a-yacine
2008-08-10, 19:48
علو الهمـــة
• الهمة : هي الباعث على الفعل وتوصف بعلو أو سفول ، فمنها من تكون عالية ومنها من تكون قاصرة إلى أسوأ الدرجات .
قال بن القيم رحمه الله: علو الهمة ألا تقف ( أي النفس ) دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية .
• مراتب الهمم:
1.فمن الناس يطلب المعالي بلسانه وليس له همةً في الوصول إليها
2.ومن الناس من لا يطلب إلا سفاسف الأمور ودناياها .
3. ومن الناس من تسمو به مطالبه إلى ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
• ومراتب الهمة متفاوتة فيما يلي:
1. همة لا تسعف صاحبها لقضاء حوائجه الأساسية .
2.همة ترقى بصاحبها إلى قضاء الحوائج والسعي في الأرض وأداء الفروض .
3.الجهل بكيفية استثمار الهمة .
4.ومن الناس من تتجاوز به همته واقع الناس وتتعداه وهذه نادرة في دنيا البشر .
قال ابن القيم "ولله الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها فهمة متعلقة بالعرش وهمة حائمة حول الأنتان والحُش(أي بيت الخلاء).
ولك أن تعرف تفاوت همم الناس عندما تنظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "سل" فقال "أسألك رفقتك في الجنة"
قال أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى :
على قدر أهل العـزم تـأتي العزائم *** وتـأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم .
• أهمية علو الهمة في الإنسان :
هي عمود أمر الإنسان والأمر المهم في دنياه ، ولنا في ذلك الأمر النظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما حققه في ربع قرن ومن بعده من الخلفاء والسلف الصالح، وما وصلوا إليه من المراتب العليا في العبادة ،والزهد، والبعد عن سفاسف الأمور.
فأصحاب الهمم يعتمد عليهم وتناط بهم الأمور الصعبة، ومن علت همته كان قدوةً للناس من حوله، فأصحاب الهمم يغيرون طريقة حياة الأفراد والشعوب، فينهضون بالضعيف إلى القوة، وبالذليل إلى العزة ،وبالمضطهد إلى الحرية ،حيث يسمو بهم خلقهم إلى ذلك
• وسائل ترقية الهمة :
1- المجاهدة قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ...[69 [سورة العنكبوت
2-الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله تعالى:فهو المسئول سبحانه أن يقوى إرادتنا، ويعلى همتنا، ويرفع درجاتنا.
3-اعتراف الشخص بقصور همته، وأنه لابد له أن يطورها، ويعلو بها :
فهذان الأمران:
أ / الاعتراف بقصور الهمّة.
ب/ واعتقاد إمكانية تطويرها ..
عاملان مهمان لابد منهما في محاولة تطوير الهمّة
4- قراءة سير سلف الأمة : وقال محمد بن على السلمي:'قمت ليلة سحرًا لآخذ النوبة على ابن الأَخرم، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئًا، ولم تدركني النوبة إلى العصر'.
5- مصاحبة صاحب الهمّة العالية: إذ كل قرين بالمقارن يقتدي والصاحب ساحب .
6- مراجعة جدول الأعمال اليومي، ومراعاة الأولويات، والأهم فالمهم
7- التنافس والتنازع بين الشخص وهمته: أن يضع بينه وبين همته تحدياً بأن يضيف أعباءّ لنفسه وأن يحسن اختيارها .
-8 الدأب في تحصيل الكمالات والتشوق إلى المعرفة
قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز: 'إن نفسي تواقة، وإنها لم تعط من الدنيا شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل منه – يعنى الجنة'.
9- الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمّة وتضييعها: كثير من الصالحين تضيع طاقاتهم في أمور لا تعود عليهم بالنفع بل قد يكون فيها كثير من الضرر، فمن صورها :
أ-كثرة الزيارة للأصحاب بدون هدف شرعي صحيح.
ب-المبالغة في تحصيل المال .
ج-تكليف النفس بأمور لا ضرور لها
د-كثرة التمتع بالمباح، والترف الزائد، والترفل في النعيم، وكل هذه الأمور من العوامل الفتاكة القاضية على الهمّة .
ه-الاستجابة للصوارف الأسرية .
د-التسويف: وهو داء عضال ومرض قتال، إذ أن 'سوف' جند من جنود إبليس.
و-الكسل والفتور: 'لا بد للمرء من البعد عن الكسل لأنه قاتل للهمّة مذهب لها .
ك-ملاحظة الخلق والاغترار بهم
• العلامات الدالة على علو همة الشخص:
1. تحرّقه على ما مضى من أيامه.
2. كثرة همومه، وتألمه لحال المسلمين .
3. وتقديم الحلول والاقتراحات .
4. طلبه للمعالي دائمًا
5. كثرة شكواه من ضيق الوقت .
6. قوة عزمه وثبات رأيه وقلة تردده .
• محاذير موجهة لأهل الهمّة العالية:
أ- أن لا يكلف نفسه بعدة أعمال في وقت واحد .
ب- صاحب الهمة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته فعليه ألا يلتفت إليها .
ت- أن يعلم أنه معرض لسهام العين والحسد فعليه بالأذكار المشروعة .
ث- أن لا ينظر ولا يغتاب بتدني همم الناس .
ج- أن يحذر من التفريط بحقوق الأهل والأقارب .
ح- عدم الاندفاع والحماس الزائد لأن ذلك يسبب كثرة الأخطاء .
خ- عدم الالتفات إلى المؤثرات والمثبطات .
د- لابد لصاحب الهمة العالية من المداومة على الأعمال .
ختاماً أسال الله تعالى أن يجعلني والقارئين من أهل الهمة العالية .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
عن كتاب الهمة طريق إلى القمة لمؤلف د/ محمد موسى الشريف
• الهمة : هي الباعث على الفعل وتوصف بعلو أو سفول ، فمنها من تكون عالية ومنها من تكون قاصرة إلى أسوأ الدرجات .
قال بن القيم رحمه الله: علو الهمة ألا تقف ( أي النفس ) دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية .
• مراتب الهمم:
1.فمن الناس يطلب المعالي بلسانه وليس له همةً في الوصول إليها
2.ومن الناس من لا يطلب إلا سفاسف الأمور ودناياها .
3. ومن الناس من تسمو به مطالبه إلى ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
• ومراتب الهمة متفاوتة فيما يلي:
1. همة لا تسعف صاحبها لقضاء حوائجه الأساسية .
2.همة ترقى بصاحبها إلى قضاء الحوائج والسعي في الأرض وأداء الفروض .
3.الجهل بكيفية استثمار الهمة .
4.ومن الناس من تتجاوز به همته واقع الناس وتتعداه وهذه نادرة في دنيا البشر .
قال ابن القيم "ولله الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها فهمة متعلقة بالعرش وهمة حائمة حول الأنتان والحُش(أي بيت الخلاء).
ولك أن تعرف تفاوت همم الناس عندما تنظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "سل" فقال "أسألك رفقتك في الجنة"
قال أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى :
على قدر أهل العـزم تـأتي العزائم *** وتـأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم .
• أهمية علو الهمة في الإنسان :
هي عمود أمر الإنسان والأمر المهم في دنياه ، ولنا في ذلك الأمر النظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وما حققه في ربع قرن ومن بعده من الخلفاء والسلف الصالح، وما وصلوا إليه من المراتب العليا في العبادة ،والزهد، والبعد عن سفاسف الأمور.
فأصحاب الهمم يعتمد عليهم وتناط بهم الأمور الصعبة، ومن علت همته كان قدوةً للناس من حوله، فأصحاب الهمم يغيرون طريقة حياة الأفراد والشعوب، فينهضون بالضعيف إلى القوة، وبالذليل إلى العزة ،وبالمضطهد إلى الحرية ،حيث يسمو بهم خلقهم إلى ذلك
• وسائل ترقية الهمة :
1- المجاهدة قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ...[69 [سورة العنكبوت
2-الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله تعالى:فهو المسئول سبحانه أن يقوى إرادتنا، ويعلى همتنا، ويرفع درجاتنا.
3-اعتراف الشخص بقصور همته، وأنه لابد له أن يطورها، ويعلو بها :
فهذان الأمران:
أ / الاعتراف بقصور الهمّة.
ب/ واعتقاد إمكانية تطويرها ..
عاملان مهمان لابد منهما في محاولة تطوير الهمّة
4- قراءة سير سلف الأمة : وقال محمد بن على السلمي:'قمت ليلة سحرًا لآخذ النوبة على ابن الأَخرم، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئًا، ولم تدركني النوبة إلى العصر'.
5- مصاحبة صاحب الهمّة العالية: إذ كل قرين بالمقارن يقتدي والصاحب ساحب .
6- مراجعة جدول الأعمال اليومي، ومراعاة الأولويات، والأهم فالمهم
7- التنافس والتنازع بين الشخص وهمته: أن يضع بينه وبين همته تحدياً بأن يضيف أعباءّ لنفسه وأن يحسن اختيارها .
-8 الدأب في تحصيل الكمالات والتشوق إلى المعرفة
قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز: 'إن نفسي تواقة، وإنها لم تعط من الدنيا شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل منه – يعنى الجنة'.
9- الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمّة وتضييعها: كثير من الصالحين تضيع طاقاتهم في أمور لا تعود عليهم بالنفع بل قد يكون فيها كثير من الضرر، فمن صورها :
أ-كثرة الزيارة للأصحاب بدون هدف شرعي صحيح.
ب-المبالغة في تحصيل المال .
ج-تكليف النفس بأمور لا ضرور لها
د-كثرة التمتع بالمباح، والترف الزائد، والترفل في النعيم، وكل هذه الأمور من العوامل الفتاكة القاضية على الهمّة .
ه-الاستجابة للصوارف الأسرية .
د-التسويف: وهو داء عضال ومرض قتال، إذ أن 'سوف' جند من جنود إبليس.
و-الكسل والفتور: 'لا بد للمرء من البعد عن الكسل لأنه قاتل للهمّة مذهب لها .
ك-ملاحظة الخلق والاغترار بهم
• العلامات الدالة على علو همة الشخص:
1. تحرّقه على ما مضى من أيامه.
2. كثرة همومه، وتألمه لحال المسلمين .
3. وتقديم الحلول والاقتراحات .
4. طلبه للمعالي دائمًا
5. كثرة شكواه من ضيق الوقت .
6. قوة عزمه وثبات رأيه وقلة تردده .
• محاذير موجهة لأهل الهمّة العالية:
أ- أن لا يكلف نفسه بعدة أعمال في وقت واحد .
ب- صاحب الهمة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته فعليه ألا يلتفت إليها .
ت- أن يعلم أنه معرض لسهام العين والحسد فعليه بالأذكار المشروعة .
ث- أن لا ينظر ولا يغتاب بتدني همم الناس .
ج- أن يحذر من التفريط بحقوق الأهل والأقارب .
ح- عدم الاندفاع والحماس الزائد لأن ذلك يسبب كثرة الأخطاء .
خ- عدم الالتفات إلى المؤثرات والمثبطات .
د- لابد لصاحب الهمة العالية من المداومة على الأعمال .
ختاماً أسال الله تعالى أن يجعلني والقارئين من أهل الهمة العالية .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
عن كتاب الهمة طريق إلى القمة لمؤلف د/ محمد موسى الشريف