yassine16
2011-02-23, 13:52
المصدر: جريدة الجزائر نيوز 22/02/2011
في 4 فيفري الجاري، دخل طلبة من المدارس العليا إضرابا عن الدراسة، مطالبين بإلغاء أو تعديل المرسوم الرئاسي 10-315 الصادر في 13 ديسمبر من العام الماضي، المعدل والمتمم للمرسوم الرئاسي 07-304 المؤرخ في 29 سبتمبر ,2007 وحجتهم في ذلك أن هذا المرسوم يحط من قيمة شهادة مهندس. كما طالبوا بالسماح لحاملي شهادة الماجستير بدخول مجال التعليم العالي والبحث العلمي دون شرط التسجيل في مسابقة الدكتوراه، وأصروا على مطلب ثالث وهو إعطاء الحرية للطلبة الحاملين لشهادة مهندس في اختيار إتمام ماجستير (نظام كلاسيكي) أو التسجيل في مسابقة الدكتوراه (نظام أل أم دي)، بنفس الشروط المطلوبة لحاملي شهادة الماستر.
هؤلاء الطلبة نشروا فيديوهات على شبكة الإنترنت تظهر أن عددهم بالآلاف، وقد كسبوا كثيرا من التضامن والتشجيع وأحدثوا نقاشات ثرية على صفحات التواصل الاجتماعي.
ما حدث أن الإضراب قد تواصل واتسع وبقيت الأمور على ما هي عليه. أي لا حلول تلوح في الأفق، وأن الحوار مع الطلبة لم يأخذ مسارا جادا.
المضربون، بدورهم، اختاروا التصعيد وتوجهوا في 9 فيفري الجاري إلى مقر وزارة التعليم العالي، وأعلنوا نيتهم الاعتصام حتى يحصلوا على حقوقهم، لكن الوزير حراوبية قابلهم بالتجاهل وكأنه وزير في دولة أخرى لا وجود لها في الجغرافيا.
في 20 فيفري، قرر الطلبة المضربون، بجموع كبيرة، أن يبيتوا ليلتهم أمام بوابة وزارة الوزير حراوبية، تأكيدا لإصرارهم على مطلبهم الذي يرون أنه شرعي، ربما أرادوا فعل ذلك وفي ذهنهم نموذج الشباب المصري الذي اعتصم في ميدان التحرير بوسط القاهرة، أرادوا أن يتصرفوا كمناضلين حقيقيين، وهذا ما جعلني أتابعهم وكلي فخر بهم، لكن المأساة أن مساء 20 فيفري شهد حدثا بالغ السوء؛ لقد جاء أفراد من شرطة مكافحة الشغب وتصرفوا بعنف شديد إزاء هؤلاء الطلبة، حتى أن بعضهم يتحدث عن إصابات بجروح وعن أربعة طلبة على الأقل نقلوا إلى المستشفى. طبعا إبنة الوزير حراوبية لم تكن هناك، وأبناء وبنات الوزراء لم يكونوا هناك ولن يكونوا أبدا، لأن لديهم مدارس خاصة وجامعات تليق بمقامهم، ثم أن الشرطة لا تتجرأ على رفع عصيها في وجوههم إذ لهم من يحميهم.. أما طلبة أبناء الشعب فإن توقيت السابعة مساء مناسب لتأديبهم بطرق عنيفة، مادامت لغة الحوار مفقودة في وزاراتنا المقدسة.
أول أمس، 21 فيفري، جاء الطلبة المعتصمون بالآلاف على الساعة الثامنة صباحا، قال أحدهم: (هيا نذهب جميعا.. يجب أن نكون أكثر منهم حتى لا يسيئوا معاملتنا..).. هذا التعبير يعني أن القضية تحولت إلى منطق عضلات، وأن الفئة الكثيرة لديها فرص للتغلب على الفئة القليلة.
بالفعل لم تحدث أضرار في صفوف الطلبة صباح الإثنين الماضي. إن شاهد عيان موثوق به قال لي: إن الشرطة كانت متواجدة بعشرين شاحنة وأن الطلبة كانوا على الأقل 5000 وهذا ما جعل الفريقين متكافئين.
معالي الوزير حراوبية.. إن لدي أفكارا رائعة قد تفيدك، فما رأيك أن تجرب خطتي.. إنها بالفعل خطة ناجحة وأنا قد جربتها مرارا.. وهي لا تتطلب إلا ارتداء سروال جينز وجاكيتة وقدر يسير من الحريرات تخسرها أثناء خروجك للطلبة والجلوس معهم والحديث إليهم بروح من الحب والمودة.. سترى أنهم طيبون ولا يردون كريما.. ربما سيرفضونك في البداية ويطلقون هتافات قوية.. وما أن تصر على التقدم إليهم حتى يشعروا بأنك هنا من أجلهم.. وأنك تريد اكتساب ثقتهم وصداقتهم.. سيخفت الهتاف.. وينتظرون أول كلمة تقولها..
معالي الوزير.. أرجوك إستبعد تلك العبارات الرسمية. فقط.. تكلم ببساطة.. ربّت على كتف أحدهم.. إمتدح احتجاجهم.. قل لهم إن بعض الشغب جيد.. يحرك فورة الشباب.. سيستمعون إليك ويشعرون بالأمان.. ثم في آخر الأمر إفتح لهم باب مكتبك وتناول الشاي معهم وبعض الحلوى، وابدأ معهم نقاشا وديا وصريحا وجادا.. سترى أن الأمور تسير بطريقة جيدة..
أتمنى لك حظا سعيدا معالي الوزير.
في 4 فيفري الجاري، دخل طلبة من المدارس العليا إضرابا عن الدراسة، مطالبين بإلغاء أو تعديل المرسوم الرئاسي 10-315 الصادر في 13 ديسمبر من العام الماضي، المعدل والمتمم للمرسوم الرئاسي 07-304 المؤرخ في 29 سبتمبر ,2007 وحجتهم في ذلك أن هذا المرسوم يحط من قيمة شهادة مهندس. كما طالبوا بالسماح لحاملي شهادة الماجستير بدخول مجال التعليم العالي والبحث العلمي دون شرط التسجيل في مسابقة الدكتوراه، وأصروا على مطلب ثالث وهو إعطاء الحرية للطلبة الحاملين لشهادة مهندس في اختيار إتمام ماجستير (نظام كلاسيكي) أو التسجيل في مسابقة الدكتوراه (نظام أل أم دي)، بنفس الشروط المطلوبة لحاملي شهادة الماستر.
هؤلاء الطلبة نشروا فيديوهات على شبكة الإنترنت تظهر أن عددهم بالآلاف، وقد كسبوا كثيرا من التضامن والتشجيع وأحدثوا نقاشات ثرية على صفحات التواصل الاجتماعي.
ما حدث أن الإضراب قد تواصل واتسع وبقيت الأمور على ما هي عليه. أي لا حلول تلوح في الأفق، وأن الحوار مع الطلبة لم يأخذ مسارا جادا.
المضربون، بدورهم، اختاروا التصعيد وتوجهوا في 9 فيفري الجاري إلى مقر وزارة التعليم العالي، وأعلنوا نيتهم الاعتصام حتى يحصلوا على حقوقهم، لكن الوزير حراوبية قابلهم بالتجاهل وكأنه وزير في دولة أخرى لا وجود لها في الجغرافيا.
في 20 فيفري، قرر الطلبة المضربون، بجموع كبيرة، أن يبيتوا ليلتهم أمام بوابة وزارة الوزير حراوبية، تأكيدا لإصرارهم على مطلبهم الذي يرون أنه شرعي، ربما أرادوا فعل ذلك وفي ذهنهم نموذج الشباب المصري الذي اعتصم في ميدان التحرير بوسط القاهرة، أرادوا أن يتصرفوا كمناضلين حقيقيين، وهذا ما جعلني أتابعهم وكلي فخر بهم، لكن المأساة أن مساء 20 فيفري شهد حدثا بالغ السوء؛ لقد جاء أفراد من شرطة مكافحة الشغب وتصرفوا بعنف شديد إزاء هؤلاء الطلبة، حتى أن بعضهم يتحدث عن إصابات بجروح وعن أربعة طلبة على الأقل نقلوا إلى المستشفى. طبعا إبنة الوزير حراوبية لم تكن هناك، وأبناء وبنات الوزراء لم يكونوا هناك ولن يكونوا أبدا، لأن لديهم مدارس خاصة وجامعات تليق بمقامهم، ثم أن الشرطة لا تتجرأ على رفع عصيها في وجوههم إذ لهم من يحميهم.. أما طلبة أبناء الشعب فإن توقيت السابعة مساء مناسب لتأديبهم بطرق عنيفة، مادامت لغة الحوار مفقودة في وزاراتنا المقدسة.
أول أمس، 21 فيفري، جاء الطلبة المعتصمون بالآلاف على الساعة الثامنة صباحا، قال أحدهم: (هيا نذهب جميعا.. يجب أن نكون أكثر منهم حتى لا يسيئوا معاملتنا..).. هذا التعبير يعني أن القضية تحولت إلى منطق عضلات، وأن الفئة الكثيرة لديها فرص للتغلب على الفئة القليلة.
بالفعل لم تحدث أضرار في صفوف الطلبة صباح الإثنين الماضي. إن شاهد عيان موثوق به قال لي: إن الشرطة كانت متواجدة بعشرين شاحنة وأن الطلبة كانوا على الأقل 5000 وهذا ما جعل الفريقين متكافئين.
معالي الوزير حراوبية.. إن لدي أفكارا رائعة قد تفيدك، فما رأيك أن تجرب خطتي.. إنها بالفعل خطة ناجحة وأنا قد جربتها مرارا.. وهي لا تتطلب إلا ارتداء سروال جينز وجاكيتة وقدر يسير من الحريرات تخسرها أثناء خروجك للطلبة والجلوس معهم والحديث إليهم بروح من الحب والمودة.. سترى أنهم طيبون ولا يردون كريما.. ربما سيرفضونك في البداية ويطلقون هتافات قوية.. وما أن تصر على التقدم إليهم حتى يشعروا بأنك هنا من أجلهم.. وأنك تريد اكتساب ثقتهم وصداقتهم.. سيخفت الهتاف.. وينتظرون أول كلمة تقولها..
معالي الوزير.. أرجوك إستبعد تلك العبارات الرسمية. فقط.. تكلم ببساطة.. ربّت على كتف أحدهم.. إمتدح احتجاجهم.. قل لهم إن بعض الشغب جيد.. يحرك فورة الشباب.. سيستمعون إليك ويشعرون بالأمان.. ثم في آخر الأمر إفتح لهم باب مكتبك وتناول الشاي معهم وبعض الحلوى، وابدأ معهم نقاشا وديا وصريحا وجادا.. سترى أن الأمور تسير بطريقة جيدة..
أتمنى لك حظا سعيدا معالي الوزير.