إرجاع تاريخاالإنسان في إلى العصر الباليوليتي (الحجري القديم)، وذلكمن خلال إكتشلف أدوات من الحجارة والصوان ورسوم ورمادياتمختلفة الأحجام، في كهوف القسطل ، والماء الأبيض،وفجغليلاي، وجبل الدكان....وغيرها منالمناطق التبسية .
2.1 / الظواهر
الظواهر هي المعثورات الأثرية التي تظهر علىسطح الأرض ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة وتتألف بصورةرئيسية، من البيوت والمقابر وقنوات الري، ومنشآت عديدةأخرى، قامت ببنائها الشعوب القديمة. وخلافًا للأدوات، فإنهلا يمكن فصل الظواهر عن محيطها، دون أن يحدث تغيير فيشكلها، وتعد مدينة تبسة من أغنى المدن الجزائريةبالمعثورات الأثرية الظاهرة، والتي من أبرزها:
* القلعة البيزنطية التي يعود تاريخ تشييدها إلى535م، على يدالقائد الروماني صولومون، وتحمل القلعة 14 برجا للمراقبة،و3 أبواب رئيسية هي: باب شالة، باب صولومون، باب كراكلا.
* معبد مينرف: الذي بني بين(193 و217 م) تكريما لآلهةالحكمة الرومانية مينرف، وقد حول إلى متحف يضم قطعا أثريةرومانية.
*الكنيسة المسيحية (البازليك): بنيت مابين(320م و385م) ولا تزال تحتفظ بأغلب أقسامهاالتعبدية.
*تبسة العتيقة: أوتبسة الخالية كما تعرفمحليا ، مدينة أثرية تضم عدة مواقع مهمة.
1 / المعثورات الطبيعية
المعثورات الطبيعية، هي الموادالطبيعية التي توجد جنبًا إلى جنب مع الأدوات والظواهر. وتكشف هذه المعثورات طريقة تفاعل الناس في العصور القديمةمع محيطهم. وتشتمل المعثورات الطبيعية ـ على سبيل المثال ـعلى البذور وعظام الحيوانات، كما تشمل أيضا الموادالكيميائية والغازات، وحتى الموادالعضوية المختلطةبالتربة.
ويُطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسمالموقع الأثري. ولفهم سلوكالناس الذين شغلوا موقعًاأثريًا، لابدّ من دراسة العلاقات بين الأدوات المصنوعةوالظواهر والمعثورات الطبيعية، التي اكتشفت في ذلك الموقعالأثري. فمثلاً اكتشاف رؤوس رماح حجرية قرب عظام نوع منالجواميس المنقرضة في موقع ما في ولاية نيو مكسيكو، يبينأن تلك الجماعات البشرية المبكرة، كانت تصطاد الجواميس فيتلك المناطق.
2/جمع المعلومات
يستخدم علماء الآثارتقنيات ووسائل خاصة لجمع الدليل الآثاري جمعًا دقيقًاومنهجيًا، ويحتفظون بسجلات تفصيلية عن المعثورات الأثرية،لأن التَّنقيب الآثاري المفصل يتلف البقايا الأثرية موضعالبحث
1.2/ تحديد الموقع
تحديد الموقع الأثري هوالخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وتكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكونتحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحتالماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجةتغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء
وقد يتمتحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعينالمجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردتعنها في القصص القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. ومثل هذه المواقع الأهرامات في مصر، أومدينة أثينا القديمةفي اليونان. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا اكتشفها ـ بمحضالصدفة ـ أناس غير آثاريين، فمثلاً اكتشف أربعة أطفال سنة 1940م كهف لاسو في الجنوب الغربي من فرنسا، وذلك أثناءبحثهم عن كلبهم الضائع. ووُجدت في هذا الكهف رسوم جداريهتعود إلى ما قبل التاريخ.
وقام علماء الآثاربالعديد من الاكتشافات المهمة، وبحثوا دون كلل وعلى امتدادسنوات طويلة، عن موقع معين أو نوع ما من المواقع. بهذهالطريقة اكتشف عالم الآثارالإنجليزي هوارد كارتر، في عام 1922م القبر المليء بالكنوز الذي يخص الملك المصري القديمتوت عنخ آمون.
يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثورعلى المواقع الأثرية. وكانت الطريقة التقليدية لاكتشافجميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسحسيرًا على الأقدام. وكان الآثاريون ـ عندما يستخدمون هذهالطريقة ـ يتباعد بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون فياتجاهات مرسومة، وان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهوسائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندمايرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلكالتي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدامهذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينةموجودة فيقمم التلال وليس في الوديان.
ويتَّبع علماءالآثار طرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثريةالموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهراختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليلآثاري، فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعةفوق قبر قديم، أو فوق قناة للري، أما النباتات الأقصرالموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرضضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدمكواشف معدنية لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبقأن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.
2.2 / مسح الموقع
أول مرحلة من مراحل الدراسة التي يقوم بهاالأثريون لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاءملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الأثريالشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع.
ويقومالأثريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتماكتشافها، ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقعوأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويعمدهؤلاء ـ في بعض الأحيان ـ إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتمعملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريطالقياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقعالأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له.
وبعد رسمالخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطحالموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة،ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطةالمواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لناأماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدامالموقع.
لايهدف هذا المسح إلى حصر الآثار المنظورةفحسب، بل يسعى كذلك إلى معرفة الإطار البيئي الكامل الذيعاصر حقبة زمنية، وذلك بدراسة مصادر المواد الطبيعيةودراسة التغيرات الجيولوجية والجغرافية والجيومورفولوجيةمثل تغيرات مجاري الأنهار وانخفاض سويات البحاروارتفاعها.
إن وجود الإنسان في الطبيعة يترتب عليهتغيّر في التوازن الطبيعي. ولابد إذن من معرفة العلاقةالبشرية بالبيئة الطبيعية، ولابد من وسائل ميدانية متطورةلتفهم النشاط الإنساني على وجه أفضل، ومن ثم جمع عينات منمخلفات الإنسان من كل بقعة سكن فيها أم مر بها ، كالفخاروالعظام والمواد العضوية وغيرها. ويستعان في عمليات المسحالأثري بالتصوير الجوي بكل أنواعه وبالتصوير الفوتوغرامتريوتستخدم الأشعة الكونية والأشعة تحت الحمراء. وقد دخلتالسواتل (التوابع الصنعية) حديثـاً في عمليات المسحالواسعة
/ مناهج التنقيب الأثري
1.3/ المناهجالكلاسيكية لعملية الحفر
* منهج فان كيفن Van Guffen:
وضع هذا المنهج من أجل إجراء تسجيل ثلاثيالأبعاد، حيث طوره فان كيفن من أجل التنقيب في تلال صغيرة،أو في جثوات ترابية يتم تقسيمها إلى أربع قطاعات متساوية،ويتم التنقيب أولا في قطاعين متناظرين، الواحد مع الآخرتاركين القطاعين المتناظرين الآخرين دون تنقيب، مما سيكشفالتموضع الطبقي، فتبدو تشكيلته بشكل عمودي فيجدارالمنطقتين، وهذا ما يجعل المقاطع الاستراتيغرافيةالأربعة مرسومة كلها في المقطعين المتروكين دون تنقيب،وهنا لا يترك أي مقطع دون رسم، فالعلاقات بين الوحداتالاستراتيغرافية المختلفة تشكل تموضعات مختلفة في كل نقطةمن الموقع، يمكن لهذه الرسومات أن تخدمنا من أجل اعادةبناء تاريخ الموقع، بالاضافة الى جانب من رسومات المخططاتالتي يمكننا الحصول عليها عند قيامنا بازالة بعض الطبقاتولا يقتصر هذا على الوحدات المعمارية، فكل تغيير يتم علىالسطح سيعطينا حالة جديدة وغير قابلة للتكرار، إلى جانببطاقات وحدة من الوحدات الأثرية التي لا يمكن أنتظهر.
ومثل هذا المنهج لا يكون قابلا للتطبيق إلا فيالموقع ذات الشكل الدائري تقريبا، وذات الأحجام الصغيرة،أما إذا كانت المربعات المراد تطبيق هذا المنهج عليهاكبيرة جدا فانه لا يمكن ضبط الأمور بشكل محكم وبفعاليةتامة.
* منهج ويللر Wiler:
وقد اقترح هذاالمنهج في الخمسينات من القرن 20 في كتابه (علم أثارالحقل)،
ويتألف هذا المنهج من اقامة خارطة شبكية تغطيالموقع كله، ثم يتم حفر المربعات مع ترك قطاعات من الأرضدون تنقيب لتشكيل دليل على توضع الطبقات(الاستراتيغرافية)،كما قد تفيد هذه الطبقات المتروكة من أجل تسهيل حركة مرورالمستخدمين بين المربعات، دون أن يصروا على الدخول فيها،كما تكون هذه القطاعات وسيلة اثبات للتوضع الطبقي العموديوفي كل جهة من الجهات الأربعة.
وتتميز طريقة ويلربمميزات مهمة وهي قدرتنا على الاستفادة بعد أن نترك القطاعات ، حيث يمكننا استخدام هذه القطاعات من أجل ملاحظةالتوضع الطبقي في الجوانب الأربعة للمربع، كما يمكنناالحصول على رؤية كاملة تقريبا للحفرية من الناحية العموديةفي كثير من أجزاء الموقع وفي الوقت نفسه، وعدد المقاطعالمعتمد عليها في نهاية الأمر ستساعد بشكل واضح على فهمالتوضع الطبقي.
*منهج ادوارد هاريسEdward Harris :
وهو معروف عالميا من خلال مؤلفه(مبادئ التوضع الطبقيالأثري)، الذي يعد مرجعا مهما ويشتمل على الخطوط الرئيسيةلمنهجه المعروف بماتريكس هاريس الموضوع سنة 1973، وانتشرهذا المنهج عام 1979 في العديد من عمليات التنقيب فيالعالم كله.
وهي طريقة للحفر والتسجيل ويقوم هذا المنهجعلى ما يسمى بالتنقيب في منطقة مفتوحة، دون أن يترك أيةأدلة أو شواهد دون تنقيب، حيث يقوم بحفر الوحدات الأثريةالكاملة واحدة تلوى الأخرى، وبنزع الطبقات مرة واحدةللحصول على رؤية كاملة دفعة واحدة لكل وحدة من الوحدات،ويعتقد هاريس أن تلك القطاعات المتروكة، دون تنقيب، تمنعدون رؤية طبقة أو أية وحدة أثرية بأكملها بشكل واضح،وبالتالي فمن الأفضل أن يتم العمل دون وجود مثل هذهالأدلة.
ويقوم المنقب هنا بنزع الطبقات بشكل كامل بترتيب عكسي، أي كما كانت قد توضعت تلك الطبقات واحدة فوق الأخرى، ولهذا أهمية كبرى في التسجيل الأفقي، حيث يتطلب تحقيق مخطط كامل لكل وحدة أثرية منفصلة عن غيرها، بشكل يتبع عملية رفع الطبقات المتراكبة، ومن خلال تركم المخططات الأفقية نحصل على تسجيل عمودي.
ويتميز هذا المنهج بفائدة كبيرة، ففيه لن ينقص- كما هو الحال في المناهج الأخرى-مخططات وصور وحدات أثرية كاملة.
*منهج التنقيب على طريقة رقعة الشطرنج:
ويقوم على تقسيم القطاع الى مربعات ثم يتم الحفر في المربعات التي تلمس زوايا مربع في الوسط، يترك دون تنقيب، ويتم تفريغ التراب عن كل مربع فان المقاطع ستظل موجودة في جدران المربع المتبقي من نواحيه جميعا، ولهذا المنهج فائدة كبيرة حيث يمكنه أن يظهر التعقب الاستراتيغرافي في مخطط مشترك لمربعين في الوقت نفسه، ولا تبقى أجزاء من الأرض دون أن يتم الحفر بينها، فبعد القيام بحفر المربعات بحيث يتم تفريغ المربع المركزي من جوانبه جميعا فلن يظطر الى اعادة رسمها لأنها من الناحية المنطقية ستكون هي نفسها التي تحيط بالمربع لأن المربعات المحيطة متصلة مع المربع الموجود بشكل طبيعي.
