تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنت قطعة من فهمي.. و لم تفهمني بعد


محمد داود
2011-02-17, 11:01
أنت قطعة من فهمي و لم تفهمني بعد
داخلي/ ظلام دامس و أوجاع..
المكان الهيكل العظمي لإنسان.. يقال عنه انه شاعر..
في أعالي بنايته * عقل يمتد , كالمد في القصر
أو كالعمود في الحصر , يهب لصاحبه شيئا مطلقا
يأتي دائما بعد أغنية الغمام.
كان ذلك قبل العناء
كانت تأتيه الحكمة بفصوصها متعلقة بمنطق النور
حتى أن السديم يورق فيها
و يقطف نسيمات , يسجي بها السرو...
ما اعظمك من هيكل ينهل الصلاح للجسم
منذ البدء
فوقه الهواء
و تحتك البرودة الملساء
يقول الشاعر الشعبي * قدور العالمي
* لو تنظر ما تحتك يا كثير لأنجاس
لو لا الثوب الساتر الحشايم..
لقطة كبيرة : غير بعيد, يستقر * القلب
سلطان الذات, في عرش معمور
يحقن الجسد عافية و عاقبة
تتجاذبه المفازة بينه و بين الآجلة...
لقطة بعيدة: في لمحة بصر..يكتسي الهيكل العظمي لحما طريا
و لباسا شهيا , و نراه يجلس على أرض معشوشبة
و يضع أمامه * عقله و * قلبه
الانسان * يكلم عقله:
قبل أن أسافر , تحدد لي المعالم و الطريق
فتدلني دون ان ترهقني, كالطين في الماء
تأتي النهاية , و تذب البداية
تتساوى فيك وقع الصبايا , و تفترش غمدا من حرير...
مخبوء فيه شارتين من حنين..
العقل - البحث في الظلمة
لا يدركه البصر , و كلما سألت عن المجيء
كان سؤالك مسبوق بقوافل من الظنون
الانسان:
أنحني , و لا تهاجم من يلجمك
كالخيال في الخيال, و كالمجال في الرحال
و كالوصال بلا إذلال.
العقل:
لا بأس أن أصيغ كلامي في شكل أفضل
أنا العقل
و أقبل , بكل تنازل الا الحيل
و بكل تصرفاتك الغريبة , من كلام, من افعال, من خصال
أنت قطعة من فهمي , و لم تفهمني بعد..
الانسان:
لو لم تكن على رأس غرفة الإدارة
لأخرجتك الى سعادة لا تعرفها..
و لا ازج بنفسي معك, لأنني اعرف انك...لن تقبل بي لأغسلك و أطبخك كيفهما يشتهيه مرادك.
* فجأة... يتدخل القلب: أني اسمع تحاوركما
و ليس بالضرورة ان أراكما
لأنني مثلكما في الهرولة, و أخالفكما كمضغة
تتحكم في ألفاظكما, و لا أضيع ...زمام أمري
العقل:
أهلا ... بالقلب, و بموقعك على يساري
لا أظن أنك الوحيد الذي تتألم.
* تجهش * النفس بالبكاء
حتى يصل دمعها العقل و القلب
و هذا..دون علم الإنسان...و في غفلته.
النفس:
أنا دائما مغلوبة على أمري, سينفذ صبري
و أحيك لكما.. غضب, و لا أقبل أن يستهزأ بي..
القلب:
أصفحي عنا, يا جارتي في الموقع
لم أكن أعلم بوجودك, و أنت تحملين العناء الثقيل
ثمة أشياء تثيرنا ...حقا
عند تفوه الأفكار لتجنح ذات اليمين و الشمال
لتلجم الأقوال في سؤال...
النفس:
اطمئن ايها القلب , سيفرحك الخبر الذي سيعلن عن قريب
و الذي احمل اليك منه...بعضه
إنني لا أسعى الا لما فيه الخير لي و لك و لكم و لهم...
العقل: * مخففا القلق الذي عم المكان...
لقد عثرت أخيرا على من تبرق عيناها و يخفق قلبها للصدق
و تصرح به مرة واحدة في العمر , قالت كل شيء
و ليست تخبئ أي شيء , فجاء التسليم مطلقا
يختلف ... في اللون و المظهر و المقصود و المراد..
* احتذم النقاش بين: القلب و العقل و النفس و الجسم و الأفكار...
(و يكتم الانسان صيحته التي تكاد تفلت منه
الفجيعة
و العطش
و عهدك
و الصفاء
و الصدى
ينبع من شفتيك
و الأسماء
و ترنو العيون
لما ترى
و لا أسأل
من هم الفرقاء
و ويح للسؤال
من السؤال...
لقطة:
يتقدم البستاني صاحب الأرض التي يجلس عليها الإنسان و هو يحدث قلبه و عقله المطروحان أمامه فيقول: * بالعامية الجزائرية*
واش بيك أهبلت؟
مخرج عقلك و قلبك.. و حاطهم قدامك
واش حبيت تفزع الناس؟
يا الله ..أرفد روحك من أرضي
و روح بعيد و اهبل كي ما تحب
ما تهبلش قدامي..نحصل فيك .. و بيك..
لقطة
يجمع الإنسان أحواله..و ينسحب دون إتمام أشغاله
و ينتهي بهذا مشهدنا..و تندثر أبطاله.
محمد داود