مشاهدة النسخة كاملة : الضرب في المدارس: (هام)
إليكم من الأنترنيت النص التالي:
http://hassanomar75.maktoobblog.com/category/%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/
هذه دعوة صارخة بأعلى صوت من أعماق أعماقى , ايها الناس , ايها العقلاء , يا من تبحثون عن نجاح الوطن وتفوق المواطن , يا من تريدون منافسة الأمم المتقدمة فيما توصلوا إليه من علوم , يا من تتفاخرون بالماضى ولا تهتمون ببناء الحاضر والمستقبل , ارجوكم : لا تضربوا الأطفال ولا تعذبوهم ولا تحملوهم فوق طاقتهم فربهم أعلم بهم وارحم فأجسامهم نحيلة واياديهم قصيرة وارجلهم صغيرة فلا تقحموهم فى الأعمال الشاقة ولا تجعلوا أحلامهم البريئة كوابيس مفزعة ولا تحولوا ضحكاتهم التى تشبه اصوات الكروان إلى بكاء وعويل ودموع , لا تطفئوا فيهم شموع المحبة والسعادة والإطمئنان , ولا تشعلوا الحياة نارأ أمام عيونهم فيكبرون والحقد يملؤهم والذل يطاردهم والتشرد يحاصرهم من كل جانب 0
عندما تضرب الطفل فإنك تضع اول لبنة جبن فى شخصيته وتعلمه أن يخضع بلا نقاش وألا يطالب بحقه لأنه لو فعل ذلك فسوف ينال عقابأ اليما وهو الضرب أو الكى بالنار أو الحرمان من المصروف أو الحرمان من الطعام او الحبس فى حجرة وهى انواع من العقاب البدنى والنفسى الذى يمارسه بعض الآباء والأمهات على أطفالهم بحجة الحرص على تربيتهم , والعجيب ان ينسب للرسول الخاتم عليه السلام تشريعأ بضرب الاطفال الذين لا يصلون فى سن العاشرة وهو أمر مستبعد على من بعث رحمة للعالمين حيث يمكن لمثل هذه التعاليم أن تتسبب فى كراهية الطفل للصلاة التى كانت سببا فى ضربه وعقابه فى مراحل طفولته المختلفة بل وقد يكره الدين جملة وتفصيلأ ويتنصل منه لو شعر بعد ان يبلغ اشده ان هذا الدين مصدر اذى وعذاب له 0
يجب ان يعرض الدين على الأطفال برفق وان يتعلموا ممارسة العبادات فى هدوء وان توجه لهم النصائح بحب وتسامح وان نتجنب العنف بشتى أنواعه حتى العنف اللفظى فى دعوة الطفل إلى شعائر الدين وان نفهمه ان الله رحيم قبل أن يكون شديد العقاب وان الله غفور قبل أن يكون سريع الحساب وان الله تعالى كتب على نفسه الرحمة فى كنهه السرمدى ولا نوحى للطفل ان الله الرحيم ورسوله الكريم قد امروا بضربه وعذابه لو تأخر أو تكاسل عن أداء الفريضة , ولنعلم الأطفال ان الدين يسر لا عسر وأن الله ارحم على عباده من الأم على اطفالها وأن الله القدير قد وسعت رحمته كل شىء فيكبر الطفل هادئأ متسامحا محبأ لدينه وربه ورسول الله (ص)0
أيها السادة :
إن هؤلاء الأطفال هم ابناؤنا وفلذات أكبادنا , إنهم يحتاجون للمزيد من حبنا وحناننا وعطفنا عليهم , يحتاجون ان نأخذ بأيدهم نحو الحياة بغير عقد وبغير أوامر وبغير تعليمات صارمة وتوجيهات كثيرة ودقيقة , فلنترك لهم حرية الحركة واللعب والتصرف ولنراقبهم دون التضييق عليهم أو ممارسة الضغ
أطلب منكم التعليق: (الجزائر)
soheibprof
2011-02-17, 20:17
اذا انت تكذب ما جاء به الله و الر سول الكر يم
مر وهم عليها لسبعا واضريوهم عليها لعشرا
واضر بوهن ضربا غير مبرح
لا لتقليد الغر ب في كل شىء
ياسين 22
2011-02-17, 20:32
هناك التأديب أعتقد أن له فوائد كسرعة التذكر والانضباط......لكن من دون تفريط وغير مبرح ....مثل قديما مدرس القرآن يضرب من لايحفظ.
أ تعلم عندما كنا عند معلمتنا في الابتدائي كانت المعلمة تضربنا و قد رمت علي مرة عصا و قد جعلني أخاف و ما زلت أخاف و كره للمدرسة الابتدائية
أظن أن الحديث لم يشرح شرحا سليما
يا معلمين لا تضربوا
أبوعبد الرحمن39
2011-02-17, 20:52
لالتقليد الغرب الكافر الضرب من اجل التربية والتأديب وكان الصحابة يضربون ابناء هم عن اللحن وانا لاأتصور تعليما بدون ضرب غير مبرح بل من اسباب تدني المستوى ترك العقاب بالضرب وصاحب الموضوع بالغ والا كلنا ضربنا المعلم ونحن نشكره لانه لفائدتنا
جزائرية و الحمد لله
2011-02-17, 20:54
ما وضع الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه
ابقا قبل ما اكون استادة او معلة كنت تلميدة لا احب الضرب وكنت اقول انا قلب الاستاد الذي يضرب قاسي وحجر
لكن عندما دخلت الي مهنة التعليم وجدت ان الضرب وسيلة تخويف وتحفيز للتلميذ مع انه غير مجد لكن ماتقدرش ماتضرب راهم يحركو الي ما يتحرك لا تلومو على طريقة ردي لانني حقيقة قد مانحبش الضرب عاد لازم نضرب خصوصا عندا اصبحت بالابتدائية
أبو اماني
2011-02-17, 21:08
هناك التأديب أعتقد أن له فوائد كسرعة التذكر والانضباط......لكن من دون تفريط وغير مبرح
هزلون محمد
2011-02-17, 21:18
لما رُفِع الضرب من المدرسة الجزائرية ، والمستوى في تدنٍ مستمر
( ثمار الإصلاحات )
الأستاذ رمزي
2011-02-17, 21:42
لم افهم لماذا دائما تتناول مواضيع على الضرب خاصة وانه اصبح نادرا في ايامنا هذه
نظن عقدوك يا راجل ...شوف حل لروحك وابسطها حاول تنسى شوية موضوع الضرب
هوني لخضر
2011-02-17, 21:55
من يضرب من ؟
فأنا عن نفسي و عند دخولي القسم أصبحت أخشى على نفسي من حماقة بعض المعتوهين من التلاميذ من أن يوجه لي مضمومة يقعقع بها أسناني وأعدهم أمامه في مشهد لا أتمنى أن يقع فيه عدوي قبل صديقي و تكون الفضيحة التي بعدها النهاية و أية نهاية نهاية الم و حسرة وضياع عمر كله و لهذا ترى زوجتي المسكينة دائما تحذرني من ضرب ابناء الناس فالعواقب ستكون و خيمة علي و على افراد اسرتي فحتى و لو حاولت ان اؤدب بعض التلاميذ بالضرب فوزني صار لا يخيف حتى تلاميذ السنة الاولى متوسكط فكيف لي ان اعارك واحدا من السنة الرابعة متوسط فنتائج هذه المعركة غير المتكافئة صارت محسومة قبل ان تبدأ فوزني يا خواني صار مثار سخرية من ابنائي و تلاميذ بعد ان لعبت الامراض بجسدي النحيل اصلا فكيف ياتي اليوم من يحذرني من ضرب التلاميذ فالاولى به ان يسن قوانين تمنع الاعتداء على الاساتذة
أبو اماني
2011-02-17, 22:10
من يضرب من ؟
فأنا عن نفسي و عند دخولي القسم أصبحت أخشى على نفسي من حماقة بعض المعتوهين من التلاميذ من أن يوجه لي مضمومة يقعقع بها أسناني وأعدهم أمامه في مشهد لا أتمنى أن يقع فيه عدوي قبل صديقي و تكون الفضيحة التي بعدها النهاية و أية نهاية نهاية الم و حسرة وضياع عمر كله و لهذا ترى زوجتي المسكينة دائما تحذرني من ضرب ابناء الناس فالعواقب ستكون و خيمة علي و على افراد اسرتي فحتى و لو حاولت ان اؤدب بعض التلاميذ بالضرب فوزني صار لا يخيف حتى تلاميذ السنة الاولى متوسكط فكيف لي ان اعارك واحدا من السنة الرابعة متوسط فنتائج هذه المعركة غير المتكافئة صارت محسومة قبل ان تبدأ فوزني يا خواني صار مثار سخرية من ابنائي و تلاميذ بعد ان لعبت الامراض بجسدي النحيل اصلا فكيف ياتي اليوم من يحذرني من ضرب التلاميذ فالاولى به ان يسن قوانين تمنع الاعتداء على الاساتذة
ربي معاك يا سي لخضر
قلبوزة تحت الباط ترجعك فرعون زمانك
amicale21
2011-02-17, 22:10
فاقد الشئ لا يعطيه
كيف اردتم ان يعطيكم هذا الصبي الذي كتب الموضوع الرئيسي
إجابات على ردودكم
و الله تتبعت جل مواضيع هذا الطفل كلها مثيرة للجدل .
كونوا ذوي فراسة عند انتقاء المواضيع للاجابة عليها
انا لا اقصدك يا غانيهيم و لكن انت مثال للبعض
لان هذا منتدى خاص بالاسرة التربوية من الفئة المنتجة و الاحسن لكم ايها التلاميذ الذين تكاثروا في هذا المنتدى ان ان ياخذوا او تطرحوا امورا تكون في حدود مغلقة و خاصة بما يليق بمستواكم الدراسي .او التربوي .لتلقي نصائح تعود عليكم بالمنفعة في حياتكم الدراسية.
لان كل ماتطرحوه من مواضيع في هذا الركن يعتبر كتسلية لكم و ليس انشغالا ارجوا ان تتقبل نصيحتي و اياكم ايها التلاميذ الاعزاء . و شكرا
بشير مراد
2011-02-17, 22:35
إخواني المعلمين والأساتذة الكرام
تجنبوا الضرب ما استطعتم إلى ذلك سبيلا ،أتدرون لماذا؟
لن يرحمكم أحد بعد الله تعالى( لا الإدارة ولا مديرية التربية ولا العدالة العرجاء ولا أولياء التلاميذ )إنني أشفق عليكم ياأحبابي
خاصة ممن قطع شوطا طويلا في مهنة المتاعب .
خذوها مني نصيحة من مجرب [قم بواجبك على أحسن مايرام فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأكثر من الدعاء الآتي (اللهم نجنا من
القوم الظالمين ).
أتمنى وأرجو من الله تعالى أن يختم لي ولكم بخير وأن يجعل الأيام الباقية تمر على خير .
الله يحفظكم من كل مكروه وبلاء وسوء
هوني لخضر
2011-02-18, 00:09
إخواني المعلمين والأساتذة الكرام
تجنبوا الضرب ما استطعتم إلى ذلك سبيلا ،أتدرون لماذا؟
لن يرحمكم أحد بعد الله تعالى( لا الإدارة ولا مديرية التربية ولا العدالة العرجاء ولا أولياء التلاميذ )إنني أشفق عليكم ياأحبابي
خاصة ممن قطع شوطا طويلا في مهنة المتاعب .
خذوها مني نصيحة من مجرب [قم بواجبك على أحسن مايرام فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأكثر من الدعاء الآتي (اللهم نجنا من
القوم الظالمين ).
أتمنى وأرجو من الله تعالى أن يختم لي ولكم بخير وأن يجعل الأيام الباقية تمر على خير .
الله يحفظكم من كل مكروه وبلاء وسوء
و الله لقد صدقت فانا عن نفسي اعمل بهذه النصيحة و لا احاول ان اورط نفسي في متاهات انا في غنى عنها و اضم صوتي الى صوتك و احذر اخواني الاساتذة من مغبة الوقوع في مثل هذا الامر فو الله لن يجد احدا يقف الى جانبه
بارك الله فيك على هذه النصيحة القيمة التي تنم عن حب للزملاء
algerien99
2011-02-18, 07:56
الضرب في المدارس
و الطرح في المنازل
و القسمة في الشارع
salim islam
2011-02-18, 08:27
هذه النصيحة كانت صالحة قبل 30 عاما عندما كان الأطفال لهم حياء ويسمعون الكلمة -----لا أقصد كل الأطفال.
شكرا لك على طرح الفكرة.
nourddine
2011-02-18, 13:07
لسلام عليكم نعم انه موضوع مهم ولكن اسر لصاحب الموضوع اقول له اننا اصبح في وقت يضرب في المربي ويهان من طرف تلاميذته الا من رحم ربي من اين هذا اليس من عدم خوف التلميذ واحترامه لمربيه كفنا مزيدات وتغني بمصير التلاميذ اقول لك ان كنت مربي فعمل على تحسين مستوى تلاميذتك بما يرضي الله وان لم تكن من سلك التربية فكن العون الحقيقي للمدرسة من اجل رفع مستوى ابنائك والله المعين
كنت غائبا و لذا لم أرد
لم أضع هذا الموضوع كتسلية
و أنا مشارك في هذا المنتدى لكونه يحوي أناس كرماء و بغية التغيير
و قد وضعت هذا الموضوع لأنني أعرف تلاميذ ذوي مشاكل نفسية بسبب الضرب و قد جعلني الضرب منطويا على نفسي.
و ما الضرب عامل للنجاح المدرسي بل على العكس
ربي الطفل بلطف يتربى و لا بالعنف
ما رأيكم في الأوروبيين؟؟؟؟
ابو جيهان
2011-02-18, 19:08
لا يجوز أن يضرب انسان راشد إنسانا خاصة إذا كان صغيرا مهما كان السبب
kamel benaboud
2011-02-18, 19:19
ظاهرة العقاب البدني واللفظي في التربية
د. عزيز بوستا
رغم أن موضوع العقاب في التربية طُرح للنقاش من طرف مختلف الفاعلين في الحقل التربوي، على المستويين الوطني والعالمي منذ عقود، كما اهتم به المفكرون في الحضارات السابقة؛ الإسلامية واليونانية وغيرها، فيما نسميه بالأدبيات التربوية، إلا أنه رغم ذلك، مازال يحتفظ بأهميته وراهنيته للأسباب التالية:
1 ـ مازال العقاب البدني واللفظي سائدا في مؤسساتنا التربوية باختلاف مستوياتها الأولية والأساسية وغيرها.
2 ـ ظاهرة العنف (المرتبطة بالعقاب) لا يخلو منها أي بلد في العالم، وقد بلغت درجات قصوى في بعض البلدان الغربية تمثلت في إطلاق النار على التلاميذ والمدرسين...
3 ـ كنا قبل العقد الأخير نستنكر ظاهرة انتشار صور العنف في الأفلام والرسوم المتحركة التي يشاهدها الأطفال، فأصبحنا اليوم نُقذف بآلاف صور العنف والتقتيل الحية والواقعية والمبثوثة مباشرة أحيانا عن أطفال ونساء وشيوخ يُقتلون ويُقطعون أشلاء، فيما يمكن أن نسميه عقابا جماعيا للشعبين العراقي والفلسطيني...
موضوع العنف والعقاب إذن، جدير بأن يحتل صدارة نقاشاتنا، وما دمنا نعمل بالمجال التربوي، سنقتصر على تحليل البعد التربوي لهذه الظاهرة.
I ـ مظاهر العقاب في المؤسسات التربوية وأسباب وجودها:
لا بد من الإشارة – في البداية- إلى النقص الكبير في البحوث التربوية الميدانية التي أُنجزت حول هذا الموضوع، بحيث لا نملك رصداً دقيقا للحجم الحقيقي لهذه الظاهرة في مؤسساتنا التربوية، ليس هناك سوى بحوث متواضعة تشمل التعليم الابتدائي فقط، أما التعليم الأولي فلا زال في حاجة إلى دراسات علمية ميدانية. كما يجدر التنبيه إلى الصعوبات الكبيرة التي تعترض كل من يريد دراسة هذا الموضوع دراسة علمية موضوعية، فلا الاستمارات ولا الاستبيانات ولا الاستجوابات كافية لجمع معطيات جاهزة عنه، لأنه يتعلق بموضوع "محرم"، يصعب الإدلاء بالرأي الصريح حوله، كما يصعب على الباحث أن يستطلع رأي الطفل أو موقفه منه، أو أن يعرف حقيقة ما يتعرض له الطفل من عقوبات، لأن الباحث يظل بالنسبة للطفل شخصاً غريبا وممثلا في نفس الوقت لسلطة الراشد... وحتى استجواب الآباء واستطلاع آرائهم حول هذا الموضوع يخضع لمؤثرات ذاتية قد تُضخِّم منه نظرا للروابط العاطفية بين الآباء وأبنائهم، أو عكس ذلك قد تستهونه إذا كان الأب سلطويا في تعامله مع أبنائه ...
رغم النقص الملحوظ في دراسة هذا الموضوع ميدانيا، يمكننا القول من خلال ملاحظاتنا التلقائية وخبراتنا الشخصية، ومن خلال خلاصات بعض الدراسات التي أجريت في التعليم الابتدائي (1)، أن ظاهرة العقاب العنيف مازالت منتشرة في مؤسساتنا التربوية، وتأخذ عدة مظاهر منها:
1 ـ العقاب البدني بأدوات معينة كالعصي والحبال والمساطر وغيرها، أو باللطم والصفع والقرص...
2 ـ العقاب العنيف دون استخدام أدوات: كإيقاف الطفل خلف الباب، أو في مواجهة الحائط الخلفي للقسم مع رفع إحدى رجليه أو دون رفعها لمدد متفاوتة.
3 ـ العقاب اللفظي المتمثل في السّب والشتم والاستهزاء والسخرية...
4 ـ العقاب بالإهمال وعدم إعارة أي اهتمام لما يقوم به الطفل من أعمال ونشاطات تربوية وتعلمية...
5 ـ العقاب بالتنقيط (نقطة الصفر، النقطة الموجبة للرسوب)
6 ـ العقاب بالواجبات والفروض، كإرغام الطفل على كتابة كلمة أو جملة أو فقرة عشرات أو مئات المرات .
7 ـ <<العنف النفسي وفرض الرأي بصفة تسلطية وكبت حرية التعبير>>(2).
أسباب وجود ظاهرة العقاب العنيف في مؤسساتنا التربوية:
لظاهرة العقاب العنيف عدة أسباب تشمل جوانب متعددة من حياة الفرد والمجتمع، يعود بعضها إلى عوامل تاريخية، وبعضها الآخر إلى أسباب نفسية واجتماعية وثقافية، كما يؤول بعضها أيضا إلى طبيعة النظام التعليمي ببلادنا. وهي كلها أسباب – على اختلاف درجات تأثيرها- تعمل إذا اجتمعت على تفاقم ظاهرة العقاب العنيف، وكلما ضعف تأثير بعض عناصرها، كلما لوحظ تقلص عنف العقاب وتدني حدته. نذكر من هذه الأسباب:
أ ـ الموروث التربوي: ونقصد به وجود جذور لظاهرة العقاب في تاريخ مجتمعنا البعيد والقريب، توارثتها أجيال بعد أجيال (3). فكثير من مفكرينا وفقهائنا المسلمين تعرضوا في مؤلفاتهم لهذه الظاهرة مثبتين وجودها، بل وتفشيها في مجتمعاتنا. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر العلامة المختار السوسي (وُلد سنة 1898م وتوفي سنة 1963م.) من خلال مؤلفيه: <<المعسول>> الذي يقع في عشرين جزءا و <<مدارس سوس العتيقة>>، وهي مؤلفات جمع فيها كاتبها معلومات عن أزمنة ممتدة من القرن الخامس الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري.(4)
يقول المختار السوسي نقلا عن أحد المدرسين: << إن والديهم (آباء التلاميذ) إذا لم يجدوا فيهم (أبنائهم) أثرا للضرب ولوث الدم وتلطيخ بكثرة الجروح فإنهم يرجعون إليّ باللائمة والعتاب ... فكثيرا ما يأتي أحدهم فيقف بعيداً أو ينادي من وراء الحجرات، اضرب ولدي فإنه ساكت لاعب لاهٍ>>(5) وعن ذلك يعقب المختار السوسي <<هذا التأديب العنيف الذي يرتكبه الطلْبة (المدرسون) ويرتضيه الآباء ويغُضُّ عنه الرأي العام هو الذي يحمل بعض التلاميذ على الانتحار ...على الهروب وقلما نجد من لم يهرب من بلد إلى بلد من كل من تعلم القرآن>>(6).
وعن العلاقة بين المعلم والمتعلم، يقول المختار السوسي: << إذا جلس التلميذ إلى الطالْب (المدرس) ليعرض لوحته ثم تململ فيها، فلا يجيبه إلا بلطمة أو ركلة أو بقرصة ... والمقرص الرسمي يكون دائما تحت الذقون. ولذلك قلما نجد تلميذا إلا له أثر في عنقه ... والوالدان يقولان في ذلك متى رأوه رضي الله على الطالْب فما أكثر اجتهاده ... وقلما نجد من يمتعض لولده إن رأى منه مثل ذلك ...>>(7) ويصف المختار السوسي نفسية هؤلاء المدرسين بقوله: << بل أكثرهم، المدرسون متخلقون بهذه الشراسة والقساوة، بحيث إن لم ينهمكوا في تعذيب المتعلم، يحصل لهم التغيير الظاهر, والقبض والصداع، طبيعة وتطبع>>(8)
وتجدر الملاحظة إلى أن أغلب الفقهاء الذين أوردوا هذه الشهادات عن وجود ظاهرة العقاب البدني في المجتمع يتفقون على ضرورة تجنب العقاب العنيف في التربية، لكنهم لا ينفون أهميته حين يكون معتدلا، بل منهم من يحدد عدد الضربات المسموح بها لكل مرحلة من مراحل الطفولة(9).
ب ـ تأثير التنشئة الاجتماعية في تكوين المربي والمدرس:
تتميز أغلب الأوساط الأسرية في مجتمعنا بالخصائص الآتية:
1 ـ تمركز السلطة في يد الأب، وعدم إتاحته لباقي أفراد الأسرة فرصة مناقشة أي قرار يتعلق بالأسرة، وخاصة منهم الأطفال الصغار.
2 ـ استعمال العقاب البدني في التربية الأسرية.
فمثل هذه التنشئة الاجتماعية، لا بد وأن تترك بصماتها في سلوك المدرس - الذي ترعرع فيها- أثناء قيامه بمهامه التعليمية التربوية.
ج ـ تأتير المدرسين السابقين على المدرسين الجدد، فهؤلاء يستمدون الكثير من التقنيات التعليمية من مدرسيهم القدامى عن وعي أو بدونه.
هكذا يتعامل المربي أو المدرس داخل القسم مع الطفل الحاضر أمامه، مستحضرا دون وعي، تجربة الطفل القابع في لاوعيه، مما يجعله في غالب الأحيان يُعيد إنتاج نفس نمط التربية الذي تلقاه. لكن – لحسن الحظ- ما يجعل هذه النماذج لا تتكرر بنفس الحدة، هو خضوع المجتمع لحركية (ولو بطيئة) تتدخل فيها عناصر جديدة تجعلها تتطور نحو الأفضل، نحو علاقات تربوية أقل سلطوية، من هذه العناصر: الاحتكاك الذي وقع لمجتمعنا مع حضارات مختلفة، وبداية اتساع الحريات الفردية والعامة في المجتمع.
د ـ التنافر الحاصل بين المؤسسة التربوية ووسائل الاتصال الحديثة: فحضارة الصورة التي نعيشها اليوم، وثورة المعلوميات، تجعل الطفل منجذبا لمنتجاتها، مستسلما لمغرياتها، نظرا لما تقدمه له من تنشيط وحركية وصور جذابة وفرجة وتسلية، مما يجعل الطفل ينغمس بكل جوارحه في تعامله معها (من هذه الوسائل: الألعاب الإلكترونية وبعض برامج الحاسوب والأنترنيت، وبرامج القنوات الفضائية المختلفة). وفي مقابل هذا العالم المليء بالحركة والتنشيط والمتعة، يجد الطفل نفسه داخل المؤسسة التربوية أمام وسائل تعليمية بدائية غالبا ما تنحصر في السبورة والطباشير، وطرق تدريس عقيمة تعتمد على التلقين والحفظ والاستظهار... مما يجعل الطفل ينفر من هذه المؤسسات، ولا يُقبل عليها إلاّ مُكرها، مما يفتح المجال واسعا لممارسة مختلف أشكال العنف والعقاب لإرغام الطفل على "التكيف" مع هذا "العالم التربوي" الذي لا يلبي حاجياته ورغباته ...
ج ـ إكراهات تتحمل مسؤوليتها المنظومة التربوية ببلادنا، أذكر منها:
1 ـ اكتظاظ الأقسام بالأطفال يساهم في خلق علاقات تربوية غير سليمة بين المربين أو المدرسين والأطفال، كما يعد أرضية خصبة لتفشي كل أشكال العنف بما فيها العقاب البدني واللفظي.
2 ـ ضعف إمكانيات المؤسسة التربوية، وندرة الوسائل التعليمية المناسبة، يساهم في تكريس طرق تقليدية في التربية، مما يضطر المربين إلى اللجوء إلى بعض أشكال العقاب "لإرغام" الأطفال على مسايرة دروسهم ... فالاستغناء عن العقاب البدني يتطلب من المدرس - بالإضافة إلى خبرته البيداغوجية- توفره على وسائل تعليمية حديثة.
3 ـ إكراهات تتعلق بالبرامج التعليمية واستعمالات الزمن: فكثافة البرامج الدراسية وتنوعها، يجعل الكثير من المدرسين – تحت ضغط التوجيهات الرسمية- لا يفكرون إلا في تنفيذها في الآجال المحددة لها بغض النظر عن مدى تحقق أهدافها الموجهة لتربية الطفل وتنمية قدراته المختلفة. كما أن بعض استعمالات الزمن في التعليم الابتدائي وُضعت لتغطية الخصاص الحاصل في الحجرات الدراسية، فأصبحت الحجرة الواحدة تتسع لقسمين أو ثلاثة أقسام بالتناوب (الصيغتين الثانية والثالثة)، بحيث يدرس فيها التلاميذ ومدرسوهم طوال اليوم الدراسي، بدون انقطاع. مما يجعل تغذيتهم غير منتظمة، لأن الفترة الزوالية مستغرقة بالدراسة، فالطفل إما أن يخرج من المدرسة في الساعة الواحدة وإما أن يلجها في نفس التوقيت. وهذا بحد ذاته يمثل عقوبة قاسية للأطفال ولمدرسيهم في نفس الآن.
4 ـ إكراهات المراقبة التربوية والإدارية التي كثيرا ما تلحّ على الإنجاز الحرفي لكل أهداف الدرس المسطرة في الجذاذات.
5 ـ مراعاة كثير من مؤسسات التعليم الأولي لرغبات ومتطلبات أولياء أمور التلاميذ، بناء على حسابات الربح والخسارة المادية، يكون أحيانا على حساب جوانب بيداغوجية تربوية. فالكثير من أولياء أمور التلاميذ يقيسون مدى نجاح تربية أبنائهم بمدى حفظهم لكم هائل من المحفوظات بالعربية وبلغات أجنبية، وهو مقياس خاطئ بالنظر إلى ما تتطلبه مرحلة نمو الطفل في التعليم الأولي من الاعتماد بالدرجة الأولى على أنشطة حسية حركية يقوم المربون من خلالها بحفز الأطفال على البناء التدريجي لمختلف المفاهيم الأولية التي تهيئهم لاستيعاب البرامج التعليمية في مرحلة التعليم الابتدائي كما تلبي حاجياتهم المتعلقة بمستوى نضجهم.
IIـ الموقف من العقاب:
1 ـ حجج المؤيدين للعقاب: غالبا ما يدافع المؤيدون لوسيلة العقاب البدني في التربية عن موقفهم بالأدلة الآتية:
ـ ما دام العقاب البدني شائعا في المجتمع والأسرة، يستحيل إزالته من المؤسسة التربوية، وإلا أصبحت هذه الأخيرة مجالا لتفريغ شحنات الطفل نتيجة العنف الممارس عليه خارج المؤسسة. لأن الطفل في هذه الحالة لا يرتدع بوسائل أخرى غير العقاب... لذلك علينا أن نفكر في محاربة كل الأساليب العنيفة في تعاملنا مع الطفل خارج المدرسة قبل الشروع في ذلك داخلها.
ـ العقاب وسيلة ناجعة لتقويم سلوك الطفل، وإلا سقط في الانحلال، فيصبح مدللا. لذا لا يجب إطلاق العنان لنزعات الطفل الفجة...
ـ العقاب يساهم في تقوية مكانة وشخصية المدرس أو المربي، وانعدامه يؤدي إلى ضُعفها.(10)
وتجدر الملاحظة بهذا الخصوص إلى أن أغلب المؤيدين للعقاب، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، يتحدثون عن العقاب التربوي المعتدل وغير المبالغ فيه، والذي لا ينعكس سلبيا على شخصية المتعلم.
2 ـ حجج الرافضين للعقاب البدني:
ـ العقاب وسيلة بدائية لا تتناسب مع التطور الحضاري الذي عرفته الإنسانية...
ـ العقاب يؤدي إلى تمرير الراشد للطفل لمبدأ غير أخلاقي هو أن الحق للأقوى، فالراشد يعاقب لأنه الأكبر والأقوى. وهذا يلغي فضيلة الحوار وأسلوب الإقناع والاقتناع.
ـ تركيز المربي على العقاب يؤدي إلى الانتباه للأخطاء فقط، وإهمال الدعم والتشجيع.(اعتبار الطفل متهما إلى أن تثبت براءته).
ـ الطفل المُعاقَب يُحِسّ بلا جدوى القيام بأي مجهود جديد، خشية الوقوع في الخطأ الذي تتلوه العقوبة.
ـ العقاب العنيف له انعكاسات خطيرة على شخصية الطفل ومستقبله، فهو يؤدي به إلى:
*فقدان الثقة في النفس. *الانطواء والخجل. *عدم القدرة على المواجهة. *عدم القدرة على تحمل المسؤولية. *كراهية المُربِّي والمؤسسة التربوية. *ينشأ الطفل على الخوف أو التمرد والعصيان. *التسرب الدراسي أو عدم التوافق الدراسي.(11)
ـ العقاب لا يفرض احتراما حقيقيا للمدرس من طرف الأطفال المعاقبين، بل هو احترام مصطنع، كما أن أفضل السبل لتقوية شخصية المدرس يكون بالتعامل التربوي الإنساني، لا بممارسة أية سلطة قهرية.
ـ إذا كان العقاب سائدا في المجتمع والأسرة لأسباب عديدة، فإن المؤسسة التربوية عليها أن لا تعيد إنتاج القيم السلبية السائدة، لتكون رائدة في مجال تنمية المجتمع وتطويره وتحديثه.
خلاصة:
ُيجمع كل الفاعلين التربويين على خطورة العقاب البدني المبالغ فيه على تكوين شخصية الطفل. إلا أن العقاب إذا خضع لقيود تربوية صارمة، يمكنه أن يكون مفيدا في تربية الأطفال، كما سنرى ذلك من خلال آراء بعض علماء النفس والتربية.
وجهة نظر عالم النفس دانييل لومبير (Daniel Lambert) (12):
بعد تأكيده على خطورة العقاب العنيف للأطفال، يرى دانييل لومبير أن العقاب، ليكون تربويا، لا بد للمربي من اتباع المعايير الآتية:
ـ يجب أن يرتبط العقاب بهدف رئيسي، وهو أن يستوعب الطفل أننا غير راضين عن سلوك معين لكي لا يُعيده.
ـ يجب أن تحصل العقوبة مباشرة بعد السلوك الخطأ، لأن مفهوم الزمن لدى الأطفال الصغار يختلف عن مفهوم الكبار له.
ـ علينا أن نقيم ربطا منطقيا بين العقوبة والخطأ المرتكب.
ـ يجب الثبات فيما نطالب به الطفل، وعدم نسيان أو تغيير طلباتنا.
ـ علينا أن نتأكد من أن ما نطالب به الأطفال ممكن التحقق ومناسب لسنهم.
ـ أن نتأكد من أن عقوباتنا لا تحمل أي أعراض جانبية أو تأثيرات سلبية على الأطفال.
ويضيف بعض الباحثين (13) معايير أخرى ك:
ـ ضرورة أن يتناسب العقاب مع درجة الإساءة أو الخطأ، لا مع درجة مخالفة أو مضايقة الراشد وغضبه، لأن العقاب لا يجب أن يكون انتقاما أو تنفيسا عن غضب الراشد وانفعاله.
ـ عدم إهانة الأطفال أو تهديدهم أو تجريمهم.
ـ إشراك الأطفال في إصلاح أخطائهم، كلما تأتى لنا ذلك.
ـ تفادي مطالبة الأطفال بوُعُود لن يتمكنوا من الالتزام بها، أو أن نطلب منهم المسامحة والاعتذار عن موقف لا يفهمونه.
وجهة نظر الباحث الإيراني محمد تقي فلسفي (14):
يؤكد هذا الباحث أن لا جدوى من العقاب البدني، بل له تأثيرات سلبية على الطفل، لذلك دعت تعاليمنا الإسلامية إلى تجنبه. كما يرى<<أن للعقوبات التي تُرجَّحُ فيها الوسائل العاطفية والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيرا كبيراً، ففي مثل هذه العقوبات بدلا من أن يُحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره، فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعره وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة>>(15)
لعل أهم ما يمكن استخلاصه من كل ما سبق، هو أن للعقاب البدني العنيف عواقب خطيرة على نمو الطفل وتكوين شخصيته، وإن كان لا بد لنا كراشدين (مربين أو مدرسين أو آباء وأمهات) من تقويم أي انحراف في سلوك أطفالنا، فليكن ذلك بأساليب تربوية تحفظ كرامتهم وتصون حقوقهم، وتهيئهم لتحمل المسؤوليات الجسيمة التي تنتظرهم في بناء عالم الغد المُفعم بالتحديات.
بارك الله فيك يا كمال شكرا على هذه المشاركة الرائعة شكرا شكرا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir