المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رونالدو بين الرغبة والقدرة


يوسف المدريدي
2011-02-18, 20:40
الظاهرة الكروية العالمية البرازيلي رونالدو لم يعد يقدر على اللعب رغم إرادته في مواصلة المشوار مع فريقه كورينثيانز البرازيلي مثلما قال، وقرر اعتزال اللعب وهو لم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره بعد صراع طويل مع الإصابات والنزوات التي لم يقدر على التخلص منها وأفقدته الكثير من قدراته ومهاراته حتى وصل إلى درجة لم يعد بإمكانه التخلص من بضعة كيلوغرامات زائدة، ولم يعد بإمكانه الجري بالكرة أو من دونها في وقت لا يزال خافير زانيتي الأرجنتيني أنيقا متألقا مع الانتر وعمره سبعة وثلاثون عاما.

الرجل قضى سبعة عشر عاما في عالم الاحتراف وكان أحد أصغر اللاعبين الفائزين بكأس العالم عندما توج في أمريكا سنة 1994 وعمره سبعة عشر عاما أيضا، وصنع الحدث أينما حل وارتحل في آيندهوفن والبارسا والانتر والريال والميلان، ولكن الكثير من المتتبعين سيتوقفون عند القرار في حد ذاته أكثر مما سيعودون إلى استعراض مشواره الثري، لأن كرة القدم هي رغبة وقدرة قبل أن تكون مجرد موهبة، وهي تضحيات ومجهودات تضاف إلى المهارات التي يتمتع بها اللاعب.

الرجل قال أنه أراد الاستمرار لكنه لم يقدر، وعندما لا يقدر رونالدو على الاستمرار بكل المهارات التي يتمتع بها فان الأمر يقودنا إلى محاولة فهم هذا التناقض بين الرغبة والقدرة، ويقودنا إلى التأكيد أن كرة القدم ليست مجرد لعبة يمارسها أي كان، بل هي منظومة حياة وتضحيات يخوضها من يرغب ويقدر في آن الوقت ولا تتناسب مع من يرغب ولا يقدر!

رونالدو لم يقدر لتأثره بالإصابات المتكررة التي تعرض لها في مشواره وكان في كل مرة يعود إلى المنافسة قبل انتهاء فترة النقاهة وقبل أن يتماثل للشفاء كلية، والنتيجة تراكم الإصابات والضغوطات على عضلات لا تتحمل أكثر من طاقتها، واختلالات في المتابعة الطبية والصحية للاعب من طرف كل أطبائه ربما بضغط من مدربين ومسيرين كانوا يريدونه دائما فوق ميادين الكرة حتى صار لا يقدر.


رونالدو لم يقدر على مواصلة اللعب لأنه لم يعد باستطاعته تحمل التدريبات الشاقة، ولم يعد يقدر على الركض بالكرة وتمريرها أو تسديدها، وهو الذي كان يمسح الأرض بكل من يعترض طريقه من اللاعبين، فكانت النتيجة انهيار معنوياته وعدم قدرته على مسايرة متطلبات المستوى العالي.

رونالدو لا يقدر على الاستمرار لأنه لم يستقر على ناد واحد في مشواره وعلى ريتم معين في تحضيراته ومبارياته، خاصة أن مقوماته البدنية كانت تختلف عن بقية اللاعبين بشهادة الكثير من المدربين الذين أشرفوا عليه، حتى أنه لم يكن يتحمل التدريبات الشاقة في الانتر والميلان مثلا.

رونالدو كان يرغب في اللعب في المستوى العالي وتسجيل الأهداف والفوز بالبطولات وفي نفس الوقت كان يرغب في الاستمتاع بحياته وشهرته وأمواله، وكانت تستهويه ملكات الجمال والسهرات في النوادي الليلية الى درجة لم يعد يقدر على الجمع بين هذا وذاك ليخرج من الباب الضيق في صورة رجل فاقد للقدرة لا يمكن أن يكون مثالا يقتدى به لأن التاريخ سيسجل أنه لم يعد يقدر في أوج سنوات العطاء!

viva villa
2011-02-18, 20:55
هادي هي كرة القدم تستقبل الجديد و تودع الجميل

شكرا لك يوسف

يوسف المدريدي
2011-02-18, 20:58
هادي هي كرة القدم تستقبل الجديد و تودع الجميل

شكرا لك يوسف

مشكور على المرور بارك الله فيك