said26
2011-02-26, 08:30
في برشلونة علم وآداب
...
- قالت العرب: «في السفر سبع فوائد»، وقال الإمام الشافعي، رحمة الله عليه: «وسافر ففي الأسفار خمس فوائد»، وواقع الأمر أنا لست هنا في معرض الحديث عن فوائد السفر، التي من المؤكد أنها أصبحت أكثر من سبع بكثير في ضوء المتغيرات العديدة والتكنولوجيا الحديثة، وغيرها من الأمور ذات الصلة، ولكنني سوف أتناول إحدى هذه الفوائد التي استوقفتني بشدة خلال الرحلة القصيرة التي قمت بها إلى إسبانيا مرافقاً لوفد شركة نادي الوصل لكرة القدم، والتي تركزت في زيارة نادي برشلونة الإسباني للوقوف على تجربته والاستفادة منها، مع بحث سبل التعاون معه حالياً ومستقبلاً، والفائدة التي أقصدها هي كما سماها الشافعي «علم وآداب».
- فالحقيقة، رغم السفرات العديدة التي قمت بها، إلا أنني شاهدت وتعلمت في هذه الرحلة أكثر مما تعلمت في سفرات كثيرة سابقة، وخرجت بعلم أجد أنه من واجبي نقله للجميع قدر استطاعتي، للاستفادة منه، كل في ناديه وموقعه، سعياً نحو تطوير الأداء والارتقاء بالمستويات. وفي التقرير الذي نشرناه بالأمس عن الرحلة، وتناولنا فيه مكاسب الوفد، حاولت قدر المستطاع تبسيط الصورة بما يسهم في إيصالها إلى الجميع، واليوم أضيف إليها شيئاً مهماً جداً؛ وهو تلك الصفة السحرية التي تسمى «الاحترام»، فاحترام الآخر أمر مهم جداً في الوصول إلى أعلى درجات النجاح. إن لم أحترم كهيئة الجمهور فلن أنجح في تقديم الخدمة المنتظرة مني، وإن لم يحترمني فلن أتمكن من الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار في العمل.
- وإن لم يحترم اللاعب، مهما كانت نجوميته، الآخرين، أياً كان موقعهم، فلن يمكنه تقديم كل ما لديه من مهارات وعناصر إمتاع، ولن يصل مطلقا إلى القمة المنشودة. هذا الاحترام المتبادل خلق حالة عامة من الإبداع لمستها في كل عمل وفي كل شيء حولي، فكل شخص مشغول بالتفكير في تحقيق ما يسعد الآخر ويحقق صالح الجهة التي ينتمي إليها، والمحصلة مجتمع مستمتع وسعيد، ولا أخفيكم سراً أنني خلال حضوري مباراة برشلونة مع أتلتيكو بيلباو في الدوري الإسباني كنت مستمتعاً بمشاهدة من يجلسون حولي من جماهير من الجنسين وعائلات متكاملة ورصد أفعالهم وانطباعاتهم أكثر من استمتاعي بمتابعة أحداث المباراة، وكنت مبهوراً بدرجة احترامهم للجماهير واهتمامهم بأدق التفاصيل التي من شأنها العمل على راحتهم وتشجيعهم على حضور المباريات واعتبارها أياماً للمتعة.
* لقد تابعت على أرض الواقع حجم الحب المتبادل بين كل الأطراف، وشعرت بحجم السعادة التي ينتظرها كل منهم في يوم اللقاء، ورأيت مدى الرغبة الصادقة في مسعى كل منهم لدعم الآخر، والمؤكد أن ما شاهدته أكسبني خبرة في الناس ومعرفة أخلاقهم، وما وصلني من علم في هذه الرحلة يمكن تصنيفه في خانة الآداب التي يجب أن تشيع بين الناس، ويقيني الآن أنه من دون هذه الأخلاق وهذه الآداب التي يحثنا عليها ديننا لا يمكن لأية هيئة أو أي شخص أن يتطور، وأعتقد بأنه لو أمعن المسؤولون في الأندية هذه الحقيقة فمن المؤكد أنهم سيجدون الحلول الكفيلة بحل مشكلة العزوف الجماهيري عن حضور المباريات، والتي أثق الآن بعد رحلة برشلونة بأنها مشكلة أندية، وليست مشكلة رابطة أو اتحاد.
...
- قالت العرب: «في السفر سبع فوائد»، وقال الإمام الشافعي، رحمة الله عليه: «وسافر ففي الأسفار خمس فوائد»، وواقع الأمر أنا لست هنا في معرض الحديث عن فوائد السفر، التي من المؤكد أنها أصبحت أكثر من سبع بكثير في ضوء المتغيرات العديدة والتكنولوجيا الحديثة، وغيرها من الأمور ذات الصلة، ولكنني سوف أتناول إحدى هذه الفوائد التي استوقفتني بشدة خلال الرحلة القصيرة التي قمت بها إلى إسبانيا مرافقاً لوفد شركة نادي الوصل لكرة القدم، والتي تركزت في زيارة نادي برشلونة الإسباني للوقوف على تجربته والاستفادة منها، مع بحث سبل التعاون معه حالياً ومستقبلاً، والفائدة التي أقصدها هي كما سماها الشافعي «علم وآداب».
- فالحقيقة، رغم السفرات العديدة التي قمت بها، إلا أنني شاهدت وتعلمت في هذه الرحلة أكثر مما تعلمت في سفرات كثيرة سابقة، وخرجت بعلم أجد أنه من واجبي نقله للجميع قدر استطاعتي، للاستفادة منه، كل في ناديه وموقعه، سعياً نحو تطوير الأداء والارتقاء بالمستويات. وفي التقرير الذي نشرناه بالأمس عن الرحلة، وتناولنا فيه مكاسب الوفد، حاولت قدر المستطاع تبسيط الصورة بما يسهم في إيصالها إلى الجميع، واليوم أضيف إليها شيئاً مهماً جداً؛ وهو تلك الصفة السحرية التي تسمى «الاحترام»، فاحترام الآخر أمر مهم جداً في الوصول إلى أعلى درجات النجاح. إن لم أحترم كهيئة الجمهور فلن أنجح في تقديم الخدمة المنتظرة مني، وإن لم يحترمني فلن أتمكن من الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار في العمل.
- وإن لم يحترم اللاعب، مهما كانت نجوميته، الآخرين، أياً كان موقعهم، فلن يمكنه تقديم كل ما لديه من مهارات وعناصر إمتاع، ولن يصل مطلقا إلى القمة المنشودة. هذا الاحترام المتبادل خلق حالة عامة من الإبداع لمستها في كل عمل وفي كل شيء حولي، فكل شخص مشغول بالتفكير في تحقيق ما يسعد الآخر ويحقق صالح الجهة التي ينتمي إليها، والمحصلة مجتمع مستمتع وسعيد، ولا أخفيكم سراً أنني خلال حضوري مباراة برشلونة مع أتلتيكو بيلباو في الدوري الإسباني كنت مستمتعاً بمشاهدة من يجلسون حولي من جماهير من الجنسين وعائلات متكاملة ورصد أفعالهم وانطباعاتهم أكثر من استمتاعي بمتابعة أحداث المباراة، وكنت مبهوراً بدرجة احترامهم للجماهير واهتمامهم بأدق التفاصيل التي من شأنها العمل على راحتهم وتشجيعهم على حضور المباريات واعتبارها أياماً للمتعة.
* لقد تابعت على أرض الواقع حجم الحب المتبادل بين كل الأطراف، وشعرت بحجم السعادة التي ينتظرها كل منهم في يوم اللقاء، ورأيت مدى الرغبة الصادقة في مسعى كل منهم لدعم الآخر، والمؤكد أن ما شاهدته أكسبني خبرة في الناس ومعرفة أخلاقهم، وما وصلني من علم في هذه الرحلة يمكن تصنيفه في خانة الآداب التي يجب أن تشيع بين الناس، ويقيني الآن أنه من دون هذه الأخلاق وهذه الآداب التي يحثنا عليها ديننا لا يمكن لأية هيئة أو أي شخص أن يتطور، وأعتقد بأنه لو أمعن المسؤولون في الأندية هذه الحقيقة فمن المؤكد أنهم سيجدون الحلول الكفيلة بحل مشكلة العزوف الجماهيري عن حضور المباريات، والتي أثق الآن بعد رحلة برشلونة بأنها مشكلة أندية، وليست مشكلة رابطة أو اتحاد.