2.3/ المناهج الحديثة للتنقيب
إن التنقيب الأثري هو عماد علم الآثار. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على الخبرات العملية التي تجمعت لدى الآثاريين الذين مارسوا التنقيب في الشرق والغرب. وإن إجراء عملية تنقيب أثري في موقع ما تنتج عنه عملية بناء تاريخي والحصول على صورة أكثر دقة عن الحضارة التي يعود إليها هذا الموقع، وجودة طريقة التنقيب تحقق الهدف الذي ترمي إليه عملية التنقيب أفضل تحقيق
والتنقيب الأثري عملية تقنية تعتمد، إلى حد بعيد، على الثقافة الأثرية والعامة، وعلى المهارة الشخصية، وعلى الخصائص الفردية للمنقبين، وعلى قابليتهم الإدارية. وليس ثمة تنقيب يدرَّس بالمعنى المعروف، بل إن هناك مبادئ أولية وطرائق نظرية. ولكن عملية التنقيب يجب أن تعاش، وأن تدعم خبرة التنقيب بالجهد والمعاناة.
ويتطلب التنقيب الأثري معرفة بتعاقب الطبقات الأثرية (الستراتيغرافية) وعلم التقويم (الكرونولجية) ولاجدوى من عملية التنقيب من دون خلفية تاريخية. وإن تقنية التنقيب الجيدة هي وسيلة لرؤية تاريخية واضحة وليست هدفاً بذاتها. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على دراسة الموقع دراسة طبوغرافية دقيقة وشاملة، وتقسيمه إلى مربعات، وتسمية هذه المربعات، وجمع كل ما يوجد على سطحه ضمن هذه المربعات وتوثيقها ثم يبدأ السبر بعد ذلك لأخذ فكرة عن طبقات الموقع وأزمنته.
إن طريقة التنقيب الشائعة في مدارس التنقيب الحديثة هي طريقة الآثاري الإنكليزي «مورتمر هويلر» وهي تقوم على أخذ الإحداثيات الفلكية س ع ص للأوابد واللُّقى الأثرية في أثناء التنقيب، لذلك سميت طريقة الأبعاد الثلاثة. وبإحداث حواجز بين مربعات التنقيب يرى المنقب في مقطعها مناسيب الوضع الطبقي للموقع، وتوضح الآثار مع أرضيات المساكن، وبذلك يمكن الحصول على تصوير صحيح لماضي الموقع، وإعادة بنائه عند التوثيق والنشر بالاعتماد على الرسم والتصوير والتحليل إضافة إلى الوصف شيئاً فشيئاً.
بدأ الآثاريون في استخدام المعلوماتية والحواسيب بالقرب من مواقع التنقيب لخزن المعطيات التي تتوافر في أثناء التنقيب،من مكتشفات ونماذج فخارية ونصوص وسويات ومقاطع وملاحظات والمقابلة فيما بينها وبين ما هو معروف في مواقع أخرى.
ينقب الأثريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للأثريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الأثريون،الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع.
وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة بغربال سلك للحصول على المعثورات الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبرلاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.
* العمل تحت الماء:
يستخدم الأثريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء.
ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.
أصبح التنقيب الأثري تحت مياه البحار والأنهار والبحيرات فرعاً مهماً من فروع علم الآثار. وهو يتحرى عن المراكب الغارقة والمرافئ القديمة التي ابتلعها البحر أو غمرها بلججه بسبب الزلازل. وكان الأول في هذا الفرع هو الأب بوادبار» وهو رائد التصوير الجوي الأثري. أما أول عملية قام بها في مجال التحري الأثري تحت الماء فهي البحث عن مرفأ صور القديم. ومن هناك انتشرت التحريات الأثرية تحت الماء في البحر المتوسط كله، واشتهرت عمليات الغطس في الشواطئ المصرية والليبية. وفي سورية تمت عمليتان مهمتان في جهات جزيرة أرواد وسجل حتى الآن اكتشاف، بل انتشال، عشرات المراكب الغارقة عند شواطئ المتوسط ولاسيما الشواطئ اليونانية والقرطاجية منها، والمجلِّي في هذا المجال هو عالم البحار الفرنسي «كوستو» ومركبه الشهير «كاليبسو».
ومن أطرف مكتشفات الغطس البحري الأثري اكتشاف فريق أمريكي لمركبين أغاريتيين غارقين عند ساحل الأناضول الجنوبي (رأس خليدونية ورأس كاش).
إن هذا النوع من النشاط الأثري يلاقي شعبية كبيرة في البلدان البحرية، ومع كثرة هواته بين الشباب يبقى ميداناً علمياً قبل كل شيء، له أصوله ومعداته، ويتطلب إتقان التصوير ورسم المخططات تحت الماء، وقوة جسدية ممتازة، ومعرفة بالحياة البحرية بكل أنواعها.
وأعماق البحار والأنهار ليست أصلاً مجال طبيعة الإنسان، فالغطاس الأثري يعمل في ظروف تعطل جانباً كبيراً من قدراته الجسمية والعقلية والنفسية، والوقت المتاح له للعمل محدود، ومع تطور الوسائل المستعملة في التنقيب تحت الماء ينتظر الوصول إلى وقائع مثيرة في هذا المجال، ولكن الوضوح في أعمال ما تحت الماء ما يزال قليلاً نسبياً.
4 مناهج ما بعد التنقيب
1.4 / التصنيف
يقوم علماء الآثار بوصف وتصوير وإحصاء المعثورات التي يجدونها. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها.
ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً يجب إزالة الصدأ عن الأشياء المعدنية دون أن يؤدي ذلك إلى أي تخريب في سطحها. أما المواد الخشبية المشبعة بالماء، فقد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون، الذين يطلق عليهم المرممون، من صيانتها مناطق أخرى. وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.
يمكن لعلماء الآثار تفسير المعثورات الأثرية، إذا ما استطاعوا معرفة أنماط انتشار الأدوات زمانًا ومكانًا. وللوصول إلى هذه الأنماط يجب عليهم أولاً تصنيف الأدوات في مجموعات تحوي كل مجموعة معثورات متشابهة. والنظامان الأساسيان للتصنيف هما: النوعي والتتابعي (التتابع الطرزي.(
* التصنيف النوعي:
تصنف المواد ضمن مجموعات حسب أشكالها، وطرق صنعها، ووظائفها. وتدعى كل مجموعة من هذه المعثورات نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع القدور الخزفية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدًا، في حين تُمثِّل قدور أخرى متشابهة من موقع آخر نوعًا آخر.
* التصنيف التتابعي (التتابع الطرزي):
. ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في الطراز. وهذه التغيرات إما أن تكون قد حصلت تدريجيًا مع مرور الزمن، أو نتيجة انتشار حضارة في منطقة.
2.4 / التأريخ
لعلماء الآثار طرق مختلفة لتحديد أعمار المعثورات القديمة ويمكن تقسيم هذه الطرق إلى نوعين أساسيين هما: 1التأريخ النسبي 2- التأريخ المطلق.
*التأريخ النسبي:
محاولة معرفة قِدم بعض المعثورات بالنسبة لبعضها الآخر. ولهذا فإن طريقة التأريخ النسبي تقدم مقارنات ولا تقدم تواريخ حقيقية. فمثلاً يستطيع علماء الآثار تحديد الأعمار النسبية للعظام التي يعثرون عليها في موقع ما، من خلال قياسهم لما تحتويه هذه العظام من الفلور، ذلك لأن الفلور في المياه الجوفية يحل محل عناصر أخرى في العظام ويزداد بمرور الزمن. وبالتالي فإن العظام الأقدم عمرًا هي تلك التي تحتوي على كمية أكثر من الفلور.
*التأريخ المطلق :
يحدد عمر المعثور بالسنوات. وهناك طرق عديدة للتأريخ المطلق. والطريقة التي تستخدم في كل حالة ترتكز بصورة رئيسية على نوعية المادة التي يحدد تأريخها.
والطريقة الأوسع استخدامًا لتحديد تأريخ بقايا النباتات القديمة أو الحيوانات أو الكائنات البشرية هي التأريخ بالكربون المشع . وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية كلها تمتص باستمرار نوعين من ذرات الكربون، وهما الكربون 12 والكربون 14 . وتسمى ذرات الكربون 14 أيضًا بالكربون المشع ، وهي ذرات غير مستقرة، وتتحول إلى ذرات نيتروجينية. ولذلك فعندما يموت كائن ما فإن نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 تتناقص بدرجة معينة لتصل إلى نسبة معروفة. ونتيجة لهذا يستطيع علماء الآثار حساب عمر عينة ما عن طريق قياس كميات الكربون 12 والكربون 14 المتبقية فيه. وتعد الطريقة التقليدية المتبعة في قياس الأعمار دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي تعود إلى 50000 سنة. أما التقنية الأحدث التي تستخدم الجهاز الذي يُعرف بمعجل الجسيمات، فهي تعد طريقة دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي يصل عمرها إلى 60000 سنة. وهذا ينطبق أيضًا حتى على أصغر العينات
يستخدم علماء الآثار تأريخ الأرجون ـ بوتاسيوم لإيجاد أعمار تكونات صخرية معينة تحوي مواد أثرية. وتحتوي هذه الصخور على البوتاسيوم 40 المشع، الذي يتحول إلى غاز الأرجون 40 بنسبة ثابتة. ويقوم العلماء بقياس كمية كل عنصر موجود ثم احتساب عمر الصخرة. وقد استخدمت هذه الطريقة لتأريخ تكونات صخرية وعظام وأدوات وُجدت بشرقي إفريقيا. وقد وُجِدَ أن عمر الصخرة حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون سنة مما يشير إلى أن العظام والأدوات أيضًا من العمر نفسه.
وأفضل طريقة معروفة لتأريخ الخشب هي التأريخ بحلقات الأشجار . وتقوم هذه التقنية على احتساب حلقات النمو السنوية الظاهرة على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة. ويقوم علماء الآثار بمطابقة نموذج حلقات شجرة قديمة، يُعثَر عليها في موقع ما، مع حلقات تلك المواد الخشبية القديمة لتحديد عمر الموقع. ويعتبر التأريخ بحلقات الأشجار هو الأكثر دقة في كافة مجالات التأريخ، ولكنه يُستخدم فقط مع المواد الخشبية التي لا يتجاوز عمرها حوالي 8000 سنة
* الدراسة والتحليل:
يقوم علماء الآثار بدراسة الأدوات والظواهر وتحليلها بغية الحصول على معلومات مثل: كيف صنعت الأدوات وأين استخدمت. وفي بعض الأحيان يحصل العلماء على معلومات من خلال التجربة المباشرة. ففي أواسط الثمانينيات من القرن العشرين قام آثاريون من كمبردج بإنجلترا بإعادة بناء سفينة إغريقية كلاسيكية وتسمى تريريم وأبحروا بها. وبهذه الطريقة تعلموا الكثير عن صناعة السفن الإغريقية وفن الملاحة في العصور القديمة. وتساعد الأدوات والظواهر على تفسير الحياة الاجتماعية التي كانت قائمة في الأزمنة القديمة. فحجم البيوت يمكن أن يبين عدد الناس الذين كانوا يعيشون في بيت واحد. وتدل كمية الأحافير التي يُعثر عليها في أحدالقبور وقيمتها، على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص المدفون.
أما تقويم المعثورات الطبيعية، فيكشف عن معلومات، مثل نوع الطعام الذي كان الناس يتناولونه وما إذا كانوا ينتجون المحاصيل أو يجمعون النباتات البرية. ويمكن للمعثورات الطبيعية أن تكشف أنماط الهجرات القديمة. فوجود بذرة من الحبوب غريبة عن المنطقة مثلاً، يمكن أن يكشف عن كيفية وتاريخ انتقال المواد من مكان إلى آخر.
وقد يقوِّم الأثريون الدليل الأثري بمساعدة متخصصين في حقول أخرى. فعلماء الحيوان يساعدون في التعرف على عظام الحيوانات، وطرق الذبح التي كانت سائدة. كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور، ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة. ويعمل مع الآثاريين أيضًا متخصصون آخرون مثل الجيولوجيين والمعماريين والمهندسين. ويعمد المتخصصون في بعض الحالات إلى تشغيل أجهزة الحاسوب التي تيسّر عملية التقويم وتعجّل بها إلى حد كبير.
*التوثيق الأثري:
إن هذه المهمة التي تسبق العمل التنقيبي الأثري وتليه بالضرورة، هدفها الأقصى إيصال كل المعلومات المجمعة في عمليات التنقيب إلى النشر العلمي الموثق بالصور والرسوم والمخططات والمدعم بالأرقام الإحصائية، والمقترن بالتحاليل الكيماوية والفيزيائية للعينات المجموعة بطريقة «الدراسة الطبقية» التي لا تكتفي بالعينة بل لابد من أن تحلل الوسط الترابي أو العضوي المحيط بها. ويتجه الميل الآن إلى أخذ أكبر كمية ممكنة من المكتشفات والمواد المخرجة بالتنقيب والأنقاض والتربة التي عثر عليها فيها. حتى إن ثمة من يرى أنه سيأتي اليوم الذي يدرس فيه ويحلل ويوثق كل ما تتألف منه المواقع والتلال الأثرية.
3.4 / الترميم
الترميم Restoration عملية ثقافية وتقنية وحرفية على درجة عالية من التخصص، لايقوم بها إلا ذوو الخبرة الطويلة، ويتم التعاون فيها بين جميع الفروع للوصول إلى الطرائق المناسبة للتنفيذ ويجب أن يسبق أي عملية ترميمية دراسة توثيقية ترتكز على الدراسات الإنسانية والعلمية والبحث المنهجي، وأن ينظم تقرير عن الحالة الراهنة والأسلوب الذي سيتم اتباعه مع المسوغات الداعية لكل خطوة بالدلائل والصور والمخططات مرفقة بالوثائق اللازمة لجميع خطوات الترميم والأساليب التقنية المتبعة والمواد المستخدمة. كذلك يجب أن تكون الأساليب المتبعة تقليدية، ويمكن في بعض الأحيان استخدام الأساليب الحديثة المجربة سابقاً، ولايسمح باستخدام أي أساليب أو مواد حديثة إلا إذا كانت مناسبة وتطيل عمر المبنى.
ويجب احترام الإضافات التي جرت على المبنى على مر العصور، ولايسمح بإزالة مرحلة لإظهار مرحلة إلا عندما تكون المرحلة الأحدث ذات قيمة ضئيلة بالموازنة مع المرحلة التي تسبقها، على أن تكون الأقدم في حالة فنية جيدة تسوغ العملية.
لايجوز إجراء أي هدم أو تعديل على المبنى،كما لايسمح بعملية إعادة البناء إلا إذا كانت هذه العملية تظهر قيمة المبنى، ويقتصر الترميم على أجزاء صغيرة من مادة البناء فقط بالاعتماد على الدلائل الأثرية، وتتوقف هذه العملية في اللحظة التي يبدأ فيها الافتراض والتخمين أن تكون أعمال الترميم مناسبة من حيث اللون والشكل والمقياس ومتناسبة مع المظهر العام من جهة، ومميزة عن الأصل من جهة أخرى حتى لايتم تزوير الشواهد التاريخية، ويفضل في الترميم الأثري استخدام المواد والتقنيات القابلة للفك ما أمكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك في المستقبل.
وتفرد علم الآثار بمناهج خاصة ، يرجع أساسا إلى خصوصية طبيعة البحث الأثري باعتباره بحثا ميدانيا، تتم معظم مراحله في الموقع الأثري.وهذا لا ينفي بأي شكل من الأشكال ضرورة اعتماده على مناهج البحث الأخرى التي يشترك فيها مع بقية العلوم الإنسانية من مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والمنهج المقارن وغيرها من المناهج التي يبدأ بها وينتهي إليها. وبالتالي فإن خصوصية علم الآثار على اعتباره علما حقليا و ميدانيا تجعل من منطلقا ته ونتائجه محطات نظرية ذات مناهج تعددية. وعلى حد تعبير بورديو Bourdieu"": الموضوع يصنع المنهج والمنهج يؤثر في الموضوع
محمد الأمين تلمسان
2011-03-19, 21:57
مشكور يا صديقي بارك الله فيك كنت أتسائل ان كان عندك أي معلومات تتعلق بتاريخ الدولة الزيانية ان كان لديك مذكرات ماجستير أو لسانس او كتب مصورة او حتى مجلات تتكلم عن تلمسان في العهد الزياني
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir