المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه عبرة لبعض المتصدرين في الفضائيات يشعلون الشعوب على حكامهم باسم الجهاد والثورة والحقوق ثم يخرج يتباكى على القتلى والج


الوادعي
2011-02-25, 12:30
هذه عبرة لبعض المتصدرين في الفضائيات
يشعلون الشعوب على حكامهم
باسم الجهاد والثورة والحقوق
ثم يخرج يتباكى على القتلى والجرحى والدمار


وإليكم هذه العبرة:
كان مسلم بنُ يَسَار ـ رحمه الله ـ مِمَّن خرج مع ابن الأشعث زمن الحَجَّاج بن يوسف، ثمَّ تاب من ذلك وندم ندامةً شديدةً، مع أنَّ الحجَّاجَ ليس بالوالي الذي تُحمَدُ سيرتُه، فقد قال مكحول: (( رأيتُ سيِّداً من ساداتكم دخل الكعبةَ، فقلت: مَن هو يا أبا عبد الله؟ قال: مسلم بن يسار، فقلتُ: لأنظُرنَّ ما يصنعُ مسلمٌ اليوم.
فلمَّا دخل قام في الزاوية التي فيها الحَجَر الأسود يدعو قدر أربعين آية، ثمَّ تحوَّل إلى الزاوية التي فيها الركن فقام يدعو قدر أربعين آية، ثمَّ تحوَّل إلى الزاوية التي فيها الدرجة فقام يدعو قدر أربعين آية، ثمَّ جاء حتى قام بين العمودين عند الرُّخامة الحمراء، فصلَّى ركعتين، فلمَّا سجد قال: اللَّهمَّ اغفِر لي ذنوبي وما قدَّمتْ يداي، اللَّهمَّ اغفِر لي ذنوبي وما قدَّمتْ يداي، ثمَّ بكى حتى بلَّ الـمرمر ))([1]).
ولأبي نعيم زيادة قال فيها الراوي: (( فيَرَون أنَّه ذَكر ذلك المشهدَ الذي شهدَه يوم دير الجماجم! )).
يريد خروجَه، فتأمَّل هذه التوبة، ما أصدقها!
مع أنَّه يجب التنبُّه إلى أنَّ مسلمَ بنَ يسار أُخرجَ مع ابن الأشعث مُكرَهاً، فقد قال أيوب السختياني: (( قيل لابن الأشعث: إن سرَّك أن يُقتَلوا حولك كما قُتلوا حول جمل عائشة فأخرِج مسلمَ بنَ يسار معك، قال: فأخرجه مُكرَهاً! ))([2]).
قلت: فإذا كانت هذه هي توبةُ مَن شارك في الخروج على مثل الحَجَّاج وهو مُكرَهٌ، مع أنَّه لَم يُعمِل فيه سيفاً ولم يُرِق دماً، فأنْعِم بها توبة!
والذي يظهر أنَّ مسلماً ـ رحمه الله ـ فزع هذا الفزع العظيم؛ لأنَّه قد قيل له: ربما رآك بعضُ الناس في صفِّ الخوارج فانخدع بك، وخرج تأسِّياً بك حتى قُتل، فقد روى أبو قِلابة: (( أنَّ مسلم بنَ يسار صَحِبَه إلى مكة، قال: فقال لي ـ وذكر الفتنة ـ: إنِّي أحمدُ الله إليك أنِّي لَم أرْمِ فيها بسهمٍ، ولم أطعن فيها برُمحٍ، ولَم أضرب فيها بسيفٍ، قال: قلت له: يا أبا عبد الله! فكيف بِمَن رآك واقفاً في الصفِّ، فقال: (هذا مسلمُ بنُ يسار، والله! ما وقف هذا الموقفَ إلاَّ وهو على الحقِّ)، فتقدَّم فقاتَل حتى قُتل؟!
قال: فبكى وبكى حتى تَمنَّيتُ أنّي لم أكن قلتُ له شيئاً!! ))([3]).
وفي رواية: (( فبكى ـ والله! ـ حتى وَدِدتُ أنَّ الأرضَ انشقَّت فدخلتُ فيها!! )).
هذه هي سيرةُ السلف، وتلك هي توبتُهم، فخذها سمحةً طيِّبة بها نفسُك، واحذر من التأويلات الفاسدة، والاعتذارات الباردة!
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق 37].

-------------------------------------------------------------------------------------

([1]) رواه ابن عساكر في تاريخه (58/137 ـ 138)، وأبو نعيم في الحلية (2/294).

([2]) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/86)، وابن عساكر أيضاً (58/146) بسند صحيح.

([3]) رواه البخاري في التاريخ الكبير (2/302)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/86 ـ 87)، وابن سعد في الطبقات (7/188)، وابن عساكر في تاريخه (58/146 ـ 147) بسند صحيح.



من كتاب


فتاوى العلماء الأكابر



فيما أُهدر من دماء في الجزائر

لفضيلة الشيخ

عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري

ص 223

عُبيد الله
2011-02-25, 14:51
بارك الله فيك على الإفادة
نسأل الله لنا ولك التوفيق

أبوعبد الرحمن39
2011-02-25, 15:50
جزاك الله خيرا

علي الجزائري
2011-02-25, 15:58
بوركت أخي الكريم أسأل الله أن ينفع بها و يهدي بها كلّ من اغتر من المسلمين بالخوراج ..

الوادعي
2011-02-25, 20:55
آمين...

وبارك الله فيكم

قطــــوف الجنــــة
2013-07-24, 22:44
جزاكم الله خيرا أسأل الله أن ينفع بها و يهدي بها كلّ من اغتر من المسلمين بالخوراج ..